السبت، 25 أكتوبر 2025

حب من النظرة الأولى

فكرة : امي
كتابة : امل شانوحة 

الثريّ والفتاة القروية


في سكن الطلاّب المشترك بجامعةٍ تركيّة.. وبينما كان مراد مُنشغلاً بالحديث مع اصدقائه عن موعد زفافه الذي سيقام بعد التخرّج ، سمعوا طرقاً على باب غرفتهم


وعندما فتح مراد .. وجد فتاةً فاتنة الملامح ، تسأل بحياءٍ ريفيّ عن صديقتها التي ذكرت اسمها الكامل.. 

فتجمّد مراد في مكانه ، بعد عقد لسانه ! بينما أجابها زميله ، بأن قسم الطالبات بالطابق الثاني 


وبعد ذهابها ، أراد مراد اللحاق بها .. لكن هاتفه أضاء برسالةٍ من خطيبته تطلب لقاءه في المطعم ، لمناقشة تفاصيل عرسهما القريب.. 

وقد لاحظ زملائه تأفّفه اثناء خروجه لملاقاتها ، على غير عادته ! ففهموا ان قلبه مال للصبية الفاتنة 

***


في المطعم ، وافق مراد على جميع اقتراحات خطيبته دون اعتراض.. والتي سألته بقلق عن سبب شروده ؟ 

فأخبرها بتردّد ، عن إستعجاله بتحديد العرس ! فهو وإن كان من عائلةٍ ثريّة الا انه يرغب الإعتماد على نفسه بوظيفةٍ ثابتة ، بدل مصروفه الشهريّ من والده

لكنها أصرّت على عدم تغيير موعد الزفاف ، بعد توزيعها بطاقات الدعوة على المعازيم .. وخرجت غاضبة من المطعم .. 

بينما تنهّد مراد بضيق :

- كيف سأتخلّص منها ، بعد انشغال تفكيري بالفتاة الأخرى ؟!

^^^


وما ان ذكرها ، حتى سارع العودة الى سكن الطلاّب ..للسؤال عن صديقتها التي مازال يذكر اسمها ، لربما تخبره بمعلوماتٍ عنها 


وبالفعل أخبرته بإسم محبوبته : زينب.. لكن فرحته لم تدم ، بعد علمه بخطوبتها من رجلٍ يعيش بالخارج.. 

ومع ذلك أصرّ على معرفة عنوان قريتها التي عادت اليها

***


وفي الأيام التالية .. قدّم مشروع تخرّجه باكراً ، لنيل عطلة شهرين قبل الحفل.. واستأجر كوخاً صغيراً في قريتها ، مُجهزاً بالحاجات الأساسيّة.. بعد عقده العزم على البقاء هناك ، لحين إقناع زينب بالزواج منه


وفي القرية.. تذكّرته زينب فور لقائها معه في الحقل ! 

وعندما أخبرها بإعجابه بها من النظرة الأولى ، طلبت منه الرحيل قبل ان يظن اهالي قريتها بخيانتها لخطيبها القادم قريباً.. 


الا ان مراد رفض الإستسلام .. وراح يُثني عليها أمام صديقاتها وقريباتها ، حتى صارت أخبار لطفه ومساعداته للأهالي تتردّد في القرية.. 

ومع ذلك بقيت زينب على موقفها ، فوفاؤها أقوى من الإغراء..


وعندما وصله اتصال من والدته تخبره عن قلق خطيبته ، بعد تركه سكن الطلاب دون علمها .. إضّطر لإخبارها الحقيقة ، طالباً برجاء :

- امي ، اريد فسخ علاقتي بها.. فأنا مغرمٌ بزينب ، ولا اريد الزواج بغيرها


ورغم اعتراض امه على تركه ابنة الثريّ ، للزواج من قرويّة ! الا انه استطاع إقناعها بقراره الحازم .. فطلبت منه فسخ خطوبته اولاً

***


فعاد للمدينة مُرغماً .. وواجه والد خطيبته ، مُتذرّعاً برغبته العمل قبل الزواج.. فتفهّم العم طلبه ، رغم معرفته بأن الخبر سيحطّم ابنته التي ما أن أخبرها بالإنفصال ، حتى هدّدت غاضبة :  

- إن علمت بزواجه قبل سنتيّن من الآن ، سأحوّل حياته لجحيم !! 

***


وتنفّس مراد الصعداء بعد انتهاء خطوبته الخانقة .. وسارع العودة للقرية وهو يلهث بشوقٍ كبير ، ليجد زينب وحدها بالحقل .. فأخبرها عن فسخ خطوبته للإقتران بها

فردّت بعصبية :

- وما دخلي انا بخطيبتك ! فعريسي قادمٌ بنهاية الإسبوع.. رجاءً دعني وشأني ، فأنت تشوّه سمعتي بملاحقتك الدائمة لي


وهنا سمعا صراخ الأولاد ، بعد سقوط احدهم ببئرٍ مهجور ! فقفز مراد دون تردّد إلى قعره الجافّ ، وانتشل الطفل الغائب عن الوعيّ 

بينما سارعت زينب لإخبار الأهالي الذين أخرجوهما بالحبال ، دون تعرّضهما لإصاباتٍ خطرة.. وإن عانى مراد لبعض الوقت من السعال المتواصل ، بسبب رطوبة البئر العفن.. 


ليتفاجأ برجال القرية يحملونه على الأكتاف ، وهم يهلّلون لشجاعته النادرة! 

بينما تراقبه زينب من بعيد ، بعد تبدّل نظرتها نحوه ! وإن ظلّت مُخلصة لخطيبها الغائب.. 

***


لذا لم يعد امام مراد الا الإسراع لاستقبال خطيب زينب ، قبل دخوله القرية .. وهناك اخبره بما حصل :

- أحلف بإخلاص زينب لك ، لكني حقاً لا استطيع التحكّم بمشاعري .. فأنا شعرت أنها زوجتي المستقبليّة من النظرة الأولى !


فأخبره العريس ان امه خطبتها له.. وهو اساساً مُعجب بزميلته الأجنبية التي ينوي الزواج بها ، للحصول على الجنسيّة .. ولا نيّة له للعودة للقرية المُتخلّفة (كما وصفها) ! 


فعقدا إتفاقاً سرّياً : رسالة من الخارج ، عليها طوابع بلده.. مضمونها : فسخ الخطوبة ، مقابل مبلغٍ يدفعه مراد.

***


بعد ايام ، التقى بزينب في الحقل .. وهي تبكي مقهورة بعد قراءتها الرسالة ، التي خطفها مراد من يدها لقراءة محتواها.. 

وقد حاولت نزعها منه ، لكنه أخبرها :

- طالما انفصلتما ، فلا مانع من ارتباطك بي

فردّت بعصبية :

- وهل الموضوع بالقوة ؟!! لن اتزوجك مهما فعلت

- القرار الأخير يعود لوالدك

- لن اسمح بفتح الموضوع معه

مراد : سأفعل !! فأبوك من حقه معرفة ، فسخ خطوبتك السابقة


ورغم محاولتها منعه .. لكنه اسرع بسيارته الى متجر والدها الموجود بساحة القرية ، بينما تبعته بشاحنة الفواكه البطيئة

^^^


ووصل قبلها ، لإخبار والدها بكل شيء

فردّ الأب :

- الجميع بالقرية يمدحونك بعد خدماتك المالية لهم.. وطالما خطيب زينب تركها كما تقول ، فلا مانع من قدوم اهلك الى بيتي بنهاية الإسبوع

مراد بحماس : اذاً سأذهب للمدينة ، لإخبار عائلتي بموعد الخطوبة


بهذه اللحظة .. دخلت زينب الى متجر والدها ، لتجده يُصافح مراد بحرارة! 

فعلمت بوصولها متأخرة

^^^


وبعد ذهاب مراد.. تحدّثت مع والدها الذي استطاع إقناعها ، برؤية عائلة مراد :

- إن كان نصيبك يا ابنتي ، فسيمضي الأمر بسلاسة.. وإن لم يكن ، فسيعسّره الله كما يشاء      

فوافقت مُرغمة على اجتماع العائلتيّن ، باليوم الذي حدّده والدها


اما مراد : فاستطاع إقناع والده بصعوبة ، بزينب التي لا تناسب مستواهم الإجتماعي..

***


وبيوم الخطوبة .. تفاجأ اهالي القرية ، بقدوم رجالٍ يحملون العصيّ! 

وسرعان ما اندلعت الفوضى بين الضيوف ، مُحاولين الأهالي حماية العريس .. بينما هرعت زينب (التي شعرت بالخوف عليه لأول مرة) لإخفائه في شاحنة الفواكه التي قادتها بعيداً عن الصراع.


بهذه اللحظات .. وصل والد الخطيبة السابقة ، الذي أمر رجاله بوقف العراك .. محاولاً إقناع ابنته بعدم استحقاق مراد لحبها النادر (كما وصفه) 


فقالت بغيظ ، وهي تراقب هروب مراد مع زينب بشاحنةٍ مُهترئة : 

- معك حق يا ابي ، فهو يناسبه مصاهرة هؤلاء الرعاع .. لنعدّ الى قصرنا في المدينة


ورغم غضب اهالي القرية من استحقارها لهم ! لكن والد زينب هدّأهم ، لحين رحيل المشاغبين عن قريته.. 

ثم طلب من احدهم اللحاق بإبنته وعريسها ، لإخبارهما بانتهاء الأزمة

^^^


وبعد عودة زينب ومراد الى ساحة القرية المُزيّنة .. وجدا الشيخ بانتظارهما ، لعقد الزفاف دون تأخير.. 

فجلست امام عريسها بخجلٍ وارتباك .. وتبادلا النظرات الأولى ، كأنهما يشهدان اعترافاً صامتاً بالحبّ الذي ولد بين حطام الخطوبات والعناد ! 


وما إن وقّعا العقد ، حتى علا صوت الزغاريد والمزامير .. وتشابكت الأيدي لرقصة الدبكة الجماعيّة على وقع الطبول الصاخبة ، إحتفالاً بالعريسيّن المُغرميّن ! 


هناك 7 تعليقات:

  1. هذا كان مناماً لأمي ، طلبت مني تحويله الى قصة .. والحمد الله عجبتها القصة ، واتمنى ان تعجبكم ايضاً

    ردحذف
  2. كيف مناما لامك
    هل انتم دائما تحلمون
    بعديتا
    معنى ذلك لاصبحوا كل الحالمين كتاب
    وبعدين القصه سريعه جدا واحداثها سريعه
    عندي ٥٠٠ حلم
    كم ابعثلك من احلامي

    ردحذف
    الردود
    1. لا ابالغ ان قلت ان ربع قصصي بالمدونة ، هي منامات لي ..
      وامي ايضاً كاتبة وشاعرة ، وانا اكتسبت موهبتي منها ..
      يبدو ان الله يساعد الكتّاب في موهبتهم ، عن طريق مناماتٍ واضحة ، وسهلٌ حفظها حتى بعد الإستيقاظ ! ولله الحمد

      حذف
    2. شو اسم امك عشان ابحث عنها واشوف اشعارها وهل تكتب قصص واذا كانت تكتب قصص ممكن تنزلي لنا من قصصها
      سلامي لوالدتك الله يحفظها

      حذف
    3. آمنة الخالدي .. كانت تكتب بالثمانينات بجريدة الشرق الأوسط ومجلة الحياة ، تحليل سياسي ، وقصص درامية اجتماعية .. ونشرت عدة مقالات دينية بمجلة رابطة العالم الإسلامي ، لكن للأسف بإسم صهري القديم .. وكتبت العديد من الأشعار ، لكنها ترفض نشرها .. الحياة لم تمنحها الفرصة لتتابع موهبتها العظيمة ، فهي محترفة باللغة الأدبية .. لهذا وعدتها عندما انجح ، ان اعيدها الى الكتابة .. وانشر جميع اعمالها من جديد..
      كما ان ابي رحمه الله كان صحفياً ، ورئيس مجلة رابطة العالم الإسلامي ، ولديه العديد من المؤلفات الدينية .. فهو شيخ سني ، عاش طويلاً في مكة وتتلمذ على ايدي مشايخها الكرام ..
      وايضاً اخي الكبير لديه العديد من الكتب الدينية التي جمعها ونقحها بنفسه..
      عدا عن اختي الكبيرة التي اعطتني 70 فكرة قصة ، نشرتهم بمدونتي بإسمها .. وايضاً اخي الصغير يحب كتابة الشعر
      واخي الآخر كتب العديد من القصص البوليسية .. لكن للأسف لم ينقل دفاتره لمنزله الآخر ، فضاعت تلك الأفكار التي كنت اودّ نشرها بمدونتي بإسمه ، وهو فنان بالرسم ايضاً ..
      فعائلتي والحمد الله جميعها محترفين بالكتابة ، لكنهم انشغلوا بوظائفهم الروتينية وعائلاتهم .. بينما تفرّغت انا لهذه الموهبة والحمد الله

      حذف
  3. لكن كيف وافق والدها فورا من دون سؤال ابنته اذ كانت تحبه و تريد الزواج به القصة ناقصة قليلا

    ردحذف
    الردود
    1. ومتى رجال القرية يسألون بناتهم ان كانوا يحبون العريس ام لا ؟ يكفي للأب ان يكون العريس مقتدراً مادياً وكريم ، وهذه صفات البطل بالقصة .. فطبيعي ان يجبر ابنته عليه

      حذف

اعلان ضدّ الحاقدين على مدونتي المتواضعة

لتوضيح :   هناك شخص او عدة اشخاص يدّعون ان بعض قصصي من صنع الذكاء الإصطناعي ، وليس تأليفي !  ورغم طردهم من مدوّنتي اكثر من مرة ، مازالوا مُص...