الاثنين، 27 أكتوبر 2025

القرصانة الرحيمة

تأليف : امل شانوحة 

الحقيقة المشوّهة


كانت ماري فتاةٌ مرحة تحب المغامرات ، لهذا لم تمانع الذهاب مع صديقاتها الى الملاهي لتجربة الإفعوانية المائية التي افتتحت حديثاً ، والتي سميّت بإفعوانية (ماري ريد) المقتبسة عن القرصانة الدمويّة المشهورة بالقرن 18 م


وفور مرور مركبتها ، داخل الحلزون المائي .. فتحت ماري عينيها .. لتجد نفسها مستلقية فوق ظهر سفينة ، بنسيمها البارد الذي اختلط برائحة البحر والبارود ! حولها رجالٌ مُدمّون ، سيوفهم تقطر دماً ، وعيونهم تحدّق بها بقلق ! 


فصرخت ماري مرتعبة ، محاولةً الهرب .. لكنهم اوقفوها ، وهم يقولون بقلق :

- تبدو قرصانتنا فقدت الذاكرة بعد إصابة رأسها !


فتلمّست ماري الشاشّ القذر حول جبينها ، وهي تنظر لملابسها الجلديّة بتصميمه الذي يعود للعصور القديمة ! 


وقبل أن تسأل عن الجثث المتناثرة ؟ وعن السفينة المجاورة التي تغرق ببطء ؟ انهمرت عليها الذكريات : فروحها الآن بجسد ماري ريد ! القرصانة التي تنكّرت في زيّ رجل بعد وفاة زوجها.. والتي انضمّت إلى طاقم جون راكهام ، لتصبح مطلوبة للعدالة.. لا بسبب دمويتها ، بل لمحاربتها الظلم..

لم تكن لصّة ، بل ثائرة.. سرقت بضائع قصر الملك لإطعام الفقراء ، وحمت طرق التجارة من القراصنة المتوحشين.. 

الا ان خيانةً مدبّرة بين الملك وزعيم القراصنة أبادت طاقمها ، وأوقعتها في الأسر.

^^^


وفي زنزانةٍ باردة ، علمت بنيّة الملك تدنيس جسدها قبل شنقها ! 

فابتلعت السمّ المخفي في خاتمها ، الأشبه بالأسيد .. الذي أذاب جسدها بشكلٍ يصعب التعرّف على ملامحها !

وكانت آخر كلماتها : 

- حاربت أعتى الرجال للحفاظ على شرفي ، ولن اسمح لأحد بلمس جسدي حتى بعد وفاتي !!


وكانت اول من ابتدع فكرة السم بالخاتم ، الذي اصبح تقليداً للشخصيات المهمة بالتاريخ ، الذين فضلوا الموت على الوقوع بيد اعدائهم ! 

^^^


كل تلك الأحداث مرّت بذاكرة الصبية ماري اثناء لعبها الإفعوانية ! 

وكان آخر ما شاهدته بتلك الرؤية الغريبة : هي رميّ الجنود لجثة ماري ريد المُتحلّلة بالبحر .. كتقليدٍ مُتعارف عليه ، لدفن القراصنة قديماً .. 

حينها شعرت الصبية بالمياه تسحبها لقعر البحر المظلم ! 


ففتحت عيناها وهي ترتجف بذهول ! لتجد نفسها مُبلّلة الملابس .. بينما صديقاتها يضحكن بعد خروجهن من المركبة ، للبحث عن لعبةٍ أخرى.


فنظرت ماري لتمثال الإفعوانية (على هيئة القرصانة ماري ريد) وهي تقول بنفسها:

((الملك الظالم شوّه سمعتك بكتب التاريخ ، وحوّلك من بطلةٍ اسطوريّة الى قرصانةٍ دموية ! لكني مُمتنة باختيارك لي ، لمعرفة الحقيقة.. ربما لتشابه اسمائنا ! وأعدك بأن لا انساك ابداً))


وفجأة ! لمحت التمثال تغمز لها .. فارتجف جسم ماري التي اكتفت بابتسامةٍ مصطنعة ، أمام صديقاتها اللآتي لم يلاحظن شيئا ..


لكن في أعماقها .. علمت ماري إن ما عاشته لم يكن حلماً ، بل رحلة عبر الزمن لاستعادة هيبة امرأةٍ ظلمها التاريخ ، ودفنها البحر.. لكن روحها لا تزال تبحث عن من يُنصفها !


هناك 9 تعليقات:

  1. هي قصة خيالية ..قمت بدمج عدة معلومات عن اشهر قراصنة النساء بالقرون الماضية ضمن بطلةٍ واحدة ، لأن المعلومات عن تلك الشخصيات قليلة جداً .. اتمنى ان تعجبكم القصة

    ردحذف
  2. اهلا استاذة امل عساكي بخير .. قصة رائعة سلمت اناملك و ابداعاتها

    ردحذف
    الردود
    1. انا بخير ، شكراً لسؤالك .. وسعيدة ان القصة اعجبتك

      حذف
  3. جميله القصه
    متى رح تصيرين مشهوره لانه من زمان بتكتبي من ١٠ سنوات متى سيحين الوقت؟
    بالمناسبه هل تزوجتي؟ ارجوكي لا تقولي لم اتزوج
    لانه من غير العدل دون زواج لانك جميله

    ردحذف
    الردود
    1. انا اكتب من سنة 1997 بعمر 19 .. يعني 28 سنة .. المدونة فتحتها بسنة 2016 ..

      لا لم اتزوج ، ولم يعد الموضوع مشكلة بالنسبة لي .. فأنا مشغولة ببناء مستقبلي الكتابي فحسب .. شكراً لاهتمامك

      حذف
    2. ٢٨ سنه تكتبي لقد صدمتيني والى الان غير معروفه
      اعتقد انه فات الاوان ويجب ان تتقبلي انك لن تصبحي كاتبه معروفه لانه هذه السنوات كافيه لتحدد مصيرك ومستقبلك وخصوصا وانتي بهاذ العمر الان اعذريني ولكن تقبلي ذلك وواجهي الحقيقه ولكن يكفي اننا نحن نعرفك وانا شخصيا رغم ركاكه قصصك الا انني استمتع بها وتعجبني وتسليني والله على ما اقول شهيد انها ممتعه بالنسبه لي

      حذف
    3. أمازلت مصرّاً على متابعتي ؟! أخبرتك اكثر من مرة ان تجد كاتباً آخر ، يناسب ذوقك بالقصص .. هذه آخر مرة انشر تعليقاتك المسيئة لي .. في المرة القادمة ، سأتجاهلها تماماً .. أظن كلامي مفهوم

      حذف
  4. لماذا استاذه امل تهاجميني لم اسئ لحضرتك هل لاني قلت الواقع ، اليس ٢٨ سنه كافيات اذا كان هناك بشائر خير؟ الم تقول انكي بعمر ١٩ تكتبين والان تقتربين من ٥٠ عام ولم تصبحي الى الان معروفه،، والله اقول ذلك لكي تقتنعي بما وصلتي له الان فقط وقلت وما زلت اقول انني مستمتعه بقصصك واقرئها دائما قبل النوم ولكي مني وعد قاطع ان لا تري مني تعليق بعد الان ساكتفي فقط بالقرائه بصمت وحب

    ردحذف
    الردود
    1. أتدري ؟ نقدك هذا ألهمني لكتابة قصة جديدة بعنوان الصفحة البيضاء ، سأنشرها قريباً بإذن الله

      حذف

اعلان ضدّ الحاقدين على مدونتي المتواضعة

لتوضيح :   هناك شخص او عدة اشخاص يدّعون ان بعض قصصي من صنع الذكاء الإصطناعي ، وليس تأليفي !  ورغم طردهم من مدوّنتي اكثر من مرة ، مازالوا مُص...