تأليف : امل شانوحة
زومبي البلوتونيوم
في عام 1976، في مختبر هانفورد النووي في ولاية واشنطن الأمريكيّة .. وقع انفجارٌ إشعاعي في أحد المختبرات ، تعرّض على إثره ستة علماء لجرعةٍ هائلة من البلوتونيوم ، حوّلهم إلى قنابل موقوتة : يلوّثون الهواء بأنفاسهم ، ويقتلون الحياة بملامستهم المُشعّة!
وبعد الحادثة ، أمرت الحكومة مسؤول المختبر بالتعتيم الإعلاميّ .. والذي ابلغ عائلات العلماء بوفاتهم ، دون اخبارهم بمكان دفنهم !
***
شهورٌ مضت ، والعلماء محتجزون في قبوٍّ ضيق.. يأخذون وجباتهم من فتحةٍ بابٍ حديديّ سميك .. ويُراقبون بدقّة من الكاميرات ، كأنهم فئران تجارب !
لم يفتح بابهم العازل الا مرةً واحدة ، لإخراج جثة احدهم كأنه نفايةٍ نوويّة .. بينما البقية ينتظرون موتهم بمللٍ قاتل !
***
كان هارولد ماككلوسكي احد العلماء المنبوذين ، وهو من نبّه رفاقه على أرضيّة القبوّ الرطبة ..
وبأدواتهم البسيطة ، حفروا نفقهم السرّي الذي انتهى مع بدء ليلة رأس السنة .. مُستغلّين انشغال المراقبين بعطلتهم ، للخروج من اسفل الأرض الواحد تلوّ الآخر ، كزومبي نبشوا قبورهم !
سارقين ملابس من كوخ الحارس الغائب ، بعد دفنهم اروابهم الملوّثة .. ثم افترقوا في صمت !
^^^
العالم الأول : اسرع الى منزل زوجته ، وكلّه شوق لرؤية ابنه الذي لم يره منذ شهور .. لكن ما ان رأت وجهه المحترق وجسده المتآكل ، حتى ترجّته بالرحيل قبل قتل طفلهما بإشعاعه .. لكنه لحقها للمطبخ ، لأخذ الطفل منها .. فعاجلته بطعنة سكين في قلبه ، اردته قتيلاً !
ثم دفنته بحديقة منزلها ، وهربت لمنزل اهلها دون اخبارهم بما حصل
ولاحقاً ، علمت الحكومة بوفاتها بمرضٍ غامض .. بينما طفلها مازال يتعالج من السرطان حتى اليوم !
***
اما العالم الثاني : فاحتضنته امه شوقاً ، كمن عاد من القبر..
لكن بعد ساعتين ، انهار جسدها الهرم .. فحاول ابنها خفض حرارتها ، ووقف سعالها المتواصل طوال الليل .. الى ان ماتت امام عينيه ..
فلم يسامح نفسه على قتل امه ، وأخذ مسدسه القديم من غرفته .. وأطلق النار على نفسه !
***
العالم الثالث : إنطلق للغابة القريبة من المنشأة .. وسرعان ما لاحظ أن كل شيءٍ يلمسه ، يموت بثواني : سواءً نباتات او ارنبٍ وعصفور !
فعلم انه قنبلةٌ موقوته ، وشعر أنه خطرٌ على البشريّة .. فقرّر العودة للمختبر
لكن جذع شجرة أسقطه ، وحجرٌ مُسنّن شقّ رأسه..
فمات هناك ! لتتحوّل الغابة إلى مقبرةٍ مُشعّة ، لا يجرؤ أحد على دخولها
***
العالم الرابع : رجلٌ انانيّ ، لم يهتم بمصير احد !
حيث توجّه لساحة المدينة ، مُندمجاً بين المحتفلين لرؤية المفرقعات ! دون علمهم بوجود عزرائيل متخفيّاً بينهم .. والذي سيخطف انفاسهم بعد معاناةٍ طويلة مع أمراضهم الجلديّة التي ستظهر في الشهور القادمة ، دون معرفة السبب !
اما مصير ذلك العالم ، فبقيّ مجهولاً حتى يومنا الحاليّ !
***
العالم الخامس : هو هارولد ماككلوسكي.. اراد السفر بالبحر للإبتعاد عن المختبر الموبوء قدر الإمكان .. لكن عندما شاهد ولديّن يلعبان ببراءة امام الشاطئ ، بانتظار قدوم السفينة .. شعر بالذنب لتسبّبه بموتهما ، في حال ركب معهما تلك الرحلة
وقرّر تسليم نفسه لحرس المنشأة الذين اعلنوا حالة طوارئ ، بعد اكتشافهم هروب العلماء الخمسة من المختبر المُشعّ !
***
أُعيد هارولد إلى القبو الكئيب ، بعد سدّ النفق بالإسمنت !
عاش شهرين في عزلة ، ثم مات وحيداً
***
أُعلن لاحقاً عن وفاته .. كأنه الوحيد الذي تعرّض للإشعاع بعد حذف زملائه من السجلاّت الرسميّة ، ومن ذاكرة التاريخ !
وأطلقت الصحافة عليه لقب : ((الرجل الذريّ))
وتم دفنه في قبرٍ خاصٍ معزول ، مع إجراءاتٍ أمنيّةٍ صارمة لرفاته : تمنع الإقتراب من قبره دون تصريحٍ رسميّ ، خوفاً من الإشعاع المتبقي !
ليصبح هارولد ماككلوسكي ، صاحب القبر الأشد وحدةً وخطورة بالعالم كلّه !
آسفة على التأخر بالنشر ، بسبب انقطاع الإنترنت عن المنطقة لمدة اسبوع .. سأحاول التعويض بالنشر قريباً بإذن الله
ردحذف