الخميس، 15 يونيو 2023

الزواج العسِر

فكرة : أختي اسمى
كتابة : امل شانوحة 

طباعٌ مُختلفة


دخلت امرأة تُخفي وجهها بنظّارةٍ سوداء وكمّامةٍ طبّية ، وهي تجرّ عربة طفلها الى صالةٍ رياضيّة .. 

فالتفت اليها رجالٌ ذوّ عضلاتٍ مفتولة ، وهم متفاجئين من وجودها بينهم ! فسألتهم:

- اين مدرّبكم ؟


فاقترب رجلٌ في متوسط العمر ، قائلاً :

- انا !! ماذا تريدين ؟!

السيدة بنبرةٍ غاضبة : اريدك ان تُدرّبني ، لدرجة تمكّنني من ضرب زوجيّ اللعين!!

فضحك الرجال ، ساخرين منها


فأزالت بكل هدوء نظّارتها وكمّامتها .. ليظهر وجهها المتورّم من كدماتٍ حديثة ، قائلةً بقهر :

- ما ترونه في وجهي يُعتبر بسيطاً ، امام جسميّ المُتكسّر

فقال احد الرجال بغيظ :

- دلّيني على عنوان الحقير ، وأنا أضربه لك !!

فأجابت : لا !! اريد الدفاع عن نفسي وطفلي


ولأن المدرّب يكره العنف ضدّ النساء ، وافق قائلاً :

- عادةً أفتح النادي ظهراً .. لهذا حاولي القدوم صباحاً ، وسأحضر ابنتي طوال فترة تدريبك ، كيّ يرتاح بالك

السيدة : اذاً سأضع طفلي عند حماتي ، بحجّة انشغالي بأمي .. وسأتابع التدريب معك ، لحين توقف خوفي من ذلك الوحش

***


بعد التدريب لشهرين ، إستطاعت تخفيف عنف زوجها : عن طريق حماية وجهها بذراعيها الّلتان ازدادتا قوّة .. ورغم استغرابه من عدم خوفها وبكائها ، كما فعلت سابقاً ! إلاّ انه لم يخطر ببباله انها تُدرّب نفسها على مقاومته

^^^


حتى جاء اليوم الذي قدِم فيه مساءً برفقة فتاةٍ رخيصة ! 

فأوقفتهما عند الباب ، وهي تحاول كتم غيظها :

- أعرف انك تخونني من وقتٍ لآخر ، لكن أن تحضرها الى بيتي ..فهذا لا يُطاق !!

الزوج : أستظلّي تذليّني بمنزل والدك المرحوم .. هيا ابتعدي عن طريقي !! والليلة ستنامين مع ابنك المزعج في الصالة ، وأنا سأسهر مع هذه الفاتنة حتى الصباح


وقبل إكمال كلامه ، لكمته على وجهه بقوّةٍ .. أفقدته صوابه !  

وقبل أن يصفعها ، ركلته على بطنه .. جعلته يتلوّى على الأرض مُتألماً !  

بينما سارعت صديقته بالفرار ، خوفاً من زوجته المجنونة التي سحبت المفاتيح من جيبه ، وهي تقول مُهدّدة :

- إيّاك الإقتراب من منزل ابي ثانيةً !! وإن لم تصلني ورقة الطلاق خلال يومين ، سأضربك امام زملائك اثناء الدوام .. اما ابني !! فلا شأن لك به بعد اليوم 


وأغلقت الباب .. وهو مازال يتألّم بالخارج ، غير مُصدّقٍ أن زوجته الضعيفة استطاعت حماية نفسها أخيراً !

***


بعد اسبوع .. إتصلت بأختها (التي تعيش في الغربة) لتزفّ لها الخبر السعيد :

- أخيراً تطلّقت من ذلك الوحش الذي تخلّى ايضاً عن وصاية ابنه .. وانتهيت منه ، بعد تغيّر قفل منزل والدنا ولله الحمد .. ماذا عنك ؟ هل مازال زوجك يزورك يومين في الشهر ، خوفاً من زوجته الأولى وولديه؟!

- انا لا أملك جرأتك يا اختي.. ولم استطع المطالبة بحقوقي ، فوكّلت أمري لله .. بالنهاية هذا خطأي ، فأنا وافقت على علاقتنا السرّيّة .. فالقانون هنا لا يسمح بالزواج الثاني ! والحمد لله ، بعد سنوات من معاناتي مع الوحدة .. تزوّجت ابنته بسن العشرين ، وانتقل ابنه لمبنى طلاّب الجامعة.. وبعد إطمئنانه على ولديّه ، طلّق زوجته المُتسلّطة.. وهآ انا اعيش معه اجمل شهر عسل .. كل ما اتمناه ، أن لا أكون فوّتت فرصة الأمومة

- لديك صبرٌ هائل ! سبع سنوات وانت تنتظري إخبار عائلته عنك ، او تطليق زوجته المُهملة .. اما انا !! ففضّلت أخذ حقي بيدي ، بعد سنتين من عذابي مع ذلك الساديّ المُتعجرف


وانهتا المكالمة بالضحكات ، بعد ارتياحهما من مصاعب زيجاتهما المُتعسّرة

***


برأيكم من كان معها الحقّ ؟ السيدة التي أخذت حقها بيدها ، ام اختها التي تركت أمرها للزمن ؟!


هناك 15 تعليقًا:

  1. الحمد الله نجحت عمليّة المصران لأمي ، وعدنا الى المنزل .. لكنها تحتاج الى مراقبة لإسبوعين لتخفّ آلام العمليّة .. لهذا ربما أتأخّر قليلاً بالنشر : فبدل كل يومين ، ربما كل خمسة ايام .. هذه القصة كتبتها على مذكّرة جوالي أثناء وجودي بالمستشفى ، بعد أن أعطتني إختي فكرتها .. أتمنى أن تعجبكم

    ردحذف
  2. عوده حميده

    ردحذف
    الردود
    1. لكنها عودة بطيئة ، بسبب المسؤوليّات التي تضاعفت عليّ هذه الفترة .. المهم ان امي بخير .. تحياتي لك

      حذف
  3. عمرو البيلى16 يونيو 2023 في 8:53 ص

    الحمد لله على نجاح العملية وألف سلامة للوالدة

    ردحذف
  4. برأيي ان كثيرا من الازواج والزوجات يتنازلون كثيرا ويعيشون حياه تعيسه من اجل الاطفال في الغالب . وهذا أكبر خطأ . فالطباع لا تتغير
    والصواب والافضل هو الطلاق عند بداية المشاكل حتى وان كان لديهم عشرة أطفال .
    وان كان عدم الزواج من الاساس اسلم واامن
    خاصة في هذا الزمان وهذه البلاد .

    ردحذف
    الردود
    1. كثرة الطلاق ، أصابنا جميعاً برهاب الزواج .. كان الله في العون

      حذف
  5. اهلا امل .. كان الله في عونك ،وحمد الله على سلامة والدتك
    ارسلت للآن 7 اجزاء ، فهل وصلت جميعها ام ان هناك جزء لم يصلك ؟ لان الأنترنت كان ضعيف بسبب امتحانات الثالث متوسط.. فهُم يقطعونه من ال 4 فجرٍ حتى الثامنه صباحٍ وللمعلومه تبدأ الامتحانات من الساعه السابعه صباحٍ ، لكني لا اعلم لما يقطعونه من الرابعه ! غريب جداً !! .. والمشكلة كلما قطعوه .. بصعوبة يعود لنا ،لذلك تاكدي وشكراً^^
    بالنسبة للقصة..
    فأنا اختار ان تترك امرها للزمان، لان الطلاق سيسبب مشاكل كثيرة ولن يحملها احد غير الاطفال!
    وبختصار العزوبية جميله

    ردحذف
    الردود
    1. نعم وصلتني 7 اجزاء .. سأقرأها عندما تُنهي قصتك .. ركّز الآن على امتحاناتك ، وسنناقش القصة لاحقاً .. بالتوفيق لك

      حذف
    2. حسناً ركّز على القصة بوقت فراغك .. ونعم ، انا مرهقة للغاية .. ولا ادري ان كان باستطاعتي الكتابة مع تضاعف المسؤوليات عليّ .. سأحاول جهدي

      حذف
  6. حسنًا .. بالتأكيد سأُركز على القصة^^
    كان الله في عونك،لا ترهقي نفسك كثيراً .. وأن لم تجدي الوقت الكافي للكتابة فلا تستعجلي ابداً ، فأن استعجلتي ستكون القصه مختّصرة وربما لا تُعجب القُراء .. فلا تهُمنا القصة ، المهم ان تكوني انتي بخير.. تذكري دائماً (( انتي اولاً .. ومن ثم القصه ))
    فلولا انتي لما استمتعنا بهذه القصص
    اعتني بنفسك جيداً يا امي ^ه^
    لا اعرف .. لكن صدقاً ، احببتك كثيراً
    وهذه اول مرة افتحّ قلبي لبشر .. اتعجب من نفسي كيف سمحت لك بالدخول الى قلبي .. انا مَن ادخلك

    ردحذف
    الردود
    1. القلوب الطيبة المُرهقة تجد طريقها لمن يُشابهها بالطباع والخُلق ..
      حالياً أحاول ايجاد الوقت للكتابة ، لكني بالكاد انام ساعتين بالنهار .. ربما هذا التعب أحوّله لاحقاً لقصةٍ دراميّة .. المهم أن تجد الوقت لإنهاء قصتك .. إعتني بنفسك ، ايها الكاتب الصغير المبدع

      حذف
    2. اعانك الله ..لا بأس تذكري كيف كانت تسهر عليك عندما كنتي صغيرة ، فلآن جاء دورك ودائما قولي لها:
      أأنتي راضية عليّ؟
      حتى اتقول لك:
      شو انتي عم اتذليني؟! بلا احكي انتي عم اتذليني!! مو طلعتيها العناية من عيوني وهيك وبالنهاية تتخانقو ههههه

      الله يرضى عليك ويحفظه لك

      حذف
  7. الف الحمد الله على سلامة الوالدة انشالله كل حياتها صحة وعافية

    ردحذف
    الردود
    1. سلّمك الله يا ربيع .. سأحاول نشر قصة أخرى لأختي غداً بإذن الله .. تحياتي لك

      حذف

العقد الأبدي

كتابة : امل شانوحة  العاشق المهووس رغم وسامة إريك إلاّ أن الطلّاب تجنّبوا مصاحبته في مدرسته المتوسطة ، لغرابة طباعه ! فوالداه وأخوه الكبير م...