السبت، 20 أبريل 2024

الصورتان الداميتان

تأليف : امل شانوحة 

تشابه الأحداث


- إجلس هنا ايها الشقيّ ، بجانب جثة والديّك واختك الرضيعة ..ودعني أصوّرك للذكرى 


والتقط صورة بكاميرته الفوريّة ، رماها في وجه الصبيّ (سبع سنوات) وهو يبكي بعد أن شهد مشادةً كلاميّة بين ابيه وشريكه (الذي طرده من الشركة بتهمة الرشوة) تطوّرت لقتل عائلة الصغير! 

***


بعد سنوات ، في الجامعة .. إلتقى شاب بفتاةٍ أعجبته من النظرة الأولى .. وهي لم تمانع صداقته ، لوسامته وتفوّقه على بقيّة الطلاّب .. ولم تمضي سنة حتى أصبحا صديقيّن مقربيّن .. 

ومرّت سنوات الجامعة بوفاقٍ تام بين الحبيبّن الّلذين قرّرا الزواج بعد التخرّج..

***


وفي يوم طلبت منه زيارة عائلتها للتعرّف عليهم ، لكثرة ما حدّثتهم عنه


وبالفعل زار عائلتها .. وبعد تلك الزيارة ، إنقطعت اخباره بعد تغيّر رقم جوّاله .. وانتقل من جامعته في سنته الأخيرة ، وكأنه يتعمّد الهروب منها !

لم تفهم الصبيّة ما حدث ! وحاوت سؤال اصدقائه المقرّبين عنه ، لكن اخباره انقطعت عن الجميع !

***


بعد سنة التقت فيه مجدداً ، برفقة خطيبته ! مما قهرها كثيراً ، فهو حبها الأول الذي لطالما أخبرها بحماسه للزواج بها


فتخلّت عنه ، بموافقتها على العريس الثريّ الذي ألحّ والدها عليه

***


وفي ذلك العصر .. تفاجأت بحبيبها السابق ينتظرها في النادي ، ليخبرها عن ندمه بتركها ، وإنهاء علاقته بخطيبته ! 

فصفعته غاضبة :

- الآن تخبرني قبل يوم من خطبتي ، وقد عزمنا الأهل والأصدقاء بحفلٍ ضخم؟!!

الشاب : رجاءً لا تتخلّي عن حبك الأول


وسهرت ليلتها ، وهي تستذكر الماضي معه

***


وفي يوم خطبتها.. فاجأت العائلتيّن برفضها لبس خاتم الخطوبة ، مُكتفية بالقول لخطيبها :

- أعتذر منك ، فقلبي مشغولاً بغيرك


مما أثار بلبلة بالحفلة ! وإحراج شديد لوالدها الذي عتابها بقسّوة بعد ذهاب الضيوف ..لكنها لم تكترث ، رغبةً في العودة لحبيبها السابق الذي تابع لقائها بسرّية ، وكلّه شوق للزواج بها

***


بمرور الأيام ، إستطاعت بصعوبة إقناع اهلها بعريسها الذي لا يناسب طبقتهم الثريّة .. وأنفق والدها مُرغماً آلاف الدولارات على حفل زواج ابنته الوحيدة التي لم يعلم بانهيارها بالبكاء في غرفة الفندق بعد ان أخبرها عريسها الحقيقة .. حيث نظرت بصدمة لصورة طفولته ، بجانب جثث عائلته ! بينما تابع حديثه بعصبية وقهر : 

- أنظري للصورة جيداً !! لقد التقطها ابوك المجرم بعد قتله والدايّ واختي الرضيعة ، دون ان يرحم صغر سني.. ولم يكتفي بهذا ! بل استولى على شركة والدي الذي نسيّ إبطال وكالته العامّة ، فحرمني الميراث !!


العروس : لا اصدق ان ابي قتلهم ، بعد طرد والدك الظالم !

- لم يكن ظلماً !! بل كان يشوّه سمعة الشركة برشاويه السرّية 

- ومن تكفّل بك بعد الحادثة ، يا حبيبي ؟

العريس بغضب : لا تقولي حبيبي ، يا ابنة اللعين !! ..(ثم تنهّد بضيق).. ربّتني عمتي التي انفقت على تعليمي بأرقى الجامعات ، وهناك التقيت بك


معاتبة : ومثلّت دور العاشق ببراعة ؟!! 

- لا ابداً .. لقد أحببتك بصدق ، فأنا لم اكن اعرف اسم القاتل ..لكن بعد زيارتي فلّتكم .. رأيت صورته وهو شاب في الصالة ، حينها تذكّرته ! وخرجت من هناك منصدماً ..وطلبت من عمتي إخباري القصة كاملةً .. فأخبرتني بأن الشرطة حققّت مع والدكِ ، دون أن تمسك دليلاً عليه .. كما لم يأخذوا بوصفي للقاتل ، لصغر سني ..ولأن عمتي قابلت والدك من قبل ، عرفت من كنت أقصده .. وأخفت الحقيقة عني ، خوفاً من انتقامي وضياع مستقبلي 


العروس : وبعد معرفتك الحقيقة ، تخلّيت عني وخطبت فتاةً اخرى؟ 

- حاولت الإبتعاد عنك ونسيان الماضي .. لكن بعد علمي بموعد خطبتك ، جنّ جنوني !!

- هل غرت عليّ ؟!

العريس بعصبية : بل أُشعلت نيران الإنتقام في وجداني !! لذلك عدّت اليكِ ، لكسر قلب والدك .. وقلبك ايضاً ، بعد أن حاربتي العالم لأجلي .. واليوم سأجعلك مُهانة امام الجميع !! 

فسألته بخوف : ماذا ستفعل ؟!

- انت طالق !! يا ابنة القاتل 


ورمى الخاتم في وجهها ..وخرج من الفندق ، بعد سحب صورة طفولته منها

***


وفي اليوم التالي .. صُعق الثريّ وزوجته بخبر انتحار ابنتهما في حوض استحمام الفندق ، بعد قطع شراينها من أثر الصدمة ! ولم تجد الشرطة العريس الذي هاجر للخارج 

***


بعد دفن العروس .. وصلت صورتها وهي ميتة بحوض الإستحمام لوالدها ! بعد عودة العريس لغرفة الفندق قبيل الفجر ، وتصوير انتحارها قبل وصول الشرطة .. ثم ارسل الصورة بالبريد مع صورته القديمة بجانب جثث عائلته ، والتي كتب خلفها:

((اخطأت حين تركتني حياً .. فهآ انا انتقمت لعائلتي اخيراً ، ايها المُرتشي اللعين !!!))


هناك 11 تعليقًا:

  1. اردّت كتابة قصة تبدأ وتنتهي بصورة !

    ردحذف
  2. لما يابنيتي ...هذه ماساه وليست صوره ..قتلتي العاءله حتى الرضيعه لم تسلم ...وشجبتي العروس ...ماكانت تلك اجازة اذا ...ويبدو انها كانت جنازه ...وقد عدتي عاقدة العزم على تصفية دماءنا 😭 اعتقد اننا سنختبيء منك من قادم ...اين تل الرياح والرياحين والورود ...اين اسيرتي والسهاد ...اين العشاء والحلوى ...اننا لجاءعون ...ظامءون ... هاكم 👋 👋

    ردحذف
    الردود
    1. رياحين وورود وسهاد وحلوى مرة واحدة ! ما كل هذا التفاؤل يا عاصم ، لم نعتدّ عليك هكذا ! على كلٍ ، ربما اكتب ذلك في المستقبل ، من يدري !

      حذف
  3. أغلب قصص هذه المدونة تصلح أفلاما سلم قلمك ذ.أمل
    بالنسبة للقصة فكرتها جيدة جدا وموضوعها كبير
    عيبها أنها قصيرة للغاية هذا النوع بالنسبة لي يحتاج التطويل فيها خصوصا موضوع الإنتقام من رأيي تحبك جيدا وانت بارعة في هذا طبعا
    أثرت في العروس لا ذنب لها في كل مل حدث
    والبطل كذلك أثر بي لما كان طفلا وعاش هذه الأحداث لا ذنب له أيضا ولكن هذا لا يبرر ما قام به مع حبيبته
    تقبلي مروري سيدة الظل

    ردحذف
    الردود
    1. سعيدة ان القصة اعجبتك .. القصة التالية ستكون مسابقة من نوع آخر ، سأحاول نشرها قريباً بإذن الله

      حذف
    2. اووووه اشتقنا للمسابقات الغريبة
      بالتوفيق نحن فانتظارها
      🤍سيدة الظل🤍

      حذف
  4. لما هذه القساوه استاذه امل
    العفو عند.المقدره

    ردحذف
    الردود
    1. وهل سيعفو انسان عن مقتل عائلته امام عينيه ؟ ..هو لم يقتل ابنة القاتل ، فقط طلّقها .. ولأنها مدلّلة ، لم تتحمّل قساوة الموقف ! فهل هذا ذنبه ؟!

      حذف
    2. استاذه امل اعلم شعور ذلك الشاب ولكن الاصل انتقم من ابيها هو وليس هي هي احبته بكل جنون اعلم صعبه ولكن هكذا النس البشريه غريبه وردة فعلها مجنونه
      نتظر عودة جاك وجاكلين قبل العرس هههه بدنا قصة مفرحه لاجل العرس وعقثبالك

      حذف
    3. سأحاول ان شاء الله .. سلّمك الله ، وعقبال جميع العازبين ان شاء الله

      حذف
  5. الله يسعدك ويوفقك استاذه الله يجبر خاطرك يارب

    ردحذف

الوجبة المُفضّلة

تأليف : امل شانوحة  المهمّة الصعبة في ثمانينات القرن الماضي .. وبعد اندلاع حربٍ شعواء بين طائفتيّن من نفس البلدة التي انقسمت لطرفيّن ، توقفت...