الاثنين، 4 نوفمبر 2024

ملاكي الحارس

تأليف : امل شانوحة 

الموهبة المشؤومة


عندما قرآ إعلاناً عن مسابقة أدبيّة بالجامعة ، إقترح صديقه المشاركة..

فردّ احمد : وما دخلنا بالموضوع ؟! فتخصّصنا الفيزياء .. ثم بحياتي كلّها لم أهتم بالمواد الأدبيّة ، وأمي من كتبت مواضيع الإنشاء من مرحلتي الإبتدائيّة حتى الثانويّة 

- دعنا نشارك ، لن نخسر شيئاً .. فالجائزة هي خصم نصف ثمن الوجبات بالكافتيريا لمدة شهر ، وهذا سيخفّف علينا مصاريف الدراسة


فوضع احمد اسمه مع زميله في لائحة المشاركين بالمسابقة التي ستقام بقاعة الإمتحانات ، في منتصف العام الأخير قبل تخرّجهما الجامعيّ 

***


وفي موعد المسابقة .. جلس احمد متوتّراً وهو يراقب بقيّة الطلّاب المُتحمّسين لموضوع التعبير.. وحين وصلت ورقته ، كان فيها سؤالاً واحداً :

((أُكتب عن حادثة علقت بالذاكرة ، سواءً جيدة ام سيئة))


ففكّر قليلاً ، قبل كتابة ما حصل في ليلته الأولى بالغربة التي سافر اليها في طفولته ، مُبتعداً عن بلدته التي تعاني من حربٍ أهليّة .. مُعبّراً عن ضيقه من السكون الذي لم يعتدّه في سنواته السبع التي عاشها في خُضمّ المعارك .. حتى انه اضّطر لوضع منبّه تحت وسادته لكيّ ينام ، بعد ان ازعجه الهدوء الغريب في بلاد الغربة ! واصفاً ايامه في ملجأ عمارته المُظلم ، العابق برائحة الرطوبة ..والمُضاء بالشموع وهو يلعب مع اقرانه بهدوء ، مُراقباً النّسوة اللآتي يستمعنّ لنشرة الأخبار بخوفٍ وترقّب ، تاركين ازواجهم في الشقق العلويّة المُعرّضة لقصف طيران العدوّ

^^^


وكم كانت صدمته كبيرة حين حصل على جائزة المسابقة ، فهي المرّة الأولى التي يكتب فيها بحياته ! والأغرب انه كتب بسلالةٍ ويسر ، كأنه مُعتادٌ على ذلك ! 


ثم تجاهل موهبته ، لحين تخرّجه .. وبعدها انشغل في البحث عن وظيفةٍ ادرايّة ، غير آبهٍ بالصوت الباطني الذي يلاحقه اثناء استيقاظه وفي نومه ايضاً ، الذي يحثّه على متابعة الكتابة ، كونها مصدر رزقه الوحيد !

***


وبعد شهور من فشله بإيجاد وظيفةٍ لائقة ، رضخ لكتابة قصةٍ ثانية بعد ان منعه الصوت من النوم تلك الليلة !

وسرعان ما انسابت الكلمات من قلمه بسهولةٍ وإتقان ، كأنه وُلد ليكون كاتباً ! خاصة بوجود الصوت الذي يسمعه بوضوح في عقله وهو يتلوّ عليه احداث القصة ، بينما يتخيّلها عقله كأنه يشاهد فيلماً في قاعة سينما ! 


وعندما قرأتها والدته وإخوته ، أثنوا على جمال قصته الإستثنائيّة ! وبدأوا بتشجّيعه لتطوير موهبته الكتابيّة .. مما اعطاه الجرأة لفتح مدوّنة خاصة بالقصص القصيرة التي شاهد أحداثها كمقاطع سينمائيّة في مناماته المتكرّرة ، ظناً بأنها هبة تخصّ جميع الكتّاب !  

حتى ذاع صيته بين الأدباء بعد فوزه بعدّة مسابقات في المواقع المُتخصّصة بالكتابة ، مما زاد ثقته بنفسه وتصميمه على امتهان تلك الموهبة 

***


لكن كل شيء تغيّر في إحدى الليالي الماطرة.. فبعد انهائه المسوّدة التي سمع حواراتها في ذهنه ، بدأ بتنقيحها : 

- حسناً سأزيل هذه الجملة ، فهي لم تعجبني 

لكن كلما أزالها ، تعود للظهور من جديد على صفحته !

- ماذا يحصل ؟ هل هو فيروس أصاب حاسوبي

وعندما حاول تصحيح إعراب الجملة ، سمع عتاباً واضحاً في اذنه :

- أعدّ كتابتها كما كانت !! الم يعلموك بالمدرسة ان إسم كان مرفوع وخبره منصوب ، ايها المُتخلّف ؟!! 

فانتفض احمد رعباً ، مُبتعداً عن مكتبه..

- من هناك ؟! من يتحدّث معي ؟!

لكنه لم يسمع شيئاً !

احمد : يا الهي ! بدأت أتوهّم .. من الأفضل الذهاب للنوم


فعاد الصوت ليأمره بإنهاء تصليح المسودّة .. لكنه تجاهل ذلك ، مُطفئاً الأنوار للنوم

^^^


وفي المنام .. شاهد زوبعة من الحروف العربيّة تلاحقه غاضبة ، وهو يحاول الهرب منها .. الى ان خرج من الزوبعة : ماردٌ أزرق بعيونٍ مخيفة ، وهو يأمره غاضباً :

- إستيقظ ، وانهي قصتي حالاً !! يبدو انني أخطأت باختيار كاتبٍ فاشلٍ مثلك لتمثيل موهبتي الفريدة

فسأله احمد بفزع : من انت ؟! ولماذا تلاحقني ؟!!


لكنه استيقظ قبل معرفته الإجابة .. ليجد نفسه يعود لمكتبه مُرغماً ، رغم نعاسه الشديد .. لإنهاء تصحيح المسودّة حسب اوامر الصوت ، دون اعتراضٍ او مقاومة ! 

وبعدها سمع الصوت يقول :

- أحسنت !! يمكنك العودة للنوم ، ايها الكسول


فألقى بجسده على السرير مُتهالكاً ، وغفى على الفور قبل بزوغ الفجر

***


وذات يوم.. واثناء قيادة سيارته ، عاد الصوت ليتردّد في ذهنه بفكرةٍ جديدة .. فحاول احمد حفظ تفاصيلها ، رغم تركيزه على القيادة وسط الزحام .. الى ان انفجر غاضباً :

- أُسكت ايها الصوت اللعين !! الا تراني اقود ؟ إنتظر ريثما اصل الى بيتي


وإذّ بمقوّد السيارة يتحرّك يميناً ويساراً ، مع مضاعفة السرعة التي اربكت احمد الذي تصبّب عرقاً من شدّة خوفه ، بعد فقده السيطرة على سيارته ..الى ان تمكّن بصعوبة من إيقافها جانباً !


وبعد استرداد انفاسه ، سمع الصوت يقول بعصبيّة :

- في المرة القادمة حينما أُشاركك افكاري الرائعة ، تتتوقف جانباً وتدوّنها بالحال !! الا يكفي انني اخترت كاتباً مجهولاً ، ليُمثّل افكاري العظيمة

احمد صارخاً بغضب : من انت ؟!! وماذا تريد مني ؟!

الصوت : فقط دوّن افكار القصة التالية دون جدال ، وإلاّ سيكون مصيرك المشفى بعد حادثٍ اليم ..او حتى الموت !! 

فبحث في درج سيارته بارتباك :

- لا يوجد ورقة وقلم

الصوت : هل انت مُتخلّف ؟! إفتح مذكّرة جوالك ، واكتب ما سأقوله لك


وبدأ احمد بتدوين نقاط القصة التالية طواعيةً ، خوفاً من الصوت المجهول الذي يسيّطر عليه !

***


وفي المساء ، أيقظه الصوت من جديد :

- يكفي هذا القدر من النوم !! هيا قُمّ لكتابة مسودّة القصة التي أعطيتك تفاصيلها ظهراً 

احمد بنعاس : سأكتبها صباحاً

بنبرةٍ آمرة : قلت الآن !! فالأمر ليس بيدك


وإذّ بأنوار الغرفة تُضاء وحدها ، مع ارتفاع صوت الموسيقى من جواله !

احمد بعصبيّة : كُفّ عن إزعاجي !!

الصوت : إنهض الى مكتبك وابدأ بكتابة المسودّة ، مُتضمّناً جميع النقاط التي دوّنتها بجوّالك .. لن أُعيد كلامي مرتيّن !!

فأزال احمد الغطاء عنه ، وهو يتمّتم بضيق : 

- يا الهي ! كم هو عنيد

^^^


ورغم نعاسه ، حاول كتابة مقدّمة القصة..

الصوت : ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟!

احمد بعصبية : اكتب قصتك اللعينة !!

- أتشتم ايضاً ؟!

- ماذا تريد مني ؟

الصوت : كل ما عليك فعله هو تدوين ما سأقوله لك ، كأنك في حصّة املاء..

- حسناً ، قلّ ما تريده 

وبدأ الكتابة خلفه بطواعيّة ، لعدم امتلاكه الطاقة للجدال

^^^


وفي منتصف القصة .. كتب احمد احد افكاره الخاصّة التي وجدها مناسبة لأحداث القصة الشيّقة .. ليتفاجأ بسطوره تُمسح وحدها من حاسوبه ! قبل سماعه صرخةً مدويّة في إذنه ..

احمد وهو يُغلق اذنيه بألم : ماذا تفعل ؟! أتريد جعلي أصمّاً ؟!

الصوت : انت تثير غضبي !! لما تكتب افكاراً لم أقلها ؟!

- لأني كاتب ، ومن حقي إضافة ما اراه مناسباً للقصة

- هذه قصتي انا !! وكل ما عليك فعله ، هو تدوين افكاري

احمد غاضباً : طالما الأمر كذلك ، فتعال ودوّنها بنفسك !!

- لوّ كان باستطاعي ، لما اخترتك ايها الفاشل !!

- هل انت روحٌ شريرة ، ام شيطانٌ لعين ؟!

الصوت : لا دخل لك بمن اكون .. ثم ما هذه الكلمة التي كتبتها بالسطر الثاني ؟


احمد باستهزاء : الا تفهم لغتنا ؟

- انا احفظ القاموس العربي عن ظهر قلب ، لكنها خاطئة املائيّاً .. الم يعلموك بالمدرسة كيف تُكتب الهمزة ؟

- كان عليك اختيار اديباً محترفاً للسيطرة عليه ، بدلاً مني 

الصوت : كان عليّ فعلاً فعل ذلك !! لا اختيار طالباً علميّاً ، لجعله اديباً مشهوراً 

- انا أصبحت كاتباً ، بسبب موهبتي الشخصيّة

- هل حقاً تصدّق هذه السخافة ؟

احمد : نعم !! وسأثبت ذلك ، إن تركتني وشأني .. فلا حاجة لأفكارك الغبيّة

- حسناً اذاً !! سأدعك تنشر قصتك التالية بالمدوّنة .. وسأترك القرّاء يربونك بتعليقاتهم اللاذعة

- بل ستنجح قصتي التالية ، وستندم على عدم استشارتي بقصصك الماضية  

الصوت باستهزاء : اذاً لنرى إن كنت صادقاً ام لا

***


وبالفعل ، إختفى الصوت لمدة شهر.. نشر فيهم احمد ٤ قصص في مدوّنته ، جميعها حصلت على نقدٍ لاذع من القرّاء الذين هدّدوا بترك مدوّنته بعد تردّي مستوى الأفكار فيها ! مما أجبر احمد على مناجاة الصوت مساءً ، بعد قلقه على مصير مدوّنته 

- ايها الصوت المجهول .. إن كنت تسمعني ، فعدّ لمخيّلتي من جديد


وهنا ظهر الصوت ، وهو يضحك ساخراً : 

- هل صدّقت الآن بأن قصصك نجحت بسبب افكاري المبدعة التي أوحيّت لك بها بشكلٍ مباشر او عن طريق مناماتٍ واضحة ؟ 

احمد : نعم ، صدّقت كلامك .. رجاءً أعطني فكرة جديدة ، قبل خسارة جميع متابعيّ

- اذاً أُكتب ورائي دون مناقشتي ، او قطع حبل افكاري

- حاضر سيدي

الصوت : ممتاز !! كُنّ مُطيعاً من اليوم فصاعداً .. وانا بالمقابل سأوصلك للشهرة التي تحلم بها

***


وذات يوم ، طلب منه الصوت الإشتراك بمسابقةٍ ادبيّة لأهم كتّاب العرب .. فشعر احمد بالترددّ ! لأن جميعهم كتّاب مشهورين ، بينما هو مازال مبتدئاً في هذا المجال .. لكن الصوت أصرّ عليه ، قائلاً :

- وهل تظن بأنك من سيُقدّم المسابقة بموهبتك الغير موجودة إلاّ في خيالك ؟ كل ما عليك فعله هو كتابة افكاري التي سترفعك لأعلى مستويات النجاح والشهرة

احمد بارتباك : دعنا نشترك في وقتٍ لاحق

- لايوجد وقت ، فالمسابقة ستُغلق باب التقديم خلال يومين فقط

- لديّ مشكلة عائلية ، وانا مشغول بها في الوقت الراهن 

الصوت : لا يهمّني امر عائلتك !! إشترك بالمسابقة وإلاّ سأحرق حاسوبك


وإذّ بصفحات الإنترنت تُفتح وحدها على حاسوبه ، كأن فيروساً ضرب ذاكرتها !

احمد بخوف : حسناً حسناً .. اهدأ رجاءً ، سأشترك الآن

الصوت : جيد !! وفي المرّة الثانية ، لا تعارضني ابداً.. هل فهمت؟!!

***


وبالفعل اشترك بالمسابقة ، التي دوّن فيها كل ما سمعه برأسه .. لتظهر النتيجة صادمة لبقيّة الأدباء بعد فوزه عليهم ، رغم حداثة عهده بالكتابة ! مما جعل الصحفيّون والإعلام يتناقلون إسمه بعد ان ذاع صيته ، عقب إختيار قصته من مخرجٍ مشهور لتحويلها الى فيلمٍ سينمائيّ !


حتى حواره بالمقابلات التلفزيونيّة ، كان مُجبراً على ترديد ما يسمعه في رأسه دون ان يكون له سلطة بما يقوله ، بعد ان هدّده الصوت بتركه في منتصف الطريق إن لم ينفّذ اوامره بالحرف الواحد ! 

ليصبح الصوت من ألدّ اعدائه ، بعد أن ظنّ في بداية مشواره الأدبي أنه ملاكه الحارس الذي يساعده على تطوير موهبته ! 

***


وبعد شهر من نجاحاته المتتالية .. زار احمد امه التي سألته بقلق :

- مالي اراك مهموماً ، رغم نجاحك الباهر الذي رفع رأسنا بين الناس؟!

احمد بحزن : هذه لعنة وليست موهبة

وأخبرها بمضايقات المارد الأزرق له !


الأم باستغرابٍ وقلق : يبدو انه حصل معك ، كما حصل مع جدتك ! فهي أخبرتنا بأن جنيّاً تلبّسها ، قبل إصابتها بالزهايمر

- وانا ظننت انني اكتسبت موهبتي منها !

- برأيّ إذهب لزيارتها ، لربما تذكّرت ما حصل معها

***


وفي دار العجزة ، لم تتعرّف جدته عليه في البداية .. لكن عندما أخبرها بما حصل ، تنهّدت بضيق :

- ذلك ليس ملاكك الحارس ، بل جني موهوب بالكتابة .. وانا الغبيّة حرّرته من معتقله


وأخبرته انه حينما كانت في رحلة مع مدرستها الثانويّة ، دخلت الى مكانٍ أثريّ مهجور لاستكشافه .. فوجدت قلماً قديماً مربوطاً بخيوطٍ ملوّنة ، فقامت بفكّها .. ومن وقتها ظهرت موهبة الكتابة لديها ! 


وبعد ان ذاع صيتها بين المدارس كأدبيّةٍ نابغة ، بدأ يتسلّط الصوت عليها وهو يأمرها بالكتابة وقتما يشاء : في آخر الليل .. وفي وقت امتحاناتها المدرسيّة .. وليلة زفافها .. او حين اهتمامها بإبنتها الرضيعة .. او بزياراتها العائليّة ، حيث يجبرها على مقاطعة حديث الزوّار لكتابة افكاره ! حتى بوقت العزاء ، مما جعل الأقارب يكرهونها لقلّة ذوقها معهم ! 


وعندما رفضت الكتابة له ، هدّدها بإذيّة عقلها الذي وهنت ذاكرته بعد سنوات ! لكن قبل إصابتها بالزهايمر في سنٍ مُبكرة ، قامت بدفن القلم بمكانه الأثريّ الذي وجدته فيه .. لكن يبدو هذا لم يمنعه الظهور لحفيدها الذي نصحته بإخراج القلم وحرقه في نفس المكان ، لربما يعود الجني لعالمه المخيف..


احمد : ولما عاقبوه في عالم الجن ؟!

جدته : لأنه كتب مقالات ثوريّة ضد الشياطين .. فقام أحد مشعوذينهم بحبسه داخل قلمه ! لأقوم بغبائي بتحريره.. ولأنه حُرم من الكتابة في عالمه ، فقد تسلّط على الكتّاب المبتدئيّن البشريين.. لذلك إحرق قلمه ، للتخلّص من شرّه

***


وفي صباح اليوم التالي ، ذهب احمد للمكان الأثريّ .. ووجد القلم الذي قام بحرقه .. لتعلو صرخاتٍ مؤلمة في ارجاء المكان المهجور ! قبل ظهور المارد الأزرق ، مهدّداً وهو يشعر بألمٍ شديد :  

- طالما أحرقت نصف جسمي ، وشوّهتني ! سأجعلك تندم الف مرة قبل موتك المُحتّم ، ايها البشريّ الحقير !! 

***


ثم اختفى المارد بضعة اسابيع ، فظن احمد انه تخلّص منه اخيراً.. قبل ان يجد نفسه يكتب شعارات ثوريّة للإطاحة بالحكومة على تويتر ، دون تمكّنه من مسحهم بأيّة طريقة !

ولم تمضي ايام ، حتى قبضت المخابرات عليه .. وزجوّه في المعتقل السياسي !

^^^


وفي سجنه الإنفراديّ ، في انتظار التحقيق معه..

ظهر المارد المشوّه في زاوية الزنزانة .. وبعد إطلاقه ضحكةً مُجلّجلة ، قال ساخراً:

- يا ناكرا الجميل .. فبعد أن شهرتك انت وجدّتك ، خطّطتما للتخلّص مني ..ظنّاً بموهبتكما المميزة ، ايها الفاشليّن !!


وهنا تلاعبت الكهرباء بالزنزانة..

فأكمل المارد كلامه : يبدو انهم يحضّرون آله الصعق.. وسيظلّوا يكهربونك حتى ينهار جسدك الهزيل

احمد باكياً بخوف : سأفعل كل ما تريده.. فقط رجاءً ، أخرجني من هنا !!

- لم تعدّ تفيدني ، بعد ان احترقت ورقتك .. فلا احد من المنتجين والمخرجين سيرغب التعامل معك بعد شتمك الدولة .. وكما أحرقتني وشوّهتني ، ستُصعق على مدى ايام وربما اسابيع ، عدا عن تعذيباتهم الأخرى .. وكما أفقدّت جدتك عقلها ، ستفقد انت حياتك .. لكني أعدك بزيارة قبرك النتن.

- لما تفعل هذا ؟!

الصوت : طالما قومي الجن استعانوا بالشياطين لمعاقبتي ، ومنعي من كتابة حتى القصص الرومنسية البريئة .. وكسروا قلمي ، وطردوني من عالمي ! فسأعاقب جميع الكتّاب البشريين ، كلاً حسب دوره

- رجاءً غيّر رأيك ، فمن غيري سيكتب افكارك الرائعة ؟

الصوت : وهل تظن انك الكاتب الوحيد بالبلد ؟ ..البارحة قمت ببحثٍ شامل ، لأرى من الطموح بين الكتّاب المبتدئين .. الى ان وجدّت مدوّنة لكاتبة .. ما اسمها ؟ .. أظن امل .. لحظة لأتأكّد


وأخرج المارد جواله ، وهو يبحث بالإنترنت : 

- اسم عائلتها غريب ، يبدو كأسماء الجن الهوائيين .. آه نعم ! شانوحة.. سأظهر قريباً في احلامها ، لإعطائها افكاري المبدعة .. حتى تغترّ بنفسها ، وتظن أنها موهوبة.. وعندما أوصلها للأوسكار ، أستعبدها لبقيّة حياتها .. فإما ان ترضى بأوامري الصارمة ، او تلقى مصيراً اسوء منك ومن جدّتك.. لأذهب اليها الآن .. اما انت !! فستكون ليلتك طويلة ومؤلمة ..وربما ليلتك الأخيرة ، قبل إجتماعي بك في الجحيم


ثم اختفى المارد مع دخول الحارسيّن ، قاما بتقيّد أحمد الذي حاول مقاومتهما باكياً.. قبل جرّه من قدميه الى غرفة التعذيب ، ليلقى مصيره المؤلم المجهول !


هناك 18 تعليقًا:

  1. مقدمة القصة حصلت معي .. فأمي من كتبت واجبات مادة الإنشاء من الإبتدائي حتى الثانوية لعدم اهتمامي بالمواد الأدبية ، فقد كنت ارغب ان اكون معلمة الرياضيات التي كنت بارعة فيها
    واول موضوع كتبته كان بامتحان الوزارة في الثانوية ، وهو ما كتبه البطل عن هدوء الغربة والحياة الصاخبة ببلد الحرب ، وكانت هذه اول قصة اكتبها بحياتي ، وحصلت على اعلى علامة بالتعبير ذلك الوقت !

    ردحذف
    الردود
    1. لانه كان تعبير بكلمات نابعة من القلب بقضية وطنية بان تفضل الحياة ببلد الحرب عن الحياة ببلد الغربة ، فالوطن يظل جميل مهما كان فيه من ألم فمع الايام نتاقلم مع ظروف الوطن لنكون اقوى من الظروف

      حذف
    2. اللهم احمي البلاد العربية من كل أذى ، ولا تحرمنا العيش في اوطاننا يا ارحم الراحمين

      حذف
    3. اللهم اميين

      حذف
  2. لا حول ولا قوه الا بالله ...كان قلبي حاسس من زمان 😭 ان كاتبتنا ملبوسه ..
    تعلمين ..لدي منذ زمن حارسه مشابهه ..قالوا انها جنيه عاشقه ..اراها حاليا في صوره ممثله اسمها دره ..وقبلها لسنوات طويله اخذت شكل فرجينيا ..وتتجسد بصوره ماديه احيانا ..
    ولكن لم تجلدين كاتبتنا ايتها الاديبه القاسيه ..
    الا يكفي ما لقينا ومانلقاه وما سنلقاه من جراح ..
    سطرتي رشاقۃ قلمك في هذه القصه ..
    اي.. اوميل ..ايتها الجنيۃ الناظمه ..
    تقييم ..الفارسات النبيلات ..
    ⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐


    ردحذف
    الردود
    1. نجمة الفارسة النبيلة ، هذا نيشان أفتخر به .. شكراً لك

      حذف
    2. لا تقلق.. فالدور سيأتيك بعد أمل

      ضحكة شريرة..

      حذف
    3. 😈...اممممممم ..هكذا اذن ..استاذ غلاب .. ليكن ..يعني لن امانع ..قلبي براح ياما شال ..😭

      حذف
  3. بداء احمد حياته بعالم بشري ملي بالشر والعدوان البشري ثم انتقل لعالم الجن وكانت نهايته.
    اعتقد ان البشر اكثر شر من الجن ، فعالم البشر اجرام ، فالبشر تسبب بألم بلد احمد بالكامل ، لكن الجن تسبب في ألم احمد وجدته فقط

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح أذى البشر اكثر بكثير من عالم الجن والشياطين وابليس نفسه ، مع الأسف !

      حذف
  4. يالهوي..
    ليش هيك السوداوية يا أستاذة أمولة يا أختي،
    في بداية القصة كنت مفكر المارد ملاك والنهاية جميلة، لكن كانت صادمة فعلاً..
    أدركت بعد إرادة السيطرة أنه جني
    ضحكتني جملة ( وأخرج المارد جواله وهو يبحث بالانترنت) المارد طلع من قراء المدونة

    تحياتي أستاذة أمل الهوائية

    ردحذف
    الردود
    1. سعيدة انها اعجبتك ، استاذ محمد

      حذف
    2. الله اعطى الجن قدرات تفوق البشر بكثير ، فإذا كان البشر اليوم لديهم انترنت وجوالات ، فياترى الجن اليوم ماذا لديهم من تقنيات للتواصل فيما بينهم وتوثيق معلوماتهم؟

      حذف
    3. حسب اقوال من انتقلوا لعالم الجن التي قرأتها بالإنترنت .. بعضهم يقول ان الجن يسبقونا بأعوام ، لذلك لديهم فكرة عن المستقبل .. والبعض الآخر يؤكّد ان عالمهم مازال بالعصور الوسطى بلا كهرباء ، ويستخدمون دوابهم بالتنقّل والتي تشبه احصنتنا وبغالنا لكن بشكلٍ مخيف !
      فمن منهم يقول الحقيقة ، الله اعلم !

      حذف
    4. عندما طلب النبي سليمان عليه السلام باحضار عرش بلقيس إليه كانت الاجابات بقول الله (قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين ، قال الذي عندهُ علم من الكتب أنا ءاتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك)

      كانت قدرة الجن بان تحضر عرش بلقيس بفترة زمنية قبل ان ينتهي اجتماع سليمان بالحاضرين

      كانت قدرة الانسان بالعلم بان يحضر عرش بلقيس بفترة زمنية اقل من رجوع رمش عين سليمان.

      من دون العلم فالجن لهم قدرات ليست بسيطة فهم قادرين على التواصل مع بعضهم باطراف الارض من دون الحاجة للتقنيات.
      اعتقد ان قول العصور الوسطى هو الصح ، فالجن لديهم قدرات من دون التقنيات وهم عالم سلام يعيشون على الفطرة فلا حاجة للتقنيات لانهم عالم العدل وليسا العدوان للقتل.

      (لديهم فكرة عن المستقبل)
      لانه لديهم قدرة على استراق السمع من السماء وهذا يمكنهم من معرفة المستقبل بدون اي تقنيات

      حذف
  5. امل القصه مذهله حقاً🤩

    ولكن ايستحق ملاكك الحارس هذه القصه القاسيه بعد كل ما فعله معك🥲

    هل جزاء الاحسان الا الاحساس

    عندما قلت لكِ يجب ان تكتبي قصه عن ملاكك الحاس كنت اقصد قصة لطيفه ظريفه وليست مخيفه عنيفه ..
    انظري له .. انه يبكي الان في الزاويه ههه

    ردحذف
    الردود
    1. لأنني حقاً لا اعرف مصدر الصوت او سبب احلامي الغريبة .. هل هو فعلاً ملاكاً يساعدني في عملي ، ام هو قريني ام جني مُتلبّسٌ بي ؟
      فكتبت القصة عن اسوء الإحتمالات !

      حذف

العرش اللاصق

تأليف : امل شانوحة  يوم الحساب إتصل بيدٍ مرتجفة بعد سماعه تكبيرات الثوّار في محيط قصره : ((الو سيدي .. لقد انتهى امري .. جنودي الجبناء هربوا...