الاثنين، 16 ديسمبر 2019

غريبوا الأطوار

تأليف : امل شانوحة


لا احد يفهمنا !

((هل تشعر انك مختلف عن الآخرين ولا احد يفهمك ؟ .. هل تعاني من إهمال والديك وقلّة اصدقائك ؟ .. هل لديك ستايل مميزّ لشعرك وملابسك ومكياجك ؟ .. هل تتعرّض للنقد الدائم لأسلوب كلامك وتصرّفاتك ؟ .. هل فشلت بالإندماج مع مجتمعك ومحيطك ؟ ..هل ترى ان روحك وُضعت في جسدٍ لا يعكس افكارك ومشاعرك ؟ .. اذاً إنضمّ الى مجموعة غريبيّ الأطوار , للإحتفال معاً بطريقتنا الخاصة))

وكُتب تحت الإعلان : عنوان المكان وزمان الإجتماع..
وتمّ نشر الإعلان الغريب في كافة وسائل التواصل الإجتماعي , قبل شهر من نهاية السنة .. 
***

وفي ليلة رأس السنة الجديدة , وداخل مستودعٍ قديم .. تجمّع سبعة اشخاص بأشكالهم الكئيبة المريبة , بعضهم بملابس سوداء ومكياجٍ داكن كعبّاد الشياطين ..والبعض الآخر حضر بثيابٍ مُبهرجة وفاقعة اللون كالشواذّ !

حيث وجدوا داخل المستودع المهجور : عدة كراسي رُصّت بشكلٍ دائري , وأُضيئت في الوسط مجموعة من الشموع الملونة ..
فجلس كل واحدٍ على كرسيه وهم ينظرون لبعضهم باستغراب , دون ان يتجرّأ احد على الكلام ..

وهنا سمعوا شخصاً يُصفّق لهم من بعيد :
- أحسنتم جيمعاً !!
فسأله احدهم : هل انت صاحب الإعلان ؟
- نعم , معكم ديفيد إكس .. و انا ممتنٌّ لتفضيلكم الإحتفال معي عوضاً عن عائلاتكم بعيد رأس السنة

فقال أحدهم : بالحقيقة عائلتي فرحت حين أخبرتهم انني سأحتفل مع اصدقائي في الخارج 
وقالت فتاة مراهقة : وأنا لم يسألوني اصلاً اين ذاهبة في هذا الوقت المتأخّر! 
شاب : اما انا فأكاد أجزم ان عائلتي لم تلاحظ بعد غيابي , لأنهم نادراً ما يدخلون غرفتي !
ديفيد : ممتاز !! يبدو جميعنا نتفق بأن عائلاتنا لم تفهمنا يوماً
فأومأوا برأسهم إيجاباً ..

وهنا سألته فتاةٌ هندية : وهل لديك نفس المشكلة سيد ديفيد ؟
فأجابها : عانيت في الماضي كثيراً من المحيط الذي كبرت فيه , حيث عدّني أقراني غريب الأطوار , ولقّبوني بالكائن الفضائي الفاسد ! لهذا جمعتكم اليوم للإستماع الى مشاكلكم وهمومكم كأخٍ كبير
فسألته صبية (حليقة الرأس) : وهل سندفع لك مقابل جلساتك العلاجية ؟
فأجابها بابتسامة : لا ابداً .. فهذه جلسة فضّفضة , وأنا لست طبيباً نفسياً .. بل شخصاً عانى كثيراً من مجتمعه المتخلّف 

الشاب : وهل وجدّت حلّاً لمشكلتك ؟
ديفيد : نعم , وسأخبركم به بعد إحتفال الليلة على طريقتنا الخاصة .. (ونظر الى ساعته) .. بقيّ هناك خمس دقائق على بداية رأس السنة .. 

ثم أخرج جهاز التحكّم من جيبه , وضغط على ازراره .. فإذّ بشجرة الميلاد تنزل من سقف المستودع , والأنوار الملونة تُضاء في اركان المكان الواسع .. والموسيقى العالية ترتفع من مكبّرات الصوت .. 

واثناء إنشغال الشباب بالأحداث المُبهجة , توجّه ديفيد الى طاولة في الزاوية .. وأزال عنها الغطاء الأبيض , لتظهر اصنافٌ عديدة من الطعام والحلوى .. قائلاً لهم :
- بقيت هناك دقيقة واحدة على بداية السنة .. إلبسوا القبعات الملونة التي تحت مقاعدكم , وضعوا الصافرات في فمكم لبدء الحفل .. هيا إسرعوا , ماذا تنتظرون ؟!!

وبالوقت الذي كانوا يضعون عليهم زينة الميلاد , قال ديفيد بصوتٍ عالي وهو ينظر الى الساعة الكبيرة المعلّقة على جدار المستودع :
- لنتعهّد جميعنا على العيش بحرّية في العام الجديد , دون الإكتراث بآراء من حولنا .. والآن لنُعدّ سويّاً الثواني الأخيرة لهذا العام : 4- 3- 2 - 1 

ثم هبطت البالونات فوق رؤوسهم مع اطلاقهم للصافرات , وهم يقفزون بسعادة على بدء السنة الجديدة..
***

بعد ساعة .. إنتهى الشباب من تناول جميع اصناف الطعام والشراب اللذيذة , ظانين بختام الحفلة .. لكن ديفيد فاجأهم بطاولةٍ صغيرة وضعها امامهم 
فسأله أحدهم : ما هذه ؟
فكشف الغطاء من فوقها , لتظهر انواع مختلفة من المخدرات بشكل حبوب وحقن..
فصرخ الشاب بدهشة : يا الهي ! هذه انواع فاخرة من المخدرات  
ديفيد : نعم , وهي لكم بالمجّان
فهجموا عليها لاختيار ما يشاؤون ..
ديفيد : حاولوا ان لا تسرفوا في استخدامها , فأنا اريد اسعادكم لا القضاء عليكم يا اصدقاء

ومن بعدها .. إستراح كل شخصٍ منهم في إحدى زوايا المستودع .. الى ان غفوا في سباتٍ عميق
***  

قبيل الفجر .. أيقظهم ديفيد بعد تشغيله لأغنية روك صاخبة .. وبالكاد استطاعوا الجلوس بثبات على كراسيهم من شدة النعاس ومن دوار المخدّرات (بناءً على طلبه) ..
فقال لهم : آسف على إيقاظكم بهذه الطريقة , لكني قدّمت الكثير لإسعادكم , ولم تعطوني بعد ما اريده
الفتاة بتعب : وماذا تريد منا ؟
ديفيد : ان تشاركوني قصصكم .. فمن سيبدأ اولاً ؟ 

فرفع مراهق يده : انا !! .. اسمي آدم ... الأبن الوحيد لوالدين منفصلين ..ومنذ طلاقهما في سن التاسعة , وانا اعيش مع جدتي المتسلّطة التي تحرمني من مصروف والدي , كلما قمت بتصرفٍ لا يعجبها .. كما انها تتدخّل دائماً بقراراتي .. وتمنعني من الخروج مع اصدقائي .. والأسوء انها تزور ثانويتي باستمرار للسؤال عني , مما جعلني محطّ سخرية للمتنمّرين في مدرستي  

ديفيد : هذا سيء .. وماذا عنكِ ؟
فأجابته الفتاة (حليقة الرأس) : انا جسيكا .. ومنذ طفولتي أشعر بأني صبي مسجون في جسد انثى .. فلا شيء يهويني بعالم النساء .. وقد حاولت مراراً إفهام والديّ بأنني احتاج الى عملية جراحية لأتحوّل الى شاب .. لكنهم يرفضون طلبي , ويظنون انها مجرّد إضطراب في الهرمونات , مع اني بلغت 20 سنة ولم اعد مراهقة .. لهذا قمت بحلق رأسي ولبس ثياب الشباب وتضخيم صوتي .. وبذلك أصبحت غريبة الأطوار بالنسبة لهما , وصارا يتجنّبان الحديث معي .. حتى بُتّ أفكّر جدّياً بالإنتحار لأتخلّص من أزمة الهويّة التي لديّ !

ديفيد : مشكلةٌ صعبة ! وماذا عنك ايها الشاب ؟
- اسمي جاك .. وانا أعشق المغامرات والسفر , لكن والدي يريدني ان أنهي جامعتي لأساعده في محل الخرداوات .. ولا ادري ما فائدة دراسة 4 سنوات تجارة بالجامعة , لأنتهي كبائعٍ بسيط كأبي .. فكل ما اريده هو السفر لاكتشاف الغابات والمحيطات والحيوانات النادرة , والتعرّف على المغامرين امثالي ..(ثم تنهد بضيق) .. أتمنى في السنة الجديدة ان تحصل معجزة تغير مستقبلي الباهت والمملّ

ديفيد : أفهم مشكلتك جيداً .. وماذا عنكِ ؟
الفتاة : انا من اصول هندية كما تلاحظون .. ويريد اهلي تزويجي فور إنهاء دراستي الثانوية .. فوالدي رجلٌ متحفّظ , ولهذا اختار لي زوجاً هندياً يكبرني بعشر سنوات .. لكنه لا يعلم بأنني متورّطة بعلاقة مع شاب تعرّفت عليه بالإنترنت 

ديفيد : فعلاً الأهالي لا يدركون شيوع العلاقات بالإنترنت هذه الأيام .. وانت ماهي قصتك ؟
- اسمي اريك .. وعملي الليلي في الصيدلية جعلني مُدمناً على المهدّئات.. وأخشى ان يطردني المدير إن اكتشف سرقتي لأدويته , ممّا سيعرّضني لعقاب ابي القاسي .. فهو عسكري متقاعد , وصارمٌ جداً معي 

- وانا داني .. واظنكم علمتم فور رؤيتكم لثيابي المبهرجة ومكياجي الفاقع انني شاذّ .. الجميع لاحظ ذلك , ماعدا امي التي تصرّ على تزويجي بعد انتهاء جامعتي ! .. رغم انها ساهمت في تحوّل ميولي .. ففي طفولتي , اعتادت امي على تركي مع جارنا كلما ذهبت الى العمل .. واللعين استغلّ أنني طفلٌ يتيم اسوء استغلال .. لكن لم أجرأ على اخبارها بجريمته حتى اليوم .. وأمنيتي الوحيدة هو ان أقتله بيديّ هاتين !! .. (وتنهّد بحزن) ..ليتني املك الشجاعة لفعل ذلك

ديفيد : اهدأ يا صديقي , سأحاول حلّ مشكلتك قريباً .. وماذا عنكِ؟ 
- اسمي جاكلين .. قد تكون مشكلتي بسيطة امام مصائبكم .. فأنا اعاني من الإهتمام الزائد لعائلتي , خاصة بعد نجاتي من السرطان في طفولتي ..ومن يومها ووالدتي تقرّر نوعيّة طعامي ..ويختار والدي اصدقائي وستايل ملابسي والكثير من القوانين الأخرى .. واعتقد إنه أبلغ الشرطة عن اختفائي , لأني تسلّلت الى هنا من نافذة غرفتي , حيث اعتاد على قفل باب منزلنا مساءً.. (ثم سكتت قليلاً).. ماذا عنك سيد ديفيد , ماهي قصتك ؟

ديفيد بنبرةٍ حزينة : معاناتي بدأت منذ ان أخبرتني امي بأن جدي اللعين هو والدي
الجميع : لم نفهم !.. ماذا تقصد ؟
ديفيد : الم تسمعوا بقصة الرجل الذي احتجر ابنته بقبو منزله لعشرين سنة , وانجب منها ولدين ..مات احدهم بالربو الذي اصابه من رطوبة القبو , اما الثاني فبقي حياً ؟
جاكلين : هل هو انت ؟!
ديفيد بقهر : نعم .. ورغم ان جدي خرج من السجن قبل سنتين , الا ان حبسه ل20 سنة لم يُشفي غليلي , خاصة بعد انتحار امي لمعاناتها الطويلة مع الإكتئاب  
داني : وماذا فعلت به ؟
ديفيد : تعالوا معي 

وأخذهم الى قبو المستودع .. وحين انار الضوء , وجدوا عدة رؤوس مقطوعة داخل مرطبانات بها محلولٍ كيميائيّ ..  فارتعبوا جميعاً !
ديفيد : رجاءً لا تخافوا
فسألته الهندية بفزع : هل هذا العجوز هو رأس جدك ؟! 

ديفيد : نعم .. مع انه اعطاني كل ميراثه الضخم , الا ان ذلك لم يكفي لأسامحه .. وبإحدى الليالي راقبته , فوجدته يتجوّل وحده داخل الغابة القريبة من كوخه .. ولا ادري ما كان يفعله هناك مساءً ! الا انني هجمت عليه , وطعنته بوحشيّةٍ شديدة .. وبالنهاية قطعت رأسه ووضعته في المرطبان , ودفنت بقية اشلائه بأماكن مختلفة بالغابة .. وكما توقعت لم يلاحظ احد اختفائه , لأنه كان مكروهاً من مجتمعه .. وهذه كانت اول جريمة ارتكبتها في حياتي , إنتقاماً للروح أمي وأخي  

فقال له داني : بصراحة لا الومك , فأنا احلم دوماً بالإنتقام من جاري المتحرّش .. لكن عندي سؤال .. من هم اصحاب الرؤوس الأخرى ؟ 
ديفيد : هذا رأس متنمّرٍ لعين في جامعتي , قتلته بعد ان أطلع الجميع على قصة هويتي المزوّرة التي أعطتني إيّاها الشرطة بعد انتهاء قضية جدي.. وبسببه تعرّضت لسخرية الطلّاب ونظراتهم المستفزّة طوال مراحل دراستي .. اما هذه , فهي رأس حبيبتي الأولى التي خانتني .. وبجانبها رأس عشيقها الذي كان يوماً صديقي المقرّب .. وهاهي قصتي باختصار 

الفتاة الهندية بخوف : لحظة سيد ديفيد ! .. صحيح اننا نكره اهالينا , لكننا لا نفكّر ابداً بقتلهم
الجميع : هذا صحيح
ديفيد : الأمر يعود لكم 
جسيكا بقلق : يعني لن تُجبرنا على ذلك !
ديفيد : مطلقاً , انتم احرار بقراراتكم ..  
آدم : اذاً لماذا جمعتنا هنا ؟
ديفيد : لنتشارك قصصنا سويّاً .. فربما حينما تسمعون قصتي البائسة , ستهون عليكم مصائبكم .. والآن دعونا نصعد الى فوق
***

لكن فور صعودهم , حاولت جاكلين الهرب من المستودع بعد ان أخافها جنونه..
وما ان وضعت يدها على البوّابة , حتى صُعقت بالكهرباء .. وظلّت تصرخ وتتلوّى الى ان ماتت مُتفحّمة الذراع , وسط دهشة الجميع !

ديفيد : الغبية .. ظنّت بأني سأدعها تخرج من هنا بسلام , بعد ان أخبرتكم بجرائمي
الفتاة الهندية بخوف : أهذا يعني انك ستقتلنا جميعاً ؟! 
ديفيد : أتمنى ان لا اضطّر لذلك .. فأنا سأمتحنكم اولاً , ومن ينجح منكم ينضمّ الى عصابتي المميزة .. والآن اجلسوا لكيّ أحلّ لكم مشاكلكم 
فجلسوا وهم يرتجفون خوفاً , بعد ان هدّدهم بالسلاح !

ديفيد : انتِ يا جسيكا .. بإمكاني اعطائك المال لإجراء العملية الجراحية لتتحولي رجلاً كما ترغبين
جسيكا بارتباك : شكراً لك
ديفيد : وانت يا آدم .. يمكنني مساعدتك بقتل جدتك المتسلطة
آدم بخوف : لا اريد !! .. فهي وان كانت صارمة , الا انها تفعل ذلك لمصلحتي 
ديفيد باحتقار : ايها الجبان !
واطلق رصاصة في رأسه , أردته قتيلاً ..

فبكت الفتاة الهندية وهي تقول : رجاءً سيد ديفيد ..دعنا نذهب الى بيوتنا , فنحن لسنا بمجرمين
ديفيد : اذاً سأجبركم على ذلك .. وسأبدأ بجاك 

وضغط على جهاز التحكّم .. لينزل من السقف والد جاك مربوطاً ومكمّم الفمّ , وبالحبل الآخر كلبه المقيّد بإحكام .. بعد ان وضع ديفيد اسفل منهما حوضاً حديديّ به نار منصهرة .. ثم اعطى جهاز التحكّم لجاك الذي كان يرتجف باكياً , قائلاً له :
- هناك زرّان على الجهاز .. هذا لإنقاذ والدك , وهذا لإنقاذ كلبك .. فأيهما تختار ؟ 

جاك بفزع : ارجوك سيد ديفيد , انا لا اريد قتل والدي
ديفيد : لكنه يريد ان تقضي جلّ عمرك بالعمل معه في محل الخرداوات
جاك بفزع : لا امانع ذلك .. صدقاً لا مشكلة لديّ 
ديفيد : لكن هذا لم يكن رأيك سابقاً .. (ثم وجّه سلاحه نحوه وهو يقول).. اريدك ان تختار الآن !!! 

فأراد جاك كسب المزيد من الوقت , فسأله :
- اساساً كيف وصلت الى مكان والدي ؟!
ديفيد : سؤالٌ مهم .. ما لا تعلمونه عني , انني هاكر محترف .. واستطعت التوصّل الى عناوين منازلكم من ارقام حواسيبكم التي ظهرت عندي اثناء تسجيلكم في جمعيتي .. وخلال نومكم قبل قليل , طلبت من حرسي إحضار اهاليكم الى هنا

الفتاة الهندية بخوف : وهل عائلتي موجودة بينهم ؟!
ديفيد بعصبية : إنتظري دورك يا امرأة !!.. والآن يا جاك لا تضيع وقتي .. من ستختار بينهما ؟ والدك الفاشل المملّ , ام كلب طفولتك؟

وبيدٍ مرتجفة , إختار جاك إنقاذ والده .. لكن الغريب ان والده هو من سقط ببرميل النار ! وصار يصرخ من شدة الألم .. فأسرع جاك لإنقاذه .. ليقوم ديفيد بإطلاق ثلاثة رصاصاتٍ متتالية : قتلت جاك ووالده والكلب .. ثم توجّه للبقية قائلاً :
- قتلتهم لأن جاك الغبي إختار خطأً , وخيّب ظني فيه .. والآن دوركِ ايتها الهندية ..

وضغط على زرٍّ آخر في جهازه : ليتدلّى خطيبها الهندي بالحبل , في  مقابل حبيبها بالإنترنت ..
ثم سألها ديفيد : هآ عزيزتي من ستختارين ؟ أعتقد انك ستفضّلين القلب على العقل , اليس كذلك ؟

لكنها فاجأته باختيار الهندي لأنه من اقاربها , لتنهار باكية بعد رؤية خطيبها يقع فوق منشارٍ حادّ قطعه الى نصفين 
فتنهّد ديفيد بضيقٍ وغضب : ما بالكم يا اغبياء !! لما لا تختارون بشكلٍ صحيح ؟!

ثم اطلق النار عليها وعلى خطيبها الهندي , معلّلاً فعلته :
- لا اريدكم ان تفضّلوا الآخرين على مصالحكم الشخصية ..فأنا اريد اشخاصاً انانيون في عصابتي .. المهم , اين وصلنا .. .. آه داني دورك الآن .. فقبل اسبوع إخترقت حاسوبك , وقرأت قصة جارك المتحرّش من ملفّ مذكراتك.. وجيد انك ذكرت عنوان منزلكم القديم واسمه بالكامل , فهذا سهّل إيجاده ... وهاهو موجود في تلك الخزانة الحديدية .. (ثم ضغط على زرّ في جهازه , لينفتح باب الخزانة وبداخله العجوز مقيد ومكمّم الفمّ) .. هاهو عدوك يا داني ..فهل ستطعنه بسيف سامورايّ , ام ستخيب املي انت ايضاً ؟

وما ان رأى داني جاره , حتى عادت له ذكريات الطفولة المريرة .. فسحب السيف من يد ديفيد , وانطلق كالمجنون باتجاه جاره ليغرزه بكل حقدٍ وغضب في قلبه .. فيموت على الفور ! 

وهنا صفّق له ديفيد بفخر :
- وأخيراً وجدت شخصاً يشبهني .. أحسنت يا داني !!.. من قال ان الشواذ ضعفاء .. هيا اذهب واسترحّ هناك , وهات السيف من يدك

فتهالك داني على الكرسي وهو ينهج بصعوبة , وهو لا يصدّق بأنه تخلّص أخيراً من كابوس جاره ! 

بهذه الأثناء .. إقترب ديفيد من اريك ومعه علبتا دواء , قائلاً :
- دورك يا اريك .. الست مدمن ادوية ايها الصيدلي ؟ لهذا جلبت هاذين , خصيصاً لك 
اريك مرتجفاً : لا ! هاذين الحقنتين تسببان الموت ان أخذتهما سويّاً 
ديفيد : اعرف , لهذا اريدك ان تحقنهما في ذراع جسيكا

جسيكا بفزع : ماذا !
ديفيد : آسف عزيزتي , لكني اريد إمتحانه 
جسيكا : الم تخبرني بأنك ستعطيني المال من أجل عمليتي ؟
ديفيد : الوضع يتوقف على قراره هو .. هآ يا اريك ماذا قلت , هل ستحقنها بهما ؟
اريك بعصبية : لا طبعاً !! انا صيدلي ولست قاتل 
ديفيد : توقعت ذلك .. اذاً دورك يا جسيكا .. ففي حال حقنت اريك بهما , سأتكفلّ بجميع مصاريف علاجك .. لكن عليك اولاً ان تثبتي ولائك لي .. وانت يا داني , قمّ بتقيده

فأسرع داني بربط اريك بالكرسي والذي لم يقاومهم لخوفه من سلاح ديفيد الموجّه اليه .. بالوقت الذي كانت فيه جسيكا تخلط الأبرتين سوياً داخل الحقنة

اريك بخوف : لا يا جسيكا .. انا لم أقبل بقتلك , فلماذا تقتلينني ؟
جسيكا : لأني اريد ان اصبح رجلاً مهما كلّفني الأمر
ديفيد : أحسنتي عزيزتي , هيا أريني براعتك 

فقامت بحقن ذراع اريك بالدواء .. لتظهر النتيجة بعد نصف ساعة , حيث صار يتقيأ دماً , وجسده ينتفض بقوة .. الى ان فارق الحياة 

وهنا صفّق ديفيد لداني وجسيكا وهو يقول لهما :
- أعلنكما الآن !! فردين مميزين في عصابة غريبيّ الأطوار 
جسيكا : لكننا ثلاثة فقط ! 
ديفيد : ومن قال ذلك
ثم صرخ بعلوّ صوته قائلاً : 
- تقدّموا ايها الأصدقاء لتحية العضوين الجديدين !!! 

وإذّ بمئة شاب وفتاة يخرجون من داخل المستودع وهم يصفقون لهما .. 
وهنا قال ديفيد لداني وجسيكا : هؤلاء جميعهم قتلوا عائلاتهم من أجلي .. اما الرؤوس المحفوظة في القبو فماهي الا نماذج بسيطة لمعرض الرؤوس الضخم الموجود في علّية المستودع ..سأريكما إيّاه بعد قليل 

ثم وجّه كلامه لجميع افراد عصابته , قائلاً بصوتٍ عالي : 
- والآن يا اصدقاء , قوموا بتقطيع رؤوس الضحايا الجدّد لوضعها في متحفنا المميز .. ومن بعدها يبدأ الحفل الحقيقي للسنة الجديدة ..

فهللّ الجميع فرحاً بعد إخراجهم السكاكين لتجهيز الجثث والإستمتاع بتقطيعها .. وهم يردّدون كلمات أغنية روكٍ صاخبة صدحت من مكبّرات الصوت المعلّقة في زوايا المستودع الدمويّ المرعب !

هناك 5 تعليقات:

  1. إصابتي بالإنفلونزا طوال هذا الأسبوع جعلني أفكّر بهذه القصة الكئيبة , ومع ذلك أتمنى ان تعجبكم

    ردحذف
  2. شفاك الله من الأنفلونزا أ/أمل لقد أرعبتى قرائك
    القصة جميلة ومميزة مثل باقى قصصك

    ردحذف
  3. قصة جميله جداً!

    ردحذف
  4. اكثر من رائعه..

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...