تأليف : امل شانوحة
الغجريّة والقطة
وافقت دار العجزة على طلب النزيلة الجديدة (سيفيل) الغجريّة بإبقاء قطتها في غرفتها ، بعد رفضها الشديد التخلّي عنها .. مُعلّلة ذلك :
- قطتي لم تفارقني يوماً ، الاّ عند شعورها بنزول الأرواح من السماء
الممرّضة : ماذا تقصدين ؟
- انه سرّي الخاص
لكنهم لم يكترثوا بكلامها ، لظنّهم انها امرأة خَرِفة ..
***
بعد ايام ، تجوّلت الغجريّة بين أروقة الدار .. الى أن توقفت قطتها امام غرفة التمريض..
وما أن فتحت سيفيل الباب ، حتى قفزت على سرير العجوز النائم (الموصول بجهاز القلب) الذي استيقظ مرتعباً بعد رؤيته القطة مستلقية على قدميه .. وحين رأى سيفيل بجانبه ، سألها :
- أأنت النزيلة الجديدة ؟
- نعم ، واختارتك قطتي لسببٍ قد يزعجك
العجوز : لم أفهم !
- قطتي تشعر باقتراب ملك الموت
- ماهذا الكلام يا امرأة ؟!
الغجريّة : صدّقني ، مازال امامك ساعة قبل قبضه روحك .. فقطتي تنبّأت سابقاً بوفاة 27 شخصاً ..
العجوز مقاطعاً بعصبية : إخرجي انت وقطتك من غرفتي ، قبل إبلاغي الإدارة عن إفزاعك النزلاء بخرافتك الغبية !!
فاقتربت من وجهه ، وهي تقول بجدّية :
- ماذا لوّ كنت أقول الحقيقية
فارتبك من نظرتها الحادّة التي أشعرته انه مُجبر على مطاوعتها دون جدال ! لهذا أجابها حين سألته عن اسمه :
- جورج
سيفيل : حسناً يا جورج .. سأطرح عليك سؤالاً هاماً ، بما انك تحتضر الآن .. ما الشيء الذي ندمت على فعله بحياتك ؟ او ندمت إنك لم تفعله مطلقاً ؟
ففكّر قليلاً ، قبل ان يقول بحزن :
- ليتني ملكت الشجاعة لأصبح كما أريد ، وليس كما توقعه الجميع
فجلست على الكرسي بجانبه ، وهي تسأله :
- إخبرني عن حلمك الضائع يا جورج ؟
فتنهّد مطولاً وكأنه يستذكر الماضي :
- حلمت منذ طفولتي أن أصبح رحّالة يجوب العالم.. تخيّلت ذلك كل ليلةٍ من سنوات طفولتي ومراهقتي
- ولما لم تحقّقه في شبابك ؟
جورج : توفيّ والدي بعد تخرّجي الثانويّ بأسابيع .. ولأني الإبن البكر لعائلة مكوّنة من خمسة افراد ، إستلمت دكّانه الصغير للإهتمام بمصاريفهم .. الى أن أكملوا جميعاً دراستهم الجامعية ، ماعدايّ ! ..من بعدها تزوجت امرأة روتينية تكره الخروج من المنزل ، أنجبت لي ثلاثة اطفال .. فأمضيت حياتي بين العمل والمنزل ، الى ان كبروا وعاشوا خارج البلاد .. وقدمت الى هنا بعد وفاتها ، لعدم وجود من يرعاني
- ما رأيك لوّ تعيش حياة المغامر للمرة الأخيرة ؟
- ماذا تعنين ؟
فأزالت عقدها الذي فيه بلوّرة صغيرة بيضاء ، وأعطتها له
جورج وهو يتفحّصه : يبدو عقداً رخيصاً !
الغجريّة : ليس ذهباً او فضة ، لكنها بلوّرة سحرّية .. إمسكها بكلتا يديك ، وسافر بأحلامك حول العالم .. لا تنظر إليّ هكذا ، فليس امامك وقتاً طويلاً .. إغمض عيناك واسرح بخيالك
^^^
وما أن أغمض عيناه ، حتى شعر بجسمه يطفو فوق سريره ! قبل أن تسحبه البلوّرة الى داخلها.. لينتقل بسرعةٍ هائلة داخل دهليزٍ حلزونيّ طويل
وحين فتح عيناه ثانيةً : وجد نفسه فوق جبل إفرست وبيده علم بلاده الذي غرسه على القمّة ، وسط تصفيق رفاقه الذي وثّقوا اللحظة بكاميراتهم .. وحين أعطوه الصورة ، رأى نفسه شاباً يافعاً .. وقبل ان يستوعب ما حصل !
أغمض عيناه ثانيةً ، ليجد نفسه يجلس في خيمة وسط الصحراء .. وحين سأل رفيقه ، أخبره أنهم في الصحراء الكبرى بأفريقيا ، التي لطالما حلم باستكشافها !
فعرف جاك طريقة إنتقاله من منطقةٍ لأخرى .. فصار يغلق ويفتح عيناه بسرعة ، ليجد نفسه في اماكن مختلفة من العالم : مُستمتعاً بمنظر الشفق القطبي الخلّاب ، والسباحة في عمق البحار.. واستكشاف مع رفاقه المغامرين غابات الأمازون وأدغال افريقيا والكهوف وفوهات البراكين وغيرها ..
وبعد زيارته عشرات الأماكن السياحيّة .. فتح عيناه للمرة الأخيرة ، ليجد نفسه في غرفة التمريض ، بجانب الغجريّة التي سألته باهتمام:
- هل كان حلماً جميلاً ؟
جورج بحماس : بل رائعاً للغاية !! أحسّست كأني عشت حياةً ممتعة ، بدل الروتين المملّ الذي اتبعته طوال حياتي
- وهل تشعر بالرضا الآن ؟
- كأني جرّبت كل ما أردّته من هذه الدنيا
الغجريّة : اذاً أصبحت مستعداً للإنقال لحياة الخلود
جورج بقلق : هل اقترب موعد وفاتي ؟!
سيفيل : طالما إن قطتي هربت لخارج غرفتك ، هذا يعني ان ملاك الموت على وشك الوصول .. (ثم وقفت وهي تقول) ..لا تخفّ من الموت يا جورج ، فهو مصيرنا المحتوم
وفور خروجها من الغرفة ، ظهر نورٌ لامع فوق سريره !
فأغمض جورج عيناه الدامعتان ، وهو يقول :
- انا مستعدّ للرحيل الآن
^^^
ما أن وصلت الغجريّة الى غرفتها ، حتى رأت الممرّضات تركضنّ باتجاه غرفة التمريض بعد ارتفاع صفير جهاز القلب ، مُعلناً وفاة جورج !
فأخذت سيفيل تُمسّد فروّ قطتها وهي تقول :
- أحسنتِ !! حققنا طموح حياته قبل رحيله ..
***
بعد شهر .. خربشت القطة على باب الغرفة بشكلٍ متواصل ، فعلمت الغجريّة إن أحد النزلاء على موعدٍ مع الموت !
فمشت خلفها في الممرّات ، الى ان وصلت القطة الى قسم الإدراة ..
فحملتها سيفيل ، لتسألها باستغراب :
- هل أنت متأكدة إن المُحتضرّ هذه المرة من الموظفين ؟!
فماءت القطة لتأكيد الخبر !
ثم أكملت القطة سيرها ، لحين وقوفها امام مكتب الطبيب الشاب الذي يزورهم مرتين في الإسبوع للإطمئنان على المرضى العجائز ، والذي لم يلاحظ دخول الغجريّة وقطتها الى غرفته لانشغاله بالجوّال مع طبيبٍ آخر يُناقشه بحالةٍ طبيّة لأحد النزلاء .. قائلاً :
((كما توقعت ..رئته اليمنى تعطلّت تماماً ، ونقلته الى غرفة التمريض مع جهاز التنفّس .. سأرسل نتائج تحاليله ، لتخبرني بطريقة علاجه .. سنبقى على تواصل .. سلام))
وبعد إغلاقه المكالمة ، عاتب الغجريّة بامتعاض :
- كيف دخلتي دون استئذان ؟!
سيفيل : كنت ألحق قطتي
الدكتور بعصبية : خذيها وعودي الى غرفتك !! وإن رأيتها تتجوّل ثانيةً بين مكاتب الإدراة ، سأحرمك منها
- هل يمكنني الحديث معك بموضوعٍ هام ؟
- لست متفرغاً الآن
الغجريّة : لن تكون متفرغاً لشيء بعد ساعة
- ماذا تقصدين ؟
فأخبرته عن موهبة قطتها باستكشاف مواقيت ملك الموت ، كما فعلت مع العجوز جورج وغيره
الطبيب بعصبية : ما هذه الخزعبلات يا امرأة ؟! ألن تكفّوا أيها الغجر عن خرافاتكم السخيفة !!
فاقتربت من وجهه ، لتقول بنظرةٍ ثاقبة :
- ماذا لوّ كنت أقول الحقيقية ؟
وكانت القطة بهذا الوقت تحكّ جسمها بقدميه ، بينما أردفت الغجريّة:
- من الأفضل أن تحقّق أمنيتك قبل فوات الآوان
لكنه فاجأها بركل القطة بعيداً ! صارخاً في وجه سيفيل :
- أخرجي من مكتبي فوراً !!
فحملت قطتها وهي تكتم غيظها :
- سأنتظر خارج غرفتك ، فبعد قليل ستناديني بنفسك ..
لكنه لم يكترث لها ، وعاد لمراجعة ملفّات النزلاء الطبيّة
***
امام باب مكتبه .. جلست سيفيل على الكرسي ، وبحضنها القطة .. وهي تنظر لساعتها من وقتٍ لآخر ..
وبعد مرور الوقت ، قالت لقطتها :
- مازال امامه 10 دقائق قبل وصول ملك الموت .. أظنه سيشعر بالإحتضار الآن
بهذه اللحظة ، سمعت شيئاً يرتطم بقوة على الأرض !
فأسرعت للداخل ، لترى الطبيب يلهث بصعوبة وهو يترجّاها أن تنادي الطبيب الآخر بعد إصابته بأزمةٍ قلبية مفاجئة !
فهمست في أذنه :
- أخبرتك قبل ساعة أن ملك الموت قادمٌ اليك ، هل صدّقتني الآن ؟
فضغط على يدها بما تبقى من قوته :
- ارجوك ساعديني
الغجريّة : أترى كيف تنظر قطتي للسقف ، هذا يعني انه بقيّ القليل لوصوله اليك .. لهذا سأسالك ثانيةً : ما الشيء الذي ندمت على فعله بحياتك ؟ او ندمت أنك لم تفعله مطلقاً ؟
ففكّر الطبيب قليلاً ، قبل ان يجيب وهو ينهج بألم :
- ليتني لم أعمل بهذا الجهد طوال حياتي
فوضعت بلوّرتها الصغيرة بين يديه ، وهي تقول :
- إذاً أغمض عيناك لتحقيق أمنيتك الأخيرة
^^^
وما أن فعل ، حتى انتقل لزمن الماضي : ولأيام تدريباته في المستشفى بعد تخرّجه بامتياز على دفعته .. حيث كان حريصاً تلك الفترة على دخول الغرف الجراحية لمراقبة الأطباء المحترفين اثناء عملهم .. وانتقل سريعاً الى اليوم الذي كان يستعدّ فيه لحضور مؤتمرٍ طبي ، حين دخل صديقاه ومعهما تذكرة إضافية لمشاهدة فريقهم الرياضيّ ، لكنه سخر من إضاعة وقتهما بأمورٍ سخيفة تناسب تفاهة عقلهما .. ومن يومها أصبح وحيداً دون اصدقاء .. كما تذكّر زوجته وهي تحاول إقناعه بإمضاء المزيد من الوقت معها ومع ابنته الوحيدة .. كما محاولات والداه لزيارتهما في المناسبات العائلية .. لكنه مدمن عمل ، مما تسبّب بطلاقه من زوجته التي عاشت هي وابنته في الغربة .. بينما تابع حياته بين عيادته الخاصة والمستشفيات وتطوّعه في دار العجزة ، كيّ لا يتسنّى له الوقت للتفكير بما خسره !
وهنا فتح عيناه الدامعتين ، ليجدّ الغجريّة تقول له :
- لا تفتح عيناك الآن !! عشّ اللحظات التي ضيّعتها ..انها فرصتك الأخيرة
^^^
فعاد لإغماض عينيه : ليجد ابنته الصغيرة تترجّاه بالذهاب معها الى حفلة الآباء في المدرسة ..
فلم يجد نفسه الا وهو يحضنها بحنان ويقول :
- سيكون شرفاً لي مراقصة أميرتي الصغيرة
فاندهشت زوجته من جوابه ! فهي متعوّدة على رفضه الدائم
ثم تسارعت الأحداث : ليرى نفسه فوق مسرح المدرسة وهو يرقص مع ابنته التي كانت تضحك بسعادةٍ غامرة ، وزوجته بين الحضور تصوّرهما والدموع في عينيها ..
ثم وجد نفسه معهما في السيارة ، حين سألته ابنته :
- هل ستعود الى عملك يا ابي ؟
فأجابها بحماس : بل سنذهب مباشرةً الى الملاهي !!
وبينما كانت ابنته تهلّل فرحاً ، سألته زوجته :
- أليس لديك عمليات جراحية هذا المساء ؟!
الطبيب : يوجد اطباء غيري ، فاليوم مُخصّص لعائلتي .. وبعد الملاهي سأزور والدايّ .. ثم أعود للمنزل
وهمس لزوجته : إيّاك النوم باكراً ، فبانتظارك ليلة رومنسية رائعة
ثم تنقّل سريعاً بين الأحداث السعيدة التي أنسته أوجاع قلبه ..
^^^
حين استفاق من حلمه الجميل ، رأى نوراً أبيضاً ينزل ببطء من السقف نحوه .. فقالت له الغجريّة :
- أظنك ترى ملك الموت .. لذا عليّ الذهاب
وقبل نهوضها عن الأرض ، أمسك الطبيب يدها وهو يقول بتعب :
- شكراً لك
^^^
ثم أسرعت الغجريّة الى غرفتها ، قبل ملاحظة الممرّضات للطبيب الواقع في مكتبه ..
وبعد دقائق .. حصل ارتباك بين الموظفين الذين سارعوا بطلب الإسعاف ، الا أن سيفيل تعلم مسبقاً انه فارق الحياة
***
لم يمرّ اسبوع على رحيل الطبيب ، حتى عادت القطة للمواء امام باب الغرفة ..
الغجريّة باستغراب : شخصٌ آخر يحتضرّ ! .. آه نسيت اننا بدار المسنين ، وليس غريباً زيارة ملك الموت من وقتٍ لآخر .. هيا لنتعرّف على الضحيّة التالية
^^^
ومشت بين غرف العجائز .. الى ان دخلت القطة الى غرفة إحداهنّ ، واستلقت فوق قدميها .. والتي سألت الغجريّة وهي تُمسّد فروّ القطة :
- أهذه قطتك ؟
سيفيل : نعم
المرأة العجوز : انا لم يُسمحوا لي بإدخال كلبي ، فتركته مع حفيدي
- كم حفيدٌ لك ؟
- إثنان ، ولدٌ وبنت من ابني الوحيد
الغجريّة : واين زوجك ؟
- طلّقني بعد بلوغ ابني العشر سنوات
- هل كان قاسياً معك ؟
المرأة : كان زواجاً تقليديّاً ومملاً منذ البداية
- ألم تشعري بالحب في حياتك ؟
فتنهّدت العجوز تنهيدة طويلة ، قبل ان تقول :
- بل عشت أجمل قصة رومنسية مع حبيبي الوسيم آوليفر
سيفيل : يبدو من اسمه انه إلمانيّ ؟
- نعم ، وانا من اصول روسيّة .. لهذا رفضه ابي الذي مات والداه بالتعذيب في المعتقلات النازيّة .. فافترقنا ، وكلاً تزوج من بلده
الغجريّة : وهل انقطعت اخباره ؟
- بعد ايام من عرسي ، أرسل بطاقة مباركة بإسم فتاة .. لكني عرفته من توقيعه ، ومن القلب المكسور الذي رسمه آخر الرسالة .. آه ! كم تؤلمني ذكريات الماضي
سيفيل بابتسامةٍ حنونة : أظنني عرفت أمنيتك .. إمسكي بلوّرتي جيداً
- هل هي بلوّرة سحريّة خاصة بالغجريين ؟
- يمكنك قول ذلك .. فقط أغمضي عينك .. وهذه المرة لا تكبتي مشاعرك ، كما فعلتي طوال حياتك
^^^
وبعد فتح العجوز لعينيها : رأت نفسها بثياب العرس ! .. فالتفتت للعريس ، لتجده حبيبها الإلمانيّ ..
فصرخت بصدمة : آوليفر !
ولشدّة فرحتها ، حضنته بشغف امام المعازيم الذين ضحكوا من حماسها .. وخلال ثواني .. شاهدت موجزاً عن اللحظات السعيدة من شهر عسلها ، وصولاً لولادة اطفالهما الأربعة التي راقبت نموهم السريع .. الى أن رأت نفسها بجانب آوليفر بعد أن أصبح كهلاً وهو يحتضرّ بالمستشفى ، مُمسكاً يدها بحنان :
- إيلينا ، يا حبي الأول والوحيد .. سنجتمع سوياً بعد قليل ، وهذه المرة لن يفرّقنا أحد
^^^
وهنا استيقظت العجوز وقلبها يهللّ فرحاً ، لتحتضن الغجريّة وهي تشكرها على الحلم الجميل الذي أعاد اليها روحها..
ثم سألتها عن جملة آوليفر الأخيرة ، لتجيبها سيفيل :
- بما انه مرّت ساعة منذ تعرّفي عليك ، هذا يعني إن ملك الموت قادمٌ اليك لأخذك الى آوليفر الذي سبقك الى عالم الخلود ..
ففاجأتها بالقول :
- إن كان سيأخذني الى حبيبي ، فأنا مستعدة للرحيل
سيفيل : جميلٌ أن أراك بهذا الثبات والقوة ، يا عزيزتي
ثم خرجت من عندها ، فور دخول النور الأبيض الى غرفتها .. ومشت في الرّواق ، وهي تقول لقطتها :
- أخجلتني بحلمها الجريء ، على الأقل لم تكبت مشاعرها هذه المرة
***
بعد دفن إيلينا ذلك النهار ، إختفت الغجريّة وقطتها من غرفة الدار .. وبحث العاملون عنها كثيراً ، دون إيجادها !
فعلمت الإدارة انها هربت من دار العجزة ، رغم إن أجهزة المراقبة لم تُسجّل ذلك !
***
في السماء السابعة .. إجتمع ملك الموت مع الحورّيتين :
- هل حقّقتما حلمكما على الأرض ؟
الحوريّة سيفيل : نعم سيدي .. كنت أرغب بمعرفة الأشياء التي يندم البشر على فعلها بحياتهم ، لحظة وفاتهم .. فشكراً لسماحك لي ولصديقتي بالتجسّد بهيئة غجرّية وقطتها في الدنيا .. فبعد دراستي لثلاثين حالة ، عرفت أنهم يفسدون حياتهم بأيدهم ، رغم كل الهبات والمميزات التي وهبها الله لهم لبناء حياةٍ سعيدة ، لكنهم دائماً يضيّعونها باختياراتهم السيئة !
ملك الموت : مشاغل الدنيا دائماً ما تُلهيهم عن واجباتهم الدينية والعائلية والإجتماعية .. كما لا تنسي شياطين الإنس والجن التي توسّوس لهم للإنحراف عن الطريق المستقيم .. والآن عليّ الذهاب ، فأمامي مهمّة أخرى .. وإيّاكما أن تسبقاني لتحذير الضحيّة القادمة
سيفيل : لا تقلق سيدي .. فمهمّتي انا وكتلة الفروّ ، إنتهت على الأرض
فسأل ملك الموت الحوريّة الثانية : ماذا عنك يا مكتشفة الأرواح ؟
- مياو !!.. أقصد .. سيفيل معها حق , سيدي
وضحكوا بعفويّة ، قبل نزول الملاك للأرض لتنفيذ مهمّاتٍ لن تنتهي الى يوم القيامة !
احسنتي اختي امل...... فيه مثل يقول اذا نزل القدر عمي البصر...فكل شخص يسوقه القدر الى حظه ..
ردحذفعبدالسلام بسم الله الرحمن الرحيم اول مرة اقرا عن حورية تتجسد قرا الناس عن ملائكة وعن شياطين وجن تتجسد وعن ظهور لانبياء ماتوا في صورة بشرية او لعلهم عادوا باجسادهم في حياة انبياء جاؤا بعدهم وقيل والله تبارك وتعالى اعلم ان بعض الاموات يزورون بيوت اهليهم بصورة طاءر وبعض الديانات تعتقد بتجسد الاله او الالهة وقرانا وسمعنا والله تبارك وتعالى اعلم بصدق ماقرانا وسمعنا ان بعض الحوريات نزلن على بعض المجاهدين بعد استشهادهم ولكن هذه اول مرة اقرا عن حورية تنزل من حيث هي لتتمثل بصورة بشرية انا اعرف ان القصة متخيلة ولكن تعليقي عن اصل الموضوع هل حقا حدث ونزلت حورية من عالمها وتمثلت بصورة بشرية في عالمنا ام ان هذا لم يحدث الله سبحانه وتعالي اعلم حسب رايي القاصر وفهمي لااحد يملك جواب قطعي الا من اعطاهم الله سبحانه وتعالي العلم بهذا وفي روايات اهل البيت عليهم السلام ان اربعة اعطاهم الله سبحانه وتعالى سمع الخلائق اي يسطيعوا ان يسمعوا كلام الخلائق جميعا في وقت واحد ويفهموا ماذا قال كل مخلوق على حدة مميزا عما قاله غيره والاربعة هم الجنة والنار وملك الموت وحور العين فلو ان مليار انسان سالوا الله سبحانه وتعالى قائلين اللهم زوجنا من الحور العين لسمعت الحور العين طلب كل واخد منهم على حدة وميزته عن طلب غيره وبناءا على هذا فالحور العين وهي في مكانها العالي في الجنات يرين البشر ويسمعنهم ويعرفن اخوالهم بعد اذن الله تبارك وتعالى بحصول هذا وفي الروايات عن اهل البيت عليهم السلام ان الله سبحانه وتعالى قد يحجب مايفعله الانسان عن نظر وسمع المخلوقات العلوية التي تراه وتسمعه باذن الله تبارك وتعالى اي يستره وقد لايستره فترى المخلوقات العلوية وتسمع مايفعله والله تعالى لايظلم مثقال ذرة
ردحذفلا ، الحوريات مكانهن في الجنة ..
حذفهي قصة خيالية ، أردّت توصيل فكرة معينة للقرّاء ، وهي ذكر الأشياء التي يندم عليها أغلبية البشر عند موتهم ، وتتمثل في :
1- عدم تحقيق احلامهم
2- إجهاد انفسهم بالعمل وإهمال العائلة والأصدقاء
3-كبت مشاعرهم سواءً الحب او الغضب..
وهي مأخوذة من مقالة كتبتها ممرّضة في دار عجزة ، حين سألت أكثر من 100 عجوز قبل وفاتهم ، وجمعت ندمهم في تلك النقاط الثلاثة ..
أتمنى أن تكون فكرتي وصلت لقرّائي الأعزّاء
عبدالسلام بسم الله الرحمن الرحيم ارجو ان لاتسيءي الظن بماكتبته فهو مجرد سؤال وانت بارك الله تبارك وتعالى بك جاء ردك متفهما والواقع ان العوالم الغيبية ومخلوقاتها لهم قوانينهم واسرارهم والانسان او الانسانة مهما درس وقرا وسال لايعرف عن تلك العوالم ومخلوقاتها الا قطرة من محيط شكرا جزيلا للرد المتفهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حذف