الثلاثاء، 2 أغسطس 2022

الإجابة القاتلة !

تأليف : امل شانوحة 

 

صح او خطأ


اثناء بحث جاك عن وظيفةٍ بالإنترنت ، وجد إعلاناً لشركة تطلب عشرة موظفين لعملٍ إداريّ ، براتبٍ مُجزّي .. 

والمطلوب من المتقدّمين : الإجابة على مجموعة اسئلة في امتحانٍ عام 

فأرسل طلباً للإنضمام للمتسابقين

***


بعد اسبوع .. وصلته رسالة على إيميله بعنوان الشركة ، وتاريخ الإمتحان الذي سيقام بعد ثلاثة ايام .. وفي حال نجح ، يُوظّف في اليوم التالي ! 


ففرح جاك بردّهم السريع .. وبدأ بتحضير نفسه ليوم المسابقة ، عن طريق بحثه بالإنترنت : عن أهم الأسئلة التي تُطرح بالمقابلات الوظيفيّة ، مثل : اين ترى نفسك بعد 5 سنوات ؟ ماذا ستقدّم لشركتنا ؟ لما علينا اختيارك من بين المشتركين ؟ وغيرها من الأسئلة العامة  

وحفظ أفضل الإجابات ، للردّ على اسئلتهم النموذجيّة ..

***


في الموعد المحدّد .. لبس طقماً رسميّاً ، بعد وضع اوراقه الرسميّة في ملفٍ داخل حقيبته.. 


ثم توجّه لعنوان الشركة التي وجد مبناها على حدود المدينة ، بعد قيادة سيارته ساعتين متواصلتين ! 

وكلما اقترب من بوّابتها الرئيسية ، شعر بعدم الراحة لكونها عمارة قديمة  أشبه بالمهجورة ! مما جعله يتساءل بقلق : 

((طالما لم يهتموا بالمظهر الخارجيّ لشركتهم ، كيف سيدفعون الراتب الكبير المذكور في إعلانهم ؟! هناك شيئاً غير مريح بالموضوع !))


لكنه تابع سيره ، لحاجته الماسّة للوظيفة .. فهو عاطلٌ عن العمل منذ شهور .. ولديه زوجة وولدٍ صغير ، بالإضافة لإيجار منزله !


الى أن قطع افكاره ، سؤال موظف الإستقبال : 

- هل انت السيد جاك ؟

- نعم

فنظر الى ساعة الحائط وهو يقول معاتباً :

- تأخّرت عن الموعد ، فالجميع بانتظارك بقاعة الإمتحان التي ستبدأ بعد عشر دقائق 

جاك : أعتذر ، لم اجد مبناكم بسهولة .. لما اخترتموه بأطراف المدينة ؟!


لكن الموظف لم يجبه ! 

فمشى جاك خلفه ، الى ان وصلا للمصعد .. ثم ضغط الموظف على زرّ الطابق السفليّ ..

جاك باستغراب : لما تمتحنوننا بقبو الشركة ؟! 

ففضّل الموظف الصمت ! 

ثم اكملا سيرهما في ممرٍّ طويل ، حتى وصلا لغرفةٍ مغلقة .. قام الموظف بفتح بابها ، عن طريق ضغطه ارقاماً بقفلها السرّي الإلكترونيّ 


ليجد جاك بالداخل : 6 متقدّمين للوظيفة من الذكور ، و3 من النساء .. وبه يكتمل العدد 10 ، كما طلب الإعلان ..

حيث جلسوا بهدوء امام طاولاتهم ، التي عليها حواسيب الشركة .. 


وبعد جلوسه في المقعد الخلفيّ .. دخل اليهم موظفٌ آخر ببدلته الرسميّة وهو يلبس قناعاً اسوداً ، مرسوماً عليه علامة إستفهام ناريّة !


فارتبك الموظفون ! فحاول المقنّع تهدأتهم : 

- لا تخافوا .. انا موظفٌ مثلكم ، مُوكّلاً بمراقبتكم اثناء الإمتحان .. وكما ترون : يوجد امامي ساعة منبّة ، ضُبطت على دقيقتين : وهو توقيت الإجابة عن كل مجموعة 

فسأله احدهم : ماذا تقصد بمجموعة ؟!


الموظف : الإمتحان عبارة عن خمس مجموعات .. كل مجموعة تحوي ثلاثة اسئلة .. وما عليكم فعله هو وضع إشارة (صح او خطأ) في الخانة الفارغة امام السؤال .. وستكون إحدى الأسئلة : مكافأة عينيّة ..والسؤال الثاني : عقاباً نختاره لكم .. اما الثالث : فجائزة ماليّة .. بالتأكيد سيتغيّر ترتيبهم مع كل مجموعة.. وستزداد صعوبة الأسئلة تصاعدياً .. ستفهمون ما أعنيه بعد قليل 


وهنا ظهرت الأسئلة الثلاثة على شاشة حواسيب المتقدّمين للوظيفة ، الذين سألوه بارتباك :

- لحظة ! الأسئلة مكتوبة بلغةٍ غير مفهومة .. فهي ليست بالإنجليزية او الفرنسية

وقال الآخر : 

- وليست ايضاً بالإيطاليّة او الإسبانية الّلتان أتقنهما 

وأكمل الآسيويّ استفساره : 

- وحتماً ليست باللغة الصينيّة واليابانيّة ، ولا حتى العربية بحروفها المميزة .. فكيف سنجيب على اسئلة لا نفهمها ؟! 


فأجاب الموظف المقنّع : 

- رئيس الشركة إختار اللغة بنفسه ، أظنها إفريقيّة ! فهو يهوى السفر الى هناك .. المهم عليكم تخمين السؤال ، ووضع صح او خطأ امامها .. فالصح : تعني موافقتكم على الشرط المكتوب بالسؤال .. والخطأ : يعني رفضكم له .. والجائزة الماليّة المقدّرة لهذه المجموعة ستكون بقيمة 100 دولار ، بشرط ان تجدوها من بين الأسئلة .. سيبدأ العدّ التنازلي لدقيقتين ، الآن !! 


ورغم عدم فهمهم الأسئلة الثلاثة ، إلاّ انهم كتبوا الإجابات طمعاً بالجائزة الماليّة .. 

حيث قام البعض بالإجابة (صح) على كل الأسئلة ، والبعض الآخر أجاب ب(لا) عليها جميعاً .. اما اكثريتهم : فنوّع إجاباته بطريقةٍ عشوائيّة


بعد انتهاء الوقت ، قال الموظف :

- الآن سنترجم الأسئلة الغامضة باللغة الإنجليزية ، لتعرفوا على ماذا وافقتم او رفضتم ..  


وظهر السؤال الأول : 

((هل تريد شطيرة جبن ؟))

وكان خمسة منهم أجاب (بنعم)..

 

فدخل اليهم شخص بثياب عامل ، يُخفي وجهه بقناعٍ ابيض ليس فيه سوى فتحتيّ العينين ! وهو يجرّ طاولة عليها خمسة صحون لشطائر جبنٍ ساخنة 

فابتسم الفائزون ، وهم يتناولون شطيرتهم اللذيذة .. 

بينما انتظر البقيّة ظهور معنى السؤالين الغامضين ..


ثم تُرجم السؤال الثاني : 

((هل توافق على صفعك ؟))

وكان ثلاثةً منهم اجاب بنعم على هذا الطلب الغريب ! رجلان وامرأة


فتوجّه الموظف المُقنّع لصفع الرجلين بقوّة ، وسط دهشة الجميع ! 


بينما صرخت المرأة غاضبة ، اثناء توجّهه نحوها لنيل العقاب التي وافقت عليه :

- ما هذه الشركة التي تقبل بإهانة موظفيها ؟!!

فهمس الموظف في اذنها :  

- لم اسمعك تعترضين على اكل شطيرتك التي اشتريناها من أفخم مخبزٍ بالمدينة ؟


ثم صفعها بقوّة .. وعاد لمقدّمة الغرفة وهو يقول : 

- والآن لنترجم السؤال الأخير ..

وكان السؤال :

((هل ترغب ب 100 دولار ؟))


وكان 7 منهم وافقوا عليه .. ففتح الموظف حقيبته الجلديّة ، وأخرج ظروفاً مكتوباً عليها رقم (100) .. وأعطاها للفائزين الذين سخروا من الثلاثة الذين لم يجيبوا (بصح) على السؤال الأخير !

###


ثم اكمل الموظف كلامه :

- الآن ستبدأ المجموعة الثانية .. أظنكم فهمتم طريقة المسابقة


لتظهر الأسئلة الثلاثة على شاشاتهم ، بنفس اللغة الغير مفهومة ! 

لكن هذه المرة لم يستفسروا عن شيء ، بل سارعوا بوضع علامة صح او خطأ امام السؤال المُبهم ، حسب ما يمليه حدسهم


الموظف : إنتهى الوقت !! لنترجم الأسئلة

وظهر السؤال الأول : 

((هل توافق على حلق شعرك ؟))

 

فتنفّس الشابان الموافقان بارتياح ، لأنه عقابٌ سهل.. بينما بكت السيدتان لخسارتهما شعرهما الطويل الذي قصّه العامل المقنّع بماكينة الحلاقة !


وبعد خروج العامل من الغرفة ومعه بقايا الشعر ، أكمل الموظف قائلاً : 

- مازال امامنا سؤالين .. لكن لا داعي للهلع ، فسؤال العقاب مرّ بسلام .. اما السؤالين الباقيين : فهي المكافئة العينيّة ، والجائزة الماليّة .. سنُظهرهما الآن .. 


وكانت الجائزة : ((أتودّ شرب عصير المانجا ؟)) 

كسبها اثنان من المتسابقين .. حيث حمل العامل الصينية التي عليها كوبين باردين .. 


اما السؤال الأخير : فكانت المكافأة ب300 دولار .. 

حصل عليه 5 متسابقين ..

###


الموظف : هل انتم مستعدّون للمجموعة الثالثة ؟

لتظهر الأسئلة الثلاثة المبهمة على حواسيبهم .. 

فأجابوا بقلق ، خوفاً من العقاب الذي يزداد مع كل مجموعة ! 


وبانتهاء الوقت ، ظهرت الأسئلة ..

الموظف : السؤال الأول !! 

((هل تريد حلوى سويسريّة ؟))

كسبها 6 اشخاص..


ثم ظهر السؤال الثالث قبل الثاني ، وكان سؤال الجائزة .. حيث كسب اربعة منهم600 دولار .. 

اما السؤال الثاني ، والأخير بهذه المجموعة :

((هل توافق على التحرّش بك ؟))


فصرخت المرأة مُعترضة (ممّن وافق على السؤال) : 

- لا !! هذا كثير .. سأبلّغ عنكم الشرطة 

الموظف : جميعكم وافقتك على شروطنا الإلكترونيّة : منها عدم الإعتراض على المسابقة .. وكنت أخبرتكم إن العقاب يزداد تصاعديّاً ، مع تضاعف الجائزة الماليّة .. وطالما اعترضتي على العقاب ، سنبدأ بك اولاً  


ودخل رجلٌ مفتول العضلات ، بقناعٍ اسود .. وقام باحتضانها بقوة ، بينما تحاول جاهدة الإفلات من ذراعيه القويتين .. قبل تركها وهي منهارة بالبكاء  


ثم توجّه للرجلين (ممّن وافقا على السؤال) وتحرّش بهما بلمسٍ غير لائق ، دون اكتراثه بمقاومتهما العنيفة ! 

وخرج من الغرفة ، وسط دهشة الجميع ! 

###


فقال الموظف للمتعاقبين منهم :

- هيا إمسحوا دموعكم ، مازالت امامكم مجموعة جديدة .. هاهي تظهر على شاشاتكم .. ابدأوا فوراً بحلّ الأسئلة !!


وبعد انتهاء الوقت ..

ظهر السؤال الثالث اولاً : 

((هل تريد 1000 دولار ؟)) 

فتنفّس 6 الموافقين بارتياح .. واستلموا الظروف الماليّة بسعادة

 

ثم ظهر السؤال الثاني : 

((أترغب بشطيرة لحم ؟)) 

كسبها اثنان فقط .. 


ولم يظهر السؤال الأول (والأخير بالمجموعة) حتى انتهيا من تناول طبقهما ..


وقبل ظهور سؤال العقاب ، بلع الأربعة الموافقين ريقهم بخوف ، لعلمهم بصعوبتها عن العقوبات السابقة ! 

وظهر السؤال :

((هل تسمح لنا بجرج يدك ؟))


فشهق الموافقون برعب ، خاصة بعد دخول رجلٌ عملاق وهو يحمل سكيناً حادّاً ، مع مساعديه المقنّعين مثله !

فقال الموظف :

- لا تخافوا !! لن نقطع ايديكم ، فقط جرحٌ بسيط براحة كفّكم


وأمسك العاملان احد الموظفين (ممّن وافق على السؤال) .. ليقوم العملاق بجرح باطن يده .. وبعد خروج الدم ، أعطوه مطهّراً وضمّادة طبّية .. 


ثم توجّهوا للمرأة التي حاولت الهرب من الغرفة ، إلاّ انهم أمسكوها بقوة.. ليقوموا بالشيء نفسه ، غير مكترثين ببكائها وتوسّلاتها


اما المتسابق الأخير فلم يجد فائدة من مقاومتهم ، ومدّ يده نحوهم باستسلام .. ثم قام بتطهير جرحه والدموع في عينيه 


فقال الموظف : أحسنت !! لا نريد مقاومتكم لأوامرنا .. الآن بقيّ لدينا مجموعة اخيرة .. هل انتم مستعدون ؟!! 

فلم يجبه أحد ، خوفاً من العقوبة النهائيّة !

###


وبعد إنهاء إجاباتهم .. ظهر سؤال الجائزة ب 2000 دولار ، كسبها اثنان فقط .. اما المكافأة العينيّة ، فكانت مثلّجات بلجيكيّة لأربعة منهم .. 

اما سؤال العقاب :

((هل تريد كسب مليون دولار ، مقابل قتل زملائك ؟))


وفزع جاك ، لأنه الوحيد الذي وافق على السؤال !

ليضع الموظف مسدساً امامه ، وهو يقول : 

- بداخله 9 رصاصات


ثم اراه مليون دولار داخل حقيبة سفرٍ صغيرة ، وهو يقول : 

- في حال قتلتهم يا جاك ، تكسب الجائزة على الفور

فبكى الجميع وهم يترجونه أن لا يفعل !

فسأله جاك بصوتٍ مرتجف : ماذا يحصل إن رفضّت طلبكم ؟ 


فأضاء الموظف الشاشة الكبيرة الموجودة في مقدّمة الغرفة ، لتظهر صورة إبن جاك اثناء خروجه من المدرسة..

قائلاً الموظف بخبث : نقتله هو !!


فحاول جاك خنق الموظف ، إلاّ ان الرجل العملاق سارع بدخول الغرفة ومنعه بقوة .. ليصرخ جاك غاضباً : 

- كيف عرفتم عنوان مدرسته ايها الملاعين ؟!!


الموظف وهو يلتقط انفاسه : 

- كدّت تقتلني يا رجل ! .. سأجيبك .. خلال الإسبوع الذي ارسلتم فيه اوراقكم الرسميّة للإلتحاق بشركتنا ، راقبنا منازلكم من العناوين التي كتبتموها بالطلب .. وصوّرنا جميع اقاربكم واصدقائكم الذين قابلتموهم تلك الفترة .. وإن كنتم لا تصدّقوني ، أنظروا بأنفسكم


وعرض على الشاشة : صور اهالي الشباب العشرة ، الذين بكوا خوفاً عليهم !

ثم عرض فيديو لسيارةٍ مظلّلة تقف امام مدرسة ابن جاك !


الموظف بلؤم : قاتلنا المأجور ينتظر خروج ابنك بعد عشر دقائق .. فإن لم تبدأ بقتل زملائك ، سترى مقتل ابنك الوحيد مباشرةً على الشاشة .. القرار بيدك : إمّا أن تعود لمنزلك ومعك المليون دولار ، او تدفن ابنك الليلة..


واستغلّ تردّد جاك ، ليضع المسدس بيده وهو يقول بخبث :

- حاول ان تقتلهم برصاصةٍ واحدة .. لأنك ستخسر الجائزة إن نجى أحدهم 


فلم يجد جاك نفسه إلاّ وهو يصوّب المسدس نحوهم ، اثناء محاولتهم فتح الباب المغلق (من الخارج) وهم يصرخون بخوفٍ شديد .. 


قبل فقد جاك لأعصابه ، ويقوم بقتلهم بطلقةٍ بالرأس او الظهر (إخترقت قلبهم) ..ليموتوا مُكدّسين فوق بعضهم ، امام الباب المقفل!

وبعد قتلهم جميعاً ، إنهار باكياً بندمٍ شديد ..


فسحب الموظف المسدس من يده ، وهو يربت على كتفه :

- أحسنت يا جاك !! سأخرجك من الباب السرّي ، ومعك الحقيبة ..  خذّ زوجتك وابنك لمطعمٍ فاخر هذه الليلة

***


لاحقاً ، فتح جاك عينيه بالمستشفى ! ليرى زوجته تبكي بجانبه .. 

وعلى الفور ! شعر بألمٍ فظيع في فمه ، وهو يشاهد الشاشّ حول يديه .. 

مما ارعبه كثيراً ، مُحاولاً الخروج من سريره .. ليسارع الطبيب بإيقافه قائلاً : 

- وجدك بعض المارّة مرمياً على الرصيف ، ولسانك وأصابعك مقطوعين بالكامل ! وعثرت الشرطة بعد نقلك الينا ، على ورقةٍ في جيبك تقول : ((الجائزة في حسابك)) .. فما قصدهم بالجائزة ؟!


فاكتفى جاك بالبكاء المرير بعد علمه أنهم اذوه ، كيّ لا يفضح شركتهم الوهميّة بالكلام او الكتابة .. دون علمه إن كانوا فعلاً وضعوا الجائزة بحسابه البنكيّ ام لا ! 


زوجة جاك : رجاءً دكتور ، دعني أحدّثه على انفراد .. فهو غائب عن الوعيّ منذ يومين

الطبيب : كما تشائين 


وبعد خروجه ، سألت زوجها بصوتٍ منخفض : 

- من فعل ذلك يا جاك ؟! ..البنك اتصل بي البارحة ليخبرني بتحويل مليون دولار على حسابنا المشترك ، من جهةٍ مجهولة ! فهل ذهبت ذلك اليوم لتقديم الوظيفة كما اخبرتني ، ام تورّطت مع عصابةٍ خطيرة ؟ ..رجاءً حرّك رأسك بالإيجاب او النفيّ لإفهم ما حصل لك! 


وما أن انهت كلامها ، حتى تذكّر جريمة قتله لزملائه التسعة .. فانهار باكياً ، الى ان أغميّ عليه ثانيةً !

***


في المساء .. إستيقظ جاك في غرفة المستشفى ، على همس رجلٍ في اذنه:

- كان علينا فعل ذلك ، كيّ لا تخبر الشرطة بمسابقتنا السرّية ..سامحنا يا بطل ، وحاول الإستمتاع بثروتك 


وكان رجلاً ضخماً يضع نظاراتٍ سوداء ، ويُخفي معظم وجه بالكمّامة الطبّية .. والذي خرج من الغرفة بهدوء ، كأنه لم يدمّر حياته !

فتمّتم جاك بنفسه بحزن : ((وماذا سينفعني المال بعد أن اصبحت معاقاً؟!))

***


بعودة جاك الى منزله .. حاول إفهام زوجته بما حصل في الشركة ، عن طريق تحريك يديه (دون اصابع) وتعابير وجهه .. لكنها لم تفهم شيئاً !


وبعد توظيفها ممرّضاً للإهتمام به ، إنشغلت بصرف الأموال في حسابهما المشترك ، دون اكتراثها بمصدره ! 

***


في ذلك النهار ، أخبرته قبل ذهابها للمول مع ابنها : 

- جيد إن الشرطة لم تعلم بالمليون الدولار ، وإلاّ لاحتجزوها لحين معرفتهم مصدرها .. فأنا أستمتع كثيراً بصرفها بالأسواق ..  


وخرجت مع ابنها من المنزل ، فور قدوم الممرّض الذي طلب منه جاك الّلحاق به الى غرفة ابنه الصغير .. 


وهناك اشار بيده المقطوعة الى لوحة الأحرف الأبجديّة .. 

فسأله الممرّض :

- أتريد إخباري بشيء ؟!

فأشار جاك برأسه إيّجاباً ، وهو يشير لدفترٍ على طاولة ابنه .. ففهم الممرّض إن عليه كتابة الأحرف التي يشير لها بيده المقطوعة ، لترتيب جملةً مفيدة ..

###


بعد ربع ساعة .. جمع الممرّض الأحرف لتكوين جملة جاك الأولى ، التي ذكر فيها عنوان الشركة المشبوهة .. طالباً إرسالها للشرطة


فاتصل الممرّض بالمحقّق الذي قدم الى منزله ، لإكمال تحقيقه بالقضيّة الغامضة ..

وأجاب جاك على اسئلته ، بمساعدة ممرّضه

***


في اليوم التالي ، أُرسلت دوريّتان الى الشركة المذكورة التي وجدوها عمارةً مهجورة ، وخالية من الموظفين ! 


وبعد تفتيش قبوها ، حسب طلب جاك الذي دلّهم على الغرفة التي امتحنوا بها سابقاً (والتي أُزيل قفلها الإلكترونيّ الخارجيّ !) 

وجدوها خالية من الداخل ، إلاّ من رائحة المعقّمات !

 

فقام المحقّق برشّ محلولٍ كيميائيّ في الغرفة .. واطفأ الأنوار ، لتظهر آثار دماء الموظفين الذين قتلوا امام الباب المقفول !


المحقّق : أتدري يا سيد جاك انك ستعاقب على قتلك 9 شباب ابرياء؟

وقبل أن يجيبه ، دخل شرطي وهو يقول للمحقّق : 

- سيدي !! أخبرني المركز إن شكوكك في محلّها ، فهناك اكثر من اربعين شاباً وصبيّة إختفوا قبل شهور ، معظمهم اخبر اهله إنهم ذاهبون لتقديم وظيفة بشركةٍ ادرايّة .. 

المحقّق باستغراب : 40 شاب وصبيّة !..  جاك ، الم تخبرني أنهم 9 فقط؟

فأشار جاك برأسه إيّجاباً ..


المحقّق : يبدو إن الشركة الوهميّة حصدت ضحايا سابقين لحادثتك!

ثم سأل الشرطي : 

- هل ارسل المركز صور المفقودين ؟

الشرطي : نعم سيدي ، ارسلوها على جوالي.. 


وشاهد المحقق وجاك صورهم .. ليهزّ جاك رأسه 9 مرات (من بين 40 صورة) على زملائه الذين قتلهم ذلك النهار


المحقّق : من الأفضل إيقاف اولئك الملاعين قبل إكمال لعبتهم بمكانٍ آخر 

ثم قال للشرطي : 

- اريدكم ان تراقبوا المباني الكبيرة المهجورة القريبة من المنطقة ، التي قد يحوّلوا إحداها لشركتهم الوهميّة لمؤامرتهم القادمة  

الشرطي : حاضر سيدي !!

المحقق : كما اريدكم أن تراقبوا اعلانات الوظائف بالإنترنت ، خاصة من يعدون برواتبٍ خياليّة ، لجذب العاطلين عن العمل


ثم قال المحقّق لجاك :

- وانت !! ستُحاكم حتماً عن جريمتك 

فهزّ جاك رأسه موافقاً ، بحزنٍ شديد ..

فربت المحقق على كتفه مواسياً : أعرف انهم هدّدوك بإبنك الوحيد ، لكن عليّ إرسالك للقضاء للقبض عليهم ، قبل قتلهم المزيد من الأبرياء


واقتيد جاك الى مركز الشرطة ، بعد تطوّع ممرّضه بكتابة إعترافه (عقب فهمه طريقة تجميع الأحرف الأبجديّة التي يشير اليها جاك من الّلوحة التعليميّة)..

***


في مكانٍ آخر ، وباجتماعٍ سرّي بين الأثرياء الخمسة .. قال احدهم بعصبية :

- أخبرتكم أن علينا قتل جاك ، فالناجون سيوقعونا بمشاكل مع الشرطة !!

فردّ الآخر : قمنا للآن بأربع مسابقات ، جاك الوحيد الفائز بينهم .. وظننا بتقطيع اصابعه ولسانه ، لن يفضحنا ! 


فاعترض الآخر غاضباً : لا اريد فائزين بعد اليوم بمسابقاتنا الدمويّة !! وفي المرة القادمة نقتلهم جميعاً ، ونتشارك المليون بيننا 

- بل المراهن الفائز بيننا ، هو من يكسب المليون 

- على فكرة ، انا راهنت على جاك منذ البداية 

- لطالما كنت مقامراً محظوظاً 


فقال أحدهم بغرور : برأيّ إن لعبتي هذه ، أفضل من المراهنة على الأحصنة ومصارعة الديوك والكلاب ..اليس كذلك يا اصدقاء ؟

- انت تستحق لقب مصّاص دماء ، بأفكارك الشيطانيّة !

وضحكوا بخبثٍ ومكر !


هناك 5 تعليقات:

  1. اخيراً قصة حماسية و مثيرة، و كنت اتوقع الممرض يكون مع العصابة و يبلغهم، بس الاحداث والله جميلة ، استمري بقصصك انا اكبر محب و منتظر لقصصك. 💜🌺🦋

    عندي فكرة لقصة قصيرة : و هي عن شاب يعشق العزوبية و الانعزال و يكره الزواج و كل البنات يتمنوه حتى الرخيصات، و تصير مشاكل كبيرة و هو يضل متمسك برأيه و قراره شو ماصار. 🥛❤️

    ردحذف
    الردود
    1. سأعرض فكرتك على اختي ، فهي صاحبة الخيال الرومنسي .. سعيدة ان هذه القصة اعجبتك

      حذف
    2. شكراً لمجهودكم، لكني اكره الرومانسية، افضل الرعب و المأساة و الحزن و عمق القصة. 🖤

      حذف
  2. لافيكيا سنيورا

    مرحبا اختي امل ...قصه رووووووووووووووعه من كاتبه ولا اروع منها ....فكم انا محظوظ لاني متابع مدونتك ....

    هذه القصه تقريبا ذكرتني في سلسلة افلام saw1 saw2 saw3 saw4

    برررررافو عليك بررررررررراااااااافو عليك اختي امل

    لافيكيا سنيورا
    لافيكيا سنيورا
    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. الآن عرفنا نوعيّة القصص التي تعجبك ، لافيكيا سنيورا اخي ابن اليمن

      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...