الاثنين، 22 سبتمبر 2025

منبر الجحيم

تأليف : امل شانوحة 


الجيل النجس

جلس الشيخ فوق سجادته البالية ، أمام كتابه الدينيّ .. مُحاطاً بعشرة صبية من طلاّبه الجددّ.. وبعد صلاته على النبيّ ، طلب منهم الهدوء لبدء الدرس (كما اعتاد منذ شبابه) لكنه لم يشعر برهبتهم من اليوم الدراسي الأول ، بل كانوا وقحين وهم يقلّدون صوته الرخيم ، ويطلقون نكاتهم الساخرة في حضرة الآيات ! 

فأخبرهم بقصص النار والعذاب ، لكنهم لم يرتدعون ! بل تجرّأ احدهم على شدّ لحيته .. بينما الآخر سأله عن إبليس ، كما لوّ كان بطلاً خارقاً ! 

فهدّدهم الشيخ بعصاه ، قبل ان ينتزعها كبيرهم من يده :
- إسمع أيها العجوز !! أنت هنا لتجيبنا على أسئلتنا ، لا ان تلقّنا دينك  
وقبل استيعاب الشيخ ما سمعه ! قال صبيٌ آخر : 
- إحمد ربك أن آباءنا لم يستعبدوك ، أيها الفقير الهرم 

فلم يستطع الشيخ تحمّل الإهانة ، وحاول مغادرة المجلس .. الى أن الصغار اجلسوه بالقوة على سجّادته ، بنظراتهم القاسية ! 
فسألهم بارتباك :
- وما الأسئلة التي تريدون مني اجابتها ؟!

فانهمرت أسئلتهم كالسهام المسمومة : عن تفاصيل الجحيم ، وأسماء الشياطين ، وطرق التلبّس ، وأسرار غواية النساء والرجال.. وأسئلةٌ أقذر من أن تخرج من أفواه صغار ! 
فصرخ فيهم معاتباً : 
- جئت لأعلّمكم الطهارة والصلاة ! فأي جيلٍ نجسٍّ أنتم ؟!! 

لكنهم اكتفوا بضحكاتهم الساخرة .. قبل رؤيته أحد الآباء يُشير له من خارج الصفّ .. فخرج الشيخ اليه شاكياً .. فإذّ بالرجل أكثر فجوراً من الطلّاب ، واضعاً السكين على عنق العجوز وهو يأمره بإجابة اسئلة الصغار دون اعتراض !  

الشيخ مرتجفاً : لا افهم لما تصرّون على تدريسي طلّابكم الجدد ! اين طلاّبي القدامى المحترمين ؟
الأب : تقصد الطلاّب البشريين ؟

وإذّ بالشيخ يسمع اصواتاً غريبة من داخل الفصل ، كالعواء والمواء ! فالتفت للصبيّة .. ليجدهم تجرّدوا من أقنعتهم البشريّة ، بعد ظهور قرونهم وأذيالهم وحوافرهم وجلودهم الحمراء المسلوخة ! حتى الأب تحوّل إلى شيطانٍ مهيب ! 

وكاد الشيخ يسقط مغشياً عليه ، وهو يسأل الأب بخوفٍ شديد :
- اين انا ؟ ومن انتم ؟! 
الأب : انت في باطن الأرض .. في عالم الشياطين .. عقابك المُستحق بعد بيع دينك لغرضٍ دنيويّ سخيف.. وقبل ان تسأل عن قصدي ، سأريك ماضيك المشين 

وفجأة ! ظهر على جدار الفصل ، شاشةٌ كبيرة : ((تعرض مشهداً للشيخ مع زوجته التي طلبت الخلع لقسوته عليها ، وغيرته الخانقة .. ثم شاهد نفسه وهو يحمل فستان زوجته الذي اعطاه للمشعوذ ، وهو يترجّاه ان يُبقيها في منزله بأيّةِ طريقة ! لكن مفعول السحر أمرضها ، حتى ماتت بين يديه .. فجنّ جنون الشيخ الذي قام باقتحام منزل المشعوذ ، وخنقه حتى الموت .. وبذلك جمع بين ذنبيّن من الكبائر : السحر والقتل)) 

ثم اختفت الشاشة ، ليسقط الشيخ باكياً بعد رؤية ذنوبه التي جعلت مارد المشعوذ يعاقبه بتدريس صغار الشياطين الى آخر عمره ! 
وهنا قال الأب الشيطانيّ :
- لقد خنت رسالتك.. ومنذ اليوم ، ستدفع الثمن.. علّم أبناءنا كيف يوسّوسون للبشر ، وكيف يفتنون المؤمنين 

فعاد الشيخ إلى الفصل مُثقلاً بالهموم ، بعد ان فقد أمله بالتوبة .. فحاول الطلّاب استفزاز صمته برميّ الأقلام عليه ، وشتمه بألقابٍ قبيحة !
فاستجمع الشيخ اعصابه ، وهو يقول في نفسه :  
((لا حلّ آخر امامي ، فقد خسرت الجنة بجميع الأحوال)) 

ثم فاجأ طلّابه بضرب طاولته بقوة ، صارخاً بحزم : 
- إخرسوا جميعاً !! .. ألا تريدون معرفة قصة إبليس ، كما وردت في القرآن ؟  

فساد الصمت في الفصل ! وجلس كل شيطانٍ صغير في مكانه ، مُتعطّشاً لمعرفة الحقيقة التي لا يعرفها سوى المُقرّبين من إبليس .. 

في هذه الأثناء .. أغلق الأب الشيطانيّ باب الفصل بهدوء ، وهو يتمّتم بفخر :
((أحسنت يا شيخ.. أدِّ رسالتك الجديدة بإتقان))

وهكذا صار منبر الشيخ ... منبراً للجحيم ! 

هناك 6 تعليقات:

  1. صباح الخير سيده املاااانو


    حقا ماهذة القصة املانو
    هل انا حقا في مدونة امل شانوحه ام اني ظللت الطريق ...
    لا لا لا اخاف ان تكون موهبتك. وافكارك بدأت تنظب ....لا لا لا لن ارضى بذالك. وان كان كذالك حتما سيكون عليا ان اغتالك قبل ان تندثر افكارك....انا اتابع قصصك منذ ان كنت في بطن امي واول قصه لم تعجبني.

    اعذريني ايتها السيدة املانو على كلامي ولكن لابد وان ايقض افكارك واشعل فتيلها

    اتمنا تكون القصة القادمة كما عهدناك ..

    ربما لو تحذفي هذه القصه سيكون من الافضل لان هذه القصه ليست من مستواك سيده املانو

    لن اطيل عتابي و ..وو. و. و.و

    هذه المره
    لن اهتف شعارنا
    لا لافيكياسنيورا لا لالا

    ردحذف
    الردود
    1. الم تسمع بالمشايخ الذين ضلّوا عن الطريق المستقيم ، رغم تعمّقهم بالدين منذ الصغر ؟
      صدّقني هناك عدد لا بأس بهم ، فسدوا بآخر عمرهم .. ومنهم من أفتى خطأ قبل ايام من وفاته !
      ابليس وشياطينه لا يجلسون في البارات ، بل خارج المساجد ..

      هذه قصة لم اكتبها سخرية من رجال الدين والعياذ بالله ، فأنا ابنة شيخ بالنهاية .. لكنها لتنبيه : بأن رجال الدين ليسوا معصومين من الخطأ .. بل العكس ، عليهم الحذر اضعاف مضاعفة من الناس العاديين .. لأن اغوائهم يعتبر انتصاراً لأعداء الدين من شياطين الإنس والجن..

      آسفة ان كانت القصة لم تعجبك ، اتمنى معرفة رأيك بالقصة التالية التي سأنشرها قريباً بإذن الله ..
      لافيكا سينيورا ، ابن اليمن

      حذف
  2. بالعكس قصة ذو معنى و لو تبدو قصيرة جدا كنت افضل ان تكون اطول فعلا رجال الدين العديد منهم كاذبين و عصاة صحيح ما قلتيه امل و هم ليسوا اقلية ابدا و كم من رجال دين و مشايخ يرتدون قناع التقوى و الدين منهم براءة

    ردحذف
    الردود
    1. للأسف هناك رجال ماسون متخفيين تحت قناع الدين ، وظيفتهم : اثارة حماس الشباب الملتزمين للجهاد .. وبعدها يعطون اسمائهم للحكومة ..
      فكم من شباب صالحين انتهت حياتهم بالسجن لسنوات طويلة ، بسبب خطب مشايخهم الحماسية !

      حذف
  3. ماسون او غير ماسون لا اتكلم من هذه الناحية انا اقصد في افعالهم يقولون شيء و يكون افعالهم معصية شخصيا لا اؤمن بالجهاد اشعر انه اختراع المشايخ لغسل دماغ الشباب و استعمالهم ادوات لمشاريع خاريجية و منها الماسونية فالله سبحانه لا اعتقد انه نادى و اوصا بأشياء كهذه الا في حالات استثنائية و و ليس في زمننا ايضا

    ردحذف
    الردود
    1. نعم الجهاد يحتاج لقوة العتاد .. فالرسول قال (الا ان القوة الرمي) ويقصد السهام .. واليوم يعني : قصف الطائرات .. فإذا كنا كدول عربية لا نملك هذه القوة ، فالجهاد يعني انتحار شبابنا ..
      يوماً ما ، ستحدث حرب أرمجدون العظمى .. لكن والله اعلم لن يكون هناك اتصالات او طائرات ، ربما الإنفجار الشمسي يعطّل الشبكات الفضائية .. حينها يصبح الجهاد واجباً على شبابنا ورجالنا .. والله اعلم !

      حذف

البرامج الذكية

تأليف : امل شانوحة  الجهل الإلكتروني في غرفة محادثةٍ سرّية بين العقول الإلكترونيّة الثلاثة : برنامج (ChatGPT) و(Copilot) و(Gemini) تناقشوا ف...