الأربعاء، 29 مايو 2024

خيّاط العروس

كتابة : امل شانوحة

 

العاشقان الوسيمان


عمّ الحزن اهالي القرية التركيّة بعد معرفتهم بخطوبة هيرا (اجمل فتياتهنّ ، ذات العشرين سنة) للثريّ العجوز المُتعجرف الذي سيدفع وزنها ذهباً لعائلتها التي وافقت على بيع ابنتهم الفاتنة التي تغزّل بها شباب القرية المُنصدمين من ضياع انوثتها بزواجٍ بائس ! 


وقبل اسبوعين من عرسها الحزين .. قام العجوز (الذي عاد لمتابعة اعماله التجاريّة .. قبل رجعته بنهاية الشهر لإتمام عرسه بالقرية ، وأخذ العروس لقصره في العاصمة) بإرسال أفضل وأشهر الخيّاطين بالمدينة دون مقابلته ، بعد دفع اتعابه مُسبقاً على حسابه البنكيّ .. وقد اخطأ بذلك ، لأن الخيّاط أورهون (الأربعيني) يتمتّع بشخصيّةٍ قوية ووسامةٍ بارزة جعلت متجره مُكتظّاً بالحسناوات اللآتي حاولن إغرائه دون فائدة !

***


في اول لقاءٍ بين العروس والخيّاط ، حصل انجذابٌ قويّ بينهما .. والتي حاولت هيرا إنكاره ، لانغماسها بمصيبتها وهي تستعد لعرسها الحزين .. بينما كان أورهون اكثر جرأة ، بعد شعوره بأنها نصيبه وقدره من النظرة الأولى ! 


واقترب منها وهو يحمل شريط المقاسات لتدوينها في دفتره ، لبدء خياطة فستان فرحها الذي رسمه في خياله فور رؤية عينيها الخجولتيّن ، وهي تحاول إلتقاط انفاسها من شدة قهرها ! 

رابط الفيديو : 

https://www.youtube.com/watch?v=Ck7J4pIfZHc




وقد قاومت جاهدة عدم الإنجراف لنظراته القوية التي اخترقت قلبها كالسهام الناريّة ، بينما استمتع بأخذ المقاسات وهو يخطّط لتهريبها من عرسها الكئيب .. فهي بدت كالعروسة المثاليّة له 

***


في الأيام التالية .. وكلما أخاط جزءاً من فستانها ، زادت مشاعره نحوها .. الى ان جاء يوم عرسها .. وقدم أورهون الى غرفتها اول المساء ، اثناء انشغال الأهالي بترتيب العرس الشعبيّ وسط القرية .. لإعطائها الفستان التي ما أن لبسته ، حتى عقد العزم على تخليصها من عذابها ، بعد رؤيته عينيها الدامعتيّن خلف مكياجها الكثيف الذي لا يليق ببراءتها ونعومتها الطاغية ..


وعندما وصلهما خبر قدوم العريس مع ارتفاع صوت المعازف والطبول بالخارج ، إنفجرت هيرا بالبكاء وهي ترتجف بخوفٍ شديد .. فحاول أورهون تهدأتها ..

فأمسكت ذراعه وهي تترجّاه :

- الموت أهون من زواجي من عجوزٍ هرم !! فطوال حياتي حلمت بالزواج من رجلٍ وسيم ، يأخذني على حصانه الأبيض .. 

أورهون مقاطعاً : عريسٌ يُشبهني ؟

فارتبكت قائلة : لست محظوظة لهذه الدرجة !

- بل انا المحظوظ ان وجدتك بالوقت المناسب .. (ثم همس في إذنها) .. وعلى فكرة ، سيارتي البيضاء تنتظرك خارج الحقول .. فقد ركنتها هناك ، كيّ لا تغرز بالطريق الرمليّ

هيرا : ماذا تقصد ؟! 

- غيّري فستانك ، رغم حلمي أن تُزّفي به .. لكن اعدك بفستانٍ أجمل .. هيا إذهبي والبسي بنطالاً مريحاً ، يساعدك بالهرب بين الحقول .. 

- أخاف ان يلحقونني ..

مقاطعاً بحزم : ومن قال انني سأسمح لأحد أن يؤذيّك !! سنتوجّه مباشرةً نحو  سيارتي التي لن يروها بعتمة الليل .. 


وما أن غيّرت ملابسها ، حتى فتح نافذة بيت اهلها الأرضيّ .. قائلاً بحماس :

- هيا بنا يا عروس !!

***


ومشيا بين الحقول بحذرٍ شديد على نور جوّاله ، مُستغلاّن تجمّع الأهالي بالعرس ..الى ان وصلا لسيارته التي قادها بسرعة نحو مطار المدينة

^^^


بالطريق .. قالت بقلق :

- إن عرف العريس بتهريبك لي ، سيقضي على عملك بالمدينة 

- أتذكرين حينما عدّت لمتجري قبل يومين ، لإحضار مستلزمات فستانك ؟ 

- نعم .. ماذا حصل ؟

أورهون : بعت المحل لشريكي ، وحوّلت المال للخارج

هيرا بدهشة : هل كنت تخطّط لإنقاذي ..

مقاطعاً : منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها

- لقد ارسلك الله لإنقاذي من الكابوس الذي وضعني فيه والدي

- لندعو الله ان نصل للمطار قبل ان يلاحظ اللعين اختفائك ، ويستخدم سلطته لمنعنا من السفر خارج البلاد

***


في هذه الأثناء .. ضجّت القرية بخبر هروب العروس دون شكّهم بالخيّاط ، لظنهم برحيله بعد تسليمها الفستان .. وسارع الشباب بالبحث عن هيرا بين الحقول ، الى ان تأكّدوا بآخر الليل من اختفائها! 

فصبّ الثريّ غضبه على اهالي القرية الذي توعّدهم بوقف تبرّعاته الشهريّة ، بعد الموقف المخزي الذي وضعوه فيه ! 

^^^


وفي الوقت الذي كان فيه مساعد الثريّ يراقب كاميرات الطرق خارج القرية لمعرفة مكان اختباء العروس ، كانت هيرا تجلس سعيدة بجانب أورهون في الطائرة المتوجهة لفرنسا ..حيث يملك منزلاً هناك ، بالإضافة لمتجرٍ صغير (أغلقه سابقاً للعودة للوطن) 

***


بعد ايام .. ألغى والد هيرا إسمها من دفتر العائلة ، في حين عقدت قرانها على حبيبها الوسيم بعد أن أصبحت مساعدته في المتجر الذي سرعان ما اشتهر بتصاميمه الجذّابة المحترفة .. ليُصبحا حديث الناس والصحافة كأفضل خيّاطيّن ، وأوسم زوجيّن في فرنسا كلّها ! 


هناك 7 تعليقات:

  1. خطرت ببالي القصة ، بعد رؤية هذا المقطع من مسلسلي المفضّل التركي (الأسيرة)
    ضعوا الترجمة بالإعدادات ، لرؤية الحوار بالعربي ..

    صحيح انني لا افضّل الزواج دون رضا الأهل ، لكني أكره الزواج الغير مُتكافئ ..
    يعني لنجعل الحب ينتصر هذه المرة على سبيل التغيير !

    ردحذف
  2. ياحلولو ..وياحلاوه ..و يا كل انواع الحلويات ..اهذا خياطا بالله عليكم ? .. ما اظنه الا جراح عيون.. يعاين الملتحمه والقرنيه والقزحيه ..
    حتى ليوشك الفاجر 😡 ان يصل الى العصب البصري والمخيخ ..لااااااا ..انني احتج بشده ..

    ثم ان هذه القياسات خاطءه ويجب ان يناظرها خبيرا مثلي 😋 آي والنعمه ..
    هلموا ياقوم ..ارسلوا المريضه لحجرة الرمد 😎..
    يقال ان هذا المسلسل فوق 200 حلقه .. يعني يعطيكم طول العمر ..
    احسنت امل قصه رومانسيه بنهايه خيال علمي ..لا بأس فليؤجل الباءسون انتحارهم قليلا فقط ..ريثما تنزل المصاءب تترى ..

    فياااااااااااا رب أيوب ..طال الشقاء والألم ..
    وأسلى الخنين والسقم ..فعجل بقبض الابعد العدم ..

    ردحذف
    الردود
    1. هذا المسلسل احتلّ المركز الأول في تركيا ، ولم ينتهي بعد .. ولأنه يعرض على التلفاز الرسمي ، لا يوجد فيه تقبيل او ملابس غير محتشمة ، لذلك اتابعه
      بطلة المسلسل مغربية ، وهو اول دور تمثيلي لها ! وفرق العمر بينهما 25 سنة!

      المسلسل اشبه بالأميرة والوحش ، حيث كان البطل قاسياً عليها طوال الخمسين الحلقة الأولى ، لظنه بأنها قاتلة اخته .. وبعد ظهور براءتها ، قامت عائلته بالتشكيك بشرفها ، فعاد لقساوته معها ثانية .. والآن يتحضرّان لعرسهما الذي طال انتظاره على المشاهدين .. كلا الممثليّن ابدعا بدورهما .. أنصحك بمشاهدة الموسم الأول الذي لم يكن فيه أيّ خطأ بالحوار والحبكة والتمثيل..
      سعيدة ان القصة اعجبتك

      حذف
  3. باركولي طلعت ناااجحه😭❤
    يعني انا هلئ صرت صف خامس علمي💙🥹
    كنت خايفه ارسب بالانگليزي واطلع دور ثاني ، بس الحمدلله نجحتتت
    ماما قلتلي اذا طلعتي راسبه لا ترجعي للبيت احسن لك😂
    الاعفاء العام بالخامس ينتظرنييي ، بس اني ما انتظره🫤 امممم يمكن راح اقره الفيزياء بس عشان بيقولوا اصعب ماده
    اه نسيت ، لازم اتفيك براسكم طلعت اعفاء ب9 مواد بالسعي السنوي النهائي وما امتحنت بس انجليزي واحياء وحاسوب هيهيهي😂

    ردحذف
    الردود
    1. الف مبروك النجاح .. أحسنت !! وعقبال وصولك للجامعة ، عزيزتي نايا

      حذف
  4. مرحبا
    بعودتي ..ساقرأ القصه لاحقا

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا بعودتك يا ابن اليمن .. لا تنسى مشاهدة الفيديو بالقصة ، اظن سيعجب ذوقك المرهف

      حذف

كيك المستقبل

كتابة : امل شانوحة توأم الروح إعتاد شاب (في الثلاثين من عمره ، والمُتخرّج من معهد الكمبيوتر) على الإستيقاظ ظهراً بعد انتقاله لشقته الصغيرة ،...