السبت، 10 أكتوبر 2020

البراءة المُحتجزة

 تأليف : امل شانوحة


مراهق في سجن البالغين !


تلفّت جيمي بخوف لرؤية المحلّفين والحضور ، وهو يأمل ان تؤثّر المظاهرات خارج المحكمة (المُطالبة ببراءته) على القرار النهائيّ للقاضي 


في هذا الوقت كان محاميه يحاول إقناع القاضي بالحكم عليه كقاصر وسجنه مع الأحداث .. بينما المحامي الآخر يصرّ على محاكمته كشخصٍ بالغ ، مقدّماً أدلّته للقاضي :

- سيدي .. أعرف ان جيمي يبدو كمراهق يبلغ 13 عام ، لكن تقرير الطبيب وتاريخ ميلاده يؤكّدان أن عمره تجاوز 25 سنة ، بعد إصابته بمرض قصور الغدة النخامية ((hypo-pituitarism وهو خللٌ هرمونيّ نادر يوقف نمو الأطفال .. وهو ليس بريئاً كما يبدو لنا ، فهو ارتكب عدة جرائم : حيث طعن والده بالتبني حتى الموت ، وساهم في خطف عشرات الفتيات ، وباع المخدرات لزملائه في المدرسة .. وفعل ذلك وهو مُدركٌ جيداً لسوء افعاله .. لهذا أطالب المحكمة بالحكم عليه بناءً على عمره وجرائمه الشنيعة ، وليس على هيئته الخارجية  


فاعترض محامي جيمي : كل تلك الجرائم إرتكبها تحت تهديد والده برميه في الشارع بعد وفاة امه ..


واحتدم النقاش بين المحاميين بتفاصيل القضية .. في الوقت الذي استذكر جيمي ماضيه ، تحديداً في اليوم الذي أخذته امه لطبيب الغدد لمعرفة سبب توقف نموه .. 


وبعد خروجهما من العيادة ، أطلعته على مرضه النادر  

فسألها بقلق : يعني لن أكبر كرفاقي ، ولن أتزوج وأنجب الأطفال ؟!

امه بحزن : آسفة جيمي ، ستبقى طفلاً صغيراً .. لكن لا تحزن ستكون ولداً قوياً ، فقد قرّرت تسجيلك في نادي الكاراتيه لحماية نفسك من الملاعين الذين سيحاولون إستغلال مرضك 


ولم يفهم جيمي سبب قلقها الا بعد وفاتها ، حين أخبره والده بالتبني :

- امك التي تحميك وتدلّلك ماتت الآن .. ولكي لا أعيدك الى دار الأيتام ، عليك العمل لحسابي

- لم افهم !

فأجابه بابتسامةٍ ماكرة : سأستفيد من إعاقتك 


وكان اول جرم إشترك فيه : هو وقوفه قرب مدرسة ثانوية للبنات ، حيث طلب منه والده البكاء فور خروجهنّ .. وحين تقترب إحداهنّ لمساعدته ، يأخذها لبيته بحجّة ضياعه ، ليقوم والده بالإعتداء عليها ! والتخلّص من جثتها لاحقاً .. 

وقد حاول جيمي الهرب بعد ارتكابه اول جريمة خطف ، لكن والده قبض عليه وربطه بالسلاسل في سريره .. كما انه ضربه كثيراً لإجباره على دفن ضحاياه .. 


وتكرّرت عمليات الخطف الى ان بدأت الشرطة تحوم حول منطقتهم ، فاضطر الأب للسفر مع جيمي الى منطقةٍ بعيدة ، ليبدأ نوع آخر من الجرائم ! عقب تسجيله في مدرسةٍ متوسطة ، وإجباره على بيع المخدرات لأصدقائه 

وحين أوشك المدير على كشف أمره ، إنتقل مع والده لولايةٍ أخرى 


وفي إحدى الليالي .. وبعد انتهاء حفلة سكرٍ ومخدرات لوالده مع اصحابه .. تفاجأ جيمي بصديق والده يقتحم غرفته ، للإعتداء عليه! 

لكنه تمكّن الهرب باستخدام مهارته بالكاراتيه لإبعاد الرجل عنه ، ليُسرع الى والده الذي أخبره أنه باعه لصديقه القوّاد للعمل في مهنة الرذيلة طوال حياته ! 


فجنّ جنون جيمي.. وأخذ سكيناً حاداً من المطبخ ، وظلّ يطعن بها والده السكران الى ان قتله .. فهرب القوّاد فزعاً ، واتصل بالشرطة التي قبضت عليه وأرسلته للمحاكمة .. 

وبعد نشر قصته بالصحف ، تظاهرت الناس خارج المحكمة مُطالبين ببراءته ..


وهنا عاد جيمي الى الواقع على صوت القاضي وهو يطالبهم بالوقوف للنطق بالحكم ، والذي كان صادماً للجميع بعد ان حكم عليه 20 سنة في سجن البالغين ! 

فحاول محاميه الإعتراض : بأن وجوده مع السجناء الكبار خطراً على حياته 


لكن القاضي لم يهتم لسلامته وأنهى المحاكمة سريعاً ، مع رفضه الطعن بالحكم .. 

ليقوم الحرس باقتياده الى هناك ، وسط غضبٍ عارم للناس على الحكم الظالم

***


في السجن .. حاول جيمي التماسك خلال الإجراءات الطويلة : من أخذ بصماته وحلق رأسه ولبس ملابس المساجين الذي اضطر المسؤول لقصّ اطرافه لتناسب حجمه الصغير .. 


ثم حمل وسادته ولحافه النتنين الى داخل السجن عقب إنتشار الخبر بينهم ، والذين استقبلوه بطرق أكوابهم الحديدية على القضبان ، وصراخ بعضهم بحماس :

- هذا الصغير لي !!

- لا لي انا !!


وكان الجميع مُحتجزاً في زنزانته ، ماعدا زعيمهم الذي اقترب من الصغير وهو يقول :

- ستكون دميتي ، ايتها الصغيرة الفاتنة

ليُفاجأ بضربة كاراتيه من الولد ، أسقطته ارضاً وسط دهشة الجميع ! ويصرخ جيمي بعلوّ صوته :

- قتلت والدي حين باعني لشواذّ ، ولن أتوانى عن قتل من يحاول منكم إيذائي ..هل سمعتم !!


وهنا أسرع الحارس بأخذه الى سجنٍ منفرد .. وقبل إقفال الزنزانة ، قال له:

- أمر المدير بحبسك منفرداً ، لحمايتك من الأشرار .. حيث ستتناول طعامك هنا .. وتستحمّ في وقت عشاء المساجين  .. كما سنُخرجك ساعتين في آخر الليل ، لتجوّل وحدك بالساحة 

جيمي بشجاعة : لست خائفاً منهم !!

الحارس : هل تظن زعيمهم سيسكت عن إهانتك له امام الجميع ؟ .. أنصحك يا ولد ان تبقى هادئاً ، والا ستُقتل قبل إكمال محكوميتك

جيمي بغضب : لست ولداً !!!


لكن الحارس لم يكترث لصراخه ، وأقفل الزنزانة .. لتبدأ اول ليلة صعبة على جيمي الذي حاول التماسك قدر الإمكان ، قبل ان يغفو والدموع على وجنتيه 

***


إستمرّ هذا الوضع شهراً كاملاً ! حيث بقيّ وحده ساعات طويلة في زنزانةٍ لا تتجاوز المترين ، لا يفعل شيئاً سوى تناول طعامه فوق السرير .. والمشي وحيداً في الساحة كل ليلة .. 


وفي إحدى الليالي ، ومن شدّة ملّله .. وجد كرة في آخر الساحة .. فأخذ يلعب بها بمهارة ، ويركلها بقوة لترتطم ببوّابة السجن الحديدية ، مما أيقظ بعض المساجين الذين صرخوا عليه من نوافذهم :

- توقف يا صغير !! نريد ان ننام

- إسمي جيمي !! واتحداكم ان تفوزي عليّ بمبارة كرة قدم


فأطلّ زعيمهم ليقول : الحرس لا يسمحون لنا بالإجتماع معك ، والا لكنا استمتعنا كثيراً  

جيمي : انت كبير السجناء ، إطلب من الحرس إخراجك مع ستة من البارعين في الكرة لتكوين فريقين : كل فريق يحوي اربعة لاعبين .. وفي حال أدخلت اهدافاً في مرماكم ، أحصل على وعدٍ منك بأن لا يؤذيني احد .. فهل تراهن ؟


وبالفعل تكلّم زعيمهم مع رئيس الحرس الذي قبل بإقامة مباراة بين الفريقين .. ليقوم بقية السجناء (الذين استيقظوا لاحقاً) بمتابعة المباراة من نوافذ سجونهم ، والتي استمرّت لساعةٍ كاملة .. إستطاع فيها الصغير إدخال هدفين في مرماهم .. وحصل على تصفيقٍ حار من الحرس والمساجين ..


وبعد انتهاء المبارة ، قال زعيم المساجين بصوتٍ عالي : 

- جيمي الآن في حمايتي !! وممنوع على أحدٍ أذيته .. هل كلامي مفهوم !!

السجناء : مفهوم سيدي !!


ورغم ذلك أصرّ مدير السجن على بقاء جيمي في زنزانةٍ منفردة ، والتي عاد اليها سعيداً بعد حصوله على حماية زعيم أكبر العصابات المتواجدة في السجن  

***


في اليوم التالي .. رفض جيمي تناول الغداء في زنزانته ، وطلب من الحارس إنزاله لقاعة الطعام .. 

وبالفعل وقف بالطابور مع السجناء .. ثم أخذ صينيته وجلس وحيداً على الطاولة ، فاعترض سجينٌ بدين على حصّته من الطعام :

- لما حصل على نفس كميتنا ؟ هو معدته صغيرة مُقارنة بمعدتي


وتوجّه اليه لأخذ بعض أطباقه ، لكن جيمي أمسك يده بقوة وهو يقول مهدّداً:

- معي حزامٌ أسود بالكاراتيه ، وأستطيع كسر يدك بسهولة ايها البدين

فاقترب منهما الزعيم ليقول : 

- معه حق يا جيمي ، فأنت لن تستطيع إنهاء اطباقك ..فلما لا تتبادلا؟ 

جيمي : ماذا تقصد ؟

الزعيم : أعرف انك شابٌ بالغ ، لكن جسدك الصغير يحرق السكريات أسرع منا .. (ثم قال للبدين) : انت !! إعطه الدونات .. وانت يا جيمي !! إعطه طبق اللحمة ، فهو بدين ويحتاج للمزيد من الطعام 

وبالفعل قاما بالتسوية بينهما ، وأكملا طعامهما دون مشاكل

***


في اليوم التالي .. ضجّت قاعة الطعام بعد رفضهم تناول الأكل المحترق ، بإهمالٍ من الطباخ العجوز ..

لكن مدير السجن أمرهم بأكله دون اعتراض ..

ليتفاجؤا بالصغير يرمي طعامه امام المدير ويقول :

- لسنا حيوانات لنأكل هذا الطعام الرديء 

فوقف الزعيم : الصبي معه حق

ورمى صحنه ايضاً ، ليقوم جميع السجناء برمي طعامهم ..


فأمر مدير السجن بجلد جيمي لإثارته المشاكل .. وقام بضربه بالحزام امامهم 50 جلدة ، لكنه ظلّ متماسكاً ولم يبكي دمعة واحدة 

 

الى ان يأس المدير منه .. وخرج من القاعة مع حرسه ، بعد إعطائه الأوامر لعمّال المطبخ بتقديم علبتيّ سردين لكل سجين بدل طعامهم المحترق ..فصفّق الجميع للبطل الصغير الذي شعر بالسعادة والفخر 

***


بعد ايام .. تكرّر الوضع ثانية ، وكانت العصيدة سيئة للغاية .. فقال جيمي للسجناء :

- سأضرب عن الطعام لحين استقالة الطباخ العجوز ، من معي؟!!

لكن الجميع أكمل طعامه بصمت 

جيمي غاضباً : اذاً سأقوم بالإضراب وحدي ، ايها الجبناء .. 

وعاد الى زنزانته دون ان يأكل شيئاً

***


في اليومين التالين .. ظلّ جيمي مُعرضاً عن الطعام ، وانتشر الخبر بين المساجين .. ليعلن الزعيم إضرابه عن الطعام ايضاً .. ولم تمضي ايام حتى امتنع الجميع عن النزول لقاعة الطعام ..


وكان المدير في وضعٍ صعب : لأن لجنة حقوق الإنسان ستصل خلال ايام لتعين النظام في سجنه .. لهذا اضطر لقبول طلبهم وإقالة العجوز وإحضار طباخين مختصّين .. فأكلوا السجناء طعامهم بنهمٍ وشهية لأول مرة منذ سنوات .. وبعد إنهائهم أطباقهم اللذيذة ، حملوا جيمي فوق اكتافهم وهم يهتفون :

- يحيا بطلنا الصغير !! يحيا جيمي الشجاع !!


وهكذا بدأ جيمي بتكوين صداقات ، بعد ان أصبح محبوباً لدى الجميع .. حتى ان بعضهم شارك في صفه لتعليم الكاراتيه ..

***


بعد شهور .. تفاجأ جيمي بسجينين يقتحمان زنزانته ! ويخطفانه بعد تكميم فمه .. وإنزاله جبراً الى القبو (المكان المخصّص لغسل ملابسهم) .. 

وهناك وجد زعيم السجناء في انتظاره ، فقال له غاضباً :

- الم تعدني ان لا يؤذيني أحد ؟!!

الزعيم : لا تقلق ، اريدك بموضوع أهم


ثم قام السجينان بإبعاد الغسالة عن الحائط ، لتظهر فتحة صغيرة خلفها 

الزعيم : إسمع يا جيمي .. حفرنا هنا ، لأن المواسير الخلفية توصل لخارج السجن 

جيمي بدهشة : هل ستهربون ؟!


الزعيم : ليتنا نستطيع ..لكن الحفرة صغيرة كما ترى ، واريدك ان تهرب اولاً .. ستجد خلف الفتحة مواسير صحية تصبّ في جدولٍ صغير خارج أسوار السجن .. إسبح بداخلها الى ان يُوصلك الجدول الى غابةٍ صغيرة .. توغّل فيها باتجاه الشمال .. ستجد بنهايتها ، شارعاً يوصلك لمحطة بنزين .. (ثم أعطاه نقوداً معدنية).. هناك هاتفاً عمومياً ، إتصل على هذا الرقم .. واخبرهم انني سأكون في ساحة السجن : غداً الساعة الرابعة عصراً .. وهم سيخرجوني من هنا 


جيمي بقلق : وماذا عني ؟ 

- إبقى في المحطة لحين قدوم سيارة سوداء تأخذك الى مقرّي ، فأنا أحتاجك في عملي الجديد 

- أخاف ان تؤذيني جماعتك

- لا تقلق ، أخبرتهم انك بحمايتي .. والآن إسرع الى داخل الحفرة قبل تبديل العساكر .. 

وبالفعل مرّ من خلالها ، ليقوم بتنفيذ الخطة بإتقانٍ وشجاعة .. 


وفي اليوم التالي .. ضجّت الأخبار عن تحليق طائرة هليكوبتر فوق ساحة السجن ، وتعلّق الزعيم بسلّمها الطويل وهروبه من السجن الى جهةٍ مجهولة ! 

***


بعد سنوات .. تمّ القبض مجدداً على جيمي في ولايةٍ أخرى ..

ليرافع محاميه قائلاً : سيدي ، ما ذنب هذا الصغير اليتيم الذي خطفته عصابة مخدرات شرسة ، وأجبرته على تنفيذ اوامرها ؟ لهذا أطالب عدالتكم بفرض أدنى العقوبات على مايكل الصغير 


في هذا الوقت كان جيمي يُخفي سعادته لعدم إكتشافهم هويّته المزورة (بإسم مايكل ، 13 عام) التي على أساسها حصل على حكمٍ مخففّ بالحبس عامين في سجن الأحداث الذي خطّط لدخوله مُسبقاً : بغرض تجنيد السجناء الصغار في خدمته بعد إطلاق سراحهم ، دون علمهم بأن رئيسهم مايكل : هو نفسه جيمي بعد تجاوزه سن الأربعين ! الذي أصبح الزعيم الجديد لأخطر عصابة مهمّتها : توزيع المخدرات في المدارس لتدمير المراهقين بكل أنحاء البلاد !  


هناك 7 تعليقات:

  1. لدي سؤال استاذة أمل، ألم يعاني جيمي في طفولته من ظلم أباه وإجبراه بالعمل بأمور سيئة؟، فلما يريد تعريض أطفالٍ أخرين لذات الشيء؟ وشكرا لك، قصة رائعة

    ردحذف
    الردود
    1. كشاب سيعيش طوال عمره بهيئة طفل ، لن يكون امامه الكثير من الخيارات .. وبما انه عمل فترة طويلة مع زعيم المساجين ، فطبيعي ان تنحرف حياته ويموت ضميره .. سعيدة ان القصة أعجبتك ، تحياتي لك

      حذف
  2. شكرا لتوضيحك الفكرة لي، تحياتي لك أستاذة أمل

    ردحذف
  3. عند قراءة حياة جيمي نستطيع الاستنتاج أن هو اصبح مريضا نفسيا لأن تعرض للاستغلال وتدمرة حياته من قبل زوج أمه معنى أشك لأن رجل شاب بالعشرينات لن يقبل استغلاله مثل هذه الطريقة الا ولديه مصلحه في الموضوع واستفاد منه ببساطه كان يستطيع أن يخرج من منزل والده لأن بلغ السن القانونيه لما لم يفعل منذ فترة طويلة ؟ وبسبب دخوله السجن والأحداث التي حدثت معه وإعجاب السجناء وتشجيعهم له وعملية هروبه مع زعيم السجن اخيرا استلطف حياة الإجرام والامتيازات والاموال الطائله من المخدرات وبنفس الوقت انتقاما إلى المجتمع لأن عاش حياة تعيسه وهو عالق بجسد طفل هكذا يريد الانتقام من جميع المراهقين ويريدهم أن يعانون مثله

    ردحذف
  4. بعض الاحداث بتشبه مسلسل vis a vis

    ردحذف
  5. لا اعرف لماذا عندي فضول عن حياة السجناء وكيف يعيشون او كيف يقضون يومهم..وعن تفكيرهم الدائم بالهرب
    تماما مثل فضولي لمن يعيش في دار الايتام
    كيف هي حياتهم وكيف يقضون ايامهم.

    طبعا لا اريد ان اعيش حياتهم.ولكن هذا لايمنع فضولي عن طريقة حياتهم.
    وتحياتي

    ردحذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...