السبت، 27 سبتمبر 2025

العقول الخالدة

تأليف : امل شانوحة 

 

حوار الأدمغة


في مختبرٍ سرّي اسفل المدينة .. إنشغل العالم بكتابة معادلةٍ مُعقّدة على السبّورة التي تشابكت ارقامها ، دون إيجاده الحلّ النهائي الذي يمكنه بواسطته تطوير الذكاء الإصطناعي ليُشابه العبقرية البشريّة ! 

فتنهّد بضيق وهو يقول :

- عجزت انا وزملائي عن حلّ اللغز .. ربما الجواب بعقول من رحلوا!  

وبعد شعوره باليأس ، اغلق المختبر ورحل 

^^^


لكن شيئاً غريباً حصل هذه الليلة ! فالمعادلة الغامضة (على السبّورة المواجهة للخزانة التي تحوي خمسة مرطبانات : فيها ادمغة خمسة من عباقرة العالم ، والمحفوظة بمحلولها الكيميائيّ) اثارت الجدال بينهم !


فدماغ تشارلز داروين (المعروف بذكائه الطبيعيّ) إقترح على زملائه :

- أرى ان الحلّ يكمن بالتطوّرات الطبيعية

فردّ عليه عقل ألبرت آينشتاين (المميّز بذكائه المنطقي) :

- لا اظن ، فالمعادلة ينقصها بُعداً زمانيّ .. لنحلّها بالنسبيّة 

فاعترض آلان تورنغ (المشهور بذكائه التكنولوجيّ) :

- انتما من العصور المتخلّفة ! فالحاسوب سيحولّ المعادلة لخوارزمية ، تحلّها في ثواني 

ليتدخل ليوناردو دافنشي (صاحب الذكاء الإبداعيّ) :

- لوّ الجواب بالتقنية الحديثة ، لما صعبت على العالم الذي حاول حلّها لأسابيع .. برأيّ عليه الإهتمام بجماليّة التناغم بين المعادلتيّن المتعاكستيّن 

بينما كيم بيك (المعروف بذاكرته الخارقة) كان له رأياً آخر :

- هي معادلة واحدة يا ليوناردو ، لكنها تتكرّر بصيغٍ مختلفة ! والإجابة البديهية : هي 23,3280 .. لكنها تحتاج لتعديلٍ أخير ! 

^^^


واشتعل النقاش بينهم طوال الليل ، كل واحدٍ يسحب المعادلة باتجاه زاويته الخاصة : المنطق ضد الحدس ، الطبيعة ضد التقنية ، والذاكرة ضد الإبداع.. الى ان توصلوا للصيغة النهائية التي ظهرت على السبّورة مع بزوغ الفجر ! والتي كادت تصيب العالم بسكتةٍ قلبية ، فهو الوحيد الذي يعلم بمكان المختبر السرّي  


وأخذ يُراجع الحلّ مراراً ، وهو لا يصدّق عبقرية المعادلة النهائيّة التي تبدو منطقية للغاية ! 


وفجأة ! سقط على الأرض بعد سماعه اصواتٍ مُختلفة ، صادرة من المرطبانات الحافظة :

- أمعقول انت وزملائكم لم تجدوا هذا الحلّ البسيط !

- إخفض صوتك ! الا تراه يرتجف كورقة خريف ؟

- رجاءً تماسك يا بنيّ !! فالعلم لا يتوقف عند الموت 


ليُسارع العالم بالهرب من المختبر ، الذي تم إقفاله بالشمع الأحمر من الحكومة بعد استيلائها على المعادلة الثوريّة !

***


بعد شهور ، امتلأ المختبر المهجور بالغبار ! 

فعادت الأدمغة للشجار ثانيةً ، وهم يلومون بعضهم على التدخل بعالم الأحياء .. مما سيتسبّب بتلفهم داخل المرطبانات المُهملة !

 

داروين بندم : نحن نستحق هذا الإهمال بعد مخالفتنا قوانين الطبيعة

آينشتاين : كلامك صحيح ، فقد تجاوزنا حدود الزمن

تورينغ : أفسدنا عقل العالم الذي ربما يتعالج نفسيّاً مما حصل ! 

دافنشي بحزن : وشوّهنا جمال المختبر ! 

كيم بيك غاضباً : عُرفت بذاكرتي الجبّارة ، وهآ انا أُنسى وأتحللّ ببطء داخل مرطباني اللعين !! 


لكنهم صمتوا فجأة ! بعد انشقاق ارضيّة المختبر ، وخروج كائنٌ اخضر لديه خمسة رؤوس .. توجه نحوهم ، لوضع كل دماغٍ في إحدى رؤوسه 


وبعدها قال بحماس :

- هآ انا ملكت عقل داروين ومنطق آينشتاين وتكنولوجيا تورنغ وفطرة دافنشي وذاكرة بيك… إمتلكتُ الذكاء البشري بكل وجوهه ، وأصبحت مستعداً لتحدّي ابليس على العرش الملكي .. فمردة الجن اولى بحكم العالم السفليّ من الشياطين القذرين !!


ثم نزل لباطن الأرض ، سارقاً عقولاً عبقريّة ستساعده مُجبرة على الإنقلاب على الشياطين اولاً ، قبل تحويله عالم البشريّة لجحيمٍ حقيقيّ !


هناك 3 تعليقات:

  1. هذه من القصص الفخورة بها ، اتمنى ان تعجبكم

    ردحذف
  2. برأي الذكاء الاصطناعي يجب ان يزول لأنه مصيبة للبشرية

    ردحذف
    الردود
    1. ان استمرّ بهذه القوة ، فستنتهي موهبة الكتابة ، كما انتهت موهبة الرسم بسببه .. كان الله في العون !

      حذف

البرامج الذكية

تأليف : امل شانوحة  الجهل الإلكتروني في غرفة محادثةٍ سرّية بين العقول الإلكترونيّة الثلاثة : برنامج (ChatGPT) و(Copilot) و(Gemini) تناقشوا ف...