تأليف : امل شانوحة
((نحن نستخدم 10% فقط من قدرات عقلنا .. هل تريد ان تصل الى نسبة 100 % ؟ .. سجّل معنا في دورة العالم النفسي جون اندرسون , الذي سيعلّمك خلال شهرين فقط : القدرة على تحريك الأشياء عن بعد – فتح العين الثالثة – الإسقاط النجمي – السيطرة على الآخرين – وتقوية الحاسّة السادسة .. تكلفة الدورة 400 دولار .. وخصم خاص لطلاّب الجامعات ب 200 دولار , مع شهادة موثّقة بنهاية الدورة .. ويمكنك التسجيل في إحدى الدوامين : النهاري والمسائي .. إن همّك الأمر , راسلنا على هذا الإيميل))
لفت هذا الإعلان المميز إنتباه الطالبة جاكلين التي رأته إضافةً مهمّة لشهادتها في علم النفس .. فقامت بالتسجيل بعد دفعها المبلغ بواسطة كرت البنك الذي اعطاه لها والدها لإكمال دراستها بالمدينة , بعد تفوقها الدراسيّ بإحدى القرى البريطانية
***
مرّ شهر على حضورها محاضرات الأستاذ جون المسائية , التي آثارت فضولها بالماورائيات كبقية العشرين شخصاً المسجّلين في الدورة , الذي كان معظمهم من طلّاب الجامعات ..
وفي إحدى الأمسيات .. عاتبها الأستاذ جون على غيابها ليلة البارحة .. فاعتذرت بسبب إنشغالها ببحثٍ دراسيّ ..
فردّ عليها الأستاذ :
- لا بأس جاكلين .. والآن سأعرّفك على طالبنا الجديد آدم الذي انضمّ الينا البارحة .. (ثم ركّز الأستاذ في عينيّ جاكلين , قائلاً) : إنتباه!!!!
فغابت جاكلين عن الوعيّ , قبل دخول آدم القاعة !
***
فجأة ! وجدت نفسها في موقف السيارات الموجود اسفل المعهد ..
فقالت بدهشة وهي تتلفّت حولها :
- لا اذكر انني نزلت الى هنا ! .. كم الساعة ؟
وكان موعد الدورة إنتهى منذ ربع ساعة ..
- غريب ! لا اذكر شيئاً عن تلك المحاضرة .. مالذي يحصل معي ؟!
وهنا لمحت شاباً يركض باتجاهها , وهو يحمل سكيناً حادّاً .. صارخاً بغضبٍ شديد :
- سأقتلك يا لعينة !!!
فلم تجد نفسها الا وهي تهرب بأسرع ما يمكنها حول سيارات الموقف ذوّ الإنارة الخافتة , وهي تصرخ بعلوّ صوتها طالبةً النجدة .. وبالوقت ذاته تحاول البحث عن سيارتها الحمراء , دون جدوى!
ثم توقفت لثواني لالتقاط عصا بيسبول وجدته في إحدى الزوايا , فحملته معها لتدافع به عن نفسها إن لزم الأمر
وبعد عدّة لفّاتٍ هستيريّة حول الموقف .. فاجأها الشاب بتغير مساره ليصبح في مواجهتها , رافعاً السكين في وجهها !
وبدورها رفعت العصا نحوه لتحمي نفسها , وهي تقول باكية وبفزعٍ شديد:
- خذّ حقيبتي واتركني اعيش , ارجوك !!
فقال بغضبٍ وقهر :
- لا اريد مالك يا حقيرة !! اريد الإنتقام منك لدهسك حبيبتي
جاكلين بدهشة : ماذا ! انا لم ادهس احداً في حياتي , أحلف لك
- بل انت قاتلة خطيبتي , وسأنتقم منك الآن !!
وهجم نحوها ..
وقبل ان يتعاركا , سمعها صوتاً من الميكرفون يقول بصوتٍ عالي:
- CUT !!!!
ثم ارتفع صوت تصفيقٍ عالي ..
وبدورهما تجمّدا في مكانهما , حين رأيا الأستاذ جون يتقدّم نحوهما برفقة تلاميذ صفّه ! .. قائلاً لجاكلين بابتسامةٍ مستفزّة :
- جاكلين عزيزتي , أعرّفك بالطالب الجديد آدم ..(وأشار على الشاب حامل السكين) ..
جاكلين بصدمة : ماذا ! أكان كل هذا تمثيلاً ؟!
الأستاذ : بالحقيقة لا , فآدم متأكد تماماً إنك قاتلة خطيبته ..
ثم اقترب من آدم الذي مازال متجمّداً في مكانه , وهمس في اذنه :
- آدم .. ستستيقظ بعد قليل , مُتناسياً كل ما قلته لك البارحة : بأن جاكلين هي السائق الذي دهس حبيبتك تلك الليلة .. فقاتل خطيبتك مازال مجهولاً حتى هذه اللحظة .. وغضبك الذي تشعر به الآن سينتهي تماماً بعد سماعك للرقم ثلاثة .. 1 – 2 – 3 .. إرمي السكين , واستيقظ وانت تشعر بسعادةٍ غامرة !!
وبالفعل ! رمى آدم السكين من يده , وهو ينظر اليهم بابتسامةٍ غبية
فصرخت جاكلين على الأستاذ بعصبية :
- ألكيّ تثبت قدرتك في السيطرة على عقول الآخرين , إستخدمتني طعماً لهذا المجنون ..(وأشارت على آدم).. الذي كان بإمكانه قتلي؟!!
الأستاذ : لا يمكنه إيذائك , فقد راقبتكما جيداً من خلال كاميرات الموقف برفقة التلاميذ .. فأنا لن أورّط نفسي بجريمة قتل , وكنت سأوقفه بالوقت المناسب
جاكلين بتهكّم : وكيف ستراقبنا لوّ كنا خرجنا الى الشارع ؟
الأستاذ بثقة : لن تفعلا , لأني أمرتكما اثناء تنويمكما مغناطيسياً بأن تبقيا تحت انظاري .. تماماً كما أمرتك بأخذ عصا البيسبول بالمكان الذي وضعته لك , وبأن لا تري سيارتك الحمراء التي مرّرتي بجانبها عدّة مرات
وفجأة ! دوّى صدى طلقتين ناريتين متتاليتين من الموقف العلويّ للمبنى .. فارتعب الجميع , بما فيهم الأستاذ الذي اصفرّ لونه !
ثم رأوا حارس الموقف يركض بفزع نحو الأستاذ وهو يقول :
- لقد قتل أحد طلاّب دروسك الصباحية زميلته , قبل ان ينتحر!
الأستاذ وهو يبلع ريقه بخوف : يا الهي ! كيف نسيت امرهما ؟!
جاكلين بعصبية : ماذا ! هل قمت بالحيلة ذاتها هذا الصباح , وتركتهما يلاحقان بعضهما طوال هذه المدة ؟! .. وحتماً انت من اعطيته المسدس , كما وجّهتني لأخذ عصا البيسبول .. اليس كذلك؟
فالتزم الأستاذ الصمت , فأكملت قائلةً بغضب :
- احلف إن الأمر لن يمرّ هكذا , وسأبلّغ عنك الشرطة
وهنا رفع الأستاذ صوته قائلاً للجميع : إنتباه !!!
***
إستيقظت جاكلين بعد قليل داخل قبو المبنى , برفقة زملائها العشرين الذين استيقظوا على التوالي وهم يشعرون بالإرتباك !
- اين نحن ؟!
وهنا أُضيئت شاشةٌ كبيرة معلّقة بالسقف , ليظهر الأستاذ في غابةٍ مظلمة وهو يصوّر نفسه بالجوال اثناء دفنه لحارس الموقف , قائلاً لهم :
- لا تخافوا , فأنا لم اقتله .. (ثم تنهّد بضيق) .. سأخبركم بالمشكلة التي نواجهها : هذا الصباح , حضر طالبان باكراً .. فنوّمتهما مغناطيسياً .. وطلبت من الشاب قتل زميلته ثم الإنتحار , لأني أردّت تجربة الفكرة قبل إشراككم بالحدث .. وقبل إيقاظهما , دخل مدير المعهد ليخبرني عن مشكلة بالعمل .. فأطفأت الكاميرا وانشغلت معه .. ثم قدم بقية الطلاّب ونسيت امر الطالبين تماماً ! ولأن حارس الموقف أهمل عمله في مراقبة كلا الموقفين , إعتبرته متورّطاً معي بالحادثة .. لهذا قمت اولاً بتنويمكم مغناطيسياً كيّ تتوجهوا طواعيّةً للقبو الذي قمت بإقفاله من الخارج بإحكام .. اما الحارس فأمرته بحذف فيديوهات المراقبة لهذا اليوم , ثم الذهاب معي الى الغابة لدفن الطالبين .. من بعدها أمرته بحفر قبره والإنتحار بمسدسي .. وبعد إنتهائي من دفنه , أتفرّغ لكم
فسألته جاكلين بقلقٍ شديد :
- هل ستقتلنا جميعاً ؟
الأستاذ بلؤم : وهل تظنّي بأني سأجازف بمهنتي وسمعتي بالإفراج عنكم لكيّ تشهدوا ضدّي بالمحكمة , وأعيش بقية عمري في السجن ؟
فقال أحد الطلاّب : انت خبير في التنويم المغناطيسي , فلما لا تحذف ذاكرتنا , لنعود الى بيوتنا بعد نسيان امرك تماماً ؟
الأستاذ : وما يدريني بأنكم لم تخبروا اهاليكم بمكان الدورة .. هل سألاحق جميع معارفكم لأحذف تلك المعلومات .. لا طبعاً لن اجازف !!
فقال له شاب مفتول العضلات مُهدّداً :
- لن تستطيع قتلنا جميعاً ايها المتعجرف , ولوّ اقتربت منّي سأدقّ عنقك بيديّ هاتين !!
الأستاذ : ومن قال انني سأقتلكم بنفسي .. (ثم صرخ).. إنتباه !!
وقبل ان يبدأ بتنويمهم مغناطيسياً مباشرةً بعد هذه الكلمة , أسرعت جاكلين بإطفاء سمّاعة اذنها التي تُخفيها تحت شعرها الكثيف (حيث لا يعلم أحدٌ منهم إنها صمّاء)..
ثم راقبت بصمت وجوه الطلاّب التي تجمّدت تعابيرهم فجأة , وهم ينظرون الى الشاشة بانتباهٍ شديد !
فعلمت بأنه يأمرهم بقتل بعضهم البعض , كما فعل مع الطالبين النهاريين .. فعزمت على تقليدهم كيّ لا تلفت إنتباه جون اليها..
وبعد إنهاء اوامره , إنطفأت الشاشة ..
فتغيّرت ملامح الطلاب لقسمين : النصف الأقوى جسديّاً تحوّلت نظراتهم الى حقدٍ وغضبٍ عارم .. بينما النصف الثاني , فقد تنحّى جانباً وهو يشعر بخوفٍ شديد !
وحين رأت جاكلين فتاةً طويلة تنظر اليها بتمعنٍ ولؤم , علمت بأنها ستكون قاتلتها
فاضاءت سمّاعتها من جديد , لتسمع صوت الأستاذ يقول من الميكرفون :
- سنبدأ التجربة بعد العدد ثلاثة .. 1 – 2 – 3 !!!!
وفجأة ! توجّه نصفهم الى بوّابة القبو المغلقة , لأخذ السكاكين المرمية اسفل الباب .. لينطلقوا بعدها صارخين بغضب نحو ضحاياهم
فعلمت جاكلين بأن الأستاذ هو من وضع لهم الأسلحة ..
وبدأ كل قاتل يلاحق ضحيته في ارجاء القبو الكبير المعتم , وجاكلين من بينهم ..لكنها استطاعت مقاومة قاتلتها , بعكس الضحايا الآخرين الذين لم يدافعوا بقوة عن انفسهم بعد ان أمرهم الإستاذ بالإستسلام لمصائرهم البائسة !
وانتهت المعركة بإصابة جاكلين في خاصرتها ..
وحينما انتبهت بأن جميع الضحايا فارقوا الحياة , أتقنت دور الميتة دون حِراك
ثم تجمّع القتلة ثانيةً امام بوّابة القبو , لأخذ مسدس الإستاذ الذي مرّرهُ لهم من اسفل الباب .. ليقوم كل واحدٍ منهم بقتل الآخر دون أدنى مقاومة .. الى ان قام الأخير بالإنتحار !
***
مرّت ساعة كاملة , وجاكلين مازالت تمثّل إنها مقتولة
الى ان إنقتحت بوّابة القبو اخيراً , ليدخل الأستاذ مع رجلٍ ضخم .. وقاما سويّاً بحمل الجثث ورميها داخل شاحنةٍ مغلقة ..
وبعد تحرّك الشاحنة , نهضت جاكلين من اسفل الجثث التي تلطخت بدمائها .. لكنها لم تستطع القفز من خلفيّة الشاحنة التي كانت تتحرّك بسرعة باتجاه الغابة المظلمة ..
وحين توقفت الشاحنة , أسرعت جاكلين بالإستلقاء دون حراك بجوار الجثث ..
***
بعد ساعة .. كانت جاكلين داخل حفرةٍ كبيرة في أرضٍ رطبة .. وحين فتحت عيناها , رأت الرجل والأستاذ يردمان التراب عليهم وهما يتحدّثان :
الرجل : من حسن حظّك انني حفرت هذه الحفرة صباحاً لأعمال البلديّة , والاّ لكان من الصعب إخفاء كل هذه الجثث قبل بزوغ الفجر
الأستاذ : وانا بالمقابل دفعت لك مبلغاً ضخماً لتخليصي من هذه الورطة
- برأيّ تسرّعت كثيراً بقتلهم
- كنت اريد تصوير تجربتي لاستخدامها في رسالة الدكتوراه الثالثة , لكن موت الطالبين النهاريين أفسد جميع مخطّطاتي ..وكان لابد ان أتخلّص من جميع الشهود
الرجل مُمازحاً : وما يدريك إنني لن أشهد ضدّك ؟
فرمى الأستاذ المجرفة , ليمسك بقميص الرجل غاضباً :
- حينها أنوّمك مغناطيسياً لتقتل جميع عائلتك وتنتحر !!!
الرجل بخوفٍ وصدمة : وهل ستفعل ذلك بصديق طفولتك يا رجل؟!
- انا لا امانع حتى بقتل إبني الوحيد , فسمعتي اهم شيءٍ في حياتي .. هل فهمت ؟!!
- بدأت أخاف منك يا جون !
فعاد الأستاذ لحمل مجرفته وإكمال الردم وهو يقول :
- لا تقلق , فأنا وعدّتك أن أحذف ذاكرتك دون ان اؤذيك .. لكن إيّاك ان تهدّدني ثانيةً , فأعصابي تالفة بما فيه الكفاية
- حسناً سأنهي المهمّة , ثم أوصلك الى بيتك
الأستاذ : لا !! عدّ وحدك بشاحنتك .. فسيارتي أوقفتها بجانب قبر الحارس
- كما تشاء
***
حين سمعت جاكلين صوت محرّكاتٍ من بعيد , أسرعت بكل طاقتها بحفر التراب الرطب صعوداً للأعلى , حيث تبعد متراً عن سطح الأرض
وحين خرجت من القبر الجماعيّ , تنفّست الصعداء بعد ان أوشكت على الإختناق
ورغم الظلام الدامس , إستطاعت الخروج من الغابة ..
وحين وصلت لشارع الفرعيّ , لمحت نور سيارة من بعيد .. فلوّحت لها , صارخةً بعلوّ صوتها :
- أنقذوني !!!
فإذّ بالسيارة تنحرف نحوها بسرعة , لتدهسها مِراراً .. الى ان سُويّ لحمها بالإسفلت !
ثم ابتعدت السيارة التي كان بداخلها الأستاذ , وبجانبه حاسوبه :
- جيد انني لم ابتعد عن هنا قبل حذفي لإعلانات دورتي بالإنترنت مع سجلاّت الطلّاب , والا لما كنت رأيتها وهي تخرج من الغابة !
ثم نظر الى ساعته :
- الغريب انها بقيت حيّة لخمس دقائق تحت التراب , هذا رقمٌ قياسيّ ! .. المسكينة , كانت لتُصبح غطّاسة بارعة
ثم فتح درج سيارته : وأخرج منه كروتاً لبنوكٍ مختلفة , مع قصاصات ورقية ..
- سأقوم الآن بسحب اقساطهم الجامعية بعد ان كتبوا لي ارقامها السرّية اثناء تنويمهم المغناطيسي , فبهذه الثروة الصغيرة استطيع تأمين رحلتي السياحية
ثم انطلق لأقرب صرّاف آلي , قبل مغادرته البلاد !
السيطرة على الآخرين
((نحن نستخدم 10% فقط من قدرات عقلنا .. هل تريد ان تصل الى نسبة 100 % ؟ .. سجّل معنا في دورة العالم النفسي جون اندرسون , الذي سيعلّمك خلال شهرين فقط : القدرة على تحريك الأشياء عن بعد – فتح العين الثالثة – الإسقاط النجمي – السيطرة على الآخرين – وتقوية الحاسّة السادسة .. تكلفة الدورة 400 دولار .. وخصم خاص لطلاّب الجامعات ب 200 دولار , مع شهادة موثّقة بنهاية الدورة .. ويمكنك التسجيل في إحدى الدوامين : النهاري والمسائي .. إن همّك الأمر , راسلنا على هذا الإيميل))
لفت هذا الإعلان المميز إنتباه الطالبة جاكلين التي رأته إضافةً مهمّة لشهادتها في علم النفس .. فقامت بالتسجيل بعد دفعها المبلغ بواسطة كرت البنك الذي اعطاه لها والدها لإكمال دراستها بالمدينة , بعد تفوقها الدراسيّ بإحدى القرى البريطانية
***
مرّ شهر على حضورها محاضرات الأستاذ جون المسائية , التي آثارت فضولها بالماورائيات كبقية العشرين شخصاً المسجّلين في الدورة , الذي كان معظمهم من طلّاب الجامعات ..
وفي إحدى الأمسيات .. عاتبها الأستاذ جون على غيابها ليلة البارحة .. فاعتذرت بسبب إنشغالها ببحثٍ دراسيّ ..
فردّ عليها الأستاذ :
- لا بأس جاكلين .. والآن سأعرّفك على طالبنا الجديد آدم الذي انضمّ الينا البارحة .. (ثم ركّز الأستاذ في عينيّ جاكلين , قائلاً) : إنتباه!!!!
فغابت جاكلين عن الوعيّ , قبل دخول آدم القاعة !
***
فجأة ! وجدت نفسها في موقف السيارات الموجود اسفل المعهد ..
فقالت بدهشة وهي تتلفّت حولها :
- لا اذكر انني نزلت الى هنا ! .. كم الساعة ؟
وكان موعد الدورة إنتهى منذ ربع ساعة ..
- غريب ! لا اذكر شيئاً عن تلك المحاضرة .. مالذي يحصل معي ؟!
وهنا لمحت شاباً يركض باتجاهها , وهو يحمل سكيناً حادّاً .. صارخاً بغضبٍ شديد :
- سأقتلك يا لعينة !!!
فلم تجد نفسها الا وهي تهرب بأسرع ما يمكنها حول سيارات الموقف ذوّ الإنارة الخافتة , وهي تصرخ بعلوّ صوتها طالبةً النجدة .. وبالوقت ذاته تحاول البحث عن سيارتها الحمراء , دون جدوى!
ثم توقفت لثواني لالتقاط عصا بيسبول وجدته في إحدى الزوايا , فحملته معها لتدافع به عن نفسها إن لزم الأمر
وبعد عدّة لفّاتٍ هستيريّة حول الموقف .. فاجأها الشاب بتغير مساره ليصبح في مواجهتها , رافعاً السكين في وجهها !
وبدورها رفعت العصا نحوه لتحمي نفسها , وهي تقول باكية وبفزعٍ شديد:
- خذّ حقيبتي واتركني اعيش , ارجوك !!
فقال بغضبٍ وقهر :
- لا اريد مالك يا حقيرة !! اريد الإنتقام منك لدهسك حبيبتي
جاكلين بدهشة : ماذا ! انا لم ادهس احداً في حياتي , أحلف لك
- بل انت قاتلة خطيبتي , وسأنتقم منك الآن !!
وهجم نحوها ..
وقبل ان يتعاركا , سمعها صوتاً من الميكرفون يقول بصوتٍ عالي:
- CUT !!!!
ثم ارتفع صوت تصفيقٍ عالي ..
وبدورهما تجمّدا في مكانهما , حين رأيا الأستاذ جون يتقدّم نحوهما برفقة تلاميذ صفّه ! .. قائلاً لجاكلين بابتسامةٍ مستفزّة :
- جاكلين عزيزتي , أعرّفك بالطالب الجديد آدم ..(وأشار على الشاب حامل السكين) ..
جاكلين بصدمة : ماذا ! أكان كل هذا تمثيلاً ؟!
الأستاذ : بالحقيقة لا , فآدم متأكد تماماً إنك قاتلة خطيبته ..
ثم اقترب من آدم الذي مازال متجمّداً في مكانه , وهمس في اذنه :
- آدم .. ستستيقظ بعد قليل , مُتناسياً كل ما قلته لك البارحة : بأن جاكلين هي السائق الذي دهس حبيبتك تلك الليلة .. فقاتل خطيبتك مازال مجهولاً حتى هذه اللحظة .. وغضبك الذي تشعر به الآن سينتهي تماماً بعد سماعك للرقم ثلاثة .. 1 – 2 – 3 .. إرمي السكين , واستيقظ وانت تشعر بسعادةٍ غامرة !!
وبالفعل ! رمى آدم السكين من يده , وهو ينظر اليهم بابتسامةٍ غبية
فصرخت جاكلين على الأستاذ بعصبية :
- ألكيّ تثبت قدرتك في السيطرة على عقول الآخرين , إستخدمتني طعماً لهذا المجنون ..(وأشارت على آدم).. الذي كان بإمكانه قتلي؟!!
الأستاذ : لا يمكنه إيذائك , فقد راقبتكما جيداً من خلال كاميرات الموقف برفقة التلاميذ .. فأنا لن أورّط نفسي بجريمة قتل , وكنت سأوقفه بالوقت المناسب
جاكلين بتهكّم : وكيف ستراقبنا لوّ كنا خرجنا الى الشارع ؟
الأستاذ بثقة : لن تفعلا , لأني أمرتكما اثناء تنويمكما مغناطيسياً بأن تبقيا تحت انظاري .. تماماً كما أمرتك بأخذ عصا البيسبول بالمكان الذي وضعته لك , وبأن لا تري سيارتك الحمراء التي مرّرتي بجانبها عدّة مرات
وفجأة ! دوّى صدى طلقتين ناريتين متتاليتين من الموقف العلويّ للمبنى .. فارتعب الجميع , بما فيهم الأستاذ الذي اصفرّ لونه !
ثم رأوا حارس الموقف يركض بفزع نحو الأستاذ وهو يقول :
- لقد قتل أحد طلاّب دروسك الصباحية زميلته , قبل ان ينتحر!
الأستاذ وهو يبلع ريقه بخوف : يا الهي ! كيف نسيت امرهما ؟!
جاكلين بعصبية : ماذا ! هل قمت بالحيلة ذاتها هذا الصباح , وتركتهما يلاحقان بعضهما طوال هذه المدة ؟! .. وحتماً انت من اعطيته المسدس , كما وجّهتني لأخذ عصا البيسبول .. اليس كذلك؟
فالتزم الأستاذ الصمت , فأكملت قائلةً بغضب :
- احلف إن الأمر لن يمرّ هكذا , وسأبلّغ عنك الشرطة
وهنا رفع الأستاذ صوته قائلاً للجميع : إنتباه !!!
***
إستيقظت جاكلين بعد قليل داخل قبو المبنى , برفقة زملائها العشرين الذين استيقظوا على التوالي وهم يشعرون بالإرتباك !
- اين نحن ؟!
وهنا أُضيئت شاشةٌ كبيرة معلّقة بالسقف , ليظهر الأستاذ في غابةٍ مظلمة وهو يصوّر نفسه بالجوال اثناء دفنه لحارس الموقف , قائلاً لهم :
- لا تخافوا , فأنا لم اقتله .. (ثم تنهّد بضيق) .. سأخبركم بالمشكلة التي نواجهها : هذا الصباح , حضر طالبان باكراً .. فنوّمتهما مغناطيسياً .. وطلبت من الشاب قتل زميلته ثم الإنتحار , لأني أردّت تجربة الفكرة قبل إشراككم بالحدث .. وقبل إيقاظهما , دخل مدير المعهد ليخبرني عن مشكلة بالعمل .. فأطفأت الكاميرا وانشغلت معه .. ثم قدم بقية الطلاّب ونسيت امر الطالبين تماماً ! ولأن حارس الموقف أهمل عمله في مراقبة كلا الموقفين , إعتبرته متورّطاً معي بالحادثة .. لهذا قمت اولاً بتنويمكم مغناطيسياً كيّ تتوجهوا طواعيّةً للقبو الذي قمت بإقفاله من الخارج بإحكام .. اما الحارس فأمرته بحذف فيديوهات المراقبة لهذا اليوم , ثم الذهاب معي الى الغابة لدفن الطالبين .. من بعدها أمرته بحفر قبره والإنتحار بمسدسي .. وبعد إنتهائي من دفنه , أتفرّغ لكم
فسألته جاكلين بقلقٍ شديد :
- هل ستقتلنا جميعاً ؟
الأستاذ بلؤم : وهل تظنّي بأني سأجازف بمهنتي وسمعتي بالإفراج عنكم لكيّ تشهدوا ضدّي بالمحكمة , وأعيش بقية عمري في السجن ؟
فقال أحد الطلاّب : انت خبير في التنويم المغناطيسي , فلما لا تحذف ذاكرتنا , لنعود الى بيوتنا بعد نسيان امرك تماماً ؟
الأستاذ : وما يدريني بأنكم لم تخبروا اهاليكم بمكان الدورة .. هل سألاحق جميع معارفكم لأحذف تلك المعلومات .. لا طبعاً لن اجازف !!
فقال له شاب مفتول العضلات مُهدّداً :
- لن تستطيع قتلنا جميعاً ايها المتعجرف , ولوّ اقتربت منّي سأدقّ عنقك بيديّ هاتين !!
الأستاذ : ومن قال انني سأقتلكم بنفسي .. (ثم صرخ).. إنتباه !!
وقبل ان يبدأ بتنويمهم مغناطيسياً مباشرةً بعد هذه الكلمة , أسرعت جاكلين بإطفاء سمّاعة اذنها التي تُخفيها تحت شعرها الكثيف (حيث لا يعلم أحدٌ منهم إنها صمّاء)..
ثم راقبت بصمت وجوه الطلاّب التي تجمّدت تعابيرهم فجأة , وهم ينظرون الى الشاشة بانتباهٍ شديد !
فعلمت بأنه يأمرهم بقتل بعضهم البعض , كما فعل مع الطالبين النهاريين .. فعزمت على تقليدهم كيّ لا تلفت إنتباه جون اليها..
وبعد إنهاء اوامره , إنطفأت الشاشة ..
فتغيّرت ملامح الطلاب لقسمين : النصف الأقوى جسديّاً تحوّلت نظراتهم الى حقدٍ وغضبٍ عارم .. بينما النصف الثاني , فقد تنحّى جانباً وهو يشعر بخوفٍ شديد !
وحين رأت جاكلين فتاةً طويلة تنظر اليها بتمعنٍ ولؤم , علمت بأنها ستكون قاتلتها
فاضاءت سمّاعتها من جديد , لتسمع صوت الأستاذ يقول من الميكرفون :
- سنبدأ التجربة بعد العدد ثلاثة .. 1 – 2 – 3 !!!!
وفجأة ! توجّه نصفهم الى بوّابة القبو المغلقة , لأخذ السكاكين المرمية اسفل الباب .. لينطلقوا بعدها صارخين بغضب نحو ضحاياهم
فعلمت جاكلين بأن الأستاذ هو من وضع لهم الأسلحة ..
وبدأ كل قاتل يلاحق ضحيته في ارجاء القبو الكبير المعتم , وجاكلين من بينهم ..لكنها استطاعت مقاومة قاتلتها , بعكس الضحايا الآخرين الذين لم يدافعوا بقوة عن انفسهم بعد ان أمرهم الإستاذ بالإستسلام لمصائرهم البائسة !
وانتهت المعركة بإصابة جاكلين في خاصرتها ..
وحينما انتبهت بأن جميع الضحايا فارقوا الحياة , أتقنت دور الميتة دون حِراك
ثم تجمّع القتلة ثانيةً امام بوّابة القبو , لأخذ مسدس الإستاذ الذي مرّرهُ لهم من اسفل الباب .. ليقوم كل واحدٍ منهم بقتل الآخر دون أدنى مقاومة .. الى ان قام الأخير بالإنتحار !
***
مرّت ساعة كاملة , وجاكلين مازالت تمثّل إنها مقتولة
الى ان إنقتحت بوّابة القبو اخيراً , ليدخل الأستاذ مع رجلٍ ضخم .. وقاما سويّاً بحمل الجثث ورميها داخل شاحنةٍ مغلقة ..
وبعد تحرّك الشاحنة , نهضت جاكلين من اسفل الجثث التي تلطخت بدمائها .. لكنها لم تستطع القفز من خلفيّة الشاحنة التي كانت تتحرّك بسرعة باتجاه الغابة المظلمة ..
وحين توقفت الشاحنة , أسرعت جاكلين بالإستلقاء دون حراك بجوار الجثث ..
***
بعد ساعة .. كانت جاكلين داخل حفرةٍ كبيرة في أرضٍ رطبة .. وحين فتحت عيناها , رأت الرجل والأستاذ يردمان التراب عليهم وهما يتحدّثان :
الرجل : من حسن حظّك انني حفرت هذه الحفرة صباحاً لأعمال البلديّة , والاّ لكان من الصعب إخفاء كل هذه الجثث قبل بزوغ الفجر
الأستاذ : وانا بالمقابل دفعت لك مبلغاً ضخماً لتخليصي من هذه الورطة
- برأيّ تسرّعت كثيراً بقتلهم
- كنت اريد تصوير تجربتي لاستخدامها في رسالة الدكتوراه الثالثة , لكن موت الطالبين النهاريين أفسد جميع مخطّطاتي ..وكان لابد ان أتخلّص من جميع الشهود
الرجل مُمازحاً : وما يدريك إنني لن أشهد ضدّك ؟
فرمى الأستاذ المجرفة , ليمسك بقميص الرجل غاضباً :
- حينها أنوّمك مغناطيسياً لتقتل جميع عائلتك وتنتحر !!!
الرجل بخوفٍ وصدمة : وهل ستفعل ذلك بصديق طفولتك يا رجل؟!
- انا لا امانع حتى بقتل إبني الوحيد , فسمعتي اهم شيءٍ في حياتي .. هل فهمت ؟!!
- بدأت أخاف منك يا جون !
فعاد الأستاذ لحمل مجرفته وإكمال الردم وهو يقول :
- لا تقلق , فأنا وعدّتك أن أحذف ذاكرتك دون ان اؤذيك .. لكن إيّاك ان تهدّدني ثانيةً , فأعصابي تالفة بما فيه الكفاية
- حسناً سأنهي المهمّة , ثم أوصلك الى بيتك
الأستاذ : لا !! عدّ وحدك بشاحنتك .. فسيارتي أوقفتها بجانب قبر الحارس
- كما تشاء
***
حين سمعت جاكلين صوت محرّكاتٍ من بعيد , أسرعت بكل طاقتها بحفر التراب الرطب صعوداً للأعلى , حيث تبعد متراً عن سطح الأرض
وحين خرجت من القبر الجماعيّ , تنفّست الصعداء بعد ان أوشكت على الإختناق
ورغم الظلام الدامس , إستطاعت الخروج من الغابة ..
وحين وصلت لشارع الفرعيّ , لمحت نور سيارة من بعيد .. فلوّحت لها , صارخةً بعلوّ صوتها :
- أنقذوني !!!
فإذّ بالسيارة تنحرف نحوها بسرعة , لتدهسها مِراراً .. الى ان سُويّ لحمها بالإسفلت !
ثم ابتعدت السيارة التي كان بداخلها الأستاذ , وبجانبه حاسوبه :
- جيد انني لم ابتعد عن هنا قبل حذفي لإعلانات دورتي بالإنترنت مع سجلاّت الطلّاب , والا لما كنت رأيتها وهي تخرج من الغابة !
ثم نظر الى ساعته :
- الغريب انها بقيت حيّة لخمس دقائق تحت التراب , هذا رقمٌ قياسيّ ! .. المسكينة , كانت لتُصبح غطّاسة بارعة
ثم فتح درج سيارته : وأخرج منه كروتاً لبنوكٍ مختلفة , مع قصاصات ورقية ..
- سأقوم الآن بسحب اقساطهم الجامعية بعد ان كتبوا لي ارقامها السرّية اثناء تنويمهم المغناطيسي , فبهذه الثروة الصغيرة استطيع تأمين رحلتي السياحية
ثم انطلق لأقرب صرّاف آلي , قبل مغادرته البلاد !
قصة جميلة لكن محزنة بالنسبة للطلبة ، موفقة أ- أمل، والله يشفِ أبوك يارب.
ردحذفتصلح سيناريو لفيلم لكن النهاية قاسية جدا
ردحذفSoo beaytifule
ردحذفماهذا
ردحذفياللهول..لقد كانت موتت الطلاب شنيعه
لكن موت جاكلين كان اشنع ، طعنت بالسكين..ومثلت دور الميت ..ودفنت حيه ..وقاومت ..وفي النهايه تموت بطريقه شنييييعه .
مسكيييينه.
النهايه حقا كانت قاسيه جدا
أمل.هل تعلمين لماذا تجعلين اغلب نهايات قصصك حزينه؟
السبب اظن
لأنها قصيره جدا
وبهذا لن تتعلقي بأبطال قصصك ابدا
ولن تتعبي نفسك بكتابه نهايه سعيده
جربي كتابة روايه طويله وسوف لن تجرأي على ختمها بطريقه مأساوية
فتعبك الطويل في كتابتها تجبرك على أن تكون النهاية معقوله وليست بتلك القسوة والمأساوية.
استمري عزيزتي
فأنا احب قراءة قصصك
واشعر بالخطأ عندما اقرأها من دون مقابل.
فقصصك يجب عليك نشرها ككتاب الكتروني وبيعها للأمازون او للمواقع التي تشتري القصص القصيره باللغه العربيه.
وتحياتي