تأليف : امل شانوحة
الحقيقة المشوّهة
كانت ماري فتاةٌ مرحة تحب المغامرات ، لهذا لم تمانع الذهاب مع صديقاتها الى الملاهي لتجربة الإفعوانية المائية التي افتتحت حديثاً ، والتي سميّت بإفعوانية (ماري ريد) المقتبسة عن القرصانة الدمويّة المشهورة بالقرن 18 م
وفور مرور مركبتها ، داخل الحلزون المائي .. فتحت ماري عينيها .. لتجد نفسها مستلقية فوق ظهر سفينة ، بنسيمها البارد الذي اختلط برائحة البحر والبارود ! حولها رجالٌ مُدمّون ، سيوفهم تقطر دماً ، وعيونهم تحدّق بها بقلق !
فصرخت ماري مرتعبة ، محاولةً الهرب .. لكنهم اوقفوها ، وهم يقولون بقلق :
- تبدو قرصانتنا فقدت الذاكرة بعد إصابة رأسها !
فتلمّست ماري الشاشّ القذر حول جبينها ، وهي تنظر لملابسها الجلديّة بتصميمه الذي يعود للعصور القديمة !
وقبل أن تسأل عن الجثث المتناثرة ؟ وعن السفينة المجاورة التي تغرق ببطء ؟ انهمرت عليها الذكريات : فروحها الآن بجسد ماري ريد ! القرصانة التي تنكّرت في زيّ رجل بعد وفاة زوجها.. والتي انضمّت إلى طاقم جون راكهام ، لتصبح مطلوبة للعدالة.. لا بسبب دمويتها ، بل لمحاربتها الظلم..
لم تكن لصّة ، بل ثائرة.. سرقت بضائع قصر الملك لإطعام الفقراء ، وحمت طرق التجارة من القراصنة المتوحشين..
الا ان خيانةً مدبّرة بين الملك وزعيم القراصنة أبادت طاقمها ، وأوقعتها في الأسر.
^^^
وفي زنزانةٍ باردة ، علمت بنيّة الملك تدنيس جسدها قبل شنقها !
فابتلعت السمّ المخفي في خاتمها ، الأشبه بالأسيد .. الذي أذاب جسدها بشكلٍ يصعب التعرّف على ملامحها !
وكانت آخر كلماتها :
- حاربت أعتى الرجال للحفاظ على شرفي ، ولن اسمح لأحد بلمس جسدي حتى بعد وفاتي !!
وكانت اول من ابتدع فكرة السم بالخاتم ، الذي اصبح تقليداً للشخصيات المهمة بالتاريخ ، الذين فضلوا الموت على الوقوع بيد اعدائهم !
^^^
كل تلك الأحداث مرّت بذاكرة الصبية ماري اثناء لعبها الإفعوانية !
وكان آخر ما شاهدته بتلك الرؤية الغريبة : هي رميّ الجنود لجثة ماري ريد المُتحلّلة بالبحر .. كتقليدٍ مُتعارف عليه ، لدفن القراصنة قديماً ..
حينها شعرت الصبية بالمياه تسحبها لقعر البحر المظلم !
ففتحت عيناها وهي ترتجف بذهول ! لتجد نفسها مُبلّلة الملابس .. بينما صديقاتها يضحكن بعد خروجهن من المركبة ، للبحث عن لعبةٍ أخرى.
فنظرت ماري لتمثال الإفعوانية (على هيئة القرصانة ماري ريد) وهي تقول بنفسها:
((الملك الظالم شوّه سمعتك بكتب التاريخ ، وحوّلك من بطلةٍ اسطوريّة الى قرصانةٍ دموية ! لكني مُمتنة باختيارك لي ، لمعرفة الحقيقة.. ربما لتشابه اسمائنا ! وأعدك بأن لا انساك ابداً))
وفجأة ! لمحت التمثال تغمز لها .. فارتجف جسم ماري التي اكتفت بابتسامةٍ مصطنعة ، أمام صديقاتها اللآتي لم يلاحظن شيئا ..
لكن في أعماقها .. علمت ماري إن ما عاشته لم يكن حلماً ، بل رحلة عبر الزمن لاستعادة هيبة امرأةٍ ظلمها التاريخ ، ودفنها البحر.. لكن روحها لا تزال تبحث عن من يُنصفها !

هي قصة خيالية ..قمت بدمج عدة معلومات عن اشهر قراصنة النساء بالقرون الماضية ضمن بطلةٍ واحدة ، لأن المعلومات عن تلك الشخصيات قليلة جداً .. اتمنى ان تعجبكم القصة
ردحذف