الجمعة، 2 أغسطس 2019

ارواح مُعذّبة

تأليف : امل شانوحة

 
لن نفترق بعد اليوم !!

عاد مايكل وابنه الى القصر القديم بعد وفاة الجد..
وكان ابنه جيم (9 سنوات) مُتحمّساً لرؤية القصر الذي لطالما حدّثه عنه والده في الغربة ..

وحين دخلا القصر الخالي من الخدم (الذين رحلوا بعد العزاء) تلفّت جيم في ارجاء الصالة الكبيرة التي امتلأت بالملاءات البيضاء التي غطّت المفروشات الأثريّة , وإذّ به يشعر بيد والده مُتعرّقة .. فنظر اليه , ليراه يرتعش خوفاً , وهو تائه النظرات وكأنه يبحث عن شيءٍ ما في زوايا الغرفة ! وسمعه يتمّتم بصوتٍ منخفض : 
- مالذي أعادني الى هذا الجحيم ؟!

ولم يفهم جيم قلق والده من العيش مجدداً في بيت العائلة .. حيث قال له بحزم :
- سننام في غرفتي القديمة .. انت على السرير وانا على الكنبة 
جيم باستغراب : لكن القصر كبير , ويحوي عشرات الغرف ! وأصبحت ولداً كبيراً , فلما لا تكون لي غرفتي الخاصة ؟!
- قلت لا !! سنبقى سويّاً , وإيّاك ان تبتعد عني .. ففي غضون ايام سنعرض القصر للبيع , ومن بعدها نسافر للخارج .. ولا اريد اسئلة في هذا الموضوع .. والآن لنصعد الى غرفتنا ونرتّب اغراضنا , فالشمس على وشك الغروب .. هيا هات يدك
- انا لم أعد صغيراً يا ابي

وانطلق لأعلى السلالم , فلحقه والده على عجل وهو يصرخ بخوف:
- لا تسبقني يا جيم !!
وتوقف الولد امام إحدى الغرف , فوصل الأب اليه وهو يلهث :
- أحلف إن قمت بذلك ثانية , سأعاقبك بقسوة !!
جيم باستغراب : ومالذي فعلته ؟!
ابوه بنبرةٍ غاضبة : إيّاك ان تبتعد عنّي خطوةً واحدة , هل كلامي مفهوم؟!! 

ورغم ان جيم لا يستوعب تصرّفات والده التي ازدادت غرابة منذ وصولهما للقصر , الا انه لم يردّ إفتعال المشاكل ..فحاول تغير الموضوع , وسأله :
- هل هذه غرفتك ؟ 
الأب : نعم .. والآن قفّ خلفي , سأدخل اولاً لأتأكّد خلوّها من الفئران وغيرها من الأشياء المرعبة .. 

وفتح الباب على مهل , ليصدر منه صوت صريرٍ مزعج .. ثم بدأ بتفتيش كل شبرٍ في الغرفة , وتحت السرير وفي حمامها الداخلي .. وابنه يراقبه امام الباب ! 

وحين خرج الأب الى الشرفة , وقف هناك طويلاً وهو ينظر ناحية الحديقة المظلمة بعد غياب الشمس ..
حتى انه لم يلاحظ إقتراب ابنه منه , لذا ارتعب حين لمسه ..وصرخ في وجهه مرتجفاً : 
- لقد أخفتني يا جيم !! 
- إنتظرتك طويلاً عند الباب , ولم تناديني !

فتنهّد الأب بارتياح : حسناً لا بأس .. الأمور تبدو بخير .. ولا أظنها ستظهر لي هذه المرة
جيم : من تقصد ؟!
- لا شيء .. كنت أكلّم نفسي .. 
- هل نفرغ الحقائب الآن ؟
الأب : أخرج بيجامتك فقط , فغداً سيأتي المحامي لإنهاء الأوراق الرسمية .. وأظن إن إقامتنا لن تطول هنا 
- كما تشاء ابي !
***

في آخر الليل .. إستيقظ جيم لدخول الحمام , فوجد والده يقف في الشرفة وهو يراقب الحديقة المظلمة بتمعّن , وكأنه ينتظر رؤية شيء ! .. فلم يرد مضايقته , وعاد للنوم من جديد
***

في ظهر اليوم التالي .. دخل المحامي الى الصالة التي كان يلعب فيها جيم بسيارته .. فطلب منه الأب الصعود الى الغرفة لحين انتهاء عملهما ..

فاستغلّ جيم إنشغال والده , للخروج الى الحديقة التي يتشوّق لرؤيتها منذ قدومه للقصر , فوالده لم يسمح له البارحة بالتنزّه فيها!

وهناك ركض جيم فرحاً بأرضها الواسعة , محاولاً عدم إصدار صوت كيّ لا يلفت إنتباه والده .. لكنه توقف عن الركض , حين شعر بأحدهم يراقبه من بعيد ! 

فتلفّت حوله , ليتفاجأ بوجود فتاة (في مثل عمره) تقف خلف السور الخشبيّ للحديقة الخلفية , والتي أشارت له بالتقدّم نحوها !
فنظر جيم الى زجاج الصالة , ليجد والده مازال منشغلاً بالحديث مع المحامي .. فركض باتجاهها ..

وقبل ان يصل اليها , مشت باتجاه الغابة القريبة من القصر .. فتسلّق السور الصغير ولحقها الى هناك .. وكلما اقترب منها , توغّلت أكثر في الغابة !
وحين وصل اليها , وجدها تقف قرب نهرٍ صغير ..

فقال باستغراب : لم اكن أعرف ان هناك نهرٌ قريب من القصر !
الا انها لم تلتفت اليه , بل نزلت في النهر .. حتى أصبح رأسها اسفل الماء .. وانتظر جيم قليلاً لتخرج من هناك , لكنها اختفت تماماً !
فركض بسرعة باتجاه القصر , وهو يصرخ بعلوّ صوته :
- ابي !! هناك فتاة تغرق في النهر .. ارجوك أنقذها !!!

وفي داخل القصر ..
سمع المحامي صراخ الولد اولاً , وسأل الأب :
- أليس هذا صوت ابنك ؟
وعلى الفور !! قفز الأب الى الخارج فزعاً , ليلتقي بأبنه وهو يحاول التقاط انفاسه .. وبصعوبة فهم منه ما حصل ..
- ابي .. ارجوك اسرع .. الفتاة تموت غرقاً
- عدّ الى غرفتك حالاً يا جيم !! 
- لا !! اريد الذهاب معك
الأب بحزم : قلت !! أذهب الى غرفتك .. وعقابك سيكون لاحقاً ..

فعاد جيم مُجبراً الى غرفته .. ثم خرج الى الشرفة , ليشاهد والده والمحامي يتوغّلان في الغابة .. 

وبعد قليل .. عادا الى القصر .. فركض جيم باتجاههما : 
- هل أنقذتها يا ابي ؟
فنظر الأب للمحامي , ثم قال لإبنه : 
- نعم هي بخير , وجدناها تلعب بالماء .. وهي الآن مع امها ..
جيم بعصبية : الغبية !! كاد قلبي يتوقف من الخوف 
الأب بحزم : إيّاك ان تخرج من القصر دون أذني يا ولد , والا سأحبسك بالغرفة لحين موعد سفرنا .. هل فهمت ؟!!  
- حاضر يا ابي , كما تشاء

وبعد عودة جيم الى الغرفة , قال المحامي للأب :
- غريب انها ظهرت لأبنك وليس لك , كما تفعل عادةً ! 
الأب بضيق : وهذا ما يقلقني في الأمر , لهذا رجاءً إستعجل في إيجاد مشتري لهذا القصر المرعب , فأنا أتوق للخروج منه
المحامي : سأحاول سيد مايكل
***

وبعد مرور اسبوع .. أتى رجلٌ عجوز الى القصر , فأدخله مايكل على مضضّ .. ليبدأ الرجل بالصراخ عليه ولومه على أمرٍ حصل قديماً .. ولم يستطع جيم (الواقف خلف باب الصالة) الدفاع عن والده الذي كان يتلقّى الشتائم من الرجل الغاضب دون التفوّه بكلمةٍ واحدة !

وذهب جيم مستاءً الى المطبخ لتناول شيءٍ يسدّ جوعه .. 
واثناء إخراجه الشطيرة من البراد .. سقطت من يده , بعد ان أفزعته الفتاة التي تراقبه من نافذة المطبخ ..فقال لها غاضباً :
- أأنت ثانيةً ! كانت لعبة النهر سخيفة جداً , ولا اريد اللعب معك 
لكنها اشارت اليه ليلحقها , ومشت مُبتعدة !

فلم يجد جيم نفسه الا وهو يخرج من نافذة المطبخ ويلحقها مجدداً نحو الغابة .. وحين حاولت هذه المرة القفز الى النهر , سحبها من يدها بقوة .. ليتفاجأ بوجهها شاحب اللون وعيناها بيضاوتان .. فركض فزعاً باتجاه القصر وهو يصرخ بعلوّ صوته :
- شبح !! رأيت شبحاً 

في هذه الأثناء ..كان والده يودّع الرجل العجوز الذي خرج من القصر وهو مازال يلعنه ويشتمه .. 
وحين سمع الأب صرخات ابنه , إنطلق نحوه ..ليجده فاقداً الوعيّ في الحديقة , فحمله الى غرفته ..

وهناك أخبره جيم بما حصل.. 
لكن يبدو ان والده لم يتفاجأ بما سمعه , بل قال له بهدوء : 
- لا تقلق بنيّ سنترك القصر قريباً , فقد وجد لنا المحامي مشتري ثريّ يرغب العيش هنا مع عائلته .. لذا حاول ان ترتاح قليلاً 
***

في آخر الليل .. إستيقظ جيم بعد مشاهدته كابوساً أفزعه , وكان والده غارقاً في النوم على الكنبة .. حينها لمح طرف فستان يمرّ في الروّاق , من خلال شقّ الباب المفتوح .. فاستجمع قواه لرؤية من هناك .. فرأى ذات الفتاة تصعد الأدراج , فلحقها بحذر ..فهو لطالما اراد رؤية الطابق العلويّ..

لكنها ظلّت تصعد الى فوق , الى ان وصلت الى غرفة في علّية القصر .. وحين فتحت الباب , ظهرت غرفة صغيرة بنافذةٍ مُغلقة بالقضبان الحديديّة , وسريرٌ صدئ .. 

وهناك إلتفتت نحوه بوجهها الطفوليّ , وأشارت الى السرير وهي تقول :
- هنا أنجبتنا أمنا , بعد ان حبسها جدّنا شهوراً طويلة لحين موعد الولادة 
فتراجع جيم الى الوراء بدهشة : ماذا قلت ؟! اساساً انا لم أولد في هذه البلدة 

لكنها عادت وأشارت الى السرير , وأكملت كلامها قائلةً : 
- وانصبغت ملاءتها باللون الأحمر , بعد ان ذبحها ذلك اللعين
- الا تفهمين ؟!! لا علاقة لي بأمك !
الفتاة بنبرةٍ غاضبة : عليك ان تسأل والدنا الجبان عن عائلتك الحقيقية ؟ 

واختفت فجأة ! .. لينزل جيم الأدراج بسرعة , وهو يصرخ فزعاً :
- ابي !! الشبح ظهر لي من جديد 

وتعثّر في آخر درجتين , ليسقط على رأسه قرب روّاق غرفته .. ولم يستيقظ , الا بعد ان قام والده بتضميد جرح رأسه وهو فوق السرير .. فأخبره بما قالته الفتاة :
- ابي , لما تصرّ بأنني أخوها ؟! 
الأب بلا مبالاة : هي شبح , وأظنها تهذي

وما ان قال ذلك , حتى أُغلق باب غرفتهما بالمفتاح من الخارج !
فحاول الأب فتحه بكل الطرق , الا انه كان مقفلاً بإحكام .. فأخذ جوّاله لطلب المساعدة .. 
الأب بخوف : ماذا ! كيف انتهى شحنه فجأة ؟!
جيم وهو يبكي بفزع : ماذا يحصل يا ابي ؟!

وهنا ظهرت الفتاة في الشرفة برفقة سيدة شاحبة الوجه , والتي قالت للأب بعصبية :
- أتكذّب أبنتنا يا مايكل ؟!
مايكل بفزع : ريمي ! أرجوك لا تؤذينا

فطافت السيدة باتجاهه وهي ترفع السكين في وجهه , وتقول بقهر :
- والدك اللعين نحرني بهذا السكين , وأغرق طفلتنا بالنهر .. واحتفظ بإبننا جيم ليعطيه لك بعد عودتك من الغربة , بعد تخلّيك عنّي خوفاً على ميراثك !.. (ثم تنهّدت بضيق) ..لطالما نصحني والدي بالإبتعاد عنك , وأخبرني بأنك شاب ثريّ مدللّ لن تتجرّأ على إكمال حياتك مع حبيبتك الخادمة .. وكم كنت غبية حين عشقتك أكثر من روحي !

مايكل بندم : ريمي رجاءً , لم يكن بوسعي مخالفة اوامر والدي .. انت تعرفين كم هو جبّار وعديم الرحمة .. كما انه أخبرني : بأنه أعادك الى والدك فور ولادتك طفلي .. ولم أعرف ما عانيته الاّ اليوم صباحاً حين زارني والدك , وأخبرني بأن الطفلة الشبح التي رأيتها في زياراتي السابقة ماهي الا توأم جيم .. ارجوك أغفري لي حبيبتي
فصرخت المرأة بغضبٍ شديد : لا تقلّ حبيبتي يا جبان !! 

وجرحته بالسكين في ذراعه .. وحين رأى الدم ينزف منه ! أسرع ناحية الشرفة .. فرمت السيدة الكرسي باتجاهه .. فحاول مايكل تجنّبه , ليسقط من فوق سور الشرفة .. 
فصرخ جيم بفزعٍ شديد : 
- لقد قتلتي والدي !!!
فحاولت الفتاة تهدأته : 
- لا تخفّ اخي , ستراه بعد قليل

وبعد دقائق .. صعدت روح الأب من اسفل الشرفة , لتطفو ناحية الغرفة 
وارتعب جيم كثيراً حين رأى والده بعينين بيضاوين , والذي قال له:  
- لا تقلق بنيّ , فأنا لا أشعر بالألم  .. لكن امك الغبية حوّلتني الى شبح !
الأم : والآن بما انك أصبحت في عالمي سيد مايكل , سيبدأ وقت الحساب
مايكل معاتباً بغضب : الا يكفي انك قتلتني دون التفكير بمصير ابننا ؟!! 
واحتدّ النقاش بينهما ..

في هذه الأثناء .. قالت الفتاة لجيم :
- دعنا نترك والدينا يتفاهمان على طريقتهما , وتعال معي
جيم بقلق : الى اين ؟
- ستعرف بعد قليل

ونزلا سويّاً الى حديقة القصر المظلمة .. وكالعادة أخذته الى النهر ..وهناك قالت له :
- كما سمعت يا جيم .. جدّنا القاسي قتل امي وأغرقني لأنه يكره النساء , لكنه احتفظ بك .. وان كنت لا تريد ان تعيش في دار الأيتام , فانضمّ الى عائلتك
جيم : وكيف أفعل ذلك ؟
أخته : أقفز الى النهر 
- لكني لا أعرف السباحة
- أعرف هذا , لذلك سأنزل معك لأساعدك .. هيا هات يدك , فالأمر لن يأخذ منك سوى خمس دقائق .. حاول ان تتشجّع يا جيم

فاقترب بخوف من النهر وهو يقول :
- المياه باردة
أخته : لن تشعر بشيء بعد قليل
- لكني لا اريد الموت
- عالمنا لا يختلف كثيراً عن عالمكم , بل هو أجمل بكثير .. فليس فيه تعب ولا مرض ولا جوع
جيم : وهل استطيع الطيران ؟
- نعم !! يمكنك ان تطفو بخفّة الى أيّ مكانٍ تريده , ودون ان يراك أحد .. انها مغامرة مثيرة , ستعجبك حتماً .. هيا اخي , أقفز الآن

وقفز جيم في النهر .. لكنه ما ان بدأ يغرق , حتى صرخ بعلوّ صوته طالباً للنجدة .. فقامت اخته بسحبه بقوة من قدميه الى اسفل النهر .. وبعد محاولاتٍ يائسة لاستنشاق الهواء , غرق جيم للأسفل وأسلم الروح ..

وحين فتح عيناه , وجد نفسه مستلقياً قرب النهر ..ووالداه واخته يقفون قربه .. وما ان وقف على قدميه , حتى حضنوه بحنان وهم يقولون :
- وهآقد اجتمعت عائلتنا من جديد
الأخت : جيم.. لقد تصالح والدانا , وسنعيش جميعنا هنا

جيم بقلق : لكن ابي , الم يخبرك المحامي بأنه وجد مشترياً للقصر؟
والده : نعم , لهذا سأترك مهمّة إخافة الضيوف لكما 
الأخت بابتسامةٍ ماكرة : ونحن سنقوم بالمهمّة على أتممّ وجه يا والدي , اليس كذلك يا جيم ؟
جيم بابتسامةٍ ساخرة : أنا أشفق عليهم منذ الآن

وضحكوا جميعاً .. ثم مشوا في الغابة باتجاه القصر , ليتفاجأوا بروح الجدّ الغاضبة تنتظرهم في الحديقة ! والذي قال بتحدّي ولؤم , وهو يرفع عصاه في وجههم مُهدّداً :
- من قال لكم انني سأسمح لهذه الخادمة الساقطة وابنتها باحتلال قصري؟!!

فقالت الأم لزوجها بغضب : مايكل !! هل ستسمح له بتدمير عائلتنا من جديد ؟
الزوج : لا طبعاً !! لن أكون جباناً هذه المرة
ثم قال لوالده بحزم : ابي !! إبتعد عن طريقنا , فالقصر أصبح ملكاً لعائلتي
الجد بلؤم : حاربني ان استطعت يا ولد
- سأفعل يا ابي العزيز
وتشاجرا سويّاً بقسوة .. 

وبعد قليل .. صرخ العجوز مُستسلماً :
- حسنا لا تخنقني !! سأترككم وشأنكم
مايكل : أهذا وعد ؟
ابوه : وعد بنيّ .. سأبحث لي عن مكانٍ آخر.. فالقصر أصبح لكم
واختفت روح الجد .. ليقوم مايكل باحتضان عائلته , وهو يقول بارتياح :
- لا أحد سيبعدنا عن بعضنا بعد اليوم ..

وطفوا بسعادة نحو قصرهم المهجور ليعيشوا فيه كعائلةٍ مُحبّة , ولأجلٍ غير معلوم !  

هناك تعليق واحد:

  1. قصة كئيبة مليئة بالسوداوية ....

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...