الثلاثاء، 7 مايو 2024

القفزة العقليّة

تأليف : امل شانوحة 

الأسرار الكونيّة


إستيقظت رِحاب على صوت منبّه اخوها العالي ، لتقول بنعاسٍ وضيق :

- يالا نومك الثقيل !

وذهبت الى غرفته ، لإيقاظه الى عمله ... فوجدت سريره فارغاً ! 

- ربما يُدخّن بشرفة غرفته ، كعادته.. لما لم يوقف المنبّه ، هل هو أصمّ ؟!

وفتحت باب الشرفة بعصبيّة ، دون عثورها عليه !

- اين ذهب بهذا الوقت المبكّر ، ودون أخذ جوّاله ؟!


ثم ذهبت الى اختها التي لم تكن موجودة ايضاً بغرفتها !

- محاضراتها الجامعيّة بعد الظهر ، فلما ذهبت صباحاً ؟!


ودخلت غرفة امها ، لتشكي افعال أخويّها.. إلاّ أن امها العاجزة ليست هناك ايضاً ! فاعتراها الخوف..

- أمعقول إن امي أُصيبت بالمرض ، وأخذاها الى الطوارئ اثناء نومي ؟!


وسارعت بالإتصال بأختها .. ليرنّ جوّالها بغرفتها !

- كيف لم تأخذه معها ؟! يبدو الوضع خطيراً لينسى أخوايّ جوّالاتهما!


واتصلت على جوّال امها ، لتجده في غرفتها !

- طبيعي أن امي لم تأخذه معها ، وهي متألّمة .. مالعمل الآن ؟!


وخرجت لشرفة الصالة ، لتجد سيارة اخيها بالأسفل !

- كيف نقلها للمستشفى دون سيارة ؟! 


ثم انتبهت بأن محل الخبّاز مُغلقاً ، رغم اعتياد فتحه مباشرةً بعد آذان الفجر طوال عشرين سنة !

وايضا لم ترى الجارة العجوز في المبنى المجاور التي تشرب قهوتها على شرفتها ، كعادتها منذ سنوات !

فتساءلت بقلقٍ شديد : مالذي يحصل ؟! 


ولبست ملابسها على عجل ، وهي تدعو أن يكون اهلها بخير !

واول ما فعلته بعد خروجها من الشقة : هو رنّ جرس جارتها ، لعلّها رأتهم وهم خارجين من المنزل .. لكن لم تفتح لها ! 

فتنصّتت على الباب ، دون سماعها صراخ اطفال الجارة المشاغبين الذين يستيقظون باكراً كل يوم !

- ماهذا الهدوء المريب ؟!


واختارت النزول على السلالم لطرق ابواب الجيران ، دون إستجابة أحدٍ لها ! حتى بوّاب العمارة غير موجود !

^^^


فمشت بالشارع .. لتلاحظ ان مدرسة الأطفال القريبة من عمارتهم ، مازالت مُغلقة ! مع إختفاء السيارات بالشارع ..وكل المحلاّت مُغلقة رغم تجاوز الساعة السابعة ، ولا أثر لإنسان في أيّ مكان !

- هل اختفوا جميعاً اثناء نومي ؟! هذا لا يعقل ! أكيد أشاهد كابوساً مزعجاً 

وحين قرصت ذراعها بقوّة ، تألمّت !

- لا ، ليس حلماً !.. اذاً اين الناس ؟!


وهنا وصلها اتصال من خطيبها ! فردّت على جوالها ، وهي تنهجّ خوفاً :

- هل انت بخير ؟

- نعم بخير ..وانتِ ؟

رحاب بقلقٍ شديد : لا اجد عائلتي ، يا علاء !

وقبل إخباره بما حصل ، فاجأها بالقول :

- أأنت ايضاً ؟! 

رحاب : وهل المحلاّت مغلقة في منطقتك ، كما حدث هنا ؟

- لي ساعتيّن أجوب الشوارع ، دون عثوري على شخصٍ واحد!

- ماذا حصل برأيك ؟! 

علاء : لا ادري ، لكني قادمٌ اليك .. اين انتِ ؟

- قُرب محطّة البنزين ، بجانب عمارتنا 

- انا قادم .. إنتظريني

^^^


وفور نزوله من السيارة ، إحتضنته مُرتجفة :

- علاء ! مالذي يحصل معنا ؟ اين اختفى البشر ؟!

- لا اعلم ! إركبي السيارة ، ودعينا نبحث في مناطق أخرى


وظلاّ ينتقلان من شارعٍ لآخر ، حتى حلول العصر .. دون عثورهما على احد !  حتى انهما ذهبا للشاطىء ، وصعدا لمنطقةٍ جبليّة .. وكأن مظاهر الحياة اختفت من البلد كلها !

رحاب بقلق : أتظن أن العدوّ قتل الجميع بقنبلةٍ نوويّة ؟

- وهل نحن مخلوقيّن من فولاذ ، كيّ لا نموت معهم ؟!

- ربما هي قنبلة غريبة لا تؤثّر على النائمين ، كما حصل معنا؟! 

علاء : او ربما لأننا سهرنا البارحة حتى وقتٍ متأخر !

- هذا لأنك طلبت مني دراسة الأبعاد الكونيّة..

علاء مقاطعاً : لحظة ! ربما هذا هو السبب

- ماذا تقصد ؟!

علاء : قد يكون تركيزنا على هذا الموضوع رفع مستوى تفكيرنا ، فنُقلنا لبعدٍ آخر

- أتظن اهالينا مازالوا في البعد السابق ؟!

- أظن ذلك !

رحاب : لكن هناك سبعة ابعاد ، حسب الكتاب الذي أهديّتني اياه .. فأين أصبحنا الآن ؟!

- الكتاب مازال في حقيبتي بالمقعد الخلفيّ ، دعينا نتصفّحه لمعرفة لأيّ الأبعاد انتقلنا 


وأخذا يقرآ معلوماتٍ عن الموضوع : ((حيث اعتقد العلماء انه يمكننا الإنتقال الى بعدٍ ثاني عن طريق تحسين الإدراك الذاتيّ بثلاث طرق : التأمّل المنتظم ، واكتشاف النفس ، والوعيّ الذاتيّ : من خلال التكيّف مع صدمات الماضي .. حيث يمكن بنائه بواسطة : التجوّل بالطبيعة ، والإستماع الجيّد لمن حولنا ، والتعبير بثقة عن افكارنا الخاصة ، وتقبّل وجهات النظر المُضادة ، وتقدير الذات بموضوعيّة ، وكتابة اليوميّات ، وقبول تقييم الآخرين ، ومعرفة نقاط القوّة والضعف فينا))


رحاب بندم : ليتنا لم نُثقّف انفسنا .. فهآ نحن وحدنا بعالمٍ مُشابه لحياتنا القديمة ، دون أقاربنا وأصدقائنا !  

- برأيّ لا مجال للعودة للخلف ، بعد زيادة وعيّنا وإدراكنا  

- وما العمل الآن ؟

علاء : المُضيّ قدماً ، لربما نجد بشراً انتقلوا لأبعادٍ متطوّرة .. وقد نلتقي في البعد السابع والأخير بالعلماء والمثقفين والمُرشدين الروحانيين

- اذاً دعنا نذهب للمكتبة العامة ، لقراءة المزيد عن الموضوع ..لكن عدّني بأن لا تنتقل لبعدٍ ثاني من دوني 


فنظر اليها دون وعدِها بشيء ، لعدم علمه بما ينتظرهما في الأبعاد القادمة!


هناك 6 تعليقات:

  1. اولاً : آسفة على التأخير بالنشر ..
    ثانياً : برأيّ هناك اربعة ابعاد فقط .. البعد الأول : للملائكة .. البعد الثاني : يعيش فيه الجن والشياطين .. البعد الثالث : للبشر .. والبعد الرابع : هو البرزخ ، حيث يجتمع فيه ارواح الأموات بانتظار حسابهم يوم القيامة .. ما رأيكم انتم بالموضوع ؟!

    ردحذف
  2. قصتك لفتتني جدا أكثر مما تتصوري لانه حلمت بهذه الحالة منذ أكثر من عشرين سنة استيقظت في بيروت فجأة علما اني كنت أعيش في اوكرانيا في بيت اهلي الذي كنت تركته من زمن طويل ولم أجد أحدا ابدا شوارع خالية لا بشر ولا حيوانات حتى وإذا ألتقي بصديقة من ايام المدرسة اسمها ليندا أفرح برؤيتها وتفرح برؤيتي ونتجول معا بالشوارع دون اكتراث بما حصل ونعود معا الى البيت ويغلبنا النعاس وننام معا وهنا يحل الصباح واستيقظ واجد نفسي في بيتي في اوكرانيا واستغربت هذا الحلم كثيرا إلا أنه اسعدني برؤية صديقة الطفوله والدراسة ليندا. التي

    التي حاولت التفتيش عنها على النت والفيس ولم اجدها

    ردحذف
    الردود
    1. ذكّرتني بما حصل معي بأول سنة جامعية .. كنت ادرس فجراً للإمتحان وكلي نشاط وحيوية .. وفجأة ! سمعت صوت اطفال خارج غرفتي ، فخرجت لأجد اخوتي وقد عادوا صغاراً في منزلنا القديم .. وامي وابي بالصالة بعمر الشباب .. فتذكّرت جارتنا التي ماتت بتلك السنة .. فنزلت مسرعة اليها واحتضنتها بقوة .. ثم استيقظت ، لأجد نفسي مازلت امام طاولتي وكوب النسكافيه مازال ساخناً .. الغريب انه لم يكن مناماً ، لاني لم اكن اضع رأسي على الطاولة او مسترخية على الكرسي .. بل جالسة بشكل طبيعي ! والأمر لم يتعدى العشر ثواني .. فهل انتقلت لبعدٍ سابق ، أعادني لمرحلة الطفولة ؟! هذا لغز لم اعرف تفسيره للآن

      حذف
  3. هذا لا نعيشه الا في قصص الكوميكس والخيال العلمي حيث نجد عالم موازي لعالمنا تماماً وأشخاص مثلنا مع فرق تصرفاتهم عكسية

    ردحذف
  4. وتلوموني ليه ...طااااه...ويلومونا ليه ...نااااه...لوووو شوفتم عنيه ...يابااااه ...حلويييين قد ايه ...مااااه ...هتقولووو انهباااالي تك تك تك ...ونهيق البغاااال ...
    مش ..مش عارف ايييييه ..

    نعود لموضوعنا :
    حسنا ..لقد غبتي علينا حقا ..ولكن عدتي براءعه ..اول مره اعرف هذه المعلومات عن هذا الموضوع ..ولكني شخصيا لا امانع ان استيقظت فوجدت انني وخطيبتي وحدنا في الكون ..اعتقد انها ستكون حياه ممتعه ..لم يحدث هذا من قبل في علمي الا لنبي الله ادم عليه السلام وزوجه حواء رضي الله عنها ..
    وجوابا على سؤالك اعتقد انهم اربعه ايضا فقط ولكن يوجد ايضا ياجوج وماجوج فلا اعلم لاي بعد ينتمون ..
    وكانت معنا امل تحدثنا من المدينة الفاضيه ..😔 ..
    احسنتي امل ..افكار جديده ..


    ردحذف
    الردود
    1. آخر مرة تغني يا عاصم ، أدخلت البغال بأغنية عبد الحليم !
      سؤالك صحيح : هل يأجوج ومأجوج ببعدٍ خامس ؟ ولأيّ بعد ينتمي سيدنا خضر وآصف بن برخيا الذي أحضر عرش بلقيس لسيدنا سليمان برمشة عين ؟
      وكما قال تعالى : (ويخلق ما لا تعلمون) .. اكيد هناك اسرار بالكون لا نعرف عنها شيئاً..فهل هناك نسخاً منا بعوالم آخرى ؟ الله اعلم !

      حذف

الطلب الغريب

فكرة : الكاتبة مريم الحيسي كتابة : امل شانوحة القصة المرعبة في المساء .. تصفّح الكاتب المُبتدئ (جاك) بريده الإلكترونيّ ، ليجد ملفاً مرسولاً ...