كتابة : امل شانوحة
اللعبة الملتوية
إضّطرت ديانا للسفر البريّ ، لزيارة والدها المريض في مستشفى المدينة المجاورة..
***
عصراً وفي منتصف الطريق ، تعطّلت سيارتها دون سببٍ واضح ! فوقفت على جانب الطريق العام لإيقاف سيارة تنقلها لأقرب محطّة ، لكن الجميع تابع سيره كأنها غير موجودة !
***
حين أوشكت الشمس على المغيب .. لاحظت دخاناً يتصاعد من الغابة التي تبعد امتاراً عن الشارع العام ..
وكلما مشت نحوها ، تأكّدت شكوكها على كونها مدخنة لكوخٍ قديم .. وطرقت بابه المتهالك ، وهي تنادي :
- هل يوجد احدٌ في الداخل ؟!!
فسمعت عجوزاً يقول بصوتٍ مرهق :
- ماذا تريدين ؟!
فأجابته من خلف الباب :
- رجاءً إفتح لي !! فسيارتي تعطّلت على مقربة من هنا ، ولا توجد شبكة إتصال لجوّالي ، واريد استخدام هاتفك الأرضيّ إن أمكن
فساد الهدوء قليلاً ، قبل أن تسمعه يقول :
- إدخلي !! الباب مفتوح
وحين دخلت .. شاهدت رجلاً بعضلاتٍ مفتولة مليئة بالأوشام ، نائماً فوق كنبة الصالة ، وعلى الطاولة امامه انواعاً متعدّدة من الخمور والمخدرات
فارتعبت وتراجعت للخلف ، لتسمع العجوز يناديها من الطابق العلويّ :
- لا تخافي من ابني فهو مخدّرٌ كما ترين ، ولن يستيقظ حتى المساء .. الهاتف في غرفتي ، إصعدي اليّ !!
وقبل صعودها الأدراج ، سمعت همّهمة من الحمام الأرضيّ ! ففتحت بابه ، لتجد شيئاً يتحرّك خلف ستارة حوض الإستحمام..
فاقتربت بحذر وأزاحت الستار ، لتجد عجوزاً مكمّم الفم ومقيّد اليدين والقدمين بالحبال !
وقبل إزالتها الّلصقة عن فمه ، توسّعت حدقتا عينه بخوف وهو ينظر لباب الحمام !
فالتفتت ، لتجد الرجل المخمور يلوّح بعصا البيسبول وهو يصرخ مترّنحاً:
- لا تنقذي اللعين !!
وهجم نحوها ! لكنها ابتعدت باللحظة الأخيرة ، ليتعثّر بسجادة المغسلة ويصطدم رأسه بحافة حوض الإستحمام ، ويموت على الفور !
ومن شدّة رعبها ، فكّت قيود العجوز وهي ترتجف بقوة ..
وما أن ازالت الّلصقة عن فمه ، حتى قال :
- لنهرب بسرعة !!
فمشت قبله ، محاولةً عدم الدوس على دماء الجثة .. الى أن وصلت للصالة .. وحين التفتت للعجوز ، لم تجده خلفها ! بل سمعته يناديها من الطابق العلويّ :
- تعالي لتتصلي بمن تريدين ، فالهاتف في غرفتي
فقالت بنفسها برعب :
((صوت العجوز المقيّد هو نفسه الذي سمح لي بدخول المنزل ، فكيف حدّثني وعلى فمه لصقةً قوية ؟!))
فخافت الصعود اليه ، وأسرعت نحو الباب الخارجيّ الذي وجدته مقفلاً بإحكام !
والأغرب إن النافذة الزجاجيّة إختفت تماماً كطاولة المخدرات ، اما الكنبة فأصبحت بالجهة المعاكسة من الصالة !
ديانا برعب : مالذي يحصل ؟! هل أتوّهم الأحداث
فلم يكن امامها سوى دخول الغرف الثلاثة الموجودة بالطابق الأرضيّ ، التي وجدتها جميعاً بلا مفروشات او نوافذ تهرب منها !
وحين عادت للصالة .. وجدت نفسها امام متاهة كبيرة من المزروعات ، رغم انها لم تخرج من كوخ الغابة !
وحين تملّكها اليأس لعدم وجود مخرجٍ من هذا المأزق ، سمعت صوت حبيبها يناديها من الطابق العلويّ ...
ديانا بدهشة : لا يعقل هذا ! فهو مسافر منذ شهرين
فعاد ليناديها :
- دودو ، انا هنا حبيبتي
(وكان الوحيد الذي يلقّبها هكذا !)
فصعدت الأدراج ، لتجد ممرّاً طويلاً فيه غرفةٍ واحدة ! بداخلها حبيبها مستلقي على الفراش ، وهو يقول بحنان :
- إقتربي مني ، فقد اشتقت اليك
ديانا بصدمة : كيف وصلت الى هنا ؟!
- كما وصلتِ انت ، تعطّلت سيارتي البارحة .. والعجوز اللطيف إستضافني في بيته
- وكيف عرفت إن سيارتي مُعطّلة ؟! أنا لم أحدّثك منذ رحيلك المفاجئ
- دعكِ من التفاصيل واصعدي الفراش ، فأنا مشتاقٌ اليك
وما أن مدّ ذراعه نحوها ، حتى وضعت يدها فوق كفّه .. ليقوم بسحبها بقوّة الى الفراش !
وقبل استيعابها ما حصل ، وضع الأصفاد بيديها وقيّدها بالسرير !
ديانا معاتبة : جاك ! الوقت غير مناسب ، دعنا نخرج من الكوخ المرعب ، فهناك جثة في حمام وتصرّفات العجوز لا تريحني
وإذّ بجاك يقف بجانب السرير ، فور دخول العجوز الى غرفته وهو يسأله:
- هل أتمّمت المهمّة ؟
جاك : نعم سيدي ، قيّدتها جيداً
العجوز : اذاً يمكنك الرحيل
فتحوّل جاك الى دخانٍ اسود ، تبخّر سريعاً في الهواء .. سرعان ما أفقد ديانا وعيها من رعب الموقف !
فتنهّد العجوز بضيق :
- جيلٌ تافهٌ وضعيف !
***
ثم أكمل نزوله نحو القبو المعتم ، الذي اضاءه ليظهر خمسة شباب وصبيّتين مقيّدين ومكمّمين هناك ، يبكون بصمتٍ وخوف !
فقال لهم العجوز :
- لا تقلقوا سأنهي معاناتكم قريباً ، فقد ملّلت اللعبة التي لم ينجح فيها أحد بالخروج سالماً من كوخي .. حتى أقواكم ، المصارع الغبيّ إستطاع تقيّدي دون قتلي .. اساساً لا احد يمكنه قتلي .. والأحمق ، ما أن وضع حارسي المخدرات والخمور امامه ، حتى انغمس في الملذّات .. والنتيجة ، انه مقتولٌ الآن في الحمام .. ماذا افعل ، احب التلاعب من وقتٍ لآخر بمشاعركم ونفسيّتكم الهشّة .. وانتم في كل مرة تثبتون لي بأنكم جيلٌ ضعيف ، حيث استطعت السيطرة عليكم بطريقتين : اما الخمور والنساء ورزم المال ، او إظهار قرائن احبائكم الذين فقدّتموهم بالماضي .. لهذا قرّرت إرسالكم الى باطن الأرض ، لعلّكم تتعلّمون الشجاعة والخبث من اولادي .. مع انكم لوّ فزتم بمسابقتي ، لأعطيتكم كنوزاً تكفيكم العمر كلّه ..
وقبل إكمال كلامه ، سمع طرقاً في الأعلى ..وصوت رجلٍ ينادي :
- هل هناك احد بالداخل ؟!! اريد المساعدة
فابتسم العجوز بخبث للشباب العالقين بالقبو ، قائلاً :
- عليكم الإنتظار قليلاً ، سأذهب للتعرّف على اللاعب الجديد .. فإن خرج من متاهتي ، وكوخ المتعة الخاص بإبليس المعظّم !! الذي هو أنا ، بتواضعٍ شديد.. أُفرج عنكم جميعاً .. وإن خسر ، أرسلكم جميعاً للجحيم .. إنتظروني
وعاد لإقفال الباب عليهم ، وصعد لامتحان ضحيّته التالية !
لافيكيا سنيورا
ردحذفوين البهارات وين الملح هل نسيتي اضافتهن ..
لافيكيا سنيورا
والله لکی کم شکر وجزاکم الله خیرا
ردحذف