الجمعة، 4 يوليو 2025

ثورة العشاق

تأليف : امل شانوحة 

 

المشاعر المكبوتة


إنفصلت مركبة جيم عن المكّوك الفضائي ، ضائعاً بالفضاء وحده بعد انقطاع اتصاله بزملائه ومركز الناسا .. ليبقى مُحتجزاً لساعات في صمتٍ قاتل ، دون إشاراتٍ او طنين .. مجرّد فراغٌ مظلم ، يؤكّد انتهاء احلامه المستقبليّة.. ومع ذلك حاول الرائد الأمريكي توفير طعامه ومياهه المحدودة ، رغم علمه بهلاكه الوشيك ! 


وفجأة ! تسارع كل شيءٍ حوله .. كأن مركبته دخلت في مجالٍ مغناطيسيّ لكوكيبٍ صغير ظهر من العدم !

فسارع الى خرائطه لمعرفة وجهة مركبته ، بعد فقده السيطرة على اجهزته الإلكترونيّة .. ليكتشف انه كويكب جديد لم يلاحظه العلماء بعد ! 


وهنا ادرك أنه امام أمريّن : اما الهبوط بسلام في عالمٍ جديد .. او تحطّم مركبته بالفضاء ، بفعل الجاذبيّة المُحيطة للكويكب المجهول ! 


فأغمض عيناه وهو يتذكّر ماضيه ، وكل الإمتحانات والتجارب القاسية التي مرّ بها ، لكيّ يتم إختياره لمهمّته الإنتحاريّة ! 

^^^


وماهي الا دقائق ، حتى هبط مكّوكه بسلام فوق الكويكب الأسود الذي لم يكن عبارة عن حفرٍ وتلالٍ حجريّة فحسب ! بل مدينةً متكاملة بُنيّت بشكلٍ منظّم ، تحت قبّةٍ زجاجيّة ضخمة .. وبذهولٍ تام ، إقترب من بوّابتها .. ليسمح حارسها العجوز بدخوله ، وهو يسأله بدهشة :

- من تكون يا هذا ؟!

جيم بصدمة : آسف ، لا أفهم لغتك ! لكنك تبدو بشريّاً ، ولست كائناً فضائيّاً!

الحارس : آه ! تتكلّم الإنجليزيّة .. لحظة واحدة 


وأخرج الحارس جهازاً متطوّراً ، يُترجم كلامه للغة السائدة على الكويكب .. وبعد فهمه السؤال ، اجابه : 

- نعم ، نحن بشرٌ مثلك 

جيم : وكيف حصل هذا ؟ ومتى انتقلتم الى هنا ؟! وكيف طوّرتم أجهزتكم مثلنا ؟! 


وقبل ان يجيبه الحارس .. لمح جيم فتاةً بغاية الروعة والبراءة ، تمرّ بالصدفة من هناك ! والتي نادت الحارس من بعيد :

- من معك ، يا عم ؟!!

الحارس : تعالي يا ابنتي !! وخوذي الغريب لمقرّ المخابرات ، فأنا لا استطيع ترك البوّابة .. هو يتكلّم الإنجليزية ، وجيلكم بارعٌ بهذه اللغة المعقّدة 


فتوجّه جيم لها طواعيّةً ، لأن عيونها العسليّة اللامعة أذابت قلبه من النظرة الأولى !

^^^


وفي الطريق .. أخبرته إيزابيلا أنهم من سكّان حضارة مايا ! الشعوب الأصيلة لأميركا الوسطى ، من نسل الهنود الحمر.. ولغتهم هي (بروتو-مايا).. وأن حضارتهم على الأرض تجاوزت 2500 عام 

جيم بصدمة : لكن حضارتكم إندثرت في القرن التاسع بعد الميلاد ، حسب معلوماتي عنكم !

- نعم ، بسبب الجفاف والحروب وتدهوّر الموارد الطبيعيّة .. الى ان علم مشعوذنا بقرب هلاكنا .. وأخبر قائدنا الذي تعاون مع علماء الجن على بناء صاروخٍ ضخم يُخرجنا من الأرض .. 

- وهربتم جميعاً الى هنا ؟!


إيزابيلا : لا ! هذا مُحال .. بل اختار زعيمنا الأول نُخبة من شعبه : كالأطباء والمزارعين والعمّال والموهوبين ، ايّ ما يقارب 500 راكباً فقط .. وبمعاونة الجن والشياطين ، بنينا هذه القبّة الزجاجيّة التي توفّر لنا الهواء والإضاءة والماء للزراعة داخلها .. وانا من الجيل العشرين للناجين 500 .. وقائدنا الحالي هو من سلالة ملكنا الأول الذي حكم هذا الكوكيب.. وعددنا الآن تجاوز 200 الف نسمة .. (ثم تنهّدت بحزن) .. لكن يبدو عددنا لن يزيد مستقبلاً ، بعد تطبيق قانون قائدنا الجائر الذي فرضه قبل عشر سنوات ! 

جيم باهتمام : وماهو ؟

- منع مشاعر الحب بيننا .. وأيّ اثنيّن يتبادلا الودّ ، يتم إعدام احدهما .. وعادةً ما تكون الضحيّة فتاة ، مع إجبار حبيبها على مشاهدة إعدامها.. حتى أننا اضّطررنا لبناء مستشفى المجانين ، بعد ان فقد معظم شبابنا عقولهم عقب خسارة توائم روحهم .. فالحب هنا ، جريمة يُعاقب عليها القانون ! 

- ولما كل هذا ؟!


إيزابيلا : لأن حبيبة القائد خانته مع وزيره ، فقتلهما معاً .. ومن يومها ، حوّل كسرة قلبه لقانونٍ ظالم ، عاقبنا عليه جميعاً ! ولم يكتفي بذلك .. بل وظّف مخابراتٍ عاطفيّة ، بأجهزة مراقبة دقيقة موزّعة بشوارع مدينتنا ، لمنع حتى الإبتسامة ! لهذا نعيش بمشاعر مكبوتة.. حتى الأهالي لا يغدقون الحنان على اطفالهم ، خوفاً من إثارة الشبهات حولهم !

جيم : أتعنين انه لا زواج في مدينتكم ؟

- بلى ، لكنه زواجٌ مُنظّم .. يشترط به عدم التوافق بين العريسيّن : كفارق العمر الكبير بينهما .. او إختلاف مستوى العلم والطبقة الإجتماعيّة .. او فوارق الجمال بينهما .. كما ان المسؤول عن عقد القران ، خبيرٌ بالأبراج .. ووظيفته تزويج بُرجيّن لا يتوافقا معاً ، لضمان عدم وجود مشاعر بين الزوجيّن مستقبلاً .. فالعشق هنا ، خيانة للدولة ! وإن راقبت وجوه سكّاننا ، تجد أعينهم باهتة ومقهورة ، وهدوئهم مُغلّفاً بالخوف .. لذا أنصحك بعدم البقاء عندنا طويلاً .. اما عن مكّوكك المُعطّل .. فلدينا عالمٌ من اصولٍ شيطانيّة ، سيصلحها لك


جيم : وهل ذاك العالم هو من اخترع اجهزتكم المتطوّرة ، كجهاز الحارس للترجمة الفوريّة ؟

- هذا صحيح .. بالإضافة لبلّورة المشعوذ (الموظّف لدى قائدنا) الذي يُطلعنا على اخبار الأرض اولاً بأول .. ولعلمه بأن اللغة الإنجليزية هي السائدة حالياً في عالمكم ، أجبرنا القائد على تعلّمها جميعاً .. وإلا لما استطعت التحدّث معك بطلاقة 

جيم بابتسامة : من حسن حظي ان جميلة الجميلات تُتقن لغتي 

وحاول مسك يدها ، فانتفضت برعب :

- هل جننت ؟! أتريد التسبّب بموتي ؟

- لكننا بعيدان عن بقيّة سكّان كوكبك 

فأشارت الى اجهزةٍ مُتدليّة من السطح الزجاجيّ :

- هذه مجسّات طاقيّة ، تقيس مشاعر الشعب .. وإن أحسّ المراقبون بطاقة حب ، يرسلون الشرطة للقبض علينا معاً 

جيم بابتسامة : معاً ! أهذا يعني ان شعوري متبادل ؟

فاحمرّ وجهها خجلاً .. ثم حاولت الهرب 


جيم باستغراب : لما تبتعدين عني ؟!

إيزابيلا بارتباك : لأنك جعلتني أشعر بشيءٍ ، قرأته فقط بالحكايات الخياليّة .. وبسببك ابتسمت لأول مرة في حياتي ، وهذا خطرٌ علينا.. 

جيم مقاطعاً : وانا سأحرق الدنيا لأجل ابتسامتك الرائعة.. فلا شيء اجمل من الحب

إيزابيلا بقهر : الشباب الذين جرّبوا ذلك الشعور ، دفنّاهم بأيدينا .. لذا رجاءً إبتعد عني !!


فحاول حضنها ، لمنع إبتعادها عنه .. ليُفاجأ بشرطي يقترب بسرعة بمركبته الطائرة ! ويصعق جيم بعصاه الكهربائيةّ ، ثم يضعه في مركبته ..وهو يحذّر إيزابيلا الخائفة :

- في المرة القادمة سأسجّنك معه !! 

إيزابيلا برعب : رجاءً لا تأخذه للمركز ، هو سائحٌ أجنبيّ لا يعرف قوانينا جيداً 

- إلتزمي الصمت ، يا فتاة !! وعقابك سيكون لاحقاً


وأخذ جيم الغائب عن الوعيّ للتحقيق معه ..

***


في مركز المخابرات .. إستفاق جيم في غرفةٍ حديديّة دون نوافذ .. قبل دخول المحقق ، لسؤاله عن سبب زيارته كوكبهم ؟ 

فأخبره جيم عن تعطّل مركبته..

المحقق : لا تقلق بهذا الشأن ، فعالمنا يقوم حالياً مع مساعديه بإصلاح مركبتك .. معك 24 ساعة لمغادرة كوكبنا.. ولسوء حظك ، لن تحضر زواج إيزابيلا 

جيم بصدمة : زواجها ! هي لم تخبرني بأنها مخطوبة

المحقق : لم تكن مرتبطة .. لكن بعد سماحها لك بمسك يدها .. وقياسنا نبضات قلبها المتسارعة من خلال إسورتها الإلزاميّة ، عرفنا بحبها لك .. لذا عاقبناها بأن تكون إحدى جواري قائدنا

- وكم عمره ؟

- الأعوام تمرّ ببطء في كوكبنا.. لكن حسب عالمكم ، فقد تجاوز الثمانين عاماً

جيم صارخاً : حرامٌ عليكم !! إيزابيلا لم تتجاوز 18 !

- وانت في الثلاثينات ، ومع ذلك لم يهمّك فارق العمر

- لأني مازلت شاباً .. ولست هرِماً ، كقائدكم الخرِف !!

فشدّ المحقق ذراع جيم بعنف :

- لوّ لم تكن غريباً عن كوكبنا ، لأمرت بإعدامك فوراً !! معك 24 ساعة لمغادرة مدينتنا .. هل فهمت ؟!!


ثم أمر العسكري برميه في الحجز ، الى يوم سفره

***


في السجن .. إلتقى جيم بشابٍ مُعتقل منذ سنوات ، بعد محاولته توعيّة الشباب على فشل الزيجات دون مشاعرٍ مُلتهبة .. وهو من أخبره بعنوان مستشفى المجانين الموجود خلف جبلٍ صخريّ ، تحت قبّةٍ زجاجيّةٍ ثانية .. والمليء بالعشّاق الذين فقدوا عقولهم بعد إعدام احبائهم ! 

جيم بإصرار : اذا سأذهب اليهم !!

السجين : لا احد منا يستطيع رؤيتهم ، لأن الطريق بين مدينتنا والمصحّ النفسي خالي من الأكسجين

جيم : مازلت أحتفظ ببذلتي الفضائيّة ، وسأتوجه اليهم بالخفاء 

- وماذا سيفيديك المجانين ؟!

- سيكونون جيشي لمحاربة الفساد بعالمكم الظالم 

السجين : طالما تملك الجرأة والشجاعة ، سأساعدك على الهرب من السجن 

***


وبالفعل هرب جيم من السجن ، خارجاً من بوّابة عالمهم (اثناء نوم حارسهم) بعد لبسه بذلته الفضائيّة التي اوصلته بعد ساعة الى المصحّ الذي كان خالياً من الموظفين والأطباء بعد دعوتهم لحضور عرس القائد مع إيزابيلا (الجارية رقم خمسين ، فهو اعتاد الزواج من فاتنات شعبه) 


وفي داخل المصحّ .. جمع الشباب لإلقاء خطبته عن اهميّة الحب في حياة البشر ، وضرورة محاربتهم الفساد .. 


فقال المريض الأول الذي وُضع بالمصحّ : 

- إن كنت أتيت لتغيير واقعنا المرير ، فأنا معك حتى آخر نبضة قلب .. هيا يا شباب ، لننضمّ اليه !! ماذا سنخسر اكثر من موت احبائنا ؟

 

مما شجّع بقيّة العشّاق للإنضمام الى جيش جيم ، تحت مسمّى : ثورة العشّاق.. 

حيث استطاع جيم تزويدهم ببذلات الأطباء (الإحتياطيّة) المزّودة بالأكسجين ، لنقلهم الى عالمهم الذين طردوا منه قبل سنوات .. 


وبعد تقيّدهم الحارس العجوز ، تعمّقوا بالنفق اسفل مدينتهم .. ليفاجأوا شعبهم بخروجهم بالعصيّ والأسلحة الضوئيّة التي سرقوها من مخزن الشرطة المتواجد بمخزنٍ داخل النفق السرّي.. 


بهذا الوقت .. لمح جيم حبيبته إيزابيلا تجلس على العرش بجانب القائد العجوز بفستانها الأبيض المزركش ، وعيونها الباهتة ..وزينتها المُصطنعة التي جعلتها تبدو كدميةٍ مكسورة خالية من المشاعر ! 

والتي فور لمحها جيم من بعيد ، وقفت بحماس وهي تلوّح بسعادةٍ غامرة .. جعلت القائد يصفعها ، ويشدّها من ذراعها بعنف ، للجلوس مكانها .. 


مما اغضب جيم الذي استطاع (بمساعدة جيشه) الإستيلاء على ميكروفون المطرب ، لإخبار الشعب (الذين حضروا مُجبرين مراسم العرس) :

- لن اسمح بهذا الزواج الظالم !! فقائدكم لا حقّ له بحرمانكم من مشاعر الحب والعشق

القائد من بعيد ، وهو يشير غاضباً : 

- ايها الحراس !! إقتلوا ذلك الفاسق

جيم بشجاعة : أُفضّل الموت عاشقاً ، على العيش بقلبٍ محطّمٍ مثلك!!


لكن القائد تفاجأ برئيس حرسه يأمر جنوده بإخفاض اسلحتهم ، وهو يقول بقهر :

- انا ايضاً خسرت حبيبتي !


جيم : إسمعوني جيداً !! جميعنا تعرّضنا للخيانة بطريقةٍ او بأخرى ، لكننا لم نبني سجوناً من الألم والقهر 

ثم سأل القائد :

- انت قتلت حبيبتك قبل سنواتٍ طويلة ، فهل نسيتها ؟!!

فارتبك القائد .. ليُكمل جيم كلامه :  

- رغم انها خائنة ، مازلت تحبها حتى الآن .. (ثم اشار الى جيش المجانين).. ماذا عنهم ؟!! انت قتلت حبيباتهم ، رغم إخلاصهن لهم .. فكيف تظن ان الصعقات الكهربائيّة ستُعيد رشدهم ، وتُطفيء نار قلوبهم ؟!! مشاعر الحب لا تصدر من العقل ، بل من القلب .. وهو شيء خلقه الربّ ، لتخفيف متاعبنا وآلامنا بأيامنا الصعبة .. وهو أجمل شعورٍ بالوجود !! لا أسمح لك بحرمان شعبك منه ، فقط لأن حبيبتك غدرت بك .. من حقّ الشباب ان يتزوجوا ممّن يحبون .. اليس كذلك ؟!!!

فهتف الشعب بجميع اعمارهم ، مؤيّدين لجيم !!! 


مما اخاف القائد الذي حاول سحب إيزابيلا من ذراعها ، لإجبارها على ركوب مركبته الطائرة ، ونقلها الى قصره المنيع .. 

فصرخت العروس بخوف :

- جيم .. حبيبي !!!!! ساعدني 


فشهق الجمهور بدهشة ! لأنها اول من تجرّأت على النطق بكلمة (حبيبي) منذ سنواتٍ طويلة .. مما جعل جيم يأمر جيشه الثائر :

- هجوم !!! لا تدعوه يهرب


وإذّ بالحرس ينضمون للشباب برفقة اهاليهم .. مما جعل القائد يتعثّر عن منصّته الخشبيّة ، ويقع بين الحشود .. لينهالوا ضرباً عليه ، وهم ينادون بأسماء احبائهم المقتولين بسبب احكامه الجائرة .. الى ان مات بين ايديهم 


وبعدها حمل الشعب كلا العروسين ، لإتمام مراسم الزفاف .. وسط تهليلاتهم ، وهم يردّدون الأغاني خلف مطربهم ، ضمن مراسم أجمل عرسٍ شاهدوه طوال حياتهم .. بعد شعورهم بشرارة الحب المتطايّر من اعين العريسيّن ، وهما يرقصان بسعادة بعد عقد قرانهما


بعدها طالب كبيرهم ، بتنصيب جيم قائداً عليهم .. لكنه اعتذر قائلاً : 

- لم آتي الى هنا ، طمعاً في الحكم .. بل ارسلني القدر ، للزواج بجميلة الجميلات.. فاسمحوا لي بأخذها معي للأرض

فردّ عالمهم : نحن أصلحنا مركبتك الفضائيّة ، يمكنك السفر مع زوجتك غداً .. لكن الليلة ، ستبقى في فندقنا .. وصباحاً نودّعكما بالورود.. 


وهنا سأله رئيس الحرس : سيد جيم !! قبل بدء شهر عسلك .. وبما انك السبب في خلاصنا ، من تقترح ان يكون قائدنا الجديد ؟

جيم : يمكنكم إجراء إنتخاباتٍ عادلة بين ثلاثة مرشّحين : حضرتك (رئيس الحرس) لوقوفك مع ثوّرة شعبك  .. وعالمكم الخبير بالتكنولوجيا الحديثة .. وبين أقدم شابٍ رُميّ بالمصحّ ، بتهمة عشقه البريء

- لكنه كان مُحتجزاً بمستشفى المجانين لأعوام !

جيم : هو ليس مجنوناً ، بل اكثركم إخلاصاً لمشاعره الصادقة .. وهو من دلّني على نفق مدينتم ، ولولاه لما نجحت ثوّرتنا .. المهم ان من يصل لكرسي الرئاسة ، هو الفائز بتصويت الشعب بشكلٍ عادل

فقال اكبرهم سناً : لا تقلق بهذا الشأن ، سأتكفّل بنفسي بمراقبة نزاهة الإنتخابات .. (ثم قال لشعبه) إحملوا العرسان لفندقنا الذي سنسمّيه منذ اليوم : فندق المحبّة 


لتعلوا أصوات التصفيق والصفير ، مُتزامنةً مع الأغاني الطربيّة اثناء توصيل الزوجان لغرفتهما المُرصّعة بالذهب ! 

***


في اليوم التالي .. إحتشد الشعب قرب بوّابة مدينتهم الزجاجيّة ، لتوديع جيم وعروسته إيزابيلا اثناء صعودهما لمركبتهما الفضائيّة للعودة للأرض .. بعد اشتراط كبيرهم على جيم : كتمان معلومات كويكبهما السرّي عن الناسا ، لرغبتهم العيش بسلام دون فضول البشر المزعجين .. 

ورغم قلق إيزابيلا من إنتقالها لحياةٍ جديدة ، بعد ولادتها وعيشها طوال حياتها بالفضاء .. لكنها مستعدة للمجازفة ، طالما ستبقى بحماية حبيبها الشجاع الذي حارب حاكمها الظالم ، نصرةً لحبه العذريّ الطاهر !


ثورة العشاق

تأليف : امل شانوحة    المشاعر المكبوتة إنفصلت مركبة جيم عن المكّوك الفضائي ، ضائعاً بالفضاء وحده بعد انقطاع اتصاله بزملائه ومركز الناسا .. ل...