تأليف : امل شانوحة
التعليم الإجباري !
رغم تخرّج المراهق جون من الثانويّة بنسبةٍ مرتفعة ، إلاّ انه فقد شغف الإلتحاق بجامعة والده المرحوم (كما حلم دائماً) بعد انشغاله برفقاء السوء الذين علّموه على السِكر وتناول حبوب الهلوسة !
لكن حياته تغيّرت في إحدى الليالي ، بعد خطفه من مُقنّعٍ صعقه بمسدسٍ كهربائيّ خارج البارّ !
ليستيقظ جون صباحاً .. وهو مُقيّد بسلسلةٍ طويلة مُثبّتة بحلقةٍ حديديّة بالحائط الإسمنتيّ ، في قبوٍ مجهول !
وفور رؤيته رجلاً مقنّعاً ينزل السلالم ، صرخ غاضباً :
- ماذا تريد مني ، وبأيّ حقٍّ تخطفني ؟!! اصدقائي سيتصلون حتماً بالشرطة التي ستراجع كاميرا البارّ ، للقبض عليك ايها المنحرف!!
المقنّع : لست منحرفاً ، ايها الفاشل
- لا تناديني هكذا ، فكّ وثاقي الآن !!
المقنّع : اثناء نومك ، فحصك صديقي الطبيب الذي أخبرني (من تقرير المختبر لدمك) أنك أوشكت على الإدمان .. أمّا أصدقائك ، فلن يبلّغوا الشرطة ، خوفاً من سجنهم لإدمانهم تحت سن 18 .. حتى البارّ لن يبلّغ عن اختطافك ، لبيعه الخمر لمراهقين تحت سن الرشد ، كيّ لا يُغلق متجره بالشمع الأحمر.. لهذا ستبقى هنا ، لحين تنظيف جسمك تماماً من المخدّرات والخمور .. بعدها تبدأ الدراسة لامتحان الدخول لكليّة الطبّ
جون : ومن انت لتقرّر مستقبلي ؟ هل أرسلتك امي لإبعادي عن اصدقائي التي لا تحبهم ؟
- هذا قراري وحدي ، وانا المسؤول عنه
- أزلّ قناعك ايها الجبان ، وأرني من تكون !! فأنت تبدو من يديك ، انك عجوزٍ خرف .. فكّ قيّدي ، وسأطرحك ارضاً خلال ثواني !!
فأكمل العجوز كلامه ، دون اكتراثه بتهديدات المراهق الغاضب :
- سيزورك الطبيب من وقتٍ لآخر لإعطائك ابرة المخدّرٍ بكميّاتٍ محدّدة ، لتنظيف جسمك من القاذورات التي ابتلعتها ، كيّ تعود الى رشدك وتفكيرك العبقريّ الذي جعلك متفوّقاً على زملائك في جميع مراحلك الدراسيّة
- كنت أجتهد دائماً للحصول على منحةٍ دراسية ، لقهر زوج امي الذي يتمنّى رسوبي .. لكن بعد طلاقه من امي..
فأكمل العجوز : فقدّت شغفك لمتابعة التعليم ، اليس كذلك ؟
- لا أرى ضرورة لذلك
- الم يكن حلمك الدراسة في جامعة والدك المرحوم ؟
جون باستغراب : كيف تعرف عني كل هذه المعلومات ؟!
- أجبني يا ولد !!
- نعم .. لكن اقساطها خياليّة ، ولا تستطيع امي توفيرها
العجوز : يمكنك الإجتهاد للحصول على منحةٍ دراسيّة ، كما فعلت بالمدرسة
- سألت إدراة الجامعة ، وأخبروني انه عليّ دفع أقساط السنة الأولى .. وللأسف لا اعمل ، وعائلتي فقيرة
- ألهذا ضيّعت وقتك مع رفقاء السوء الذين عوّدوك على السلوك السيء ؟!
جون : هم يعطونني الحبوب مجاناً
- ليس لوقتٍ طويل .. فبعد إدمانك ، سيجبرونك على دفع ثمنها .. وسينتهي امرك مُشرّداً في الشوارع .. وانا لن اسمح لولدٍ عبقريّ بتضييع حياته
جون بعصبية : وما دخلك انت ؟!! ولما تهتم ، كأنك من افراد عائلتي !
- لأنك تملك شيئاً يخصّني ، ولن أسمح لك بتلويثه
- ماذا تقصد ؟!
العجوز : ستعرف بعد تخرّجك الجامعي الذي سأتكفّل بأقساطه
- تأخّرت كثيراً ، فامتحان الدخول انتهى الشهر الماضي
- إسمعني جيداً .. بعد شهرين من الآن ، سأذهب لإدارة الجامعة لتوسّط لك لإعادة الإمتحان .. فهي المدة التي تحتاجها لتنظيف جسمك من المخدّرات ، كما أخبرني الطبيب .. ولتحمد ربّك انني عرفت مشكلتك ، قبل تعوّد جسمك على السموم القاتلة
ثم صعد الأدراج وهو يقول :
- سلسلتك طويلة يا جون ، يمكنك الدخول بها الى حمام القبو .. وسآتيك بالفطور بعد قليل
***
واستمرّ الوضع الغريب لعدّة اسابيع.. زاره فيها الطبيب من وقتٍ لآخر لإعطائه ابرة المخدّر بنسبةٍ أقل عن سابقتها ، بعد فحص نبضات قلبه وضغطه..
وبعد هدوء نوبة جون الهستيريّة .. يُجبره الخاطف على الجلوس امام طاولة مليئة بالكتب العلميّة ومراجعتها ، بانتظار استاذه الخصوصيّ الذي وظّفه خصيصاً له !
***
لاحقاً ، تمكّن العجوز التوسّط له (في الجامعة التي تخرّج منها والد جون) بعد أن سلّم المدير جميع شهادات تفوّقه المدرسيّة (بعد اضّطّراره للكذب : بأن نفسيّة جون تدهوّرت عقب موت حبيبته بالسرطان ، لهذا لم يقدّم إمتحان الدخول في موعده)
فوافق المدير كإستثناءٍ له : بتقديم الإمتحان ، رغم مرور أشهر على بدء الطلاّب لسنتهم الدراسيّة .. في الوقت الذي شرح فيه استاذه الخصوصيّ ما فاته من دروس
ورغم استنكار جون لإجباره على دراسة المواد الطبّية الصعبة التي تحتاج سنواتٍ طويلة للتخرّج ، بعكس التجارة او الفلسفة .. إلاّ أن الخاطف أصرّ على دراسته الطبّ ، بعد شرائه ملخّصات المواد لسنته الأولى !
كما وعده بمكافئةٍ كبيرة فور تخرّجه ! مُنفذاً بقيّة طلباته : من طعامٍ جاهز وحلويات وثياب والعاب الكترونيّة بأوقات فراغه ، بشرط نجاحه بامتحان الدخول !
***
بعد شهرين .. أجرى الطبيب فحصاً مخبريّاً ، يؤكّد خلوّ دم جون من المخدّرات وعلاجه النهائيّ من الإدمان ..
مما أفرح الخاطف الذي فاجأه بكعكةٍ كبيرة ، إحتفالاً باستعادة صحته !
وقبل اطفاء جون الشمع ، قال له العجوز المقنّع :
- تمنّى أمنيّة
جون بتهكّم : أتمنى أن تفكّ قيودي
العجوز : سأحرّرك بعد نجاحك ..والى ذلك الحين ، ستبقى مُحتجزاً بالقبو
- وكيف سأذهب للجامعة ، في حال نجحت بامتحان الدخول ؟
- سائقي سيوصلك للجامعة ، ثم يعيدك الى هنا
جون : سائقٌ ايضاً ! الا يكفي دفعك لأقساط جامعتي
- سأدفع قسطك الأول .. وأنت باجتهادك ، تحصل على منحةٍ جامعيّة لبقيّة السنوات ، كما فعلت بالمدرسة
- لست متأكداً من تفوّقي على طلّاب الجامعة !
العجوز : أنت وُلدّت ذكيّاً ، وستتفوّق على منافسيك .. انا واثق من ذلك
- هذا إن لم اهرب من الجامعة
- لن تفعل ، فقد عيّنت من يراقبك بالداخل
جون بضيق : ملاحقتك المستمرّة لي ، تخنقني يا رجل .. فأنا بلغت ١٨ قبل ايام ، ومن حقي تقرير مصيري
- لا !! انت ملكي لحين تخرّجك
- ولما كل هذا ؟!
العجوز : أخبرتك سابقاً ، انك تملك شيئاً يخصّني .. وبشهادتك ، تدفع ديونك لي
- لا افهم شيئاً !
- ستعرف الحقيقة لاحقاً.. الآن إنهي كعكتك ، لإكمال دراستك.. فامتحان الدخول بعد يومين
جون بقلق : ماذا سيحدث إن لم أنجح !
- ستنجح بتفوّقٍ ايضاً ، انا أؤمن بعبقريّتك بنيّ
- هذه اول مرة تناديني هكذا !
- ربما تعوّدت على وجودك في منزلي ، بعد مرور ثلاثة اشهر
جون معاتباً : ولليوم لم تثق بي
- من قال ذلك ، انا أثق بك تماماً
- إثبت كلامك بإزالة قناعك
العجوز : ليس قبل نجاحك بالسنة الأولى
- أسيظلّ على وجهك طوال عام ؟!
- نعم !! وستبقى محتجزاً بالقبو ، لحين تعلّقك بدراسة الطب .. وسأراقبك يوميّاً منذ خروجك من منزلي ، لحين عودتك اليه.. كما عيّنت شخصاً لمراقبتك من داخل مدرّجات الجامعة
جون : انت مهووس بالعلم لدرجة الجنون !
- هو حلم عليّ تحقيقه ، مهما كلّفني الأمر ..ولا تسألني عمّا أعنيه ، فمعرفتك الحقيقة متوقفة على نجاحك
وخرج المقنّع من القبو بعد إقفال بابه بإحكام ، دون تقيّد قدم جون بالسلسلة الطويلة ، كما فعل الشهور الماضية !
ففهم جون أن العجوز بدأ يثق به ، فلم يردّ تخيّب ظنّه.. وعاد الى دراسته ، على امل تحقيق حلم الخاطف بنجاحه بامتحان الدخول
***
بعد أيام .. فاجأ المقنّع جون باحتضانه بقوة ، وهو يخبره بنجاحه بالإمتحان بنسبةٍ عالية..
جون باستغراب : النتيجة بعد يومين ، فكيف عرفتها الآن ؟!
العجوز : مدير الجامعة اتصل بي قبل قليل ، فهو صديقي القديم
- لديك صديقٌ طبيب ، والآخر مدير جامعة .. من تكون يا عم؟!
- ستعرف الحقيقة لاحقاً
ثم وضع امامه اكياساً ، وهو يقول :
- إشتريت لك كتب الطب للسنة الأولى ، وبعض الملابس الجديدة للجامعة
جون بارتياح : أتعني غداً سأخرج للحرّية ؟!
- طبعاً .. وسينتظرك سائقي امام الباب ، عند الساعة الثامنة صباحاً.. وستحصل على مصروفك الجامعيّ كل يوم
جون : ومصروفٌ ايضاً ! هذا كثير
- انت بحاجة لتناول غدائك بين المحاضرات
جون بحزن : ذكّرني اهتمامك بوالدي المرحوم ، فهو كان يعشق العلم والمعرفة !
العجوز : متى توفّى ؟
- كنت في الرابع ابتدائي ..وتزوجت امي باللعين في سنتي الثانية بالمتوسطة
العجوز : هل كان يضربك زوج امك ؟
- بعض الأحيان .. هو أرادني صبيّاً بورشته ، لكن تفوّقي منعه من ذلك
- وتخرّجك كطبيب سيقهره اكثر
جون : لم يعد يهمّني امره ، بعد طلاقه من امه
- اذاً إنجح لبناء مستقبلك
جون : بل سأنجح لتحقيق حلمك ، عمّي
فدمعت عينا العجوز من خلف قناعه ، وخرج من القبو وهو يقول :
- سأدعك ترتاح قليلاً
جون : وهل ستقفل باب القبو مجدّداً ، الم تثق بي بعد ؟
- إثبت تفوّقك خلال السنة ، وستتغيّر معاملتي لك .. آه صحيح ، كدّت أنسى !
ونزل لإعطائه جوالاً ، وهو يقول :
- الجهاز مُراقب ، فلا تحاول الإتصال برفقاء السوء
جون : وكيف تمكّنت من مراقبة الجوال ؟!
- لديّ صديق بالمخابرات..
جون مقاطعاً : يا رجل ! من تكون ؟!!
فأجاب بحزم : انا شخصٌ يهمّه مستقبك العلميّ ، ولن اسمح لك بإفساده مهما كلّفني الأمر !!
ثم خرج من القبو بعد إقفال بابه بإحكام ، تاركاً جون بحيرةٍ من امره!
***
في يومه الدراسيّ الأول بالجامعة .. شعر جون بالإرتباك لتفوّق زملائه ، لبدئهم الدراسة قبله بشهور ..كما لكل واحدٍ صديق ، بينما انزوى بآخر القاعة وهو يشعر بضيقٍ شديد
وبعد انتهاء المحاضرة الثالثة ، حاول الهرب .. لتصله صورة (أُلتقطت له من بعيد) على جواله ، قبل خروجه من بوّابة جامعة .. ورسالة تقول :
((مازال لديك حصتين .. إذهب للكافتريا وتناول غدائك ، ثم عدّ للقاعة))
فتواصل جون مع الشخص المجهول :
- أهذا انت ، عمي ؟
- انا اراقبك ، فلا تحاول الهرب .. انت شابٌ قويّ ، فلا تخسر ثقتي بك بنيّ
فعاد جون الى داخل الجامعة ، متوجّهاً للكافتريا .. ليجد صبية تناديه ، لتناول الطعام معها !
وبعد جلوسه على طاولتها .. أخبرته انه لفت انتباهها بالقاعة ، وتريد مصادقته
ففرح بذلك ، لعدم رغبته إكمال الدراسة وحيداً .. وتناولا الغداء وهو مُعجبٌ بطريقة تفكيرها وحماسها للعلم ، وشعر بسهولة التحدّث معها !
دون علمه بأنها ابنة صديق العجوز الذي طلب منها مصادقته في يومه الجامعيّ الأول
***
وبمرور الأيام .. تفوّق جون على زملائه ، خاصة بحصصّ التشريح والمختبر .. وصار يتنافس مع صديقته ليندا على كتابة الأبحاث في المكتبة العامة ، التي أدّت لتحسّن علاماته بشكلٍ ملحوظ ..
ولم يعد يحاول الهرب من الجامعة او منزل الخاطف ، بل ينزل طواعيّة للدراسة بالقبو بعد شراء العجوز حاسوباً جديداً له !
وبسبب علاماته الشهريّة المرتفعة ، سمح له المقنّع بالإنتقال الى الطابق الأرضيّ ، والنوم في غرفة ابنته الوحيدة..
جون : أتعطيني غرفة ابنتك المتوفاة ؟! أكيد هي مهمّة بالنسبة لك !
- ولما لا ، فأنت ابني ايضاً
- إثبت ذلك بنزع القناع عن وجهك
فأزال الخاطف قناعه لأول مرة منذ شهور ..
جون بدهشة : أظنني رأيتك من قبل !
العجوز : إلتقينا أكثر من مرة في الجامعة
- أأنت الحارس الذي يجلب لي ولصديقتي القهوة في المكتبة ؟!
- نعم
- أتعمل هناك ؟
العجوز : توظّفت حديثاً لمراقبتك .. فمدير الجامعة صديقي ، ولم يرفض طلبي الغريب
- يبدو جميع اصدقائك مهمّين ، فمن تكون ؟
- نقيبٌ متقاعد
جون : أحقاً ! ولما أشعر انني رأيتك بالماضي ؟!
- التقينا بالمستشفى ، وانت بعمر الثامنة
جون : آه ! الآن تذكّرت.. ووضعت السمّاعة على صدري ، وبكيت
العجوز بحزن : كنت أستمع لنبضات قلب ابنتي
- لم افهم !
العجوز بحزن : كانت ابنتي تدرس الطب بسنتها الأخيرة ، وكانت متفوّقة على الجميع .. مما أغاظ زميلتها التي أطلقت النار على رأسها ، فماتت ابنتي دماغيّاً ..وكان عليّ تقرير إزالة قناع الأكسجين عنها ، بعد غيبوبتها لعامٍ كامل ! حينها علمت بمعاناتك من قلبك المريض
جون : وُلدّتُ بعيبٍ خلقيّ .. ثقبٌ في قلبي منعني من اللعب كبقيّة الأطفال ، وكنت أفقد وعيّ بأقل جهدٍ ممكن !
- حينها توسّل والدك لمنحك قلب ابنتي
جون : ألهذا بكيت بعد سماعك نبضات قلبي ، فور خروجي من العمليّة ؟
العجوز : شعرت بأن روحها انتقلت اليك ! .. أتدري يا جون لما اخترتك من بين المرضى الذين ترجّوني لمنحهم قلبها ؟
جون باهتمام : لماذا ؟!
العجوز : لأن والدك اراني علاماتك المدرسيّة ، وتفوّقك بجميع المواد ..وأخبرني باكياً عن ذكائك الذي يميّزك عن ابناء جيلك .. وعن حلمه برؤيتك تتخرّج بتفوّق من جامعته القديمة .. والذي كان حلمي ايضاً ، لولا الحقودة التي حرمتني من حضور تخرّج ابنتي .. لهذا وافقت على منحك قلبها .. وبعد سنوات رأيت ابنتي تبكي في المنام ، وتُخبرني أن قلبها مليء بالسموم ! فاتصلت بأمك لمعرفة احوالك .. فأخبرتني انك تضيّع نفسك بالمخدرات بسبب رفقاء السوء ، فجنّ جنوني لإفسادك قلب ابنتي الطاهر .. لهذا اختطفتك ، وأجبرتك على إكمال حلمها كطبيبة تساعد المحتاجين.. وعلى فكرة ، صديقتك ليندا هي ابنة صديقي .. وهي من عائلة ملتزمة دينيّاً ، وتربّت على المحافظة على نفسها لحين الزواج .. فإيّاك خذلان والدها الذي وعدّته بإخلاصك لها
جون : هي من جعلتني أعشق الدراسة
العجوز : ليندا فتاةٌ رائعة ، أعرفها منذ طفولتها ..وستكون زوجة رائعة لك ، لكن ليس قبل تخرّجكما
- الا يكفي انك تكفّلت بتعليمي ، أتريد تزويجي ايضاً ؟!
- نعم ، فأنت بمثابة ابني
جون بقهر : فكرة الزواج تبدو صعبة ، فأنا احتاج سنواتٍ طويلة لامتلاك منزلٍ يجمعني بحبيبتي ليندا
- لا تفكّر بالمصاريف الماليّة .. فقط ركّزا على دراستكما ، وافرحاني بحضور حفلة تخرّجكما ، وهذا يكفيني ..
جون : أتدري يا عم ، لم أتصوّر يوماً أن أصبح طبيباً .. يبدو إن قلب ابنتك وحلمها ، أثّرا بي !
- ممتاز !! والآن سأتركك لنقل اغراضك من القبو
جون : أعدك بالمحافظة على نظافة غرفتها دائماً
فأمسك العجوز يده : جون .. إن كنت تريد مغادرة منزلي ، فلن أرغمك على البقاء .. يمكنك الإنتقال لسكن الطلاّب ، وسأتكفّل بالمصاريف .. او العيش في منزل امك ..
جون مقاطعاً بقهر : عندما سمحت لي بمحادثتها ، أخبرتني انها عادت لطليقها المزعج قبل اسبوع ! ولا اريد المشاجرة معه ثانيًة ..اما سكن الطلاّب فهو مصروفٌ اضافيّ ، لا داعي له .. فهل يُزعجك بقائي في منزلك لحين تخرّجي ؟
العجوز بسعادة : اهلاً وسهلاً بك في منزلك ، بنيّ
وربت على كتفه بفخر ، ثم خرج من الغرفة .. فأوشك جون على البكاء بعد شعوره بحنان الأبوّة الذي افتقده لسنواتٍ طويلة !
***
بعد أعوام .. صفّق والد ليندا والعجوز بفخر ، وهما يشاهدان تسلّمهما لشهادتيّ التفوّق في حفل تخرّجهما ، التي حضرته والدة جون (الذي لم يخبرها عن خاطفه الذي سمح له بمهاتفتها وزيارتها تحت رقابته .. بل عرّفها عليه ، بكونه جاره الذي تكفّل بدراسته .. دون علمه باتفاق امه مع العجوز لإنقاذ مستقبله ، وتسليمها شهاداته المدرسيّة التي أدّت لدخوله الجامعة)
لهذا تحدّثت مع العجوز جانباً : وشكرته على إنقاذه مستقبل ابنها ، وإبعاده عن رفقاء السوء
اما هديّة العجوز بمناسبة التخرّج : فكانت سيارةً جديدة ، أسعدت جون وخطيبته ليندا
***
بعد سنوات .. وقف جون مع زوجته ليندا الحامل ، امام قبر العجوز وهو يقول :
- شكراً عمي على كتابة منزلك بإسمي ! فهذا المعروف يُضاف لأفضالك السابقة عليّ .. وهآنحن قدمنا من العيادة بعد معرفتنا بجنس الجنين .. هي فتاة ، سأسمّيها ديانا على اسم ابنتك التي وهبتني قلبها ، بعد قيامك بتقويم سلوكي وإعادتي للطريق الصحيح ..ولولاك لسُجنت مع رفاقي السابقين الذين تورّطوا مع عصابة الشوارع ! وبذلك أنقذت حياتي ، كما فعَلت ابنتك بقلبها الطاهر ..وسأظلّ مديناً لكما مدى الحياة
ثم ألقى الزهور على قبر العجوز ، وهو مُمتنّ للقدر الذي وضعه بطريقه لإنقاذه مستقبله قبل فوات الأوان !
اعتقد ان تفوقه في النهايه سببه قلب الفتاه
ردحذفالميته ديانا التي اخذ قلبها فالعقل محله
القلب وليس الدماغ كما يظن الكثير
ام لهم قلوبا يعقلون بها
وتجارب مرضى زراعة القلب كلها تتحدث
عن تغير جذري في العادات والسلوك و
الطباع بعد عملية الزرع حتى اوشك احد
العلماء ان قال انك لو وضعت قلب زاهدا
عابدا في جسد مجرم فاجر لانصلح حاله
بعد الجراحه
كلامٌ صحيح علمياً ، أحسنت أخ عاصم
حذفجميله جدا سلمت يداك
ردحذفاتمنى ان اكون كاتباٍ مثلكِ
عندما اقرأ قصصك
اذهب لعالم جميل
ان شاء الله تدوم قصصك
ارجو ان تكوني بخير
أسعدني تعليقك ، شكراً لك .. أحاول جهدي ان تكون قصصي هادفة .. دمت بخير
حذفتدوم سعادتك
حذفعفوا
نعم، ربما انتي تشعرِ بالتعب كثيراٍ عند الكتابه
اعانك الله
وأن ينير الله دربك بالنور ويزيدك علماٍ أن شاء الله
لا تتوقفِ عن الكتابه ابداٍ
حفظك الله
لك جزيل الشكر .. نشرت قصة جديدة ، أتمنى معرفة رأيك بها ايضاً ..تحياتي لك
حذف