الأربعاء، 5 يناير 2022

وطنيّة خيّاط

كتابة : امل شانوحة 

الضابط الأعرج


كان حلم الخيّاط الألماني هينريتش (الأربعيني) طوال حياته أن يلتحق بالجيش بعد استشهاد والده بالحرب العالمية الأولى .. 

ومع بداية الحرب العالمية الثانية .. تحمّس هينريتش للفكرة ثانيةً ، بعد انضمام آلاف الإلمان للجيش النازي .. 

وكان مغرماً بتقليد خطابات الفوهرر هتلر في الليالي التي أمضاها وحده في منزل والده الذي ورثه عنه ، فهو لم يتزوج مُطلقاً لعرجته الواضحة التي بسببها رفض القادة العسكرييّن قبوله في الجيش أكثر من مرة .. 


لكنه أمل أن تكون كثرة المعارك وطول مدّة الحرب ، سبباً في قبول المعاقين امثاله لتقديم واجبهم وتضحياتهم اتجاه بلدهم .. 

لكن هذا لم يحصل مع مرور الأعوام ، وتكرّر رفضه بكل الجهات المختصّة بقبول المتطوعّين الجددّ !

فلم يعد امامه سوى متابعة مهنة الخياطة في دكّانه الصغير ، بالقرية الحدوديّة القريبة من بولندا..

***


في احد الأيام .. دخل ظابطٌ إلماني الى دكّانه ، وهو يطالبه بتثبيت رتبته وشارته العسكريّة بالجاكيت ، خوفاً من سقوطها اثناء المعارك .. 

وتكلّم معه بطريقةٍ مُتغطرسة ، وهو يأمره أن ينهي العمل سريعاً .. لأنه سيلبسه غداً قبل ذهابه الى المعسكر 

***


ومرّ اسبوعٌ كامل ، دون عودة الضابط لأخذ جاكيته ! 

وحين مرّ جندي قرب دكّانه ، أوقفه هينريتش لسؤاله عن الضابط ..فأخبره بمقتله بكمين للعدو قبل ايام !

فارتبك الخيّاط بما سيفعله بالجاكيت ! هل يوصله للمعسكر ، ام يحتفظ به كتذكار ؟ وهل إحتفاظه به سيوقعه بمسؤوليةٍ قانونية ؟ 

***


في المساء ، إستمع هينريتش باهتمام الى خطاب هتلر من المذياع .. ومن شدّة حماسه لبس الجاكيت وهو يشير بيديه بعصبية ، كأنه الزعيم يخطب بالجيش النازيّ ..

وأخذ يراقب نفسه من مرآة الصالة ، وقد تملّكه الغرور ببدلته العسكريّة ..حينها خطرت بباله فكرة لبس الجاكيت والإلتحاق بالجيش دون علم أحد 

لكنه تردّد ، خوفاً من العقاب ! فمن ينتحل رتبةً عسكريّة ، يُعدم رميّاً بالرصاص 


فعاد لإخفاء الجاكيت في خزانته .. واثناء وضعه اسفل ملابسه ، شاهد صُرّة والده التي فيها بدلته العسكريّة ، وهو ما ينقصه لإكمال الزيّ الرسمي !

فبنطال والده العسكري وحذائه والحزام والقميص وحتى قبعته جميعها متواجدة ، وتناسب مقاسه ! ومع جاكيت الظابط بشارته المخيّطة بإحكام على كتفيه ، أصبح لديه كل ما يحتاجه للظهور كضابطٍ رسمي .. ما عدا شيءٌ واحد ، وهو الجرأة لفعل ذلك ! خاصة أن عرجته ستفضح تنكّره ..

فعاد لإقفال الخزانة بعد تأجيل حلمه ، كما يفعل دائماً 

***


بعد شهور .. إنتشرت إشاعة قوية عن إقتراب الجيش الروسي من الحدود الإلمانية ، القريبة من قريته ! 

وانتشر الذعر بين الأهالي الذين سارعوا بإخفاء اولادهم في ملاجىءٍ سرّية ، حتى أن بعضهم أقدم على الإنتحار !


وفي ظلّ هذه البلّبة ، ثارت الحميّة القوميّة للخياط الذي رفض رؤية شعبه بهذا الضعف ، وأسرع الى خزانته للبس زيّ الضابط .. 

وانطلق باتجاه التلال وهو يحمل بندقية والده القديمة ، التي علّمه على استخدامها في سنوات مراهقته ..


وبعد مشيّه مسافةً طويلة .. شعر بألمٍ شديد في قدميه ، فوقف ليستريح .. 

ثم أغمض عينيه وهو يراجع خطبة هتلر الأخيرة التي مضمونها : الدفاع عن المانيا حتى آخر رجل .. 

وأخذ يقلّد الخطبة الشهيرة بصوتٍ جهوريّ ، وقد تملّكته عزّة البلاد وكرامتها .. ولم يتوقف ، قبل سماعه صوتاً يناديه من الخلف :

- ساعدنا ايها القائد !!


فالتفت بارتباك ، ليجد كتيبة من الجنود الإلمان : أصغرهم بعمر 13 ، وأكبرهم بعمر 20 ..والذين تجمّعوا حوله بعد رؤيتهم رتبته العسكريّة على جاكيته ! 

هينريتش بقلق : أتتكلّمون معي ؟!

فسارعوا بإلقاء التحيّة العسكريّة له ، فردّ تحيّتهم بذات الطريقة كيّ لا ينفضح امره .. 


ثم تقدّم كبيرهم ليقول : 

- سيدي !! الضابط المسؤول عن كتيبتنا ، مات برصاصة قنّاصٍ روسيّ ..ونحن نمشي تائهين منذ ايام ، دون معرفة وجهتنا !.. ارجوك سيدي !! كنّ قائدنا وأعدنا الى معسكرنا

هينريتش : ولما تريدون العودة للمعسكر والأعداء على اطراف القرية ؟

- وبماذا تأمرنا ؟

هينريتش بثقة : أن نحاربهم حتى آخر جندي فينا ، كما قال الفوهرر هتلر 

فسكتوا بارتباك..


فسألهم هينريتش : هل مازال لديكم رصاص في بنادقكم ؟

- نعم سيدي !! عدّتنا العسكريّة كما هي

- لكن ينقصنا الطعام

- لم نأكل شيئاً منذ يومين ، ولا نستطيع محاربتهم ونحن ضعفاء البنيّة 

هينريتش : أعرف منزلاً قريباً من هنا ، فيه مخزن للطعام .. إلحقوا بي !! سنأكل اولاً ، ثم نخطّط للمعركة القادمة .. هيا بنا !! 


وما أن مشى امامهم ، حتى لاحظوا عرجته القويّة ! 

وحين التفت اليهم ، وجدهم في أماكنهم .. فقال لهم :

- لما لا تلحقونني ؟!

- سيدي ! هل أصيبت قدمك في الحرب ؟

فاراد إخفاء إعاقته ، قائلاً بفخر :

- قدمي وروحي فداءً للنازيّة !! 


ففهموا انه بطل حرب ، وهذا يعني انه خبير بالأمور العسكريّة .. فتطمأنوا لقيادته ، ولحقوا به .. حتى أدخلهم بيته الصغير الذي اكتظّ بثلاثين شاباً ، مُستغلاً بُعد منزله عن بيوت القرية

 

ثم طلب من جنديين إخراج المؤونة المخبأة في مخزنه ، بينما انشغل شابين بإشعال المدفأة بعد حلول المساء ..

ثم تعاون خمسة منهم على إعداد العشاء .. 


وبعد تناولهم الطعام .. أمر شابين بفرش السجّاد في الصالة ، بعد إبعاد المفروشات الى زوايا الغرفة.. ليناموا جميعاً قرب المدفأة ، بينما ينام هو في غرفته (دون علمهم بأنه منزله) ..وذلك بعد أن أخبرهم انه سيوقظهم باكراً للتخطيط للمعركة القادمة

*** 


في الصباح وبعد إفطارٍ سريع ، وضع خريطة قديمة لمدن وقرى المانيا امامهم  

فسأله احدهم : هذا مُخطّط دقيق لكل مخارج ومداخل المنطقة ! فمن اين حصلت على هذه الخريطة ، سيدي ؟!

هينريتش : ابي شارك بالحرب العالمية الأولى ، وهذه الخريطة سرّية للغاية 

- هل كان والدك ضابطٌاً ايضاً ؟

هينريتش : لا ، لكن قائده وصّاه بحماية الخريطة قبل وفاته متأثراً بجراحه .. المهم دعونا نخطّط جيداً للخطوة القادمة 

- اليس علينا اولاً الإتصال بالمعسكر لمعرفة آخر انباء تقدّم العدو ؟


فخشيّ الخيّاط أن يسألوهم عن إسم الضابط الذي يتبعونه حالياً ، فينفضح امره ! فسألهم بقلق :

- الا يمكننا معرفة تحرّكات العدو دون اللجوء لقائدي المعسكر؟

فأخرج احدهم لاسلكي من حقيبته وهو يقول :

- وجدتها قرب جثة جندي روسي ، يبدو المسؤول عن إتصالاتهم الميدانيّة

هينريتش باهتمام : أتقصد إن اللّاسلكي تابع للجيش الروسي ؟ 

- نعم سيدي


هينريتش : ومن منكم يعرف اللغة الروسيّة ؟

فرفع احدهم ذراعه : انا أعرف فقط المصطلحات الخاصة بالحروب 

هينريتش : وهذا يكفينا .. (ثم سأل جندي الإتصالات).. وانت !! هل يمكنك تشغيل اللاّسلكي الروسي ؟

- هو يختلف عن اللاّسلكي الخاص بنا ، لكني سأحاول  


وبعد عدّة محاولات ، ظهرت مكالمة بين ضابطين روسيين .. فتنصّت الجميع باهتمام .. 

وبعد انتهاء الرسالة الصوتية ، سألوا المترجم عمّا قالاه .. فأخبرهم:

- يبدو إحدى كتائبهم استولت على الخندق الحدودي ، بعد قتلهم الحرس الإلمان بما فيهم الأسرى


هينريتش بقلق : تقصد انهم على اطراف قريتي ؟

- نعم سيدي ، أظنهم سيقتحمونها غداً صباحاً

هينريتش بغضب : على جثتي !! لن اسمح بضياع استشهاد ابي وملايين الشباب الإلماني هباءً 

- وعلى جثتي ايضاً !!

- وعلى جثتنا جميعاً !!


هينريتش بفخر : أحسنتم !! فهذه القرية الصغيرة هي بوّابتهم لاقتحام دولتنا .. فإذا سقطنا ، سيتابعون تقدّمهم نحو العاصمة .. علينا المقاومة حتى آخر نفس 

- حاضر سيدي !! 

هينريتش : والآن لنعود للخريطة


واستطاعوا تحديد موقع الكتيبة الروسية بمتابعة إتصالاتهم اللاّسلكية .. وعرفوا اين الخندق الذي سيباتون به الليلة ، والذي كان قريباً من النهر المتجمّد 

فاقترح هينريتش الهجوم آخر الليل ، لقتلهم اثناء نومهم .. 


وبدأ يخطّط بدقّة لتنفيذ العملية ، بعد تقسيمه الجنود لمجموعتين يقتحمون الخندق من طرفيه الشرقي والغربي .. بعد رميهم الغاز المنوّم عليهم ، ثم ذبحهم بالسكين ..كيّ لا تنضمّ الكتيبة الثانية الروسية المتواجدة خلف النهر لمساعدة رفاقهم ، فور سماعهم إطلاق الرصاص !

وطلب منهم النوم عصراً ، للقيام بالهجوم مساءً 

*** 


وبالفعل نجحت خطة هينريتش بمفاجأة العدو آخر الليل ..

وبعد ذبحهم للجنود الروس العشرين ، سرقوا عدّتهم واسلحتهم وطعامهم 

ليس هذا فحسب ، بل قام المترجم الإلماني بالإتصال بالكتيبة الثانية الروسية ليخبرهم بأن المنطقة هادئة وأنهم بانتظارهم صباحاً لاقتحام القرية الإلمانية معاً

 

ثم ناموا على دفعتين ، بعد قيامهم بدفن الجثث ولبس زيّهم العسكري .. 

إلى أن أيقظهم هينريتش فجراً بعد رؤيته بمنظار والده ، عبور الكتيبة الروسية الثانية النهر المتجمّد متقدّمين نحو الكمين  


وما أن نزلت الكتيبة الثانية اليهم ، حتى لاحظوا الدماء على ملابسهم ! 

وقبل إستيعابهم الملامح الأوروبيّة للجنود ، قام الإلمان بمحاصرتهم في الخندق من كلا الطرفين .. وأطلقوا الرصاص بكثافة ، لحين قضائهم على الكتيبة الروسية بالكامل .. 


بهذا الوقت .. نقل المترجم الأحداث مباشرةً عبر اللاّسلكي للقادة الروس ، وهو يخبرهم بلغتهم ، ويمثّل بأنه مرعوب للغاية :

((كمين !! آلاف الجنود الألمان يدافعون عن قريتهم الريفيّة من كل جانب ! لا ترسلوا المزيد من الجنود الى هنا .. القرية مُحصّنة بالكامل .. خسرنا المعركة ..أكرّر !! خسرنا المعركة))

***


بعد انتهاء المعركة .. إستمع الجنود الإلمان بقيادة هينريتش لردّ الروس باللاّسلكي : وهم يأمرون جنودهم بالإبتعاد عن القرية ، بعد فشلهم باقتحامها !


فهللّوا سعداء بنجاح خطتهم .. وتنفّس هينريتش الصعداء بعد إنقاذه قريته ، رغم علمه بأن الروس لن يستسلموا بهذه السهولة ، وسيحاولون إقتحام المانيا من جديد بعد شهورٍ قليلة .. لكن في الوقت الحالي ، إستطاعوا إبعادهم عن هذه الجهةٍ الحدوديّة من الدولة 

***


عاد الجنود وهم فخورين بذكاء قائدهم ، ليتفاجأوا بعقيدٍ إلماني ينتظرهم بساحة القرية ، بعد سماعه ما حصل (عقب تنّصت خبيره على الإتصالات الروسيّة الميدانيّة .. ليعلم العقيد بوجود خطبٍ ما ! لعدم إرساله الإمدادات للحرس الإلمان المتواجدين سابقاً في خندق النهر المتجمّد)


وبعد إلقائهم التحيّة العسكرية ، سألهم : 

- من أمركم بمحاربة الروس عند النهر ؟ 

فالتفتوا لقائدهم ، ليتفاجأوا باختفائه !


((فهينريتش لمح الدبابة العسكريّة المتوقفة في ساحة قريته من خلال منظار والده ، ولم يخبر جنوده بشيء .. بل طلب منهم أن يسبقوه الى هناك ، ليختفي خلف الأشجار (لعلمه بعقوبة إنتحال الرتبة العسكريّة) 

ثم خلع زيّ الضابط ، ودفنه تحت الشجرة ..وأسرع الى أقرب منزل ، لسرقة ملابسٍ منشورة في الخارج ، قبل تجمّده من البرد .. 

ثم عاد الى دكّانه الصغير للإختباء فيه ، فهو لا يستطيع العودة لمنزله الذي صار معروفاً للجنود !)) 

***


بعد التحقيق معهم ، عرف العقيد اسم قائدهم دون معرفة اسم عائلته .. ومع ذلك لم يجد ملفّ الضابط هينريتش في سجّلات المعسكر ! فطلب من احد الجنود دلّه على المنزل الذي باتوا فيه ليلتهم .. 


وهناك قام معاونيه بتفتيش كل شبرٍ في البيت ، إلى أن وجدوا صورة والده الشهيد ومعلومات عنه .. 


وبعد التدقيق بملفّات الإرشيف العسكري ، عثر العقيد على طلبات هينريتش العديدة لتطّوعه بالجيش ، والتي رُفضت جميعها بسبب إعاقته ..كما وجد عنوان دكّانه الصغير !


وعلى الفور !! قبض رجاله على هينريتش اثناء انشغاله بالخياطة ، واقتادوه للمعسكر 

***


وهناك حقّق العقيد معه .. فأخبره بكل شيء ، وانه فعل ذلك لحماية قريته من الأعداء...

ورغم انبهار العقيد بخطّته العكسرية المُحكمة إلاّ إن من واجبه تطبيق العدالة ، وهي إعدامه لانتحاله شخصيّة الضابط !


فاعترض جنوده الذين شهدوا ببراعته في المعركة وخططه السديدة ، وطالبوا القيادة بالإستفادة من مكره وذكائه ! خاصة إن الروس عازمين على اقتحام القرية من جديد بعد شهور (بناءً على رسالتهم الأخيرة) والخيّاط من اهالي القرية القدامى ، وخبير بمداخلها ومخارجها


فاكتفى العقيد المغرور بالقول : 

- خريطة والده النادرة أصبحت بحوذتي ، ولا حاجة لنا بهذا الأعرج .. سأنفّذ حكم الإعدام غداً بساحة قريته ، ليكون عبرة للجميع بعدم إحتقار التسلّسل القيادي العسكريّ 

***


وفي الصباح الباكر .. أغمضوا عينايّ هينريتش بعد ربطه بالشجرة ، باجتماع اهالي القرية الحزينون على مصير خيّاطهم الطيب ، الذي لطالما عرفوه بإخلاصه للوطن والجيش النازي ! 

لكن لم يكن بوسعهم فعل شيء سوى مشاهدته وهو يُقتل بعشرات الطلقات الناريّة ، بدل تكريمه على حمايته الحدود الإلمانية ! 


وبعد موته .. إنطلق العقيد مع جنوده ، مُبتعدين عن القرية الذين قاموا بحمل الشهيد ودفنه بجانب قبر والده البطل

***


وكما توقّع هينريتش قبل وفاته ، هجم الروس على القرية من عدّة جهات ! والتي كانت خالية هذه المرة من الجنود الإلمان ، فقتلوا الأهالي دون رحمة ..


ومن هرب منهم ، أسرع للمدن المجاورة لإخبارهم باقتحام العدو للحدود ..لكن المعسكر النازي لم يصدّق كلامهم ! إلى أن قام جيش العدو بمحاصرة معسكرهم لشهورٍ طويلة ، أكل فيه الجنود الإلمان الفئران والكلاب واوراق الشجر ، حتى مات كل من في المعسكر 

 

وآخرهم العقيد الذي قال قبل لفظ انفاسه :

- أنا أستحق الموت لعدم تكريمي البطل هينريتش ، الشخص الوحيد الذي كان بإمكانه إنقاذ البلد .. صحيح ايها الخيّاط كنت مُعاق القدم ، لكني معاق الذهن ..سامحني يا بطل !!

وظلّ يردّد ذلك ، حتى مات من شدّة الجوع والعطش !


وبسقوط هذه القرية الحدوديّة ، توالت خسارة المانيا لمدنها الواحد تلوّ الآخر ..حتى سقطت العاصمة برلين بيد الروس ، لتنتهي معها الحرب العالمية الثانية !

*****


ملاحظة :

هذه القصة مستوحاة من احداثٍ حقيقية :

ففي عام 1906 إسكافي ألماني (مصلّح أحذية) إسمه Wilhelm Voigt ويعاني من فقرٍ شديد ، قام بشراء بدلة قائد جيش من محل ملابس رخيصة ..ووقف في الشارع ، ليعترض كتيبة جيش ألمانيا على اساس إنه قائد ، وأمرهم ان يتبعوه ! 

وبعد ذلك أمرهم بحبس حاكم مقاطعة غنية أسمها Köpenick وقائد خزينتها بتهمة الإختلاس وسرق مبلغ يعادل عشرات الملايين من الدولارات ، ثم اختفى ! 


بعدها ب9 أيام عثرت الشرطة عليه ، وحاكموه بالسجن 4 سنوات.. 

فبدأ الرأيّ العام الألماني يضغط على الشرطة والحكومة والجيش للإفراج عنه ، بعد أن أصبح بطلاً قوميّاً للشعب ! 

وهذه صورته :

لكني اردّت تغير أحداث القصة لتصبح أكثر حماساً ، أتمنى أن تعجبكم


هناك 3 تعليقات:

  1. القصة رائعة بكل المقاييس وما يدهشني هي حماسة الالمان وانضباطهم وبسالتهم المستميته في الدفاع عن بلادهم التي تكالبت عليها قوى الشرق والغرب تحية لالمانيا ولجيشها الباسل
    مشكورة استاذه أمل الف الف شكر

    ردحذف
  2. ممتعة سلمت يمناك... ولكن توجد اخطاء نحوية مثل.. فلنعود و الأصل فلنعد

    ردحذف
  3. مرحبا أختي قصة حلوة بس حيكون أفضل لو قلت وفاة أو موت بدل إستشهاد لأن مو مسلم.

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...