الثلاثاء، 1 فبراير 2022

الأصفاد الورديّة

تأليف : امل شانوحة 

 

الضابط الحنون 


اضّطرت ندى اللبنانية وأمها وأخوها الذهاب للمخفر المصري بعد ضياع جوازات سفرهم في حقيبةٍ صغيرة بالمطار قبل عودتهم بلادهم ..

واثناء جلوسهم في المخفر ، سمعوا صراخ الضابط المصري (إيهاب) على مشتبهٍ به في الغرفة المجاورة ، قبل دخوله اليهم وهو ينهجّ بعصبيّة ! فشعروا بالقلق ، وهو يسألهم عن سبب قدومهم الى مكتبه ؟ 

فتكلّمت الأم (التي تجلس على الكرسي المتحرّك بسبب كبر سنها) :

- أضعنا جوازاتنا قبل صعودنا الطائرة ، وطلبوا منّا الإبلاغ عنها في هذا القسم لكونه الأقرب للمطار .. 


فرفع الضابط سمّاعة الهاتف ، مُتصلاً بأمن المطار الذين أخبروه بأنهم وجدوا الجوازات الثلاثة المفقودة ، وانهم سيرسلوها للمخفر لوضع ختمٍ يؤكّد بأنها جوازات أصليّة وغير مزوّرة ، قبل رحلتهم التالية 


وفي انتظار وصول الجوازات ، إلتفت الضابط الى ندى من وقتٍ لآخر بعد إعجابه بنعومتها ورقّتها في الكلام ، وخوفها الواضح على صحّة امها 


وبعد استلام الضابط للجوازات من عامل التوصيلات الخاصّ بالمطار ، ختم الجوازات الثلاثة وهو يقول :

- هكذا لن يوقفكم أمن المطار .. (ثم سكت قليلاً) ..متى قرّرتم الرحيل؟

فأجاب الأخ : كنّا سنسافر اليوم ، لكن فاتتنا الرحلة .. فقرّرنا تأجيل السفر بعد إرهاق امي ممّا حصل .. سنعود لشقتنا المستأجرة ، قبل موعد سفرنا التالي 


وعندما سلّمهم الجوازات ، قالت ندى لأهلها وهي تفتّش جوازها :

- تأكّدوا بأن ختم المخفر واضحاً ، حتى لا نعود الى هنا

ففاجأها الضابط قائلاً :

- الا تريدين رؤيتي من جديد ؟


مما أربكها تماماً ! وقبل أن تجيبه ، دخل الحارس ومعه لصّ قُبض عليه بعد سرقته حقيبة إمرأة .. 

فأسرعت ندى بجرّ كرسي امها المتحرّك لخارج مكتبه ، بينما شكر أخوها الضابط على وقته ..


وهنا شعر إيهاب بغصّة في قلبه ، وهو ينظر لندى لآخر مرة قبل إغلاقها الباب ..

وحاول التركيز في استجواب المتهم ، لكنه ارتبك فور رؤيته الوقت في ساعة الحائط ، التي تُشير بمرور عشر دقائق على ذهاب العائلة اللبنانيّة! 


فخرج من مكتبه .. ونزل الأدراج مُسرعاً ، قبل أن يوقفه صوت النقيب مُعاتباً :

- كيف تمرّ من امامي دون التحيّة العسكريّة ؟!!

فألقى التحيّة مُستعجلاً ، وهو يقول :

- أعتذر سيدي ، عليّ دخول الحمام

النقيب مُستغرباً : يوجد حمام في غرفتك !


لكن الضابط أكمل نزول الأدراج .. وحين خرج من المخفر ، لم يجد العائلة اللبنانيّة !

فسأل الحارس عن المرأة المُقعدة ، فأخبره انهم ذهبوا قبل قليل بسيارة الأجرة .. 

فسأله عن كاميرا المراقبة على بوّابة المخفر ، فأجابه انها مُعطلّة وسيتمّ إصلاحها غداً .. 


فعرف الضابط انه أضاع فرصته ، وعاد لصعود الأدراج حزيناً .. فالتقى مرة أخرى بالنقيب والقائد ينزلان معاً ، فسأله النقيب :

- مابك حزينٌ هكذا ؟

إيهاب بضيق : لقد ذهبت 

النقيب : من هي ؟!

إيهاب بحزن : الفتاة اللبنانيّة 

ومرّ بجانبهما يائساً وهو عائد الى مكتبه .. فضحك النقيب والقائد الذي قال بارتياح :

- وأخيراً خفق قلبه من جديد !

***


عندما عاد إيهاب إلى مكتبه ، وجد حارسه يضرب المتهم ! فسأله :

- لما تضربه ؟!

الحارس : لقد سرق شيئاً من الأرضيّة ، ويرفض إعادته


فصفعه الضابط وهو يأمره بإرجاع ما سرقه .. فأخرج اللصّ من جيبه محفظةً ورديّة ! 

وما أن فتحها إيهاب ، حتى تسارعت دقّات قلبه فور رؤيته صورة ندى !

فقال اللّص : وجدّتها واقعة أسفل الكرسي 


فأخذ الضابط يبحث في المحفظة ، ليجد بطاقة فيها عنوان عمارة للشقّق المستأجرة .. فعرف انه المبنى الذي يعيشون فيه قبل موعد سفرهم 


فخرج مُسرعاً الى مكتب رئيسه ، لطلب إجازة لبقيّة اليوم .. وحين رأى النقيب حماسه ، عرف إن الأمر مُتعلّق بالفتاة التي سلبت عقله .. فلم يجادله ، ووافق فوراً على طلبه ..  

***


وانطلق الضابط إيهاب بسيارته متجّهاً للعمارة ، وهو يتمنى إيجادهم هناك


وحين وصل ، دلّه بوّاب العمارة على شقه العائلة اللبنانيّة .. 

فرنّ الجرس ، ليسمع صوت ندى تقول لعائلتها :

- وصل الطعام !! سأفتح الباب


وعندما رأت الضابط امامها ، شعرت بالخوف ! 

ولم ينطق كلاهما بكلمة إلى أن اقترب اخوها ، وأدخله الصالة ..


في البداية ظنّوا بأن هناك مشكلة بالبلاغ الذي قدّموه للمخفر ، لكن إيهاب أخبرهم دون مقدّمات عن رغبته الإرتباط بندى .. 

فصمت الجميع بارتباك ! وكان واضحاً الخوف على ندى .. 

فطلب إيهاب من عائلتها السماح له بالحديث معها في الشرفة لوحدهما


وهناك أخبرها إنه كان متزوجاً من فتاةٍ أُغرم بها منذ مراهقته .. لكنها ماتت اثناء الولادة ، ولحقها طفلهما الأول بعد إسبوع ..

ومنذ تلك الحادثة ، أقفل قلبه تماماً لعشر سنوات .. وهاهو يفتحه مجدّداً بعد رؤيتها أول مرة ، حتى انه لم يستطّع التركيز بعمله رغم هوسه به !


فردّت بارتباك :

- يحزنني ما مررّت به .. لكن شخصيّتك القويّة تُخيفني ، فأنا سمعت صراخك القاسي على المتهم ، وأخشى أن تؤذيني بعد سفر أهلي

إيهاب : مهما كنت قاسياً في عملي ، لا يعني انني لست رحيماً مع عائلتي .. وأتفهّم قلقك ، لهذا دعي اخاك يسأل عني .. وسأتصل غداً لمعرفة جوابك .. وإن رفضتني ، فلن أضايقك ثانيةً 


وبعد حصوله على رقم أخيها ، عاد الى بيته .. تاركاً ندى وعائلتها قلقين من طلبه المُفاجئ ! 

***


في اليوم التالي .. تكلّمت ندى معه لإخباره بجوابها :

- سألنا عنك سيد إيهاب .. وأخبرونا إن زوجتك ماتت بعد ولادتها المبكّرة ، بسبب خوفها من محاولة إختطافها من تجّار مخدرات الذين عملت على قضيّتهم.. وانا لا أقبل أن أُعرّض اولادي في المستقبل لهذا الرعب .. أعتذر منك ، لا نصيب بيننا


وأغلقت الهاتف ، دون إعطائه فرصة للردّ ! 

ثم طلبت من عائلتها العودة سريعاً الى بلادهم قبل أن يسبّب لهم المشاكل 

***


في اليوم التالي .. واثناء تواجدهم في المطار ، إقترب منهم نقيب المخفر قائلاً لندى : 

- أفهم سبب خوفك للزواج من ضابطٍ حازم كإيهاب ، لكني أعرفه جيداً فهو بمثابة ابني .. وطوال عملنا معاً ، لم أجده ضعيفاً مثل البارحة ! ..حتى عندما ماتت زوجته وطفله لم يبكي عليهما ، كما فعل بعد رفضك له .. رجاءً أعطه فرصة ، فهو رجلٌ شهم وقد أحبّك من النظرة الأولى 


وظلّ يقنعهم ..إلى أن وافق اخوها وأمها على تمديد سفرهم ، لحين الإجتماع مع الضابط ووالديه للكلام بجدّية في موضوع الخطبة ..

***


وبعد عدّة زيارات عائليّة .. إرتاح قلب ندى له أخيراً ، ووافقت على الخطوبة بعد موافقة أهلها على الموضوع..

وكان حفل زفافها مليئاً بالضّباط والشخصيات العسكريّة 

***


بعد العرس ، إنتقلت معه الى منزله .. وفور دخولهما الغرفة ، لاحظت إرتباك إيهاب عند رؤيته صورة زوجته (التي نسيّ إزالتها عن الجدار) 

فقالت ندى : لا بأس ، لا تضايقني الصورة 


ثم أحسّت بأنفاسه الثقيلة ، وهو يُخبئ الصورة بالدرج بيديه المرتجفتين !

فحضنته من ظهره وهي تقول : 

- إبكي يا إيهاب .. لا تحبس دموعك بعد اليوم ، هي تستحق أن تبكي لأجلها


فحضنها بقوة ، ليبكي كطفلٍ صغير .. فهو منذ وفاة زوجته لم تسقط دمعته من شدّة صدمته بما حصل !


وتفهّمت ندى انهياره العاطفيّ .. وتركته يهدأ دون تفوّهها بكلمة ، فهو في تلك اللحظة لم يردّ شيئاً سوى حضنٍ دافئ يبكي عليه .. 

وهذا الموقف جعلها تكبر في نظره ، بعد تأكّده بأنه أحسن الإختيار

***


بعد عودته للعمل ، لاحظ الجميع تغيّر طباعه ! حيث أصبحت الإبتسامة لا تفارق وجهه وهو يلاطف العساكر والحرس الذين حمدوا الله على زواجه المبارك الذي جعل العمل معه سهلاً وممتعاً 

***


بعد شهور .. تكفّل الضابط إيهاب بعمليّةٍ خطيرة لإيقاف شحنة مخدرات ضخمة ضدّ العصابة ذاتها التي تسبّبت بوفاة زوجته ، وكان مصّراً هذه المرة على الإطاحة بزعيمهم ..

لكنه لم يعلم بخيانة حارس مكتبه المتعاون مع المجرمين ، الذي أخبرهم بعنوان المدرسة التي تعمل بها ندى .. 

***


في اليوم المقرّر لهجوم الشرطة على وكر العصابة ، صُعق إيهاب باتصالٍ لندى وهي تصرخ خائفة بعد خطفها من امام المدرسة !

فجنّ جنونه لأنها المرة الثانية التي يتعرّضون بها لعائلته ، لكن هذه المرة لم ينتظر اوامر رئيسه .. وقاد سيارته للعنوان الذي أخبروه بوجودها فيه..


وهناك حصل اشتباكٌ عنيف بينه وبين المجرمين ، بعد إطلاقه عشرات الطلقات الناريّة ، غير مكترث بحياته ! 

وحين وصل الدعم اخيراً .. كان إيهاب قتل إثنين من المختطفين ، وجرح أخريّن ، وهرب الباقين من المستودع المهجور .. واستطاع إنقاذ زوجته رغم إصابته بطلقتين في ذراعه وقدمه ! 


فجلست معه في سيارة الإسعاف وهي تبكي خوفاً عليه .. ورغم ألمه ، سألها بقلق : 

- هل أذوك ؟

ندى : لا ، لم يلمسوني .. هدّدوني بذلك في حال لم تأتي للموعد ، لكنك أتيت وأنقذتني منهم

وغاب عن الوعيّ وهو مازال يشكّ بكذبها عليه ، لكيّ لا تزيد همومه !

***


بعد اسبوع من علاجه بالمستشفى ، عاد الى منزله بإجازةٍ مرضيّة .. لتلاحظ ندى تجنّبه الحديث معها ، وتفضيله النوم في غرفةٍ ثانية ! فتركته على راحته ..


وذات يوم ، دخلت غرفته وهي تقول بحماسٍ وسعادة : 

- مبروك حبيبي !! إتصلت طبيبتي قبل قليل لتخبرني بحملي .. ستصبح أباً يا إيهاب !!!


إلاّ أن ردّة فعله فاجأتها كثيراً ! حين أمسك ذراعها بقوة :

- أبنُ من هذا ؟!!  من اللعين الذي اعتدى عليك ؟

ومن شدّة صدمتها ، صفعته بقوة :

- الهذا ابتعدّت عنّي طوال الأسبوعين الماضيين ؟!!

إيهاب بغضب : طالما ابتعدّت عنك ، فمن اين حملتي ؟!!

- يا غبي !! انا حامل بالشهر الثالث ، والخطف حصل الشهر الماضي .. ما بك ؟!! أخبرتك الف مرة إن المجرمين ربطوني داخل المستودع ، وظلّوا في الخارج دون لمسي .. لما لا تصدّقني؟!! 

- علينا إجراء فحص الإبوّة فور ولادة..

فقاطعته ، قائلةً بغضبٍ شديد : طلّقني حالاً !!

- من حقّي معرفة .. 

فصرخت مُقاطعة : قلت طلّقني يا إيهاب ، ودعني أعود بلادي ..وبعد ولادة ابنك ، أرسل لك الفحص الطبّي لتتأكّد بنفسك ، ايها الشكّاك اللعين!!  


فشعر بتجاوز حدوده ، فحاول تهدأتها : ندى ، اهدئي رجاءً..

ندى باكية : كنت وعدّتني أن لا أحزن معك ، وهآ انت خذلتني بشكّك بشرفي !

إيهاب : لم أقصد ذلك .. 

ندى بحزم : سأتصل الآن بالمطار لحجزّ رحلتي ، ولا تنسى إرسال ورقة طلاقي بأقرب وقتٍ ممكن ..


ودخلت غرفتها وهي منهارة بالبكاء ، تاركةً زوجها مُحتاراً بما يفعله فالشكّ يأكل قلبه رغم ثقته الكبيرة بها ! 

***


ليلة سفرها ، نام كل واحدٍ في غرفته .. ليرى مناماً عن زوجته الراحلة وهي تقول : 

((لقد دعوت ربي ليهبك زوجة تُنسيك حزن فراقي انا وابنك ، لا تخسرها يا إيهاب ستندم طوال حياتك))


ورغم انها المرة الأولى التي يرى فيها زوجته السابقة في المنام ، مع هذا لم يُحرّك ساكناً وهو يرى ندى تخرج من بيته ، مُتجهةً للمطار ! 

بل أكمل تجهيز نفسه للذهاب الى عمله كأنه يومٌ عادي ، مُحاولاً نكران ذنبه الكبير معها !


ورغم مُحاولة النقيب والقائد تليّن عقله للّحاق بزوجته ، إلاّ أن إيهاب تابع عمله مُبرّراً : بأنه قرارها وهي المسؤولة عنه !

***


بعد شهور .. إتصلت حماته لتخبره بأن ندى في المستشفى ، وستلدّ ابنه بعد ساعات ..

ووصله إتصالها اثناء وجوده في مكتب النقيب الذي سمع المحادثة ، والذي استخدم معه أسلوب الأمر وهو يهدّده بالطرد إن لم يلحق بزوجته حالاً ! 

ولكيّ يجبره على ذلك ، قام بالإتصال بشركة الطيران لحجّز رحلته بعد ساعة ! 

فلم يعدّ امام إيهاب سوى الإسراع لمنزله لتجهيز حقيبته ، والذهاب فوراً للمطار ..

***


ومن المطار اتجه مباشرةً لمستشفى التوليد ، ليجد اهل ندى في الممرّ  والذين أخبروه بأن ولادتها مُتعسّرة ، وهم ينتظرون إنتهاء عمليتها القيصريّة !

فأحسّ إيهاب بالخوف بعد تذكّره وفاة زوجته اثناء الولادة ..وأخذ يدعو ربه بخروجها سالمة من العمليّة .. 

وحين بشرّتهم الطبيبة بإنجاب ندى لطفلٍ جميل ، سألها بعصبيّة :

- المهم ندى !! هل هي بخير ؟

- إهدأ ، هي بخير ..تحتاج ساعتين للإستيقاظ من المخدّر


فراقب زوجته بقلق من خلف زجاج الغرفة ، وهو ينتظر استيقاظها ..وفور تحرّكها ، أسرع لدخول الغرفة وهو يسألها : 

- هل انت بخير ندى ؟

وما أن سمعت صوته ، حتى ادارت رأسها وهي تقول بلؤم : 

- ابنك في الحضّانة ، أطلب من الطبيبة إجراء فحص الأبوّة ..ولا تريني وجهك قبل ظهور النتيجة

إيهاب مُعتذراً : آسف ندى ، لم أعيّ ما قلته سابقاً

ندى بعصبيّة : قلت !! لا تريني وجهك قبل ظهور النتيجة ..والآن اخرج من غرفتي


فخرج حزيناً بعد شعوره بالضرّر الذي سبّبه لقلبها ! 

وكان مُجبراً على القيام بالفحص لإرضائها .. فأخبروه إن النتيجة ستظهر بعد يومين ، أمضاهما وحده في الفندق 

***


وظهرت النتيجة المتوقعة ، فالرضيع ابنه بالفعل .. وحين عاد للمستشفى مُعتذراً ، كانت ماتزال غاضبة منه ..فحاول إرضائها بتقبيل رأسها واحتضان الطفل بحنان ..

فقالت ندى بحزم :

- سأعود معك بشرطٍ واحد !!

إيهاب : أقبل جميع شروطك

- أن تجد عملاً آخر 

- ماذا ؟!

ندى : عملك بالشرطة خطرٌ عليّ وعلى اولادنا في المستقبل 

- لكني أعشق عملي

- هذا شرطي الوحيد وإلاّ لن ترى ابنك ثانيةً 


إيهاب بعصبيّة : لا تلويّ ذراعي يا ندى ، انت تعرفين عملي بالشرطة قبل زواجك بي !! 

ندى : لكني لم أعرف خطورته إلاّ بعد اختطافي ، ولن أعرّض ابني لهذا الخطر 

- هذا طفلي ايضاً !! ولا يحقّ لك حرماني منه 

- القانون اللبناني يسمح الإحتفاظ بإبني حتى سن السابعة .. لكن طالما تزوجنا على القانون المصري ، فهذا يعني ان القضاء سيُخيّره بيننا بعد سن 15

إيهاب : لكني لم أطلّقك بعد !

- لا كلام آخر أقوله : إمّا عملك او عائلتك ، القرار يعود لك .. 


فخرج غاضباً من المستشفى ، وعاد للفندق لأخذ حقيبته .. ثم سافر بلاده في نفس الليلة ..

***


في اليوم التالي ، ذهب للمخفر .. ودخل مكتب النقيب لإخباره بشرط زوجته .. ففاجأه قائلاً :

- زوجتك معها الحقّ

إيهاب بصدمة : حتى انت سيدي !

- أتظن إختطافها مرّ بسهولة عليها ؟

- لكني مُحترف بعملي


النقيب : لا أنكر ذلك .. لكنك الآن أباً ، وعليك جعل عائلتك في المركز الأول .. الا تستحق ندى هذه التضحيّة ؟

- بلى .. لكن ماذا اعمل إن استقلت من هنا ؟

- صديقي يعمل بالقنصليّة ويحتاج شخصاً للجوازات ، سأتصل به لتعينك.. فراتبهم جيد ، والعمل عندهم ليس خطيراً كالقبض على العصابات 

إيهاب بقلق : وهل سيقبلون توظيفي ؟

النقيب بابتسامة : أترك الموضوع لي

***


وبالفعل عادت ندى وطفلها لمنزل إيهاب ، فور استلامه وظيفته الجديدة وتغيّر منزله القديم (حتى لا ينتقم المجرمون مجدّداً) ليعيش إيهاب حياةً هادئة مع ولديه ، وابنته الصغرى التي وافقت ندى على تسميتها بإسم زوجته الراحلة ! 


هناك 15 تعليقًا:

  1. سبب اختياري لجنسيتي البطلين ، هو إنني شاهدتّ مقطعاً من هذه القصة في منامي ! حين كانت البطلة (التي لم أرى وجهها) تفتّش جوازها عن الختم ، وتقول لأمها المقعدة ولأخيها باللبناني : ((شوفوا اذا الختم واضح حتى ما نرجع لهون)) فقال الضابط المصري (الذي يشبه المغني الشعبي شاكوش !) :((ليه ؟ مش عاوزة تشوفيني تاني !)) ..فقمت بتأليف هذه القصة ، أتمنى أن تعجبكم

    ردحذف
  2. احسنتي ....من نظرتك ي زين ذقت الهوى مررره. وكم يقولو الناس الحب من نظرررره.   لكن طبعك شين وعشرتك مررره ...هذا اللي خلاني انسااك بالمررره.

    ردحذف
  3. تلكم الأحلام حقا عجيبه ... وهذا يجعلنا نتسائل عن الوعي على الحقيقه ...نحن في أغلب الأحلام لا نعلم بأننا نائمين ...فلما لا نكون في حلم الآن ؟
    أين الواقع ؟ وأين الخيال ؟... لربما أحلامنا هي حياة مثائلنا وأشباهنا في الأكوان الموازيه ...كما جاء في الحديث ...وهذا يذكرني بإبن أخي إذا جائني ذات مره يرعد خوفا وأخبرني بأننا يجب بأن نغادر المنزل في الحال لأن الخادمه أخبرته أن بيتنا مسكون بالأشباح ...فذهبت لأخي أعاتبه وقلت له أيرضيك كلام إبنك المخبول هذا ؟ ونحن أصلا ليس عندنا خادمه ! فنظر لي أخي شزرا ..وقال لي هل جننت ؟ أنا ليس عندي أبناء ! فتركته وذهبت لغرفتي ثم تنبهت بأنه لا يوجد لي أي إخوه !
    وبعد مده تعجبت إذ لا أملك هاتفا ولا إنترنت ...فكيف أحادثكم الآن ؟
    فمن أنتم ؟ ( بصوت القذافي ) .
    هذه هي معضلة الوعي ...

    ردحذف
    الردود
    1. اخي عاصم حفظك الله ورعاك ...ماذا تقول ..هلا تكلمت اكثر ..فانا منذهل متعجب لم استوعب كلامك ...ارجو الرد اخي عاصم ..او ان تردي اخت امل بشان كلام اخونا عاصم فهموني لاتزيدو من تعجبي وحيرتي

      حذف
    2. أخ عصام ، ردّ على صاحبك إبن اليمن لوّ سمحت

      حذف
  4. يعني عذرا أخي إبن اليمن ولكي أيضا أخت أمل صاحبة الدار...إنما قصدت في المجمل مزاحكم ههههه... حتى لا نصاب بالفالج من هذا الليل الذي طال ...شخصيا أختار الهروب في عمق الخيال حتى صار جزءا من أحلامي خاصة المتكرره خاصة المشاهير ولا أعلم السبب ...مثل كاثرين زيتا جونز أو سلمى حايك وأحيانا إليسا هههههه....وللغرابه أني أستكمل الحلم في منامات تاليه ...وربما هو عقلي فقط قد تلاشى هههههه...ولكن معضلة الوعي هذه ليست هزلا بالطبع ...أو الأحلام التنبؤيه وربما أختنا أمل تفرد لهاقسما مثل كابوس لو أمكن
    وافر الشكر ...

    ردحذف
    الردود
    1. هذه مشكلة الكتّاب ، يخلطون الحلم بالواقع .. اما الأحلام التنبؤيّة : فلديّ الكثير من الأحلام التي رأيت فيها المستقبل القريب .. ومنها ازدهار لبنان بشكلٍ خياليّ بعد هذه الأزمة ! ربما بعد افتتاح أضخم سفارة أمريكية عندنا ، والتي أوشكت أن تنتهي قريباً .. أقصد الإحتلال الأمريكي الهادىء للبنان ، بأخذها البترول مقابل الرفاهيّة للشعب .. بكل الأحوال أيّ احتلال ، أفضل مما يحصل في بلدنا بالوقت الراهن ..
      كما حلمت بأن مشكلة كورونا ستنتهي بقدوم رمضان (ظننتها ستتحقّق السنة الفائتة) وأتأمّل أن تكون هذه السنة .. وغيرها كثير ، لكن لا اريد التكلّم بالسياسة ..
      اما عن سؤالك أخ عاصم ، فبالكاد أجد الوقت لهذه المدونة ، فكيف بموقع مهم ككابوس والتعامل مع الكتّاب والقرّاء ، هذا الموضوع أكبر من طاقتي بكثير .. تحياتي لك

      حذف
    2. اهلا اخ عاصم ..مشكور علا ردك ....والله كنت متعجب من كلامك اما الان صرت معجب بكلامك وبمزاحك ....كم انت رائع ي اخي ..هل انت كاتب هل معك مدونه هل لديك فيسبوك ...ممكن امممممم اوحتا تراسلني ع البريد كتاباتك المرحه واشعارك .

      حذف
    3. تكرم أخي الكريم ..لدي إيميل جوجل هذا الظاهر أمامك .

      حذف
    4. اهلا اخ عاصم لم يضهر الايميل ...ولكن اعملي رساله ع ايملي ...maajdialqaheezah222@gmail.com

      حذف
  5. وعذرا أخت أمل لخروجي عن موضوع القصه ...ولكن نهايتها السعيده ربما السبب .

    ردحذف
  6. مممم اشتم رائحة سلمى في القصة ! امزح قصة جميلة و نهايتها سعيدة رغم انني اعشق نهاياتك المفاجأة

    ردحذف
    الردود
    1. أضحكني تعليقك ، يبدو إن قصص أختي أسمى غيّرت نهاياتي المتشائمة !

      حذف
  7. أحب النهايات السعيدة وهذي كانت نهاية جميلة.
    استمري الله يحفظك.

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...