الأحد، 11 ديسمبر 2022

الرجل المُقنّع

تأليف : امل شانوحة 

 

تهديدٌ غامض


كان عليها البقاء وحدها في المنزل ، بعد سفر زوجها لعمله في المدينة المجاورة .. 


وفي تلك الليلة ، إستيقظت في منتصف الليل على صوت المطر مع بداية فصل الخريف ..

فأسرعت الى الشرفة لإزالة الملابس من المنشر قبل تبلّلهم من جديد ..

لتلاحظ رجلاً مُقنّعاً يقف تحت عمارتها ، وينظر الى شرفتها المُضاءة وبيده شيءٌ حادّ كالسكين !


وما ان التقت عيناهما ، حتى مرّر السكين على رقبته بإشارةٍ تعني ذبحها.. ثم ركض باتجاه البوّابة ..

مما أرعبها ، لدرجة أسقطت الملابس من يدها.. مُسرعةً باتجاه باب شقتها ، للتأكّد من إقفاله جيداً ..


ثم أخرجت سكيناً ضخماً من مطبخها .. وحبست نفسها في غرفة نومها وهي تمسك الجوّال ..


وتنصّتت على باب غرفتها بانتظار سماعه يقتحم شقتها (بالطابق الثالث) ، للإتصال بالشرطة .. 


لكنها مرّت ربع ساعة دون سماعها شيء ! 

وتساءلت إن كانت مزحة ثقيلة من أحد معارفها او اصدقاء زوجها الذين يعلمون بسفره ؟ 


ثم انتابها خوفٌ آخر : بأن يكون القاتل مُنشغلاً بتسلّق قسطل المبنى للوصول لشرفتها ، بعد أن وجد بوّابة العمارة مُقفلة .. 


وبدأت تتوهّم بسماعها خطواته بالصالة !

ومن شدّة رعبها ، أُغميّ عليها .. فهي تعاني من مشاكل قلبها منذ طفولتها 

***


إستيقظت قبيل الفجر على صوت سيارة إسعاف متوقفة اسفل المبنى!

لتعلم لاحقاً ، بأن جارتها بالطابق الثاني ذُبحت اثناء نومها !

ففهمت أن القاتل إلتبس بينها وبين جارتها .. وبعد صعوده المبنى ، توجّه للشقة التي يقصدها ، الواقعة أسفل منها !

وشعرت بذنبٍ كبير لعدم اتصالها بالشرطة ، لربما أنقذوها ..


لكنها عادت لتهدئة ضميرها : بعدم تمكّنهم الوصول لعمارتها ، بالوقت القصير الذي استغرقه القاتل بصعود الأدراج نحو شقة المغدورة


وتردّدت كثيراً لإخبار المحقّق بما رأته ، فهذا سيجعلها شاهدة اساسيّة  بمقتل جارتها .. وهي بالحقيقة لم ترى سوى رجلٍ مقنّع بثيابٍ سوداء .. وخافت لوّ شهدت ضدّه ، أن تُصبح ضحيّته التالية ..


كما قلقت من زوجها الشكّاك الذي يُتعبها بغيرته الزائدة : فربما ظنّ انها تخونه بغيابه ، وأن القاتل هو حبيبها !

فكتمت الموضوع .. واكتفت باستقالتها من عملها في اليوم التالي ، وانتقالها للسكن مع زوجها بالمدينة المجاورة

***  


بعد ايام من وجودها في العمارة الجديدة التي يسكن فيها زوجها بالطابق الأول .. قال لها قبل نومه :

- انا سعيدٌ جداً لاستقالتك اخيراً من عملك ، والعيش معي .. فبُعد المسافة بين عملينا ، أتعبني في الخمس سنواتٍ الماضية


فلم تخبره أن سبب إنتقالها ، هو فقدانها الأمان بشقتها القديمة .. فهي مازالت تحلم بالكوابيس عن إقتحام المقنّع منزلها ، حاملاً سكينته الحادّة !

*** 


بعد اسبوع ، إستيقظت في آخر الليل على صوت الرعد .. وارتعدت بخوف بعد رؤية باب شرفتها مفتوحاً (فهي مُقابلة لسريرها) 


فطلبت من زوجها إغلاقها .. فأجابها بنعاس :

- الجوّ مازال دافئاً ، وهواء المطر يُنعشني .. دعيه مفتوحاً


ثم عاد للنوم دون علمه بأن المطر إرتبط بعقلها الباطن بالقاتل ، والتي تشعر بمراقبته مبناها الجديد تحت المطر ! 


وتسمّر نظرها باتجاه الشرفة بخوف ، وهي تترقّب رؤية يدين القاتل بعد تسلّقه الطابق الأول 


وظلّت مُرتعبة ، حتى ضاقت أنفاسها .. ونامت من شدّة إرهاقها النفسيّ

***


لتستيقظ قبيل الفجر على صوت حشرجة مخيفة لزوجها ! فأدارت ظهرها ، ظنّاً بأنه يختنق بريقه.. 

لتشاهد الرجل المقنّع يتوجه للشرفة ، وسكينته تقطر دماً ..

فانتبهت بأن رقبة زوجها مذبوحة تماماً !


وقبل صراخها ، قال لها القاتل :

- زوجك خانك مع زوجتي .. فقتلت جارتك اولاً ، ثم هو .. نوماً هانئاً 


وقفز من الطابق الأول ! 

ليُغمى عليها بعد تدمير القاتل لشعور الأمان لديها ، والتي عليها أن تتعالج من عقدته في مصحٍّ نفسيّ لسنواتٍ طويلة !


هناك 9 تعليقات:

  1. هذا كابوس البارحة .. رأيت انني ازيل الغسيل بسرعة من الشرفة ليلاً ، كيّ لا يتبلّل بالمطر .. لأرى شخصاً بين الظلام يراقبني من اسفل العمارة..

    واستيقظت ، لأكتب القصة على جوالي .. فمن لديه كابوساً مرعباً ، مازال يؤثّر به .. فليرسله لي ، لربما حوّلته لقصة ..

    ردحذف
  2. للقرّاء صغار السن : المقنّع قام بقتل زوجته الخائنة اولاً (اي الجارة) ثم العشيق الذي هو زوج البطلة الذي لم يحزن على وفاة حبيبته ، لأنها تشعره بخطيئته .. وموتها الغامض اراحه من تأنيب الضمير اتجاه زوجته (البطلة) التي عاقبها بالخيانة ، لرفضها ترك وظيفتها والإنتقال معه للمدينة المجاورة .. أتمنى ان تعجبكم القصة

    ردحذف
  3. لدي كابوس
    في عام 2020 كان عمري 11 سنه،وكانت كورونا منتشرة،فكنت انا وعائلتي نسهر في الليل وننام في النهار حتى لا نخرج في الشارع
    وعندما ذهبت للنوم رأيت كابوساً مرعباً
    كان هناك صندوق صغير تخرج منه ارواح شريرة وكانت تقول لي ان لم تنتهوا من اعمال المنزل قبل إذن الظهر سأقتلكم جميعاً.
    نحن كنا عندما نسهر ليلاً.ننام في السادسه صباحاً. لذالك تتأخر امي في اعمال البيت المهم لنكمل الحلم
    ذهبت لأخبار عائلتي بأمر الصندوق ولكن كانَ مُقفلاً. فظنو بأني اكذب
    وعندما اصبحت الساعه الثانيه عشر ظهراً. انفتح ذالك الصندوق وخرجت الارواح وقامت بقتل جميع عائلتي لأنهم لم يقوموا بأعمال المنزل وبقيت الارواح تلاحقني لم تقتلني الا انهما قطعت يدي اليمنى ومن بعدها استيقظت... تحياتي لك
    مهما كبرت لن انسى هذا الحلم هههه

    ردحذف
    الردود
    1. تخيفني الأحلام التي نستمرّ برؤيتها لعدة ايامٍ متتالية .. تجعلنا تتساءل هل هو مجرد كابوس ، ام رسالة غامضة من الكون ؟!
      سعيدة بمشاركة كابوسك معي، ربما بالمستقبل أحوّلها لقصةٍ مخيفة .. من يدري ! تحياتي لك

      حذف
    2. لأنك تكتبي كثير عن قصص الرعب طبيعي دماغك يفكر فيها ويحلم بها

      حذف
    3. مرة شاهدت كابوس مرعب من أكثر من عشرين سنة أواخر التسعينات كنت اعيش في روسيا وفي إحدى ليالي موسكو الباردة كنت اعتدت أن اسهر عند إحدى الأصدقاء العرب مع مجموعة من الأصدقاء العرب وكنا في بيت كبير فسيح والطريف والمخيف انه يطل على مقبرة بالشارع المجاور وذات ليلة من شدة الدفئ نتيجة مدفاة كبيرة موجودة غلبني النعاس ونمت وعندما استيقظت وجدت المنزل خالي لا احد فيه واستغربت أين ذهب الجميع وفتشت المنزل كله وهنا خرجت الشرقة انظر للشارع وقع نظري على المقبرة مباشرة ورايت رجال شكلهم مخيف جدا حدا يدفنون إحدا وبدون مقدمات نظرو الي نظرات شرور من عيونهم الحامية وخرجو لياتو اليي متت من الرعب واختبئت في إحدى الغرف وصرت اسمع خطوات كانه احد يصعد الدرج علما البيت طابق ارضي حتى سمعت طرق عنيف على الباب وصرت اسمي بالله واكبر اقول يا محمد باعلى صوتي حتى احسست بيد تهزني وتيقظني من النوم واستيقظت ووجدت جميع من كنت اسهر معهم موجود ينظرون إلي بقلق وفهمو اني شاهدت كابوس مرعب منهم من ضحك ومنهم من تعاطف معي

      حذف
    4. نعم هذا مخيف جداً
      شكرا لك اتمنى ذالك
      الله يوفقك ويحفظك
      انتبهي من ذالك الرجل المقنع ربما هو الان خلفك ويحمل منشار!!!ههههه

      حذف
    5. يبدو ان الكوابيس تتشابه ! مع اني صرت اتمنى مشاهدتها في المنام ، لأنها احلام لا تنسى بسهولة ويمكن تحويلها لقصةٍ مخيفة .. سعيدة بأن القصة اعجبتك

      حذف
  4. تصدقي اول الأمر ظننت القاتل زوجها قتل جارتها ليخيفها ويجعلها تنتقل للسكن معه في مكان عمله

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...