تأليف : امل شانوحة
العرسان المُختطفون
في مستشفيات المدينة ، نُقل المرضى بعد إنهاء عملياتهم الجراحية الى غرف النقاهة .. والذين ما أن استيقظوا من المخدّر ، حتى التفتوا لزوجاتهم وهم يقولون بلا مبالاة :
- انت طالق !!
جملةٌ صادمة نطقوها بعيونٍ خالية من الحنين ، وصوتٍ هادئ بلا غضب ! كأنهم ينفّذون الأوامر طواعيةً ، دون مشاعر امتنان لزوجاتهم اللآتي صبرن طوال فترة مرضهم ومدة عمليّاتهم !
مما جعل بعض النسوة تنهار بالبكاء .. والبعض الآخر صمتن بدهشة ، دون فهمهن سبب هجرانهم المفاجئ !
***
لم تمضي ايام على خروج الأزواج من المستشفى ، حتى بدأوا يختفون الواحد تلوّ الآخر .. وسرعان ما اتُهمت الزوجات بالإنتقام من طلاقهن الغير مبرّر !
وخلال كشف ملابسات القضية .. شاهد المحقّق ما صوّرته كاميرا الشارع : لسيارة احد الأزواج (المُختفيين) بعد اصطدامه بعامود إنارة .. وعندما تجمّعت الناس حول سيارته المحطّمة ، وجدوها فارغة !
وفي فيديو آخر : ظهر أحد الرجال قبل اختفائه بيوم .. وهو يمشي بالشارع ليلاً ، دون انتباهه لإمرأة (تغطي كامل جسمها بعباءةٍ سوداء) تلاحقه بخطى سريعة ، أشبه بالطفو ! .. قبل تبخرهما معاً ، وكأن الأرض ابتلعتهما !
حينها فهم المحقق : ان اختفاء العشرين رجلاً ، هي من الظواهر الخارقة !
لينتشر لاحقاً فيديو لشابٍ وسيم يسرد منامه الغريب : عن جنية بفستان عرس حاولت سحبه لباطن الأرض اثناء نومه .. لكنه تمكّن الهرب منها ، ليسمعها تتمّتم بضيق :
((النوم لا ينفع .. على الرجال ان يكونوا ضعفاء البنيّة ، للسيطرة عليهم .. ليس امامي سوى التوجه للمستشفى ، لخطف مريضٍ مُخدّر))
الشرطة لم تعرّ منامه اهتماماً .. لكن الزوجات العشرين المقهورات ، اتفقن على الذهاب معاً الى مشعوذة تمكنت من ارسالهن الى باطن الأرض
***
في العالم السفليّ .. تفاجأت المطلقات بحفل زواج الجن الجماعيّ ، حيث كُنّ يراقصن ازواجهن الشبه واعيين (كأنهم مازالوا مُخدّرين ، بعيونٍ زائغة وهم مستسلمين لقدرهم)) تحت وقع الطبول الصاخبة ، بألحانها الشيطانية المزعجة !
فهو حفل للجنيّات الأرامل بعد موت ازواجهم بحربٍ طاحنة بين اولاد ابليس ، للفوز بمنصب الوزير الجديد.. حيث قرّرن خطف العرسان الإنسيين ، لسهولة السيطرة عليهم .. بدل رجالهم العصبيين الذين يعشقون التمرّد والحروب !
لكن فرحتهن لم تدم طويلاً ، بعد هجوم الإنسيات المُطلقات على العرس .. لإنقاذ ازواجهن من الجنيات اللآتي حاولن الإفلات من ضرباتهن الموجعة ! بعد أن فقدت المطلقات اعصابهن بسبب غيرتهن الحادةّ .. مُستخدمات اظافرهن الطويلة واسنانهن الحادة لعضّ أذرع الجنيات اللآتي بالكاد هربن من قبضتهن ، بعد اصابتهن بجروحٍ ورضوض ونتف شعورهن الطويلة على ايدي الإنسيات الغاضبات اللآتي استخدمن لاحقاً التعويذة (التي حفظنها من المشعوذة) لإعادة ازواجهم (الشبه واعيين) الى منازلهم في المدينة
وبذلك فشل العرس ، فيما عدا جنية واحدة تمكّنت الإحتفاظ بعريسها الإنسي (التي خطفته فور استيقاظه من غيبوبة دامت شهرين) بعد رفضه العودة مع زوجته (التي تسببت بغيبوبته ، بعد ضرب رأسه بالطنجرة) وتفضيله الجنية عليها ، لحنانها وجمالها الخلّاب.. فعادت زوجته الى فوق ، وهي تشعر بالندم لمعاملتها السيئة لطليقها !
***
بمرور الشهور .. غارت الجنيات من زوجة الإنسي (صاحب الغيبوبة) بسبب دلاله لها ، وطاعته لكل اوامرها .. وهو شيءٌ نادر بعالم الجن المعروفين بقسوتهم مع نسائهم .. لهذا اجتمعن معاً ، لتعديل خطتهن السابقة .. قائلةً رئيستهن :
- خطّة العرس لم تفشل تماماً ، بل علينا المحاولة مجدداً مع مدينةٍ اخرى .. لخطف المرضى قبل استيقاظهم من عملياتهم .. وان وجدنا مصابين بغيبوبة .. نخطفهم ايضاً ، ونوقظهم هنا بطريقتنا .. فالإنسيون حسّاسون ولبقون بتعاملهم مع الأنثى ، بعكس رجالنا عديمي الرحمة والرومنسية !
***
في العاصمة ، وخارج غرف العمليات لأكثر من مستشفى .. اصطفّ طابور من العباءات السوداء (نساء الجن) بانتظار عرسانهم الذين يجرون عملياتٍ جراحية بالداخل !
وكأن إنتقال الرجال الإنسيين الى العالم السفليّ ، متوقفاً على غفوة التخدير!
***
وفي احدى المستشفيات ، تفاجأت زوجة (انسيّة) بإمرأة (بعباءتها السوداء) تُسرع نحو نقّالة زوجها (الغائب عن الوعي بعد حادثٍ مروريّ) وهي تهمس له :
- عندما تستيقظ .. سآخذك لعالمٍ ساحر ، لا تشعر فيه بألمٍ او حزن.. أكون فيه اميرتك وانت مليكي
ثم وقفت بعيداً عن الزوجة المتفاجئة من جرأتها ووقاحتها !
وما ان خرج الطبيب لإخبار الأهل بنجاح العملية .. حتى اختفت المرأة المجهولة مع المريض من كاميرا المستشفى ، ومن العالم كلّه!
الكاتبة عندها خامة قوية وخيال مناسب للرعب الأسطوري، لكن أسلوبها أقرب إلى كتابة تجريبية أو هاوية متقدمة وليس بعد على مستوى “كاتبة محترفة” بالمفهوم الأدبي الكامل. تحتاج للعمل على: التوصيف الحسي، تقليل التكرار، بناء الشخصيات، وتمهيد التحولات الخارقة بطريقة تجعل القارئ يصدق القفزات
ردحذفيهمّني فئة المراهقين اكثر من غيرهم
حذف