الأحد، 16 يونيو 2024

حب الطفولة

تأليف : امل شانوحة 

 

عداوة الأقارب


مروى هي الحب الأول في حياة احمد.. حبّ الطفولة.. وكيف لا ، وهي ابنة عمه التي تصغره بعاميّن.. والجميع توقّع زواجهما مستقبلاً.. لولا طمع والدها الذي جعله يسرق ارض اخيه ، مُدمّراً العلاقة بين العائلتيّن ! 

وبعد وفاة والد احمد مقهوراً من خسارته الأرض الذي تعب على زراعتها طوال حياته ، لحقته زوجته بعد العزاء بأيام ! وبذلك خسر احمد كلا والديه بسبب عمه الظالم ! 

وسافر بعدها للخارج ، للعيش عند خالته التي زادته حقداً على عائلة عمه الذي تسببّ بموت اختها حزناً على زوجها !

^^^


بعد سنوات .. عاد للقرية ، ليجد عمه توفيّ ايضاً ! وابنته الكبرى (مروى) تُشرف على العمّال ، لزراعة أرض والدها التي توسّعت بعد استيلائه على ارض اخيه ! 

وقد حاولت مروى وإخوتها زيارته اكثر من مرة .. لكنه رفض مقابلتهنّ ، مُتوعّداً بالإنتقام الذي نفّذه بعد شرائه اكبر منزلٍ في القرية .. حيث استطاع بماله (الذي جمعه من جهده المتواصل في عدّة وظائف بالخارج) شراء الأراضي المجاورة لأرض عمه ، وقطع الماء والإمدادات (من أسمدة وحبوب ومبيدات حشريّة) عنهم ، حتى اوشكت ارضهم على الهلاك ! 


فترّجته مروى بتركهم وشأنهم ، فهي وعائلتها يعتاشون عليها.. وعرضت عليه توكيل كبار القرية لإعادة قسمة الأرض المسلوبة بينهما .. لكنه رفض الصلح ، وإعادة التواصل بين العائلتيّن ! 


ولأنه يشعر بتأنيب الضمير لغرامه بها سابقاً ، صبّ غضبه عليها .. حيث وافق (بعد إلحاح مروى المتواصل) على إمداد ارضهم بالماء ، بشرط العمل لديه كخادمة ! فوافقت مُرغمة لحماية امها وإخوتها البنات ، فهي وعدت والدها قبل وفاته بالإهتمام بهنّ ، كونها ابنته البكر

***


وبالفعل بدأت العمل بمنزله الجديد الموجود وسط القرية ، والذي يحتاج على الأقل لثلاثة خدم لإنهاء تنظيفه ، عدا عن الطبخ والإهتمام بالمواشي .. لكنه أصرّ ان تتكفّل وحدها بأمور المنزل والزريبة ! وأجبرها على العمل من السادسة صباحاً حتى التاسعة ليلاً .. مما جعلها في الكثير من الأحيان تغفى بالزريبة من شدة تعبها!

***


وبعد شهرين من العمل المُجهد المتواصل ..فقدت توازنها وهي تنظّف سقيفة الزريبة ، ووقعت على رأسها.. وعندما وجدها غائبة عن الوعيّ وهي تنزف من جبينها ، أسرع بها للمستشفى وقلبه يخفق خوفاً عليها.. 

^^^


وفي الطريق .. عادت ذكريات طفولته معها ، وجميع المسابقات التي لعباها بين الحقول ، ووعده الزواج منها حين يكبران .. كل هذا وهو يراقبها من مرآته العلويّة وهي مستلقية دون حِراك في المقاعد الخلفيّة لسيارته ..ولسانه ينهج بالدعاء بأن لا تكون إصابتها بليغة

***


عندما وصلا للمستشفى .. أخاط الطبيب جرحها ، وصوّر رأسها بالأشعة 

واثناء جلوس احمد في غرفتها ، مُمسكاً يدها وهو يراقب نومها والمصل بذراعها ..دخل الطبيب ومعه نتائج الفحوصات..

فسأله احمد بقلق :

- هل هي بخير ؟ لما لم تستيقظ حتى الآن ؟!

الطبيب : لديها ارتجاج بالمخّ

احمد بخوف : ماذا يعني ذلك ؟

- هناك احتمال بفقدانها الذاكرة .. لذا توقع كل شيء


وبعد ذهاب الطبيب .. مسّد احمد شعرها بحزن :

- حماك الله ، يا ابنة عمي ..رجاءً إفتحي عينيك الجميلتين ..أكاد اموت خوفاً عليك

وما أن فتحت عيناها حتى أبعدت يده عن شعرها ، وهي تنظر اليه باستغراب :

- من انت ؟!

ثم نظرت حولها ..

- ولما انا بالمستشفى ؟! ولما رأسي يؤلمني هكذا ؟!

فسألها بقلق : الا تتذكرينني ؟!

- لا !! إبعد يدك عني .. اين اهلي ؟ اين ابي واخي وامي ؟

وهنا تأكّد بفقدانها الذاكرة : فهي ليس لديها إخوة اولاد ، ووالدها ميت منذ عام !

فقال بنبرةٍ حزينة : سيأتون بعد قليل


فنظرت اليه بتمعّن :

- لما عيونك دامعة ؟! هل انت من اقاربي ؟

احمد : انا ابن عمك 

- تبدو خائفاً عليّ !

- جداً يا مروى

ففاجأته بالقول :

- هل انت زوجي ؟

ومن شدّة إرباكه ، هزّ رأسه إيجاباً..

مروى بخجل : أحقاً ! ومنذ متى تزوّجنا ؟

فأجاب بتردّد : الشهر الماضي

- يعني عرسان جدد

فاكتفى بابتسامةٍ حزينة..


لينصدم من سحب ياقته باتجاهها ، لشمّه ! جعلت رأسه ينحني فوقها 

مروى : رائحة عطرك ليست غريبة عليّ ! لكني حقاً لا اذكر عرسنا ، هل يمكنك تذكيري به ؟ يعني هل تزوّجنا عن حب ؟

فأجاب بحزن : أحببتك منذ الصغر

مروى بحماس : هذا جميل !! يبدو انني محظوظة للزواج من شابٍ وسيم وحنونٍ هكذا

احمد باستغراب : حنون !

(وتذكّر كيف عاملها بقسّوة طوال الشهرين الماضيّن)

مروى : نعم ، عيناك الحزينتان تؤكّدان ذلك .. هيا إخبرني ، كيف كان شهر عسلنا ؟ إخبرني التفاصيل ، لربما تذكّرتك

فارتبك قائلاً :

- أُخبرك لاحقاً


وهنا دخلت امها وإخوتها الثلاثة ، وهم يحتضنوها بخوف..

الأم بقلق : هل انت بخير يا ابنتي ؟

ونظرت الأخت الوسطى لإبن عمها بغيظ :

- ماذا فعلت بها ؟!!

ليتفاجئنّ بسؤال مروى لأحمد : 

- هل هؤلاء عائلتي ؟ ما اسمائهم ؟

الأم بخوف : مالذي حصل لها ؟!

فردّت مروى :

- لا تقلقوا عليّ .. يبدو إصابة رأسي أفقدتني الذاكرة مؤقتاً .. لكن الحمد الله ، زوجي ذكّرني بكنّ

عائلتها بصدمة : زوجك !

ام مروى بحزم : أحمد !! اريد التكلّم معك على انفراد 

^^^


وخارج غرفة المستشفى ، سألته الأم بعصبية : 

- مالذي حصل لمروى ؟!

احمد بارتباك : تظنني زوجها

- لا أظن فقدان ذاكرتها جعلها تتجرّأ على نسبك زوجها ، إلاّ اذا أفهمتها ذلك .. فماهو قصدك ؟ الم تكتفي بجعلها خادمة ، والآن تريد الإعتداء عليها !!

معاتباً : ماهذا الكلام يا خالة ! هي تبقى ابنة عمي ، وشرفي ..

الأم مقاطعة بحزم : اذاً إصلح الموضوع !!

- كيف افعل ذلك ؟!

- أحضر الشيخ وشاهدان للزواج بها.. والآن !!

احمد بصدمة : ماذا !

- الا ترى كيف تنظر اليك بشغف ! حتماً سترفض الإبتعاد عنك .. وانا لن اسمح بأن تمسّها بالحرام .. إتصل حالاً بالشيخ ، وإلاّ والله سأفضحك بكل القرية !!

- حسناً اهدأي ، سأفعل ما تريدين .. المشكلة انها تظن اننا متزوجان بالفعل

الأم : دعّ الموضوع لي .

^^^


ودخلت الأم الغرفة ، وهي تطلب من بناتها الخروج لحديثٍ خاص مع مروى .. ثم جلست امام سريرها لتخبرها : بأن شجارٍ حصل بينها وبين احمد ، أدّى لطلاقها .. مما أشعرها بالضياع في الأيام الفائتة ، تسبّب بعدم تركيزها وأذيّة رأسها 

مروى بنبرةٍ منكسرة : يعني طلّقني ونحن مازلنا عرسان ؟!

امها : تكلّمت معه قبل قليل ، وهو نادمٌ على ذلك ويريد الزواج بك ثانيةً

- يمكنني العودة اليه طالما لم تنتهي عدّتي ، اليس كذلك ؟

الأم بارتباك : لا !! كان طلاقاً بائناً ..لهذا سيأتي الشيخ بعد قليل لعقد زواجكما من جديد ، إلاّ اذا لم ترغبي بذلك  

- بلى امي !! الا ترين كم هو حزينٌ عليّ ، عيونه المُحمرّة تؤكّد ندمه على خسارتي .. 

- أهذا قرارك النهائيّ ؟  

- نعم ، سأعطيه فرصةً ثانية

^^^


قبل قدوم الشيخ ، همست مروى لأحمد : 

- ماذا سأقول للشيخ إن سألني عن اسمي بالكامل ، فأنا لا اذكر إسم عائلتي ؟! 

فأخبرها به .. لتقول بصوتٍ منخفض :

- هناك مشكلة ثانية .. فأنا لا اذكر توقيعي القديم

احمد : يكفي ان توقعي بإسمك

- أتدري يا احمد ، مازلت غاضبة لأنك طلّقتني بعد شهر العسل! 

- عزيزتي .. انا

مروى : حسابك لاحقاً 

وغمزته بدلال..

***


وبالفعل عُقد القران بحضور اهلها في غرفة المستشفى ..وبعد ذهاب الشيخ والشاهدان..

مروى : امي .. هل يمكنكم تركي مع زوجي ؟ فأنا بجميع الأحوال عائدة معه الى منزلنا

الأم : كما تشائين يا عروس


وودّعتها عائلتها وهم قلقين عليها من قسّوة احمد الذي وعد الأم (خارج الغرفة) بالإعتناء بمروى بعد أن اصبحت زوجته رسميّاً

^^^


بعد ذهابهن..

عاد احمد للغرفة ، ليجدها ترتّب السرير.. 

- مروى ! الى اين إن شاء الله ؟

- الى منزلنا

- لكن الطبيب يريد بقائك الليلة ، للتأكّد من..

مروى مقاطعة : لا حاجة لذلك ، انا بخير .. فربما برؤية منزلنا ، أتذكّر كل شيء .. هيا حبيبي 

- حسناً انتظريني ريثما أُنهي اوراق الخروج 

***


ودخلت منزله (الذي كان من واجبها تنظيفه في الشهرين الماضيّن)..

فسألها احمد بقلق (وهي يتمنى أن لا تتذكّر قساوته معها) : 

- هل تذكّرتي شيئاً ؟

مروى وهي تتلفّت يميناً ويساراً : يبدو المنزل مألوفاً !

- هذه علامة جيدة

- اين غرفة نومنا ؟ هل هي بالطابق العلويّ

- نعم حبيبتي .. هيا بنا

^^^


وأدخلها غرفته التي إكتفت بتنظيفها سابقاً ..

مروى : حتى هذه الغرفة ليست غريبة عليّ ! لكن لما كلّها باللون الأسود ؟! تبدو كغرفة شابٍ عزّابي .. أقصد انها لا تناسب عرسان جدّد !

- نُغيّرها لاحقاً

- يبدو ان اصابتي جعلتك ودوداً

احمد بحزن : لأني بالفعل خفت عليك

ممازحة : رُبّ ضارةٍ نافعة.. والآن ، ماذا سنفعل ؟ 

- هل انت جائعة ؟

- نعم ..سأحضّر بعض الطعام

احمد : لا ، هذه المرة ترتاحين بالسرير .. وانا سأحضّر لك الحساء

- كم انا محظوظة بزوجٍ رائعٍ مثلك

فخرج من الغرفة وهو مازال يشعر بالضيق لعقابها على ذنب والدها

***


في الأيام التالية ، حاول احمد الإبتعاد عنها بعدّة حججّ .. الى ان أصرّت على معرفة السبب .. فأخبرها الحقيقة : وانه لم يتزوجها من قبل .. دون أن يخبرها بالعداوة بين العائلتيّن التي تسبّبت بقساوته معها ، لأنه سعيد بنسيانها ذلك


مروى بصدمة : أتقصد اننا تزوّجنا على الورق فقط ؟!

فاضّطر للكذب ثانية :

- نعم .. فطوال شهر العسل السابق ، كنّا في غرفتيّن منفصلتيّن ..الى ان حصل الشجار الذي أدّى للطلاق بيننا 

- ولما لم يحصل شيء بيننا ، ونحن ابناء عمومة ؟! هل هناك مشكلة صحيّة ؟

احمد : لا ابداً.. انت قلتِ السبب : لأننا ابناء عمومة

- تعني انك شعرت أنني اختك ؟! 

- هذا صحيح ، فنحن تربيّنا معاً .. لكن بعد إصابتك ، خفت عليك كثيراً ، وتحرّكت مشاعري نحوك .. لكني اريد التقرّب منك ببطء .. إعتبري اننا حالياً في فترة خطوبة

مروى : حسناً لا مشكلة .. ما رأيك لوّ نذهب في نزهة ؟

- فكرةٌ جيدة .. هناك منزلاً في الجبل ، رائعٌ للغاية ..ما رأيك لوّ نبقى فيه طوال الإسبوع القادم ؟

فردّت بحماس : موافقة !! سأذهب لترتيب اغراضنا

***


ووصلا لمنزل الجبل الذي لم يتواجد فيه سوى صالة ، وغرفة نوم بسريرها الصغير .. والذي تشاركاه ، وهي تستمع لقصصه المضحكة التي حصلت معه بالخارج .. 


ولم يمضي ذلك الإسبوع حتى اصبحا زوجيّن مُحبيّن ، بعد إشعالها بحركاتها العفويّة البريئة حبه الطفوليّ من جديد .. فقرّر بينه وبين نفسه ، مسامحة عائلتها عن أخطاء الماضي .. 

^^^


وبعد عودتهما للقرية .. عيّن من يساعدهم بأرضهنّ التي تخلّى عن ملكيّتها لهنّ ، بعد حصوله على اجمل زوجة .. وهو يشكر الله لعدم تشابهها مع والدها بصفات الغدر والطمع الّلتان دّمرتا علاقته بها سابقاً 


ولم تنتهي السنة حتى زاد حبهما ، بعد إنجاب طفلهما الأول الذي جمع بين العائلتيّن بعد فراقٍ دام سنواتٍ طويلة 

***


لكن ما لا يعرفه احمد : أن مروى لم تفقد الذاكرة مُطلقاً ! بل خطرت على بالها تلك الخطة ، بعد سماعها الطبيب يُحذّره من ذلك .. وذلك بعد يأسها طوال الشهرين (كخادمة) من تليّن قلبه نحوها ولأهلها ، عن طريق تذكيره بطفولتهما البريئة .. 

لهذا ادّعت فقدان الذاكرة للتقرّب منه ، وجعله مُجبراً على الزواج بها ! وهو في المقابل ، حمد ربه على نسيانها قساوته معها .. 

وهذا السرّ ستحتفظ به طوال حياتها التي تحسّنت بشكلٍ ملحوظ بعد حذفهما الماضي الحزين ، وهما يتطلّعان لمستقبلٍ مليء بالحب والمودّة الأبديّة !


هناك 10 تعليقات:

  1. آسفة على التأخّر بالنشر ، سأحاول بإذن الله نشر قصة كل اسبوع ، طوال الشهر القادم .. وكل عام وانتم بخير

    ردحذف
  2. يااااااحلولي ...قصه رومانسيه رقيقه ..تنسي المرء قليلا احواله الباءسه ..وتجعله يتخيل ويحلم ...ويشرد فاغرا فاهه كدهون هيييييييح ...سلمت يمناكي او يسراكي لو كنت عسراء ايتها الخاله امل 👵..ونمسك الخشب ..او لا نمسك كي نحسدك فتجندلين ونصير ايتاما ونرثك من بعدك 😭.. وعيد سعيد جدا كساءر ايامنا ..كما تفهمين قصدي 😭 ..
    شكرا امل على هذه القصه اللطيفه ..
    ولنحتفظ بالثناءي احمد ومروى ..
    العيديه 👋 ..


    ردحذف
    الردود
    1. كنت قلقة من تعليقك ، بما ان النهاية سعيدة .. الحمد الله انها اعجبت ذوقك الصعب .. وكل عام وانت بخير

      حذف
  3. عيدك مبارك آمل 🤍 كل عام و انتي بالف خير تحياتي من الجزائر لاجمل كاتبة

    ردحذف
    الردود
    1. وانت بألف خير لك ولأهل الجزائر الحبيبة

      حذف
  4. اموله كل عام وانتي بخير❤❤💙

    ردحذف
  5. ✍️ساهر...
    السلام عليكم جميع الموجودين
    في مدونة أخت أمل،
    عبد أضحى مبارك 💐

    ضاقت.. ولمَّا إستحكَمَت حَلقَاتَها
    فُرِجَت.. وما كُنتُ أظنُها تُفرَجُ،

    الزواج خير ورزق فإن لم تعرف له عنوان فهو يعرف عنوانك، متى ماحان وقته سيمهد الله الطريق وإن سُدَت كل الأبواب المغلقة بإحكام وغلبك اليأس سيأتيك به رب العباد برزقك في الوقت المناسب من حيث لا تحتسب،
    {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ، جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}

    ماشاء الله عليكِ أخت أمل معكِ مُلكه وإلهام أحسنتي الإختيار ،

    تحياتي حياتي/ ساهر ،،،

    ردحذف
    الردود
    1. وانت تُحسن التعبير دائماً ، اخ ساهر .. سعيدة ان القصة اعجبتك .. وكل عام وانت بخير

      حذف

المكتبة المشبوهة

كتابة : امل شانوحة    الثقافة الإجباريّة ! إعتاد جيم المغامر على السفر من بلدةٍ لأخرى لاستكشافها .. وفي دولةٍ اوروبيّة أضاع طريقه باتجاه الع...