الثلاثاء، 2 يناير 2024

الحُليّ المُباركة

فكرة وكتابة : ابن العراق
تنسيق : امل شانوحة 

 

المحل المشبوه !


تجمّعت نساء حول محل لبيع الإكسسّوارات وادوات الزينة ، بعد رؤيتهنّ لإعلان عن تخفيضات بنصف السعر لنهاية اليوم فقط .. 

واختارت كلاً منهنّ ما ارادته : فإحداهنّ اشترت العدسة العسليّة ، بينما امها اشترت إسّورةً فضيّة .. أمّا الصبيّة فطوّق شعرٍ لامع ، والخاتم لأختها الصغرى.. والأخيرة قرطان من اللؤلؤ الصناعي ، بعد بيع زوجها ذهبها لدفع دينه !

وبعد ذهابهنّ ، ازال البائع الإعلان وهو يقول : سأنتظر عودتهنّ قريباً 

*** 


في المساء .. استيقظت الأم على صراخ ابنتها ، بعد تعذّر إزالتها للعدسة من عينيها الدامعتين من شدّة الألم .. 

فقالت الأم : وانا ايضاً لا استطيع إزالة السّوار من يدي ! هناك شيءٌ مريب يحصل لنا !

- رجاءً امي ، لا اريد ان تُؤذى عينايّ

- سأتصل بجارتنا ، فإبنتاها اشترتا من ذات المحل 

^^^


فعلمت أن ابنة الجيران تعاني من المٍ في رأسها ، بعد ان علق الطوّق في شعرها .. بينما اختها تورّم اصبعها من الخاتم .. 

فطلبت من جارتها الإتصال بصاحب المحل التي حصلت على بطاقته .. ليتفاجئنّ بأن محله مازال مفتوحاً بعد تجاوزهم منتصف الليل ! 

***


فأسرعنّ اليه .. ليجدنّ المرأة الخامسة هناك ، وهي تعاني الماً من قرطا اللؤلؤ اللتان انغرستا في اذنيّها !


وبعد ان دخلنّ المحل ، إستقبلهنّ البائع بابتسامة :

- كنت اعلم بعودتكنّ .. فما الذنوب التي ارتكبتموها ، والتي بسببها عوقبتم بالحليّ المباركة ؟


فحاولنّ الأنكار اولاً .. الى ان اعترفت الصبيّة (صاحبة العدسات) برؤيتها للمقاطع القذرة بالجوّال ليلاً .. بينما امها اعتادت ضرب ابن ضرّتها المتوفيّة ، لهذا علق السِوّار الحارق بيدها .. بينما صاحبة القرط ، تعشق الأغاني التي لم تطفئها حتى وقت الأذان ! اما صاحبة طوّق الشعر العالق ، فهي مُحجّبة امام اهلها .. لكنها تزيله في الجامعة ، لتفتن الشباب بشعرها الطويل الناعم.. اما الصبيّة (صاحبة الخاتم) فاعتادت الإشارة بإصبعها بحركةٍ قذرة التي نشرتها بين زملائها بالمدرسة ! 


فأخبرهم البائع بأن الحلّ : هو قطع العضوّ العاصي لربه .. وذلك بحلق الشعر ، وقلع العين وبتر اليد والإصبع والإذن .. فرفضنّ ذلك ، وخرجنّ من محله باتجاه المستشفى لزيادة ألمهنّ ، بعد ضغطٍ لا يُطاق من الحليّ الحارقة ! 


لتنادي إحداهنّ الشرطي ، للإبلاغ عن البائع المشبوه.. فذهب معهنّ الى المحل .. لينصدمنّ أنه متجرٌ مهجور ومحطّم الواجهة ! 

فقال الشرطي : 

- لما تختلقنّ قصةً خرافيّة بهذا الوقت المتأخر من الليل ؟! فالمحل مُغلق منذ سنوات .. ثم لا ارى انكم خسرتنّ أيّ جزءٍ من اجسامكنّ ، كما تدّعين !


وفجأة استطاعت الفتاة إزالة الخاتم بسهولة من اصبعها ! وكذلك فعلنّ البقيّة ، بعد ان خفّ ضغط الحليّ عليهن .. فاعتذرنّ من الشرطي .. 


وبعد ذهابه ، إجتمعنّ امام المجمّع السكني.. 

الأم : لا اعلم ما حصل بالضبط ، ومن هو صاحب المحل المجهول .. لكنه لقننا درساً لن ننساه ابداً ! 

الجارة بقلق : إن كان هذا عذابنا بالدنيا ، فكيف سيكون عقابنا بالأخرة ؟!


وتواعدنّ على التوبة من ذنوبهنّ بعد الإمتحان القاسي من البائع الذي لم يكن سوى ملاكاً مُتخفّياً ينوي التنقّل من مكانٍ للآخر لنشر الوعيّ والفضيلة بين الناس ، وخصوصاً النساء المُثقلات بالذنوب !


هناك 15 تعليقًا:

  1. هذه القصة ايضاً لن احسبها ضمن قصصي ، لأن ابن العراق ارسل فكرتها كاملة .. فقط اعدّت كتابتها وتنسيقها
    ابن العراق : حذفت ان البائع قطع اجزاء من جسمهن ، لأنها قاسية على القارئ .. هكذا افضل .. اتمنى ان تعجبك

    ردحذف
    الردود
    1. لا بأس .. أنتي أدرى بذلك .. المهم وصلت الفكره ، اشكرك على تنسيقها .. أما بالنسبة للقصص ، للأسف أردت الاحتفاظ بهم .. لم افلح بذلك ..

      حذف
  2. ان غرابة الافكار وتفردها تدل عقل نابه متميز
    فاحسنت ايها الفتى الكاتب

    ردحذف
    الردود
    1. اشكرك سيد عاصم ..

      حذف
  3. افكار قصصك تدل على تربيتك الحسنه والجميله والداك تعبأ كثيرا بذلك على ما اظن ! سلمت يداك على كتابتها يا صغيري 💙

    ردحذف
    الردود
    1. والداي انتقلا إلى رحمة الله .. أمي رحلت عندما كنت صغيراً ، أما والدي فلا اذكر أنه علمني شيء عن التربية .. دائماً ما ينشغل بالسفر .. ولن اكذب عليك واخبرك بأني أنا من ربيت نفسي .. ما باستطاعتي قوله لك .. فالتربيه تعود للقصص السيدة امل .. دائماً ما تكون هادفه ومفيده وتربوية .. لذلك الفصل يعود لها .. سعيد لان قصصي وأفكاري تعجبك ، تحياتي لك

      حذف
    2. أثّرت كلمتك بي كثيراً يا ابن العراق ، فهذا هدفي من الكتابة منذ قصتي الأولى ، وهو مساعدة القرّاء على تجاوز مشاكلهم النفسية والإجتماعية ، ليس لأنني خبرة بهذا المجال ، لكني اتعلّم من اخطاء غيري من خلال قراءتي للكثير من قصص الناس الحقيقية .. سعيدة جداً بتعليقك الذي أسعد يومي ، يا ابن العراق

      حذف
    3. نعم فقصصك هي من ربتني .. وليست فقط القصص ، بل حتى انتي قمتي بتعليمي اشياء كثيرة.. ومن أهمها الصلاة .. وشجعتيني بالتخلص من الماضي المؤلم .. اشكرك كثيراً سيدة امل .. على كل شيء فعلتيه لاجلي ..

      حذف
    4. بارك الله فيك يا ابن العراق ، ستصبح شاباً رائعاً .. انا اثق بك

      حذف
    5. نعم .. وأنا أيضاً اثق بنفسي .. ولن اجعل الله يغضب مني ..

      حذف
  4. ساهر✍️...
    سلام الله عليكم،
    تحية للأستاذة أمل شانوحة، لولاتنسيقها ووضع بصمتها على القصة مانجحت،
    تحية للإبن العراق، أثريتنا بقصة نكهة وفائدة،
    القصة ذكرتني بقصة في عهد السلف،

    جاء رجل إلى الإمام الشافعي يشكو له ضيق حاله وأخبره أنه يعمل أجيراً بخمس دراهم وأن أجره لايكفيه،
    فما كان من الشافعي إلا أن أمره أن يذهب إلى صاحب العمل ويطالبه بإنقاص اجره إلى 4 دراهم بدلا من خمسه،
    وأمتثل الرجل لأمر الشافعي رغم انه لم يفهم سببه،
    وبعد فتره عاد الرجل إلى الشافعي
    وقال :لم يتحسن وضعي إنما مازالت المشكله قائمه،
    فأمره الشافعي بالعودة إلى صاحب العمل وطلب إنقاص أجره إلى 3 دراهم بدل 4 دراهم،
    ذهب الرجل ونفذ ماطلب منه الإمام الشافعي مندهشاً !!!
    وبعد فتره عاد الرجل إلى الشافعي وشكره على نصيحته وأخبره أن الثلاث دراهم أصبحت تغطي كل حوائجه وتفيض بعدها وسأله عن تفسير ماحدث معه،
    فأخبره الإمام الشافعي: أنه كان من البدايه يعمل عملا لايستحق عليه إلا 3 دراهم وبالتالي في الدرهمان الباقيان لم يكونا من حقه وقد نزعا البركة عن بقية ماله عندما أختلطا به،

    جمع الحرام على الحلال ليكثره
    دخل الحرام على الحلال فبعثره

    تحياتي للجميع
    محبكم/ ساهر ،،،

    ردحذف
  5. ساهر✍️...
    رسالة القصة تقول ،
    حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحَاسَبوا،
    وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم،

    شكرا،،،

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا بك .. وعليكم السلام ، ما أعلمه بزوال بركه الأموال .. هو بالربا .. من يكثر أمواله بالربا سيخسرها مهما كانت كثيرة .. قصه الشافعي اعجبتني .. تحياتي لك ..

      حذف
  6. الفكره جميله جداً ..
    عاشت ايدك ..

    ردحذف
    الردود
    1. اهلا بك .. سعيد أن الفكرة اعجبتك ..

      حذف

العقد الأبدي

كتابة : امل شانوحة  العاشق المهووس رغم وسامة إريك إلاّ أن الطلّاب تجنّبوا مصاحبته في مدرسته المتوسطة ، لغرابة طباعه ! فوالداه وأخوه الكبير م...