الخميس، 15 ديسمبر 2022

العشق المكروه

تأليف : امل شانوحة 

وحش الغابة


في قريةٍ ريفيّة .. إعتاد الشباب والصبايا العازبين على الإجتماع في حفلٍ سنويّ مع بداية الربيع ، للإتفاق على شروط الزواج قبل نهاية موسم قِطاف المحاصيل الزراعيّة 

وهو عيدٌ متوارث منذ أجيال ، أدّى لزيجاتٍ ناجحة إستمرّت طوال العمر ..حيث على الحبيبين الوقوف على منصّةٍ وسط الحفلة ..ودقّ الناقوس لإعلان خطوبتهما ، وسط تصفيق رفاقهما .. 


وفي المقابل يفرح الأهالي فور سماعهم الجرس من بعيد ، الذي يؤكّد قرب زفاف إحداهن .. أمّا التفاصيل ، سيعرفونها مساءً.. 

ولم يقلق الأهل من إرسال فتياتهم اليافعات للبحث عن نصيبهنّ ، لأن قانون الحفل يسمح للشباب بالتحدّث معهن دون تلامس ، بعد انتشار إشاعة : على اختطاف وحش الغابة لكل من يخالف شروط الحفل الحاسمة .. 

ورغم علم الشباب بأن الوحش من تأليف الأهالي للإلتزام بالعادات والتقاليد ، لكنهم التزموا بها إحتراماً لثقة اهاليهم بهم 

***


إلاّ انه هذه السنة ، ساءت الحفلة بشكلٍ مخيف ! 

فبعد دقّ الشاب وحبيبته الناقوس ، قبل لبس الخواتم.. خرج وحشٌ اسودٌ ضخم من الغابة ! تسبّب بهلع اليافعين الذين فرّوا هرباً باتجاه اكواخهم.. ليعود الوحش المخيف الى الغابة ، بعد إفساده الحفل دون سببٍ واضح !  

***


وكانت التلّة القريبة من الغابة ، هي الساحة الوحيدة التي يجتمع فيها الشباب والصبايا بعيداً عن الوادي المُكتظّ بالأهالي وكبار السن الفضوليين.. لهذا حزنوا على ضياع فرصتهم بإيجاد نصيبهم هذه السنة..

الى أن تطوّع أقوى شبابهم للصعود مجدّداً الى الغابة ، لاكتشاف مخبأ الوحش.. 


ليعود بعد ساعتين لإخبارهم بعدم إيجاده ، رغم تفتيشه الغابة مراراً ! فهل كان وهماً بسبب الإشاعة القديمة ؟! 

فاعترضت فتاة على قوله :

- نحن أكثر من ثلاثين شابٍ وصبيّة ، جميعنا شاهدنا الوحش وهو يهجم علينا .. وانت هربت معنا للوادي .. فكيف تهيّأ لنا ذلك ؟!

فردّ الشاب : يبدو أن صوت الموسيقى الصاخب ضايقه .. فما رأيكم لوّ اجتمعنا غداً بهدوء ؟ 


فوافق رفاقه على اقتراحه .. بينما اعترض الأهالي على ذهابهم مجدداً للمكان الخطر .. لكن العشّاق ارادوا التجمّع ، للإتفاق على مراسم الزفاف ..فشهر الربيع والصيف لا يتعدّيا الشهرين ، قبل عودة العواصف بمنطقتهم الباردة ، لهذا لم يرغبوا بتفويت الموسم الذي انتظروه لعامٍ كامل

***


في الصباح الباكر .. تجمّع الشباب والصبايا بحذر ، دون إصدار صوتٍ يزعج الوحش النائم في الغابة القريبة منهم 


وبعد ساعتين .. وقف شابٌ وصبيّة امام الجرس ، دون لمسه ..وهمسا للمتواجدين بأنهما سيضعان الخواتم .. فتجمّعوا حولهما .. 


وبعد تلبيسها الخاتم ، قبّل رأسها بحنان .. ليسمعوا صراخ الوحش من بعيد ، مُتجهاً نحوهم بغضب ! 

فتفرّقوا عائدين لقريتهم .. ليعود الوحش للإختباء بالغابة ، بعد إفساده الحفل !

***


لاحقاً ، باءت محاولاتهم للتجمّع ثانيةً بالفشل .. ففور إعتراف شابٍ لصبيّة بحبه ، حتى يجنّ جنون الوحش دون مبرّر ! 

ليستنتجوا بأنه يستشعر ذبذبات الحب من نظراتهم العاشقة وابتساماتهم الخجولة !

 

ورغم غرابة الموضوع ! لكنهم قرّروا لبس النظّارات السوداء التي تحجب نظراتهم الحنونة.. كما امتنعوا عن قول الشعر والغزل 


وتقابل الأحباب خلف الأشجار او على طرفيّ جدولٍ جاري يفصل بينهما .. لتنجح نظريتهم بعد عودتهم سالمين مع غروب الشمس ، دون أذيّة الوحش الحاقد الذي تغضبه مشاعر الحب الصادقة ! 


ومع هذا تضايق الشباب لقرب انتهاء الموسم ، دون إبداء مشاعرهم لحبيباتهم التي كتموها لأشهرٍ طويلة .. 

فاجتمعوا بالقرية لتأليف لغةٍ غريبة تعتمد على وضع حرفٍ مُكرّر بين كل كلمة ، كيّ لا يفهم أحد جملهم وعباراتهم ! 


واجتمع الشباب والصبايا لثلاثة ايامٍ متتالية في ساحة القرية الضيّقة ، مُحاولين تجاهل نظرات الفضول من الأطفال والعجائز ، حتى أتقنوا لغتهم المُستحدثة 

***


وفي اليوم التالي ..إجتمعوا فوق التلّة وهم يضعون نظّاراتهم السوداء ، مُشدّدين على عدم الإبتسام او الحديث إلاّ بلغتهم الجديدة من خلف الأشجار 

لتنجح خطتّهم بالبوح بمشاعرهم الفيّاضة ، دون شعور الوحش بحبهم الغامر

 

إلى أن تحمّس احدهم بعد إعتراف حبيبته أخيراً بحبها له ! مما جعله يركض كالمجنون باتجاه الناقوس ويدقّه بقوة ، مُعلناً خطوبتهما .. 

ليظهر الوحش من العدم ! مُنقضّاً على الشاب الذي مزّق جسده بأظافره الطويلة الى اشلاءٍ صغيرة .. جعلت بعضهم يفقد وعيّه ، بينما هرب الباقين الى منازلهم وهم منهارين بالبكاء .. اما حبيبته ، فوجودها منتحرة في ليلتهم الحزينة ! 

***


ما حصل أغضب اهالي القرية الذين ارادوا كشف لغز الوحش الغامض ! فهناك من إستغلّ إشاعتهم القديمة لتحويلها لحقيقةٍ مرعبة ، وهذا يعني إن من يعطي التوجيهات للوحش هو من اهالي القرية .. وظلّ كبار القوم يدقّقون بالأمر ، حتى تذكّروا جاكلين !


وأسرعوا للبحث عنها بكوخها القديم فوق الجبل الذي هجرته لسنوات .. 

لكنهم تفاجأوا بعد خلعهم الباب ، بتواجدها في الداخل ! حيث كانت تتواصل مع الوحش عبر بلوّرتها السحريّة ، التي حطّموها بغضب !! .. ثم أحضروها مُكبّلة بالسلال الى ساحة القرية ..

***


بعد وضع حبل المشنقة حول رقبتها ، طالبوا باعترافها .. 

وبعد تردّد ، أخبرتهم الحقيقة : فهي كانت صبية يتيمة لا تتمتّع بالجمال او الأخلاق الحميدة ، لهذا رفض شباب قريتها الإرتباط بها بجميع مواسم الربيع .. حتى تجاوزت الثلاثين ، وأصبحت عانساً بالنسبة لهم ! فمنعوها الإشتراك بالحفلات الموسميّة القادمة .. مما أغضبها لدرجة جعلتها تنتقل للقرية المجاورة لتعلّم السحر عند مشعوذهم العجوز .. وهو من علّمها الإستفادة من قرينها الحاقد الذي باستطاعته التشكّل بهيئة وحشٍ غاضب ! 


وأخبرتهم انها تواصلت معه عبر البلّورة ، اثناء مراقبتها الحفل من خلف الأشجار .. وكلما شعرت بنظرات الحب او سمعت عباراتهم الغزليّة ، أعطته الإشارة لإفساد فرحتهم.. وقبل إقتحامهم كوخها ، كانت تحاول مع قرينها فهم لغة العشّاق الغامضة !  


ثم قالت باكية ، وهي تترجّاهم أن لا يشنقوها : 

- قريني الغبي تجاوز حدوده بقتله الشاب ..فأنا اردّت إفساد فرحتهم ، لإجبار الأهالي على إلغاء العُرف القديم الذي يقهر الفتيات اللآتي لا يجدن نصيبهن .. لكن الأمور خرجت عن السيطرة مع قريني الشيطانيّ .. أعتذر منكم !!


فاقتربت صبية منها ، وهي تقول بعصبية :

- حاولتي إيقاف نصيبنا ، لكن القدر جمعنا بأحبّائنا غصباً عنك !! ..ورغم إفسادك فرحتنا بكل الطرق ..إلاّ أن خوف الشباب علينا من أذيّة الوحش ، جعلهم يخطبوننا جميعاً هذه السنة ، وهو رقمٌ قياسيّ لم يحصل بأيّ حفلٍ موسميّ سابق 

فردّت جاكلين بقهر : اللعنة عليكم ايها الشباب !! لما لم تختارونني ؟ الأنني يتيمة ؟

فردّ أحدهم : بل لأنك سيئة الطباع 

جاكلين بغضب : اذاً سأقتلكم جميعاً !!


وبدأت بتلاوة تعويذة ، جعلتهم يسمعون صراخ الوحش من الغابة !

فأسرع رئيس البلديّة بدفع الكرسي الذي تقف عليه .. ليسمع الجميع حشرجتها وهي تصارع الموت .. بالوقت الذي كان فيه الوحش مُنطلقاً بوحشيّة نحوهم .. لكنه تحوّل لدخانٍ اسود ، تلاشى بالهواء ! فور لفظ الساحرة أنفاسها الأخيرة  


وبذلك انتهى الكابوس بموت الساحرة مع قرينها .. لتعمّ الإحتفالات بعقد قِران جميع الصبايا والشباب ، بموسمٍ ربيعيّ إستثنائيّ !  


هناك 11 تعليقًا:

  1. هآ انا أعدّت لكم جاكلين من المريخ ، لأشنقها لكم بعد امتهانها السحر هههه

    ردحذف
  2. تستاهل جاكلين الشنق مادامت ساحرة سيئة الطباع وحقودة ههههه

    ردحذف
    الردود
    1. أضحكني تعليقك اخ محمد ، سعيدة ان القصة اعجبتك

      حذف
  3. لافيكيا سنيورا

    غريبه....عرفنا جاكلين منك انها طموحه رومنسيه ملكة جمال و بشوشه الكل يتهافت عليها ليتزوجها. وفجأة جعلتيها بشعه سيئة الاخلاق حقوده دجاله ساحره .
    ..غريبه صارت أفكارك إخت أملانو! اعتقد ان إعدادات أفكارك صار فيها خلل ..لابد من عمل إعاده ظبط المصنع لافكارك وتهيئتها هههههههههـ امزح معك اخت املااااانو

    لو ان عنتر وعبله وروميو وجوليت موجودين لأغتالووك ههههههههههـ

    ولماذا تكلمتي في قصتك السابقه انك ستمرضي بالمستقبل القريب!! !! لماذا كل هذا الشؤم منك ؟

    نحتاج جرعه من قصص الاخت اسم/ى/ـا
    باسرع وقت لتنقذنا من شبحك الذي استحوذ علا افكارك هههههههههههه

    تحياااااااتي

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. لم الاحظ ان جاكلين هي شخصية رومنسية بجميع قصصي ! لا بأس ، اختاروا لي اسم فتاةٍ اجنبي ، أخصّصها فقط لقصصي الرومنسية المستقبلية

      اما عن تعليقي بالقصة السابقة فقلت : اتمنى ان تصل لمرحلة مُرضية في المستقبل القريب.. اي اصل لمستوى يُرضي طموحي ، ولم اقصد مرض .. من المجنون الذي يتمنى المرض لنفسه ؟! ادام الله صحتنا جميعاً

      اختي اسمى مشغولة حالياً بامتحانات نصف السنة لطلاّبها بالمرحلة الإبتدائية .. لكن لديها عطلة اسبوع قبل نهاية السنة .. سأسألها ان كان لديها افكار جديدة ، احولها لكم الى قصص متفائلة باذن الله .. لافيكيا سنيورا ، اخي ابن اليمن

      حذف
  4. ويحك ويحك .. ليتك ما اعدتيها ..ما اقساكي..

    ما اقساكم ..ماذا فعلت لكم الصبيه الباءسه ؟

    اغلاظ القلوب انتم ايها القوم ..امن حديد

    ونحاس انتم ؟ انها مظلومه ..مهضومه ..وانني

    بينكم لناعق وصارخ ..فلتحفروا كل القبور

    تحسبا.. اني وجاكلي اذ نروح ترابا ..ولتشتروا

    كل الكفان بسوقكم ..ابت المدافن ان تعود

    حداءق ..
    لو امطرت السماء سخاما وزفتا وبلكا وهبابا

    وحجاره ..على رؤوسكم جميعا ..ماكان كافيا

    لرثاءك ايتها الجاكي المذبوحة في محراب الجور
    ليتك تركتيها مجندله تحت التراب مع العقارب

    والعناكب لكانوا بها ارحم
    تالله ان كدت لتردين
    ...........................

    ردحذف
    الردود
    1. هآقد قضيت على شخصية جاكلين للأبد .. (ضحكة شريرة).. إختر لي شخصية أخرى أدمّرها بالقصص القادمة بإذن الله تعالى

      حذف
    2. هوب هههه ابداي بها رايتها مره في احد قصصك او ربما جينيفر ربما ميجان او مادلين

      حذف
    3. جنيفر اسم جديد ! ربما بالقصص التالية

      حذف
  5. مع اني ما احب قصص العشاق و الاحباب و اشوفها تافهة، كنت اتمنى تكون النهاية تعيسة و ان تقتلهم جاكلين كلهم، لكن شكراً على اي حال.

    ردحذف
  6. القصه رائعه ومضحكه اعجبتني كثيرا
    اللعنة على جاكلين
    سلمت يداك

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...