تأليف : امل شانوحة
استطاعت ام برفقة ابنها الأكبر و ايضاً زوج إمرأة أخرى ان يجبروا مدير المختبر الطبي للنزول اليهم بعد ان اثاروا ضجّة كبيرة عند البوابة
المدير بغضب : ماذا يحصل هنا ؟! لما كل هذه الضوضاء ؟!
الحارس : سيدي , يريدون رؤيتك بالقوة !
الأم بغضب : اين هو ابني الصغير ؟! ماذا فعلتم به يا مجرمين ؟!!
المدير : من تقصدين ؟!
الأخ الأكبر : اخي يبلغ الثلاثين من عمره , و قد وصلتنا رسالة منه البارحة يخبرنا فيها : بأنه قرّر تجميد جسده عندكم لتعيدوا انعاشه سنة 3000 .. ماهذا الهراء ؟! ماذا فعلتم له ؟!
الزوج : و انا ..زوجتي الغبية اخبرتني بالهاتف الأسبوع الماضي بأنها دفعت لكم كل تعويض نهاية خدمة عملها لتقوم بهذه التجربة .. و اليوم عدت من السفر و لم اجدها في المنزل .. و بحثت عنها في كل مكان , و اتمنى حقاً ان لا تكون عندكم !
فلم يكن امام المدير لتهدأة روعهم الاّ ان يسمح لهذه العائلتين بالتجوال في الداخل , كي يعطيهم فكرة اوسع عن عمل المختبر
***
و في الداخل .. تفاجأت العائلتان بوجود عشرات الأشخاص من الرجال و النساء محتجزين داخل حجيرات زجاجية مليئة بمحلولٍ ازرق لزجّ !
و خلال التجوال صار المدير يشرح لهم بشكلٍ مبسّط عن طريقة حفظ الأجساد حيّة , لغرض إطلاقها من جديد في المستقبل البعيد
الأخ الأكبر بقلق: يعني هم مازالوا احياءً لكنهم نائمون الآن, اليس كذلك ؟!
المدير : لأطمّئنكم اكثر , سأدعّ الطبيب المشرف عليهم يشرح لكم الموضوع من الناحية الطبية
ثم استدعى الطبيب الذي نزل من مكتبه نحو المختبر الموجود في الطوابق السفلية من المبنى .. و بعد ان اخبره المدير بالمشكلة , قال للأهل :
الطبيب : اعرف انكم خائفون على احبّائكم , لكنهم احياءً يرزقون .. فنحن نوصل له الطعام عبر هذا المصل (و اشار على احد الأشخاص المجمّدين) و فضلاتهم تخرج من هذا الأنبوب , اما هذا الجهاز فيقيس تنفسّهم و نبضات قلبهم .. و كما ترون كل شيء يسير بدقة كبيرة , و ان حدث ايّ خللّ فسيصدر على الفور انذار تحذيري يجعلنا نحلّ المشكلة .. و انا اطمئنكم بأنه منذ افتتاح المختبر منذ ثماني سنوات و حتى اليوم لم يحدث خللٌ واحد
الأم بقلق و عصبية : لا ادري ماذا فعلتم بعقول هؤلاء كي تقنعوهم بهذه السخافة , لكني اريد ان ارى ابني الآن !!
الزوج بغضب : و انا اريد رؤية زوجتي ايضاً
المدير : حسناً اخبرونا بإسمائهم كاملة و سيقوم موظفنا الجديد بأخذكم اليهم .. لكني احذركم منذ الآن : ايّاكم ان تلمسوا ايّ شيء , و الا ستكون حياة ابنك , و كذلك زوجتك في خطر !!
ثم ذهب المدير الى مكتبه في الأعلى , بينما ذهب الموظف و الطبيب برفقة الأهل
***
و عندما شاهدت الأم ابنها يطفو داخل ذلك المحلول الغريب , لم تستطع تحمّل المنظر و اصابتها الهستيريا
- دعوه يخرج من هذه الحجرة اللعينة , اخرجوه الآن !! هيا انقذوا ابني !!
الطبيب : افهمي يا مدام .. تم تعير الجهاز على سنة 3000 .. و ان فتحناه الآن , سيموت ابنك على الفور
لكن لم يستطع احد تهدأتها , و لا حتى ابنها البكر
و بالنهاية افلتتّ من ايديهم , و ضغطت على الزرّ الكبير الموجود على الباب الزجاجي ..
و فجأة !! انفتح الباب ليخرّ منه ابنها (المتجمّد) ارضاً , و يسيل المحلول الأزرق على الأرض ..
و فور حدوث ذلك , انطلقت اجهزة الإنذار في كل ارجاء المختبر..
و على الفور !! دخل الحرس و هم يضعون الأقنعة الواقية و اعطوا الطبيب قناعاً , ثم اخرجوا الجميع من هناك بالقوة
ثم وقفت الأم و ابنها و ايضاً زوج المرأة و هم يشاهدون بقلق ما يحصل في الداخل , من خلف الباب الزجاجي الذي يفصلهم عن المختبر
حيث كانوا يرون الطبيب (الذي في الداخل) و هو يقوم بالصدمات الكهربائية لقلب الشاب الذي لم يكن يتحرّك !
و بعد عدّة صدمات , صدر صوت صفيرٍ مزعج من جهاز القلب
و بعد قليل ..خرج اليهم الطبيب و هو يقول بيأس :
- للأسف لقد فقدناه , لقد مات
فأمسكت الأم بروب الطبيب بعنف : ماذا فعلتم بإبني ؟! لقد قتلتموه يا مجرمين !!
لكن ردّة فعل الطبيب فاجأت الجميع : بل انت قلتله يا مدام !! لقد شرحت لكم بأن هذا المحلول هو ما يبقيهم احياءً , و ماذا فعلتي انت ؟! اخرجته من هناك بالقوة .. لقد مات بسبب تهوّرك , و انت وحدك تتحمّلين المسؤولية !!
فانهارت الأم باكية , و حاول ابنها الكبير تهدأتها .. و قال للطبيب :
- اريد ان آخذ اخي لأدفنه بمدافن العائلة
الطبيب بحزم : مستحيل !! لأن ما حصل قبل قليل تسبّب في نشر ذرّات نوويّة في الهواء , و سنحتاج اشهراً طويلة لتطهير المكان من هذا التلوّث
الزوج : نوويّ !
الطبيب : نعم نحن نضطر الى استخدام شيء يشبه الطاقة النووية لتشغيل هذا المختبر الضخم
ثم وجّه كلامه للأخ : و لهذا سيتم دفن اخيك بمدافن تابعة للمختبر لمنع ايّ تسرّب ذرّي .. و الآن خذّ امك و ارحل من هنا فوراً !!
و يقول للأم (الذي كانت تبكي منهارة) مهدّداً : و ان حاولتي محاسبتنا قضائياً , فسيعلم الجميع من خلال تسجيل الكاميرا انك كنت السبب في مقتل ابنك .. هل فهمتي ؟!!
فخرجت الأم و ابنها حزينين من هناك .. و قبل ان يعود الطبيب الى مكتبه قال له الزوج متردّداً :
- لو سمحت .. انا اريد ايضاً تجميد نفسي , كي ارافق زوجتي في عام 3000
الطبيب : لكن هذا سيكلفك الكثير من المال
- سأبيع منزلي و اعود الى هنا بعد اسبوع
الطبيب بابتسامة خبيثة : قرارٌ سليم و يدلّ على محبتك الكبيرة لزوجتك , اتخيّل منذ الآن كم ستكون فرحة عندما تلقاك في ذلك الزمن
***
و بعد ذهاب الزوج الى خارج المختبر , سأل الموظف الجديد الطبيب :
- طالما التجربة مضمونة هكذا , فلما لا تجمّد نفسك ايضاً ؟
- يا غبي !! ما تراه هنا عبارة عن تحنيط الموتى
الموظف بدهشة : يعني .. جميعهم موتى !
- طبعاً .. هل صدّقت بخدعة اجهزة الإنذار , انها اصوات تصدر عند فتح ايّ باب من ابواب الحجيرات المغلقة ليس الاّ , لكنهم بالحقيقة امواتاً
- اذاً ماذا تستفيدون من كل هذا الموضوع ؟
- اولاً مبلغ التجميد مكلفٌ جداً , و ثانياً : قبل تجميدهم او بالأصح تحنيطهم نستخرج منهم اعضائهم المهمة و نبيعها للمستشفيات .. و بالطبع لن يفكّر احد من الأهالي ان يكشف ملابس المحنّطين , و ان فعلوا لرأوا العمليات الجراحية التي اجريناها عليهم
- يعني انتم مجرّد تجّار اعضاء !
- نعم .. (ثم بنبرة مهدّدة) .. و ان تفوّهت بكلمة , فستكون انت التجربة القادمة .. أفهمت ؟!!
ثم ذهب الطبيب الى المدير , تاركاً الموظف يرتعد من الخوف و يلعن حظّه بالعمل عندهم
***
و عندما دخل المكتب :
المدير : هآ ..هل حللّت المشكلة في الأسفل ؟
الطبيب بغرور : بل احضرت لك زبوناً آخر
- مَن ؟ الأم او ابنها الأكبر
- لا بل الزوج الحنون .. لكن اتدري .. عندي دائماً خوف من ان تنكشف خدعتنا في أحد الأيام
المدير بابتسامةٍ ساخرة : و مَن مِن الأهل او المحنّطين بالغرف الزجاجية سيعيش الى سنة 3000 ليكتشف كذبتنا ؟
- و الله معك حق
و يضحكان بخبث
تجميد الأجساد للمستقبل
المدير بغضب : ماذا يحصل هنا ؟! لما كل هذه الضوضاء ؟!
الحارس : سيدي , يريدون رؤيتك بالقوة !
الأم بغضب : اين هو ابني الصغير ؟! ماذا فعلتم به يا مجرمين ؟!!
المدير : من تقصدين ؟!
الأخ الأكبر : اخي يبلغ الثلاثين من عمره , و قد وصلتنا رسالة منه البارحة يخبرنا فيها : بأنه قرّر تجميد جسده عندكم لتعيدوا انعاشه سنة 3000 .. ماهذا الهراء ؟! ماذا فعلتم له ؟!
الزوج : و انا ..زوجتي الغبية اخبرتني بالهاتف الأسبوع الماضي بأنها دفعت لكم كل تعويض نهاية خدمة عملها لتقوم بهذه التجربة .. و اليوم عدت من السفر و لم اجدها في المنزل .. و بحثت عنها في كل مكان , و اتمنى حقاً ان لا تكون عندكم !
فلم يكن امام المدير لتهدأة روعهم الاّ ان يسمح لهذه العائلتين بالتجوال في الداخل , كي يعطيهم فكرة اوسع عن عمل المختبر
***
و في الداخل .. تفاجأت العائلتان بوجود عشرات الأشخاص من الرجال و النساء محتجزين داخل حجيرات زجاجية مليئة بمحلولٍ ازرق لزجّ !
و خلال التجوال صار المدير يشرح لهم بشكلٍ مبسّط عن طريقة حفظ الأجساد حيّة , لغرض إطلاقها من جديد في المستقبل البعيد
الأخ الأكبر بقلق: يعني هم مازالوا احياءً لكنهم نائمون الآن, اليس كذلك ؟!
المدير : لأطمّئنكم اكثر , سأدعّ الطبيب المشرف عليهم يشرح لكم الموضوع من الناحية الطبية
ثم استدعى الطبيب الذي نزل من مكتبه نحو المختبر الموجود في الطوابق السفلية من المبنى .. و بعد ان اخبره المدير بالمشكلة , قال للأهل :
الطبيب : اعرف انكم خائفون على احبّائكم , لكنهم احياءً يرزقون .. فنحن نوصل له الطعام عبر هذا المصل (و اشار على احد الأشخاص المجمّدين) و فضلاتهم تخرج من هذا الأنبوب , اما هذا الجهاز فيقيس تنفسّهم و نبضات قلبهم .. و كما ترون كل شيء يسير بدقة كبيرة , و ان حدث ايّ خللّ فسيصدر على الفور انذار تحذيري يجعلنا نحلّ المشكلة .. و انا اطمئنكم بأنه منذ افتتاح المختبر منذ ثماني سنوات و حتى اليوم لم يحدث خللٌ واحد
الأم بقلق و عصبية : لا ادري ماذا فعلتم بعقول هؤلاء كي تقنعوهم بهذه السخافة , لكني اريد ان ارى ابني الآن !!
الزوج بغضب : و انا اريد رؤية زوجتي ايضاً
المدير : حسناً اخبرونا بإسمائهم كاملة و سيقوم موظفنا الجديد بأخذكم اليهم .. لكني احذركم منذ الآن : ايّاكم ان تلمسوا ايّ شيء , و الا ستكون حياة ابنك , و كذلك زوجتك في خطر !!
ثم ذهب المدير الى مكتبه في الأعلى , بينما ذهب الموظف و الطبيب برفقة الأهل
***
و عندما شاهدت الأم ابنها يطفو داخل ذلك المحلول الغريب , لم تستطع تحمّل المنظر و اصابتها الهستيريا
- دعوه يخرج من هذه الحجرة اللعينة , اخرجوه الآن !! هيا انقذوا ابني !!
الطبيب : افهمي يا مدام .. تم تعير الجهاز على سنة 3000 .. و ان فتحناه الآن , سيموت ابنك على الفور
لكن لم يستطع احد تهدأتها , و لا حتى ابنها البكر
و بالنهاية افلتتّ من ايديهم , و ضغطت على الزرّ الكبير الموجود على الباب الزجاجي ..
و فجأة !! انفتح الباب ليخرّ منه ابنها (المتجمّد) ارضاً , و يسيل المحلول الأزرق على الأرض ..
و فور حدوث ذلك , انطلقت اجهزة الإنذار في كل ارجاء المختبر..
و على الفور !! دخل الحرس و هم يضعون الأقنعة الواقية و اعطوا الطبيب قناعاً , ثم اخرجوا الجميع من هناك بالقوة
ثم وقفت الأم و ابنها و ايضاً زوج المرأة و هم يشاهدون بقلق ما يحصل في الداخل , من خلف الباب الزجاجي الذي يفصلهم عن المختبر
حيث كانوا يرون الطبيب (الذي في الداخل) و هو يقوم بالصدمات الكهربائية لقلب الشاب الذي لم يكن يتحرّك !
و بعد عدّة صدمات , صدر صوت صفيرٍ مزعج من جهاز القلب
و بعد قليل ..خرج اليهم الطبيب و هو يقول بيأس :
- للأسف لقد فقدناه , لقد مات
فأمسكت الأم بروب الطبيب بعنف : ماذا فعلتم بإبني ؟! لقد قتلتموه يا مجرمين !!
لكن ردّة فعل الطبيب فاجأت الجميع : بل انت قلتله يا مدام !! لقد شرحت لكم بأن هذا المحلول هو ما يبقيهم احياءً , و ماذا فعلتي انت ؟! اخرجته من هناك بالقوة .. لقد مات بسبب تهوّرك , و انت وحدك تتحمّلين المسؤولية !!
فانهارت الأم باكية , و حاول ابنها الكبير تهدأتها .. و قال للطبيب :
- اريد ان آخذ اخي لأدفنه بمدافن العائلة
الطبيب بحزم : مستحيل !! لأن ما حصل قبل قليل تسبّب في نشر ذرّات نوويّة في الهواء , و سنحتاج اشهراً طويلة لتطهير المكان من هذا التلوّث
الزوج : نوويّ !
الطبيب : نعم نحن نضطر الى استخدام شيء يشبه الطاقة النووية لتشغيل هذا المختبر الضخم
ثم وجّه كلامه للأخ : و لهذا سيتم دفن اخيك بمدافن تابعة للمختبر لمنع ايّ تسرّب ذرّي .. و الآن خذّ امك و ارحل من هنا فوراً !!
و يقول للأم (الذي كانت تبكي منهارة) مهدّداً : و ان حاولتي محاسبتنا قضائياً , فسيعلم الجميع من خلال تسجيل الكاميرا انك كنت السبب في مقتل ابنك .. هل فهمتي ؟!!
فخرجت الأم و ابنها حزينين من هناك .. و قبل ان يعود الطبيب الى مكتبه قال له الزوج متردّداً :
- لو سمحت .. انا اريد ايضاً تجميد نفسي , كي ارافق زوجتي في عام 3000
الطبيب : لكن هذا سيكلفك الكثير من المال
- سأبيع منزلي و اعود الى هنا بعد اسبوع
الطبيب بابتسامة خبيثة : قرارٌ سليم و يدلّ على محبتك الكبيرة لزوجتك , اتخيّل منذ الآن كم ستكون فرحة عندما تلقاك في ذلك الزمن
***
و بعد ذهاب الزوج الى خارج المختبر , سأل الموظف الجديد الطبيب :
- طالما التجربة مضمونة هكذا , فلما لا تجمّد نفسك ايضاً ؟
- يا غبي !! ما تراه هنا عبارة عن تحنيط الموتى
الموظف بدهشة : يعني .. جميعهم موتى !
- طبعاً .. هل صدّقت بخدعة اجهزة الإنذار , انها اصوات تصدر عند فتح ايّ باب من ابواب الحجيرات المغلقة ليس الاّ , لكنهم بالحقيقة امواتاً
- اذاً ماذا تستفيدون من كل هذا الموضوع ؟
- اولاً مبلغ التجميد مكلفٌ جداً , و ثانياً : قبل تجميدهم او بالأصح تحنيطهم نستخرج منهم اعضائهم المهمة و نبيعها للمستشفيات .. و بالطبع لن يفكّر احد من الأهالي ان يكشف ملابس المحنّطين , و ان فعلوا لرأوا العمليات الجراحية التي اجريناها عليهم
- يعني انتم مجرّد تجّار اعضاء !
- نعم .. (ثم بنبرة مهدّدة) .. و ان تفوّهت بكلمة , فستكون انت التجربة القادمة .. أفهمت ؟!!
ثم ذهب الطبيب الى المدير , تاركاً الموظف يرتعد من الخوف و يلعن حظّه بالعمل عندهم
***
و عندما دخل المكتب :
المدير : هآ ..هل حللّت المشكلة في الأسفل ؟
الطبيب بغرور : بل احضرت لك زبوناً آخر
- مَن ؟ الأم او ابنها الأكبر
- لا بل الزوج الحنون .. لكن اتدري .. عندي دائماً خوف من ان تنكشف خدعتنا في أحد الأيام
المدير بابتسامةٍ ساخرة : و مَن مِن الأهل او المحنّطين بالغرف الزجاجية سيعيش الى سنة 3000 ليكتشف كذبتنا ؟
- و الله معك حق
و يضحكان بخبث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق