تأليف : امل شانوحة
كان سامي يجلس قرب الشاطىء مكتئباً , حين اقتربت منه امرأة عجوز و قالت له :
- لا تقلق .. هي ما زالت تحبك
بدهشة : من تقصدين ؟!
- التي تفكر بها الآن
- انا لا افكر بأحد
- بلى .. تفكر بأماني , حبيبتك العنيدة .. لكن عليك ان تعذرها لأنها مجبورة على الإبتعاد عنك
- لا !! هي فعلت ذلك عن قصد .. ثم من انت ؟!
- انا امرأة ذات بصيرة
مقاطعاً : انا لا اصدّق بكلام البصّارات
- انا لست ببصّارة و لا مشعوذة , لكني ارى ما لا تراه .. فهل تريدني ان اخبرك لما كانت مجبورة ..
مقاطعاً و بغضب : لا !! لقد تعبت بالركض خلفها .. فلتذهب للجحيم !!
و قبل ان يتوجّه الى سيارته , اوقفته قائلة :
- لأنها مسحورة
بعصبية : بل قولي مجنونة !! ثم انا لا اصدّق بهذه التخاريف
- لقد سحرتها قريبتها و هي صغيرة .. و الأسوء انها حبست روحها في مكانٍ محفوفاً بالمخاطر , و لن يقدر عليه الا اقوى الشجعان
يضحك ساخراً : ارجوك اذهبي في حال سبيلك , انا لا ينقصني مجانين
- اذاً امسك يدي و اغمض عيناك و سترى الحقيقة
لكنه اكتفى بالنظر اليها , فقالت بحزم :
- مابك تجمّدت في مكانك , هل انت خائف ؟ الا تريد ان تعرف لما حبيبتك تهرب منك كلما اقتربت منها .. هيا امسك يدي !!
و بعد ان امسك يد المرأة و أغمض عيناه : ((( شاهد نفسه في مكان بعيد يلبس لباس الأمير و يركب حصاناً ابيض و يحمل بيده سيفاً .. و كان قد وصل بتجواله الى نهاية الغابة المظلمة .. و حينها لمح جبلاً مهيباً امامه , و ضوءاً خافتاً يخرج من كوخٍ خشبي صغير موجود في اعلاه ..
و فجأة !! اعترته رغبة قوية بالأسراع الى هناك .. فانطلق بحصانه ملوّحاً بسيفه يميناً و يسارا , مُقطّعاً بذلك الأغصان اليابسة التي تعترض طريقه .. لكن قبل ان يصل الى فوق , اوقفته قطيعاً من الذئاب الجائعة , و تجمّد حصانه في مكانه .. فما كان منه الا ان ترجّل عن فرسه و توجّه بحذر نحو من يظنه قائد القطيع .. وعلى الفور حصلت بينهما مواجهة عنيفة , تعرّض فيها الأمير الى عضّاتٍ مؤلمة في كل ارجاء جسده ..
لكنه بالنهاية استطاع قطع رأس الذئب بسيفه , مما جعل بقية القطيع تفرّ هاربة , بينما فرّ حصانه بالجهة المعاكسة ! .. فأكمل السير على الأقدام صعوداً نحو اعلى الجبل , و قد عانى الأمرّين من التعب و الأرهاق , و من الم الجروح التي سببتها له المعركة السابقة كما احتكاك جسده بالأغصان الجافة ..الى ان وصل اخيراً للكوخ ..
و هناك رأى من خلف الزجاج , فتاةً جميلة تجلس حزينة على سريرها و كأنها تنتظر فرجاً طال انتظاره .. فحاول الأمير طرق الزجاج السميك للفت انتباهها , لكنها لم تسمعه !
اما الباب فكان مقفولاً بستة اقفالٍ صدئة , حاول جاهداً قطعها بسيفه
و بعد ساعة من المحاولات المستميتة استطاع اخيراً فكّ خمسة منها , بعد ان انهكه التعب ..
و هنا ! احسّ بأحدٍ يربت على كتفه , و اذّ بساحرة مخيفة المنظر تقول له بهدوء :
- ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟
بثقة : اريد انقاذ هذه الفتاة
- عليّ اولاً ان اهنّئك على شجاعتك , فأنت الوحيد من الرجال الذي استطاع ان يتجاوز كل الحواجز الصعبة التي وضعتها للوصول اليها , و ثانياً ..
الأمير مقاطعاً : أأنتِ من قمتِ بسجنها ؟!
فأجابته بلا مبالاة : نعم , هي قريبتي
- وهل يحق لك سجنها في هذا المكان المعزول , فقط لأنها قريبتك ؟!
- يبدو انك تريد ان تعرف القصة من البداية , لكن دعنا نبتعد عن هنا قليلاً
و صارت تخبره بالقصة و هما يتمشيان ..
- عندما تعلّمت السحر , سألت استاذتي : مَن مِن اقربائي سيكون محظوظاً في المستقبل ؟ .. فأجابتني : اماني هي اكثرهم حظاً , فهي ستتزوج اميراً شهماً شجاعاً و صبوراً و سيكونا اسعد زوجين .. و هذا ضايقني للغاية لأنه حلم حياتي , فبأيّ حق يكون من نصيب هذه الطفلة ؟!!
بدهشة : اسجنتها هنا منذ ان كانت طفلة ؟!
- نعم , في سن السابعة .. و قد استطعت ابعاد عنها كل المعجبين , فلا احد يرى جمالها او ذكائها او طيبة قلبها .. لكنك بعنادك و إصرارك استطعت تخطّي جميع العقبات !
بحزم : و سأكمل حتى النهاية !!
- على رسلك يا عزيزي .. دعنا نرى الموضوع من جهة اخرى .. اماني فتاةٌ بريئة .. بريئةٌ للغاية .. افهمت ما اقصد ؟
- لا !
- انت نشأت في بيئة متحرّرة , و كنت دائماً محاطاً بالنساء , يعني لنقل .. المشاغبات .. و قد تعوّدت على متع الحياة .. و لهذا اصرّ على كلامي : بأن هذه الفتاة لن تنفعك
- ربما كلامك كان صحيحاً في الماضي , لكنني مللّت من النساء السهلة .. فأماني فتاةٌ عنيدة , مثلي تماماً ! كما هي فريدةً من نوعها
- بالضبط !! هي اعجبتك لأنها مختلفة عن الأخريات .. يعني مجرّد نزوة .. شيءٌ جديد تريد تجربته ليس الاّ
- ليس صحيحاً !! فأنا تعدّيت مرحلة الشباب الطائش , و انوي اكمال حياتي مع سيدة محترمة اثق فيها في حلّي و ترحالي
- و هل ستثق هي بك و سجلّك مليئاً بالهفوات الفاضحة ؟
بعصبية : عليها ان تثقّ بي !! فأنا سأترك عالمي كلّه لأجلها
- لنفترض انكما تزوجتما .. الن تملّ منها في المستقبل ؟ الن تفكّر يوماً بخيانتها , مع العلم ان هذا سيقتلها تماماً ؟
- لا !! و سأكون نِعم الزوج لها
- طيب الى متى ؟ سنة .. سنتان ؟
فأجاب بثقة : العمر كلّه !!
- و ماذا عن زوجتك ؟
- سأعدل بينهما
- زوجتك في بلاد الغرب و اماني هنا في الشرق , أستسافر هنا و هناك ؟ الأمر شبه مستحيل يا رجل
يصرخ بغضب : لما تريدين احباطي يا امرأة ؟!!
- صدّقني انا اريد مصلحتك .. اصلاً ان كنت تحب اماني فعلاً فعليك ان تبتعد عنها , فهي بكل الأحوال لن تستطيع مجاراة حياتك الصاخبة .. هي فتاةٌ بسيطة تريد حياةً تقليدية , يعني زوج و اولاد
فيسكت الأمير بحيرة , فتُكمل كلامها :
- اسمع مني !! هذه الفتاة ستُعقّد لك حياتك , و ستمنعك من التسلية كما يحلو لك .. فماذا ستفعل حينها , استخدّرها لتخرج من المنزل ؟ ام ستغريها بالمال و الهدايا و الزهور ؟ .. اماني ذكية و لن ينفع معها هذه الوسائل , لأنها تستطيع اكتشاف خيانتك بمجرّد النظر الى عينيك .. فهي كل ما تتمنّاه منك هو الأخلاص , و هو الشيء الوحيد الذي لا تستطيع اعطائه لها .. لذا اتركها , و دعّ شخصاً آخر يحاول اخراجها من هنا
و هنا ! شعر الأمير (سامي) بمللٍ يسري في قلبه , و رغبة جامحة بالهرب من هذا المكان .. و احسّ بقدميه تبعدانه ببطأ عن المكان وتنزل به لأسفل الجبل , شاعراً بالضياع و الحيرة ! .. و ظلّ هكذا الى ان ابتعد عن انظار المشعوذة التي اطلقت ضحكتها المجلّجة معلنةً انتصارها الجديد
ثم عادت الى الكوخ ووضعت اقفالاً خمسة جديدة على باب الفتاة بدل تلك المكسورة , و هي تتمّتمّ بسعادة :
- يا مسكينة يا اماني .. لقد كان هذا الشاب العنيد هو فرصتك الأخيرة , لأنه اول من يصل الى هذه المرحلة منذ سنوات .. لكنه خسرك كما الآخرين .. ليته يعرف ما فاته .. لقد خسر سعادة الدنيا و الآخرة بإمراة صالحة و قنوعة مثلك .. من الجيد انه لم يدرك بأنك بالفعل توأم روحه .. لكنه سيعرف ذلك حتماً بعد رحيلك عن هذه الدنيا .. بقيّ القليل و ارتاح منك للأبد
ثم نزلت من الجبل و هي تتقهقه بفرح , تاركةً الفتاة بالداخل تصلي و تدعي ربها كعادتها كل مساء لينفك سحرها الأبدي)))
و عندما فتح سامي عينيه ترك يد المرأة العجوز برعب , و انطلق مسرعاً نحو سيارته المركونة قرب الشاطىء
بينما كانت المرأة المجهولة تراقبه و هو يبتعد من امامها , و هي تتمّتم بشفقة :
- بات القرار بيدك الآن يا سامي .. امّا ان تعاند السحر و تنقذ اميرتك و تسعدا مدى الحياة , او تيأس و تخسر حباً لا يعوّض !
لا تترك يدي الآن !!
- لا تقلق .. هي ما زالت تحبك
بدهشة : من تقصدين ؟!
- التي تفكر بها الآن
- انا لا افكر بأحد
- بلى .. تفكر بأماني , حبيبتك العنيدة .. لكن عليك ان تعذرها لأنها مجبورة على الإبتعاد عنك
- لا !! هي فعلت ذلك عن قصد .. ثم من انت ؟!
- انا امرأة ذات بصيرة
مقاطعاً : انا لا اصدّق بكلام البصّارات
- انا لست ببصّارة و لا مشعوذة , لكني ارى ما لا تراه .. فهل تريدني ان اخبرك لما كانت مجبورة ..
مقاطعاً و بغضب : لا !! لقد تعبت بالركض خلفها .. فلتذهب للجحيم !!
و قبل ان يتوجّه الى سيارته , اوقفته قائلة :
- لأنها مسحورة
بعصبية : بل قولي مجنونة !! ثم انا لا اصدّق بهذه التخاريف
- لقد سحرتها قريبتها و هي صغيرة .. و الأسوء انها حبست روحها في مكانٍ محفوفاً بالمخاطر , و لن يقدر عليه الا اقوى الشجعان
يضحك ساخراً : ارجوك اذهبي في حال سبيلك , انا لا ينقصني مجانين
- اذاً امسك يدي و اغمض عيناك و سترى الحقيقة
لكنه اكتفى بالنظر اليها , فقالت بحزم :
- مابك تجمّدت في مكانك , هل انت خائف ؟ الا تريد ان تعرف لما حبيبتك تهرب منك كلما اقتربت منها .. هيا امسك يدي !!
و بعد ان امسك يد المرأة و أغمض عيناه : ((( شاهد نفسه في مكان بعيد يلبس لباس الأمير و يركب حصاناً ابيض و يحمل بيده سيفاً .. و كان قد وصل بتجواله الى نهاية الغابة المظلمة .. و حينها لمح جبلاً مهيباً امامه , و ضوءاً خافتاً يخرج من كوخٍ خشبي صغير موجود في اعلاه ..
و فجأة !! اعترته رغبة قوية بالأسراع الى هناك .. فانطلق بحصانه ملوّحاً بسيفه يميناً و يسارا , مُقطّعاً بذلك الأغصان اليابسة التي تعترض طريقه .. لكن قبل ان يصل الى فوق , اوقفته قطيعاً من الذئاب الجائعة , و تجمّد حصانه في مكانه .. فما كان منه الا ان ترجّل عن فرسه و توجّه بحذر نحو من يظنه قائد القطيع .. وعلى الفور حصلت بينهما مواجهة عنيفة , تعرّض فيها الأمير الى عضّاتٍ مؤلمة في كل ارجاء جسده ..
لكنه بالنهاية استطاع قطع رأس الذئب بسيفه , مما جعل بقية القطيع تفرّ هاربة , بينما فرّ حصانه بالجهة المعاكسة ! .. فأكمل السير على الأقدام صعوداً نحو اعلى الجبل , و قد عانى الأمرّين من التعب و الأرهاق , و من الم الجروح التي سببتها له المعركة السابقة كما احتكاك جسده بالأغصان الجافة ..الى ان وصل اخيراً للكوخ ..
و هناك رأى من خلف الزجاج , فتاةً جميلة تجلس حزينة على سريرها و كأنها تنتظر فرجاً طال انتظاره .. فحاول الأمير طرق الزجاج السميك للفت انتباهها , لكنها لم تسمعه !
اما الباب فكان مقفولاً بستة اقفالٍ صدئة , حاول جاهداً قطعها بسيفه
و بعد ساعة من المحاولات المستميتة استطاع اخيراً فكّ خمسة منها , بعد ان انهكه التعب ..
و هنا ! احسّ بأحدٍ يربت على كتفه , و اذّ بساحرة مخيفة المنظر تقول له بهدوء :
- ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟
بثقة : اريد انقاذ هذه الفتاة
- عليّ اولاً ان اهنّئك على شجاعتك , فأنت الوحيد من الرجال الذي استطاع ان يتجاوز كل الحواجز الصعبة التي وضعتها للوصول اليها , و ثانياً ..
الأمير مقاطعاً : أأنتِ من قمتِ بسجنها ؟!
فأجابته بلا مبالاة : نعم , هي قريبتي
- وهل يحق لك سجنها في هذا المكان المعزول , فقط لأنها قريبتك ؟!
- يبدو انك تريد ان تعرف القصة من البداية , لكن دعنا نبتعد عن هنا قليلاً
و صارت تخبره بالقصة و هما يتمشيان ..
- عندما تعلّمت السحر , سألت استاذتي : مَن مِن اقربائي سيكون محظوظاً في المستقبل ؟ .. فأجابتني : اماني هي اكثرهم حظاً , فهي ستتزوج اميراً شهماً شجاعاً و صبوراً و سيكونا اسعد زوجين .. و هذا ضايقني للغاية لأنه حلم حياتي , فبأيّ حق يكون من نصيب هذه الطفلة ؟!!
بدهشة : اسجنتها هنا منذ ان كانت طفلة ؟!
- نعم , في سن السابعة .. و قد استطعت ابعاد عنها كل المعجبين , فلا احد يرى جمالها او ذكائها او طيبة قلبها .. لكنك بعنادك و إصرارك استطعت تخطّي جميع العقبات !
بحزم : و سأكمل حتى النهاية !!
- على رسلك يا عزيزي .. دعنا نرى الموضوع من جهة اخرى .. اماني فتاةٌ بريئة .. بريئةٌ للغاية .. افهمت ما اقصد ؟
- لا !
- انت نشأت في بيئة متحرّرة , و كنت دائماً محاطاً بالنساء , يعني لنقل .. المشاغبات .. و قد تعوّدت على متع الحياة .. و لهذا اصرّ على كلامي : بأن هذه الفتاة لن تنفعك
- ربما كلامك كان صحيحاً في الماضي , لكنني مللّت من النساء السهلة .. فأماني فتاةٌ عنيدة , مثلي تماماً ! كما هي فريدةً من نوعها
- بالضبط !! هي اعجبتك لأنها مختلفة عن الأخريات .. يعني مجرّد نزوة .. شيءٌ جديد تريد تجربته ليس الاّ
- ليس صحيحاً !! فأنا تعدّيت مرحلة الشباب الطائش , و انوي اكمال حياتي مع سيدة محترمة اثق فيها في حلّي و ترحالي
- و هل ستثق هي بك و سجلّك مليئاً بالهفوات الفاضحة ؟
بعصبية : عليها ان تثقّ بي !! فأنا سأترك عالمي كلّه لأجلها
- لنفترض انكما تزوجتما .. الن تملّ منها في المستقبل ؟ الن تفكّر يوماً بخيانتها , مع العلم ان هذا سيقتلها تماماً ؟
- لا !! و سأكون نِعم الزوج لها
- طيب الى متى ؟ سنة .. سنتان ؟
فأجاب بثقة : العمر كلّه !!
- و ماذا عن زوجتك ؟
- سأعدل بينهما
- زوجتك في بلاد الغرب و اماني هنا في الشرق , أستسافر هنا و هناك ؟ الأمر شبه مستحيل يا رجل
يصرخ بغضب : لما تريدين احباطي يا امرأة ؟!!
- صدّقني انا اريد مصلحتك .. اصلاً ان كنت تحب اماني فعلاً فعليك ان تبتعد عنها , فهي بكل الأحوال لن تستطيع مجاراة حياتك الصاخبة .. هي فتاةٌ بسيطة تريد حياةً تقليدية , يعني زوج و اولاد
فيسكت الأمير بحيرة , فتُكمل كلامها :
- اسمع مني !! هذه الفتاة ستُعقّد لك حياتك , و ستمنعك من التسلية كما يحلو لك .. فماذا ستفعل حينها , استخدّرها لتخرج من المنزل ؟ ام ستغريها بالمال و الهدايا و الزهور ؟ .. اماني ذكية و لن ينفع معها هذه الوسائل , لأنها تستطيع اكتشاف خيانتك بمجرّد النظر الى عينيك .. فهي كل ما تتمنّاه منك هو الأخلاص , و هو الشيء الوحيد الذي لا تستطيع اعطائه لها .. لذا اتركها , و دعّ شخصاً آخر يحاول اخراجها من هنا
و هنا ! شعر الأمير (سامي) بمللٍ يسري في قلبه , و رغبة جامحة بالهرب من هذا المكان .. و احسّ بقدميه تبعدانه ببطأ عن المكان وتنزل به لأسفل الجبل , شاعراً بالضياع و الحيرة ! .. و ظلّ هكذا الى ان ابتعد عن انظار المشعوذة التي اطلقت ضحكتها المجلّجة معلنةً انتصارها الجديد
ثم عادت الى الكوخ ووضعت اقفالاً خمسة جديدة على باب الفتاة بدل تلك المكسورة , و هي تتمّتمّ بسعادة :
- يا مسكينة يا اماني .. لقد كان هذا الشاب العنيد هو فرصتك الأخيرة , لأنه اول من يصل الى هذه المرحلة منذ سنوات .. لكنه خسرك كما الآخرين .. ليته يعرف ما فاته .. لقد خسر سعادة الدنيا و الآخرة بإمراة صالحة و قنوعة مثلك .. من الجيد انه لم يدرك بأنك بالفعل توأم روحه .. لكنه سيعرف ذلك حتماً بعد رحيلك عن هذه الدنيا .. بقيّ القليل و ارتاح منك للأبد
ثم نزلت من الجبل و هي تتقهقه بفرح , تاركةً الفتاة بالداخل تصلي و تدعي ربها كعادتها كل مساء لينفك سحرها الأبدي)))
و عندما فتح سامي عينيه ترك يد المرأة العجوز برعب , و انطلق مسرعاً نحو سيارته المركونة قرب الشاطىء
بينما كانت المرأة المجهولة تراقبه و هو يبتعد من امامها , و هي تتمّتم بشفقة :
- بات القرار بيدك الآن يا سامي .. امّا ان تعاند السحر و تنقذ اميرتك و تسعدا مدى الحياة , او تيأس و تخسر حباً لا يعوّض !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق