فكرة : محمد بيومي آل غلاب
كتابة : امل شانوحة
السراب الأخير
هام البدوي الحاقد بالصحراء بعد ان نفاه زعيم قبيلته ، لسوء طباعه ودسائسه التي اشعلت نار الفتنة بين القبائل !
فمشى لأيام تائهاً بين السراب والعواصف ، حتى ذبل وجهه وجفّ حلقه .. وكاد يُسلم الروح ، قبل لمحه وهجاً لامعاً من بعيد !
فزحف متثاقلاً الى هناك ، ليجد نفسه شاهداً على احداث العالم الآخر!
فالساحة الرملية لم تكن سوى ميدان حربٍ بين جيشيّن غير بشريين :
أحدهما جيشٌ من نار ، بقيادة مخلوقٍ مهيب .. الأرجح انه إبليس !
وجيشٌ آخر من زوابع الدخان الأزرق : من مردةٍ وعفاريت الجن .. بقيادة شيخٌ بشريّ يعلو وجهه الحكمة والهيبة !
وكانت الحرب بينهما على أشدّها ، بينما راقب البدوي ما يحصل وهو يرتجف بخوفٍ شديد !
الى ان توقفت المعركة بأوامر القائديّن ، للإستراحة بعد حلول المساء .. لحين انتهاء الجنود من دفن الجثث المُتفحّمة ورمادهم المتناثر بساحة المعركة
في هذه الأثناء لم يستطع البدوي تحمّل المزيد ، وانهار من شدة الجوع والعطش !
^^^
ليستيقظ بعد قليل .. على رائحة البخور التي تملأ خيمة القائد البشري الذي اعطاه كوباً من الماء ، وبعض الحساء لاسترداد صحته
ثم اخبره أنه عالمٌ روحانيّ ، اسمه آدم .. إكتشف بالصدفة في أحد المخطوطات القديمة ، تعويذةً نادرة تمنح حاملها القدرة على السيطرة على قبائل الجن الذين يوازون الشياطين قوةً وخبثا ..
وتمكّن الشيخ إقناعهم بالإنقلاب على ابناء ابليس بعد قرون من العبوديّة
وقد ضايق تمرّدهم المفاجئ ابليس الذي ظهر في معبد الشيخ ، مُطالباً بالتميمة .. ليتفاجأ بالعالم الروحاني يأمره بالسجود له !
فردّ ابليس غاضباً :
- لم أسجد لأبي البشريّة ، أفتريدني أن أسجد لك أيّها التافه ؟! أظننت نفسك تحلّ مكانه ، فقط لكونك تحمل اسمه مع تميمتك السخيفة .. سأحرقك ببطء ، لتكون عبرة لمن يتوهّم الألوهيّة
لكن التميمة المُعلّقة بعنق آدم ، ردّت الشعاع الناريّ إلى صدر إبليس الذي قرّر إشعال حربٍ شعواء التي ستستأنف جولتها الثانية قبيل الفجر
بعدها طلب الشيخ من البدوي العودة للنوم ، لمشاركته معركتهم التي ستعاد بعد ساعتين
^^^
لكن البدوي استغلّ غفوّة العالم الروحاني (آدم) لسرقة التعويذة ، والهرب للصحراء
وبغياب التميمة ، إنهزم جيش الجن بسهولة .. وقُتل قائدهم آدم الذي تركت جثته مصلوبةً بالصحراء !
وبموته انتهى آخر أملٍ للبشريّة بالسلام العالمي !
بينما عاد إبليس إلى مملكته غاضباً ، بعد فشل جنوده بإيجاد التميمة التي اصبحت بيد البدوي الحاقد الذي عاد لقبيلته ، للإنتقام منهم على نفيه بالصحراء ..
وبعد حرقهم جميعاً .. قرّر تشريد القبائل البدوية المجاورة بعد تجفيفه آبارهم بسحر التعويذة ، مما اجبرهم على الرحيل لجهةٍ مجهولة !
ومن ثم انطلق للمدينة وهو ينوي السيطرة على رؤسائها ، مستخدماً التميمة بأسوء طريقةٍ ممكنة
^^^
وهكذا بغباء الطمع وغياب البصيرة ، سيدمّر البدوي البشريّة جمعاء .. وبأسرع مما خطّط له إبليس الذي فاقه شرّاً.. لا لكونه شيطان ، بل إنسانٌ بلا حكمةٍ او ذرّة ضمير !

استاذ محمد آل غلاب : كنت ارسلت لي فكرتين ، وانا اخترت هذه الفكرة .. اتمنى ان تعجبك كتابتي لقصتك ، وتعجب القرّاء .. تحياتي للجميع
ردحذف