تأليف : امل شانوحة
أمضت نجوى ليلتها وهي تغرز الإبرة تلوّ الإبرة في اللعبة القماشية , وهي تقهّق بخبثٍ وشرّ ..
بهذه الأثناء .. مرّت امها من امام غرفتها , ورأتها مُنكبّة على غرز الإبر في اماكن متفرّقة من جسم اللعبة ..
- إرحميها قليلاً , فأنت تعاقبينها منذ اسبوع !
ابنتها بعصبية : مستحيل !! هي سرقت حبيبي , وسأجعلها تندم على ذلك
الأم بقلق : أخاف ان ينقلب السحر عليكِ
نجوى : وما يُدري تلك الغبية بأمور الشعوذة التي نتقنها انا وانت .. ارجوك يا امي , دعيني أستمتع باللحظة
فتمّتمت الأم : كان الله في عون المسكينة !
***
في الجهة المقابلة من المدينة .. لم تستطع ندى النوم لهذا اليوم ايضاً بعد تزايد الألم في أجزاء متفرّقة من جسمها , ممّا أقلق زوجها الذي لا يدري ما أصابها ! فالأشعة والتحاليل أثبتتّ انها لا تعاني من مشاكل عضويّة او خللٍ صحّي .. ورغم ذلك تبدأ أوجاعها بحلول المساء , وطوال الأسبوع الماضي ! (واليوم يصادف آخر يوم في شهر العسل)
وبعد ان فكّر الزوج طويلاً , قال بقلق :
- يا خوفي ان تكوني مسحورة يا ندى !
عروسته وهي تأنّ من الوجع : سحر ! ومن يجرأ على فعل ذلك ؟!
- أظنها نجوى , خطيبتي السابقة .. فقد تركتها قبل شهور من خطبتي لك
- وما سبب الإنفصال ؟.. (ثم صرخت بألم) : آآآآآآي
زوجها : كنت معزوماً على العشاء في منزل امها .. وأردّت دخول الحمام , فدلّتني نجوى عليه وهي منشغلة مع امها في إعداد الطعام بالمطبخ .. فدخلت بالخطأ الى غرفةٍ ثانية أرعبتني ! حيث وجدّت فيها : جماجم وبقايا حيوانات مُحنّطة وبخور وغيرها من أغراض السحر .. وخفت ان أجادلهما بالموضوع .. واعتذرت عن العشاء بحجّة ألمٍ مفاجىء في معدتي .. وعدّت سريعاً الى بيتي .. وأنهيت علاقتي معها في اليوم التالي من الهاتف الذي غيّرت رقمه .. اما بيتي فلم تكن تعرف عنوانه بعد .. وأظنها غضبت حين علمت بزواجنا
- وكيف سحرتني ؟ فأنا لا أعرفها !
زوجها : تذكّري جيداً , هل أدخلتي احداً الى بيتنا بعد العرس ؟
- أتى الكثير من المهنّئين
- وهل كان بينهم شخصاً لم تعرفيه ؟
ففكّرت ندى قليلاً : آه تذكّرت !! فتاةٌ بشعرٍ اسودٍ طويل..
- وعيونٌ سوداء كحيلة ؟
- نعم , قالت انها ابنة خالتك
زوجها : بل هي اللعينة نجوى !! ..وهل لاحظت إختفاء شيء من أغراضك بعد رحيلها ؟
- لا ادري , لكني تضايقت حين دخلت حمامنا وليس حمام الضيوف
الزوج بضيق : يبدو انها أخذت شيئاً من ملابسك المتسخة لتستخدمه بالسحر
ندى بتعب : ومالعمل الآن ؟ فكل جسمي يؤلمني
- سأحضر الشيخ حالاً
- تأخّر الوقت الآن !
زوجها : لا عليك , الشيخ الذي أعرفه مُعتاد على العمل في أوقاتٍ متأخّرة .. سأذهب اليه .. وحاولي ان تتحمّلي الألم قليلاً , حبيبتي
***
قبيل الفجر .. استيقظت الوالدة على صرخات نجوى المتألّمة ! فدخلت غرفتها لترى الدخان يخرج من جسمها
ونادتها وهي تبكي بفزع : امي !! انهم يحرقونني
فأغلقت الأم أذنيها بقوة , بعد سماعها لتراتيل الشيخ يتردّد صداها في غرفة نجوى .. فقالت معاتبة :
- الم أخبرك ان لا تتمادي بالسحر ؟!! هآقد أحضرت ندى شيخاً ليفكّ سحرها , فانقلب السحر عليكِ
- أنقذيني يا امي !! أشعر وكأن ناراً تحرقني من الداخل
- انتظري , سآتي حالاً
وعادت الى الغرفة بعد قليل ..وهي تحمل قدراً من الفخّار تستخدمه لحرق البخور , ثم أشعلته وهي تتلوّ التعاويذ السحريّة التي استحضرت بها معاونها الجني لإنقاذ ابنتها ..
وظهر لهما على هيئة دخان , وقال معاتباً بغضب :
- كيف تُحضريني الآن وآيات الشيخ تصدح في المكان , أتريدين حرقي؟!!
الأم : رجاءً أنقذ ابنتي ..
الجني وهو يغلق أذنيه : لا استطيع فعل شي قبل انتهاء جلسة الشيخ , والا احترقنا جميعاً
الأم بقلق : وماذا أفعل لها ؟
الجني : ضعيها في حوض الإستحمام , وأغمريها بماء السحر ..وأوقدي الشموع والبخور في ارجاء الحمام .. ودعيها هناك حتى الصباح .. وسأعود لاحقاً لحلّ المشكلة
ثم اختفى فجأة ! فساعدت الأم ابنتها للإستلقاء بالحوض الذي ملأته بمياه وأعشابٍ سحريّة لتخفيف آلام الحروق في جسم نجوى بعد ان إحمرّ جلدها
***
في الصباح .. كان الزوجان سعيدين بانتهاء الأزمة بعد إستعادة ندى لصحتها ونشاطها من جديد.. والتي قالت :
- علينا تشغيل القرآن دائماً في بيتنا , الى أن تزيلك تلك اللعينة من رأسها
زوجها : نجوى فتاةٌ حقودة ولن تنساني بسهولة , لهذا حافظي على أذكار الصباح والمساء
- وانت كذلك , فأنا خائفة عليك
الزوج بغضب : والله لوّ كان الأمر بيديّ , لعاقبتها بشدّة على فعلتها الحقيرة !!
- إيّاك ان تقترب منها !! فالسحرة كالزجاج المكسور لا يمكنك لمسه دون ان تُجرح .. فدعها وشأنها , والله يُمهل ولا يُهمل
***
في بيت المشعوذة .. إنتهى عذاب نجوى مع تباشير الصباح , وأخرجتها امها من الحمام .. ثم غيّرت ملابسها المبلّلة ووضعتها في السرير..
نجوى بإرهاق : مازال جسمي يؤلمني يا امي
- ألم أعلّمك سابقاً إن السحر يكون بمقادير محدّدةٍ بدقّة , ولا يمكننا تجاوزها على حسب مزاجيتنا المتقلّبة
نجوى وهي تبكي : لقد إنقهرت كثيراً حين علمت بزواجه , فأنت تعلمين كم كنت أحبه
- اهدأي يا ابنتي , وأعدك بأنهما لن يهنئا بحياتهما
- حقاً يا امي ! هل ستجعليه يُطلّقها قريباً ؟
- سأحاول جهدي
***
مرّت الشهور , وأصبحت ندى حاملاً .. لكن المشاكل تزايدت بينها وبين زوجها في الفترة الأخيرة , بعد ان لاحظت سوائلاً كريهة تُسكب على عتبة منزلها ! فداومت على تنظيف بيتها بالملح وماء البحر , وقراءة القرآن والأذكار .. لكنها في اليوم الذي تنسى فعل ذلك , تحدث مشكلة كبيرة بينهما
***
وفي إحدى الإيام , سافر زوجها برحلة عمل ..فأحضرت عاملاً لتركيب كاميرا على باب بيتها ..
وبعد ايام , إستيقظت في آخر الليل ..
وفور خروجها من الحمام , سمعت اصواتاً خافته خلف باب منزلها .. وحين نظرت الى شاشة الكاميرا , رأت ابن جارتها في الطابق العلويّ (8 سنوات) يسكب شيئاً على بابها ..
فأسرعت بفتح الباب وإمساك يده بقوة , وأدخلته عنّوة الى بيتها وهو يرتجف خوفاً !
وسألته بغضبٍ شديد : ماذا كنت ترمي على بابي ؟.. تكلّم يا ولد !!
فبكى الصبي من الخوف قائلاً : امي تُجبرني على فعل ذلك كل يوم!
- إذاً لن تخرج من عندي , حتى تأتي امك .. مفهوم !!
***
بعد قليل .. طرقت الجارة الباب بقلقٍ شديد , فأدخلتها ندى كيّ لا يسمع الجيران صراخها :
- لما ترمين السحر على بابي , وانت لا تعرفينني جيداً ؟!!
فالتزمت الجارة الصمت وهي تشعر بالخزيّ ..
فهدّدتها ندى بإبلاغ الشرطة وإعطائهم الفيديو المصوّر الذي يثبت قيامها هي وابنها بالسحر
- هيا اعترفي !! ام تريدين الشرطة ان تحبسك انت وابنك الصغير ؟
الجارة برعب : لقد دفعت لي مبلغاً كبيراً
- من هي ؟!
- سيدة كبيرة في العمر ليست من سكّان عمارتنا , زارتني قبل شهر وأعطتني قارورة كبيرة فيها ماءٌ نتن , وطلبت مني سكب مقدار فنجان على عتبة بابك كل يوم في هذا الوقت من الليل ..وأعطتني مبلغاً من المال , ووعدّتني بمضاعفته بعد إنتهاء المهمة
ندى بقلق : وكم سكبتي منه حتى الآن ؟
- نصف القارورة
- لعنة الله عليك !! كُدّت بسببك أتطلّق من زوجي
الجارة : وهذا ما كان سيحصل بعد انتهاء الكميّة ..
- إذهبي وإحضري القارورة الآن !!
الجارة بقلق : لا استطيع , أخاف ان تؤذيني تلك المشعوذة
ندى بحزم : هاتها !! والا والله اتصلت الآن بالشرطة
- حسناً إهدأي , سأذهب الى شقتي وأحضرها لك
وبعد قليل , أعطتها القارورة ..
ندى بعصبية : خذي ابنك واذهبي , وأحلف ان رأيتكما تقتربان مجدداً من بيتي , فسأبلّغ عنكما الشرطة ولن أضعف امام توسلاتك
- سامحيني , فقد كنت بحاجة الى المال
- لا أصدّق انك بعتي دينك من أجل مالٍ زهيد ؟! الا تخافين على ابنك الذي علّمته الشرّ ان يكرّرها معك في كبرك ؟ انت والدة سيئة , وجارةٌ لعينة .. وعقابك سيكون كبيراً في الآخرة , لأني لن اسامحك ابداً .. (صارخةً بغضب) ..هيا إغربا عن وجهي !!
وأغلقت الباب خلفهما بعنف !!!!!
***
واحتفظت ندى بالقارورة لحين عودة زوجها من السفر بعد ايام .. وما ان أرته فيديو الكاميرا , حتى أسرع لإحضار الشيخ..
وبعد أذان العصر , قدِمَ برفقة رجلٍ غريب .. وحين رأته ندى , أخذت زوجها جانباً وسألته :
- هذا ليس الشيخ الذي قرأ عليّ المرة الماضية ؟!
زوجها : زوجته أخبرتني انه مريض .. وحين خرجت , ناداني هذا الرجل من الشارع وقال بأنه تلميذه .. فطلبت منه الحضور معي
- وهل هو قويّ كأستاذه ؟
- لا ادري , لكن مالذي سنخسره ؟
ندى بقلق : زواجنا مثلاً !!
- لا تقلقي , فقط أعطه إيّاها
وما ان رأى الرجل ما بداخل القارورة , حتى أغلقها ووقف متجهاً نحو الباب الخارجي , وهو يقول :
- حسنا الى اللقاء
ندى باستغراب : لحظة ! الى اين انت ذاهب ؟
الرجل : لا يمكنني رمي الماء المسحور في البلاّعة , عليّ رميها في البحر .. وسأذهب الى هناك في منتصف الليل , وأقرأ عليها الأذكار وانا أسكبها رويداً رويداً في سبعة أمواجٍ متتالية ..
الزوج : يعني ليس الآن ؟!
الرجل : لا , لابد ان يكون مساءً ..فهناك طريقة معينة لفكّ الأسحار , هذا ما علّمني إيّاه شيخي الجليل
الزوج : حسناً , انت أدرى بعملك .. كم تريد منا ؟
- معاذ الله , فأنا أساعدكم لوجه الله
- لكن شيخك أخذ منّا المرة الماضية !
- شيخي رجلٌ فقير , اما انا فلي محلٌ تجاريّ استرزق منه ..وانا أتعلّم منه فكّ الأسحار لكيّ أساعد الناس بالمجّان
الزوج : جزاك الله خيرا !
***
بعد خروج الرجل من المبنى , ركب سيارةً مظلّلة النوافذ ..
وفي الداخل .. قالت له السائقة (ام نجوى) : هات القارورة
ابنتها من الخلف بسخرية : الأغبياء أعادوا لنا سحرنا !
الأم : طبعاً , فأنا دفعت الكثير لأستاذي من اجل هذا الماء النتن
الرجل : أتمنى ان لا تنسيا دوري بالمهمة .. فأنا راقبت الزوج فور رجوعه من السفر , ولحقته الى بيت الشيخ .. وألقيت التعويذة عليه ليقبل ذهابي معه
الأم : انت مساعدي ويدي اليمنى , وسأكافئك لاحقاً
نجوى بحزن : والآن ماذا نفعل يا امي بعد فشل خطتنا ؟
الأم : سنُكمل المهمة طبعاً .. لكن عليّ اولاً إضافة التراب الى هذا الماء كيّ يصبح وحلاً , ثم أجفّفه ليتحوّل تراباً , فهو لن يثير الشبهات كالسوائل المسكوبة على عتبة منزلها
نجوى باهتمام : ثم ماذا ؟
الأم : أعود للإتفاق مع زوجة بوّاب العمارة , فقد عرفت من الجارة انها تقوم بتنظيف بيت ندى مرتين بالشهر .. وسأطلب منها وضع حفنة من التراب المسحور تحت دعّاسة منزلها كلما ذهبت اليها
نجوى : وهل ستقبل الخادمة ؟
الأم : الجميع يرضى مقابل المال
ابنتها : لكن استعجلي يا امي قبل ولادة ندى
الأم بخبث : هي لن تلدّ اصلاً , لا تقلقي
***
وبالفعل أجهضت ندى قبل اسبوع من ولادتها ومن دون سببٍ واضح , فهي لم تقع او ترهق نفسها بالعمل !
وحين علم زوجها بخسارة الجنين , إنفجر غاضباً عليها امام طبيبها الذي طلب من الحرس طرده من غرفة المستشفى خوفاً على المريضة , ممّا أدّى لتفاقم الوضع وجعله يرمي عليها يمين الطلاق الذي تسبّب لها بنزيفٍ حادّ من شدّة الحزن , وبالكاد استطاع الطبيب إنقاذ حياتها ..
لكن لم يستطع أحد من أقاربها إنقاذ زواجها بعد ان ثبّت الزوج الطلاق في المحكمة باليوم التالي , وسافر بعدها الى الخارج !
***
وفي الوقت الذي كانت فيه ندى تعاني من إنهيارٍ نفسيّ في بيت أهلها , كانت نجوى وامها تحتفلان بنجاح خطتهما الشريرة..
نجوى بحماس : ومتى يا امي ستبدأين بتنفيذ الخطة التالية ؟
الأم معاتبة : آخ !! كلّه من عنادك ..لوّ انك سمعتي كلامي منذ البداية وجعلتني أسحره حين قدِمَ لخطبتك , لكان لديكما طفلاً الآن
ابنتها : وما كان سيُدريني إنه سيتركني ! المهم , متى سترجعينه لي ؟
فأخرجت الأم سُبحة من جيبها .. وحين رأتها نجوى , قالت بدهشة:
- انها سُبحة حبيبي , اليس كذلك ؟!
- نعم , فزوجة البوّاب استطاعت سرقتها من بيت ندى (قبل طلاقها) حين كانت تنظفه , وطلبت بالمقابل مبلغاً كبيراً .. النصّابة!
نجوى بارتياح : ممتاز !! وهكذا حصلنا على شيء من أثره
فتقول الأم وهي ترمي البخور السحريّ في النار الموقدة امامها :
- والآن سأجعله زوجاً وصهراً مطيعاً لنا
ورمت السُبحة في النار , وهما تتلوان التعاويذ السحريّة ..والإبتسامة الخبيثة تعلو وجهيهما , في انتظار عودة العريس مغلوباً على أمره !
أريد زوجها لي !!!
أمضت نجوى ليلتها وهي تغرز الإبرة تلوّ الإبرة في اللعبة القماشية , وهي تقهّق بخبثٍ وشرّ ..
بهذه الأثناء .. مرّت امها من امام غرفتها , ورأتها مُنكبّة على غرز الإبر في اماكن متفرّقة من جسم اللعبة ..
- إرحميها قليلاً , فأنت تعاقبينها منذ اسبوع !
ابنتها بعصبية : مستحيل !! هي سرقت حبيبي , وسأجعلها تندم على ذلك
الأم بقلق : أخاف ان ينقلب السحر عليكِ
نجوى : وما يُدري تلك الغبية بأمور الشعوذة التي نتقنها انا وانت .. ارجوك يا امي , دعيني أستمتع باللحظة
فتمّتمت الأم : كان الله في عون المسكينة !
***
في الجهة المقابلة من المدينة .. لم تستطع ندى النوم لهذا اليوم ايضاً بعد تزايد الألم في أجزاء متفرّقة من جسمها , ممّا أقلق زوجها الذي لا يدري ما أصابها ! فالأشعة والتحاليل أثبتتّ انها لا تعاني من مشاكل عضويّة او خللٍ صحّي .. ورغم ذلك تبدأ أوجاعها بحلول المساء , وطوال الأسبوع الماضي ! (واليوم يصادف آخر يوم في شهر العسل)
وبعد ان فكّر الزوج طويلاً , قال بقلق :
- يا خوفي ان تكوني مسحورة يا ندى !
عروسته وهي تأنّ من الوجع : سحر ! ومن يجرأ على فعل ذلك ؟!
- أظنها نجوى , خطيبتي السابقة .. فقد تركتها قبل شهور من خطبتي لك
- وما سبب الإنفصال ؟.. (ثم صرخت بألم) : آآآآآآي
زوجها : كنت معزوماً على العشاء في منزل امها .. وأردّت دخول الحمام , فدلّتني نجوى عليه وهي منشغلة مع امها في إعداد الطعام بالمطبخ .. فدخلت بالخطأ الى غرفةٍ ثانية أرعبتني ! حيث وجدّت فيها : جماجم وبقايا حيوانات مُحنّطة وبخور وغيرها من أغراض السحر .. وخفت ان أجادلهما بالموضوع .. واعتذرت عن العشاء بحجّة ألمٍ مفاجىء في معدتي .. وعدّت سريعاً الى بيتي .. وأنهيت علاقتي معها في اليوم التالي من الهاتف الذي غيّرت رقمه .. اما بيتي فلم تكن تعرف عنوانه بعد .. وأظنها غضبت حين علمت بزواجنا
- وكيف سحرتني ؟ فأنا لا أعرفها !
زوجها : تذكّري جيداً , هل أدخلتي احداً الى بيتنا بعد العرس ؟
- أتى الكثير من المهنّئين
- وهل كان بينهم شخصاً لم تعرفيه ؟
ففكّرت ندى قليلاً : آه تذكّرت !! فتاةٌ بشعرٍ اسودٍ طويل..
- وعيونٌ سوداء كحيلة ؟
- نعم , قالت انها ابنة خالتك
زوجها : بل هي اللعينة نجوى !! ..وهل لاحظت إختفاء شيء من أغراضك بعد رحيلها ؟
- لا ادري , لكني تضايقت حين دخلت حمامنا وليس حمام الضيوف
الزوج بضيق : يبدو انها أخذت شيئاً من ملابسك المتسخة لتستخدمه بالسحر
ندى بتعب : ومالعمل الآن ؟ فكل جسمي يؤلمني
- سأحضر الشيخ حالاً
- تأخّر الوقت الآن !
زوجها : لا عليك , الشيخ الذي أعرفه مُعتاد على العمل في أوقاتٍ متأخّرة .. سأذهب اليه .. وحاولي ان تتحمّلي الألم قليلاً , حبيبتي
***
قبيل الفجر .. استيقظت الوالدة على صرخات نجوى المتألّمة ! فدخلت غرفتها لترى الدخان يخرج من جسمها
ونادتها وهي تبكي بفزع : امي !! انهم يحرقونني
فأغلقت الأم أذنيها بقوة , بعد سماعها لتراتيل الشيخ يتردّد صداها في غرفة نجوى .. فقالت معاتبة :
- الم أخبرك ان لا تتمادي بالسحر ؟!! هآقد أحضرت ندى شيخاً ليفكّ سحرها , فانقلب السحر عليكِ
- أنقذيني يا امي !! أشعر وكأن ناراً تحرقني من الداخل
- انتظري , سآتي حالاً
وعادت الى الغرفة بعد قليل ..وهي تحمل قدراً من الفخّار تستخدمه لحرق البخور , ثم أشعلته وهي تتلوّ التعاويذ السحريّة التي استحضرت بها معاونها الجني لإنقاذ ابنتها ..
وظهر لهما على هيئة دخان , وقال معاتباً بغضب :
- كيف تُحضريني الآن وآيات الشيخ تصدح في المكان , أتريدين حرقي؟!!
الأم : رجاءً أنقذ ابنتي ..
الجني وهو يغلق أذنيه : لا استطيع فعل شي قبل انتهاء جلسة الشيخ , والا احترقنا جميعاً
الأم بقلق : وماذا أفعل لها ؟
الجني : ضعيها في حوض الإستحمام , وأغمريها بماء السحر ..وأوقدي الشموع والبخور في ارجاء الحمام .. ودعيها هناك حتى الصباح .. وسأعود لاحقاً لحلّ المشكلة
ثم اختفى فجأة ! فساعدت الأم ابنتها للإستلقاء بالحوض الذي ملأته بمياه وأعشابٍ سحريّة لتخفيف آلام الحروق في جسم نجوى بعد ان إحمرّ جلدها
***
في الصباح .. كان الزوجان سعيدين بانتهاء الأزمة بعد إستعادة ندى لصحتها ونشاطها من جديد.. والتي قالت :
- علينا تشغيل القرآن دائماً في بيتنا , الى أن تزيلك تلك اللعينة من رأسها
زوجها : نجوى فتاةٌ حقودة ولن تنساني بسهولة , لهذا حافظي على أذكار الصباح والمساء
- وانت كذلك , فأنا خائفة عليك
الزوج بغضب : والله لوّ كان الأمر بيديّ , لعاقبتها بشدّة على فعلتها الحقيرة !!
- إيّاك ان تقترب منها !! فالسحرة كالزجاج المكسور لا يمكنك لمسه دون ان تُجرح .. فدعها وشأنها , والله يُمهل ولا يُهمل
***
في بيت المشعوذة .. إنتهى عذاب نجوى مع تباشير الصباح , وأخرجتها امها من الحمام .. ثم غيّرت ملابسها المبلّلة ووضعتها في السرير..
نجوى بإرهاق : مازال جسمي يؤلمني يا امي
- ألم أعلّمك سابقاً إن السحر يكون بمقادير محدّدةٍ بدقّة , ولا يمكننا تجاوزها على حسب مزاجيتنا المتقلّبة
نجوى وهي تبكي : لقد إنقهرت كثيراً حين علمت بزواجه , فأنت تعلمين كم كنت أحبه
- اهدأي يا ابنتي , وأعدك بأنهما لن يهنئا بحياتهما
- حقاً يا امي ! هل ستجعليه يُطلّقها قريباً ؟
- سأحاول جهدي
***
مرّت الشهور , وأصبحت ندى حاملاً .. لكن المشاكل تزايدت بينها وبين زوجها في الفترة الأخيرة , بعد ان لاحظت سوائلاً كريهة تُسكب على عتبة منزلها ! فداومت على تنظيف بيتها بالملح وماء البحر , وقراءة القرآن والأذكار .. لكنها في اليوم الذي تنسى فعل ذلك , تحدث مشكلة كبيرة بينهما
***
وفي إحدى الإيام , سافر زوجها برحلة عمل ..فأحضرت عاملاً لتركيب كاميرا على باب بيتها ..
وبعد ايام , إستيقظت في آخر الليل ..
وفور خروجها من الحمام , سمعت اصواتاً خافته خلف باب منزلها .. وحين نظرت الى شاشة الكاميرا , رأت ابن جارتها في الطابق العلويّ (8 سنوات) يسكب شيئاً على بابها ..
فأسرعت بفتح الباب وإمساك يده بقوة , وأدخلته عنّوة الى بيتها وهو يرتجف خوفاً !
وسألته بغضبٍ شديد : ماذا كنت ترمي على بابي ؟.. تكلّم يا ولد !!
فبكى الصبي من الخوف قائلاً : امي تُجبرني على فعل ذلك كل يوم!
- إذاً لن تخرج من عندي , حتى تأتي امك .. مفهوم !!
***
بعد قليل .. طرقت الجارة الباب بقلقٍ شديد , فأدخلتها ندى كيّ لا يسمع الجيران صراخها :
- لما ترمين السحر على بابي , وانت لا تعرفينني جيداً ؟!!
فالتزمت الجارة الصمت وهي تشعر بالخزيّ ..
فهدّدتها ندى بإبلاغ الشرطة وإعطائهم الفيديو المصوّر الذي يثبت قيامها هي وابنها بالسحر
- هيا اعترفي !! ام تريدين الشرطة ان تحبسك انت وابنك الصغير ؟
الجارة برعب : لقد دفعت لي مبلغاً كبيراً
- من هي ؟!
- سيدة كبيرة في العمر ليست من سكّان عمارتنا , زارتني قبل شهر وأعطتني قارورة كبيرة فيها ماءٌ نتن , وطلبت مني سكب مقدار فنجان على عتبة بابك كل يوم في هذا الوقت من الليل ..وأعطتني مبلغاً من المال , ووعدّتني بمضاعفته بعد إنتهاء المهمة
ندى بقلق : وكم سكبتي منه حتى الآن ؟
- نصف القارورة
- لعنة الله عليك !! كُدّت بسببك أتطلّق من زوجي
الجارة : وهذا ما كان سيحصل بعد انتهاء الكميّة ..
- إذهبي وإحضري القارورة الآن !!
الجارة بقلق : لا استطيع , أخاف ان تؤذيني تلك المشعوذة
ندى بحزم : هاتها !! والا والله اتصلت الآن بالشرطة
- حسناً إهدأي , سأذهب الى شقتي وأحضرها لك
وبعد قليل , أعطتها القارورة ..
ندى بعصبية : خذي ابنك واذهبي , وأحلف ان رأيتكما تقتربان مجدداً من بيتي , فسأبلّغ عنكما الشرطة ولن أضعف امام توسلاتك
- سامحيني , فقد كنت بحاجة الى المال
- لا أصدّق انك بعتي دينك من أجل مالٍ زهيد ؟! الا تخافين على ابنك الذي علّمته الشرّ ان يكرّرها معك في كبرك ؟ انت والدة سيئة , وجارةٌ لعينة .. وعقابك سيكون كبيراً في الآخرة , لأني لن اسامحك ابداً .. (صارخةً بغضب) ..هيا إغربا عن وجهي !!
وأغلقت الباب خلفهما بعنف !!!!!
***
واحتفظت ندى بالقارورة لحين عودة زوجها من السفر بعد ايام .. وما ان أرته فيديو الكاميرا , حتى أسرع لإحضار الشيخ..
وبعد أذان العصر , قدِمَ برفقة رجلٍ غريب .. وحين رأته ندى , أخذت زوجها جانباً وسألته :
- هذا ليس الشيخ الذي قرأ عليّ المرة الماضية ؟!
زوجها : زوجته أخبرتني انه مريض .. وحين خرجت , ناداني هذا الرجل من الشارع وقال بأنه تلميذه .. فطلبت منه الحضور معي
- وهل هو قويّ كأستاذه ؟
- لا ادري , لكن مالذي سنخسره ؟
ندى بقلق : زواجنا مثلاً !!
- لا تقلقي , فقط أعطه إيّاها
وما ان رأى الرجل ما بداخل القارورة , حتى أغلقها ووقف متجهاً نحو الباب الخارجي , وهو يقول :
- حسنا الى اللقاء
ندى باستغراب : لحظة ! الى اين انت ذاهب ؟
الرجل : لا يمكنني رمي الماء المسحور في البلاّعة , عليّ رميها في البحر .. وسأذهب الى هناك في منتصف الليل , وأقرأ عليها الأذكار وانا أسكبها رويداً رويداً في سبعة أمواجٍ متتالية ..
الزوج : يعني ليس الآن ؟!
الرجل : لا , لابد ان يكون مساءً ..فهناك طريقة معينة لفكّ الأسحار , هذا ما علّمني إيّاه شيخي الجليل
الزوج : حسناً , انت أدرى بعملك .. كم تريد منا ؟
- معاذ الله , فأنا أساعدكم لوجه الله
- لكن شيخك أخذ منّا المرة الماضية !
- شيخي رجلٌ فقير , اما انا فلي محلٌ تجاريّ استرزق منه ..وانا أتعلّم منه فكّ الأسحار لكيّ أساعد الناس بالمجّان
الزوج : جزاك الله خيرا !
***
بعد خروج الرجل من المبنى , ركب سيارةً مظلّلة النوافذ ..
وفي الداخل .. قالت له السائقة (ام نجوى) : هات القارورة
ابنتها من الخلف بسخرية : الأغبياء أعادوا لنا سحرنا !
الأم : طبعاً , فأنا دفعت الكثير لأستاذي من اجل هذا الماء النتن
الرجل : أتمنى ان لا تنسيا دوري بالمهمة .. فأنا راقبت الزوج فور رجوعه من السفر , ولحقته الى بيت الشيخ .. وألقيت التعويذة عليه ليقبل ذهابي معه
الأم : انت مساعدي ويدي اليمنى , وسأكافئك لاحقاً
نجوى بحزن : والآن ماذا نفعل يا امي بعد فشل خطتنا ؟
الأم : سنُكمل المهمة طبعاً .. لكن عليّ اولاً إضافة التراب الى هذا الماء كيّ يصبح وحلاً , ثم أجفّفه ليتحوّل تراباً , فهو لن يثير الشبهات كالسوائل المسكوبة على عتبة منزلها
نجوى باهتمام : ثم ماذا ؟
الأم : أعود للإتفاق مع زوجة بوّاب العمارة , فقد عرفت من الجارة انها تقوم بتنظيف بيت ندى مرتين بالشهر .. وسأطلب منها وضع حفنة من التراب المسحور تحت دعّاسة منزلها كلما ذهبت اليها
نجوى : وهل ستقبل الخادمة ؟
الأم : الجميع يرضى مقابل المال
ابنتها : لكن استعجلي يا امي قبل ولادة ندى
الأم بخبث : هي لن تلدّ اصلاً , لا تقلقي
***
وبالفعل أجهضت ندى قبل اسبوع من ولادتها ومن دون سببٍ واضح , فهي لم تقع او ترهق نفسها بالعمل !
وحين علم زوجها بخسارة الجنين , إنفجر غاضباً عليها امام طبيبها الذي طلب من الحرس طرده من غرفة المستشفى خوفاً على المريضة , ممّا أدّى لتفاقم الوضع وجعله يرمي عليها يمين الطلاق الذي تسبّب لها بنزيفٍ حادّ من شدّة الحزن , وبالكاد استطاع الطبيب إنقاذ حياتها ..
لكن لم يستطع أحد من أقاربها إنقاذ زواجها بعد ان ثبّت الزوج الطلاق في المحكمة باليوم التالي , وسافر بعدها الى الخارج !
***
وفي الوقت الذي كانت فيه ندى تعاني من إنهيارٍ نفسيّ في بيت أهلها , كانت نجوى وامها تحتفلان بنجاح خطتهما الشريرة..
نجوى بحماس : ومتى يا امي ستبدأين بتنفيذ الخطة التالية ؟
الأم معاتبة : آخ !! كلّه من عنادك ..لوّ انك سمعتي كلامي منذ البداية وجعلتني أسحره حين قدِمَ لخطبتك , لكان لديكما طفلاً الآن
ابنتها : وما كان سيُدريني إنه سيتركني ! المهم , متى سترجعينه لي ؟
فأخرجت الأم سُبحة من جيبها .. وحين رأتها نجوى , قالت بدهشة:
- انها سُبحة حبيبي , اليس كذلك ؟!
- نعم , فزوجة البوّاب استطاعت سرقتها من بيت ندى (قبل طلاقها) حين كانت تنظفه , وطلبت بالمقابل مبلغاً كبيراً .. النصّابة!
نجوى بارتياح : ممتاز !! وهكذا حصلنا على شيء من أثره
فتقول الأم وهي ترمي البخور السحريّ في النار الموقدة امامها :
- والآن سأجعله زوجاً وصهراً مطيعاً لنا
ورمت السُبحة في النار , وهما تتلوان التعاويذ السحريّة ..والإبتسامة الخبيثة تعلو وجهيهما , في انتظار عودة العريس مغلوباً على أمره !
هذه القصة مستوحاة من أحداث حقيقية .. أعاننا الله جميعاً على أذى الحاقدين والجيران والخدم !
ردحذفابدعتي الوصف استاذه امل
ردحذفعندما يلتقي الحب والسحر
تظهر لوحة الحقد نجوى الزوج غريب لم تعطيه اسم
الاصل كان عليه يعرف ان السحر موجود لندى
غريب تصرفه
ابدعتي
عن اقتراحي رائي تكون بجامعه وتكون هي ناقمه على تدينه
في فيديو على يويتوب اقوى مقطع بالسيمنا الهنديه للرد عبى امريكيا مترجم متده ٢.٢٨
علما انا ايميلي اسمه محمد
سأحاول بإذن الله .. وشكراً على الفيديو , أعجبني جداً
ردحذفاستاذه امل
ردحذفاشكرك
هدا الفيديو اعرفه من ٨ سنوات
به عبر وجمال
قصصك عن جاكلين لها وقع
نتظر جديدك دوما
قصه بها ثلج ومطر وغابه يعيش بها فتاه ريفيه بسيطه
ياتي مهندس لعمل لنقل محميه وتسير الاحداث بينهما
انا لست كاتب ولكني اهوا كاتبة الخواطر
سأحاول بإذن الله بعد ان أنهي القصتين التي بين يديّ الآن , تحياتي لك
حذف