تأليف : امل شانوحة
أوقف أحمد سيارة أجرة فور خروجه من المطار .. ليلاحظ بعد نصف ساعة ان السائق إنحرف عن الطريق باتجاه طريقٍ فرعيّ
أحمد مستفسراً : عفواً ! لما ذهبت من هذا الطريق ؟
السائق : انه طريق مختصر , لا تقلق
وبعد قليل.. مرّا داخل بناءٍ مهجور عملاق !
فسأله أحمد بدهشة : ما هذا الشيء ؟!
- انه مول مهجور مبني على شكل قوس , والنفق في وسطه يوصلنا للطريق العام
- لكني لا ارى سيارات أخرى !
السائق بسخرية : لأنهم يصدّقون إشاعة أنه مسكون بالأرواح
أحمد : ومنذ متى توقف العمل به ؟
السائق : منذ عشر سنوات .. بعد ان خفّض المقاول مواد البناء لبيعها لشركةٍ أخرى , ثم هرب بالمال الى الخارج .. وحين كشف المفتّش على الدعامات , وجدها لا تتحمّل ثقل المول.. فرفع تقريره لرئيس البلدية بضرورة هدم البناء بالكامل , ممّا أصاب صاحب المشروع بأزمةٍ قلبية أدّت الى وفاته .. ومن بعدها اختلف ابنائه بين إكمال المشروع وإنهائه .. وهم ينتظرون الآن قرار المحكمة للحصول على ارض المشروع وتقسيمها بينهم
أحمد : مسكين صاحب المشروع .. فبسبب فساد مقاوله , تحطّمت أحلامه قبيل اللمسات الأخيرة لافتتاح المول ! .. لكن أليس خطيراً ان نمرّ من تحته , طالما ان بنيانه متصدّع كما تقول؟!
السائق : من وجهة نظري .. بناءه صلب ويتحمّل لمئة سنة , لكن اعتقد إن المفتّش متعاون مع ذاك المقاول أو أحد الورثة , والله أعلم
في هذه الأثناء .. ابطأ السائق امام تحويلة لمطعمٍ مهجور (موجود اسفل المول , حيث بابه الخارجي باتجاه النفق) .. ليلاحظ أحمد بعض ادوات المطبخ وماكينات كهربائية متروكة هناك .. فسأل السائق :
- غريب ! لما تركوا كل شيء ورائهم , الا يكفيهم ما خسروه عند إغلاق المشروع ؟!
- يبدو ان الأمر أثار انتباهك
أحمد : نعم ..فأنا طباخ , وأعلم تكلفة تلك الأدوات
السائق بابتسامة : ما رأيك ان تنزل وتعاينها ؟ وانا سأبقى في انتظارك .. وان وجدّت شيئاً نافعاً , خذه لك.. فلا احد سيمانع
فنزل احمد باتجاه المطعم المهجور ..
وبعد معاينته للطناجر وجدها صدئة , والأدوات الكهربائية جميعها معطّلة.. فقال في نفسه :
((الآن فهمت لما تركوها هنا .. حسناً لأعود , فقد تأخّرت على زوجتي))
وقبل وصوله الى سيارة الأجرة , تفاجأ بالسائق يتحرّك فور جلوس شخصٍ بجانبه يشبهه تماماً !
فركض أحمد خلفه محاولاً إيقافه , صارخاً بعلوّ صوته :
- توقف !! هذا ليس انا !
لكن السيارة ابتعدت عن المكان..
أحمد بدهشة وقلق : يا الهي مالذي حصل ! ومن ذلك الرجل الذي يشبهني كثيراً ؟!
وهنا سمع أصواتاً تقترب من خلفه , وحين ادار وجهه .. وجد اربعة رجال وعجوز وصبيّة , يقفون قرب المطعم المهجور !
أحمد بخوف : من انتم ؟! ومن اين خرجتم ؟!
فقال أحدهم : ما كان عليك ان تنزل من السيارة
أحمد : نزلت لأتفقّد المحل
العجوز : يعني تماماً كما حصل معنا .. وماذا رأيت في الداخل ؟ فهو فارغ كما ترى ..
فعاد أحمد الى المطعم وهو لا يصدّق بأنه خاليٍ تماماً !
أحمد بخوف : لا أصدّق هذا ! كانت هناك طناجر وادوات كهربائية , قمت بمعاينتها بنفسي ..
فسأله شاب : أقلت طناجر ؟ يبدو انك طباخ
أحمد : نعم , انا الطبّاخ أحمد زكي , وأعمل في الخارج .. لكن كيف عرفت مهنتي ؟!
فأجابه الشاب : دعني أعرّفك بنفسي اولاً .. انا كمال , وأعمل في ناديٍ رياضيّ .. وفي ذلك اليوم المشؤوم , نزلت من سيارة الأجرة لأعاين ملابس رياضية متروكة في المحل المهجور .. وهذه نسرين عاينت المحل ايضاً , حين لمحت في واجهته أدوات الزينة .. والعجوز رأى صيدلية مهجورة , وفيها بعض الأدوية .. والصحفي سعيد , رأى حواسيب مهملة ..والخيّاط مروان رأى أقمشةً فاخرة.. اما التاجر فؤاد , فرأى خردة متروكة في زاوية هذا المحل الذي يبدو انه سحر أعيننا لرؤية البضاعة التي تثير اهتمامنا!
أحمد : هذا ليس الشيء الوحيد الغريب في الموضوع , فهناك رجل يشبهني أخذ سيارة الأجرة دون استئذان !
فأجابه سعيد : يبدو ان نفس الأحداث تتكرّر مع الجميع !
أحمد : وكيف تفسرون وجود اشخاص تشبهنا لهذا الحدّ ؟!
نسرين : ربما هي اشباح المول
العجوز : او ارواحنا
فؤاد بغضب : لا هذا ولا ذاك !! .. بل أكاد أجزّم إن المول اللعين يسلخنا عن قرائننا .. لنعلق نحن , ويعيشوا هم حياتنا
أحمد بفزع : لم أفهم شيء !
فاقترب منه مروان , قائلاً بهدوء :
- أخ أحمد .. من رأيته يجلس بالسيارة مكانك , هو قرينك .. وصرخاتك التي سمعناها جميعنا , لم يسمعها سائق التاكسي لأنك أصبحت خفياً بالنسبة له .. وان كنت لا تصدّقني , أنظر الى إنعكاسك في زجاج المحل..
وحين نظر أحمد الى الواجهة , لم يرى شكله !
أحمد بفزع : مصيبة ان كان كلامكم صحيحاً
العجوز : نعم للأسف , أصبحنا غير مرئيين للعالم .. فهناك سيارات مرّت بالصدفة من النفق في الفترة الماضية , وجميعهم لم يروننا حين اعترضنا طريقهم .. وأخشى ان نكون ميتين !
فؤاد بغضب : كم مرة أفهمتك ايها العجوز بأن القرائن العالقة بداخلنا إستغلّت هذا المول لتستبدل الأماكن .. وربما يعيشون الآن مع عائلاتنا الذين لم يلاحظوا اصلاً إختفاءنا !
أحمد : ومتى تعود القرائن لنستبدل الأدوار من جديد ؟
فأجابه سعيد : وهل تظنها ستعود بعد ان شعرت بالحرّية ؟
كمال بقلق : المشكلة ان القرائن عادةً تكون شريرة , وربما تقوم الآن بتدمير سمعتنا وعلاقتنا بالأقارب والأصدقاء
أحمد : ولما لم تفكّروا بالخروج من النفق ؟
العجوز بيأس : ومن قال اننا لم نفعل , لكن كل الطرق تعيدنا الى هنا.. وكأننا نمشي في دوامةٍ لعينة !!
أحمد : وكم بقيتم هنا ؟
فأجابه فؤاد : العجوز علق منذ سبعة سنوات , وهو اول المتورّطين فينا .. يليه كمال منذ اربعة سنوات .. ثم مروان منذ سنتين .. ثم الصحفي سعيد منذ تسعة شهور .. وانا علقت منذ ثلاثة اشهر .. وقبلك بشهر وثلاثة ايام , وصلت نسرين الينا
فقالت الفتاة بلا مبالاة : بصراحة لا امانع وجودي هنا , فأنا أعشق التسوّق
أحمد باستغراب : لكن المول مهجور !
نسرين : من قال ذلك ! كيف تظننا بقينا احياءً دون طعام ؟
أحمد : كنت على وشك طرح هذا السؤال عليكم
نسرين بحماس : اذاً دعني أريك العالم الرائع خلف هذه الخرابة .. وانتم ايضاً تعالوا , فأنتم لم تتناولوا غدائكم بعد
ودخلوا جميعاً من البوّابة المحطّمة الى الداخل .. ليتفاجأ أحمد بمول مجهّز بالكامل وكأنه على أتمّ الإستعداد ليوم الإفتتاح .. حتى إن البالونات وقصاصات الزينة معلّقة في مكانها , وهو أمر خارج عن الإستيعاب المنطقي !
أحمد : ما أراه مستحيلاً ! فالمحلّات مجهّزة بكافة الثياب وأدوات الزينة .. والمكيفات مضاءة , وكذلك السلالم الكهربائية .. والشلاّل ينساب بروعة وجمال في الوسط .. ورائحة الطعام الطازجة تخرج من المطاعم , رغم انني لا أرى عمّال او موظفين .. فمن يدير المول ؟ ..ولما شكله مهجور من الخارج ؟ ولما لا يوجد غيرنا هنا ؟!!!!
العجوز : إهدأ يا احمد قبل ان تفقد عقلك
أحمد بارتباك : أوشكت بالفعل على الجنون , فما يحصل غير طبيعي بالمرةّ !
نسرين : برأيّ يا شباب لا تفسدوا جمال الموقف بتفكيركم الزائد , ولتستمتعوا مثلي بالبضائع المجانية .. فماذا يريد الإنسان اكثر من ذلك ؟
أحمد : الا تقلقين على اهلك ؟
الصبية بنبرةٍ حزينة : ابي ضعيف الشخصية , وزوجته إنسانة حقودة وشريرة .. وهربت منها بعد إقناعها ابي بعريسٍ تافهٍ لي .. وكنت في ذلك اليوم متوجهة للمطار , قبل ان يوصلني السائق الأصلع ثقيل الدم الى هنا , بحجّة الطريق المختصر
أحمد بدهشة : وهذا ما حصل معي ايضاً ! وكان السائق بذات المواصفات التي ذكرتها , بالإضافة الى سنّه المكسورة
نسرين : نعم تذكّرت ! كان سنّه الأمامي مكسور , وبقيّة اسنانه صفراء بسبب الدخان
كمال : غريب ! هو نفسه السائق الذي أحضرني الى هنا
مروان : وانا كذلك !
سعيد : وهآقد أمسكنا بطرف الخيط لحلّ لغزنا الغامض , فذلك السائق اللعين على علمٍ مُسبق بما سيحصل لنا
أحمد : إذاً علينا الإيقاع به , لأنه حتماً سيجلب ضحيةً ثانية الى هنا
العجوز : لكن قد ننتظره سنوات !
أحمد : وربما ايام .. لذا علينا مراقبة النفق جيداً ..وحين نراه , ننقضّ عليه لنعرف اسباب أذيته لنا ..
فؤاد : اذاً سنتناوب على مراقبة الطريق
أحمد : إتفقنا
***
وبعد شهر من الإنتظار المملّ ..
أحمد بحزن : صار عمر ابني شهر , ولم اره بعد ! أكاد أنفجر
نسرين : كان الله في عونك , فهو ابنك البكر
وهنا صرخ فؤاد من بعيد :
- لقد وصل السائق اللعين !!
وأسرع الرجال بالإختباء خلف الأعمدة .. وحين ابطأ السائق امام تحويلة المحل المهجور .. إنقضّوا عليه دفعةً واحدة , وأجبروه على الوقوف
فصرخ السائق بفزع : لا تأذوني رجاءً !!
فؤاد بغضب : إذاً انت ترانا
السائق : بالطبع اراكم
أحمد بعصبية : وهل تذكّرتنا ؟
السائق بخوف : كنت مُجبراً على ترككم هنا
فؤاد بغضب : يعني إعترفت ايها الحقير , أحضروه الى الداخل
وسحبوه بالقوة الى المول ..
***
داخل المول .. سأله أحمد :
- ماذا ترى هنا ؟
السائق : مول مهجور , برائحة رطوبةٍ عفنة ..
نسرين : أحقاً ! اذاً كيف تفسّر رؤيتنا له كمول كامل التجهيزات ؟
وحين التزم السائق الصمت , عاجله الرياضي كمال بضربةٍ قوية على بطنه , أجبرته على الإعتراف .. فأجاب وهو يتألّم :
- انتم ترونه هكذا , لأنكم أصبحتم نصف احياء بعد إنسلاخ قرائنكم عنكم .. فهذا المكان بُنيّ فوق مقبرة دون موافقة اهالي الموتى .. لهذا لم يتفاجأ أحد بتوقف البناء , واعتبروه إنتقاماً من الأرواح الغاضبة
فؤاد بعصبية : لا تغير الموضوع !!.. لما أحضرتنا الى هنا ؟
السائق بتردّد : لأنني ساحر
الجميع بدهشة : ماذا !
السائق : نعم .. ولكيّ أحصل على خدمة من الجن , عليّ تحرير قرائنكم الشيطانية لتعيش في واقعكم , بينما تختفون انتم عن الأنظار
فؤاد : تماماً كما توقعت !! هل صدّقتموني الآن ؟
أحمد بعصبية : انا لا تهمّني هذه التخاريف .. كلّ ما اريده هو الخروج من هنا بأسرع وقتٍ ممكن , لهذا سآخذ سيارة الغبي وأعود الى بيتي .. فمن يريد الذهاب معي ؟!!
العجوز : جميعنا طبعاً
نسرين : اما انا , فلا أرغب بالرحيل .. وأفضّل ان تعاقب قرينتي زوجة ابي , لأنهما متساويتان في الشرّ .. بينما استمتع هنا بالتسوّق المجانيّ
أحمد : كما تشائين .. هيا يا رجال
السائق بخوف : وماذا عني ؟
فؤاد : انت ستبقى هنا !! ..لكن الفرق : انك لن تستمتع بخدمات المول المجانية مثلنا , الاّ اذا حرّرت قرينك اللعين ايضاً .. هيا بنا يا اصدقاء
وقاد أحمد سيارة الأجرة وبجانبه العجوز , بينما حشر الرجال الأربعة أنفسهم بالخلف ..
وبعد ذهابهم , قالت نسرين للسائق :
- لا تحزن , سأحضر لك الطعام من الداخل .. إنتظرني في المحل المهجور ..
السائق باستغراب : ولما تساعدينني ؟
نسرين بسعادة : لأني لست ناقمة عليك مثلهم , بل انا راضية بقدري الجميل .. إنتظرني قليلاً .. أنا متأكدة ان طعام المول سيعجبك كثيراً
***
ما ان ظهر نور الشمس في آخر النفق الطويل , حتى تنفّس الرجال الصعداء لخروجهم من هذا المأزق الذي دام لشهور وسنواتٍ طويلة ..
وقام أحمد بتوصيلهم جميعاً الى مناطقهم ..
وكان اول الواصلين الى بيته الشعبي .. الرجل العجوز الذي عاش وحيداً هناك.. والذي غضب لرؤية قرينه يشاهد التلفاز على كرسيه المفضّل , فحصلت مشادة كلامية بينهما .. ولم يتحمّل القرين كل هذه الشتائم , فقام بدفع العجوز بقوة ليسقط على رأسه .. وبعد عدّة إنتفاضات سريعة , توقف عن الحراك .. فابتسم القرين لتخلّصه النهائي من نسخته الأصلية .. وأخفى العجوز في الحمام , لدفنه لاحقاً بحديقة المنزل بعد حلول المساء !
***
اما الرياضيّ كمال ..وفور وصوله الى حارته , تباعدت الناس عن طريقه بوجوههم المُتجهمة , وكأنهم يتحاشون الكلام معه !
فقال كمال في نفسه بيأس :
((على الأقل يرونني , ولم أعدّ شبحاً كما كنت))
وحين صعد الى شقته .. وجد رجلاً آخر يعيش هناك !
فصرخ بغضبٍ شديد : ماذا تفعل في بيتي يا حقير ؟!! .. سعاد !! اين انت يا خائنة ؟!!
فاقتربت زوجته برداء النوم : كمال ! مالذي أتى بك الى بيتي ؟!
كمال بعصبية : هذا بيتي انا !!.. كيف سمحتي لهذا الرجل ان يعيش هنا ؟!
سعاد بدهشة : هل فقدّت عقلك ؟ لقد تطلّقنا منذ سنتين , وتزوجت سمير قبل اربعة شهور .. حتى انك حضرت عرسي لتغيظني , الا تذكر ؟!
وهنا قال عريسها سمير بعصبية : مازلت أمسك نفسي عن ضربك , ايها السافل !!
كمال بتهكّم : ماذا قلت ؟
سمير بحزم : سعاد أصبحت زوجتي .. وإن حاولت أذيتها من جديد , أقتلك .. أسمعت ؟! ولا تظن ان عضلاتك تخيفني كما تخيف الآخرين
كمال : انا لم أؤذي أحداً في حياتي
سعاد : بل أذيت الكثيرين من ابناء حارتنا , وحطّمت بعض المحال التجارية .. حتى بات الجميع يكرهك .. وانا طلّقتك بعد ان شهد الناس على إدمانك المخدرات ؟
فتمّتم كمال بقهر : ذلك الحقير أفسد سمعتي ؟
سعاد باستغراب : من تقصد ؟!
كمال : سأجد شبيهي وأقتله ..
ونزل الأدراج غاضباً , دون ان تفهم طليقته شيئاً !
***
اما سعيد .. وبما انه شابٌ أعزب , فقد ذهب مباشرةً الى دار الصحافة التي يعمل بها .. لكنه تفاجأ بطرده قبل شهرين , بعد نشره مقالاً يشتم فيه إدارته .. ولم يتقبّل مديره الإعتذار , وطلب من الحرس إخراجه من الشركة
فخرج حزيناً وهو يقول : عليّ إيقاف قريني قبل ان يتسبّب باعتقالي
***
اما الخيّاط مروان ولأنه رجلٌ حذر , فقد ذهب اولاً الى قهوة إنترنت للبحث عن اسمه , فهو مصممّ ازياء معروف .. لهذا اراد معرفة ما حصل خلال السنتين التي غاب فيها عن عالمه ..
فإذّ به يتفاجأ بعشرات المقالات ضدّه , والتي تتهمه بسرقة رسومات ازياء لمصمّمٍ أجنبي مشهور الذي قام برفع قضية ضدّه
- يا الهي ! يبدو ان قريني اللعين دنّس سمعتي التي بنتيها لسنوات .. مالعمل الآن ؟
***
اما احمد فلم يجد أحداً في بيته ! فذهب الى منزل عائلة زوجته التي استقبلته بالدموع وهي تحمل ابنها الرضيع..
زوجته بحزن : واخيراً حنّ قلبك لرؤيتنا
أحمد بشوق : ابني حبيبي .. دعيني أحمله
وهنا اقتربت حماته غاضبة :
- الآن اعترفت بإبنك يا حقير !!
أحمد بدهشة : حماتي ! ما الأمر ؟
ام زوجته : كيف تشكّك بنسب حفيدي , وانت تعرف محبة ابنتي واخلاصها لك ؟
أحمد بصدمة : ماذا ! بالطبع لم أفعل
الحماية : بل فعلت أكثر من ذلك ..(وأخذت الطفل من يده بالقوة).. لهذا لن ترى حفيدي , قبل ان يصدر قرار المحكمة
أحمد باستغراب : أيّةِ محكمة ؟ أنا لم أطلّق ابنتك !
وهنا تقدّم عمه قائلاً : نحن من طلبنا الطلاق , بعد ان تشاجرت معنا في مستشفى التوليد , وانت تتهمّ ابنتي الشريفة بالخيانة .. لهذا ابتعد فوراً من هنا قبل ان أطلب لك الشرطة !!
أحمد بترجّي : ريم حبيبتي , ذلك الشخص لم يكن انا .. بل..
حماته مقاطعة بسخرية : بل ماذا , توأمك من العالم الآخر .. هيا أذهب من هنا !!
وأغلقت الباب في وجهه ...
فتمّتم أحمد بقهر : ((قريني اللعين دمّر عائلتي .. وإن وجدته , سأخنقه بيديّ هاتين !!))
***
وبعد مرور شهر من بحث الرجال المتواصل عن قرائنهم .. لم يجتمع سوى مروان مع قرينه , بعد تنكّره لدخول حفلة مصمّم ازياء صغير ..
وهناك وجد قرينه يجلس بكامل اناقته , دون المبالاة بالقضية التي عليه .. فسحبه مروان (بلحيته التنكرية) جانباً ..
مروان معاتباً بعصبية : كيف تحضر الحفلة , وهناك دعوى مُقامة ضدّنا ؟
القرين بابتسامةٍ ماكرة وبثقة : كوني شيطان , استطيع تغير شكلي كما اشاء .. ولهذا لن تستطيع الشرطة القبض عليّ .. لكنهم حتماً سيقبضون عليك إن وجدوك هنا ..
فحاول مروان إقناعه بالعودة الى المول .. لكن القرين نصحه هو بالعودة قبل ان يتمّ إعتقاله , فشخصية الضعيفة لن تتحمّل عذاب السجن ..
فخرج مروان من الحفلة , وهو يفكّر جدّياً باقتراح القرين !
***
اما فؤاد .. فقد رفض التجّار العمل معه مجدداً , بعد ان باعهم قرينه خردة صدئة .. وبذلك خسر تجارته التي عمل فيها منذ ان كان مراهقاً ..
ولأن زوجته تعشق المال , فقد رفعت عليه قضية خلع بعد علمها بإفلاسه .. فذهب الى بيت اهلها لإقناعها بسحب القضية .. وأخبرها بتفاصيل ما حصل معه ..
زوجته بدهشة : أحقاً ما تقول ! مول ضخم مجانيّ
فؤاد معاتباً : أهذا ما لفت انتباهك من القصة !
- طبعاً , أليس جميلاً ان تتسوّق ما تشاء دون مال ؟ ..لوّ كنت مكانك لما خرجت ابداً من هناك
- أمازلتي المرأة الغبية التي لا تهمّها سوى الثياب المبهرجة؟!
زوجته بلا مبالاة : قلّ ما شئت .. فأنا لم تعدّ تهمّني تعليقاتك الجارحة التي تعوّدت عليها في الفترة الماضية .. ما يهمّني الآن هو عنوان ذلك المول
- وفي حال أخبرتك , هل ستتنازلين عن القضية ؟
زوجته بابتسامةٍ ماكرة : بالتأكيد عزيزي
***
بعد ايام .. إلتقى احمد صدفةً بقرينه في إحدى المطاعم .. فأمسك بخناقه بقوة .. وحاولت الناس إبعادهما عن بعض , قائلين لأحمد :
- لا تقتل اخاك التوأم يا رجل !
القرين محاولاً تحرير نفسه من قبضته : أترك رقبتي يا احمد !!
أحمد بإصرار : لن أتركك قبل ان تذهب معي الى زوجتي , لتنهي المشكلة التي بيننا
القرين وهو يختنق : حسناً قبلت
وتوجها معاً الى منزل اهل زوجة احمد الذين تفاجأوا بالقرين .. والذي عرّفهم عليه احمد : بأنه أخاه التوأم الشرير الذي عاد من الخارج ..
***
في اليوم التالي .. عادت زوجته مع ابنه الرضيع الى بيتهم القديم .. بعد ان قام بالإتفاق سرّاً مع قرينه : بأن يعيش في مكانٍ بعيداً عنه , بعد فشله في إقناعه بالعودة للمول المهجور ..
وبذلك يكون احمد الوحيد الذي تمكّن من الإتفاق مع قرينه على حلٍّ سلمي
***
وفي المول .. عاد الخيّاط مروان حزيناً الى هناك , لتستقبله نسرين والسائق بدهشة :
- لما عدّت الى هنا ؟!
مروان بيأس : قريني اللعين أنهى مستقبلي .. ولكيّ لا أعيش بقية عمري في السجون , فضّلت العودة الى هنا ..(ثم تنهّد بضيق).. سأدخل المول لأشرب شيئاً ساخناً , فرأسي يكاد ينفجر
وبعد دخوله بدقائق.. تفاجأت نسرين بسيدة تنزل من التاكسي الذي سرعان ما أكمل طريقه , وبجانبه سيدة ظهرت من العدم !
واقتربت منها وهي تلوّح بيدها : مرحباً آنسة نسرين !!
نسرين بدهشة : كيف عرفتي اسمي ؟!
السيدة بابتسامة : زوجي أخبرني عنك ..
السائق : ومن هو زوجك ؟
السيدة : فؤاد , تاجر الخردة .. كما أخبرني عن سرّ المول .. لهذا أتيت الى هنا في عجل
نسرين بحماس : وهل انت مهوسة بالتسوّق مثلي ؟
السيدة بفرح : بالطبع !! فمن من النساء لا تعشق ذلك
نسرين بسعادة : جميل !! كنت أشعر بالملّل وحدي .. هيا تعالي معي لأريك جمال المول
السائق : لحظة ! هي ستراه مهجوراً مثلي
السيدة : لا .. فأنا ذهبت الى المشعوذة البارحة , وطلبت منها تحرير قرينتي فور وصولي الى هنا .. وأظنها هي من ركبت مع السائق قبل قليل , الم تريا الشبه بيننا ؟
نسرين : يبدو انك مجنونة أكثر مني .. وأظننا سنتفق !
السيدة بحماس : اذاً هيا بنا الى الشوبينج المجاني !!
وضحكتا سويّاً ..
السائق بازدراء : كان الوضع ينقصه مجنونة أخرى !
***
في صباح اليوم التالي .. قرّر الصحفي سعيد كتابة كل ما حصل بالمول في مدونته .. لعلّ مقاله الغريب يُعيده الى العمل , بعد رفض دور الصحافة توظيفه لسوء ألفاظه بمقالاته الأخيرة التي كتبها قرينه ..
وبالفعل لم تمضي ايام .. حتى انتشرت مقاطع من تلك المقالة في وسائل التواصل الإجتماعي .. لتتزايد معها الإشاعات حول المول المهجور .. وسرعان ما توجه اليه بعض المغامرين ومحبّي الأشباح .. ليعودوا لاحقاً الى اهاليهم بقرائنهم الشريرة , دون ان تدرك عائلاتهم بقاء اولادهم في المول الذي زادت فيه اعداد الأرواح العالقة مع الأيام ..
وبعد وصول الخبر الى رئيس البلدية , طلب من القضاء الإسراع بقرار الهدم الذي انتظره ورثة صاحب المشروع مدّةً طويلة..
***
ورغم إعتراض احمد وكمال وسعيد وفؤاد على قرار الهدم بحجّة وجود النسخ الأصلية بالداخل , الا ان الشرطة لم تصدّق روايتهم لعدم وجود بلاغات إختفاء لأشخاصٍ في المنطقة ..
وتمّ هدم البناء في الوقت المحدّد .. لتتحرّر القرائن الشريرة للأبد , بعد ان دُفنت اجسادهم الطيبة تحت ركام المول المهجور !
الأرواح المسجونة !
أوقف أحمد سيارة أجرة فور خروجه من المطار .. ليلاحظ بعد نصف ساعة ان السائق إنحرف عن الطريق باتجاه طريقٍ فرعيّ
أحمد مستفسراً : عفواً ! لما ذهبت من هذا الطريق ؟
السائق : انه طريق مختصر , لا تقلق
وبعد قليل.. مرّا داخل بناءٍ مهجور عملاق !
فسأله أحمد بدهشة : ما هذا الشيء ؟!
- انه مول مهجور مبني على شكل قوس , والنفق في وسطه يوصلنا للطريق العام
- لكني لا ارى سيارات أخرى !
السائق بسخرية : لأنهم يصدّقون إشاعة أنه مسكون بالأرواح
أحمد : ومنذ متى توقف العمل به ؟
السائق : منذ عشر سنوات .. بعد ان خفّض المقاول مواد البناء لبيعها لشركةٍ أخرى , ثم هرب بالمال الى الخارج .. وحين كشف المفتّش على الدعامات , وجدها لا تتحمّل ثقل المول.. فرفع تقريره لرئيس البلدية بضرورة هدم البناء بالكامل , ممّا أصاب صاحب المشروع بأزمةٍ قلبية أدّت الى وفاته .. ومن بعدها اختلف ابنائه بين إكمال المشروع وإنهائه .. وهم ينتظرون الآن قرار المحكمة للحصول على ارض المشروع وتقسيمها بينهم
أحمد : مسكين صاحب المشروع .. فبسبب فساد مقاوله , تحطّمت أحلامه قبيل اللمسات الأخيرة لافتتاح المول ! .. لكن أليس خطيراً ان نمرّ من تحته , طالما ان بنيانه متصدّع كما تقول؟!
السائق : من وجهة نظري .. بناءه صلب ويتحمّل لمئة سنة , لكن اعتقد إن المفتّش متعاون مع ذاك المقاول أو أحد الورثة , والله أعلم
في هذه الأثناء .. ابطأ السائق امام تحويلة لمطعمٍ مهجور (موجود اسفل المول , حيث بابه الخارجي باتجاه النفق) .. ليلاحظ أحمد بعض ادوات المطبخ وماكينات كهربائية متروكة هناك .. فسأل السائق :
- غريب ! لما تركوا كل شيء ورائهم , الا يكفيهم ما خسروه عند إغلاق المشروع ؟!
- يبدو ان الأمر أثار انتباهك
أحمد : نعم ..فأنا طباخ , وأعلم تكلفة تلك الأدوات
السائق بابتسامة : ما رأيك ان تنزل وتعاينها ؟ وانا سأبقى في انتظارك .. وان وجدّت شيئاً نافعاً , خذه لك.. فلا احد سيمانع
فنزل احمد باتجاه المطعم المهجور ..
وبعد معاينته للطناجر وجدها صدئة , والأدوات الكهربائية جميعها معطّلة.. فقال في نفسه :
((الآن فهمت لما تركوها هنا .. حسناً لأعود , فقد تأخّرت على زوجتي))
وقبل وصوله الى سيارة الأجرة , تفاجأ بالسائق يتحرّك فور جلوس شخصٍ بجانبه يشبهه تماماً !
فركض أحمد خلفه محاولاً إيقافه , صارخاً بعلوّ صوته :
- توقف !! هذا ليس انا !
لكن السيارة ابتعدت عن المكان..
أحمد بدهشة وقلق : يا الهي مالذي حصل ! ومن ذلك الرجل الذي يشبهني كثيراً ؟!
وهنا سمع أصواتاً تقترب من خلفه , وحين ادار وجهه .. وجد اربعة رجال وعجوز وصبيّة , يقفون قرب المطعم المهجور !
أحمد بخوف : من انتم ؟! ومن اين خرجتم ؟!
فقال أحدهم : ما كان عليك ان تنزل من السيارة
أحمد : نزلت لأتفقّد المحل
العجوز : يعني تماماً كما حصل معنا .. وماذا رأيت في الداخل ؟ فهو فارغ كما ترى ..
فعاد أحمد الى المطعم وهو لا يصدّق بأنه خاليٍ تماماً !
أحمد بخوف : لا أصدّق هذا ! كانت هناك طناجر وادوات كهربائية , قمت بمعاينتها بنفسي ..
فسأله شاب : أقلت طناجر ؟ يبدو انك طباخ
أحمد : نعم , انا الطبّاخ أحمد زكي , وأعمل في الخارج .. لكن كيف عرفت مهنتي ؟!
فأجابه الشاب : دعني أعرّفك بنفسي اولاً .. انا كمال , وأعمل في ناديٍ رياضيّ .. وفي ذلك اليوم المشؤوم , نزلت من سيارة الأجرة لأعاين ملابس رياضية متروكة في المحل المهجور .. وهذه نسرين عاينت المحل ايضاً , حين لمحت في واجهته أدوات الزينة .. والعجوز رأى صيدلية مهجورة , وفيها بعض الأدوية .. والصحفي سعيد , رأى حواسيب مهملة ..والخيّاط مروان رأى أقمشةً فاخرة.. اما التاجر فؤاد , فرأى خردة متروكة في زاوية هذا المحل الذي يبدو انه سحر أعيننا لرؤية البضاعة التي تثير اهتمامنا!
أحمد : هذا ليس الشيء الوحيد الغريب في الموضوع , فهناك رجل يشبهني أخذ سيارة الأجرة دون استئذان !
فأجابه سعيد : يبدو ان نفس الأحداث تتكرّر مع الجميع !
أحمد : وكيف تفسرون وجود اشخاص تشبهنا لهذا الحدّ ؟!
نسرين : ربما هي اشباح المول
العجوز : او ارواحنا
فؤاد بغضب : لا هذا ولا ذاك !! .. بل أكاد أجزّم إن المول اللعين يسلخنا عن قرائننا .. لنعلق نحن , ويعيشوا هم حياتنا
أحمد بفزع : لم أفهم شيء !
فاقترب منه مروان , قائلاً بهدوء :
- أخ أحمد .. من رأيته يجلس بالسيارة مكانك , هو قرينك .. وصرخاتك التي سمعناها جميعنا , لم يسمعها سائق التاكسي لأنك أصبحت خفياً بالنسبة له .. وان كنت لا تصدّقني , أنظر الى إنعكاسك في زجاج المحل..
وحين نظر أحمد الى الواجهة , لم يرى شكله !
أحمد بفزع : مصيبة ان كان كلامكم صحيحاً
العجوز : نعم للأسف , أصبحنا غير مرئيين للعالم .. فهناك سيارات مرّت بالصدفة من النفق في الفترة الماضية , وجميعهم لم يروننا حين اعترضنا طريقهم .. وأخشى ان نكون ميتين !
فؤاد بغضب : كم مرة أفهمتك ايها العجوز بأن القرائن العالقة بداخلنا إستغلّت هذا المول لتستبدل الأماكن .. وربما يعيشون الآن مع عائلاتنا الذين لم يلاحظوا اصلاً إختفاءنا !
أحمد : ومتى تعود القرائن لنستبدل الأدوار من جديد ؟
فأجابه سعيد : وهل تظنها ستعود بعد ان شعرت بالحرّية ؟
كمال بقلق : المشكلة ان القرائن عادةً تكون شريرة , وربما تقوم الآن بتدمير سمعتنا وعلاقتنا بالأقارب والأصدقاء
أحمد : ولما لم تفكّروا بالخروج من النفق ؟
العجوز بيأس : ومن قال اننا لم نفعل , لكن كل الطرق تعيدنا الى هنا.. وكأننا نمشي في دوامةٍ لعينة !!
أحمد : وكم بقيتم هنا ؟
فأجابه فؤاد : العجوز علق منذ سبعة سنوات , وهو اول المتورّطين فينا .. يليه كمال منذ اربعة سنوات .. ثم مروان منذ سنتين .. ثم الصحفي سعيد منذ تسعة شهور .. وانا علقت منذ ثلاثة اشهر .. وقبلك بشهر وثلاثة ايام , وصلت نسرين الينا
فقالت الفتاة بلا مبالاة : بصراحة لا امانع وجودي هنا , فأنا أعشق التسوّق
أحمد باستغراب : لكن المول مهجور !
نسرين : من قال ذلك ! كيف تظننا بقينا احياءً دون طعام ؟
أحمد : كنت على وشك طرح هذا السؤال عليكم
نسرين بحماس : اذاً دعني أريك العالم الرائع خلف هذه الخرابة .. وانتم ايضاً تعالوا , فأنتم لم تتناولوا غدائكم بعد
ودخلوا جميعاً من البوّابة المحطّمة الى الداخل .. ليتفاجأ أحمد بمول مجهّز بالكامل وكأنه على أتمّ الإستعداد ليوم الإفتتاح .. حتى إن البالونات وقصاصات الزينة معلّقة في مكانها , وهو أمر خارج عن الإستيعاب المنطقي !
أحمد : ما أراه مستحيلاً ! فالمحلّات مجهّزة بكافة الثياب وأدوات الزينة .. والمكيفات مضاءة , وكذلك السلالم الكهربائية .. والشلاّل ينساب بروعة وجمال في الوسط .. ورائحة الطعام الطازجة تخرج من المطاعم , رغم انني لا أرى عمّال او موظفين .. فمن يدير المول ؟ ..ولما شكله مهجور من الخارج ؟ ولما لا يوجد غيرنا هنا ؟!!!!
العجوز : إهدأ يا احمد قبل ان تفقد عقلك
أحمد بارتباك : أوشكت بالفعل على الجنون , فما يحصل غير طبيعي بالمرةّ !
نسرين : برأيّ يا شباب لا تفسدوا جمال الموقف بتفكيركم الزائد , ولتستمتعوا مثلي بالبضائع المجانية .. فماذا يريد الإنسان اكثر من ذلك ؟
أحمد : الا تقلقين على اهلك ؟
الصبية بنبرةٍ حزينة : ابي ضعيف الشخصية , وزوجته إنسانة حقودة وشريرة .. وهربت منها بعد إقناعها ابي بعريسٍ تافهٍ لي .. وكنت في ذلك اليوم متوجهة للمطار , قبل ان يوصلني السائق الأصلع ثقيل الدم الى هنا , بحجّة الطريق المختصر
أحمد بدهشة : وهذا ما حصل معي ايضاً ! وكان السائق بذات المواصفات التي ذكرتها , بالإضافة الى سنّه المكسورة
نسرين : نعم تذكّرت ! كان سنّه الأمامي مكسور , وبقيّة اسنانه صفراء بسبب الدخان
كمال : غريب ! هو نفسه السائق الذي أحضرني الى هنا
مروان : وانا كذلك !
سعيد : وهآقد أمسكنا بطرف الخيط لحلّ لغزنا الغامض , فذلك السائق اللعين على علمٍ مُسبق بما سيحصل لنا
أحمد : إذاً علينا الإيقاع به , لأنه حتماً سيجلب ضحيةً ثانية الى هنا
العجوز : لكن قد ننتظره سنوات !
أحمد : وربما ايام .. لذا علينا مراقبة النفق جيداً ..وحين نراه , ننقضّ عليه لنعرف اسباب أذيته لنا ..
فؤاد : اذاً سنتناوب على مراقبة الطريق
أحمد : إتفقنا
***
وبعد شهر من الإنتظار المملّ ..
أحمد بحزن : صار عمر ابني شهر , ولم اره بعد ! أكاد أنفجر
نسرين : كان الله في عونك , فهو ابنك البكر
وهنا صرخ فؤاد من بعيد :
- لقد وصل السائق اللعين !!
وأسرع الرجال بالإختباء خلف الأعمدة .. وحين ابطأ السائق امام تحويلة المحل المهجور .. إنقضّوا عليه دفعةً واحدة , وأجبروه على الوقوف
فصرخ السائق بفزع : لا تأذوني رجاءً !!
فؤاد بغضب : إذاً انت ترانا
السائق : بالطبع اراكم
أحمد بعصبية : وهل تذكّرتنا ؟
السائق بخوف : كنت مُجبراً على ترككم هنا
فؤاد بغضب : يعني إعترفت ايها الحقير , أحضروه الى الداخل
وسحبوه بالقوة الى المول ..
***
داخل المول .. سأله أحمد :
- ماذا ترى هنا ؟
السائق : مول مهجور , برائحة رطوبةٍ عفنة ..
نسرين : أحقاً ! اذاً كيف تفسّر رؤيتنا له كمول كامل التجهيزات ؟
وحين التزم السائق الصمت , عاجله الرياضي كمال بضربةٍ قوية على بطنه , أجبرته على الإعتراف .. فأجاب وهو يتألّم :
- انتم ترونه هكذا , لأنكم أصبحتم نصف احياء بعد إنسلاخ قرائنكم عنكم .. فهذا المكان بُنيّ فوق مقبرة دون موافقة اهالي الموتى .. لهذا لم يتفاجأ أحد بتوقف البناء , واعتبروه إنتقاماً من الأرواح الغاضبة
فؤاد بعصبية : لا تغير الموضوع !!.. لما أحضرتنا الى هنا ؟
السائق بتردّد : لأنني ساحر
الجميع بدهشة : ماذا !
السائق : نعم .. ولكيّ أحصل على خدمة من الجن , عليّ تحرير قرائنكم الشيطانية لتعيش في واقعكم , بينما تختفون انتم عن الأنظار
فؤاد : تماماً كما توقعت !! هل صدّقتموني الآن ؟
أحمد بعصبية : انا لا تهمّني هذه التخاريف .. كلّ ما اريده هو الخروج من هنا بأسرع وقتٍ ممكن , لهذا سآخذ سيارة الغبي وأعود الى بيتي .. فمن يريد الذهاب معي ؟!!
العجوز : جميعنا طبعاً
نسرين : اما انا , فلا أرغب بالرحيل .. وأفضّل ان تعاقب قرينتي زوجة ابي , لأنهما متساويتان في الشرّ .. بينما استمتع هنا بالتسوّق المجانيّ
أحمد : كما تشائين .. هيا يا رجال
السائق بخوف : وماذا عني ؟
فؤاد : انت ستبقى هنا !! ..لكن الفرق : انك لن تستمتع بخدمات المول المجانية مثلنا , الاّ اذا حرّرت قرينك اللعين ايضاً .. هيا بنا يا اصدقاء
وقاد أحمد سيارة الأجرة وبجانبه العجوز , بينما حشر الرجال الأربعة أنفسهم بالخلف ..
وبعد ذهابهم , قالت نسرين للسائق :
- لا تحزن , سأحضر لك الطعام من الداخل .. إنتظرني في المحل المهجور ..
السائق باستغراب : ولما تساعدينني ؟
نسرين بسعادة : لأني لست ناقمة عليك مثلهم , بل انا راضية بقدري الجميل .. إنتظرني قليلاً .. أنا متأكدة ان طعام المول سيعجبك كثيراً
***
ما ان ظهر نور الشمس في آخر النفق الطويل , حتى تنفّس الرجال الصعداء لخروجهم من هذا المأزق الذي دام لشهور وسنواتٍ طويلة ..
وقام أحمد بتوصيلهم جميعاً الى مناطقهم ..
وكان اول الواصلين الى بيته الشعبي .. الرجل العجوز الذي عاش وحيداً هناك.. والذي غضب لرؤية قرينه يشاهد التلفاز على كرسيه المفضّل , فحصلت مشادة كلامية بينهما .. ولم يتحمّل القرين كل هذه الشتائم , فقام بدفع العجوز بقوة ليسقط على رأسه .. وبعد عدّة إنتفاضات سريعة , توقف عن الحراك .. فابتسم القرين لتخلّصه النهائي من نسخته الأصلية .. وأخفى العجوز في الحمام , لدفنه لاحقاً بحديقة المنزل بعد حلول المساء !
***
اما الرياضيّ كمال ..وفور وصوله الى حارته , تباعدت الناس عن طريقه بوجوههم المُتجهمة , وكأنهم يتحاشون الكلام معه !
فقال كمال في نفسه بيأس :
((على الأقل يرونني , ولم أعدّ شبحاً كما كنت))
وحين صعد الى شقته .. وجد رجلاً آخر يعيش هناك !
فصرخ بغضبٍ شديد : ماذا تفعل في بيتي يا حقير ؟!! .. سعاد !! اين انت يا خائنة ؟!!
فاقتربت زوجته برداء النوم : كمال ! مالذي أتى بك الى بيتي ؟!
كمال بعصبية : هذا بيتي انا !!.. كيف سمحتي لهذا الرجل ان يعيش هنا ؟!
سعاد بدهشة : هل فقدّت عقلك ؟ لقد تطلّقنا منذ سنتين , وتزوجت سمير قبل اربعة شهور .. حتى انك حضرت عرسي لتغيظني , الا تذكر ؟!
وهنا قال عريسها سمير بعصبية : مازلت أمسك نفسي عن ضربك , ايها السافل !!
كمال بتهكّم : ماذا قلت ؟
سمير بحزم : سعاد أصبحت زوجتي .. وإن حاولت أذيتها من جديد , أقتلك .. أسمعت ؟! ولا تظن ان عضلاتك تخيفني كما تخيف الآخرين
كمال : انا لم أؤذي أحداً في حياتي
سعاد : بل أذيت الكثيرين من ابناء حارتنا , وحطّمت بعض المحال التجارية .. حتى بات الجميع يكرهك .. وانا طلّقتك بعد ان شهد الناس على إدمانك المخدرات ؟
فتمّتم كمال بقهر : ذلك الحقير أفسد سمعتي ؟
سعاد باستغراب : من تقصد ؟!
كمال : سأجد شبيهي وأقتله ..
ونزل الأدراج غاضباً , دون ان تفهم طليقته شيئاً !
***
اما سعيد .. وبما انه شابٌ أعزب , فقد ذهب مباشرةً الى دار الصحافة التي يعمل بها .. لكنه تفاجأ بطرده قبل شهرين , بعد نشره مقالاً يشتم فيه إدارته .. ولم يتقبّل مديره الإعتذار , وطلب من الحرس إخراجه من الشركة
فخرج حزيناً وهو يقول : عليّ إيقاف قريني قبل ان يتسبّب باعتقالي
***
اما الخيّاط مروان ولأنه رجلٌ حذر , فقد ذهب اولاً الى قهوة إنترنت للبحث عن اسمه , فهو مصممّ ازياء معروف .. لهذا اراد معرفة ما حصل خلال السنتين التي غاب فيها عن عالمه ..
فإذّ به يتفاجأ بعشرات المقالات ضدّه , والتي تتهمه بسرقة رسومات ازياء لمصمّمٍ أجنبي مشهور الذي قام برفع قضية ضدّه
- يا الهي ! يبدو ان قريني اللعين دنّس سمعتي التي بنتيها لسنوات .. مالعمل الآن ؟
***
اما احمد فلم يجد أحداً في بيته ! فذهب الى منزل عائلة زوجته التي استقبلته بالدموع وهي تحمل ابنها الرضيع..
زوجته بحزن : واخيراً حنّ قلبك لرؤيتنا
أحمد بشوق : ابني حبيبي .. دعيني أحمله
وهنا اقتربت حماته غاضبة :
- الآن اعترفت بإبنك يا حقير !!
أحمد بدهشة : حماتي ! ما الأمر ؟
ام زوجته : كيف تشكّك بنسب حفيدي , وانت تعرف محبة ابنتي واخلاصها لك ؟
أحمد بصدمة : ماذا ! بالطبع لم أفعل
الحماية : بل فعلت أكثر من ذلك ..(وأخذت الطفل من يده بالقوة).. لهذا لن ترى حفيدي , قبل ان يصدر قرار المحكمة
أحمد باستغراب : أيّةِ محكمة ؟ أنا لم أطلّق ابنتك !
وهنا تقدّم عمه قائلاً : نحن من طلبنا الطلاق , بعد ان تشاجرت معنا في مستشفى التوليد , وانت تتهمّ ابنتي الشريفة بالخيانة .. لهذا ابتعد فوراً من هنا قبل ان أطلب لك الشرطة !!
أحمد بترجّي : ريم حبيبتي , ذلك الشخص لم يكن انا .. بل..
حماته مقاطعة بسخرية : بل ماذا , توأمك من العالم الآخر .. هيا أذهب من هنا !!
وأغلقت الباب في وجهه ...
فتمّتم أحمد بقهر : ((قريني اللعين دمّر عائلتي .. وإن وجدته , سأخنقه بيديّ هاتين !!))
***
وبعد مرور شهر من بحث الرجال المتواصل عن قرائنهم .. لم يجتمع سوى مروان مع قرينه , بعد تنكّره لدخول حفلة مصمّم ازياء صغير ..
وهناك وجد قرينه يجلس بكامل اناقته , دون المبالاة بالقضية التي عليه .. فسحبه مروان (بلحيته التنكرية) جانباً ..
مروان معاتباً بعصبية : كيف تحضر الحفلة , وهناك دعوى مُقامة ضدّنا ؟
القرين بابتسامةٍ ماكرة وبثقة : كوني شيطان , استطيع تغير شكلي كما اشاء .. ولهذا لن تستطيع الشرطة القبض عليّ .. لكنهم حتماً سيقبضون عليك إن وجدوك هنا ..
فحاول مروان إقناعه بالعودة الى المول .. لكن القرين نصحه هو بالعودة قبل ان يتمّ إعتقاله , فشخصية الضعيفة لن تتحمّل عذاب السجن ..
فخرج مروان من الحفلة , وهو يفكّر جدّياً باقتراح القرين !
***
اما فؤاد .. فقد رفض التجّار العمل معه مجدداً , بعد ان باعهم قرينه خردة صدئة .. وبذلك خسر تجارته التي عمل فيها منذ ان كان مراهقاً ..
ولأن زوجته تعشق المال , فقد رفعت عليه قضية خلع بعد علمها بإفلاسه .. فذهب الى بيت اهلها لإقناعها بسحب القضية .. وأخبرها بتفاصيل ما حصل معه ..
زوجته بدهشة : أحقاً ما تقول ! مول ضخم مجانيّ
فؤاد معاتباً : أهذا ما لفت انتباهك من القصة !
- طبعاً , أليس جميلاً ان تتسوّق ما تشاء دون مال ؟ ..لوّ كنت مكانك لما خرجت ابداً من هناك
- أمازلتي المرأة الغبية التي لا تهمّها سوى الثياب المبهرجة؟!
زوجته بلا مبالاة : قلّ ما شئت .. فأنا لم تعدّ تهمّني تعليقاتك الجارحة التي تعوّدت عليها في الفترة الماضية .. ما يهمّني الآن هو عنوان ذلك المول
- وفي حال أخبرتك , هل ستتنازلين عن القضية ؟
زوجته بابتسامةٍ ماكرة : بالتأكيد عزيزي
***
بعد ايام .. إلتقى احمد صدفةً بقرينه في إحدى المطاعم .. فأمسك بخناقه بقوة .. وحاولت الناس إبعادهما عن بعض , قائلين لأحمد :
- لا تقتل اخاك التوأم يا رجل !
القرين محاولاً تحرير نفسه من قبضته : أترك رقبتي يا احمد !!
أحمد بإصرار : لن أتركك قبل ان تذهب معي الى زوجتي , لتنهي المشكلة التي بيننا
القرين وهو يختنق : حسناً قبلت
وتوجها معاً الى منزل اهل زوجة احمد الذين تفاجأوا بالقرين .. والذي عرّفهم عليه احمد : بأنه أخاه التوأم الشرير الذي عاد من الخارج ..
***
في اليوم التالي .. عادت زوجته مع ابنه الرضيع الى بيتهم القديم .. بعد ان قام بالإتفاق سرّاً مع قرينه : بأن يعيش في مكانٍ بعيداً عنه , بعد فشله في إقناعه بالعودة للمول المهجور ..
وبذلك يكون احمد الوحيد الذي تمكّن من الإتفاق مع قرينه على حلٍّ سلمي
***
وفي المول .. عاد الخيّاط مروان حزيناً الى هناك , لتستقبله نسرين والسائق بدهشة :
- لما عدّت الى هنا ؟!
مروان بيأس : قريني اللعين أنهى مستقبلي .. ولكيّ لا أعيش بقية عمري في السجون , فضّلت العودة الى هنا ..(ثم تنهّد بضيق).. سأدخل المول لأشرب شيئاً ساخناً , فرأسي يكاد ينفجر
وبعد دخوله بدقائق.. تفاجأت نسرين بسيدة تنزل من التاكسي الذي سرعان ما أكمل طريقه , وبجانبه سيدة ظهرت من العدم !
واقتربت منها وهي تلوّح بيدها : مرحباً آنسة نسرين !!
نسرين بدهشة : كيف عرفتي اسمي ؟!
السيدة بابتسامة : زوجي أخبرني عنك ..
السائق : ومن هو زوجك ؟
السيدة : فؤاد , تاجر الخردة .. كما أخبرني عن سرّ المول .. لهذا أتيت الى هنا في عجل
نسرين بحماس : وهل انت مهوسة بالتسوّق مثلي ؟
السيدة بفرح : بالطبع !! فمن من النساء لا تعشق ذلك
نسرين بسعادة : جميل !! كنت أشعر بالملّل وحدي .. هيا تعالي معي لأريك جمال المول
السائق : لحظة ! هي ستراه مهجوراً مثلي
السيدة : لا .. فأنا ذهبت الى المشعوذة البارحة , وطلبت منها تحرير قرينتي فور وصولي الى هنا .. وأظنها هي من ركبت مع السائق قبل قليل , الم تريا الشبه بيننا ؟
نسرين : يبدو انك مجنونة أكثر مني .. وأظننا سنتفق !
السيدة بحماس : اذاً هيا بنا الى الشوبينج المجاني !!
وضحكتا سويّاً ..
السائق بازدراء : كان الوضع ينقصه مجنونة أخرى !
***
في صباح اليوم التالي .. قرّر الصحفي سعيد كتابة كل ما حصل بالمول في مدونته .. لعلّ مقاله الغريب يُعيده الى العمل , بعد رفض دور الصحافة توظيفه لسوء ألفاظه بمقالاته الأخيرة التي كتبها قرينه ..
وبالفعل لم تمضي ايام .. حتى انتشرت مقاطع من تلك المقالة في وسائل التواصل الإجتماعي .. لتتزايد معها الإشاعات حول المول المهجور .. وسرعان ما توجه اليه بعض المغامرين ومحبّي الأشباح .. ليعودوا لاحقاً الى اهاليهم بقرائنهم الشريرة , دون ان تدرك عائلاتهم بقاء اولادهم في المول الذي زادت فيه اعداد الأرواح العالقة مع الأيام ..
وبعد وصول الخبر الى رئيس البلدية , طلب من القضاء الإسراع بقرار الهدم الذي انتظره ورثة صاحب المشروع مدّةً طويلة..
***
ورغم إعتراض احمد وكمال وسعيد وفؤاد على قرار الهدم بحجّة وجود النسخ الأصلية بالداخل , الا ان الشرطة لم تصدّق روايتهم لعدم وجود بلاغات إختفاء لأشخاصٍ في المنطقة ..
وتمّ هدم البناء في الوقت المحدّد .. لتتحرّر القرائن الشريرة للأبد , بعد ان دُفنت اجسادهم الطيبة تحت ركام المول المهجور !
ملاحظة :
ردحذفكان مناماً غريباً شاهدته قبل ايام : وجدت فيه نفسي داخل مول مهجور لمعاينة طناجر متروكة في إحدى محلاّته المهجورة , ثم تفاجأت بسائق الأجرة يتركني هناك ويذهب في نفقٍ طويل !
فأردّت تحويل هذا المنام الى قصةٍ مخيفة .. أتمنى ان أكون توفقتُ في ذلك !
وااااو قصة رائعة للغاية.. سلمت يداكِ أستاذة أمل.
ردحذفخيال خصب ما شاء الله .. وقصة رائعة كالعادة .
ردحذفقصة مذهلة كلعادة ولكني اخطئت حينما قراتها في وقت متخر من الليل
ردحذفما هذا الإبداع...ماهذا الخيال..كم انتي رائعه صديقتي امل..اسف لانني وصفتك بالصديقه وانتي لا تعرفينني فهذا ما كنت اتمناه..اي شيء أقرأه لك هو خارج المألوف..لديك قدره لجذب العقول ..ما اقدر اقول إلا ماشاء الله ..الله لا يحرمنا إبداعك❤كم اتمنى التواصل والحديث معك ! إن لم يكن هناك مانع
ردحذفبل شكراً لك على هذا التعليق الجميل .. واعذرني لأني مشغولة هذه الأيام بصحة والدي الذي سيجري عملية جراحية قريباً , لذلك لست متفرّغة هذه الفترة.. واتمنى ان تعجبك قصصي دائماً .. تحياتي لك
حذفلقد احزنني هذآ الخبر واتمنى وادعو لنجاح عملية والدك وان يحفظه الله لكم ولا يحرمكم منه..وسأدعو له ف الصلاة..وأدعو لك دائما ان تكوني واحبتك بأحسن حال..اسف لم اعرفك بأسمي ف التعليق السابق..واريد اخبارك اني احبك ف الله ي صديقتي ❤
ردحذف"Lost Boy"
هههههه القصه مخيفه قليلا لو تخيلنا انها تحصل في الواقع
ردحذفومع هذا أرى في كثير مقاطع مضحكه في القصه
مااضحكني هي زوجت فؤاد ضحت بحياتها من اجل التسوق
بالنسبه للنهايه فهي حزينه
لقد مات من بقي داخل المول.
عجبني خيالك الواسع
استمري حبيبتي
وتحياتي
الله على هذا الخيال المبدع وعلى هذا الذوق الرفيع وعلى هذا الاحساس الجميل فكم قصة خيالية قرأت في حياتي لكن لم أقرأ مثل هذه القصة الرائعة من أين لك بهذا الخيال الواسع يا أخت أمل ماشاء الله عليك فبسحرك المبدع وخيالك المبهر سحرتيني وادخلتيني الى ذلك المول المهجور فأي كاتبة أنت وأي قلم ساحر تحملين سأجود لك بحبي وتقديري واحترامي ما حييت فأنت جوهرة الكتاب ولؤلؤة الرواة
ردحذفليتني املك قلماً سحرياً ، انما اظنه ملاكي الحارس يعطيني الأفكار قبل دقائق من النوم ..لهذا اضع دائماً دفتراً وقلماً امام وسادتي .. سعيدة ان قصصي تعجب ذوقك .. تحياتي لك
حذفاهلا أختي أمل بل تملكين أكثر من القلم السحري فأنت تملكين تلك الروح التي تفرش الارض فلا وورودا وتعطر الجو مسكا وعودا يسرني أن تردي على تعليقي المتواضع قلتي تضعين قلما ودفترا امام وسادتك ياله من إلهام ماشاء الله عليك انت ذكية جدا فبما أن أفكارك تأتيك قبل النوم فأنا تستهويني القراءة أيضا قبل النوم فأنا أعيش القصة بجميع تفاصيلها وأحيانا اشاركها في منامي وخصوصا اذا كانت قصة رومنسية او تكون قصة خيالية فبما أن ملاكك الحارس يأتيك بهذه الافكار فيجب أن تضعي دفاتر واقلام أنت رائعة يا أخت أمل رائعة بكل المقايسس فأنا أشكرك من أعماق قلبي وفؤادي ولك مني أصدق التحايا وأطيب سلام
ردحذفلا ادري ماذا اقول ! شكراً جداً على كلامك الجميل ، فالتعبير عن رأيك بهذا الشكل الرائع هي موهبة إجتماعية نادرة .. بوركت أخي
حذفقصه رائعه ، ما شاء الله خيالك خصب جداً
ردحذفحقيقة لاتذهب مع أي شخص لاتعرفه لمكان بعيد عن الناس
ردحذف