تأليف : امل شانوحة
المدينة الفاسدة
سافرت جاكلين الى تايلاند للحصول على علاجٍ فيزيائيّ لوالدتها .. ووصلتا الى الفندق مساءً ، بعد إنهاء المساجّ العلاجيّ الأول .. وقبل إنهاء طعامهما ، تلقّت جاكلين إتصالاً على هاتف غرفة الفندق ، لرجلٍ يتكلّم الإنجليزيّة بلغةٍ رقيقة .. هدّدها بالقتل ، واصفاً إيّاها بالخائنة الحقيرة !
ولم تأخذ الموضوع بجديّة ، إلاّ بعد إخبارها بوصوله للطابق الذي فيه غرفتها ! لِذا لم يكن لديها وقت للهرب او الإتصال بالشرطة .. فساعدت امها العاجزة على الإختباء معها داخل خزانة الحائط .. حيث سمعتا القاتل المأجور يدخل غرفتهما بالمفتاح ، مما يؤكّد تورّط صاحب الفندق معه !
وبدأ يتحدّث بجواله بصوتٍ غير مفهوم ، وكأنه مدمن مخدرات او مخمور!
- سيدي ، لم اجدها بالغرفة ولا بدورة المياه ولا بالشرفة .. آه لحظة ! ربما تكون مُختبئة مع عشيقها في الخزانة
وما ان اقترب من باب الخزانة ، حتى دفعته جاكلين بقوّة .. فسقط للخلف لكونه غير متزن ، مُرتطماً رأسه بطرف السرير .. فاستغلّت جاكلين غيابه عن الوعيّ ، للهرب مع امها من الفندق المشبوه ..
حيث حاول حارس البوّابة ، إيقافهما ! لكن جاكلين سارعت بركوب اول سيارة أجرة مع امها ، دون معرفة وجهتهما التالية .. فهي لم تأخذ معها سوى حقيبتها الشخصيّة التي فيها جوازيّ سفرهما ، وبعض النقود التايلانديّة
***
وفي الطريق..
أعطاها السائق رقم شرطة منطقتهم ، بعد فهمه عليها بصعوبة .. حيث أوصلها الشرطي بمدير مركزه الذي يتقن الإنجليزية .. وبعد إخباره بأنهما سائحتيّن ، قدمتا البلاد للعلاج .. طلب منهما الذهاب الى مطعمٍ معين ، لمقابلتهما فيه
***
في المطعم .. طلبتا الماء وهما ينهجان بخوفٍ شديد ، في انتظار مدير الشرطة الذي ذهب اولاً للفندق ، ليجد القاتل مُستلقي على الأرض وهو ينزف من رأسه ! فركله بقدمه بعصبية :
- إستيقظ يا غبي !!
- آه سيدي ! لقد هربت زوجتك ، بعد دفعها باب الخزانة ..
فقاطعه رئيس الشرطة غاضباً :
- زوجتي ايها المدمن في الغرفة المقابلة !! انت اقتحمت غرفة سائحتيّن أمريكيتيّن ..أتريد توريطنا مع سفارتهما ؟!
- لم انتبه لذلك ! سأذهب حالاً للقضاء على الخائنة وعشيقها
الشرطي : لا !! أفسدت الأمر .. سأعيّن غيرك للمهمّة
- رجاءً سيدي ، انا جيد في عملي .. لكني أخطأت بحقن نفسي بالمخدّر قبل قدومي الى هنا ، وسأصلح الوضع الآن ..
فأطلق الشرطي النار على رأسه ، بمسدس كاتم الصوت.. وهو يتمّتم بضيق :
- ويبرّر خطئِه ايضاً ! ياله من الفاشل
ثم اغلق باب الغرفة ، مُتصلاً بمدير الفندق :
- لم تنجح خطتي هذه المرة ايضاً ! إرسل احدهم لإزالة جثة القاتل من الغرفة ، دون لفت انظار احد .. مفهوم !!
^^^
ثم قاد سيارته باتجاه المطعم ، مُتصلاً بمالكه :
- هل مازالت السائحتيّن لديك ؟
صاحب المطعم : نعم ، ويبدو عليهما القلق الشديد .. بماذا تأمرني ؟
- انت تعرف كرهي للشهود .. إنقلهما للغرفة الخاصة ، بعيداً عن الزبائن ..وقدّم لهم شراباً مجانيّ ، فالأجانب بخلاء بالعادة.. ولا تنسى وضع السمّ فيه
***
وبعد قليل .. دخل الشرطي الى الغرفة الخاصة بالمطعم ، ليجدهما بلا حراك !
فقال وهو ينظر لجاكلين :
- يا خسارة ! لوّ كنت اعلم بجمالها ، لما تسرّعت بقتلها .. (ثم مسّد شعر رأسها التي تسنده على طاولة المطعم) .. ذنبكِ انك تواجدتِ مع امك في المكان والزمان الخاطئيّن .. يالا سوء حظكما!
صاحب المطعم : سيدي ، الم تتخلّص بعد من زوجتك اللعوب ؟!
- اللعينة ، تنجح دائماً بالهرب .. لكني سأجد طريقة للقضاء عليها ، دون إثارة الشبهات حولي .. المهم !! نادي النادليّن لدفن الجثتيّن .. اراك لاحقاً
- ماذا عن المكافأة ؟
الشرطي : سأحوّل المال على حسابك غداً .. (وبصوتٍ منخفض).. ايها الطمّاع القذر !
***
في منتصف الليل ، إستيقظت جاكلين في المقعد الخلفيّ لسيارة يقودها احد النادليّن
جاكلين بفزع : من انت ؟! واين امي ؟ والى اين تأخذني ؟!!
ولحسن حظها إن النادل يتقن الإنجليزيّة :
- اهدئي رجاءً .. انا اوصلك للمطار بسريّةٍ تامة ، وإلاّ سيقتلونني
- من هم ؟! واين امي ؟!
فأخبرها بوضعه المخدّر بشرابها .. بينما وضع السم مُجبراً لأمها ، خوفاً من استيقاظها بأيّة لحظة وإفساد الخطة
فأطبقت يديها على رقبة النادل من الخلف ، حتى كادت السيارة تنحرف عن طريقها
- قتلت امي ايها اللعين !!
فأجابها بصوتٍ مخنوق : لوّ لم افعل ، لكنت معها في القبر .. فرئيس الشرطة الذي تواصلتي معه يُثير الفساد في منطقتنا منذ مدةٍ طويلة ، ولا احد يستطيع إيقافه لكونه صهر أهم سياسي فاسد بالبلد
جاكلين بصدمة : أتقصد انه هو من ارسل القاتل المأجور الى غرفتي بالفندق ؟!
- سمعته يتحدث مع صاحب المطعم : بأن قاتله اخطأ برقم الغرفة ، فهو اراد قتل زوجته الخائنة التي تتعمّد إهانته ..
جاكلين مقاطعة بعصبية : اذاً ليقتلها بمسدسه ، بدل قتل الأبرياء بغبائه !!
- هو ليس ذكياً لاستلام قيادة الشرطة ، بل حصل على الوظيفة بالواسطة .. ولأن زوجته ابنة سياسي نافذ ، يريد قتلها بطريقة لا تثير الشبهات حوله ..فهي تخونه على الدوام ، ولا يستطيع ضبط تصرّفاتها .. وللآن قتل العديد من الأبرياء ، خاصة منافسيه الصالحين على إدارة الشرطة .. ولا تظني ان مديري سعيداً بتسميم اعدائه ، فنحن نعاني من القوارض التي تخرج من المخزن المهجور المليء بجثث ضحاياه ..
جاكلين : ولماذا لم تقتلني كما امرك ؟!
النادل : لأنك املنا الأخير .. فأنت الأمريكيّة الوحيدة بين الضحايا ، واريدك ان تستعيني بسفارتك للقضاء على ذلك الفاسد الذي أتعبنا جميعاً ..
- وماذا عن امي ؟
- عندما يتمّ القبض على الشرطي القذر وحماه الملعون ، تنقلين جثتها الى بلدتك .. أرجوك يا آنسة ، إنقذينا من هاذيّن الفاسديّن
***
في الطائرة .. قالت جاكلين في نفسها ، غاضبة :
((أحلف انّي سأقلب موازين الدولة على رأسهم ، فهم لا يعرفون بأني ابنة سفير .. سأجعلهم يندمون على اليوم الذي تطاولوا فيه على حياتنا ..أعدك بذلك ، يا امي الغالية !!))
ومسحت دمعتها بقهرٍ وتحدّي !
الجزء الثاني رجاء
ردحذفربما افعل يوماً ما .. من يدري !
حذفها قد عادت جاكلين من جديد ..ففجعتيها بامها ..😭 ..ياله من حظ ..اعتقد ان جاكلين قد عانت وجربت على يديك كل انواع المهالك ..ولا ادري لما هذه الوحشيه 😢..
ردحذفلما لا تجعليها تغرم وتحلم 😍 في قصه دراميه رومانسيه تركيه وتختمي القصه بقضاءهم بقية حياتهم في كوخ على الشاطيء يتقافزون من فرط المحبة والسرور 😔..
حسناً ان كتبت في المستقبل بإذن الله قصة رومنسية بنهاية سعيدة ، سأختار جاكلين بطلة القصة .. لكن الى ذلك الحين ، ستعاني المسكينة الأمرّين .. ضحكة شريرة
حذفلماذا نصر على تكريس فكرة أن الأمريكيين يحق لهم التدخل في أي مكان
ردحذفلأنه الواقع مع الأسف !
حذف