الجمعة، 15 نوفمبر 2024

الجريمة الوحشيّة

تأليف : امل شانوحة 

الإتصال المخيف 


صوت طفلة : مرحبا

موظف خدمة الطوارئ : انت تتصلين بالشرطة ، يا صغيرة 

- امي وابي واخي الكبير لايستيقظون !

- ماذا تقصدين ؟

- بطانيّاتهم مُلطّخة بلونٍ احمر ، أظنها دماء ! انا خائفةٌ جداً

- رجاءً لا تبكي .. إخبريني بإسمك ؟

- ديانا

- وكم عمرك ؟

- ثماني سنوات

- وكم عمر اخيك ؟

- هو مراهق ، أظنه تعدّى 16 .. لا ادري بالضبط

- هل يوجد احدٌ غيرك في المنزل استطيع التحدّث معه ؟

- لا ، انا وحدي هنا.. وقد حاولت إيقاظهم ، لكنهم لم يتحرّكوا رغم صراخي بعلوّ صوتي .. لحظة ، سأكشف الغطاء عن ابي 

وفجأة ! سمع موظف الطوارئ صراخها المرعب :

- تكلّمي يا ديانا !! ماذا حصل ؟

فردّت بصوتٍ مرتجف ، وهي منهارة بالبكاء :

- وجه ابي مُشوّهاً تماماً !!

- إهدأي رجاءً .. الشرطة في طريقها اليك ..لا تقفلي الخط ، إبقي معي

^^^


وبعد دقائق .. سمع الموظف صوت افراد الشرطة وهم يقتحمون المنزل ، بعد كسرهم الباب الخارجيّ المُقفل بإحكام ! ليجدوا الفتاة ترتجف رعباً امام جثث اهلها الذين قتلوا بالرصاص .. بينما الأب مطعوناً في وجهه ورقبته ، بالإضافة لرصاصة في خاصرته !


وتمّ نقل ديانا الى مركز الشرطة ، للتحقيق بمجريّات الجريمة الغامضة لعدم عثورهم على سلاح الجريمة الذي يبدو انه كاتم الصوت ، لعدم سماع الجيران او ديانا طلقات الرصاص اثناء نومها داخل خزانة غرفتها !

***


وفي المركز ، سألها المحقّق :

- ولما تنامين داخل خزانة ملابسك ؟! 

فأجابت ديانا وهي تمسح دموعها : حلمت بكابوسٍ مخيف ، واختبأت بالخزانة .. ويبدو انني غفوت هناك !

- ولما لم تذهبي لغرفة والديك ، طالما ارعبك الكابوس ؟

- كنت اذهب اليهما سابقاً .. لكن ابي منعني ، لأنني ايقظه دائماً .. وهو لديه عملٌ في الصباح  

المحقق : واثناء نومك بالخزانة ، الم تسمعي صوت رصاص ؟

- لا

- ولا صراخ اهلك ؟

- لا

المحقق : ولم تسمعي اصوات غريبة ؟

- مثل ماذا ؟!

- صوت لصّ يقتحم المنزل ؟

ديانا : لم استيقظ إلاّ صباحاً ، بعد تأخّري عن المدرسة !


ثم انهارت بالبكاء ، وهي تسأله :

- هل ماتوا جميعاً ؟!!

المحقق : للأسف نعم

- وماذا سيحصل لي ؟

- علمنا ان لديك عمّ .. فهو قدِمَ للمركز قبل قليل ، بعد أن اخبروه الجيران بوجود سيارات شرطة قرب منزل والدك

ديانا : وهل سأرافقه الى منزله ؟

- ليس قبل سؤالنا عنه .. الى ذلك الحين ، ستذهبين مع الإخصّائيّة الإجتماعيّة

- هل ستضعونني في الميتم ؟!

المحقق : لوقتٍ قصير ، لحين بتّ المحكمة في امرك

- وهل ستمسكوا القاتل ؟

- نحن نعمل على ذلك ، يا صغيرتي

***


ورغم مرور الوقت إلاّ أن فريق البحث الجنائي لم يجدوا بصماتٍ غريبة في غرف القتلى ! كما لا أثر لاقتحام المنزل ، رغم شكّ المحقّق بالعم الذي رفع قضيّة ضدّ اخيه في بداية السنة ، للحصول على نصيبه من ميراث والده الذي كتب كل املاكه بإسم ابنه الكبير (والد ديانا) ..لكن كاميرا الشارع القريبة من منزله ، تُثبت بقائه هناك طوال ليلة الجريمة ! 

كما لم تقترب سيارة غريبة من منزل ديانا ليلاً ، حسب الكاميرا الخارجيّة للمتجر المقابل لهم ، مما يزيد الأمر تعقيداً !

***


بعد اسبوعين .. تمّ القبض على رجلٍ حاول خطف ديانا من الميتم ، لولا صراخ الفتاة (التي بجانب سريرها) بعد رؤيتها للرجل الملثّم وهو يحمل ديانا (بعد تخديرها) مما ايقظ بقيّة الأولاد .. وهذا ارعب الخاطف الذي حاول القفز من فوق سور الميتم .. ليسقط بقوّة على الأرض ، ويكسر قدمه!

***


وبعد التحقيق معه .. إعترف بأن العم دفع ثمن الخطف ، كيّ لا تبقى في الميتم بعد رفض المحكمة حضانته ، عقب شهادة زملائه بإدمانه القمار ! مما زاد شكّ المحقّق على إنه قاتل اخيه .. للحصول على الميراث ، ودفع ديون القمار التي تراكمت عليه.. لكن طالما هو مديون ، فلما يريد زيادة مسؤوليّاته بتبنّي ابنة أخيه ؟! 


وبعد رفض العم الإجابة على تساؤلات المحقّق ، كثّف الأخير بحثه : ليعلم بأن الجد خصّص قصره لحفيدته المفضّلة التي ستحصل عليه بعد بلوغها سن ١٨.. وربما لهذا لم تُقتل مع بقيّة عائلتها ، مما يؤكّد تورّط العم بالجريمة .. والذي تمّ توقيفه على ذمّة التحقيق ، ليوم المحاكمة

***


وفي المحكمة .. رفض العم عقوبة السجن لعشرين سنة بتهمة قتل اخيه وعائلته ، صارخاً باعتراض :

- حاسبوني فقط على محاولة خطف ديانا من الميتم .. فهي من قتلت عائلتها ، وليس انا !!

لتقف ديانا وهي تقول :

- انت من علّمتني إستخدام السلاح الذي أعطيتني ايّاه لارتكاب الجريمة !!


وجاء كلامها صادماً لكل من تواجد بقاعة المحكمة ، بمن فيهم موظف خدمة الطوارئ الذي كان ينوي تبنّيها مع زوجته العقيمة (بعد ان أشفق على حالتها من يوم اتصالها به) 

 

وبسبب ذلك ، أجّل القاضي الحكم النهائي لحين إكمال التحقيقات مع المجرمة الصغيرة التي اعترفت بقتلها اهلها بسبب كرهها لهم ، بعد رفضهم ان يكون لديها حبيب كبقيّة زميلاتها ! 

(فديانا من عائلةٍ عربيّة تعيش في الغربة ، لهذا يرفضون تقليدها للعادات الغربيّة)


اما العم : فاعترف بشجاره مع اخيه لنيل حصّته من الميراث ، بعد رفض والدهما توريثه ، عقب معرفته بتورّطه بالقمار.. 

واثناء خروجه من منزل اخيه غاضباً (بعد طرده) سمع ديانا تُحدّث صديقتها بالجوّال في الحديقة : وهي تتمنّى موت عائلتها للحصول على حرّيتها ! 


فصار يقابلها بعد المدرسة ، ويهديها الألعاب والحلويات ..الى أن أحبّت عمها الذي وعدها بالعيش معه ، وإعطائها الحرّية المُطلقة بعد موت اهلها! 


كما شجّعها على الهرب من المدرسة ، لتدريبها بالغابة على استخدام السلاح (كاتم الصوت) الذي عليها التخلّص منه بعد انتهاء الجريمة ، عن طريق رميّه في البئر المهجور الموجود خلف منزلهم (وقد فعلت ذلك بعد خروجها من باب المطبخ ، لهذا لم تظهر في كاميرا المتجر المواجهة لحديقتهم الأماميّة) 

ثم أخبرها العم بضرورة إعادة قفل الباب من الداخل ، والإتصال بالشرطة ..مُدّعيةً نومها بالخزانة ، وعدم سماعها صراخهم !

^^^


وفي التحقيقات .. أخبرت خادمة المنزل (التي تأتي يوماً واحداً بالإسبوع) عن وجود كاميرا في المطبخ ، لمراقبة السيدة عملها .. 

ولم يكن الفريق الجنائي على علم بوجودها ! وبعد النظر للشريط يوم الجريمة : ظهرت ديانا وهي تُسرع بسحب سكين المطبخ الكبير ، واضعةً القفّازات الصوفيّة بيديها ! .. كما أظهر وقت خروجها بالسلاح من باب المطبخ ، وعودتها للمنزل بعد ربع ساعة من دونه! 


لتعترف لاحقاً ، بأن الرصاص انتهى قبل موت والدها التي أجهزت عليه بطعنه في وجهه ورقبته حتى الموت !

***


بنهاية الشهر .. حُوكم العم بتهمة التحريض على القتل ، وإعطائه السلاح لطفلة ..والذي وجدوه لاحقاً بقعر البئر الجافّ ! 


بينما حُوكمت الطفلة ببقائها في مستشفى الأمراض العقليّة .. على ان تُعالج بشكلٍ مُكثّف من قِبل اطبّاء أكفّاء ، وتحت حراسةٍ مُشدّدة .. 

فإن شُفيّت بعد بلوغها ، تُنقل لمجتمعٍ آخر بهويّةٍ مُغايرة .. وإلاّ ستبقى مع المجانين لأجلٍ غير مُسمّى ، بسبب وحشيّة جريمتها التي هزّت المجتمع الغربي بأكمله ! 


هناك 9 تعليقات:

  1. السبب هو الاب الذي ضغط على الطفلة بدون عاطفة فهى لم تفهم سبب ضغط والدها مما جعلها تفكر بالحرية وتم استغلالها.

    رساله لكل أب: عندما تريد تعليم اطفالك امر فعليك اخبارهم بالسبب لكي يشعرون بالحب الاسري

    ردحذف
    الردود
    1. لابد التربية ان تكون على الدين .. يعني نُفهم الأولاد ان الدنيا دار امتحان ، وهناك نار وجنة ..وليس مجرّد عادات وتقاليد .. كان الله في عون الأهالي ، خاصة من يربي ابنائه ببلاد الغرب

      حذف
    2. ساعات عندما نضغط على الطفل ادرس ذاكر ، اين الواجب ، تعال ندرس
      من دون جلسه ودية تفهمه شو اهمية التعليم ولماذا انت حريص على التعليم فان هذا سيولد لدية مشاعر الكراهية لوالدية وانهم يتحكمون فيه

      حذف
    3. صحيح الضغط الشديد يولّد الكراهية

      حذف
    4. الضغط الشديد الذي لم يفهم الطفل سببه يولد الكراهية

      💔كان الاب يضغط على طفلته لكي تدرس ووضح لها كل الاسباب واصبحت الطفلة تشارك ابوها بتحقيق الهدف من درستها بانها ستحقق الحلم.
      باحدى المواد الدراسية لم تحصل الطفلة على العلامة النهائية فحزنت وكتبت رساله الى ابوها سامحني لم استطع تحقيق الحلم ، ثم انتحرت😭😭 هي لم تكره ابوها ولكن تحملت اشياء فوق طاقتها

      حذف
    5. حصل هذا ايضاً لطالبٍ صيني .. بيوم الإمتحان وبعد قراءته الأسئلة ، شعر انه سيخيب امل والده الذي يضغط عليه لنيل اعلى العلامات .. ففتح النافذة التي امامه وقفز من الطابق الرابع ومات على الفور ، مثيراً رعب استاذه وزملائه !

      النجاح الحقيقي يأتي بعد الجامعة ، في مدرسة الحياة .. لا يجب الضغط على الطلّاب للحصول على المركز الأول .. يكفي ان ينجح كل عام ، مهما كانت درجاته

      حذف
    6. هذا حدث في اليمن ، بعد العدوان والحصار السعودي على مسلمين اليمن اصبحت الحياة بشق الانفوس في اليمن ، فالاب يعاني ويعاني ويصبر وكل امله بان اطفاله يدرسون ، ومن شدة معاناه الاب دفع الطفلة بقوة نحو تحقيق الهدف والطفلة كانت ترى كفاح ابوها بلقمة العيش من اسرته لتحقيق الهدف

      حذف
  2. اعتقد الجد هو سبب كل ذلك ..
    صار ملاكك الحارس مخيفا ودمويا ..
    يعني لما لا يلهمك بقصصا عاطفيه ساهده ولو كانت حتی بنهايه حزينه ..

    ردحذف
    الردود
    1. لا ادري ان كنت سأكتب قصة رومنسية قريباً ام لا ، لنتركها للزمن

      حذف

العرش اللاصق

تأليف : امل شانوحة  يوم الحساب إتصل بيدٍ مرتجفة بعد سماعه تكبيرات الثوّار في محيط قصره : ((الو سيدي .. لقد انتهى امري .. جنودي الجبناء هربوا...