تأليف : امل شانوحة
الحظر الليليّ
في منطقةٍ ريفيّة ، إستولى عليها مجرمٌ شاب (جاك) بعد نشر رجاله (الخارجين عن القانون) الذين أشاعوا الفساد فيها ، بعد فرض الإتاوة على أصحاب الدكاكين الصغيرة .. ومن لا يدفع ، تُدمّر بضائعه او يُحرق محلّه التجاريّ !
ولخوف الأهالي على نسائهم وأطفالهم ، خضعوا لأوامر جاك الظالمة الذي اتفق مع رئيس بلديّتهم : على منع خروج الأهالي بعد منتصف الليل ، المُخصّص لإرادة ورغبة رجاله المُطلقة.. ومن يخرج في الساعات المتأخرة ، فلا يلوم إلاّ نفسه !
واستمرّ الحظر الليليّ عدة شهور .. الى ان اضّطر رجلٌ لإخراج زوجته بعد الساعة الواحدة ليلاً ، عقب تعسّر ولادتها بعد فشل امه بمساعدتها على الإنجاب .. حيث توجّب عليه أخذها لعيادة الطبيب الوحيد بالقرية..
^^^
ووصل الخبر لرجال جاك الذين قبضوا على الزوج اثناء ولادة زوجته ، وأخذوه لمكتب الزعيم لإخباره بالعقاب المناسب له :
جاك غاضباً : بما انك خالفت اوامري..
الزوج مُقاطعاً بخوف : سيدي ، دعني أُفهمك ما حصل
جاك : عرفت بولادة زوجتك المتعسّرة ، الذي لا اعتبره عذراً لخروجك من منزلك بالوقت المخصّص لعصابتي .. لهذا عقابك هو .. (وسكت قليلاً) .. حصولي على طفلك ، وإلاّ سأقتل ابنائك الثلاثة
الأب بصدمة : لا يعقل ان تحرمني من ابني الذي لم اره بعد ! ثم هو طفلٌ صغير ويحتاج للرضاعة
- سأعيّن مُرضعة له.. وسأسمح له بعد بلوغه ، بزيارتكم من وقتٍ لآخر.. لكن بشرط !! ان تخبروه بأنكم اقاربي ، دون إعلامه بأنكم اهله الحقيقيّن وإلاّ سأبيدكم جميعاً !! ومنذ الغد ، سأزوّر شهادة ميلاده ، ليصبح ابني رسميّاً
الأب بتهكّم : أستتبنّى طفلي ، فقط لكونك عقيم ؟!
فأطبق جاك يديه على حنجرة الأب ، حتى كاد يموت خنقاً .. وهو يسأله غاضباً :
- كيف عرفت بهذا الشأن ؟!!
الأب مُرتجفاً : الإشاعات منتشرة بالقرية ، عن طلاقك مرتيّن بسبب العقم .
- سأقطع ألسن من ينشروا الأكاذيب عني !!
- رجاءً سيدي ، دعني آخذ زوجتي وطفلي الى المنزل
جاك بحزم : هذا مُحال !! فقد قرّرت وانتهى الأمر .. وغداً ينتقل ابنك الى بيتي ، بعد تعيّني مربيّته الجديدة ..وهذا قراري النهائيّ !!
***
وافق الوالدان مُرغمان على عقوبة الزعيم الظالم ، خوفاً على اولادهم الثلاثة .. وتربّى الصغير (إريك) في منزل جاك ، مُحاطاً بأصدقائه اللصوص والقتلى والمدمنين .. الى ان بلغ سن المراهقة ، وصار عليه الإنخراط في العصابة !
فأرسله والده (الزعيم) مع اقوى رجاله للقرية المجاورة ، للقضاء على العصابة المُنافسة .. ليحتمي المراهق فزعاً خلف السيارات بعد اشداد المعركة بينهما !
^^^
وبعد عودتهم منتصرين ، أخبروا الزعيم بفشل ابنه بالمهمّة .. فصفعه لأول مرة ، صارخاً في وجه :
- انت ابن اقوى زعيم عصابة بالبلد ، وتختبئ كالنساء من الرصاص ، بدل المحاربة لنصرة ابيك !! حتى انك لم تطلق رصاصة واحدة من المسدس القويّ الذي اشتريته لك
إريك معترضاً : انا لست مجرماً !!
- انت ابني الوحيد ، وتحمل جينات الإجرام مثلي .. وعلى قلبك ان يقسو كالحجارة ، حتى أسلّمك زعامة العصابة
- انت لست والدي الحقيقيّ !!
جاك بصدمة : هل أخبرك الملاعين الحقيقة ؟ .. اذاً سأقتلهم جميعاً!!
إريك بتحدّي : لن اسمح لك بلمس عائلتي الذين وعدتهم بأن اصبح شرطيّاً كجدي الحقيقيّ
- أتتحدّاني يا ولد ؟!!
- نعم أتحدّاك !! بل انا الذي سيقضي على عصابتك القذرة ، يا والدي العزيز
وخرج من منزله بعد حزم امتعته .. وكان مساعد الزعيم سمع شجارهما ، فسأله :
- سيدي ، أتريدني ان أقضي على الولد العاقّ ؟
جاك وهو يحاول كتم غيظه : لا ، دعه وشأنه .. لنرى إن كان قويّاً لتنفيذ تهديده
***
وبعد سنوات ، تخرّج إريك من مركز الشرطة في المدينة .. وعاد لفرض النظام في قريته المغصوبة .. ونجح خلال أشهرٍ قليلة بأن يصبح العدوّ الأول لوالده بالتبنّي (جاك) الذي أخفى عن عصابته : فخره بقوّة وذكاء إريك الذي نجح في القبض على أهم مورّدي المخدرات لعصابة جاك
***
وفي عرس إريك الريفيّ ، سأل المساعد الزعيم الذي كان يراقب ابنه من المنظار فوق التلّ :
- هل تريدني ان أقتله ، او نكتفي بالعروس ؟
جاك : لا !! دعه يفرح قليلاً ، فأنا أخطّط لشيءٍ أكبر
***
وبعد سنة.. أنجب إريك طفلاً ، في ذات الوقت الذي احتفل فيه مع افراد الشرطة بنجاحه في إحباط اكبر عملية نقل مخدرات تابعة لجاك ، والتي تهدّد بإفلاسه ..
^^^
وفي مكتب الزعيم ، سأله مساعده بضيق :
- سيدي ، الأمر لم يعد يُحتمل .. سيقضي إريك على عصابتنا قريباً ، علينا التخلّص منه
جاك : سنفعل ذلك ، لكن ليس بقتله .. بل بتدميره نفسيّاً
- ماذا تقصد ؟
- إخطفوا طفله ، واحضروه لي حيّاً
***
واستطاع لصّ (تابع لعصابة جاك) من اقتحام منزل إريك ليلاً ، وخطف الطفل من مهده .. وتسليمه للزعيم العجوز ، الذي قال للطفل النائم :
- ستحققّ حلمي الذي فشل والدك بإنجازه ، وستصبح زعيم العصابة كجدك .. وهذه المرة لن أُكرّر غلطتي السابقة ، بمعرفة من هم عائلتك الحقيقيّة .. وسأحرص على تربيّتك لتكون وريث مملكتي ، يا حفيديّ العزيز
واحتضن الطفل ، بابتسامةٍ ماكرة !
ثم مرت الايام ..تلو الايام ..وهكذا دواليك ..وكبر الحفيد ..ومرت السنون وصار الحفيد زعيم العصابه ..وصار يجتر الماضي وايام المجد وجده الذي صار طاحون الذكريات يطحن شمس وفي ..
ردحذفكما قال الشاعرالمدمن يوما 😩:
كان عنّا طاحونة ع نبع الميّ
قدامه ساحات مزروعة فيّ
وجدي كان يطحن للحي، حشيشه وهرويناااات..😅
ويبقوا الناس بها الساحات
شي معهن أكياس، شي عربيات
رايحين جايين ع طول الطريق يتعاطوا مخدراااات ..😭
الم نتفق الا تغني يا عاصم ؟! انت تدمّر الأغاني الشهيرة ..
حذفعلى كلٍ ، عليكم تحمّلي هذه الفترة ، فأفكاري بسيطة ، لانشغالي بالكثير من الأمور العائلية.. الله المستعان
, يجب أن يكون لها جزء ثاني
ردحذف