الأحد، 14 سبتمبر 2025

طوابير الظلال

تأليف : امل شانوحة 

العرسان المُختطفون


في مستشفيات المدينة ، نُقل المرضى بعد إنهاء عملياتهم الجراحية الى غرف النقاهة .. والذين ما أن استيقظوا من المخدّر ، حتى التفتوا لزوجاتهم وهم يقولون بلا مبالاة : 

- انت طالق !!


جملةٌ صادمة نطقوها بعيونٍ خالية من الحنين ، وصوتٍ هادئ بلا غضب ! كأنهم ينفّذون الأوامر طواعيةً ، دون مشاعر امتنان لزوجاتهم اللآتي صبرن طوال فترة مرضهم ومدة عمليّاتهم !

مما جعل بعض النسوة تنهار بالبكاء .. والبعض الآخر صمتن بدهشة ، دون فهمهن سبب هجرانهم المفاجئ !

***


لم تمضي ايام على خروج الأزواج من المستشفى ، حتى بدأوا يختفون الواحد تلوّ الآخر .. وسرعان ما اتُهمت الزوجات بالإنتقام من طلاقهن الغير مبرّر !


وخلال كشف ملابسات القضية .. شاهد المحقّق ما صوّرته كاميرا الشارع : لسيارة احد الأزواج (المُختفيين) بعد اصطدامه بعامود إنارة .. وعندما تجمّعت الناس حول سيارته المحطّمة ، وجدوها فارغة !


وفي فيديو آخر : ظهر أحد الرجال قبل اختفائه بيوم .. وهو يمشي بالشارع ليلاً ، دون انتباهه لإمرأة (تغطي كامل جسمها بعباءةٍ سوداء) تلاحقه بخطى سريعة ، أشبه بالطفو ! .. قبل تبخرهما معاً ، وكأن الأرض ابتلعتهما !

حينها فهم المحقق : ان اختفاء العشرين رجلاً ، هي من الظواهر الخارقة !


لينتشر لاحقاً فيديو لشابٍ وسيم يسرد منامه الغريب : عن جنية بفستان عرس حاولت سحبه لباطن الأرض اثناء نومه .. لكنه تمكّن الهرب منها ، ليسمعها تتمّتم بضيق :

((النوم لا ينفع .. على الرجال ان يكونوا ضعفاء البنيّة ، للسيطرة عليهم .. ليس امامي سوى التوجه للمستشفى ، لخطف مريضٍ مُخدّر))


الشرطة لم تعرّ منامه اهتماماً .. لكن الزوجات العشرين المقهورات ، اتفقن على الذهاب معاً الى مشعوذة تمكنت من ارسالهن الى باطن الأرض

***


في العالم السفليّ .. تفاجأت المطلقات بحفل زواج الجن الجماعيّ ، حيث كُنّ يراقصن ازواجهن الشبه واعيين (كأنهم مازالوا مُخدّرين ، بعيونٍ زائغة وهم مستسلمين لقدرهم)) تحت وقع الطبول الصاخبة ، بألحانها الشيطانية المزعجة !


فهو حفل للجنيّات الأرامل بعد موت ازواجهم بحربٍ طاحنة بين اولاد ابليس ، للفوز بمنصب الوزير الجديد.. حيث قرّرن خطف العرسان الإنسيين ، لسهولة السيطرة عليهم .. بدل رجالهم العصبيين الذين يعشقون التمرّد والحروب !


لكن فرحتهن لم تدم طويلاً ، بعد هجوم الإنسيات المُطلقات على العرس .. لإنقاذ ازواجهن من الجنيات اللآتي حاولن الإفلات من ضرباتهن الموجعة ! بعد أن فقدت المطلقات اعصابهن بسبب غيرتهن الحادةّ .. مُستخدمات اظافرهن الطويلة واسنانهن الحادة لعضّ أذرع الجنيات اللآتي بالكاد هربن من قبضتهن ، بعد اصابتهن بجروحٍ ورضوض ونتف شعورهن الطويلة على ايدي الإنسيات الغاضبات اللآتي استخدمن لاحقاً التعويذة (التي حفظنها من المشعوذة) لإعادة ازواجهم (الشبه واعيين) الى منازلهم في المدينة  


وبذلك فشل العرس ، فيما عدا جنية واحدة تمكّنت الإحتفاظ بعريسها الإنسي (التي خطفته فور استيقاظه من غيبوبة دامت شهرين) بعد رفضه العودة مع زوجته (التي تسببت بغيبوبته ، بعد ضرب رأسه بالطنجرة) وتفضيله الجنية عليها ، لحنانها وجمالها الخلّاب.. فعادت زوجته الى فوق ، وهي تشعر بالندم لمعاملتها السيئة لطليقها !

***   


بمرور الشهور .. غارت الجنيات من زوجة الإنسي (صاحب الغيبوبة) بسبب دلاله لها ، وطاعته لكل اوامرها .. وهو شيءٌ نادر بعالم الجن المعروفين بقسوتهم مع نسائهم .. لهذا اجتمعن معاً ، لتعديل خطتهن السابقة .. قائلةً رئيستهن :

- خطّة العرس لم تفشل تماماً ، بل علينا المحاولة مجدداً مع مدينةٍ اخرى .. لخطف المرضى قبل استيقاظهم من عملياتهم .. وان وجدنا مصابين بغيبوبة .. نخطفهم ايضاً ، ونوقظهم هنا بطريقتنا .. فالإنسيون حسّاسون ولبقون بتعاملهم مع الأنثى ، بعكس رجالنا عديمي الرحمة والرومنسية !  

***


في العاصمة ، وخارج غرف العمليات لأكثر من مستشفى .. اصطفّ طابور من العباءات السوداء (نساء الجن) بانتظار عرسانهم الذين يجرون عملياتٍ جراحية بالداخل !

وكأن إنتقال الرجال الإنسيين الى العالم السفليّ ، متوقفاً على غفوة التخدير!

***


وفي احدى المستشفيات ، تفاجأت زوجة (انسيّة) بإمرأة (بعباءتها السوداء) تُسرع نحو نقّالة زوجها (الغائب عن الوعي بعد حادثٍ مروريّ) وهي تهمس له :

- عندما تستيقظ .. سآخذك لعالمٍ ساحر ، لا تشعر فيه بألمٍ او حزن.. أكون فيه اميرتك وانت مليكي   

ثم وقفت بعيداً عن الزوجة المتفاجئة من جرأتها ووقاحتها ! 


وما ان خرج الطبيب لإخبار الأهل بنجاح العملية .. حتى اختفت المرأة المجهولة مع المريض من كاميرا المستشفى ، ومن العالم كلّه!


هناك تعليقان (2):

  1. الكاتبة عندها خامة قوية وخيال مناسب للرعب الأسطوري، لكن أسلوبها أقرب إلى كتابة تجريبية أو هاوية متقدمة وليس بعد على مستوى “كاتبة محترفة” بالمفهوم الأدبي الكامل. تحتاج للعمل على: التوصيف الحسي، تقليل التكرار، بناء الشخصيات، وتمهيد التحولات الخارقة بطريقة تجعل القارئ يصدق القفزات

    ردحذف

البرامج الذكية

تأليف : امل شانوحة  الجهل الإلكتروني في غرفة محادثةٍ سرّية بين العقول الإلكترونيّة الثلاثة : برنامج (ChatGPT) و(Copilot) و(Gemini) تناقشوا ف...