تأليف : امل شانوحة
نظر محامي دعوى الحق العام الى المتهم العجوز بنظرة كلها اصرار للأطاحة به خلال المحاكمة التي انتظرها الناس بعد ثلاث سنوات من اختفاء النساء السبعة اللآتي يقطنّ في نفس المنطقة .. و كان هذا بعدما تم القاء القبض اخيراً على هذا العجوز الذي يعمل كسائق التاكسي , و ذلك بعد ان شهد احدهم انه رآه يأخذ الضحية الأخيرة الى غير رجعة ..
و بالمحكمة سأل القاضي السائق العجوز بحزم :
- و الآن بعد ان استمعت الى الشهود , ماذا تقول سيد جاك ؟
فوقف العجوز و هو يتكأ على الطاولة التي امامه , و يقول بصوت مرتجف و ضعيف :
- انا بريء يا سيدي القاضي
فهاجت القاعة من جديد بين صراخٍ و سباب من قبل اهالي الضحايا السبعة التي انهالت على العجوز تصفه بالسفّاح الكاذب
فحاول القاضي اسكات الجميع :
- هدوووووء !!! رجاءً هدووء
و بعد ان هدأ الجميع .. عاد القاضي و سأل المتهم :
- سيد جاك , ما ردّك اذاً على كلام الشاهد ؟
- سيدي ..انا سائق تاكسي و عملي هو توصيل الناس الى حيث يريدون , و ليس ذنبي ان آخر من ركب معي تلك الليلة كانت الضحية التي وجدتم جثتها في الغابة
فيسرع قاضي الحق العام و يسأله :
- اذا سمحت لي سيدي القاضي , انا لديّ سؤالاً له
القاضي : حسناً اسأله
المحامي : اذا افترضنا ان كلامك صحيح , فأين نزلت الضحية ؟ اقصد الى اين اوصلتها ؟
فيحاول العجوز ان يتذكّر :
- اذكر اننا كنا نسير باتجاه المجمّع السكني الموجود خلف الغابة .. لكن قبل ان نصل الى هناك طلبت مني ان اقف
فتعالت الأصوات في ارجاء المحكمة من جديد !!!
فيكمل المحامي اسئلته :
- اذاً انت لا تنكر انها نزلت امام الغابة ؟
- لا ليس امام الغابة , بل امام سيارة كانت متوقفة هناك
فاندهش الجميع من هذه الإجابة !
فسأله القاضي :
- و هل رأيت من كان بداخل السيارة ؟
- كان شاباً و اظنها تعرفه , لأنها عندما رأته قالت لي بحماس ووجها يشعّ فرحاً : ان اقف بجانب سيارته
المحامي باهتمام : ثم ماذا حصل ؟
العجوز : ركبت معه , و انا اكملت المسير
المحامي : يعني الم تقلق على هذه الصبية التي ركبت مع شاب في وسط غابة مظلمة ؟
- قلت لك انها كانت سعيدة برؤيته , فظننته حبيبها او خطيبها و انهما تواعدا للقاء هناك
القاضي : الم تلاحظ شيئاً آخراً ؟
العجوز : يا حضرة القاضي .. انت تعرف جيل هذه الأيام , ليس لديهم ايّ قواعد اخلاقية تمنعهم من ..
المحامي مقاطعاً : على الأقل صفّ لنا شكل الشاب ؟
العجوز بنبرة ساخرة و عصبية : و الله لو كنت اعرف انه سيقتلها و سأبتلى انا بذنبه , لكنت صوّرته لكم
القاضي : اهدأ يا استاذ , رجاءً
- سيدي انا رجل عجوز و فقير , كل مشكلتي ان حظي العاثر اوجدني بالمكان و الزمان الخطأ ..
القاضي مقاطعاً : يعني انت تصرّ انك لم تقتلها او ايّاً من النساء الأخريات
- انا لم اراهنّ سوى اليوم بعد ان عرضتم لي صورهنّ , حتى تلك الفتاة التي اوصلتها لم اتذكرها الا بعد ان اريتموني صورتها قبل قليل .. و حقاً ليس لديّ شيئاً آخر اضيفه .. صدقوني
فيقول القاضي :
بعد ان سمعت الجميع اظنني لا احتاج الى وقت للمداولة لأني اصدقك سيد جاك , و لذلك اطلب من الشرطة ان تجري المزيد من تحقيقات حول اصدقاء القتيلة الأخيرة بالذات , فربما يكون القاتل احد معارفها او صديقها المقرّب ..اما انت سيد جاك فقد حصلت على حكم البراءة .... رفعت الجلسة !!!
و ما ان طرق القاضي بمطرقته معلناً نهاية المحاكمة التي دامت اكثر من شهرين وسط اهتمام اعلامي و شعبي كبير , حتى انهارت آمال اهالي الضحايا لعودتهم الى نقطة الصفر , بعد ان قيّدت هذه القضية ايضاً ضد مجهول !
***
و بعد شهر قضاها العجوز في منزله الجديد في المدينة بعد ان ترك قريته و بإحدى الأيام .. استفاق العجوز ليلاً , ثم نزل الى قبو منزله و فتح حقيبة صغيرة و اخرج منها قفازين و علبة بها سائل منوم و قماش , ثم اخرج من بطانة الحقيبة البوم صور فيه صور الضحايا السبعة الذي صورهنّ بعد قتله لهم , ثم قال :
(اعرف ..لقد تأخرت عليكنّ ..لكن الليلة اعدكنّ بأني سأضيف اليكنّ صورة الضحية الجديدة)
و يبتسم ابتسامة ماكرة
النهاية
هل اختفاء النساء له علاقة بهذا السائق ؟!
نظر محامي دعوى الحق العام الى المتهم العجوز بنظرة كلها اصرار للأطاحة به خلال المحاكمة التي انتظرها الناس بعد ثلاث سنوات من اختفاء النساء السبعة اللآتي يقطنّ في نفس المنطقة .. و كان هذا بعدما تم القاء القبض اخيراً على هذا العجوز الذي يعمل كسائق التاكسي , و ذلك بعد ان شهد احدهم انه رآه يأخذ الضحية الأخيرة الى غير رجعة ..
و بالمحكمة سأل القاضي السائق العجوز بحزم :
- و الآن بعد ان استمعت الى الشهود , ماذا تقول سيد جاك ؟
فوقف العجوز و هو يتكأ على الطاولة التي امامه , و يقول بصوت مرتجف و ضعيف :
- انا بريء يا سيدي القاضي
فهاجت القاعة من جديد بين صراخٍ و سباب من قبل اهالي الضحايا السبعة التي انهالت على العجوز تصفه بالسفّاح الكاذب
فحاول القاضي اسكات الجميع :
- هدوووووء !!! رجاءً هدووء
و بعد ان هدأ الجميع .. عاد القاضي و سأل المتهم :
- سيد جاك , ما ردّك اذاً على كلام الشاهد ؟
- سيدي ..انا سائق تاكسي و عملي هو توصيل الناس الى حيث يريدون , و ليس ذنبي ان آخر من ركب معي تلك الليلة كانت الضحية التي وجدتم جثتها في الغابة
فيسرع قاضي الحق العام و يسأله :
- اذا سمحت لي سيدي القاضي , انا لديّ سؤالاً له
القاضي : حسناً اسأله
المحامي : اذا افترضنا ان كلامك صحيح , فأين نزلت الضحية ؟ اقصد الى اين اوصلتها ؟
فيحاول العجوز ان يتذكّر :
- اذكر اننا كنا نسير باتجاه المجمّع السكني الموجود خلف الغابة .. لكن قبل ان نصل الى هناك طلبت مني ان اقف
فتعالت الأصوات في ارجاء المحكمة من جديد !!!
فيكمل المحامي اسئلته :
- اذاً انت لا تنكر انها نزلت امام الغابة ؟
- لا ليس امام الغابة , بل امام سيارة كانت متوقفة هناك
فاندهش الجميع من هذه الإجابة !
فسأله القاضي :
- و هل رأيت من كان بداخل السيارة ؟
- كان شاباً و اظنها تعرفه , لأنها عندما رأته قالت لي بحماس ووجها يشعّ فرحاً : ان اقف بجانب سيارته
المحامي باهتمام : ثم ماذا حصل ؟
العجوز : ركبت معه , و انا اكملت المسير
المحامي : يعني الم تقلق على هذه الصبية التي ركبت مع شاب في وسط غابة مظلمة ؟
- قلت لك انها كانت سعيدة برؤيته , فظننته حبيبها او خطيبها و انهما تواعدا للقاء هناك
القاضي : الم تلاحظ شيئاً آخراً ؟
العجوز : يا حضرة القاضي .. انت تعرف جيل هذه الأيام , ليس لديهم ايّ قواعد اخلاقية تمنعهم من ..
المحامي مقاطعاً : على الأقل صفّ لنا شكل الشاب ؟
العجوز بنبرة ساخرة و عصبية : و الله لو كنت اعرف انه سيقتلها و سأبتلى انا بذنبه , لكنت صوّرته لكم
القاضي : اهدأ يا استاذ , رجاءً
- سيدي انا رجل عجوز و فقير , كل مشكلتي ان حظي العاثر اوجدني بالمكان و الزمان الخطأ ..
القاضي مقاطعاً : يعني انت تصرّ انك لم تقتلها او ايّاً من النساء الأخريات
- انا لم اراهنّ سوى اليوم بعد ان عرضتم لي صورهنّ , حتى تلك الفتاة التي اوصلتها لم اتذكرها الا بعد ان اريتموني صورتها قبل قليل .. و حقاً ليس لديّ شيئاً آخر اضيفه .. صدقوني
فيقول القاضي :
بعد ان سمعت الجميع اظنني لا احتاج الى وقت للمداولة لأني اصدقك سيد جاك , و لذلك اطلب من الشرطة ان تجري المزيد من تحقيقات حول اصدقاء القتيلة الأخيرة بالذات , فربما يكون القاتل احد معارفها او صديقها المقرّب ..اما انت سيد جاك فقد حصلت على حكم البراءة .... رفعت الجلسة !!!
و ما ان طرق القاضي بمطرقته معلناً نهاية المحاكمة التي دامت اكثر من شهرين وسط اهتمام اعلامي و شعبي كبير , حتى انهارت آمال اهالي الضحايا لعودتهم الى نقطة الصفر , بعد ان قيّدت هذه القضية ايضاً ضد مجهول !
***
و بعد شهر قضاها العجوز في منزله الجديد في المدينة بعد ان ترك قريته و بإحدى الأيام .. استفاق العجوز ليلاً , ثم نزل الى قبو منزله و فتح حقيبة صغيرة و اخرج منها قفازين و علبة بها سائل منوم و قماش , ثم اخرج من بطانة الحقيبة البوم صور فيه صور الضحايا السبعة الذي صورهنّ بعد قتله لهم , ثم قال :
(اعرف ..لقد تأخرت عليكنّ ..لكن الليلة اعدكنّ بأني سأضيف اليكنّ صورة الضحية الجديدة)
و يبتسم ابتسامة ماكرة
النهاية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق