الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

عروس النّحس

تأليف : امل شانوحة 

 

الإشاعة الظالمة


ما أن سمعت العجوز صوت الطبل والزمر بساحة قريتها ، حتى اتكأت على عكّازها لدخول غرفة عرسها بسريره الكبير الذي ظلّ مُغلقاً منذ سنوات .. وفتحت الخزانة ، للبس فستان عرسها المُلطّخ بدماءٍ تحوّلت لبقعٍ صفراء .. 


ثم صعدت بصعوبة الى السطح التي لم تنرّ إضاءَته .. وجلست على الكرسي الموجود هناك ، وهي تلتقط انفاسها لمشاهدة عرسٍ يُقام قرب منزلها العربي القديم


وعدّلت نظّارتها لرؤية العرسان بوضوح .. وهي تتأمّل العروس وهي ترقص بسعادة برفقة زوجها ، وسط تصفيق المعازيم


وهنا شردت بأفكارها للماضي ، ليوم عرسها ..وهي تتذكّر فرحتها بعد أن خطبها ابن عمها التي تعشقه منذ الصغر ، فهما تربيا معاً بمنزل جدهما الذي تكفّل بهما : كونها يتيمة الأبوين ، وهو الإبن العاشر والأصغر لعائلته الفقيرة ، والذي يكبرها بعام .. وكل ذكريات طفولتهما معاً .. 


وعند بلوغهما سن المراهقة .. اراد والده إعادته الى المنزل ، لحرمة بقائه معها بعد زيادة فتّنتها وأنوثتها .. 


لكن المواهق رفض بقوة مغادرة منزل جده الذي ربّاه ، وفاجأ اعمامه بطلبه الزواج منها رغم عدم تجاوزه 16 عاماً .. 

فضحك الجد الذي وافق على طلبه ، لكن بعد خمس سنوات.. 


والى ذلك الحين ، عاد لمنزل والده مُرغماً بعد قراءة فاتحتهما ، لتصبح خطيبته امام الجميع .. 

وكان يزورها بأيام العطل ، ويعدها بأيامٍ رائعة بعد الزواج ..


لكن كل هذا تغيّر بعد اربع سنوات ، عندما قام اخوه الأكبر بقتل ابن أغنى تاجرٍ ببلدتهم الريفيّة ، بعد تخاصمهما على ثمن بضاعةٍ بينهما ! ثم هرب لجهةٍ مجهولة ، تاركاً عائلته تواجه التارّ وحدها !


وبصعوبة استطاع كبار القرية تهدئة والد القتيل الذي كتم غيظه بصعوبة وهو يدفن ابنه الوحيد .. لكن الجميع يُدرك أنه لن يسكت عن حقه لوقتٍ طويل !


في السنة التالية .. أصرّ العريس على إتمام زواجه بإبنة عمه ، كما وعده جده المرحوم الذي كتب منزله الريفيّ بإسم حفيدته اليتيمة التي بلغت العشرين


ورغم رفض والده إقامة العرس ، مُراعاةً للقتيل الذي لم يمضي سنة على وفاته .. لكنه أصرّ على إسعاد عروسته بزفةٍ تقليديّة بساحة القرية ..


وهنا عادت العجوز للواقع ، وهي تتابع العرس الذي أقيم بذات المكان الذي تمّ فيه عرسها .. 


لترجع مرةً ثانية للماضي وهي تتذكّر خالاتها وهنّ يجهّزنها ، ويزفوّنها للكوشة .. والعريس الشاب بقمّة فرحه ، وهو لا يصدّق متى يعيشان معاً في بيت جدهما الذي تربيا فيه ..


وقبل وضع صواني الطعام للمعازيم ، صُعق الجميع بطلقةٍ ناريّة أصابت قلب العريس !


فالتقت الجميع للقاتل .. ليجدوا التاجر الثريّ الذي حضر العرس مُلثّماً بوشاحه ، والذي نادى بصوتٍ جهوريّ :

- هآ انا أخذت بتار ابني !! 

ثم نظر بلؤم للعروس التي كانت تولّول بفزعٍ شديد :

- مبروك يا عروس !!


وغادر العرس دون أن يجرأ احد على إيقافه ! حتى اهل العريس المقتول لم يتصلوا بالشرطة ، لأنهم يعلمون سابقاً بأن عليهم تارّ بسبب ابنهم الهارب ..وهاهو اخوهم الأصغر يُعاقب بدلاً عنه ..


وانفضّ المعازيم عائدين الى بيوتهم .. بينما استطاع الإخوة الثمانية بصعوبة إبعاد العروس عن صدر عريسها الميت ، بعد تلطّخ ثوبها الأبيض بدمائه .. 


ثم حملوه ، لدفنه كما هو .. قبل وصول الخبر للشرطة ، بناءً على طلب والدهم الذي حاول التماسك بصعوبة !


بينما عادت العروس مُنهارة الى بيت جدها ، وهي تبكي فوق سريرها المُغطّى بالساتان الأبيض والورود الحمراء ، لليلة عمرها التي انتهت بكارثةٍ مأساويّة !


والأسوء إن نساء عائلة العريس المقتول نشروا إشاعة بكل القرية : بأنها عروسٌ نّحس : فوالداها ماتا منذ صغرها ، وهاهو ابنهم الصغير يُصاب بلعنتها المشؤومة ! رغم أنها لا دخل لها بالتارّ الذي اقترفه اخوه الأكبر.. 


وبسبب الإشاعة الظالمة ، إمتنع الأهالي عن خطبتها خوفاً على ابنائهم .. الى أن أصبحت بالسبعين من عمرها .. عانسٌ عجوز تُشاهد الأعراس التي تقام شهرياً في قريتها ، من فوق سطح منزل جدها (التي ورثته) دون ان يراها احدٌ في الظلام ، كيّ لا يظنوا بفقدان عقلها بسبب لبسها ثوب عرسها القديم .. وهي تصفّق بهدوء مع صوت الأغاني ، وتدعو بالتوفيق للعريسين الجددّ .. وكلها أمل ورجاء أن يجمعها الله مع حبّها الوحيد ، كزوجين عاشقين في الجنة!


هناك 8 تعليقات:

  1. لافيكيا سنيورا

    لماذا قلبك ينبض بالنحس والنهايات المأساوية ..دعي قلبك ينبض بالحب والحنان والرومنسيه ...يوماً ما سينبض فلا تيأسي ههههههههههههههههههه


    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. الأخ عاصم لديه عصير مناسب لك هههه

      حذف
  2. المقادير : 2 كيلو تفاح بلدي نقطعهم ارباع
    ونجمع البذر يطلع معانا 150 بذره
    نضعهم في المطحنه وناخذ الناتج
    ونصب عليه كوب عصير ونقلب
    جيدا ونشربه بالهناء والشفاء
    سيانيد طبيعي اورجانك ولا من
    من شاف ولا من دري ونتيجه
    مضمونه في خلال دقاءق

    ردحذف
    الردود
    1. اعطي الوصفة لإبن اليمن ، فهو متفائل اكثر من اللزوم هههه

      حذف
    2. غدا يصدق .. وكما قال الناءح :
      وكم من قاءل لي ذقت المر ..قلت لهم
      البؤس حظي والشقا...... ولابد اجرعه

      وعامة لا تقلقون عندي كميه تكفي الجميع

      كله هياخد ..

      السيانيد كله مفيد ..والشعب يريد السيانيد

      والكباب ..الكباب ..يا نخلي عيشتكو...هباب

      وما في جديد ..مافي جديد ..والشعب يريد السيانيد

      ياملاعين ..ياصناديد ..الشعب هيشرب سيانيد .
      ..................................................
      ها في حد لسه مخدش ؟
      البيه اللي على جنب هناك ده خد ..
      ايوه ده ..اللي بنته عندها سرطان في المخ ..
      اتفضل ..بالهنا والشفا

      والصبيه اللي جنب الحيط دي ..اه تلك الفراشه ..مقصوفة الاجنحه ..
      اتفضلي ..زجاجه كامله ..اشربي
      بالهنا والشفاء

      والشاب الباءس هناك ..اللي عند الباب ..قرب يابني ..لا تتردد .

      والحاجه صابره ..اخذتي يا خاله ؟

      بالهنا والشفاء

      بالله يا اخت امل ..لو وجدتي احدا لم ياخذ .. لا تبخلي عليه ..

      تفضلي ..طنجره كامله ..دعيها على باب المدونه ..

      ولكن لا تطمعين فيها كلها هههه

      الف هنا وشفا

      حذف
    3. انت كريم ونحن نستاهل .. الأخ عاصم فقد عقله بالمدونة المشؤومة ، من التالي؟

      حذف
    4. ماهذا هل فقدتو عقولكم جميعاً ...

      عاصم امل خذو المناصب والمكاسب واتركو لي المدونه ..

      اين طارد الارواح ليطهركم من لعنة الشؤم..هههههههه



      حذف
    5. إبشروا !! القصة التالية متفائلة جداً ، كنوع من التغير .. سأحاول نشرها قريباً بإذن الله

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...