الأحد، 24 نوفمبر 2019

زائر فضائي

تأليف : امل شانوحة


ما مصير روّاد الفضاء القدامى ؟!

طرقاتٌ متواصلة على بوّابة المركبة الفضائية (سويوز تي إم إيه-18إم) أيقظت الرائد (إيدين أيمبيتوف) من غفوته ! فظن إن زميله (أندرياس موغنسن) إنتهى من تصليح العطل الخارجي في المكّوك .. 
وحين أدخله , إكتشف بأنه شخصٌ آخر حين ازال خوذته .. 

فسأله إيدين باستغراب : 
- من انت ؟!
- الم تعرفني ؟ انا (فرانسيز آر) 
- لحظة ! ألست قائد مركبة تشالنجر ؟! 
فرانسيز : نعم , وانطلقت مع زملائي في يناير 1986
إيدين بدهشة وخوف : لكن الصاروخ تحطّم بعد 37 ثانية من انطلاقه 
- من قال ذلك ! نحن وصلنا بسلام الى الفضاء
- لكن العالم شهد لحظة الإنفجار قبل 33 عاماً
فابتسم فرانسيز ساخراً : 
- مستحيل !! انت تهذي حتماً , فلم يمضي على وجودي بالفضاء سوى بضعة اسابيع 
إيدين : لكننا في عام 2015 
- وهل تظنني أصدّق هذه الخرافة  

إيدين : حسناً دعني اسألك .. اين بقيّة زملائك ؟
فرانسيز : هم الآن في سويوز 
- الم تصلوا بعد للمحطة الفضائية الدولية ؟ 
- تقصد محطة مير الروسية ؟ 
إيدين : لا تلك احترقت في 2001 .. اما المحطة الدولية فتمّ إطلاقها في عام 1998 .. ولا ادري ما التفسير العلمي لما يحصل الآن ! لكنه حصلت تطوّراتٌ كبيرة بعلم الفلك في القرن الحادي والعشرين !
- دعنا الآن من التواريخ واخبرني , هل انت وحدك هنا ؟ 
إيدين : لا معي صديقي , خرج لتصليح التسريب في اوكسجين المركبة .. الم تره في الخارج ؟ 
- لم ارى احداً .. (ثم سكت قليلاً) .. لا تبدو لي امريكي الجنسية ؟ 
- انا من كازاخستان
- آه جيد  

وفور دخول فرانسيز الى قمرة القيادة , ظهرت على وجهه علامات الدهشة:
- يبدو ان تقنية المركبات تطوّرت كثيراً منذ مغادرتي الأرض ! فلوحة التحكّم تبدو حديثة جداً .. (ثم جلس بكرسي القيادة , قائلاً بحماس) .. دعني أقود المركبة 
إيدين بقلق : لا !! فصديقي مازال في الخارج 
وقبل ان يُكمل جملته ! قاد فرانسيز المركبة بسرعةٍ جنونية , أوقعت إيدين ارضاً , ليرتطم رأسه بقوة أفقدته الوعيّ .. 
***

بعد قليل .. أيقظه فرانسيز وهو يعتذر منه :
- آسف .. كنت متحمّساً لتجربة مركبتك المتطورة , ونسيت ان اطلب منك ربط حزام الأمان
فقال إيدين بغضب وهو يمسك رأسه بألم : كُدّت تقتلني !!
- كنت اريد ان أعرّفك بأصدقائي
- واين هم ؟!
فلبس فرانسيز خوذته , واقترب من بوّابة المكّوك : 
- متواجدون في المحطة التي إلتحمنا بها قبل قليل  .. هيا إلبس قناع الأوكسجين
إيدين بخوف : لا تفتح الباب يا مجنون !!

لكن فرانسيز خرج من المركبة , ليُسرع إيدين بوضع خوذته قبل فقده الأوكسجين.. 
ثم طفى خلفه , ليرى بأن مركبته متصلة بالمحطة الروسية القديمة (مير) !
وحين دخل اليها .. تفاجأ بروّاد فضاءٍ قدامى , إستطاع معرفة هويتهم لهوسه بعلم الفضاء..

إيدين بدهشة : يا الهي ! انا أعرف من تكونون ! 
ثم اقترب من رجلٍ يلبس بذلةٍ فضائية قديمة , وسأله : 
- ألست انت اول انسان يصل للفضاء ؟
فأجابه بفخر : نعم , انا الروسي (يوري جاجارين)
وكانت بجانبه امرأة , فسألها إيدين :
- وانت (فالنتينا تريشكوفا) اول امرأة روسية تصعد للفضاء
فأجابته بلكنةٍ انكليزية ركيكة : نعم , صعدت على مركبة (فوستوك) سنة 1963..
فأسرعت امرأة اخرى بالقول :
- وانا (سالي رايد).. اول امرأة اميركية تُسافر للفضاء , على متن المكّوك الفضائي (إس تي إس-7) عام 1983.
فقالت لها الروسية بسخرية : انا سبقتك بعشرين سنة , عزيزتي 
فردّت الأمريكية : ومالفرق طالما ان القدر حشرنا جميعاً في هذا المكان الضيق !

ثم اقترب إيدين من مجموعة روّادٍ روس , قائلاً بدهشة :
- وانتم الطاقم السوفيتي لمركبة (سويوز 11) الذي انفجر عام 1971
فردّ قائدهم باستنكار : إنفجر ! الا ترانا بخير ؟
لكنه لم يردّ مجادلته , واقترب من فريقين من الروّاد الأمريكان :
إيدين : وانتم الطاقم الأمريكي : تشالنجر وكولومبيا .. وكلاكما ..(وسكت)  
فردّ أحدهم : ولم سكتت .. ميتون , اليس كذلك ؟
إيدين بتردّد : بصراحة نعم .. فالصاروخان انفجرا بطريقةٍ مأساوية أحزنت العالم , وحصل ذلك في عاميّ .. 

وقبل ان يُكمل , تفاجأ بخروج صديقه من إحدى الوحدات الداخلية: 
إيدين باستغراب : أندرياس موغنسن !.. كيف وصلت الى المحطة؟!
فردّ أندرياس : يبدو ان روحي سبقتك الى هنا  
إيدين بخوف : لا !! كنت تصلح العطل الخارجيّ لمركبتنا ! 
فردّ أندرياس بحزن : نعم واثناء عملي في الخارج , مرّ بجانبي نيزكٌ مفاجىء , تطاير منه حجرٌ صغير كسر خوذتي.. فأسرعت الى واجهة غرفة القيادة ..وطرقت بقوة على الزجاج وانا أكتم نفسي بصعوبة ..لكنك كنت نائماً , ولم ترني لتفتح لي الباب .. ففقدّت وعيّ .. وحين استيقظت , وجدت نفسي بين الرّواد القدامى!

إيدين بخوفٍ وعصبية : ان كنتم جميعاً ميتون , فكيف بإمكاني رؤيتكم ؟!!
فربت أندرياس على كتفه : لأنك ميتٌ مثلنا يا صديقي
فتراجع إيدين الى الخلف بفزع : لا هذا محال !
أندرياس : بلى , فأنا لم أتمكّن من إصلاح العطل .. لهذا بدأ الأوكسجين يتسرّب رويداً رويداً من المركبة .. الى ان أغميّ عليك وانت نائم , فأصبحت ضحيةً اخرى من روّاد الفضاء !  
***

وأمضى إيدين ساعتين اضافيتين في مجادلتهم , الى ان اقتنع أخيراً بما حصل له .. 
ثم تنهّد تنهيدة حزينة , قبل ان يقول : 
- لا أصدّق انني لن ارى اهلي ثانيةً !  
فقالت فالنتينا : جميعنا خسرنا عائلاتنا
إيدين بيأس : وما العمل الآن ؟ 
فأجابته سالي : نستمتع بمنظر الفضاء الى ما لا نهاية

وقال (فيكتور باتساييف) : أنا مثلاً قمت مع اصدقائي الروس بتنظيف المدارات من الأقمار الصناعية المعطّلة , وحوّلناها بماكينة الضغط الى مكعبات المونيوم .. اما صديقي العبقريّ (فلاديسلاف فولكوف) فصنع منها بعض الألعاب الطريفة 

وهنا علا نباح كلبٍ من المختبر الداخلي , فسألهم إيدين باستغراب: 
- ماهذا الصوت ؟!
فأجابته الدكتورة الأمريكية (جوديث أي) : آه نسينا ان نخبرك بشأن حيواناتنا 
إيدين باستغراب : أيّة حيوانات ؟!
فردّ الدكتور (رونالد إي) : تعال لأريك إياها
***

وذهب معهما الى إحدى القمرات , ليجد مجموعة من الحيوانات التي أُطلقت قديماً الى الفضاء :
((ومنها الكلاب : لايكا , بيلكا , ستريلكا , شرناسكي , فيتروك , اقلوك.. والقرود : ابل , بيكر , بوني ، المكاك , تساى ..واثنان من السعادين السنجابية .. وشمبانزي إينوس .. والقطة فيليسات .. والجرذ بيليساريو.. والسلحفاة هورس فيلد .. والضفدع اوتلث .. وسمك الممشوج .. والعناكب : ارابيلا , أنيتا .. والحمار الوحشي دانيو .. وسمندر مائي أيبيري.. وبعض المحّار ..والخنافس الصحراء الرملية (تريقنوسكلز قيقس).. والخنازير الغينيه ..كما الفئران وذباب الفاكهة والدبابير والصراصير..وحشرة (الأرتيميا سالينا).. بجانب البكتريا والأميبات والنباتات والفطريات))

إيدين باستغراب : كنت أعرف بأنهم أطلقوا كلباً وقرداً , لكن لم أعرف انهم أرسلوا انواعاً أخرى للفضاء ؟!
فأجابه الدكتور رونالد : أُرسلت بعضها من الإتحاد السوفيتي.. والبعض الآخر أطلقتها اميركا وفرنسا والصين والأرجنتين
إيدين : كنت قرأت بأن منهم من عاد سليماً للأرض !
فتنهّدت الدكتورة جوديث بضيق : يبدو كل من قُتل في الفضاء , او مات متأثّراً بالتجربة , إجتمعت روحه في هذه المركبة المهترئة !
***

ثم عاد إيدين للإجتماع مع بقية الروّاد .. وهناك سأله الروسي (جورجي دوبروفولسكي) : هل أعجبتك الحيوانات ؟
إيدين بعصبية : وهل ستعجبني الصراصير والدبابير ؟!!
فأجابه جورجي ضاحكاً : غداً ستتسلّى بهم , كما فعلنا جميعنا .. فالوقت هنا طويلٌ جداً ومملّ للغاية 
إيدين بقلق : وماذا ان نفذ طعامنا ؟

فضحكوا جميعاً .. ثم ردّ عليه (مايكل جي) : 
- يبدو انك لم تستوعب بعد اننا ميتون , ولا حاجة لنا للطعام
وهنا ظهر فجأة صوت صفيرٌ خارج المركبة !
إيدين بدهشة : ماهذا ؟!
أليسون إس : لا ندري , هو لغزٌ علمي 
جريجوري بي : نسميه (موسيقى الفضاء)
إس . كريستا مكأوليف : برأيّ هو ناتج عن تداخل موجات راديوية
ريك هزبند : أتريد ان تخرج معنا لاستكشاف الفضاء ؟
إيدين : لما لا

وحين بدأوا بلبس خوذاتهم , أوقفهم إيدين متسائلاً :
- لحظة ! طالما اننا ميتون , فلما أقنعة الأوكسجين ؟
فنظروا الى بعضهم بدهشة ! ..وقال (ويليام ماكول) : 
- معك حق ! لم نفكر بالأمر مسبقاً
وفتح (ديفيد ماكدويل براون) بوّابة المحطة , وهو يستنشق هواء الفضاء دون خوذته : 
- استطيع حقاً التقاط أنفاسي بشكلٍ طبيعي !
فقال (كالبانا تشاولا) بحماس : اذاً ماذا ننتظر ؟ للنطلق بحريّة الى الخارج

إيدين : اليس المفترض ان نربط حبلاً بيننا , كيّ لا نتوه بالفضاء ؟
فقال (فرانسيز آر) : كنت ضائعاً قبل يومين , الى ان وجدّت مركبتك بالصدفة , وأتيت بك الى هنا.. 
مايكل فيليب أندرسون : هو يقصد بأنه مهما تهنا في الفضاء , فأرواحنا تعرف طريقها الى محطة مير 
لوريل كلارك بيأس : كما ان بعضنا حاول الإنتحار سابقاً .. لكن يبدو ان الإنسان لا يموت مرتين !
ايلان رامون : لا تقلق , فهذه المركبة المتهالكة هي مقبرة الفضائيين
فرانسيز آر : هيا يا إيدين ..أقفز معنا للخارج , ولا تخفّ

وانطلقوا جميعاً نحو الفضاء .. وهم يحلّقون بفرح (دون بذلاتهم الفضائية) مُستمتعين بالمنظر الخارجي الخلّاب
***

بعد ساعات , عادوا جميعاً للمحطة مير ..
وهناك سألهم إيدين : 
- طالما اننا ميتون , فهذا يعني اننا لن نتأثّر بالحرّ او البرد ..اليس كذلك ؟
صديقه أندرياس : ماذا تقترح ؟
إيدين : ان نكتشف بقيّة الكواكب كعطارد او بلوتو
يوري جاجارين : لا ارى مانعاً لذلك 
سالي رايد : جيد انك اجتمعت معنا , فقد كنّا نشعر بالمللّ
فرانسيز آر : وبفضل اقتراحك , يمكن لكل واحدٍ منا إكتشاف إحدى الكواكب  
إيدين : برأيّ ندرسهم سوياً بشكلٍ مكثّفٍ ومتأني , ونأخذ صوراً لتضاريس كل كوكب , بعد ان نُجري الدراسات المخبريّة الدقيقة لتربته واحجاره

أندرياس : وماذا نستفيد من هذه المعلومات ؟
إيدين : لا ادري , نجمعها في ملفٍ كبير
جورجي دوبروفولسكي : إيدين معه حق , فأنا قلق بعض الشيء من الذهاب وحدي الى جهنم 
إيدين باستغراب : جهنم !
جورجي : أقصد الشمس , فلطالما تخيّلت نفسي أتنزّه بين نيرانها في طفولتي 
ايلان رامون : اما انا , فمتحمّسٌ أكثر لزيارة كوكب الماس
إيدين : هل وجدتموه حقاً ؟!
ايلان بحماس : نعم !! هو كوكب يبعد عن الأرض 4000 سنة ضوئية , واكبر من كوكبنا بخمس مرات !  

يوري جاجارين : بما انني اكبركم سناً , فأقترح ان نبدأ بشكلٍ تسلسلي بشكلٍ عكسي .. حيث نبدأ من الكواكب القزمة (هاوميا – ميكميك – إريس) ثم بلوتو.. وفي نهاية رحلتنا الإستكشافيّة نزور الشمس التي نكون إقتربنا منها بعد دراستنا لكوكب عطارد .. ما رأيكم ؟
فأجابوا جميعاً بحماس : موافقون !!
***

ومع توالي الأسابيع والشهور .. أنهى روّاد الفضاء دراستهم للأجرام الفلكية , مستخدمين الثقب الأسود للتنقّل بسرعة بين الكواكب ..حيث صادفت رحلتهم مجموعة من الأقمار والكويكبات التي لم يتم إكتشافها في عصرنا الحديث !
***

وفي إحدى الأيام .. واثناء انشغال الروّاد بالتحليق في الفضاء , والبعض الآخر باللعب مع الحيوانات .. غافلهم إيدين مُتجهاً الى قمرة القيادة في مركبته الحديثة , ليقوم بفصلها عن محطة مير .. والإنطلاق بسرعةٍ فائقة نحو الأرض , بعد أخذه الملف الكبير الذي فيه جميع الدراسات والصور للكواكب القريبة والبعيدة عن الأرض 
***

وهبط أخيراً بعد عناءٍ شديد , في صحراء تكساس .. ومن الجيد انه نسي بعض المال في جيب بذلته التي خلعها فور وصوله الأرض من حرارة الطقس .. 

وانطلق يسير لساعاتٍ طويلة الى ان وصل للطريق العام .. وهناك نقلته إحدى السيارات الى محطة الباصات 
وبعد اكثر من 20 ساعة , وصل اخيراً الى واشنطن .. وحجز في فندقٍ زهيد الثمن .. 
***

في الصباح الباكر .. زار منزله القديم الذي كان استأجره لعائلته في واشنطن .. وحينها أخبره المستأجر الجديد بأنه سكن المنزل قبل ثلاثين سنة بعد عودة عائلة الرائد الى بلادهم , إثر إعلان الناسا إنقطاع إتصالها بالمركبة الفضائية في ذلك العام !

مما صدم إيدين كثيراً .. فثلاثة عقود تعني بأنه اولاده الصغار كبروا , وربما اصبح لديه احفادٌ ايضاً ! 
***

ثم أكمل رحلته نحو مركز الناسا .. ووصل هناك مساءً بعد خروج الموظفين .. 
واستخدم بطاقته القديمة للتسللّ الى الداخل , مُتفاجئاً بأنها مازالت تعمل !
وحين وصل الى مكتب المدير , ترك الملف الكبير الذي فيه الإكتشافات الفلكية التي ستذهل العالم .. وخرج سريعاً , دون ان يراه أحد
*** 

في صباح اليوم التالي .. تفاجأ مدير الناسا بمحتوى الملف الغامض الذي وجده على مكتبه .. وأسرع بإخفائه داخل خزنته الحديدية .. ثم قام بالإتصال برئيس اميركا , قائلاً له :
((سيدي الرئيس .. معي ملف في غاية الخطورة , واريد إطلاعك عليه .. نعم سأكون في البيت الأبيض بتمام الموعد)) 

في هذه الأثناء .. مشى إيدين تائهاً في الطرقات , الى ان اوصلته قدماه لأعلى مبنى في واشنطن (ميدان فرانكلين وان).. ليقف هناك على السطح وهو ينظر للسماء , قائلاً في نفسه بحزن :
((ترى ماذا افعل الآن ؟ هل اعود الى كازاخستان ؟ وهل سيتعرّف عليّ اولادي , او احفادي .. المشكلة انه ليس معي ثمن التذكرة .. كما انني أشعر بالجوع , فأنا لم آكل شيئاً منذ يومين))

وحين نظر لأسفل المبنى , أصابه دوارٌ مفاجىء .. ولم يجد نفسه الا وهو يهوي للأسفل بسرعةٍ هائلة !!!! 
***

إستيقظ إيدين وهو يصرخ مرتعباً , ليجد نفسه مُحاطاً بروّاد الفضاء في محطة مير ! وهم ينظرون اليه بوجوهٍ غاضبة :
حيث سأله يوري جاجارين بعصبية : 
- أتظن باستطاعتك الهرب منا يا إيدين ؟
إيدين وهو ينهج برعب : ماذا حصل ؟ وكيف عدّت الى هنا ؟!
الدكتورة جوديث : الم نخبرك سابقاً بأن ارواح الروّاد تعود دائماً الى هذه المركبة الكئيبة ؟
فرانسيز آر بغضب : لا افهم كيف تجرّأت على أخذ الصور والدراسات العلمية دون أذننا ؟ ولمن سلمت ذلك الملف الخطير ؟
إيدين : الى مدير الناسا

فرانسيز بعصبية : رائعٌ جداً !! أتدري ماذا سيحصل الآن بسبب غلطتك تلك ؟
إيدين بقلق : لا , ماذا ؟ 
صديقه أندرياس : سيغزو البشر الكواكب بعد علمهم بوجود مصادر للمياه 
سالي : وربما تصبح الأرض مهجورة بعد سنوات
الدكتور رونالد : برأيّ ما فعله إيدين أمرٌ جيد .. فحين تخلو الأرض من سكّانها , نعود نحن للعيش فيها بسلام .. فأنا اشتقت كثيراً للجاذبية الأرضية , وللحياة البشريّة الطبيعية  
إيدين مُستنكراً : مخاوفكم هذه لا يمكن حصولها قبل قرون 

فقالت فالنتينا : الم تلاحظ بأن الزمن هنا اسرع بكثير من الأرض ؟
إيدين بحزن : بلى .. فالأشهر الماضية التي قضيتها معكم , أذهبت ثلاثين سنة من عمر اولادي !..(ثم تنهّد بضيق).. والآن ماذا سنفعل ؟ 
ايلان رامون : كنا انتهينا من دراسة درب التبّانة التي فيها مجموعتنا الشمسية التي تعتبر إحدى المجرّات الحلزونية .. ومازال هناك المجرّات البيضويّة والشاذة 

جورجي : هذا صحيح , فالفضاء عالمٌ لا نهاية له 
إيدين بحماس : وانا متحمّس لرؤيتها جميعاً 
القائد (يوري جاجارين) بابتسامة : اذاً استعدوا لدراسة مجرّةٍ جديدة 

وانطلقوا مجدداً لاستكشاف الفضاء الواسع الذي لا يخلو يوماً من المفاجآت العلمية والكويكبات والأقمار الجديدة التي مازالت مخفيّة عن عالمنا الحاليّ!  
*********

ملاحظة : 
1- هذه القصة مستوحاة من مقال الأستاذ اياد العطار من موقع كابوس , بعنوان : من الطارق ؟
الرابط :
https://www.kabbos.com/index.php?darck=7771

2- جميع الأسماء التي ذُكرت بالقصة حقيقية : وهي لروّاد قتلوا بانفجار مركبتهم قبل وصولها للفضاء .. مع إضافة اسم اول رائد فضاء روسي , واول رائدتين فضاء روسية وامريكية.. 

- أتمنى ان تعجبكم القصة التي قمت ببحثٍ مطوّل قبل كتابتها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طبيب الأسنان المشبوه

فكرة : اختي اسمى كتابة : امل شانوحة    جنّية الأسنان جلست سلمى على كرسي طبيب الأسنان وهي ترتجف رعباً ، فهي المرّة الأولى التي تخلع فيها سن ا...