السبت، 19 نوفمبر 2022

الجمعيّة الهادفة

 تأليف : امل شانوحة

 

لعالمٍ أفضل


هاجمته الصحافة والإعلام ، لرفضه دعم الشواذّ ! وطُرد من الدوريّ قبل ايام من بطولة العالم ..

فانزوى بفلّته بعد تهديد الجمعيّة السرّية بإيذاء عائلته ، إن لم يختفي عن الأضواء !


فشعر بالظلم لأنه لاعبٌ محترف .. مُشاهداً بحزن فريقه وهو يخسر المباراة تلوّ الأخرى ، رغم قدرته على إيصالهم للمباراة النهائيّة .. لكن المدرّب وفريقه تخلّى عنه ، لتحدّيه اوامر الماسون !

***


بعد شهور .. حاول إيجاد عملٍ آخر يسترزق منه ، فهو مازال في الثلاثينات من عمره .. لكنه واجه رفضاً من النوادي بجعله مدرّباً للفرق النائشة ، رغم براعته ! 


وأوشك على اليأس ونسيان الرياضة ، والتوجّه للتجارة .. قبل أن يُفاجأ برسالةٍ على بريده الإلكترونيّ : بإرسال مبلغٍ كبير على حسابه .. 

فظنها من رسائل النصب المعروفة على الإنترنت .. الى أن تلقّى مكالمة من بنكه ، يُؤكّد وصول المبلغ على حسابه !


فأعاد الإتصال بالبريد المجهول ، وسألهم عن سبب التحويل الماليّ ؟ لتصله الرسالة التالية :

((نحن الجمعيّة الهادفة ، عملنا هو تكريم الأبطال ممّن لديهم الجرأة لمحاربة العالم لأجل مبادئه النبيلة .. وسنرسل لك قريباً تذكرة سفر ، لتدريب فريق الناشئين الذين يحتاجون خبرتك واخلاقك العالية .. تواصل معنا دائماً على هذا البريد الإلكترونيّ ، ولن نتأخّر بالإجابة عليك))


فشكرهم بالمقابل ، لأنه أوشك على إقفال حسابه البنكيّ بعد دفعه أموالاً طائلة لعدّة محاميين لنقض حكم طرده من النادي ، لكن دون فائدة ..


واستعدّ للسفر لبدء حياةٍ جديدة كمدرّبٍ ينوي إيصال فريقه للفوز ببطولة العالم ، للإنتقام من ظالميه الذين لم يقدّروا موهبته جيداً 

***


لم يكن الّلاعب الموهوب المستفيد الوحيد من الجمعيّة الهادفة التي أرسلت كؤؤساً ذهبيّة ودروعاً تكريميّة ، بالإضافة لمكافئاتٍ مالية لعدة أشخاصٍ مميزين حول العالم ، كالمبدعين بمجالاتٍ فنّية متعدّدة : من رسمٍ ونحت ورقصٍ وغناء وعزفٍ وتصوير ، ممن شُهروا على وسائل التواصل الإجتماعيّ دون حصولهم على التقدير المناسب لإبداعهم ! 

والذين عبّروا عن إمتنانهم للجمعيّة الهادفة ، دون معرفتهم لرئيسها الذي ظلّ مجهولاً للجميع !

***


ولم تقتصر المكافئات الماديّة والمعنويّة على المبدعين ، بل أُرسلت ايضاً الى الأبطال الحقيقيين حول العالم : ممّن أنقذوا غيرهم من حوادث كادت تقتلهم مع المصابين .. حيث قام موظفوا الجمعيّة بالبحث والتدقيق للوصول الى البطل الذي صوّرته كاميرات الأماكن او الطرقات وهو يفدي بنفسه لإنقاذ غيره .. 

ليحصلوا جميعاً على رسالة شكرٍ من رئيس الجمعيّة لإنسانيّتهم النادرة في هذا العالم الموحش ، بالإضافة لمبلغٍ ماديّ ضخم ..


وفي كل عام تدعو الجمعيّة هؤلاء الأبطال الى حفلةٍ يحضرها طلّاب المدارس والجامعات ، مع عرض بطولاتهم على شاشة المسرح .. ثم حصولهم على كؤوسٍ تكريميّة ، وسط صفيرٍ وتصفيقٍ حماسيّ .. 

مما رفع نفسيّة الأبطال لتعليمهم الحاضرين درساً عظيماً بالحياة ، بعد أن أصبحوا قدّوة صالحة للجيل الجديد 

***


ولم تقتصر نشاطات الجمعيّة على ذلك ، بل كرّمت المخترعين من جميع الأعمار : ممن حاولوا حلّ المعضلات الضخمة بشتّى المجالات ، بحلولٍ بسيطة وغير مُكلّفة .. 

مع تكفّل الجمعيّة ماديّاً بتحويل اختراعهم الى منتجٍ يُطرح بالأسواق .. مما شجّع الشباب على الإبداع والإختراع ، رغبةً في الحصول على المكافئة الكبرى : وهي منحةٌ جامعيّة ، مكفولة السكن والمعيشة !

***


اما اجمل ما في الجمعيّة انها تكفّلت ماديّاً بالفنانين التائبين الذين رفضوا ادواراً عظيمة ، لإخلالها بالأدب والمعتقدات الدينيّة ..والذين واجهوا انتقادات وهجوماً شرساً من زملائهم المُخلصين للماسون التي قامت بمنع المنتجين والمخرجين من التعامل معهم ثانيةً .. 

مما أجبر الفنانين على إعتزال التمثيل والغناء بعد سدّ جميع الأبواب في وجوههم !


ليتفاجأوا بعد اسابيع بمعاشٍ ثابتٍ شهريّ من الجمعيّة الهادفة التي شجّعت الكثير من الفنانين الشباب التائبين على إكمال تعليمهم ، او فتح مشروعٌ تجاريّ يُغنيهم عن الفن .. 

والأفضل من ذلك ، انها منحت المبدعين منهم مجالاً للعودة للتمثيل بأفلامٍ عائليّة هادفة ، وبأجرةٍ مضاعفة عمّا أخذوه بأعمالهم السابقة !


مما نتج عنه افلاماً عظيمة أعجبت ملايين المشاهدين ، لمناقشتها القيّم والمبادىء التي يرغبون مشاركتها مع اولادهم .. 

فبدل إنتاج افلامٍ عن المجرمين والفاسدين ، ظهرت اعمالٌ تُكرّم الأشخاص المؤثّرين في مجتمعاتهم .. مما أشعل السينما من جديد ، بسبب الإقبال الضخم من الأهالي على حضور الأفلام الهادفة التي لا تخدش الحياء والدين 


وهذا شجّع الكتّاب والمنتجين والمخرجين المبتدئين على إرسال أفضل اعمالهم الى الجمعيّة الهادفة التي ذاع صيتها بين الناس ، بعد دفعها مبالغ مضاعفة عمّا أعطوه المنتجين التابعين للماسون !


لتظهر مواهب جديدة فاجأت الجمهور ، لعدم قلق الأهالي من دخول اولادهم هذا المجال ، طالما الجمعيّة الهادفة ترعاهم بأهدافها النبيلة


وبسبب الأفلام الرائعة ، تحسّنت اخلاقيات المجتمع .. خاصة صغار السن ممّن تعلّقوا بالأفلام العائليّة التي تركت اثراً رائعاً في نفوسهم ، وذاكرتهم وعلاقتهم بالآخرين 

***


كل هذا أغضب الماسون بشدة ، فالجمعيّة الهادفة تهدم كل ما بنوه لأكثر من مئة عام ، منذ ظهور التلفاز والسينما للجمهور !

فحاولوا جاهداً معرفة من هو رئيس الجمعيّة الهادفة ، ومصادر دخله التي سمحت له بتمويل ودعم كل هذه المشاريع والمواهب الجيدة حول العالم !


لكنهم لم يصلوا الى شيء ، فالرسائل المُرسلة بالبريد العاديّ او الإلكترونيّ هي بأسماءٍ وهميّة ، ومن عدّة حساباتٍ بنكيّة ! لهذا لم يستطيعوا إمساك رأس الخيط للقضاء على نبله ، الذي يُغضب ابليس شخصيّاً بعد فشل شياطينه بحلّ اللغز ! 

وبالتالي خسروا المبدعين الذين فضّلوا التوجّه للجمعيّة الهادفة التي تعطيهم مالاً وفيراً دون شروطٍ تعجيزيّة كالماسون الذين يُرغمونهم على التوقيع على بيع روحهم للشيطان مدى الحياة ، وإلاّ سيواجهون القتل هم وعائلتهم او فضيحةٍ مُدمّرة !


ولذلك عيّن الماسون بعض عباقرة الحاسوب لتتبّع بريد الجمعيّة الهادفة ، للقضاء عليها بعد إفسادها خططهم تماماً !

***


في مكانٍ آخر سرّي .. إجتمع رئيس الجمعيّة الهادفة مع عشرين عجوزاً من اثرياء العالم : من كبار تجّارها وعلمائها ومثقفيها .. قائلاً :

- علينا التماسك يا رفاق ، والحفاظ على السرّية المطلقة .. فالماسون يفقدون اعصابهم ، ويلاحقوننا بجميع الطرق لتدمير جمعيتنا النبيلة 

- لا تقلق يا زعيم ، فنحن وظّفنا افضل الهاكرز بالعالم لكشف ألاعيبهم الإلكترونيّة اولاً بأول .. فنحن تواعدنا على كسر شوكتهم لعبثهم بالأرض منذ مئات السنين ، وحان الوقت لمحاربتهم .. فهم أفسدوا شبابنا بجميع الطرق .. والآن يضغطون على الدول لدعم الشواذّ ، والسلام مع اسرائيل ! لهذا سخّرنا مالنا لتدمير مشاريعهم المستقبليّة .. 

- يكفي اننا جذبنا المبدعين والموهوبين والعباقرة بجميع المجالات العلميّة ، الذين كانوا الملاعين يقتلونهم تباعاً او يدمّرون سمعتهم بإشاعاتٍ قذرة .. 

- صحيح .. وبوجودهم في صفّنا نُصبح قوةً عظمى ، لحماية مبادئنا وفطرتنا السليمة .. خاصة بعد فتحنا مدارس تربويّة ، بعيداً عن الإعلام والصحافة 


الرئيس : الأفضل الإبتعاد عن أعين شياطين الجن والإنس قدر المستطاع ، فما نفعله ليس للشهرة بل لنشر السلام والأمان حول العالم الذي بات موحشاً بقيادتهم الشيطانيّة ..ولا تنسوا يا رفاق التمسّك بالدين والأذكار اليوميّة ، لمنع الشياطين من إختراق قلوبنا وكشف نوايانا الداخليّة 

- بالطبع يا زعيم ، فنحن سخّرنا ثرواتنا واولادنا وسلطتنا لإرضاء الربّ ، والعيش في عالمٍ أفضل

ثم وضعوا ايديهم فوق بعضها ، وهم يقولون بصوتٍ عالي :

- معاً لعالمٍ أفضل !! 

******


ملاحظة :

قرأت مرة أن ثريّاً هنديّاً أقام مهرجاناً يُشابه حفلة الأوسكار للأفلام الهادفة العائليّة .. فاستطاع الماسون إفلاسه وتشويه سمعته قبل الحفلة السنويّة التالية !

يبدو أن الجمعيّة الهادفة حلمٌ صعب المنال ! ولوّ كانت موجودة ، لتحوّلت الدنيا الى جنةٍ حقيقيّة .. فعلى حسب علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى ، لا يمكننا الإستهانة بخبث شياطين الإنس والجن وخططهم المُدمّرة طويلة الأمدّ ! ..الله المستعان


هناك تعليقان (2):

  1. من زعيم الماسون الى تلك الامل :

    اما بعد ..اتزعمين انك ستصلحين العالم

    ايتها الكاتبه الفضيله ..حسنا سنرى من

    يضحك في النهايه ..لقد وضعنا خطة

    شيطانيه لا تمل هدفها افشالك واحباطك

    على مدى سنوات ..مادمتي مصرة على

    مهاجمتنا وعلى نشر القصص الهادفه

    ولعلك لاحظتي التحجيم والظلم التي

    تتعرض له المدونه !
    هل ظننتي اننا نلعب
    لقد وضعنا خوارزميه ..شديدة التعقيد

    هدفها غربلة الكلام والصور بجميع لغات

    العالم ..فكل من يذكر المثليه الجنسيه

    فندعمه واما من يكتب الشذوذ الجنسي

    مثلك فاننا نحاربه وطبعا هناك قاءمة

    كلمات طويله مثل تمكين المراه وتجريم

    الختان وحقوق المراه والطفل والعنف

    الاسري وتنظيم النسل ...الخ
    من تلك العبارات التي نستغفل بها حكامكم
    الفاسدين ..
    حتى الصور لم نتركها عشواءيا ..فكلما

    نشرت المدونات صورا ماجنه وخليعه

    وتنشر الفسق ..كان لها كل الدعم

    ومن حاد عن الطريق المظلءيم

    حاربناه بكل ما اوتينا من حقاره ووضاعه
    وخسة ونذاله

    فماذا انتي فاعله الان ؟
    الخيار لكي
    فهل تكونين من انصارنا
    ام تكتبين شهادة وفاتك !!

    والسلام ...

    ردحذف
  2. ملحوظه بقى بجد يعني هههه
    موضوع الخوارزميه هذا ليس تاليفا من

    عندي هو حقيقي ويتم اليا تقليل امكانية حجم
    الوصول للمدونات المحترمه عن طريق
    مؤشرات البحث الغير مباشره والاحالات

    من موقع لاخر
    والكلمات الدلاليه او المفتاحيه وهذا بالتالي
    يؤثر على حجم الزيارات وعدد مرات القراءه
    وعدد التعليقات وتعنى الخوارزميه باللغه
    العربيه ايما عنايه لعلمهم انها لغة المسلمين والقران والسنه

    والموضوع هذا شديد التعقيد
    وهناك موظفون صالحون بالولايات المتحده
    قدموا استقالتهم بسبب هذا الفساد

    ردحذف

لقاءٌ ساحر (الجزء الأخير)

تأليف : الأستاذ عاصم تنسيق : امل شانوحة  رابط الجزء الأول من القصة : https://www.lonlywriter.com/2024/10/blog-post_4.html مفتاح الحرّية بعد ...