تأليف : امل شانوحة
سحر الأقارب
اثناء صعود مريم مع اختها التوأم سلمى الى عمارة قريبتهما .. لمحت نفسها في المرآة ، دون ظهور إنعكاس سلمى التي سارعت بالخروج من المصعد !
وذات مرة .. لاحظت اثناء حديثها مع سلمى إن عينيها تحوّلتا لقطة خلال ثانيتين ، قبل عودتهما الى طبيعتهما ! مما ارعب مريم التي فضّلت عدم اخبار اختها بذلك
لكن الذي أفزعها بحقّ : هي رؤية سلمى تأكل بقايا الدجاج ، وتقرمش عظامها كأنها شيبسي ! قبل مُسارعتها برميهم في النفايات ، بعد ملاحظتها مريم في المطبخ..
***
وقد اعتادت سلمى البقاء مع امها المشلولة بنهاية كل اسبوع ، بينما تذهب مريم بنزهةٍ مع والدها وإخوتها الذين يتضايقون بعد عودتهم لرؤية امهم ترتجف رعباً ، وقد لوّثت ملابسها ! مع تحجّج سلمى بانشغالها بأعمال المنزل
وذات يوم .. وبعد تحرّك السيارة ، أوقفتهم مريم :
- ابي !! سأعود للمنزل ، للبقاء مع امي
الأب : سلمى تهتم بها
مريم : اريد مساعدتها
وفور دخول مريم لوحدها الى المنزل ، سمعت موسيقى صاخبة قادمة من غرفة امها ! لتُصعق برؤية جنٍ مرعبة ترقص برفقة سلمى ، امام سرير امها التي أغمضت عينيها وهي ترتجف بقوّة !
فأضاءت مريم سورة قرآنية (من جوّالها) بصوتٍ عالي ، أفزعت الجن الذين فرّوا سريعاً من نافذة الغرفة.. بينما صُرعت سلمى وهي تنتفض بألم على الأرض ، طالبةً من اختها إطفاء القرآن فوراً
لكن مريم هدّدت بحرق الجني الذي يتلبّسها إن لم تُخبرها الحقيقة ، سائلةً بحزم :
- منذ متى يحتلّ الجني جسدك ؟!!
سلمى : انا لست ممسوسة .. انا قرينة اختك المرحومة
مريم بدهشة : المرحومة !
- هي ماتت بالحمّى بسن الثامنة .. أنسيتي ؟!
فتذكّرت مريم موت اختها بين احضان امها ، والتي عادت للحياة بعد دفنها بيومين ! بعد سماع حفّار القبور صراخها ، والذي أعادها الى منزلهم .. مما اصاب امها بشللٍّ كامل من شدّة الصدمة ! ومن يومها تعتني سلمى بها ، كونها المسؤولة عن مرض امها..
مريم بحزن : اذاً اختي ماتت فعلاً ؟!
القرينة : نعم ، وانا احتليّت جسدها ..والجن الذين رأيتهم قبل قليل ، هم عائلتي التي تزورني بنهاية الإسبوع .. ولسببٍ ما ، لا يمكنهم الظهور إلاّ في غرفة امك !
مريم بعصبية : يا لعينة !! بسببك انشلّت والدتي لسنواتٍ عديدة
القرينة : ليس بسببي !! بل بسبب خالتك التي سحرت اختك وامك.. بل إن سحرها مهّد لي الطريق لاحتلال جسد اختك بعد وفاتها ، وهو المُتسبّب بشللّ امك .. وإن كنتِ لا تصدّقينني ، فسحر والدتك مدفوناً في حديقة منزلكم اسفل الشجرة الضخمة.. والآن رجاءً !! إطفئي القرآن ، ودعيني اعود الى عالمي .. وأعدك ان لا تريني ثانيةً
فاطفأت مريم جوّالها ، وهي تأمرها غاضبة :
- إرحلي الآن !!
فخرجت روحٌ سوداء من جسد سلمى ، الى خارج النافذة.. ليتحوّل جسد سلمى لهيكلٍ عظميّ لطفلة في الثامنة (وهو العمر الذي ماتت فيه اختها)
بينما تسمّرت عينا الأم على رفات صغيرتها برعبٍ واضح !
مريم : لا تخافي يا امي ، سأنقذك بالحال
وخرجت للحديقة لنبش التربة بجانب الشجرة الضخمة ، لتعثر على دميّة مربوطة بالحبال المعقودة !
فاتصلت بوالدها للعودة للمنزل مع إحضاره الشيخ الذي استطاع لاحقاً فكّ السحر ، وتحرير جسد الأم التي استعادت صحتها ..وسط بكاء عائلتها المُنصدمة مما حصل ! وذلك بعد دفنهم بقايا اختهم سلمى في الحديقة ، خوفاً من إعادتها للقبر والتعرّض للمساءلة القانونيّة
كما نصحهم الشيخ بالإبتعاد عن المنطقة ، دون التواصل مع الخالة الشريرة التي ستُعيد جريمتها إن علمت بفكّ سحرها
***
وبالفعل رحلوا لحيٍّ آخر ، دون توديع الأهل والأصدقاء .. لكن هذا لم يشفي غليل مريم التي اتصلت بهيئة الأمر بالمعروف ، لإبلاغهم عن خالتها الساحرة وعنوانها..
فقاموا بمراقبتها ، حتى ثبتّ تردّدها لمنزل المشعوذة .. وحبسوهما معاً
***
وفي إحدى الليالي بالسجن ..إنتظرت الخالة نوم السجينات ، لإيقاظ المشعوذة وهي تهمس لها :
- ابنتي احضرت صورة مريم ..واريدك ان تسحريها بمرضٍ جلديّ ، يجعل الناس تشمئزّ من شكلها المُقرف
ثم بدآ بتلاوة التعاويذ الشيطانيّة بنيّة تدمير نفسيّة مريم ، وتحويل حياتها لجحيمٍ مُطلق !
كان هذا كابوس البارحة ، حيث شاهدت الفتاة التي لا انعكاس لها بالمصعد .. ثم رقص الجن بغرفة المرأة المشلولة .. فأردّت تحويلها الى قصةٍ مخيفة !
ردحذفقصه رائعه
ردحذفقصه مخيفه جدا بعتقد ان قرينتك تريد ان ترسل لكي رساله انها موجوده ولو لم تريها
ردحذفقرينتي المسكينة عنّست معي هههههه .. لا بأس ، فحياة العزوبيّة احسن من الزواج من شخصٍ لا يُقدّرك !
حذفخلي اخلي القصه على جهه
ردحذفاشلون متحمله هاي الاحلام؟!!
اعتقد انتي مسحوره لأن ابوي هم يعاني من هيچ احلام !
كل شيء وارد بهذه الدنيا الكئيبة !
حذفانت تستاهلي كل خير العمر يمر سريعا ان شاء الله يعوضك الله خيرا بما صبرتي ويكن نصيبك خيرا ان شاء الله كره ومكر الاهل واقارب صعب والحسد اصعب
ردحذفهذه القصة جميلة جداً
ردحذفلقد قرأت الكثير الكثير من قصصك التي أدمنتها مؤخراً ، وأردت أخيراً التعليق ولكن قصصك بعد قراءتها لا يستطيع المرء أن يعبر عن ما يشعر لأن الشعور ينسجم مع سيناريو القصة فلذلك تختلط المشاعر .
لذلك وبأعتقادي أنك أفضل كاتبة أعرفها أنت أول من أثارت كتاباتها مشاعري لذلك أشكرك لأحياء روح القراءة بي بعد أن ماتت .
انا سعيدة ان قصصي المتواضعة اعجبت ذوقك .. تحياتي لك
حذف