تأليف : امل شانوحة
الإنقاذ البطوليّ
في مكتب الجنرال الإسرائيلي الذي سأل باهتمام :
- ما آخر المستجدّات ؟
الضابط : نجحت خطتنا ، سيدي .. أغرينا اهالي القدس بالعيش في المبنى الضخم الذي بنيناه بعيداً عن محيط المسجد ، والمزوّد بكافة الخدمات الرئيسيّة .. خصوصاً بعد تسلّمهم سندات الملكيّة ، مقابل منازلهم المتهالكة القريبة من المسجد الأقصى
الجنرال بضيق : لا اريد سماع هذا الإسم ثانيةً !! فقريباً سنبني هيكل سليمان مكان المسجد ، كما حلم آبائنا واجدادنا
- لكن للأسف يوجد خبرٌ سيء
- ماهو ؟
الضابط : لم يبقى سوى منزلٌ واحد ، يرفض اهله تركه بأيّ ثمن !
الجنرال غاضباً : اذاً فجّروه بمن فيه !!
- لا نستطيع .. فأحد جدرانه مُتصلاً بحائط المبكى
- وكم عدد اولئك الملاعين ؟
الضابط : عائلة مكوّنة من جد وكنّته وثلاثة احفاد .. كبيرهم مراهق ، وصغيرهم طفلٌ صغير
- الا يوجد رجال ؟
- والدهم مُعتقل لدينا منذ سنوات .. وأخوهم الأكبر استُشهد خلال رميه الحجارة على جنودنا بالإنتفاضة السابقة
الجنرال : اذاً هدّدهم بأذيّة والدهم إن لم يخرجوا طوعاً من المنزل
- الأب أعند منهم ! فهو من شجّعهم على البقاء في المنزل حتى الرمق الأخير
الجنرال بابتسامةٍ خبيثة : اذاً سنحقّق أمنيّته
- ماذا تقصد ؟
- أغلقوا بابهم ونوافذهم بالطوب والإسمنت .. واقطعوا عنهم الماء والكهرباء والإنترنت .. وامنعوا دخول المؤنة اليهم .. وضعوا الحرس حول المنزل ، مانعين احد الإقتراب منهم .. وبموتهم جوعاً ، نُربي البقيّة على طاعة اوامرنا .. وبعد إفنائهم .. نهدم المنزل فوق جثثهم ، ونترك الجدار المُتصل بحائط المبكى سليماً .. هيا إذهب ونفّذ الأوامر ، ماذا تنتظر؟
الضابط : من الأفضّل اغلاق منافذهم مساءً ، اثناء نوم الجميع .. كيّ لا نلفت انظار الجيران والمارّة ، لمعاناة تلك العائلة
- حسناً ، نفّذ الأمر هذه الليلة التي ستكون آخر مرة ينظرون فيها لقبّتهم الذهبيّة .. فبعد موتهم !! سيتم تدمير المسجد على مرأى العالم كلّه ، الذي سيشهد بناء هيكلنا دون اعتراضٍ او مقاومة
- حاضر سيدي !!
***
في تلك الليلة من ايام الصيف الحارقة .. إستيقظ المراهق (16 سنة) بعد شعوره بحرارةٍ مفاجئة ! فأراد فتح نافذته ، لإدخال بعض الهواء الى غرفته الخانقة .. ليتفاجأ بانسدادها بالطوب من الخارج !
فأسرع الى بقيّة نوافذ المنزل ، ليجدها جميعاً مُغلقة بإحكام ..
واستيقظت عائلته على صراخه الغاضب ، اثناء محاولته كسر الباب الرئيسيّ لمنزله الذي سُدّ ايضاً بجدارٍ من الطوب !
وعندما حاولت امه اضاءة النور لمعرفة المشكلة ، إنصدمت من انقطاع الكهرباء .. بهذا الوقت ، سمعوا صراخ الجد من الحمام بعد انقطاع الماء !
بينما الفتاة الصغيرة (11سنة) تخبرهم بعدم وجود إنترنت بعد محاولتها الإتصال بعمها ، للقدوم اليهم وحلّ المشكلة !
وبعد اجتماع العائلة المنكوبة بالصالة ، بعد اضاءة الأم لإحدى الشموع..
الجد : يبدو ان الملاعين قطعوا عنها كل وسائل الحياة ، بعد رفضنا بيع منزلنا !
الصغيرة بخوف : هل يعني اننا سنموت جوعاً ، يا جدي ؟
المراهق وهو يحاول تهوئة عائلته بقطعة كرتون من شدّة حرارة المنزل :
- هذا إن لم نختنق اولاً ، بعد إغلاقهم جميع المنافذ
الأم : كان بإمكانهم تهديدنا بالشتاء ، لكنهم تقصّدوا حبسنا بعزّ الصيف !
الجد بقلق : هذا ونحن بالمساء ، فكيف ستكون حرارة ظهر الغد ؟ عدا عن حرماننا من المياه ، للإستحمام وتخفيف سخونة جسمنا !
الأم : رجاءً عمي ، لا تخيف الأولاد
الصغيرة وهي تمسح دموعها : ماذا بشأن اخي ؟ فهو لم يتجاوز عامه الأول .. كيف سندبّر له الحليب فور انتهاء القارورة التي لدينا؟!
المراهق : برأيّ علينا الليلة ، أكل جميع الطعام الذي سيفسد بعد انقطاع الكهرباء عن الثلاّجة ..
الأم : هذا عدا عن مشكلة الإضاءة ، فليس لدينا سوى عشرة شموع في المنزل !
الجد : ضعي واحدة بالحمام
الأم : اذاً سآخذ شمعة ثانية للمطبخ ، لتحضير الطعام الذي سيفسد دون تبريد !
الصغيرة : الا تظنون ان احدهم سيساعدنا للخروج من هنا ؟
المراهق : لا اعتقد .. فقبل استيقاظكم ، صرخت كالمجنون وانا احاول كسر باب منزلنا .. لأسمع مُجنّد صهيوني يقول من الخارج : ((لا تحاول يا صبيّ ، فمنزلكم محاصر بالجنود .. ستبقون بالداخل حتى موتكم ، دون علم احد بمعاناتكم))
الجد : ليتك لم تخبرنا ، فهذا تأكيد على نهايتنا
الأم : عمي ! ماذا سنفعل الآن ؟
الجد : نأكل اولاً ، ثم نقيم الليل بالصلاة والدعاء .. لا شيء آخر يمكننا فعله .. فذنبنا الوحيد ، إن منزلنا مُطلّ على المسجد الأقصى الشريف .. وحتماً سيجعلوننا عبرة للجميع !
ثم قام مُتثاقلاً نحو الكنبة ..وأخذ يضرب بكفّيه عليها ، محاولاً التيممّ لبدء صلاة التهجّد .. بينما المراهق يفكّر في نفسه :
((لن اجلس مكتوف الأيدي ، وعائلتي تموت امامي ببطءٍ وألم .. فوالدي وصّاني بهم بآخر زيارة له في السجن ، وسأكون على قدر المسؤوليّة))
ثم دخل غرفته ، مُغلقاً الباب على نفسه .. بعد اخذه شمعةً ثانية معه
واثناء وضع الأم الطعام بالصالة ، سألت عن ابنها .. فأخبرتها ابنتها : أنه امضى ساعة لوحده في غرفته ، مع صوتٍ غريب يصدر من هناك !
فنادته امه لتناول الطعام قبل فساده .. فخرج من غرفته مُتعرّقاً ، وموسّخاً ملابسه بالتراب ! لكنه رفض التحدّث قبل انهاء طعامهم ..
وبعد نوم الفتاة وهي تحتضن اخاها ، بعد شربه آخر ما تبقى من قارورة الحليب التي يملكونها
الجد بصوتٍ منخفض : هآقد نام اخوتك ، كما طلبت .. إخبرنا بما كنت تفعله بالغرفة ؟
المراهق : أليست غرفتي الوحيدة التي لديها ارضيّة ترابيّة في كل المنزل ؟
الأم : هذا لأن مالنا نفذ قبل تبليطها
ابنها : وهذا من حسن حظنا .. فقد أخذت رفش جدي ، وبدأت بحفر ارضيّة غرفتي الى ان وصلت الى متر خلال ساعةٍ واحدة !
الجد باهتمام : هل ستحفر نفقاً الى خارج المنزل ؟
المراهق : نعم !! فغرفتي مُتصلة بحائط المبكى ، لهذا لن يجرأوا على تفجيرها .. كما لن يحرسها الجنود من الجهةٍ المقابلة ، حتى لا يثيروا ذعر الحاخامات الذين يدعون خلف جدار غرفتي .. فأنا اسمع ترانيمهم طوال حياتي ! وطالما حائط المبكى مُغلقاً في المساء .. سأقوم بالحفر كل ليلة ، لحين خروجي من هنا على هيئة يهوديّ
الأم بقلق : ماذا تعني ؟!
- ألستِ خياطةً ماهرة يا امي ؟ اريدك ان تُخيطي طقماً رسمياً اسوداً ، يشبه ما يلبسه المتدينون منهم.. وسأقصّ بعضاً من شعر اختي المتموّج ، للصقه كخصل على جانبيّ وجهي .. وبعد خروجي ، سأركض الى شقة اعمامي في المبنى الجديد .. وسآخذ معي الجوال الذي صوّرت فيه معاناتنا ، لنشره لاحقاً بالإنترنت .. كل ما عليكم فعله هو الصمود لحين عودتي مع الثوّار الى هنا .. هل يمكنكم فعل ذلك ؟
الأم : احتاج يومين لتحويل ستارتي السوداء الى طقمٍ رسميّ لك
ابنها : وانا احتاج يومين الى ثلاثة لإنهاء الحفر .. المهم ان لا تعرف اختي الموضوع ، لربما صرخت للجنود في الخارج عن محاولتي إنقاذكم .. لهذا سنعمل بسرّيةٍ مطلقة ، فالصغار لا يمكن التنبؤ بأفعالهم .. وانت يا جدي ، هل يمكنك الصمود دون ادويّتك الطبّية ؟
الجد : ان كان مُقدّراً لي العيش ، سيطيل الله عمري دون حاجتي لهم .. وفي حال لم أصمد دون دواء الضغط والقلب ، فقد عشت حياتي كاملة ولله الحمد .. وأتوق فعلاً لرؤية زوجتي المرحومة ، وكل معارفي الذين استشهدوا قبلي ..
كنّته : رجاءً عمي ، احتاجك معي بفترة غياب ابني
الجد : سأحاول على قدر صحتي .. المهم ان توفّري الطعام لحين نجاتنا
كنّته : لديّ كيس طحين ، يكفينا لصنع بعض الأرغفة التي يمكن تغميسها بالزيت
ابنها : وماذا بشأن الماء ؟
الأم : لديّ جالون واحد .. المشكلة بمياه الإستخدام
ابنها : إتركوا المياه للشرب فقط ، لحين عودتي
الأم : عليك الإسراع بالعمل ، قبل إختناقنا من قلّة الأوكسين .. بالإضافة للرائحة الخانقة التي ستصدر من حمامٍ دون مياه !
ابنها : سأفعل كل طاقتي ..وفي الصباح سأحفر بيديّ ، لأن الرفش يصدر صوتاً .. ولا اريد للجنود بالخارج ، التنبوء بمحاولتي الهرب
الجد : وانا سأدعي طوال الوقت لنجاح خطتك بإنقاذنا ، يا بطل !!
***
خلال الأيام الثلاثة التالية ، قلّ عندهم الطعام والماء بشكلٍ مُقلق .. وبدأ الصغير يبكي بشكلٍ مستمرّ من صعوبة تنفّسه بهواء المنزل الملوّث ، مع سخونة الجوّ الخانقة .. بينما الفتاة تُنشد الأغاني الثوريّة طوال الوقت ، كأن قلّة الأكسجين أضرّ بسلامة وعيها !
اما الجد : فأمضى الوقت بقراءة القرآن الذي يحفظه غيباً ، لعتمة المنزل حتى بساعات الصباح !
اما الأم : فحاولت الإسراع بالخياطة على ضوء الشمع الخافت ، خوفاً من نفاذه !
بينما ابنها المراهق يحفر ليل نهار ، الى ان تمكّن من صنع حفرة صغيرة توصله للجهة المقابلة من حائط المبكى ..
***
وفي الليلة الخامسة ، في منتصف الليل .. وضع المراهق طقمه الأسود (الذي خاطته امه) داخل كيسٍ بلاستيكيّ ، للبسه فور خروجه من الحفرة .. وقام بقصّ خصلتيّ شعر من اخته (النائمة) وألصقهما بعناية بطرفيّ وجهه .. ثم قبّل جبين الصغيرة .. قبل توديعه جده وامه .. وعندما قبّل رأس اخيه النائم ، قال لأمه بقلق :
- حرارته مرتفعة !
الأم بحزن : اعلم ذلك ، لكني لم اردّ إخافتك .. المشكلة انه لم يعد لدينا ماء ، لتخفيف حرارته !
المراهق : سأحاول الإسراع قدر الأمكان ، للوصول للعمارة الجديدة
الجد : لكنها تبعد 2 كيلومتر من هنا !
- سأركض بكل ما اوتيت من قوة
الأم : لا تنسى تغيّر ملابسك السوداء قبل وصولك لمبنى الفلسطينيين
- اكيد امي !!
وحضن امه مودّعاً .. بينما جده يلهج بالدعاء وهو يراه يزحف بصعوبة من الحفرة الضيّقة الى خارج المنزل ، حاملاً الكيس معه
***
في الخارج .. وبعد لبسه الطقم الأسود ، والتأكّد من إلتصاق خصلتيّ الشعر على جانبيّ وجهه جيداً .. حاول الخروج من محيط الحائط المبكى ، ليتفاجأ باقتراب جنديّن من المكان !
فسارع نحو الحائط وهو يهزّ رأسه ، مُردّداً بعض ترانيمهم التي حفظها على مدى سنوات (بعد سماعها دائماً من خارج غرفته)
فناداه احد الجنديّن : يا ولد !! ماذا تفعل عندك ؟!
ولأن والده (المسجون) علّمه العبريّة في صغره (لحكمة تعلّم لغة الأعداء) فقد اقترب منهما ، قائلاً بثقة :
- هو نذر ، بعد نجاحي بالمعهد .. وأتيت الى هنا للصلاة ، شكراً لأدونايّ (الربّ بالعبرية)
الجندي الآخر : أفي منتصف الليل ؟!
المراهق بنبرةٍ قوية : الم اقل انه نذر ؟!!
- مازلت صغيراً للقدوم لهذه المنطقة الشائكة .. عُدّ الى بيتك حالاً !!
المراهق : سأفعل الآن ، بعد ان وفّيت نذري
وقبل خروجه من هناك ، أوقفه الجندي وهو يسأله : عن اسمه وعنوان منزله ؟
المراهق : اسمي داود .. (ثم اشار للأمام).. ابي جندياً في ذلك المعسكر
- وما اسمه ؟
المراهق بعصبية : وهل تعرف جميع المُجنّدين في هذا المكان ؟!! دعني اذهب اليه .. فهو ينتظرني ، ليعيدني الى بيتي قبل استيقاظ امي ومعاقبتي على خروجي من المنزل دون اذنها
فضحكا عليه ..
الجندي : للحظة ظنناك يهوديّاً قوياً ! فلا احد تجرّأ على القدوم وحده الى هنا ، خصوصاً في المساء .. لكن يبدو مازلت مراهقاً متهوّراً
الجندي الآخر ساخراً : هيا عُدّ الى ماما ، قبل معاقبتك بوضع الحرّ على لسانك
فركض المراهق بأسرع ما يمكنه ، وهو يسمع ضحكاتهما (ظناً بخوفه من عقاب والدته)
^^^
وما ان خرج من محيط الجيش (المتجمّع حول المسجد الأقصى الذي بات فارغاً بالشهريّن الفائتين .. بعد قرار منع المُصلّين الوصول اليه ، دون اعتراض الدول المجاورة على ذلك !) حتى اعاد الطقم الرسميّ الى الكيس البلاستيكيّ الذي خبّأه فوق الشجرة ، لعلّه يحتاجه بطريق العودة .. وأكمل راكضاً بملابسه المُتربة باتجاه العمارة الحديثة
الى ان سقط قرب ادراج المبنى ، بعد جفاف جسمه الذي انهار تعباً بعد خمسة ليالي من الحفر المتواصل (ليل نهار) حتى تجرّحت كل اصابعه !
^^^
ليستيقظ في منزل بوّاب العمارة (الفلسطينيّ) وهو يغسل وجهه بالماء .. ليسارع المراهق بخطف الكوب من يده ، لشرب المياه .. لكن الحارس أشربه على دفعات ، بعد ملاحظة جفاف شفتيّه !
- هل كنت بالصحراء يا بنيّ ؟!
فلم يخبره المراهق بشيء ، بل طلب إيصاله الى شقه عمه
وفي الطابق العلويّ .. وما ان فتح عمه الباب ، حتى انهار المراهق باكياً بين احضانه !
^^^
وفي الداخل .. تجمّع اعمامه الثلاثة حوله ، وهم مصدومين مما سمعوه ! فهم لم يعلموا بأن عائلة اخيهم المسجون يموتون جوعاً وعطشاً تحت التعتيم الإعلاميّ
وعلى الفور !! قام اصغر اعمامه بإيقاظ جميع الجيران في تلك الليلة المُقمرة ، وأمر رجالهم بالتجمّع السرّي في قبوّ المبنى.. وهناك استمعوا الى المراهق وهو يخبرهم بتفاصيل الحادثة .. ليفاجئهم البوّاب قائلاً :
- في غرفة المولّد .. يوجد خزّان حديديّ فارغ ، مليء بالأسلحة والذخائر التي جمعتها من الثوّار قبل القبض عليهم.. يمكنكم استخدامها لإنقاذ العائلة المنكوبة
فأراد احدهم التكبير بعلوّ صوته ، لكن المراهق اوقفه :
- رجاءً لا تصدر صوتاً !! اخاف ان يسمعك جنود العدو في الخارج ، فأنا لا اريد المخاطرة بحياة عائلتي.. اريدكم ان تخطّطوا بذكاء ، لإخراج اهلي سالمين .. فلا اظنهم سيبقون احياءً حتى الصباح
***
قبيل الفجر .. تفاجأ الجنود (المحيطون بالمنزل) بعشرات الرجال المُلثّمين يهجمون نحوهم وهم يطلقون الرصاص باتجاههم .. بينما شبابهم (بقيادة المراهق البطل) يرشقونهم بالحجارة من نبالهم المطاطيّة .. مما اخاف الجنود العشرة الذين سارعوا بركوب شاحنتهم ، والهروب من المكان !
وعلى الفور !! قام الرجال (باستخدام المعاول) بكسر الطوب الموجود على النوافذ والباب الرئيسي للمنزل المحاصر .. الى ان تمكّنوا مع تباشير الصباح من اقتحام المنزل ، ليجدوا العائلة مُستلقية على الأرض دون حراك ! ورائحة المنزل لا تطاق .. فأقفلوا باب الحمام الملوّث ..وحملوهم للخارج
بينما سارع المراهق بوضع رضّاعة الحليب (التي اخذها من زوجة عمه) بفم اخيه .. لكن مهما حاول إطعامه ، لم يستيقظ الصغير ! وكذلك جده الذي وجدوه ميتاً فوق سجادة الصلاة !
اما الأم وابنتها : فاستيقظتا بصعوبة بعد إشرابهما الماء .. بينما الرجال تُهلّل وتحمد الله على سلامتهما ..
اما المراهق : فاحتضن اخاه المتوفي وهو يبكي على خسارته هو وجده ، وهو يشعر بتأنيب الضمير على تأخّره بإنقاذهما .. فحاول اعمامه مواساته على مصيبته ، وتذكيره بعمله البطوليّ الذي أنقذ بقيّة عائلته
***
في اليوم التالي.. نشر المراهق كل الأحداث المصوّرة بوسائل التواصل الإجتماعي ، ليضجّ العالم ضدّ الجريمة النكراء بعد الليالي الخمسة من الحجزّ اللا إنساني ! مما اجبر اليهود على تأجيل خطّة هدم المسجد ، بعد عودة عشرات الأهالي لبيوتهم القديمة ، تاركين شققهم الفخمة ! بعد إصرارهم على البقاء بجوار الأقصى لحمايتها كما فعلت العائلة المنكوبة .. بينما تحسّر الجنرال لعدم تفجيره منازلهم القديمة فور خروجهم منها !
في الوقت الذي نجح فيه المتظاهرون حول العالم مع الضغط الإعلامي على إجبار الحكومة الإسرائليّة بتسريح والد المراهق من السجن وعودته لأهله الذين رغم فوز نضالهم ، الا ان الأم وابنتها أصرّتا على الخروج من المنزل بعد موت الرضيع والجد فيه ! فرضخ الأب لبيع منزله المميّز ، لعائلةٍ فلسطينيّة مُكوّنة من ثماني شبابٍ اشدّاء ، وعدوه بفداء منزله حتى آخر رجلٍ منهم !
بينما سافر هو وبقية عائلته كلاجئين في الأردن الذين استقبلوا ابنه المراهق بالزغاريد ورقص الدبكة ، إحتفالاً بالبطل الذي انقذ عائلته من موتٍ محتّم !
هذه من القصص الفخورة بها ، اتمنى ان تعجبكم
ردحذفمرحبا سيده املانو
ردحذففلنفتخر حدّ الثمالة
ولنثمل فخرا واعتزاز بقدسنا
فلنفتخر فخرا حتا يتعجب اهل السماوات والارض
فلنفتخر حتا نذوب فخرا
فلنفتخر حتا يتعجب الفخر من فخرنا
فلنفتخر ونضع الفخاخ والمصيده يا كاسرة خاطري
لدي فضول ينهشني نهشا انهاشا
ما اسم الصبي هاهاهاهههههخههه
املانو احيانا استفزك بسؤالي هذا الذي صدع راسك وسوف يصدع راسك وربما سؤالي سيجلب الشيب لرأسك هههههههه فقط من باب الدعابه
هيا ما اسم الصبي! !!!!!
ختاما ايتها السيدة املانو لان خاطري مكسور
فلتهتفي بمفردك شعارنا
..................
كنت محتارة بين اسم : نضال ، واسم عزّام للمراهق .. لكني فضلت ترك ذلك لمخيّلة القرّاء..
حذفسعيدة ان قصتي جعلتك تشعر بالفخر
لافيكا سنيورا ، ابن اليمن