الاثنين، 10 يناير 2022

الجريمة المُدبّرة

فكرة : أختي اسمى
كتابة : امل شانوحة

النوايا الخبيثة


أصرّ زوج جاكلين على الإحتفال وحدهما بعيد زواجهما 15 ، في منزلهم الجبلي بعد توصيل ابنائه الثلاثة لبيت جدتهم


وفي منزل الجبل مساءً .. شعرت جاكلين بالإرهاق ، وطلبت من زوجها إنهاء السهرة باكراً ، للعودة صباحاً الى منزلهم في المدينة .. فوافق على طلبها

***


بعد ساعتين ..إستيقظت جاكلين وهي تشعر بالصداع ، لتجد زوجها واقفاً امام السرير وبيده الوسادة ، وكأنه يستجمع قواه لتنفيذ مخطّطه  

وفور إطباقه الوسادة على وجهها بقوة ، عرفت نيّته بقتلها ! وأدركت بدسّه المخدّر في شرابها ، لإضعاف مقاومتها


والغريب في الموضوع إنها لم تردّ الدفاع عن نفسها ! بل أخذت تُحثّ روحها على الهدوء ، قائلةً في نفسها :

((لا تخافي يا جاكلين .. حافظي على أنفاسك ، فلطالما فزتِ بمسابقات حبس النفس ، ولولا زواجك المُبكّر لكنتِ سبّاحة اولمبياد مشهورة .. تخيّلي نفسك تحت الماء الآن .. حافظي على الهواء المتبقّي في رئتيك .. هو سيتوقف عن الضغط إن لم تتحرّكي ، لظنّه إنه نجح بقتلك .. جيد !! تابعي التمثيل .. هاهي الوسادة ترتفع ! لقد نجحت خطّتك يا جاكلين .. حاولي إرخاء جسمك كأنك فارقتِ الحياة))


وهنا شعرت بزوجها يحملها .. ورغم دوّارها الشديد ، إلاّ أنها أحسّت بجلوسها جانبه بالسيارة ، بعد أن أخفى عينيها المغمضتين بالنظاّرة .. ثم قاد سيارته بهدوء ، كأنه لم يرتكب جريمة ! 

 

حاولت جاكلين إستراق النظر الى الشارع من عينها اليمنى (اسفل النظّارة السوداء) فعرفت انه ينحرف عن الطريق الموصل لمدينتهم .. بل بالحقيقة كان متجّهاً نحو الغابة المهملة ! وهذا يعني انه سيدفنها هناك ، او يختلق كذبة عن إختطافها من منزل الجبل الى جهةٍ مجهولة 

لكنها ايضاً تعلم إنهما لن يصلا للغابة ، قبل مرورهما من مركز تفتيش وإشارتين مرور ، فهي سارت بهذا الطريق أكثر من مرة 


وكما توقعت ، أوقفه شرطي المرور وهو يسأله عن وجهته بهذا الوقت المتأخر.. فأجاب الزوج بثبات بأنه يعيدها الى منزله ، بعد إكثارها الشرب في عيد زواجهما !

فضحك الشرطي بعد رؤيتها غائبة عن الوعيّ (اثناء تمثيلها الدور) وسمح لهما بالمرور .. فهي رغم جريمة زوجها ، لم ترغب بتوريطه مع الشرطة لأجل ابنائها !


ولم يعدّ بوسعها الهرب إلاّ عند إحدى اشاراتيّ المرور ..

ولسوء حظها كانت الإشارة الأولى خضراء ، ومرّا منها بسهولة

اما الثانية : فتوقفا خلف شاحنةٍ ضخمة .. وسمعت زوجها يقول بتأفّف :

- اللعنة !! إشارة التقاطع تأخذ وقتاً طويلاً 

فأدركت انه الوقت المناسب للهرب ..


وفاجأته بفتحها الباب ، والركض بأسرع ما يمكنها في طريق المشاة إلى أن وصلت للشارع المقابل .. وجلست داخل سيارة على وشك التحرّك ، وهي تصرخ في وجه السائق برعب :

- إبعدني بسرعة عن القاتل !!


وما أن رأى زوجها يركض باتجاههما ، حتى لفّ سيارته نحو طريقٍ فرعيّ مُبتعداً عن وجهته الأصليّة !

***


بعد ابتعادهما عن سيارة الزوج الذي فشل في ملاحقتهما ، سألها السائق :

- لما يريد قتلك ؟

جاكلين وهي تلتقظ أنفاسها : ذاك زوجي ، حاول قتلي بعيد زواجنا 15 

- إذاً خذي جوّالي واتصلي بالشرطة فوراً .. 

- هو ليس رجلاً سيئاً ، ولم يعاملني يوماً بجفاء ! أظن صديقه الفاسد أعطاه مُخدّراً ، او أكثر من شرب الخمر

الرجل : هل جننتِ ؟! الم تقولي انه حاول قتلك قبل قليل ؟

- حاول خنقي بالوسادة بعد تخدير شرابي

- تخدير ! هذا يعني انه قتل عن إصرارٍ وترصّد .. سيدتي ، انا محامي وأعرف ما اقوله.. دعيني أبلغ الشرطة

جاكلين : لا !! هذا سيدمّر اولادي الثلاثة ، دعني أحلّ الموضوع بطريقتي


فسكت المحامي قليلاً وهو يتابع القيادة ، قبل أن يسألها :

- الى اين تريدني أن أوصلك ؟ 

- الى أيّ فندقٍ صغير 

المحامي : وهل معك المال ؟

- أحفظ رقم حسابي جيداً ، سأستخدم حاسوب الفندق لدفع ثمن الغرفة التي سأبقى فيها يومين لحين هدوء زوجي .. وسأتصل بطبيبه النفسي لمعرفة مشكلته ، فهو خسر المحل الذي ورثه عن والده قبل شهرين .. ومن يومها تزداد حالته سوءاً


المحامي : أمتأكدة إن هذه هي المشكلة ، أمّ يحاول التخلّص منك لأجل امرأة ثانية؟ 

- لا ، هو ليس من هذا النوع 

- حسناً سأوصلك للفندق ، بشرط أن تعطيني رقم جوّال زوجك وعنوان عمله 

جاكلين باستغراب : ولماذا تريدهم ؟!

- لأنه في حال حصل مكروهٌ لك ، أبلّغ الشرطة بتلك المعلومات

- وماذا لوّ رفضّت طلبك ؟

المحامي بحزم : أوصلك الآن للشرطة لأخلي مسؤوليتي اتجاهك 


ففكّرت قليلاً ، قبل أن تقول بتردّد : 

- حسناً ، سأعطيك رقم جوّاله فقط .. ولا تضغط عليّ أكثر ، فنفسيّتي مُتعبة بما فيه الكفاية

***


بعد أن أوصلها الفندق .. إتصل المحامي من سيارته ، بزوجها ليسأله :

- لما حاولت قتل زوجتك ؟

فأجاب الزوج بصوتٍ مرتجف : هل انت شرطي ؟!

- لا ، انا الذي أنقذتها منك 

الزوج غاضباً : أفسدّت خطتي يا رجل !!

- قلّ السبب الحقيقي لارتكابك الجريمة ، لربما ساعدتك ..هل هناك امرأة اخرى في حياتك ؟ ام هي مشاكل قمار ومخدرات ؟

- بل بوليصة التأمين 

المحامي : أتقصد إنك حاولت قتلها للحصول على مبلغ التأمين على حياتها ، لاسترداد محل والدك ؟


الزوج باستغراب : كيف عرفت هذا ! ماذا أخبرتك اللعينة عني ؟!!

- المرأة التي تشتمها مازالت تأمل بإنقاذ زواجها ، وتظنك فعلت ذلك عن غير وعيٍّ منك ، او لأنك ملّلت العيش معها بعد 15 سنة .. وانه عندما ينتهي سِكرك ، ستعتذر منها لتعود الأمور على طبيعتها

- لطالما كانت رومنسيّة تافهة !

المحامي : وهذا رأيّ ايضاً ..

- لما تحاول مساندتي ؟!

- لأني مهتمّ ببوليصة التأمين


الزوج بعصبية : وما دخلك انت ؟!!

- طليقتي حصلت على نصف ثروتي ، وسأكون غبياً إن لم أستفدّ من هذه الفرصة .. إخبرني الآن ، هل مبلغ التأمين كبير ؟

- مليون دولار يا رجل !!

المحامي بدهشة : مليون ! من اين حصلت على هذا المبلغ الكبير ؟!

- والدها قبل وفاته وضعهم في البنك كتأمين على حياة ابنته الوحيدة ، فهو لم يثقّ بي مُطلقاً 

- ومعه الحقّ بذلك


الزوج : تتكلّم وكأنك ملاك ، وانت تريد مشاركتي ارباحي !!

- لن اكون طمّاعاً ، أحتاج فقط لربع مليون للإحتفاظ بفلّتي قبل عجزّي عن تسديد أقساطها 

- ربع مليون ! مقابل ماذا ؟

المحامي بخبث : مقابل إخبارك بمكانها الآن 

- لا سأعطيك المبلغ في حال أنهيت مهمّتي  

- ولما أتورّط بقتل امرأة لا اعرفها !


الزوج : لأنني فشلت في ذلك ، فتعلّق اولادي بأمهم منعني من إتقان الخطّة .. أقتلها انت !! وسأعطيك المبلغ فور حصولي عليه من شركة التأمين .. المهم أن نتفق على كذبةٍ مشتركة .. فأنا سأبلّغ الشرطة بعد قليل : بأن شخصاً إعترض سيارتنا قبل وصولنا للمدينة ، وخطف زوجتي تحت تهديد السلاح .. وعليك أن تُنهي ما بدأته .. وحاول قدر المستطاع أن تبعد الشبهات عنّي ، فتورّطي بالجريمة سيحرم كلانا من مال التأمين 

- من حسن حظّك إن الشارع الذي أقلّيت فيه زوجتك ، ليس فيه كاميرات مراقبة .. 


الزوج : اساساً كان خالياً من السيارات ، ماعدا الشاحنة التي منعتني من تجاوز الإشارة 

- اذا لم يشهد السائق ضدّك ، فأنت بأمان

- لمحته قبل عودتي لسيارتي ، ويبدو من المهاجرين ! ولا أظنه سيتورّط مع الشرطة .. المهم اتصل بي بعد تخلّصك منها

المحامي : بالتأكيد سأتصل !! ..واريد إخبارك : إن حاولت التلاعب بي ، فهذه المكالمة مُسجّلة في جوالي .. 

- انا لا يهمّني سوى استعادة محل والدي ، فاللعينة رفضت دفع ديوني لرغبتها بتغير مهنتي القديمة .. وانا أحب تصليح السيارات كأبي وجدّي 

المحامي : يبدو إنها تتقزّز من يديك الملوّثتين بالشحوم 

- وملابسي ايضاً .. المهم !! أنتظر مكالمة منك 


وأغلق المحامي جوّاله وهو يفكّر بطريقة لحصوله على المال ، دون توريط نفسه بجريمة قتل ! 

***


بعد اسبوع على اختفاء جاكلين .. وصلت مكالمة للشرطة من مجهول يُخبرهم : بأنه سمع اثناء وجوده بمحطّة بنزين ، طرقاً داخل شاحنة بضائع ! ولخوفه من السائق المريب ، تبعه عن بُعد ..ورآه يتجه نحو الغابة ، في وقتٍ متأخّرٍ من الليل 

ثم دلّ الشرطة على آخر مكان شاهد فيه الشاحنة ، لظنّه بوجود مختطفٍ داخلها! 

***


على الفور !! توجّهت دوريّة شرطة الى مدخل الغابة الشرقيّ (كما أخبرهم المتصل) 

وقبل وصولهما لطريقها الترابيّ ، لاحظ احد الشرطيين كتابة بخطّ اليد على لوحة الطريق الجانبيّة ، مكتوباً بالخطّ الأحمر :

((جاكلين معي))


فأكملا سيرهما بحذر الى داخل الغابة بعد إطفائهما نور السيارة ، لتأكّدهما بأنهما يلاحقان الشخص المطلوب


وبعد سيرهما عدّة امتار .. شاهدا علامةً ثانية (عن عدم صيد الغزلان) مكتوباً على طرفها بخطّ اليد :

((جاكلين في الكوخ ، على بُعد 100 متر))


فأخرج أحدهما كشّافاً ، ووجّهه نحو الغابة المظلمة .. وما أن لمح دخان المدفأة من بعيد ! حتى طلب من زميله إيقاف السيارة ، والذهاب مشيّاً الى هناك 

ليجدا منزلاُ صغيراً يُشبه كوخ الصيادين ! وعلى بابه عبارة :

((نصيحة : لا تفتحوا الباب))


فقام أحدهما بكسره بقدمه بعنف ، ليُصعق بعد قتله المُختطفة بطلقٍ ناري من بندقية ، رُبط زنادها بالباب الذي كُسر ! وبسبب تهوّره ، إستقرّت الرصاصة برأس جاكلين المفقودة منذ ايام ..

***


بعد التحقيق بالحادثة ، علموا إن المُختطف اراد استدراج الشرطة لتوريطهم بقتل جاكلين التي كانت حيّة قبل كسر الشرطي للباب ، كما أثبت الطبّ الشرعي ! 

وشكّك المحقّق بأن المختطف هو نفسه صاحب المكالمة المجهولة الذي دلّهم على الغابة ، لكنهم لم يستطيعوا تتبّعه بعد تخلّصه من الجوّال الذي يبدو انه اشتراه لإجراء تلك المكالمة فقط !

***


لاحقاً تعاطف اهل مدينة جاكلين مع زوجها واولادها الثلاثة ، وحضروا جنازتها وجلسة العزاء والتأبين ..


بعد شهرين على وفاتها .. وافقت شركة التأمين أخيراً على إعطاء المبلغ كاملاً للزوج الذي استطاع تمثيل حزنه جيداً امام الجميع ، وبعد حصولهم على شهادة الجيران والأقارب الذين أكّدوا حبه الكبير لزوجته !

***


بعد اسبوع .. دخل الزوج الى مكتب المحامي ، لإعطائه حقيبة صغيرة فيها الربع مليون الذي سحبهم من البنك هذا الصباح .. قائلاً له : 

- هذا المبلغ الذي اتفقنا عليه .. هل مسحت المكالمة السابقة بيننا؟ 

المحامي : بالطبع فعلت ، فتلك المكالمة تورّطني بالجريمة 

- هل تخبرني كيف أتممّت المهمّة بهذه البراعة ؟!


((فأخبره المحامي انه في تلك الليلة عاد للفندق ومعه طعام لجاكلين ، دسّ فيه مخدّراً قويّاً .. ثم اختطفها الى منزله ، وأخفاها في العلّية لإسبوع .. وخلال ذلك الوقت ، أرسل فتاةً لعوب الى زوج طليقته لاستدراجه الى كوخ الصيادين .. وبعد أن طبع بصماته في كل مكان ، خرج من الغابة بعد قضائه اياماً مع تلك الفتاة التي علّمها على استخدام بندقيتها الجديدة (التي اشتراها لها المحامي) والتي أخفتها تحت السرير ، ليستخدمها المحامي كسلاح الجريمة.. 

وبعد ذهابهما ، خدّر المحامي جاكلين ثانيةً .. ووضعها على الكرسي المواجه للباب الكوخ ، بعد تجهيز طريقة موتها .. 

وبعد خروجه من الكوخ ، كتب العبارات على لوحات الطرق .. ثم اتصل بالشرطة لتوريطهم بالجريمة !))


الزوج : اذاً أنت المتصل الذي اختلق موضوع سائق الشاحنة ؟! 

- نعم ، فهمّي كان توريط زوج طليقتي بعملية الإختطاف 

- ولما لم تخبرني الشرطة بوجود مشتبهٍ به ؟! 

- لأنه محامي بارع ، ومازال لليوم يدافع عن نفسه 


الزوج باستغراب : إذاً طليقتك تزوجت محامياً ثانياً ؟!

المحامي بقهر : كان صديقي المقرّب ، وهو من أقنع زوجتي بتطليقي وأخذ نصف املاكي .. ثم دعاني الوقح لعرسهما ! لهذا اردّت معاقبته على خيانته صداقتنا 

- يعني ضربت عصفورين بحجرٍ واحد ! يالك من ماكر .. وهآ انت بمال التأمين ستكمل ثمن فلّتك .. بعد استردادي محل والدي من دائني القديم 


المحامي : أتدري كم نحن محظوظين لكسبنا من شركة التأمين البارعة بالمماطلة ، والتي عادةً ما ينجح محاميها بعدم دفع المستحقّات للعملاء .. لكن بعد تورّط الشرطة بمقتل جاكلين ، لم يعد بإمكانهم الرفض 

الزوج ساخراً : المسكينة جاكلين ، هربت مني للإحتماء بسيارة ابليس !

- هذا من حسن حظّك 

وابتسما بخبث ! 


هناك 7 تعليقات:

  1. كالعادة ! رغبت اختي بإنهاء قصتها بطريقةٍ رومنسيّة : بأن يعامل المحامي الشهم جاكلين بلطافة حتى يغرما ببعضهما ، ويتزوجا بنهاية القصة
    اما انا بعقدي النفسيّة فلا أصدّق بالنهايات السعيدة التي لا تحصل إلاّ بالأفلام العربي والهندي وقصص والت ديزني ، فمع الأسف واقعنا الذي نعيشه يؤكّد دائماً فوز الشرير على أصحاب النفوس الطيّبة والساذجة ..
    ما رأيكم انت ؟ هل تحبون القصص بنهاياتٍ سعيدة ، أمّ بنهاياتٍ مُعقّدة مثلي ؟

    ردحذف
  2. غالبا احب القصص بنهايات سعيده ....وقليلا اتقبل ان تكون النهايات معقده ....القصه حلوه مشكورتان ايها الثنائي الجميل ....اخت امل كوني متفائله ايجابيه فما اجمل النهايات السعيده ...

    ردحذف
  3. في الحقيقة تعجبني النهاية بطريقتك فهي اقرب للواقع سلمت اناملك و افكر سلمى الرقيقة

    ردحذف
  4. أقضل ألنهايات السعيدة أستاذى أمل
    بدل هذه ألنهايات ألسيئة يمكنك وضع نهاية مرضية مثل أن تنجو جاكلين من هذا ألحادث وتعود للأنتقام
    بقنل المحامي وزجها بوحشية أو يقتلان في عراك معها أو يقوم أحد أبنائها بكشف الجريمة
    ولا تقولي أن الحياة ألدنيا يفوز فيها ألشرير بل بأخذ ألشرير عقابه غي ألدنيا والاخرا

    ردحذف
    الردود
    1. ليس كل الأشرار ينالون عقابهم في الدنيا ، فبعضهم يؤجّل عقابه للآخرة ، كما حصل مع الكثير من الحكّام العرب والأجانب على مدى قرون ، فرغم ظلمهم الكبير لشعبهم وقتلهم ملايين البشر ، الا انهم ماتوا بشكلٍ طبيعيّ دون محاسبة قانونية على جرائمهم ! فأحياناً يتخلّى الله عن الأشرار ليقدّموا اسوء ما فيهم .. اما الشرير من اصولٍ طيبة ، فيعاقبه الله في الدنيا كتكفير ذنوب ..

      ولوّ كنت تعيش في لبنان ، لفهمت بأن الأشرار يفوزون دائماً ، فما عشناه بآخر سنتين يؤكّد إن العدل لا يوجد الا بالآخرة ، حين يحكم الله بين العباد .. فقديماً كان الشرير شخص او اثنين بالمنطقة كلها ، واليوم الطيبون يعدّون على الأصابع .. نحن في آخر الزمان يا صديقي ، ونحتاج لمعجزة إلهية لإنقاذنا مما نحن فيه .. اعرف إن نظرتي تشاؤمية للحياة ، لكنه الواقع الذي نعيشه كل يوم !

      حذف
  5. قصة رائعة كروعة الكاتبة والمؤلفة احب هذا النوع من القصص

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...