الاثنين، 16 يناير 2023

كلبي المشاكس

تأليف : امل شانوحة 

المهمّة السرّية


خرج جوني للعب مع كلبه في الساحة القريبة من منزله.. وبعد عدة رمياتٍ ناجحة .. رمى الصحن الطائر بعيداً ، ليخترق أشجار الغابة التي تبعد امتاراً عنه.. فركض الكلب كعادته لإحضارها.


مرّ عشرُ دقائق دون ظهور الكلب ، رغم مناداة جوني له باستمرار ! فقرّر ملاحقته الى هناك..

وقبل تعمّقه في الغابة ، ظهر الكلب امامه وفي فمه الصحن الطائر.. 

فقال له معاتباً :

- اين كنت كل هذه المدة ؟ .. هيا لنعدّ للمنزل ، فقد تأخر الوقت

وعادا قبل حلول الظلام

***


بهذه الأثناء .. وصل حطّابٌ لأطراف الغابة ، ليجد كلباً ميتاً بعضةٍ قويّة في رقبته التي لا تحمل طوقاً بإسمه .. فظنّه كلباً شريداً خسر معركته مع إحدى الذئاب التي قضت عليه ، قبل وقتٍ قصير ! فدفنه ، وأكمل عمله بقطع الأشجار..

***


في المساء.. إستيقظ جوني ، ليجد كلبه واقفاً بجانب السرير وهو يحدّق به دون حرِاك ! 

فقال له بنعاس :

- لما لم تنمّ على وسادتك بالصالة ؟ هيا إذهب ، فغداً مدرسة


لكن الكلب ظلّ ينظر اليه ، وكأنه تجمّد في مكانه !

فرمى جوني لعبته الصوفيّه عليه ، وهو يأمره بالخروج من الغرفة.. فذهب الكلب وهو مازال يراقبه بطرف عينه ! 


وكانت تصرّفات الكلب تزداد غرابة كل يوم ! فمند لعبتهما الأخيرة ، لم يعدّ يتناول طعامه او يلعب مع افراد العائلة .. وكان هادئاً معظم الوقت بشكلٍ مُقلق ! 

***


في ذاك الصباح .. ألحّ الكلب على الصعود مع جوني الى حافلة المدرسة ، ممّا اضّطره لضربه على رأسه لإبعاده عنه !


وما أن تحرّكت الحافلة ، حتى لحقها الكلب دوت نباح .. لذلك تفاجأ جوني برؤيته امام باب المدرسة ! 

فسأله بدهشة : كيف ركضت كل هذه المسافة ، ولماذا تلاحقني ؟


وإذّ فجأة ! يقفز الكلب على رجلٍ يُغطي وجهه بالوشاح ، واقفاً على الرصيف الثاني وهو يراقب الأولاد من بعيد .. 

فحاول حارس المدرسة إبعاده عن الرجل الجريح الذي سارع بالهرب فور وقوع سكينته من جيبه !


وبعد هدوء الوضع ، إنحنى جوني لكلبه وهو يقول : 

- يبدو أن ذلك الرجل أراد خطف أحدِنا ، وإلاّ لما رفض استدعاء الإسعاف .. شكراً لك .. والآن كنّ كلباً مطيعاً ، وعدّ من حيث أتيت  


وما أن قال ذلك ، حتى ركض الكلب عائداً لمنزله !

***


بعد إصرار الكلب على رفض الطعام او الخروج لقضاء الحاجة او اللعب في الخارج (حيث اختصرت حركاته على مراقبة جوني بعيونٍ ثابتة) قرّرت العائلة أخذه للطبيب البيطريّ

***


وفي اليوم التالي ، ذهبت العائلة للعيادة .. لكن الطبيب لم يستطع فحصه بعد هيجان الكلب بشكلٍ غير مسبوق ، أخافهم جميعاً ! حتى عندما تمكّن الممرّض من تثبيته بصعوبة ، إنكسرت حقنة المُهدئ فور دخولها جلده ! قبل قفزه مبتعداً عن الجميع.. فلاحقه جوني ، ليجده مستلقياً امام سيارتهم بهدوء ! فاضّطروا لإعادته للمنزل

***


وفي الطريق ، تناقشت العائلة مشكلته .. واقترح الوالد إحضار كلبة تؤنس وحدته ، فهو بسن التزاوج.. 

فذهبوا الى ملجأ الحيوانات ، لتبنّي كلبة تناسب نوعه .. ووضعوها امامه في السيارة وهم ينتظرون ردّة فعله ، إلاّ ان الكلب ادار رأسه لينام ! بينما تحاول الكلبة التقرّب منه.


وعندما لم تتركه وشأنه ، نبح عليها بقوة ..جعلها تتجمّد في أحضان جوني الذي سأل والده عن السبب ، فأجابه :

- سيحتاجان وقتاً لتعرّف على بعضهما.. لا تقلق ، ستعجبه بمرور الأيام

***


في الصباح التالي ، واثناء استعدادهم للذهاب للمدرسة والعمل ..تفاجأوا بالدماء تملأ الصالة ، من جثة الكلبة المعضوضة بعنف من رقبتها ! بينما كلبهم نائماً في مكانه ، كأنه لا يعلم ما حصل


فأراد الأب التخلّص منه فوراً ، خوفاً أن يكون مسعوراً ويؤذيهم في المستقبل .. خاصة بعد أن اخبره ابنه ما فعله بالرجل الغامض امام المدرسة .. لكن جوني دافع عنه ، لأن وجهه وفراشه خالي من دمائها !


فظنّت الأم أن الكلبة خرجت من المنزل .. فقام حيوانٌ شريد بعضّها ، لتعود وتموت بالصالة .. ورغم استحالة الفرضيّة ، إلاّ انهم تقبلوا الأمر ودفنوا الكلبة بالخارج.. 

ثم ذهبوا لأعمالهم تاركين الخادمة تنظّف المكان ، وهي مازالت مرتعبة من الكلب الذي ظلّ هادئاً طوال النهار !

***


في نفس الليلة .. سمع جوني كلمات لشخصٍ يتحدّث بالجوال من خارج غرفته ! لم يبدو الصوت لوالده ، والذي همس قائلاً :

((علينا انهاء المهمّة سريعاً قبل انكشاف الأمر))

لم يفهم جوني شيئاً ، وعاد للنوم

***


في آخر الليل .. سمع صرخة الخادمة المدويّة ، مما أرعب كيانه ! وجعله يختبئ اسفل سريره ، ظنّاً بأن لصاً اقتحم منزلهم .. 

وظلّت الخادمة تصرخ بألمٍ شديد ، قبل اختفاء صوتها تماماً ! 

فتساءل جوني بخوف : لما لم يحاول والداه إنقاذها ؟! ولما لم ينبح كلبه على الدخيل الشرير ؟! 

وظلّ متجمّداً في مكانه ، الى أن لمح اقدام كلبه تقترب من سريره..


ثم انحنى الكلب برأسه للأسفل .. وكاد منظره المخيف أن يوقف قلب الصغير ، فعيناه حمراوتان مضيئتان كالليزر ، وفمه ملوثاً بالدماء ..والأرعب من ذلك ، انه تحدث معه بذات الصوت الذي سمعه قبل قليل:

((اهلاً جوني .. نحن نبحث عنك منذ 200 سنة لتحقيق النبوءة : فأنت الصبيّ المبارك الذي سينصر سكّان المريخ على الأرض.. لذلك أنقذتك من حارس كوكب الزهرة الذي حاول خطفك اولاً)) 


وقبل أن يستوعب جوني ما سمعه !

إنقضّ الكلب على رقبته ، لحقنه بمخدّرٍ خرج من نابه !


ثم تحوّل الكلب لجسمٍ هلاميٍّ أخضر ، واتصل بقائده الفضائيّ :

- سيدي ، المهمّة انتهت !! أخيراً تحرّرت من هيئة الكلب الذي قتلته وسرقت طوقه.. أتصدق انهم ارادوا تزويجي من كلبةٍ هائجة؟! 

فضحك قائده ، وهو يسأله : 

- وأين الصبي الآن ؟

- سيغفو بعد قليل من اثر المخدّر.. هو لا يعلم بأني قتلت والديه اولاً اثناء نومهما ، لهذا لم يصدرا صوتاً .. بعكس الخادمة التي هجمت عليها بعد خروجها من الحمام ، والتي قاومتني بشراسة .. ومن حسن حظي أن منزلهم بعيداً عن بقية الجيران ، وإلاّ فشلت خطتي 

القائد : أحسنت !! لا تتأخر علينا ، فنحن بانتظارك.. ولا تقلق ، سنحذف كل ما حصل من ذاكرة الصبيّ بعد وصوله الينا

- وانا بدوري سأنقل جوني الى سفينتي المخبأة بكوخ الحطّاب ، ثم أسافر به الى الفضاء

وهذه المحادثة سمعها جوني كاملةً ، قبل فقدانه الوعيّ !

***


لاحقاً ، تمّ إيجاد جثة الحطّاب في كوخه المحروق بوقودٍ لا يشبه أيّة تركيبة مُصنّعة !  

ودفنته الشرطة مع بقيّة الجثث .. واحتفظت بملف جوني الضائع بالأرشيف الذي مرّ على اختفائه عشرين سنة ، دون علم الحكومة بأنه قادم مع جيش الفضائيين لاحتلال الأرض قريباً ، بعد تحقّق نبوءتهم القديمة !


هناك 8 تعليقات:

  1. لماذا تبحسين عن الشر والغزوا خارج المجرة ان الشر موجود داخل كل حدود الدول البشرية اسلي بوتين اللعين والله بوتين بيزعل منيك وحيعاقبك بحرب القزاء والوقود

    ردحذف
  2. قصة خيالية جميلة اتمنى أو تؤلفي جزء ثاني منها يتحدث عن غزو الارض بقيادة جوني ومقاومة اهل الارض

    ردحذف
    الردود
    1. ربما أفعل يوماً ما ، الله اعلم .. لنتركها للمستقبل !

      حذف
  3. تحيه لك استاذه امل من اسمك نرى الامل لما كل السواد بالقصص الاخيره نريد نافذة امل صغيره ان الضوء القليل يضىء ماحولك من طريق نريد قصص متل جاكلين الشقراء واريك وجون والطباخ السجن وقصص استاذه اسمى وغيره ومتل روحي بالجوار وغيرها لانريد سوداء دائما ارجوك

    ردحذف
    الردود
    1. سأحاول ان شاء الله

      حذف
  4. اعتقد ان الارض لم تعد مطمعا لاي احد بعد ان اهلكها اهلها بغباءهم وشرهم

    ردحذف
  5. لافيكيا سنيورا

    انا اعرف ان مصير جوني بالنهايه سيكون نفس مصير جاكلين واخواتها وجاك واخوته (الهلاك)

    يوماً ما سينبض قلبك بالأمل يا أمل

    لافيكيا سنيورا
    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً على جرعة التفاؤل .. لافيكيا سنيورا

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...