الأحد، 25 ديسمبر 2022

مهمّة الأعداء

كتابة : امل شانوحة 

 

اللّيزر المُدمّر


كان على الرائدين : إلكسندر الروسي وبوريس الأوكراني إصلاح الّليزر المُعطّل بإحدى الأقمار الصناعيّة المهجورة في الفضاء ..

حيث أرسلتهما الناسا العام الماضي للبحث عن القمر البالغ الأهميّة ، لقدرة ليزره على تدمير إيّةِ دولة على الأرض ومسحها تماماً عن الخارطة ! 

وكان عطلاً خارجيّاً أصاب ذراع الّليزر ، فتهوّر روّاده الثلاثة بالخروج معاً لإصلاحه .. حيث إعترضهم نيزكٌ مفاجىء ، قطع الأسلاك التي تصلهم بقمرهم الصناعيّ .. وماتوا بعد انتهاء الأكسجين في بذلاتهم اثناء دورانهم الى ما لا نهاية بالفضاء !


لذلك أرسلت الناسا إلكسندر وبوريس لإصلاح الّليزر الفريد من نوعه

حيث اتفق الرائدان فكريّاً طوال عامٍ على بدء رحلتهما الفضائيّة ، لتشابه بيئتهما الإجتماعيّة ..


لكن كل شيء تغيّر بعد رؤيتهما لمشاهد دمويّة ، للحرب الدائرة بين بلديهما من التلفاز الموجود في قمرة القيادة بالقمر الصناعيّ المهجور .. 

(حيث لا يوجد تلفاز او مذياع يصلهم بالأرض داخل مكّوكهما حديث الصنع ! وكأن الناسا علمت مُسبقاً بنيّة الرئيس بوتين لغزو أوكرانيا قبل شهور من إرسالهما للفضاء ، لهذا حجبت تلك الوسائل لمنع المعلومات الحسّاسة عنهما !)


وبعد معرفتهما بما حصل .. تجنّبا بعضهما قدر الإمكان وتكلّما فقط بالأمور التقنيّة لإصلاح الّليزر ، للعودة سريعاً لبلديهما..


لكن الأمور ازدادت سوءاً بعد إيجادهما (بالقمر المهجور) جهازاً يمكنهما الإتصال به مع سكّان الأرض (وهو ايضاً غير موجود في مكّوكهما رغم حداثته !)


فاتصل الروسي اولاً بزوجته لتخبره باكية : بأن ابنهما البكر أُلحق جبراً بالجيش الإحتياطيّ ، وانقطت اخباره بعد موت كتيبته بكمين العدو ! 


فكتم غيظه وهو يستمع لإتصال الأوكرانيّ بأمه التي سألها عن عدم ردّ زوجته على اتصاله ؟! 

لتخبره بحزن : إن صاروخاً روسيّاً دمّر مزرعتهم ، وقتل عائلته بالكامل .. بينما تهجّرت مع والده العاجز لدولةٍ اوروبيّة تعاني من نقص الكهرباء بسبب منع بوتين الغاز عنهم ! 


وبعد انهاء اتصالهما بأهلهما ، نظر كل واحدٍ منهما للآخر بعصبيّة.. محاولان كتم غيظهما من تداعيات الحرب العبثيّة بين بلديهما

***


لم يستمرّ هدوئهما اكثر من يومين ، قبل أن ينفجرا غضباً بسبب عطلٍ مُفاجىء ، أدّى لانفصالهما عن مكّوكهما حديث الصنع ! 

حيث علقا داخل القمر الصناعيّ المُعطّل ، وهما يشاهدان مركبتهما الفضائيّة تبتعد عنهما ! 


وبدل أن يسارعا بلبس خوذتهما الواقية للقفز بالفضاء واللّحاق بالمكّوك قبل ابتعاده ، باستخدام قوّة الدفع الموجودة ببذلتهما المتطوّرة 

أخذا يلومان بعضهما على هذا الخطأ الشنيع .. مما أدّى لشجارٍ عنيف ، بسبب التراكمات النفسيّة لليومين الفائتين.. 


واثناء عراكهما ، وقع أحدهما فوق زرّ التحكم بالّليزر (الذي تمكّنا من إصلاحه قبل ساعات) لينطلق شعاعٌ قويّ باتجاه الأرض ! 


وتجمّدا خوفاً وهما يراقبان من نافذة القمر الصناعيّ : الإنفجار المضاعف بعشر مرات عن القنبلة النوويّة ، وهو يدمّر روسيا والدول المجاورة : بما فيها أوكرانيا ، ويمحيهم تماماً عن الخارطة! 


ثم نظرا لبعضهما بصدمة ، فور سماعهما لتصفيق موظفي الناسا من مذياع القمر الصناعيّ ! حيث هنّأهما المدير قائلاً :

- مبروووك !! نجحتما بالمهمّة ايها البطلين ، ودمّرتما عدوّ اميركا للأبد .. 

الروسي باستغراب : ماذا يحصل ؟! 

مدير الناسا : أظن من حقكما معرفة الحقيقة .. فنحن عرفنا مكان القمر الصناعيّ المعطّل منذ البداية

الأوكراني باستنكار : ولما أخفيتم المعلومة ، وجعلتمونا نبحث عنه في المدار لسنةٍ كاملة ؟!


المدير : لأننا أردنا التأكّد من صحّة تهديدات بوتين .. وبعد شهور من شنّه الحرب على أوكرانيا ، قرّرنا إنهائه بإفناء دولته ..ولن يستطيع العالم لومنا ، لقيام اثنين من سكّان الدولتين المتحاربتين بتدمير بلادهما.. وذلك بعد إرسالي الرقم السرّي لجهاز التحكّم بالقمر الصناعيّ لتشغيل التلفاز والمذياع ، لتشاهدا اسوء الأحداث التي حصلت بالحرب الدائرة بين دولتيكما.. كما سمحت بإتصالكما بأهلكما ليزداد الحقد بينكما ، ويؤدي  لنتيجتنا المطلوبة.. وعلى فكرة !! انا أعطيت الأوامر لفصلكما عن المركبة المتطوّرة .. تماماً كما فعلنا بالرّواد الثلاثة الذين أوهمناهم بعطلٍ خارجيّ لذراع الّليزر ، قبل فصل اسلاكهم عن القمر الصناعيّ .. مُختلقين امام الإعلام كذبة النيزك ، التي بسببها ارسلناكما لمهمّتكما التدميريّة .. اما شجاركما الذي نجَمَ عنه إطلاق الّليزر (الذي وجّهناه مُسبقاً لهدفنا ، دون علمكما) فسيذاع بجميع وسائل الإعلام ، لإبعاد الشبهات عنا ..


الأوكراني بعصبيّة : ولما دمّرتم أوكرانيا ، فهي لم تبدأ الحرب ؟!!

المدير : لحرق مزراع القمح والتسبّب بمجاعةٍ عظمى ، فهو شرطٌ أساسيّ لظهور الدجّال .. 

الروسيّ بدهشة : وهل انتم منتمون ايضاً للماسون ؟!

المدير بفخر : طبعاً !! انا وجميع المسؤولين المهمّين بالدول العظمى .. والأفضل عدم التطرّق لهذه المواضيع ، فهي لا تخصّكما .. والآن !! سأقطع إتصالنا بكما ، فلا تحاولا التواصل معنا .. يمكنكما إكمال شجاركما ، او المصالحة بأيامكما الأخيرة دون طعامٍ او ماء ، فمهمّتكما انتهت !! GAME OVER !!


وانقطع إتصالهما بالأرض للأبد ! 


هناك 7 تعليقات:

  1. هذا المنشور رقم (600) وإذا حذفنا منها (43) مقالاً وفيديو .. تصبح هذه القصة رقم (557) .. وبذلك اكون نشرت (129) قصة هذا العام ولله الحمد ، وهو رقم قياسي جديد اردّت مشاركته معكم .. سأتوقف عن الكتابة قليلاً ، كعطلة قصيرة .. اراكم العام القادم بإذن الله..

    ردحذف
    الردود
    1. حرام عليك ختمتي السنة بكابوس ليزر وقنابل زرية . اين الالعاب النارية واين شجرة الكرشمس واين بابا نويل. ارجوا ان السنة الجديدة تكون من دون بوتين وصاروخهي الرهيب

      حذف
    2. بإذن الله تكون السنة الجديدة رائعة على الجميع ، دمت بخير

      حذف
    3. يعطيكي العافية اختي امل فعلاً ابدعتي جداً و كانت رحلة جميلة مع قصصك، حاولي لا تطولي برجعتك و ان شاء الله تكون رجعتك قوية 🖤☁️

      حذف
    4. الله يعافيك .. وان شاء الله سنة سعيدة عليك .. تحياتي لك

      حذف
  2. بالتوفيق أستاذة أمل
    في انتظار المزيد من القصص الرائعة

    محمد بيومي آل غلاب

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً لك ، زميلي محمد

      حذف

طبيب الأسنان المشبوه

فكرة : اختي اسمى كتابة : امل شانوحة    جنّية الأسنان جلست سلمى على كرسي طبيب الأسنان وهي ترتجف رعباً ، فهي المرّة الأولى التي تخلع فيها سن ا...