تأليف : امل شانوحة
الحفل المُدمّر
تمّ الإعلان بكثافة عن حفلٍ موسيقيّ ضخم سيقام ليلاً بالهواء الطلق في جميع وسائل التواصل الإجتماعي على مدى شهرين متواصلين ، جعلت الجمهور متشوقاً لحضوره !
وفي اليوم المحدّد .. تجمّع ما يقارب المليون شاب وصبيّة بالساحة الكبيرة خارج المدينة ، الذين أثارهم ما رأوه بالحفلة من ديكور مسرحٍ مخيف وإضاءاتٍ ساطعة بتقنيةٍ متطوّرة ، بالإضافة لزيّ المغنيين الشيطانيّ !
وسرعان ما اندمج الحضور بالرقص والغناء مع الموسيقى الصاخبة ، وهم يتمايلون يميناً ويساراً مع توجيهات مُنسّق الألحان بموسيقاه التي لا تشبه ما تعوّدوا على سماعه ، كأنها قادمة من عالمٍ آخر ! فمعظم كلملت الأغاني غير مفهومة ، تبدو كلغةٍ مُستحدثة
^^^
وبعد ساعاتٍ على الحفل الناجح .. علت اصوات الموسيقى بطبقاتٍ رفيعة ، أفقدت الجمهور صوابه .. مما زاد من عدوانيّتهم ! كأنها تسلّلت الى عقولهم رسائل شيطانيّة خفيّة ، تأمرهم بالتقدّم نحو منظمي الحفل للحصول على السكاكين والعصيّ ، وبعضهم حصل على مسدسات ورشّاشات وقنابل يدويّة .. بينما الأكثرية حصلوا على زجاجاتٍ حارقة !
بعدها أعلن مسؤول الحفل عن انتهاء غناء الفرقة الموسيقيّة التي اختفت فجأة من المسرح ! ليعلن المسؤول المُقنّع بقرنيّ الشيطان : عن بدء احتلالهم المدينة !
وما أن صفّر بمزماره الخشبيّ ، حتى توزّع الشباب في الأزقّة والشوارع المؤديّة لوسط البلد التي بدأوا بحرق معالمها من حدائق ومدارس ودوائر حكوميّة !
لتعلن الشرطة حالة الطوارئ بعد عجزهم عن إيقاف الشباب الثائرين والمنوّمين مغناطيسيّاً بواسطة الموسيقى الشيطانيّة ، خاصة بعد هجومهم على المحال التجاريّة التي سرقوها بهوسٍ لا مثيل له !
^^^
ووصل الأمر لمسؤولي البلاد الذين ارسلوا شرطة مكافحة الشغب.. لكن الغضب الشعبي تفشّى بين شباب العاصمة ، كأن ما اصاب المدينة الصغيرة إنتقل اليهم كفيروسٍ مُعدي !
***
لم يمضي اسبوعٌ واحد على الحفل المشؤوم ، حتى أعلنت الحكومة سقوطها بأيدي الثائرين الغوغائين الذين لم يكتفوا بهدم معالم دولتهم ، بل انتقلوا للدول المجاورة وهم يردّدون الأغاني الشيطانيّة مع مكبّرات الصوت .. جعلت الشباب الأجانب ينضمون للمسيرة التدميريّة لكل منشآت بلادهم ، كأنهم روبوتات عنيفة لا يوقفها شيء ..حتى ان إحدى الدول اضّطرت لقتل بعض شبابها ، وسجن الآخرين الذين ظلّوا يصدحون بالأغاني بكلماتها الغير مفهومة داخل السجون ، مُثيرين بذلك بقيّة السجناء الذين حاولوا بكل الطرق الهروب من المُعتقل ، مما زاد من حجم الكارثة !
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ بعد انتشار الموسيقى العنيفة بجميع وسائل التواصل الإجتماعي .. مما زاد من مظاهر الشغب ببقيّة الدول ، التي ساهمت بإسقاط الحكومات العاجزة عن إيقاف جيش الشباب الغير مُدرك لأفعاله المتهوّرة !
***
وفي باطن الأرض.. سأل ابليس مساعده :
- هل هناك اخبار جديدة ؟
- سيدي .. حتى الآن سقطت ثلاث دولٍ عظمى ، وثلاثين دولةٍ نامية .. ومازال جنودنا المُتلبّسين بمسؤولي الحفلات ينشرون كلماتك الضمنيّة داخل الأغاني الصاخبة ، التي بواسطتها برمجنا عقولهم لخدمتك
- كان عليّ الإستفادة من التكنولوجيا منذ ظهورها .. لكن لا بأس ، تداركت الموقف..
- بصراحة سيدي ، لم نكن نعلم بمواهبك الفنيّة ! فكلماتك العنيفة ، وألحانك المثيرة سيطرت عليهم تماماً !
ابليس : لديّ العديد من المواهب التي لم يُقدّرها بنو جنسي ، والتي أعمل الآن على تطويرها مع البشريين ذويّ المشاعر الهشّة والعواطف الجياشة.. لهذا قرّرت أن لا أضيّع وقتي بأفكار الحروب التقليدية .. بل سأتابع تأليف الألحان التي ستسيّر شبابهم لإسقاط قادتهم دون تدخلٍ مني ، لتسهيل امتلاكي الأرض بعد خرابها عن بكرة أبيها
ونزل من عرشه الذهبيّ ، مُتوجهاً للإستديو السرّي لبدء أغنيته الجديدة التي ستؤثّر على عقول قادة العالم ، لدفعهم بشنّ هجومٍ على الدول المجاورة .. على أمل أن تتحوّل قريباً لحربٍ عالميّة لا تبقي ولا تذرّ !
احسنت ايتها الكاتبه الفانيه ..بل ان هذه الرساءل والاشارات موجوده في الاعلانات وعلى الملابس ايضا ..
ردحذفاممممممم 😈 .. ارى ان هذه الكاتبه مابرحت تناصبنا العداء وتفضح مخططاتنا .. انها تسب ابليسكم ..ولءن لم تنتهي ..فلنضعن راسها على الساريه ونطوف بها القريه ..لتكون عبره لكل من لا ينعبر 😈..
نايس ، عجبتني 👍🏻
ردحذفسامحتك ، سامحتك😌
ربما سأتأخر بالنشر الفترة القادمة ، لقدوم اقاربي من السفر وبقائهم في بيتنا للشهر القادم
ردحذفبسم الله .. شهر كامل!!!
حذفادري حتى الي فاتحين بيوتهم وقف ما يتحملون احد عندهم شهر كامل😂
عدا عن زيارات الأهل لرؤيتهم .. الله المستعان
حذفماشاء الله شهر ونصف برمضان ..وشهرا لعيد الاضحى ..هذه احدى مزايا ان يكون الموظف والمدير وصاحب المخل هما نفس الشخص 😭
ردحذفوآدي قعده بقى لما نشوف ...
ياولد ناولني شوال اللب والسوداني ريثما ننتظر ..
ليت الأمر بهذه السهولة .. ضيوف ، يعني عمل متواصل .. كان الله بالعون
حذفSuper
ردحذف