فكرة : الكاتبة مريم الحيسي
كتابة : امل شانوحة
القصة المرعبة
في المساء .. تصفّح الكاتب المُبتدئ (جاك) بريده الإلكترونيّ ، ليجد ملفاً مرسولاً اليه : فيه نصّاً لقصةٍ مرعبة مشوّقة تصلح لفيلمٍ سينمائي ، دون خاتمة ! ومعها ملاحظة غامضة من الكاتب (لويس):
((إكمل بقيّة قصتي دون كتابة اسمك عليها ، وإلاّ ستلحقك اللعنة))
فتساءل جاك بنفسه ، بضيق :
- من هذا الكاتب المغرور الذي يأمرني بإنهاء قصته بهذه الوقاحة ؟!
وبحث عن إسم لويس بموقعٍ خاصّ للكتّاب المُبتدئين ، دون أن يجده ! .. وحين تواصل مع زميله إريك (الكاتب) عن الرسالة الغامضة ، تفاجأ بردّة فعله :
- إيّاك الوقوع بتلك المتاهة يا جاك ، فلي اسابيع لا انام بسبب قصة لويس الملعونة
وقبل الإستفسار عن قصده ، إنقطع التواصل بينهما ! ليس هذا فحسب ، بل أغلق إريك صفحته على الفيسبوك تماماً (وهي ليست من عادته)
فتجاهل جاك الإيميل الغامض وردّة فعل صديقه الغريبة ، محاولاً النوم .. لكن احداث القصة شغلت تفكيره ، فهي فكرة لا بأس بها وتستحق أن يكون لها نهاية مميّزة
ورغم إسلوب لويس المستفزّ ، إلاّ أن جاك جلس امام حاسوبه لكتابة خاتمة تليق بتلك القصة بأحداثها المرعبة التي لم يتطرّق اليها كاتبٌ آخر من قبل!
وأنهاها أخيراً عند الساعة الثانية صباحاً .. وأرسلها لإيميل لويس ، مع ملاحظة تقول :
((هذه نهاية قصتك .. لن اكتب اسمي عليها ، رغم استحقاقي ذلك .. المهم يا استاذ لويس في المرة القادمة ، تأدّب في طلب الخدمة من الآخرين))
***
لم يصله الردّ إلاّ في اول مساء اليوم التالي ، وكان ردّاً غير متوقّعاً من لويس :
((ما هذه النهاية البسيطة ؟ خيّبت املي فيك .. ظننتك كاتباً مبدعاً يا جاك ! اريد نهايةً افضل منها ، وأريدها الليلة .. مفهوم !!))
فصُعق جاك من جرأته ! مما جعله يشكّ بأمره :
- أمعقول انه منتجٌ او مخرجٌ او كاتبٌ مشهور يمتحن الكتّاب المبتدئين ؟! اذا الأمر كذلك ، فعليّ الإجتهاد اكثر لإعطائه نهايةً رائعة
فأسرع بإعداد قهوته ، للبدء في الكتابة المسودّات .. الى ان تمكّن من إرسال نهايةٍ مشوّقة للقصة المبدعة
وأتاه ردّ لويس بعد منتصف الليل :
((تلك نهايةٌ متوقعة ! اريد خاتمةً صادمة ، تُعجب الجمهور .. فأنا أنوي تحويلها لفيلمٍ سينمائيّ عالميّ))
ثقة لويس وطموحه العالي ، أربكت جاك الذي تساءل بقلق :
- يبدو انه بالفعل رجلٌ له مكانة بعالم السينما ! حسناً ، لأحاول من جديد
وسهر ليلته الثانية وهو يعصر افكاره ، حتى أصابه الصداع .. وبعد تناوله الدواء وثلاثة من القهوة السادة .. خطرت بباله فكرةً غريبة .. وهي تغيّر مقدّمة القصة التي ارسلها لويس ، لتناسب النهاية الجديدة التي كتبها
وقبيل الفجر ، أرسلها .. بانتظار جوابه في اليوم التالي بعد منتصف الليل (كما هي عادته) .. لكن قبل نومه ، وصله اتصال من صديقه اريك ..
جاك باستغراب : إريك ! أمازلت مستيقظاً للآن ، ام لم تنم مثلي ..
إريك بحزم : إسمعني جيداً يا جاك !!
فقاطعه جاك معاتباً : بل أجبني اولاً .. لما قطعت إتصالك معي المرة الماضية ، ثم أغلقت صفحتك على الفيسبوك ؟! .. هل ضايقتك بكلامي ؟!
- دعك من هذا ، واخبرني الآن .. هل مازلت تكتب نهاية القصة الملعونة ؟
جاك بقلق : ماذا تقصد ؟!
- لويس شخصٌ مريب .. الم تسمع ما حصل للكاتبيّن آدم وجورج ، والكاتبة الموهوبة جنيفر ؟
- ماذا حصل لهم ؟!
إريك : ماتوا جميعاً بحوادث غريبة ، بجانب حواسيبهم .. فجنيفر ماتت إختناقاً بغاز موقدها .. وآدم بصعقةٍ كهربائيّة من حاسوبه بعد وقوع فنجان القهوة عليه ، وهو أمرٌ غريب ، لأنه مستحيل أن يؤدي لحرقٍ من الدرجة الثالثة ! اما جورج : فلم يجدوا سوى ذراعيّه المقطوعتين امام حاسوبه ، ومازالت الشرطة تبحث عن بقيّة جسده ! وجميعهم كانت حواسيبهم مضاءة ، اثناء كتابتهم خاتمة لتلك القصة الملعونة التي وصلتني بالايميل قبل شهرين .. والتي لم اوافق على إنهائها ، لوقاحة لويس بطلبه .. ومن يومها تعسّرت اموري .. فزوجتي تركتني لأنها تراني مشوّهاً ، كأنه تلبّستني العفاريت ! وابنتي تبكي كلما اقتربت منها .. وخسرت عملي بالمطبعة .. واليوم أخبرني مالك الشقة بقرار طردي ، دون سبب ! أتظن جميع تلك الأحداث حصلت صدفة ؟!
- لا تُرعبني يا أريك ، فقد راسلته قبل قليل !
إريك بحزم : إحذف رسالتك فوراً ، قبل ان تصيبك لعنته..
وقبل متابعة حديثه ، سمع جاك صرخة إريك المفزعة ! ثم انقطع الإتصال
فاتصل جاك بالشرطة ، وأعطاهم عنوان اريك .. ولم تصله الأخبار إلاّ ظهر اليوم التالي ، بعد أن أخبره المحقّق بإيجادهم لسان إريك مقطوعاً بجانب جواله ، وبركة كبيرة من دمائه ، مع اختفاء جثته !
فأغلق جاك المكالمة وهو يرتجف خوفاً .. ويتساءل في نفسه :
((يا الهي ! من هو لويس ؟ وهل فعلاً له علاقة بالجرائم السابقة ؟!))
وسارع بفتح حاسوبه ، ليجد رسالة من لويس :
((يبدو انك ارسلت نهاية جديدة لقصتي ، سأقرأها مساءً لأعطيك الجواب .. فلديّ اعمال مهمّة طوال النهار))
فأرسل جاك سؤالاً :
- أتعمل نهاراً وتكتب مساءً ، متى تنام إذاً ؟!
وقبل إغلاق إيميله ، وصله الردّ
- انا لا انام ابداً ... ضحكة شريرة
فارتعب جاك من جوابه .. وأغلق حاسوبه ، وهو يتساءل في نفسه :
((معك حق يا إريك ، فلويس مريبٌ فعلاً ! أتمنى ان لا يغضبه تغيّر مقدّمة قصته.. ليت بإمكاني حذفها .. لكنه احتفظ بها ، وسيعطيني رأيه بالمساء ..ترى ماذا ستكون ردّة فعله ؟!))
***
بعد منتصف الليل ، وصله ردٌّ غاضب من لويس :
- من انت ايها الجرثومة لتغيّر احداث قصتي ؟!! يبدو انك ترغب بالّلحاق بأصدقائك الكتّاب التافهين !!
فسارع جاك بتبرير فعلته ، كاتباً له :
- سيد لويس .. بجميع الأحوال ستُنشر القصة بإسمك ، فما يهم إن غيّرت قليلاً بأحداثها لتناسب الخاتمة .. السؤال الأهم : على أعجبتك نهايتها؟
فكتب لويس : بالحقيقة نعم .. النهاية مُبدعة
- اذاً اين المشكلة ؟
- حسناً أقنعتني ، سأعتمد نسختك .. وطالما قصتي إكتملت أخيراً ، بذلك أكون أنهيت عملي مع الكتّاب.. وصار الوقت للضغط على المنتجين ، لإيجاد من يتكفّل بمصاريف فيلمي .. ثم إجبار كبار المخرجين على تصويرها.. عليّ البدء حالاً بالبحث عن اسمائهم
جاك : لحظة قبل رحيلك .. هل بإمكاني معرفة من تكون ، سيد لويس ؟
- لويس هو اختصار اسمي .. فأنا لوسيفر من العالم السفليّ
فكتب جاك بيدين مرتجفتين : أتقصد ابليس ؟!
- ابليس المعظّم ، يا ولد !!
- آسف ! لكني مرتبكٌ قليلاً ، لم اكن اعلم موهبتك الكتابيّة
إبليس : وماذا تسمّي خططي لتدمير العالم ؟
- معك حق ، لديك ابداعٌ فكريّ ملحوظ للغاية !
- انا ولدّتُ بموهبة التأليف .. لذا قرّرت تحويل اجمل قصصي لفيلمٍ سينمائي ، فهو حلم الطفولة .. لكن كتّاب الجن الأغبياء فشلوا بذلك ، فأحرقتهم جميعاً .. ولم يعد امامي إلاّ الإستعانة بالكتّاب البشريين .. ولأني لا اؤمن بالكتّاب المحترفين الذين بإمكانهم سرقة فكرتي ، إستعنت بالكتّاب المبدعين الذين مازالوا في بداية مشوارهم الأدبي ..
جاك : وقتلت اربعة منهم..
- اربعة في مدينتك فقط ، لكن بدولٍ أخرى .. بصراحة لا اذكر العدد ! فكما تعرف ، انا أتقن لغات العالم .. المهم الآن ، إنتهى دوّرك لهذه القصة .. وربما أستعين بك لاحقاً بقصتي الجديدة .. طبعاً بعد تنكّري بصورة كاتبٍ شاب للحصول على جائزة الأوسكار الأولى ، التي حتماً لن تكون الأخيرة .. اراك لاحقاً ايها الكاتب المُبدع ، على امل ان تنجح انت ايضاً بالوصول للعالميّة
وانطفأ الحاسوب وحده ! تاركاً جاك يرتجف بشدة .. وهو قلقٌ من القصة الملعونة التالية ، من تأليف عدوّ البشريّة الأول دون منازع !
نشرت الكاتبة مريم الحيسي على موقعها بالتيك توك سؤالاً : وصلني ايميل غريب يطلب مني ختم روايته دون ذكر اسمي!
ردحذففخطرت ببالي هذه القصة .. وراسلت الكاتبة على التيك توك ، لأخبرها انني ذكرت بأنها صاحبة الفكرة ، للأمانة الأدبيّة
اتمنى ان تعجبها وتعجبكم
اعتقد انها كاتبة رواية "انني اتعفن رعباً" ..
ردحذفواو القصه كُلش حلوه .. خيالك ما شاء الله ماله حدود .. اتمنى اصير مثللك ..
نعم ، تلك روايتها بالفعل .. انا اتابعها على التيك توك
حذفامل ليش ما تطبعين مجموعه قصصيه الك؟؟
ردحذفيعني صارلك مده طويله جداً .. معقوله ما فكرتي تطبعين قصصك؟
طيب بالنسبه للنشر بالواتباد .. شو قلتي؟
الطباعة الورقيّة مكلّفة جداَ في لبنان .. وبحسب الأوضاع الإقتصادية السيئة في بلدي ، فلا احد سيصرف ماله على الكتب ، خاصة بوجود آلاف القصص المجانية على الإنترنت .. لهذا لست مقتنعة بالطباعة
حذفلم يعد أحد يقرء الكتب الورقية بهذا العصر
حذفما تخافي يطب عليك إبليس لأنك تكتبي باسمه 🤣🤣
حذفمعك حق يا ربيع ، لا احد يقرأ الكتب والقصص الآن .. ولهذا ارى طباعة قصصي مضيّعة للجهد والمال
حذفعبالي بس بالعراق النشر مُكلف .. طلع حتى بلبنان .. خصوصاً لما ارتفع سعر الدولار صار كل شيء مُكلف جداً!!
حذفكلامك صحيح ، حتى اني استخصر اشتري كتاب ، اقول اذا موجد بالنت ليش ابذر فلوسي؟ ..
بس الامر غريب لان ما شاء الله صارلك سنين طويله جداً بالكتابه ..
عموماً براحتك ..
اني راح اموت واعرف النشر بالواتباد يجي منه مدخول مادي مثل النشر باليوتيوب وتيك توك؟ او لا ، نفسي انشر قصصي بيه😩 ..
اسألي عن موضوع الواتباد ، واخبريني به لاحقاً
حذفقديما كان كثير من الكتاب يفعلون العكس اذ كانوا يفضلون ان يظلوا مجهولي الهويه لاسباب اخلاقيه اضطراريه او سياسيه فالاهم ان تصل الفكره وتؤثر غير ان لحظ النفس مما خطت نصيب
ردحذفلماذا لا تتواصلي مع دور النشر في مصر واستغلال فرصة معرض القاهرة للكتاب يا أستاذة أمل ؟
ردحذفحالياً صعب ، لكن ربما مستقبلاً .. من يدري !
حذف