السبت، 24 أكتوبر 2020

لقاءٌ مصيريّ

 فكرة : أختي اسمى
كتابة : امل شانوحة

جمعنا القدر


في ذلك المساء .. ركضت سلمى بكل قوتها في الغابة المظلمة ، بفستان عرسها الأبيض هرباً من العجوز الذي تزوجها باتفاقٍ مع اخيها المدمن !

وظلّت تركض دون وجهةٍ معينة ، الى ان برقت السماء .. لتلمح كوخاً صغيراً في عمق الغابة .. 

فتوجهت اليه .. ودخلته بعد دفع بابه بقوة ، للإحتماء من غزارة المطر 


ووجدت في صالته : مدفأة مع مجموعة من الأخشاب المكدّسة ، بجانبهم ولاّعة حديثة الصنع .. 

وبعد اضاءتها وشعورها بالدفء .. إستلقت على الكنبة لإراحة قدميها بعد سيرها لمسافاتٍ طويلة  


بهذه الحظات .. أحسّ الشاب المتواجد في القبو باقتحام غريب لكوخه ! فشهر مسدسه وهو يصعد الدرجات .. 

وكان باب القبو مخفياً اسفل سجّادة الصالة.. ففتحه بحذر ، ليشاهد عروساً تتقلّب فوق الكنبة وهي تنهج بالبكاء !  


فتساءل في نفسه : ((لما تركت الصبية عرسها للإختباء في كوخي الذي يبعد كثيراً عن القرية ؟!))

وظلّ يتلصّص عليها ، الى ان غفت بعد ان أنهكها البكاء .. 

فعاد لقبوه السرّي لإنهاء عمله ، وباله مشغولاً بها 

*** 


في الصباح .. إستيقظت سلمى باكراً ، وبدأت باكتشاف المكان .. فوجدت ان الكوخ يحوي غرفة نوم واحدة ومطبخ ، وصالته الصغيرة 


وتفاجأت برؤية الثلاجة مليئة بالمعلّبات والمشروبات الغازية ، كأن أحدهم يسكن المنزل رغم الغبار المتراكم فيه !  

فتناولت علبة فاصوليا وتونة مع عصيرٍ بارد 

ثم غلت القهوة لتخفيف صداعها .. 


من بعدها دخلت غرفة النوم .. لترمي فستان عرسها جانباً ، وتلبس بنطالاً وقميصاً رجالياً من الخزانة

وقبل خروجها من الكوخ .. رأت جوالاً فوق الطاولة قرب الكنبة 

- غريب ! لم اره حين استيقظت  

 

وبعد تردّد شديد ، إتصلت بأخيها .. ليعلو صراخها الغاضب :

((نعم بخير .. لا !! لن اعود لذلك العجوز ، ولن اكون زوجته مهما فعلت .. الا يكفي انك تركتني وحيدة عند زوجة ابي التي أذاقتني الأمرّين .. والآن تبيعني يا سعيد !! ولأجل ماذا ؟ أقيمتي عندك تساوي غرامين من الهيروين ؟ .. ماذا قلت ؟!! .. بالطبع لن اخبرك بمكاني .. ولن اعود قبل حصولك على ورقة طلاقي من ذلك الخرِف .. هل سمعت ؟ سلام))


وأغلقت الجوال وهي تكاد تنفجر من الغضب .. وخرجت من الكوخ لتنشّق الهواء بعد توقف المطر اخيراً


في القبو .. فهم الشاب ما حصل بعد تنصّته على مكالمتها ... وخرج من الباب الخارجيّ للقبو للإجتماع برجاله (تاركاً جواله القديم معها لتستخدمه متى تشاء)

***


في المساء .. هجم مجموعة شباب مقنّعين على سعيد اثناء عودته لبيته مُخدّراً ، وضربوه ضرباً مبرحاً في إحدى الأزقة المظلمة

سعيد بخوف وألم : ماذا تريدون مني ؟!! 

فقال احدهم :

- أترك اختك وشأنها

سعيد : هل ارسلكم العريس ؟

- بل قمنا باقتحام منزله قبل قليل .. وهدّدناه بقتل اولاد زوجته الأولى إن لم يطلّق اختك صباح الغد  


سعيد باستغراب : وما شأنكم بسلمى ؟!

- هي تهمّ رئيس عصابتنا ، وإن حاولت إيذائها ثانيةً سنرمي جثتك في النهر 

سعيد : انا لا اعرف اين هربت يوم عرسها ، احلف لكم !!

- اردنا فقط إفهامك ان تتركها وشأنها ، والا سنأمر كل موزعيّ المخدرات في القرية بحرمانك من البضاعة ، حتى لوّ دفعت ضعف المبلغ 

سعيد : حسناً أعدكم ان لا أتدخّل بها بعد اليوم 


وما ان تركوه ، حتى ركض بطاقته المتبقية نحو منزله..

*** 


في صباح اليوم التالي ، في الكوخ .. استيقظت سلمى بعد نومها على السرير المريح في غرفة النوم .. 

وحين خرجت للصالة ، وجدت سفرةً شهية في انتظارها ! 

فأسرعت بنزع سلاح الصيد المُعلّق على الجدار ، صارخةً بفزع :

- من هناك ؟!! أخرج حالاً ، والا سأحرق الكوخ بمن فيه !!


فإذّ بالسجادة الصغيرة ترتفع وسط الصالة (المُلصقة على الباب السرّي للقبو) .. ليخرج شاب وسيم ، رافعاً يديه باستسلام : 

- سلمى ، اهدأي رجاءً 

- كيف تعرف اسمي ؟!

الشاب : من اخيك الذي وعدني ان لا يتدخل بحياتك ثانية 

سلمى : هل انت صديقه ؟

- انا لا أصاحب المدمنين .. اردت فقط إخبارك إنك مُرحّبة بالبقاء في منزلي قدر ما تشائين 


فقالت بارتباك : آسفة لدخول بيتك دون اذنك

- لا يهم .. (ثم نظر الى ملابسها) .. تبدو ثيابي فضفاضة عليك .. لكن لا تقلقي ، سأذهب للسوق بعد قليل لإحضار حاجياتك الناقصة 

- لا ادري ماذا اقول لك ؟ 

- انتظريني ، لن اتأخر .. إجلسي وتناولي فطورك  

سلمى : شكراً سيد .. 

- ينادونني مروان

- ينادوك ! اليس هذا اسمك الحقيقي ؟

- بل اسمي المهني .. واعذريني ، فأنا لا احب مشاركة اسراري مع الغرباء 

- آسفة لم أقصد مضايقتك

مروان : اراكِ قريباً  

وخرج من الكوخ ..

***


قبل ركوب سيارته (المتوقفة في الغابة) تذكّر انه لم يقفل باب القبو ! فأسرع عائداً الى هناك ..


وحين دخل ، وجد بابه السرّي مفتوحاً .. فنزل الى القبو ، ليتفاجأ بسلمى تقف مذهولة امام بضاعته ! 

وحين رأته ، سألته غاضبة : 

- أأنت تاجر مخدرات ؟!!

مروان بارتباك : لحظة ، دعيني أفهمك

- وبماذا ستبرّر وانا ارى اكياس الهيروين مُكدّسة في قبوك ؟.. لا أصدّق انني وجدت مخزن الممنوعات الذي تبحث عنه الشرطة منذ سنوات 


مروان بنبرةٍ قاسية : إيّاك إخبار أحد بما اكتشفته 

- أتهدّدني !! يامن دمّرت شباب قريتنا ، بمن فيهم اخي الذي حوّلته من شخصٍ حنون لمتوحش ، باعني لأجل بضاعتك الحقيرة

- إخفضي صوتك

- لا تسكتني !!

مروان بقلق : الا تسمعين ؟ هناك سيارة تقترب من الكوخ


وأسرع بإقفال باب القبو عليهما ، قبل إضاءته شاشة الكمبيوتر .. ليشاهدا من خلال كاميرات الكوخ الخارجية : رجالٌ مقنّعين ومدجّجين بالسلاح يقتحمون المنزل ! 

فهمست سلمى بخوف : من هؤلاء ؟!

مروان وهو يُخفي خوفه : عصابةٌ منافسة 


وظلاّ يشاهدان عبر الشاشة : الرجال وهم يفتشون المنزل بحثاً عن البضاعة المُحرّمة .. 

حتى انهم داسوا مراراً على السجادة التي تخفي تحتها القبو السرّي ، دون شعورهم بشيء ! 


وظلّوا يعملون بصمت ، الى ان قال أحدهم : 

- لا يوجد أحدٌ هنا ، ايها الزعيم !!  

القائد : البيض والشايّ مازالا ساخنين ، إبحثوا في كل مكان عن صاحب الكوخ

- سنبحث في الخارج ، لربما كان يُحطّب لأجل مدفأته 

وخرجوا للبحث في الغابة بمحيط الكوخ..


في هذه الأثناء بالقبو : 

سلمى بصوتٍ مرتجف : اريد الهرب من هنا

مروان : ليس الآن ، فهم سيبقون في الجوار لحين قبضهم على صاحب الكوخ 

- ماذا يعني هذا ؟

- سنبقى هنا الى ان يملّ الملاعيين ويتركونا وشأننا ، وهذا لن يحصل قبل ايام

سلمى بقلق : وماذا عن الطعام ؟

مروان : ثلاجتي مليئة بالمعلّبات ، ولديّ جالون ماء يكفينا لأسبوع.. وفي الزاوية : حمام صغير بنيته قبل شهور .. هكذا لن نحتاج للخروج قبل انتهاء الأزمة 

- اللعنة عليّ ، انا فتاةٌ منحوسة بالفعل ! 

- لما تقولين ذلك ؟ 


سلمى بحزن ويأس : 

- حياتي كانت سيئة بما فيه الكفاية ، وظننت ان الدنيا ابتسمت لي اخيراً بعد إيجاد كوخك .. وهآ انا عالقة بين عصابتيّ مخدرات قد تقتلني في أيّةِ لحظة ، إن لم يتسلّوا بي اولاً 

مروان : بإمكاني الإتصال برجالي لتعارك معهم .. لكني أخشى ان تسمع الشرطة صوت الرصاص ويكتشفوا مخزني السرّي

- أهذا كل ما يهمّك ؟

- لا ، خوفي الأكبر ان تصابي اثناء المعركة 

وهنا رعدت السماء بقوة ، جعلتها تصرخ لا شعورياً بخوف .. 


في هذا الوقت .. كان قائد العصابة يقف امام الباب الخارجيّ الذي سأل مساعده : 

- هل سمعت هذا ؟!

- تقصد صوت الرعد ؟

القائد : لا يا غبي !! بل صرخة امرأة من داخل الكوخ !

- بصراحة لم اسمع شيئاً يا زعيم

- حسناً لا يهم .. إذهب واخبر الرجال ان يسبقونا للمقرّ ، وسنبقى انا وانت في انتظار صاحب الكوخ الذي سيعود حتماً بعد اشتداد المطر 


في القبو ..

شاهد مروان وسلمى (من الشاشة) رجال العصابة وهم يقودون سياراتهم الى خارج الغابة .. بينما جلس القائد ومساعده في صالة الكوخ 


مروان : جيد ، لم يبقى سوى اثنين منهم 

سلمى بقلق : إيّاك ان تخرج ، فهما مسلحان .. دعنا ننتظر للغد ، لربما ذهبا دون مشاكل


وهنا عادت ورعدت السماء بقوة ، فأسرعت سلمى بإغلاق فمها كيّ لا تصرخ ثانيةً ..  

مروان : هل تخافين من الرعد ؟! 

سلمى : كل عقدي النفسية من زوجة ابي اللعينة 

- إخبريني عنها


فأخبرته ان بعد وفاة والدها ، عاش اخوها الأكبر في منزل عمها بعد ان تركاها تخدم زوجة ابيها في سن السابعة .. والتي كانت تعاقبها بحبسها ساعاتٍ طويلة في خزانةٍ مرمية بساحة منزلها .. وفي ايام الشتاء كان يتردّد هدير الرعد بشكلٍ مضاعف داخل جدران الخزانة الحديدية ، كأنه انفجارٌ مروّع ..


مروان : أفهم شعورك ، فوالدي كان قاسياً معي ..وهو من أجبرني على ترك تعليمي لاستلام عمله في تجارة الممنوعات ، بعد مقتل اخي الكبير في اشتباكٍ مسلّح مع العصابة المنافسة 

- وماذا كنت تدرس ؟

- الحقوق

سلمى بدهشة : وكيف سمح ابوك بدراستك المحاماة رغم تجارته المخالفة للقانون ؟!

- وافق بعد إقناعه بأنني سأدافع عن رجالنا في حال قبضت الشرطة عليهم .. لكن خطتي فشلت في آخر سنة ، عقب مقتل اخي

- يمكنك إكمال علمك متى شئت 


مروان : لا ، تأخرت كثيراً ..وأصبحت مشغولاً بمشاكل عصابتي التي لا تنتهي ابداً .. وكما ترين ، حياتي مهدّدة طوال الوقت .. لهذا أخزّن البضاعة في منازل سرّية ، كهذا الكوخ الذي يبدو انني سأغيّره بعد إنكشافه للعصابة المنافسة

سلمى : برأيّ هناك خائن بين رجالك ، هو من أطلعهم على هذا السرّ

- هذه شكوكي ايضاً .. وفي حال خرجنا من هنا احياء ، سأجده وأعاقبه بشدة 


وظلاّ يتحدثان طوال اليوم عن ماضيهما واحلامها الضائعة بعد تناولهما بعض المعلّبات .. ولاحقاً تسلّيا بألعاب الحاسوب لتمضية الوقت  

*** 


ظلّت سلمى ومروان ثلاثة ايام في القبو ..

الى ان حلّ الصباح الذي كان فيه مروان يسلق البيض فوق موقده الصغير ، لتجهيز الفطور قبل استيقاظ سلمى ..

وما ان رشّ الفلفل فوق الطعام ، حتى عطست لا ارادياً بصوتٍ مرتفع 

فهمس مروان بقلق : إخفضي صوتك رجاءً

سلمى بصوتٍ منخفض : آسفة ، لديّ حساسيّة من البهار


في هذا الأثناء .. كان زعيم العصابة ومساعده على وشك الخروج من الكوخ بعد أن ملاّ الإنتظار .. وهنا قال القائد :

- هل سمعت هذا ؟!

مساعده باستغراب : كأن العطسة قادمة من اسفل الكوخ ! 

- هناك بابٌ سرّي .. لنبحث عنه فوراً


وشاهد مروان وسلمى من خلال الشاشة : الرجلان وهما يُبعدان المفروشات والسجّاد للكشف عن أرضيّة الكوخ الخشبية !

مروان بفزع : علينا الهرب فوراً !!  

سلمى : ماذا عن بضاعتك ؟

- سيكتشفان مكانها قريباً ، هيا بنا !!

- ومن اين نذهب ؟ والى اين ؟

- إتبعيني فقط 


وأزال اللوحة الضخمة عن الجدار خلف الحاسوب ، ليظهر دهليز طويل .. ركضا فيه الى ان وصلا لبابٍ خارجي في وسط الغابة ، حيث كانت سيارته متوقفة هناك 


وبعد ان وصلا أخيراً للطريق العام .. سألته بغضب :

- لما لم تخبرني عن وجود مخرجٍ سرّي ، كان بوسعنا الهرب منه بدل بقائنا أياماً خائفين في القبو ؟!

- بصراحة أردّت البقاء معك لبعض الوقت 

سلمى بعصبية : قرارك متهوّر !! .. كنت انام بشكلٍ متقطّع ، بعد رؤيتي لعدة كوابيس عن اكتشافهما القبو اثناء نومنا

- آسف ، لم أفكّر جيداً 

فتنهّدت بضيق ، قبل ان تسأله :

- والى اين سنذهب الآن ؟

مروان : الى محطة الحافلات لإيصالك للمدينة  

- تقصد منزل خالتي ؟ 

- نعم ، فبقائك معي سيصيبك بالأذى 

- وماذا ستفعل انت ؟

مروان : سأجتمع برجالي لحلّ الأزمة  

- الم تخبرني انك تفكّر جدّياً بالتوبة ؟

- صحيح ، وقريباً جداً ستسمعين خبراً يسرّك في نشرة الأخبار ..ورجاءً لا تسأليني ماهو ؟ 


وأكملا طريقهما للمحطة ، في الوقت الذي كان فيه قائد العصابة يهللّ فرحاً بعد إيجاده المخزن السرّي المليء بالمخدرات الثمينة

***


قبل خروجها من سيارته باتجاه الحافلة ، قال لها بحزن :  

- كنت أتمنى نهاية أخرى لقصتنا ؟ 

- وماهي ؟

- الزواج مثلاً 

فسكتت بارتباك..

مروان : أعرف انك ترفضين الإرتباط بزعيم عصابة ، حياته مُهدّدة طوال الوقت .. لكن ماذا لوّ سافرنا للخارج وأكملت دراستي ، وأصبحتي زوجة محامي محترم ؟

سلمى : وهل ستدعك العصابة الأخرى ترحل بسلام ؟ وهل تجرأ على تسليم بقية بضاعتك للشرطة ؟ وماذا بشأن رجالك ؟ 

فسكت مروان بامتعاض..

سلمى : ليتنا تقابلنا بظروفٍ أفضل .. لكن حياتي سيئة بما فيه الكفاية ، ولا اريد المزيد من المشاكل

مروان بحزن : فهمت !! 


ثم وضع رزمة من المال في يدها (كان أخرجها من درج سيارته)

سلمى : لا استطيع قبولها ، فهي مال..

فأكمل كلامها : 

- حرام ، أعرف .. لكن اعتبريها ديّن او هدية .. فأنت بحاجة لنقود لحين استقرارك في المدينة .. 

- لكن مروان..

- رجاءً سلمى ، لا تزيدي همومي ..

سلمى : سأعتبرهم ديّن لحين إيجادي وظيفة لائقة .. والآن عليّ الذهاب ، فالحافلة على وشك التحرّك ..

- حسناً إنتبهي على نفسك 

- وانت ايضاً .. الوداع يا مروان


ثم تحرّكت الحافلة ، ومروان يراقبها وهي تبتعد والدموع في عينيه .. قبل إستجماع قواه للعودة الى مقرّ عصابته  

***


وصلت سلمى اخيراً الى منزل خالتها التي استقبلتها بالدموع ، بعد ان أخبرها سعيد (اخو سلمى) بأنها ضائعة منذ ايام .. 

لكن سلمى ترجّتها ان لا تخبره بشيء ، والا ستضّطر لتغير سكنها 

فوعدتها خالتها بكتمان السرّ ، وطلبت منها مساعدتها في مشغل الخياطة .. فوافقت سلمى برحابة صدر ..

***


بعد اسبوع ، وبينما كانت تتغدى مع خالتها .. شاهدت بنشرة الإخبار : تسليم مروان نفسه للسلطات بعد فضح اماكن مخازنه السرّية وافراد عصابته ، بالإضافة لموقع العصابة المنافسة .. لتقوم الشرطة بالقبض عليهم متلبّسين ، وحيازة طنّ من الممنوعات لكلا العصابتين ! 


فقالت سلمى بفزع : 

- يا الهي ! ماذا فعلت يا مروان ؟! 

خالتها : لقد قام بعملٍ جنوني ! 

- هو وعدني بالتوبة ، لكن لم أتصوّر ان يخاطر بالعصابتين ! 

- لن يتركوه حياً بعد خيانته لهم .. والأفضل ان لا تنتظريه


وهنا سمعتا طرقاً على الباب .. وحين فتحت سلمى ، وجدت رسالة على عتبة المنزل .. كان فيها :

((عزيزتي سلمى .. وعدتك ان أنظّف حياتي لأجلك .. وهذا لم يكن سهلاً .. فأنا الآن في زنزانة منفردة ، بعد تلقيّ العديد من تهديدات العصابتين المسجونين معي في سجن القرية ! .. ولا ادري ان كنت سألتقي بك مجدداً .. لكني أردّت إخبارك انك سبب توبتي .. وأشكر الله على الصدفة التي جمعتني بك .. ستبقين دائماً حبي الأول والوحيد .. لا تنسيني ابداً من دعائك .. حبيبك المخلص مروان))


فنزلت دموعها لإحساسها بكلمات الوداع في رسالته ، التي كانت بالفعل رسالته الأخيرة ! 


هناك 4 تعليقات:

  1. القدر جمعهما .. هو لينقذها من زيجة ظالمة وهي لتخلصه من تجارة المخدرات .. جميلة القصة ، أحببتها ⁦♥️⁩

    ردحذف
  2. تأخرتي علىٰ غير عادتك!
    ننتظر بكل شوق قصتك.

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...