الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

الرهينة المجهولة !

تأليف : امل شانوحة


يدٌ خارج صندوق السيارة !

في تلك الليلة .. أحسّ جون (الشرطي المتقاعد) بالمللّ , فجلس يشاهد البوم الصور القديم لأهله ايام السبعينات.. فوجد صورة لأمه وهي تصوّر الشارع العام اثناء قيادتها السيارة .. فلفت نظره سيارة أخرى على مقربة منها .. فأسرع بنسخ الصورة على حاسوبه , ليستخدم تقنية التكبير التي أظهرت له اصابعاً بشريّة خارج صندوق تلك السيارة .. 

فقال في نفسه بدهشةٍ وقلق :
((هل هي جثة قام القاتل وصديقته (الظاهران في الصورة) بحشرها هناك , دون الإنتباه بأنهما أغلقا الصندوق على يده ؟! ام هو رهينة يحاول جاهداً الهروب من الصندوق ؟ وان كان كذلك , فهل نجا منهما ؟ ..وان لا , فماذا فعلا به هاذين اللعينين ؟))
ولم يستطع النوم طوال الليل وهو يفكّر بالصورة التي أشغلت باله 
***

في الصباح الباكر .. ذهب الى صديقه (الذي مازال يعمل في إدارة الشرطة) وأراه الصورة التي اثارت اهتمامه هو ايضاً ..خاصة مع وضوح أرقام لوحة السيارة..

فعملا معاً بسرّية على حاسوب ارشيف الشرطة لمعرفة هويّة القاتلين او الخاطفين ان كانت الرهينة نجت بحياتها ..

وتوصلا الى اسم صاحبة السيارة .. لكن لم تظهر لها أيّة اوراقٍ رسمية في نهاية السبعينات.. فهل ماتت , ام غيّرت اسمها ؟

ولم يستطع المدير إفادته بمزيدٍ من المعلومات , وطلب منه نسيان الأمر لأن الموضوع حصل قبل خمسين عاماً .. لكن جون كان مصمّماً على معرفة اسم الجثة وهويّة القاتلين 
***

وبعد ايام من البحث المضني , توصّل جون الى مكان السيارة القديمة التي وجدها مرمية في مكبّ للسيارات خارج المدينة .. 
فذهب الى هناك في اليوم التالي , وقام بشرائها بسعرٍ بخس ..وعاد بها الى كراج منزله .. 

ثم طلب من صديقه الآخر (الذي يعمل في المختبر الشرعيّ) إجراء فحصٍ دقيق للسيارة المهترئة ..

ورغم ان صديقه أخبره بأنه لن يستفيد شيئاً , فجميع الآثار إندثرت مع مرور الوقت .. الا انه قام بعمله بإخلاص , بعد اصرارٍ من جون ..

وحين فحص الصندوق .. تفاجأ المحقّق الجنائي بوجود عظمة الإبهام محشورة في ثقبٍ صدىء ! وقد اسعد هذا الإكتشاف جون , لعلمه بأنه اوشك على معرفة هويّة الضحيّة ..
***

ولم تظهر النتيجة الا بعد اسبوعين .. حيث توصّل الطبيب الشرعيّ الى مواصفات القتيل : وهو ذكر في نهاية العشرينات من عمره , ومن اصولٍ آسيوية .. 

ورغم ضآلة المعلومات , الا ان جون عزم على الإستفادة منها .. وبدأ البحث في حاسوب ارشيف الشرطة (بعد أخذه الإذن من صديقه المدير) لمعرفة اسماء المفقودين في ذلك الشهر تحديداً ..والذي ساعده في ذلك : هو ان والدته كتبت على ظهر الصورة تاريخ إلتقاطها .. 

فوجد اربعة شباب مفقودين بعمر العشرينات في ذلك الشهر : اثنان منهم عثرت الشرطة على جثتهما .. والثالث : عاد الى اهله مدمناً , وتمّ علاجه.. اما الرابع : فبقيّ مصيره مجهولاً الى يومنا الحالي , وهو كوري الجنسية .. فعرف بأنه الشخص المنشود , واسمه (يو سونغ) ..

ومن سجلاّت البلديّة : علم جون إنه لم يتبقى من عائلته سوى اخته الصغرى , وهي في الستينات من عمرها وتعيش وحيدة في منزل عائلتها القديم 
***

وفي اليوم التالي .. توجه جون الى مدينتها التي تبعد ساعتين عن منطقته 
وفي منزلها .. اراها الصورة , وأخبرها بأنه يشكّ بأن تلك اليد هي لأخيها المفقود

فصارت تتأمّل الصورة والدموع تترقّرق في عينيها .. فأسرع قائلاً:
- اعتذر منك , فأنا لم اتأكّد بعد من المعلومة ..
فقالت بحزنٍ شديد : نعم ربما هو ! فأخي خطفه ثلاثة لصوص كرهينة , ولم نعرف مصيره الى اليوم

جون باستغراب : ثلاثة ! لكن في الصورة تظهر امرأة ورجل فقط ..فهل كان من بينهم امرأة ؟
- كانوا مقنّعين .. وكنت صغيرة في العاشرة , حين تركني والدي مع اخي في البقالة لحين إحضاره البضاعة .. وكان الوقت ظهراً , لهذا لم يتوقع ابي حدوث سرقة في النهار
- وماذا حصل يومها ؟

العجوز : في البداية أقفلوا باب المحل لسرقته , بعد ان حشرونا في الزاوية , حيث رفع احدهم المسدس في وجوهنا .. وحين انشغل عنا لمساعدة صديقه بفتح صندوق المحاسبة .. اسرع اخي الى خلف المكتب للإتصال بالشرطة .. فرآه أحدهم وصفعه بقوة .. واصابهم التوتر حين سمعوا صافرات الشرطة تقترب من المكان , فأسرعوا بأخذ المال وبعض الحلويات .. وهربوا من البقالة
- وماذا حصل لأخيك ؟

فانهارت بالبكاء .. فأسرع جون بجلب الماء لها من المطبخ .. 
وبعد ان هدأت قالت .. 
- اثنان منهم حملاه عنّوة , ورمياه في صندوق السيارة .. ولازلت الى اليوم اسمع صراخه , ولم اعلم انهم اغلقوا الباب على يده !.. أخي المسكين  
وعادت للبكاء المرير..

جون : تأكّدي سيدة (كيم سوو) لن يهنأ بالي قبل أن أسلّمك جثة اخيك 
- لقد أمضى والدايّ المرحومان شهوراً طويلة يتأمّلان عودته سالماً .. ومع مرور هذه السنوات , مازلت آمل ان أضع رفاته في القبر الوهميّ الذي شيّدناه له .. ارجوك سيد جون , حقّق لي هذه الأمنية قبل وفاتي
- اعدك بذلك
***

عاد جون للبحث مجدداً في ارشيف الشرطة : عن السرقات التي حصلت في ذلك الشهر من القرن الماضي , بعد أخذه عنوان البقالة من السيدة العجوز
فاكتشف بأن أحد اللصوص الثلاثة قام بتسليم نفسه للشرطة في اليوم التالي لخطفهم الرهينة ! 

وبعد التدقيق بسجّلات المساجين القدامى : وجد أن (آدم داروين) خرج من السجن بعد خمس سنواتٍ فقط ! 
فاستعان ببعض زملاء الشرطة لمعرفة عنوان إقامته , فأخبروه إنه مازال يسكن في منزله القديم !
***

ذهب جون عصر اليوم التالي الى منزله .. فوجده عجوزاً في الثمانينات من عمره , بعد ان فتح له الباب إحدى احفاده .. فطلب الكلام معه على انفراد .. 

وفي غرفته , اراه جون تلك الصورة ..
فتنهّد آدم تنهيدة طويلة , قبل ان يقول وهو يشير الى السائقة والرجل الذي بجانبها :
- هذه ديانا سميث , وزوجها اريك اندرسون 
فدوّن جون الأسمين في دفتره .. لكن آدم أوقفه قائلاً :
- لن تنفعك هذه المعلومة , فهما انتقلا للمدينة المجاورة بعد ان زوّرا هويّتهما 
جون : إخبرني بالتفصيل ما حصل ذلك اليوم ؟ 

آدم : كنّا في الثلاثينات من عمرنا , ونحن اصدقاء من ايام الثانوية .. وكنت حينها عاطلٌ عن العمل .. بينما اريك يعمل بمصنع للأحذية براتبٍ زهيد , وزوجته مصفّفة شعر .. واشتهر في ذلك الزمان افلام سرقة البنوك والمحلات , حيث ينتهي الفيلم دوماً بهروب اللص من العقاب وتنّعمه بالمال المسروق .. وفي ذلك الشهر , دخلت امي المستشفى .. وأخبرني الطبيب انها بحاجة الى عملية قلبٍ مفتوح , ستكلفني الكثير .. فأخبرت همّي لصديقايّ .. فاقترح اريك ان نسرق بنكاً ونتقاسم المال بيننا .. لكن زوجته نبّهتنا من الحراسة المشدّدة للبنوك واحتمالية موتنا .. واقترحت ان نسرق سلسلة من المحلات الصغيرة المتواجدة في شوارعٍ فرعية بعيدة عن المساكن المزدحمة .. وان يكون ذلك في وضح النهار , لأن الشرطة المسائية تكون على أهبّة الإستعداد .. وكانت تلك البقالة أُولى عملياتنا , وفشلت فشلاً ذريعاً

جون باستغراب : كيف وانتم نجحتم بسرقة المال ؟
آدم : وجدنا في ماكينة المحاسبة عشرون دولاراً فقط .. وأخبرنا الشاب الذي يعمل هناك : بأن والده أخذ كل المال لشراء بضاعةٍ جديدة 
- اذاً لما قتلتموه ؟! 
- لم نكن نريد ذلك .. لكن اريك جنّ جنونه حين سمعه يبلّغ عنا الشرطة , فأخذه لاستخدامه لاحقاً كرهينة
جون : الم تهتمّوا بأنكم اغلقتم الصندوق على يد المسكين ؟!

آدم : أذكر انني حينها أمسكت بذراعيه , واريك من قدميه .. وبعد رميه بالصندوق , أسرعت للركوب في المقاعد الخلفيّة للسيارة , مع اقتراب صافرات الشرطة .. واريك هو من اغلق الصندوق .. ورغم سماعنا لصراخه طوال الطريق , لكن اعتقدنا بأنه يحاول لفت إنتباه المارّة .. لذلك سلكنا طرقاً فرعيّة .. وأظنه فقد الوعيّ من شدّة ألمه حين وصلنا للطريق العام , حيث أختفى صوته تماماً .. فرجّحنا موته إختناقاً .. لكن زوجة اريك رفضت التوقف قبل وصولنا للغابة لإخفاء السيارة 
جون : وماذا حصل حين فتحتم الصندوق ؟

فسكت آدم طويلاً قبل ان يقول والدموع في عينيه , وكأنه يتذكّر فظاعة الموقف : 
- حاولت لسنواتٍ طويلة نسيان ما حصل , لكن لم تمرّ ليلة في حياتي الا وتذكّرت تفاصيل الجريمة اللعينة !!
جون : أخبرني ما حصل حين وصلتم للغابة ؟ 
- وصلنا هناك مع غروب الشمس .. وصُعقت حين رأيت اصابعه مزرقّة ومنتفخة خارج السيارة , بعد ان بُتر إبهامه ! .. وحين فتحنا الصندوق , وجدناه متكّوراً على نفسه دون حراك .. فظنناه ميتاً , لذلك لم نهتم بلبس الأقنعة .. وقمت بحمله مع آدم , بالوقت الذي كانت فيه ديانا تحفر قبره .. وقبل ان نرميه بالحفرة , فاجأنا اللعين بالتقاطه المجرفة بيده السليمة ! وأخذ يلوّح بها في وجوهنا , صارخاً علينا كالمجنون .. لكن اريك استطاع القفز عليه وإيقافه , لأن جسده كان يترنّح من نقص الأوكسجين في الصندوق طوال الرحلة .. ثم..(وسكت)
جون : إكمل رجاءً !! 

آدم : ما حصل بعدها مفجعٌ للغاية .. فقد تحوّل صديقايّ الى وحشين  مخيفين بعد ان ربطاه في الشجرة .. حيث بدآ بتعذيبه بكافة الطرق : من جرحه بالسكين وحرق قدماه بالبنزين , وقلع عينيه ولسانه وهو حيّ 

وهنا انهار آدم باكياً .. فسأله جون وهو يشعر بالغثيان من كلامه ..
- وماذا فعلت حينها ؟
- لم أفعل شيئاً .. تجمّدت في مكاني كالأبله .. وتبوّلت على نفسي من شدّة الخوف .. فديانا كانت من اتباع عبّاد الشياطين , وأظن زوجها رافقها مراراً الى حفلاتهم المريبة .. لذا بديا لي وكأنهما متعوّدان على رؤية الدماء , وسماع هذا الكمّ من الصراخ المخيف !

جون : وماذا حصل للرهينة ؟
آدم : توقف فجأة عن الحراك , فعلمنا انه فارق الحياة .. لكن معاناته لم تنتهي بعد .. فقد قاما بفصل رأسه عن جسده .. وتقطيع اطرافه بالمنشار ..وبقر بطنه وإخراج احشائه .. وكانا مستمتعين جداً بما يفعلا !.. وبالنهاية قاما بدفنه تحت الشجرة .. وحين التفتا اليّ , كنت على وشك الإغماء .. فهدّداني بقطع لساني ان أفشيت السرّ .. وأعاداني الى منزلي لأنهار هناك , وأغرق بدوّامة التأنيب الضمير .. وما ان أشرقت الشمس , حتى سلّمت نفسي للشرطة

جون : لكني لم اقرأ إعترافك هذا في التقرير البوليسي ؟!
آدم : هذا لأن ديانا زارتني اثناء التوقيف , وأخبرتني بأنها ستقتل امي في المستشفى ان بلّغت عنهما .. لذلك أخبرت الشرطة بأنني نزلت من السيارة على بعد ميلين من البقالة , وعُدّت الى بيتي .. ولا اعرف ماهو مصير الرهينة
- ألذلك أعطيت الشرطة اسمين وهمين لصديقيك ؟ 
- كنت مُجبراً على ذلك 
جون غاضباً : برأيّ خمس سنوات سجن هي مدة قصيرة لسكوتك عن تلك الجريمة المروّعة 

وحين وقف جون للخروج من الغرفة , أمسك العجوز يده وترجّاه قائلاً :
- ارجوك لا تخبر احفادي بما حصل , فأنا كما ترى مريض بالسرطان وفي ايامي الأخيرة .. فلا تفسد سمعتي امامهم , فهم لا يعلمون حتى بالسنوات التي قضيتها بالسجن .. فرجاءً لا تخبرهم عن أخطائي الشنيعة
- يكفي انك تعلمها جيداً 

وخرج من منزله وهو يشعر بالإشمئزاز لما فعلوه بالشاب المسكين  

وبعد ساعة .. توجّه جون مع فرقة من الخبراء الجنائيين الى الغابة , بعد ان كان العجوز أطلعه على مكان الشجرة التي دُفن تحتها الضحية  
*** 

لكن الغابة لم تعد كما هي قبل سنوات .. فأمضت الفرقة الجنائية النهار كله في البحث عن الشجرة المنشودة .. الى ان وجدوها في المساء على انوار البطاريات ..وبعد الحفر , وجدوا بقايا الرهينة .. لكنهم لم يجدوا ساقه اليسرى , فرجّحوا بأن حيواناً برّي سحبها الى مكانٍ آخر .. 

ولاحقاً أُعطيت رفاة الجثة الى اخته الصغرى التي انهارت بعد معرفتها بما حصل لأخيها .. وأقام اقاربه عزاءً ضخماً , شارك فيها الجيران واهالي منطقته ..وأُذيعت جنازته في الأخبار المحلّية
*** 

لم تمضي ايام على نشر قصة الرهينة (يو سونغ) بالصحيفة والتلفاز , حتى قُتل العجوز آدم بطلقٍ ناريّ من خارج منزله .. حيث اخترقت الرصاصة زجاج غرفته , وأردّته قتيلاً ! 

فعلم جون بأن اريك او زوجته قاما بذلك , بعد ان كانت الصحافة نشرت صورة قديمة للأصدقاء الثلاثة ايام الثانوية ..

وقد ساعدت تلك الصورة الشرطة للتوصّل الى معلوماتٍ جديدة , بعد ان تلقّى المركز عدة اتصالات من شهودٍ أكّدوا بأن القاتلين يعيشان في منطقتهم بإسمين مغايرين , وفي منزلين منفصلين بعد طلاقهما قبل سنوات!  
***

لاحقاً إستطاعت الشرطة القبض عليهما , رغم هويّتهما المزوّرة .. حيث تطابقت بصماتهما مع بصمات رخصة القيادة القديمة التي استخرجاها فور تخرّجهما الثانويّ 

ومع ضغوطات التحقيق : إعترفت ديانا أخيراً بقيامها بتلك الجريمة وهي تحت تأثير الهيروين , ولتعلّقها بأفكار عبّاد الشياطين في تلك الفترة من حياتها .. وبأن ضميرها أنّبها طوال عمرها ... كما لا تمانع بنيل عقابها , رغم كبر سنها .. مع إصرارها بأنها جريمتها الوحيدة , فهي لم تقتل آدم الذي لم تره منذ انتقالها من المنطقة 

اما اريك فقد فاجئهم بردوده اللاّ مبالية اثناء التحقيق ! وخاصة حين سأله جون :
- الم يؤنّبك ضميرك لما فعلته بالشاب الكوريّ ؟ 
اريك : لا ابداً , فقد نسيت امره بعد سلسلة جرائمي المتواضعة
جون بدهشة : ماذا ! أقتلت غيره ؟!
- بالتأكيد .. فأنا عملت كسائق شاحنات بين المدن .. وقتلت في طريقي 11 مومساً , ورجلين من سائقي الشاحنات اللذان أغضباني حين ركنا في موقف شاحنتي المعتاد 
- ومن هما ؟
- لا ادري , ولا يهمّني امرهما
- واين دفنت الجثث ؟
اريك : رميتهم على قارعة الطريق
- في أيّ شارع ؟
- وهل سأتذكّر ما حصل قبل ثلاثين سنة ؟

جون : ومتى آخر جريمة ارتكبتها ؟
- قبل ايام , حين قتلت اللعين آدم .. فبسببه عشت توتراً طوال حياتي , خوفاً من ان يفضحنا بعد خروجه من السجن
جون : أتدري ان القاضي حكم على ديانا بالعلاج النفسيّ , لأن جريمتها مع الشاب الكوري سقطت بمرور الزمن .. لكن باعترافك هذا , ستحصل على الإعدام , خاصة اننا في ولاية تكساس 
اريك : لا مانع لديّ , بل انا متحمّس لتجربة الكرسي الكهربائي
جون غاضباً : انت بالفعل تستحق الموت بالكهرباء او الشنق , لكن لحسن حظك إستبدلهما القانون بالحقنة القاتلة
فردّ اريك بابتسامةٍ ساخرة : مع الأسف  
*** 

في نهاية ذلك العام .. قامت الصحافة بنقلٍ مباشر لعملية إعدام اريك .. حيث تجمّعت الناس الغاضبة خارج السجن .. ومن بينهم السيدة (كيم سوو) أخت الضحيّة التي صادف وقوفها قرب العجوز ديانا المُتنكرة بثيابها الفضّفاضة ونظّاراتها الكبيرة !
حيث نُقل الحدث على شاشةٍ عملاقة ..ليشاهد الجميع أريك اثناء ربطه بالسرير الطبيّ ...وكان آخر ما قاله :
- اراك في الجحيم يا عزيزتي ديانا !!

ثم ضحك ضحكة مجلّجلة .. قبل إغمائه بإبرة المخدّر التي تسبق الإبرة القاتلة .. ليتابع الناس أنفاسه الأخيرة .. وتتحقّق العدالة أخيراً للشاب الكوريّ بعد خمسين عاماً من الجريمة الغامضة التي انحلّ لغزها بصورةٍ عائليةٍ قديمة ! 

هناك تعليقان (2):

  1. ملاحظة : هذه الصورة حقيقية لرهينة مخطوفة .. وتمّ إنقاذ الرجل الذي حاول جاهداً لفت انظار سائقيّ السيارات في الشارع العام , حيث تمكّن أحدهم من رؤية يده خارج الصندوق وإبلاغ الشرطة التي قامت لاحقاً بتحريره والقبض على المجرمين في ايام السبعينات ..
    لكني اردّت ان أجعل القصة أكثر تشويقاً .. أتمنى ان تعجبكم

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا هذه قصة مخيفة وحزينة في نفس الوقت واسلوبها رائع.

    الحمد لله على نعمة الاسلام فعندنا نخاف من عذاب الله بينما في دول الغرب تنتشر الممارسات الشاذة والتلذذ بتعذيب الحيوانات وتنتشر الاسلحة النارية لدرجة أن اللص يقتل ضحيته بطلقة واحدة في الرأس وبدم بارد :(

    ردحذف

مسابقة الجدارة

تأليف : امل شانوحة منصبٌ رفيع إستوفى خمسة شباب شروط الوظيفة في شركةٍ مرموقة .. واجتمعوا في مكتب المدير العام (أغنى تجّار البلد) الذي قال لهم...