تأليف : امل شانوحة
النهاية
كانا معاً تحت الركام
-مالذي احضرني الى هنا ؟!
قالتها الفتاة الثلاثينية و هي تتجوّل بأرجاء المول الكبير لوحدها , شاردة الذهن و حزينة
-حسناً لأدخل هذا المحل , فربما انسى همّي قليلاً
و فجأة ! ارتجّ المول بما فيه و علت اصوات الصراخ هنا و هناك
-زلزال .!! زلزال !!!
و ركض الجميع باتجاه البوابة ما عداها , فالموقف جعلها تتجمّد في مكانها
و في ثوانيٍ ..هبط شيءٌ فوقها , و انطفأت الأنوار !
استيقظت بعدها بدقائق ..لتدرك انها اصبحت تحت الركام , و هناك شيئاً ثقيلاً يحتجز قدماها و يمنعها من الحراك , و رغم الظلام الحالك الا انها ادركت حجم الكارثة التي وقعت فيها ..و صارت تصرخ بكل قوتها :
-ساعدوني !! انا هنا !!! مازلت حية !! ..ارجوكم ساعدوني !!
و بعد دقائقٍ طويلة مرّت عليها كأنها الدهر , استسلمت لقدرها و اصابها الإحباط الشديد
-لا لن ينقذوني .. كيف سيجدوني بين آلاف المصابين ..سأموت هنا وحدي .. يا الهي لما لم تأخذ روحي فوراً ؟! ..لما عليّ ان اعاني من موتٍ بطيء !
و صارت تبكي و تبكي حتى سمعت صوتاً بجانبها يقول لها :
-ارجوك اهدئي يا آنسة
فأجابت بدهشة : ماهذا ؟! من هناك ؟!! من يناديني ؟!!!
فظهر نورٌ خافت من جوّال شابٍ كان محشوراً بين الركام على بعد مترين منها .. فسألته باستغراب :
-من انت ؟! و كيف لم انتبه على وجودك قبل قليل ؟!
-كانت هناك ملابس مرمية فوقي , و الآن ازلتها
-هل انت مصاب ؟
-لا ادري , لا اشعر بشيءٍ على الأطلاق .. لكني اجد صعوبة في التنفس فأنا اتضايق من الأماكن الضيقة .. ماذا عنك ؟
-هناك شيئاً ثقيلاً فوق قدمايّ , لكن الغريب انني لا اشعر بالألم ..هل معقول اني شُلِلت ؟!
-لا تفكري بهذا , اظن ان جسمنا مصابٌ بصدمةٍ تمنعه من الشعور بالألم
-و ماذا نفعل الآن ؟
-لا ادري
-هل نحن حقاً تحت الركام , اكاد لا اصدق ذلك !
-يبدو ان المول انهار فوقنا بسبب الزلزال
-و كيف سنخرج من هنا ؟
-انا لا استطيع التحرّر من كل الأحجار التي حولي ..ماذا عنك ؟
-و انا ايضاً لا استطيع الحراك
يتنهد بضيق ثم يقول :
-سينقذونا , لا تخافي
-الا تدرك ضخامة المول ؟ خاصة ان اليوم بالذات كان مليئاً بالناس .. فهل بإستطاعتهم انقاذنا جميعاً ؟!
-لا ادري ..لكن اكيد كلابهم ستفرّق بين رائحة الأموات و رائحة الأحياء منّا .. هيا دعينا لا نفكر بشيءٍ سلبي .. ما اسمك ؟
-سميرة ..و انت ؟
-مصطفى
-كم عمرك ؟
مصطفى : سأصبح 39 بعد ايام .. و انت ؟
سميرة : 38
-آه ! يعني نحن من نفس الجيل .. حسناً كم ولداً لديك ؟
-انا لست متزوجة .. ماذا عنك ؟
-لديّ بنتاً صغيرة , هي كل حياتي
-و هل كانت معك بالمول ؟
-لا هي مع امها في اميركا .. انا قدمت الى هنا في زيارة لأمي
-و هل انت متزوج من اجنبية ؟
-نعم .. و اعمل هناك كأستاذ جامعي .. ماذا عنك ؟
-انا تخرّجت من قسم الآداب , و من ثم جلست في البيت
-ألا تعملين ؟
-لا , اهتم فقط بهوايتي .. فأنا رسّامةٌ ماهرة
-آه جميل .. انت محظوظة لإيجادك الوقت الكافي لتنمية موهبتك
-قلي الآن ..هل اتيت للمول وحدك ؟
-لا مع اصحابي , تركتهم يأكلون في المطعم و أتيت الى هذا المحل ..(بقلق) ..اتمنى ان يكونوا بخير
-و لما دخلت الى محلٍ نسائي ؟! اتريد ان تحضر هدية لزوجتك ؟
بتردد : بصراحة .. لقد لحقت بك
باستغراب : ماذا ؟!
-كنت مررّتِ بجانب المطعم , و رأيتك تمشين لوحدك ضائعة و حزينة .. لا ادري .. لكن شيئاً ما شدّني اليك , فاستأذنت من اصحابي و دخلت خلفك اريد محادثتك , ثم حصل ما حصل
-لحظة ! الم تقل انك متزوج ؟
بارتباك : نعم , لكن..
تقاطعه : لا يهم .. برأيّ الافضل ان تكون مخلصاً لزوجتك على الأقل من أجل ابنتك الصغيرة
-انا لا افعل اي شيءٍ خاطىء يا سميرة .. المهم لنغير الموضوع , لما كنت حزينةً هكذا ؟
-كنت اشعر بالوحدة , هذا كل شيء
-الم تحبّي من قبل ؟
بدهشة و ارتباك : ماذا ؟! بأيّ حق تسألني مثل هذا السؤال الشخصي ؟!
-آسف , كنت اريد ان اتعرّف عليك اكثر .. كما اننا عالقون هنا , فدعينا نضيّع الوقت بالكلام الى حين انقاذنا
بنبرة حزينة : او موتنا
معاتباً : سميرة رجاءً ..الموقف لا يحتاج الى المزيد من التشاؤم
-معك حق ...
و تسكت للحظات , قبل ان تقول..
-نعم ..احببت شخصاً لا اعرفه
باستغراب : و ماذا يعني هذا ؟!
-شخص تحادثت معه على النت , يلقّب نفسه بالأمير
فيضحك مصطفى
متضايقة : لا تستهزأ منّي !!
-أأحببت شخص لا تعرفين حتى اسمه ؟! .. طيب كم من الوقت تكلمتي معه ؟
-سنة تقريباً
بدهشة : سنة و لم يخبرك بإسمه الحقيقي ! و ما ادراك ان لا يكون سفّاحاً او شخص يتسلّى بكِ او..
مقاطعة بعصبية : توقف رجاءً !! انت تهين عقلي هكذا ؟
-آسف .. هيا اكملي كلامك عنه
تسكت لحظات و كأنها تتذكّر فتاها , ثم تقول :
-هذا الرجل ..لا استطيع حقاً وصفه ! فأحياناً حنون جداً و رقيق , و احياناً اخرى قاسي و لئيم ..و مع كل هذا اشعر بالحنين له , فنحن افترقنا منذ فترةٍ قريبة
فسكت مصطفى .. فقالت سميرة :
-اعرف ما ستقول .. عانسٌ يائس , و تعلّقت بآخر املٍ لها
-لا ابداً , لم افكر هكذا .. لكني حزين بعض الشيء
-على ماذا ؟!
-عليكِ .. صحيح انا لا اراك جيداً الآن , لكني لمحتك بالمطعم .. و انتِ حقاً فتاةٌ جميلة , و الكلام معك لطيف .. فلما لا تشعرين بقيمتك ؟! اقصد لما علّقت كل آمالك على رجلٍ غريب من النت ؟!
-ربما لأن المجتمع يضغط على من هم في مثل عمري , و يرغموننا على الزواج من ايّ شخص فقط لكيّ نلحق بالقطار قبل ان يفوتنا
-هذا لأنك تجلسين في البيت و تشعرين بالمللّ , جدي شيئاً تبرعين فيه و املئي وقت فراغك .. و اذا كان لديك نصيب فسيأتي اليك .. او سيعلق معك تحت الركام
ثم يضحك.. و هنا يظهر صوتاً قوياً من فوقهما
سميرة : لحظة ! هل سمعت هذا الصوت ؟
مصطفى بارتياح : نعم , يبدو انه صوت الجرّافات ..انها تقترب من هنا , اظنّهم سينقذوننا قريباً
بقلق : و ماذا لو مزّقت الجرّافات اجسادنا ؟
-يا ساتر يا سميرة ! لما كل هذا التشاؤم ؟! ..آه لحظة ! اسمعتي ..انه صوت نباح الكلاب المدرّبة .. بالتأكيد هم لن يشغّلوا الجرّافات قبل ان تحدّد الكلاب مكاننا .. اطمئني رجاءً
-حسناً سأقرأ الآن كل الأدعية التي احفظها , و انت ايضاً ادعي ربنا , علّنا نخرج من هنا سالمين
و فجأة ! عمّ الظلام تحت الركام ..
معاتبة : مصطفى !! لما اطفأت النور ؟!
-اظن انه انتهى شحن جوالي ! لكن لا عليك , سينقذوننا قريباً
-حسناً , دعنا الآن ندعي قليلاً
و بعد دقائق ..
-سميرة
-نعم مصطفى
-سألتقي بك قريباً في المستشفى
-هل ستزورني ان عرفت بأن قدمايّ تأذّت بهذه الحادثة ؟
-و هل انت ستحبينني في حال اصبت بإعاقةٍ ما ؟
-لنترك ذلك للأيام
-اتفقنا .. آه يا سميرة كم انا عطشان
-و انا ايضاً
واذّ بالرمال تتساقط على وجهيهما فجأة ! فقال مصطفى بفزع :
-لا اللعنة !! ماذا يحصل فوقنا ؟!
سميرة بقلقٍ شديد و عصبية : التراب ينهار فوقنا ! الأغبياء !! سيردموننا احياءً ... مصطفى هل انت بخير ؟ ...مصطفى ! .. ارجوك يا رجل لا تسكت هكذا !! هل وقع التراب فوقك ؟ ... مصطفى تكلّم , قلّ شيئاً ارجوك !!!!
-قولي حبيبي و سأردّ عليكِ
-يا ثقل دمك يا اخي .. امتّني خوفاً
-هل خفتي عليّ حقاً ؟!
بغضب : ايّاك ان تفعل هذا ثانية !! عليك ان تبقى حياً .. اسمعت !!
-لا تخافي , سأبقى حيّاً الى ان تخرجي من هنا اولاً
-لا , انت ستخرج قبلي
- بل انتِ .. هآ انظري الى هذا النور الذي فوقك .. لقد بدأوا بالحفر , هيا لنصرخ بكل قوتنا ليسمعونا
و صارا يصرخان هما الأثنان بكل قوة ..
-هاىّ !!! نحن هنا !! نحن احياء !!
ثم سمعا صوتاً من بعيد يقول :
-هناك صوتاً يخرج من هنا ! لقد وجدت احياءً !! ..هيا تعالوا و ساعدوني !!!
سميرة بارتياح : الحمد الله لقد سمعونا يا مصطفى ..(ثم بقلق) ..مصطفى اين انت ؟! مصطفى تكلّم !! و الله سأعضّك , هيا تكلّم يا رجل .. لا تقم بهذه الألآعيب معي ثانيةً , هيا قلّ شيئاً !!
و فجأة ! رأت ضوءاً قوياً يخرج من فتحة فوقها , فأغمضت عيناها بقوة , ثم شعرت بيدٍ تنتشلها من هناك .. و سمعت رجال الإسعاف و هم يقولون :
-انتبهوا عليها !! فرجلاها مصابتان
و هنا قالت سميرة و هي تلهث من التعب و مازالت غير قادرة على فتح عيناها جيداً من شدّة الضوء :
-هناك رجلاً حيّ في الأسفل , كان قريباً مني .. ارجوكم انقذوه
المسعف : سنحاول يا سيدة .. هيا خذوها الى سيارة الإسعاف
-لا !! لا تبعدوني الآن , اريد ان اراكم و انتم تخرجون مصطفى .. رجاءً انا اريد ..
و هنا اعطوها ابرة المنوّم , و مع هذا صارت تقاوم النوم بعناد و هم ينقلوها الى سيارة الإْسعاف ..
-لا !! لا اريد ان انام الآن !! ارجوكم دعوني ارى مصطفى اولاً !!
***
لكنها استيقظت في غرفة المستشفى
فاقتربت منها اختها و قد اغرورقت عيناها بالدموع :
-الحمد الله على السلامة , اخيراً استيقظتي .. لقد نمتي كثيراً يا عزيزتي , كم قلقت عليكِ
فنظرت سميرة لقدميها بقلق , فاسرعت اختها لطمئنتها :
-لا تقلقي .. مجرد كسور و جروح بسيطة , انت بخير
-و ماذا عن مصطفى ؟ هل اخرجوه من هناك ؟
-من ؟! .. (بتردّد).. هم لم يخرجوا من تحت الركام سوى ثمانية اشخاص , و جميعهم نساءً و اطفالاً , ايّ لم يكن هناك رجالاً على ما اظن ... فعن من تتكلمين بالضبط ؟!
-لا كيف هذا ! هو كان يبعد عني متراً واحداً , و كان ما يزال حيّاً
و صارت تبكي , فحضنتها اختها لتهدئتها
-اهدئي ارجوك .. يا ممرضة لو سمحتي , نادي الطبيب حالاً
فقالت سميرة بعصبية : ارجوك اختي اخبري الشرطة بضرورة الحفر قرب الحفرة التي اخرجوني منها ..
-سأفعل , لا تقلقي
بغضب : انا اخبرتهم حينها بوجود شخصٍ حيّ بقربي , فلما لم يخرجوه .. يالهم من اغبياء !!
و هنا اتى الطبيب و اصرّ على اعطائها ابرة منوّمٍ اخرى
***
و في المساء .. استيقظت سميرة لتجد اختها تغفو بقربها , لكنها استيقظت فور ان احسّت باستيقاظ اختها المريضة , و اسرعت ناحيتها :
-سميرة ..هل انت بخير يا عزيزتي ؟
-انا بخير , و الآن اخبريني ماذا حصل بعمليات الإنقاذ ؟
بتردّد : اخبرني الشرطي ان عمليات البحث توقفت بعد مرور خمسة ايام على الحادثة
-خمسة ايام !
-نعم فأنت دخلتي بغيبوبة قصيرة , بعد انتشالك من هناك
-لا , لا اظن انني نمت كل هذا الوقت .. مستحيل !
-اختي .. الطبيب اخبرنا بأنك اصبت بارتجاج بسيط في المخ , لهذا من الطبيعي ان لا تشعري جيداً بالوقت .. لكن لا تقلقي , ايام و يعود كل شيء لطبيعته
-انا لست قلقة على نفسي , انا قلقة على مصطفى , هل اخرجوه ؟!!
-انا اخبرت الشرطي بما قلته لي , و اخبرني انهم بحثوا جيداً بقرب حفرتك لكنهم لم يجدوا احداً هناك
سميرة بإصرار و غضب : بلى !! كان هناك شاب و قد تُرك وحده هناك بسبب إهمالهم .. و انا سأثبت لك انني لم اكن اتخيله .. لو سمحتي اعطني ورقة و قلم و انا سأرسمه لك , فقد رأيت بعضاً من وجهه من نور جواله و شكله لم يكن غريباً عليّ !
و بعد ان وفّرت لها اختها ما طلبت , بدأت سميرة ترسم مصطفى .. و بعد ان انتهت , ارتها الصورة لأختها التي قالت متفاجئة :
-لكن هذا الأمير !
بدهشة : من تقصدين ؟!
-صديقك الذي احببته من النت
-لا ذلك كان شخصاً آخر
اختها بنبرة حزينة : يبدو انه رافقك في محنتك تحت الركام !
-ماذا تقصدين ؟! انا لا افهم شيئاً !
-لحظة سأذهب الى البيت و اعود بعد قليل , انتظريني
***
و اتت بعد ساعة و هي تحمل كيساً فيه كراسة رسم و رسالة
سميرة : اهذه كراستي ؟
-نعم .. افتحيها و انظري كم مرّة رسمته
و هنا شاهدت سميرة انها ملأت كل صفحة من صفحات الكرّاس برسوم لصديق النت الملقّب بالأمير , ثم قالت بدهشة :
-نعم هو نفسه مصطفى ! كيف يعقل هذا ؟!
-يبدو ان الحادثة اصابتك بصدمة ما و لهذا اختلطت عليك الأمور
-انا لا افهم شيئاً !
-اسمعي .. لا ادري ان كنت مازلتي تذكرين قصة الأمير التي اخبرتني بها منذ مدة قريبة .. القصة انك تعرّفت على شخص متزوج و لديه ابنة عن طريق النت و احببته جداً , و كان قد وعدك بأن يأتي من اميركا ليخطبك ..لكنه فيما بعد , قطع علاقته بك بحجّة انه لن يخرب بيته لأجل عانسٍ مثلك .. و هذا فطر قلبك و احزنك جداً , و لهذا قبلت بخطبتك لصديق والدنا العجوز , رغم اعتراضي على ذلك
بدهشة : و هل انا مخطوبة ؟!
-نعم , لكن بعد ان عرف الأمير بخطبتك عن طريق صديقة مشتركة بينكما , عاد و ارسل لك رسالة يُفهمك بأنه لم يخدعك بل احبك فعلاً , الا انه عرف مؤخّراً بأنه مصاباً بمرضٍ خطير يحتاج الى عملية نتائج نجاحها قليلة و لم يخبرك بإسم مرضه , لذا فضّل ان يجرحك لتبتعدي عنه بدل ان تتألّمي كعائلته
سميرة بقلق و الدموع تنساب على وجنتيها : و ماذا حصل له ؟!
فأخرجت اختها من الكيس رسالة بريدية و اعطتها لها :
-امسكي يا سميرة .. رغم ان كل علاقتكما كانت عن طريق النت , لكنه مع هذا ارسل لك هذه الرسالة لتبقى ذكرى لك
سميرة بخوف : ذكرى ! ...هل مات امير ؟!
اختها بنبرة حزينة : لا ندري .. اقصد ان المكتوب بالرسالة انه كتبها قبل لحظات من دخوله العملية .. و قال لك في حال ارسل لك رسالة بريدية اخرى بعدها , فهذا يعني انه بخير .. و اذا لم يرسلها لك , فهذا يعني فشل العملية
-طيب ماذا عن صفحته على الفيس ؟
-انت قلتِ لي قبل حادثة المول ان صفحته مغلقة , و لم يفتحها بعد آخر مكالمة لكم .. و كلّ ما بقيّ لك هي هذه الرسالة
و هنا تنظر سميرة لتاريخ الرسالة , و تقول بفزع :
-لكن هذه ارسلت منذ ثلاثة شهور !
اختها بحزن : نعم , و كانت آخر رسالة له .. انا آسفة
فنزلت دمعة سميرة على تلك الرسالة , لتستقرّ عند كلمته التي سطّرها بآخر الرسالة و الذي قال فيها :
((روحي سترافقك اينما كنتي))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق