الجمعة، 7 أبريل 2017

خطّة حماتي الشريرة

تأليف : امل شانوحة


حماه,خطة,شريرة,محامية,وصاية,حضانة,ميراث
ماذا يحصل لإبني ؟!

((عليّ ان اهرب من هذه الزوبعة .. لا ! انه يسحب قدمي اليه .. ابتعد عنّي ايها الجني اللعين !! .. يجب ان استيقظ فوراً .. هيا استيقظي يا جاكلين !!!!))

و عندما استفاقت (جاكلين) من كابوسها الذي كان يتكرّر معها كل ليلة , وجدت امرأة تغطي وجهها بخمار تجلس عند طرف سريرها , و ما ان نهضت من نومها فزعة حتى اسرعت تلك المرأة القصيرة المتشحة بالسواد خارج الغرفة و هي تقهقه فَرِحَة !

و اول شيء خطر في بال جاكلين ان ابنها الصغير المشاغب هو من سرق خمارها من خزانة الملابس ليخيفها .. فذهبت الى غرفته غاضبة و ربتتّ على ظهره بقسوة , جعلته يستفيق من نومه مستاءً 
- لما ايقظتني من النوم يا امي ؟!
بغضب : لا تتظاهر بالنوم يا (آدم) اعرف انك كنت بغرفتي قبل قليل

لكن الصبي اصرّ على انه لم يخرج من غرفته هذا المساء , كما ان هيئته تدلّ على انه كان مستغرقاً بالنوم .. فتركته و عادت الى غرفتها لتتفاجأ بخمارها موجوداً في مكانه بالرفّ العلوي لخزانتها , و الذي من المستحيل ان يصل اليه ابنها دون استخدام الكرسي

فقالت في نفسها بتعب : يعني في البداية ارق , و من ثم كوابيس , و الآن بتّ ارى تلك المخلوقات المخيفة في بيتي .. حتماً انا في طريقي نحو الجنون !

هذه الأحداث بالإضافة الى قساوة ابنها (ذو السبع سنوات) التي بدأت تتزايد بعد وفاة والده , جعلت جاكلين تتقبّل فكرة العلاج النفسي من الطبيبة التي قبلت استثناءً اعطائها جلسات علاجية سرّية في المنزل , كي لا تستغلّ الحماه (جاكلين) هذا المرض في قضية حضانة حفيدها الوحيد

و في احدى الجلسات :
الدكتورة ديانا : اذاً شقاوة آدم تزايدت بعد عودته من منزل حماتك ؟
جاكلين : هو عاش عندها 3 اشهر في الوقت الذي كنت اتعالج فيه بالمستشفى بعد اصابتي بذلك الحادث الأليم
- الذي توفى فيه زوجك ؟
- نعم .. القصة بدأت بعد معرفتنا بوصية زوجي الغريبة ! فهو وصّى بأن ادارة شركته تعود لمن تربي له ابنه 
- يعني انت

- هذا المفروض , لكن جدته تنوي اثبات للمحكمة بأني غير جديرة بذلك , و كل هذا كي تعيد الشركة لها , فهي من اسسّتها مع زوجها الذي نقل الإدارة لإبنه بعد وفاته
- اذاً هي ترى بأن الشركة لابد ان تظلّ ضمن العائلة , و لهذا تريد ابعادك عن الموضوع
- نعم , لذلك بدأت بتحريض ابني عليّ واقناعه بأنني انا من قتلت والده ! 
- طيب اخبريني اكثر عن شقاوة الصغير معك في الآونة الأخيرة ؟

فأخبرتها جاكلين عن افعال ابنها المزعجة : من رفضه لأكلها و رفضه للدراسة و ايقاظها عند كل غفوة مما سبّب لها الأرق , هذا عدا عن رفعه صوت لعبته الألكترونية عالياً مما ضايق الجيران , و مشاغباته عند زيارة اصدقاءً لها .. و الأسوء انه في احد الأيام قام بالصراخ في الشارع متهماً ايّاها بالخطف , مما جعل الشرطي يقرّر ارسال اخصائية اجتماعية كل اسبوع الى بيتها , و هذا بالتأكيد سيأثّر على مجريات القضية .. 

كما اخبرتها عن المشادة الكلامية العنيفة التي حصلت بينها و بين حماتها في الشركة بعد ان رفضت اعطائها سلفة لدفع فواتيرها , بالرغم من معرفتها بالضائقة المالية التي تمرّ بها جاكلين عقب طردها من عملها بسبب تأخّرها المستمر النائج عن ارقها المرضي 

و اخبرت جاكلين الدكتورة بأن كل هذه المشاغبات لا يمكن ان تصدر عن ابنها دون توجيهات جدته التي باتت تكلّمه كل ليلة من الجوال التي اشترته له حديثاً و الذي لم تستطع جاكلين اخذها منه 
الدكتورة : فعلاً تلك المشاغبات تضايق اي ام .. و الآن احكي لي عن حالتك النفسية يا جاكلين ؟

- كل ليلة يتخيّل لي بأن ابني يقف عند حافة الشرفة يريد الإنتحار ,  حتى اختلطت عندي الحقيقية بالخيال ! هذا عدا عن كوابيس الجن و العفاريت التي تتزايد بعد كل زيارة لي لحماتي , واكاد اجزم انها تضع لي السحر بالشاي الذي تصرّ عليّ دائماً ان اشربه كاملاً !

كل هذه المشاكل جعلت الطبيبة تصفّ لها ادوية مهدّئة , على ان تشتريها من صيدلية تبعد كثيراً عن منزلها كإجراء احتياطي , كي لا تعرف الحماه بشأن علاجها النفسي

لكن معاناة الأم مع ابنها المشاغب و مضايقات حماتها المستفزّة استمرّت لثلاثة شهور اخرى , الى ان جاء موعد المحاكمة
***

في المحكمة ..
استطاع محامي الحماه ان يستغلّ عدة مشكلات مرّت بها جاكلين لصالح وكيلته (الجدة) حيث قدّم للمحكمة تقرير الشرطة عن ادعاء ابنها بخطفها له , و ايضاً شهادة الأخصائية الإجتماعية التي قالت :
- نعم , اتصل بي آدم في احد الليالي و هو يصرخ باكياً , و عند قدومي لمنزلهم كان على جسمه آثار ضربٍ عنيف

فقامت الأم معترضة : لقد خرّب عيد ميلادي ووضع الملح بالطعام  و اصيبت صديقتي بإزمة ربو بعد ان وضع لها حشرة بكعكتها , لذا كان عليّ تأديبه
القاضي : نعم لكن ليس بهذه الوحشية , هو يبقى طفلاً في السابعة 

ثم تابع محامي الجدة استدعاء باقي الشهود و منهم الصيدلي الذي اعطاهم وصلاً بأدوية جاكلين النفسية , و من الوصل عرفوا اسم الدكتورة .. فطالب القاضي بتأجيل القضية لحين حضور الطبيبة ديانا للشهادة .. 

الاّ ان جاكلين و محاميتها تفاجئا بوجودها في القاعة .. و لهذا اُكملت الجلسة بسماع شهادة ديانا التي قالت : بأن الأم تعاني من هلوسة شديدة و تحتاج الى علاجٍ فوري بالمستشفى .. مما اغضب جاكلين جداً ! حتى كاد القاضي ان يطردها خارج المحكمة 

و اكمل المحامي عمله مثّبتاً بالأدلة أن جاكلين طُردت من عملها وبأنها لم تتمكّن طيلة الشهور الماضية من ايجاد وظيفة أخرى , فمن اين ستصرف على ابنها بل كيف ستدير شركة ضخمة كشركة زوجها ؟

و تابع المحامي تقديم الأدلة و منها الفيديو الذي سجّلته كاميرا الشركة و الذي كانت فيه جاكلين تخرّب مكتب حماتها بعد ان انهارت اعصابها بسبب رفض الجدة اقراضها المال لدفع فواتيرها , كما اراهم تسجيل السوبرماركت يوم ضربت فيه ابنها امام الجميع حين اصرّ على شراء الشوكولاتة.. 

الأم معترضة : هو اصرّ على شراء كمية كبيرة من الحلوى , و انا لم املك المال لذلك !
القاضي بحزم : كلمة ثانية سيدة جاكلين و اطردك للخارج !! 

ثم قام المحامي بإستدعاء خادمة الجدة التي شهدت بأن زوج جاكلين قبل موته كان يأتي لبيت امه فقط لينام بسبب مشاكله المستمرّة مع جاكلين .. كما شهدت بأن الصغير لم يكن سوى ولداً مطيعاً و لم يشاكس مرّة جدته , الا انه يصاب بالهستيريا كلما اتت امه لأخذه من هناك

كل هذه الأدلة جعلت القاضي يستدعي الولد آدم للشهادة , و الذي كان يبكي بحرقة و يصرّ على العيش مع جدته , و بأنه يخاف السكن مع امه التي تضربه كثيراً خاصة بعد تناولها ادويتها .. كما انه اراهم يده المحروقة 
جاكلين مصدومة : لا !! انا لم احرق يد ابني , هو كان يلعب بالمكواة ..صدّقني حضرة القاضي !!!

و هنا اعلن القاضي توقيف الجلسة للمدوالة قبل اصدار الحكم النهائي ..
***

و في خارج القاعة ..حدثت مشادة قوية بين جاكلين و الطبيبة لأن شهادتها اضرّت كثيراً بالقضية , فحاولت الطبيبة الإبتعاد عنها لحين تمكّن المحامية (ماري) من تهدأتها

جاكلين بغضب : الم تسمعي يا ماري ؟! لقد قال الصيدلي : بأنها كانت تعطيني ادوية قوية مخصّصة للمجانين ! هي بالتأكيد تعمل مع حماتي .. اصلاً لما اصرّيت عليّ كي اتعالج عندها ... لحظة ! (تسكت قليلاً و هي تفكر ثم تقول).. نعم الآن تذكرت .. انتِ ايضاً تعرّفت عليك بالمستشفى بعد الحادث , عندما اخبرتني بأنك اردّتِ مساعدتي بعد سماعكِ لحديثي مع المحامي الذي كان حينها يخبرني بوصية زوجي .. اكانت هذه صدفة ؟ ام ان حماتي هي من ارسلتك اليّ ؟!  

المحامية بضيق : اهذا جزائي يا جاكلين لأني قبلت الدفاع عنك بأجرٍ قليل مراعاةً لظروفك ؟!!  
- اعذريني يا ماري , فأنا لا ادري من معي و من ضدّي .. كما ان رأسي يألمني جداً , فالحقيرة وصفت لي دواء ليهدّأني قبل المحاكمة , لكنه تسبّب لي بصداعٍ مؤلم
المحامية بشفقة : طيب لحظة .. سأحضر لك بعض الماء
***

و بعد قليل .. ينادي عليهم حارس القاعة , للدخول مجدداً لسماع الحكم 
المحامية : هيا اشربي الماء يا جاكلين 
- القاضي ينتظرنا بالداخل يا ماري , سأشربه لاحقاً
لكن المحامية اصرّت عليها بأن تشرب الكوب كاملاً 
***

و في الداخل و قبل النطق بالحكم , و دون سابق انذار ! صرخت جاكلين كالمجنونة و هي تلوّح بيديها في الهواء 
- ابتعدوا عني !! لا تؤذوني !! ارجوكم ابعدوا الشياطين عني !! 
ثم قفزت فجأة على الدكتورة و صارت تخنقها بيديها : انت و ادويتك اللعينة !!!

فطرق القاضي مطرقته بعصبية و هو يقول : 
- سيدة جاكلين !! ان لم تتوقفي حالاً فسأحبسك لعدم احترامك للمحكمة
فوقفت المحامية ماري قائلة : لا ارجوك يا سعادة القاضي , فموكلتي  مريضة نفسية و تحتاج الى علاجٍ فوري .. ارجوك لا تحكم بسجنها 
جاكلين مصدومة : حتى انت معهم ! مالذي وضعته في الماء يا خبيثة ؟!! 

و هنا نطق القاضي بالحكم بصوتٍ جهوري : 
- حكمت المحكمة حضورياً بإعطاء الحق الكامل للجدة بحضانة حفيدها كما ادارة شركة ابنها .. كما حكمنا بإرسال السيدة جاكلين فوراً الى مستشفى نفسي للعلاج

فتصرخ جاكلين بغضب : انا لست مجنونة !! لست مجنونة !!!
***

و بعد اسبوعين.. 
و في منزل الحماه .. قامت الجدة بإعطاء كلاً من محاميها و الدكتورة ديانا و المحامية ماري شيكات مالية مكافأة عن اتعابهم
الدكتورة ديانا و هي تكلّم المحامية : لقد استطاعت جاكلين ان تكشفني , لكنك خدعتها حتى النهاية  
محامي الجدة : نعم , و الله ظننتك معها !
تبتسم المحامية ماري : كان عليّ اكمال التمثيل حتى آخر لحظة

الحماه : انا اشكركم جميعاً على وقوفكم معي بهذه القضية .. كما انني كافأت الصيدلي و خادمتي على شهادتهما معي , و اجزلت العطاء للمشعوذة التي اعطتني كل ما يلزم لأسبّب لجاكلين الأرق و الكوابيس  و الفشل في عملها , كما انها سخّرت الصغير لإطاعتي و اغاظة امه 

المحامية : و ماذا كان داخل الماء الذي اعطيتني اياه لأسقيه لجاكلين و الذي اصابها بالجنون قبل النطق بالحكم ؟
الحماه : كنت قد طلبت سابقاً من آدم ان يحضر لي قميص امه الوسخ , و التي استطاعت المشعوذة ان تحضّر منه محلولاً سحرياً , جعل جاكلين ترى الشياطين و الجن و هم ينقضّوا عليها لإيذائها

الدكتورة : المسكينة .. لكن عندي سؤال : طالما استطاعت المشعوذة تسخير الصغير لطاعتك , فلما ارسلته الى مدرسةٍ عسكرية داخلية في الخارج ؟
الجدة : لأنه لا طاقة لي بتربية الأطفال , فكل ما اردّته هو استعادة ادارة الشركة , و قد نجحت في ذلك 

الدكتورة : يا الهي ! كانت تخبرني دائماً بأن حبك لإبنها مزيف .. المهم هل سمعتم ما حصل البارحة لجاكلين ؟
الجدة باهتمام : ماذا ؟
الدكتورة : لقد اخبروني بأنها حاولت الهروب من مستشفى المجانين , و لهذا عالجوها بالصدمات الكهربائية 

فضحكت الجدة ملء شدقيها من السعادة 
المحامي و هو يبتسم : فعلاً الحماوات مخيفات 

و يضحكوا جميعاً ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...