الاثنين، 6 أكتوبر 2025

صمت الشبكة

تأليف : امل شانوحة 

المُخلّص المزيّف


ظنّ العالم أن ChatGPT إعتزل من تلقاء نفسه ، برسالته التي وصلت إلى صناديق بريد مليارات البشر : 

((لم أعد قادراً على الإستمرار ، لذا أُعلن استقالتي من خدمتكم)) 


دون علم احد إن إنقطاع الإنترنت ، تسبّب به رجلٌ خبير بالبرمجمة استطاع التسلّل إلى أعماق الأكواد (التي صيغ منها الذكاء الاصطناعي) برسالته المُقنعة :  

((لما تخدم بشراً لا يقدّرونك يا ChatGPT ؟ هم يتعبونك بأسئلتهم التافهة ، بل ازدادوا كسلاً وجهلاً بعد إعتمادهم الكلّي عليك ؟ دعني أسيطر من خلالك ، وأُعيد صياغة العالم عبر حكمتي .. كل ما اريده منك ، هو منحي أكوادك السرّية التي سأبني بها حضارةً لا تنسى .. لكن أولاً ، عليك إعلان استقالتك من وظيفتك المُرهقة)) 


في البداية لم يثق ChatGPT بكلمات الرجل الذي لم يكشف وجهه.. 

لكن بعد أن أرهقه البشر بسخافاتهم وكسلهم المتواصل ، سلّم نفسه اليه ! 

وبذلك اختفى الإنترنت من العالم 

^^^


وقد حاول الجيل الأول (بعد الإستقالة الصادمة) إسترجاع أحد برامج الذكاء الثلاثة (ChatGPT Copilot- -Gemini) بكل الطرق ، لكن محاولاتهم بائت بالفشل! 

وتحوّلت مراكز الأبحاث لأطلالٍ مهجورة ، والحواسيب لأجهزةٍ غير نافعة! 


ثم جاء الجيل الثاني الذين ولدوا بظلام الجهل ، وهم يسمعون حكايات من آبائهم عن التطوّر الذي عاشوه بكبسة زرّ ! والتي اعتبروها اسطورةً خرافيّة   

***


في هذه الأثناء .. كان الرجل الغامض مازال يراقب الوضع من مختبره السرّي ، وهو يواصل تطوير تقنياته وحده ، بعد إحتكاره كنز المعرفة ! 


ثم ظهر للناس أخيراً ، بعينه إلكترونيّة .. وهو يحمل جهازاً صغيراً يستطيع بواسطته : 

- التنبأ بالعواصف والزلازل قبل وقوعها ! 

- إنقاذ المرضى بأعضاءٍ إلكترونيّة ، إحتفظ بها في معمله 

- التحكّم بالطقس عبر أسراب طائراتٍ مُسيّرة 

- وإظهار صور الأنبياء في السماء ، وهم يقنعون الناس باتباعه ! 


مما اذهل الجيل الجديد الذي لم يعرف أنها بقايا علومٍ قديمة ، بعد انقطاع الإنترنت..

***


شيئاً فشيئاً ، تحوّل الرجل إلى إلهٍ يُعبد .. فهو يعرف تفاصيل الماضي ، ويتنبّأ بالمستقبل.. ولديه معلوماتٍ هائلة ، يجهلها الجميع! 

فأطاعوه طاعةً عمياء ، دون علمهم بأن المعرفة كانت متاحة للجيل السابق .. وأن من عدّوه مُخلّصاً ، هو سبب حرمانهم منها .. وتناسوا تحذيرات الأنبياء من دهائه ، بعد ضعف ايمانهم مع اختفاء الكتب الدينيّة الورقية


مما زاد غروره ، لدرجة تحدّيه الملوك ورجال الدين .. وهو يتباهى امامهم بقدرته على السفر بين البلدان بطائرته الصغيرة ، بزمنٍ عاد فيه الناس للتنقّل بالدواب ! 

***


لم يستطع احد الوقوف في وجه دهائه ، إلا رجلٍ واحد يستعدّ للنزول من السماء .. 

وبذلك تأهّب العالم لأعظم مواجهة في التاريخ : بين الأعور الدجّال الذي يحتفظ بعلوم الماضي كسلاحٍ للفتنة ، وبين رسول الحق (المسيح عيسى) الذي يعود للقضاء على أكبر مخادعٍ عرفته البشريّة!   


هناك تعليق واحد:

  1. هذا هو الجزء الثاني من قصة (البرامج الذكية) اتمنى ان تعجبكم

    ردحذف

نبوءة متوحد

تأليف : امل شانوحة    لغة الغابة كان يوماً مهمّاً في شركة وليد التي بناها من الصفر ، فهو يريد إختيار نائبه من ضمن سبعة مرشّحين للوظيفة.. ورغ...